أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة














المزيد.....

المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


هو التعاون الأول بين ايتوري سكولا والممثل الايطالي أوغو توغنازي،وهذا الأنتقال أو التحول من فيتوريو غاسمان إلى أوغوتو توغنازي يشكل نقلة نوعية في الشكل الفيلمي الذي سوف يقيمه سكولا لاحقا،فالفيلم بحد ذاته هو انتقال من كوميديا سطحية رخيصة الى لهجة اكثر حرفية واكثر شعرية واكثر تعبيرا عن روح المخرج بحد ذاته.
وهذا لايعني انتهاء التعاون بين فيتوريو غاسمان والمخرج ايتوري سكولا،بل سيحققان فيلما هو من أكبر واهم أفلام ايتوري سكولا على الاطلاق:نحن نحب بعضنا البعض ولهذا حكاية أخرى سنسردها لاحقا.
يبدا الفيلم تقريبا من خلال تعريف المفوض بيبي للمدينته الصغيرة:
مدينة هادئة مكرسة للعمل والعائلة فيها خمسة وعشرون مصنعا بين الكبير والصغير...في بعض الاحيان هناك احتجاجات صغيرة،ولكن لاشيء يذكر في ازعاج الأوامر العامة....نسمع خطب نارية واحتجاجات مدوية وبعض التصفيق ومن ثم تعود الحياة كما كانت من قبل...
الاسياد يبقو هم الاسياد والعمال يبقو هم العمال....
ويتابع المفوض(أوغو توغنازي):مدينتنا كاثوليكية فيها كنائس بعضها كبير وبعضها صغير...أنها المدينة التي تصنع اشارة الصليب(المقصود اشارة الصلاة المسيحية)...يظهر فجأة عامل مسن:
اعمل اعمل...يا اللعنة انهم يقبضون عليك فقط من اجل ان يجعلو منك تعمل كالكلب...
هل هو فيلم عن السلطة...هل بيبي هو وجه السلطة...؟
هو فيلم عن السلطة التي تفضح نفسها،عن الفساد السلطوي المتواري خلف سلطة أقل شانا وقوة منه
)...مشاغب فوضوي مجنون يكتب على مؤخرة دراجته النارية:Parigiهناك (
في حال حصول حادث أنا دائما على حق....
إذا هل هو صراع بين الفوضوية والسلطة...بين العنصر الاجتماعي المحتج وسلطة كبت العواطف؟!
الفوضوي بحد ذاته معبر عن شكل العصر،عن الحالة الاجتماعية السياسية لواقع عام 1969
انه عام 1969 والامور ليست جيدة....
الأكواخ تنهار والفلل تنمو....(تآكل الطبقة الوسطى)
الفاتيكان لم يدفعو الضرائب ولكن انت تفعل ذلك،والأسقف يشتري مرسيدس للاسراع الى مقصورته
أولاد عام 1949 قاموا بواجب الخدمة العسكرية وحصلوا على الاهتياج...مساكين
ويتابع الفوضوي:نحن في عام 1969 وكل شيء مقرف ولكن في عام 1970 ستسوء الأمور أكثر
هذه السلطة،هي سلطة الاعتراض والتعبير المتاحة في ذلك العصر،حتى ضمن الشكل الفيلمي ف(باريجي) يمثل السلطة الرابعة ايضا،أو صوت الاحتجاج السلمي الذي لايلتفت اليه أحد...
يتجه الفيلم الى موضوع أكثر ضيقا،واكثر تمحورا حول قضية بعينها حين يبدأ بيبي بالتحقيق عن فيلا )Zaccarin Villaمشبوهة تدعى(
التي تعمل في الدعارة لتقود التحقيقات الغير معقدة الى شبكة كاملة من الدعارة يقودها صفوة المجتمع أو كما يدعوهم بيبي (الرجال المحترمين في المجتمع)،منهم حتى الكنيسة نفسها،ومن خارج هذا التيار الواقعي ذو العلاقة الواضحة بالسياسة،تبرز المشكلة الجنسية كمحرك اساسي للمجتمع برمته،فكل طبقات المجتمع تفكر في شيء واحد وتسقط مهزومة أمام الشهوة الجنسية ومكبوتاتها،وحتى الهموم الاجتماعية الكبرى لاتستطيع ان تخلص الانسان من الرغية...من التحرك صوب رحم الرغبة،ولكن،من الممكن ان نصلي صلاة سريعة قبل هذا التحرك(الواعي) تعبيرا عن طلب المغفرة والشعور بالندم قبل ان نقوم بالفعل نفسه...
بيبي ذو سلطة مطلقة على نفسه،تتحرك رغباته وشهواته نحو الخيال...نحو تمثيل المشهد من دون ان تخرج من قوقعة الكبت،فالسلطة مقياس للقانون،مقياس أن تبقى رغبة قتل (باريجي) بطريقة همجية ضمن الخيال فقط....
تطلب منه السلطة نفسها التوقف عن تحقيقاته...فماذا سيحدث؟
هل سيثور بيبي على السلطة التي هو أحد اعمدتها...هل سيثور على فساد مجتمعه...؟
لن تكون النهاية مثالية،فبيبي يستسلم بسرعة،ويفضا ان لايخوض في افكار ثورية مثالية تحلق بالسحاب،فهو يفضل-كما يقول-أن تكون نهايته في جزيرة معزولة مليئة بالمسرات.
نهاية الفيلم ليست سلبية على الاطلاق،فبيبي هو العنصر الأوسط غير المتلاقي مع فساد المجتمع وفساد السلطة....هو الوجه الناعم المزيف للسلطة
وحين تكشر الفوضوية عن انيابها وعن غاياتها بتحقيق التساوي والتعادل بينها وبين الفئات التي تعتبرها منحطة أو دنيئة،يبقى لها ذلك ا|لأثر الملموس في الوعي الاجتماعي...
الفوضوية تخطر بيبي أن عشيقته السرية منذ خمس سنوات (ماتيلدا) ليست الا طرفا غير مباشر في شبكة الدعارة التي طالت المجتمع برمته...
ماتيلدا تعمل في مجال الدعارة
ان كان الموضوع تقليدي وتمت معالجته باكثر من طريقة،إلا ان الفيلم جيد ويستحق المشاهدة

3/9/2021



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايتوري سكولا:10 مايو 1931- 19 يناير 2016:الأفلام الأولى
- مفكرة مهووس 1993(ماركو فيريري):تاريخ مضطرب مع النساء
- جستن الماركيز دي ساد 1969:لعنة الفضيلة-نقد افكار الماركيز
- منزل الابتسامات (ماركو فيريري) 1991: فكاهة مصطنعة تشير الى ا ...
- أنا أحبك 1986(ماركو فيريري):مقتطفات
- أوجيني 1970:لماذا نقرأ الماركيز دي ساد
- المستقبل هو المرأة 1984 (ماركو فيريري):عوالم مختلطة
- حكايات جنون اعتيادي1981(ماركو فيريري):أجمل نساء المدينة
- قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب
- فيلم مارا 2015(يوميات الباصق في وجه الأدب)
- البحث عن ملجأ 1979: هدوء نسبي
- وداعا أيها القرد1978(ماركو فيريري):كل شيء ممكن حتى نحكي فيلم
- المنحى الكانيبالي عند ماركو فيريري
- المرأة الأخيرة 1976(ماركو فيري):هستيريا العلاقة
- لا تلمس المرأة البيضاء 1974(ماركو فيري):لمحة سوداء عن التاري ...
- الوليمة الكبيرة 1973(ماركو فيري):المحرك الديونيسي المعاكس
- ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب
- الجمهور (المقابلة) 1971-ماركو فيري: الدلالة اللغوية والموقف ...
- (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه ا ...
- ديلنجر قد مات1969 (ماركو فيري):جلوكو وحديث الليلة الأخيرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة