أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب















المزيد.....

ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


يتعاون ماركو فيري في هذا الفيلم مع العمالقة،من كثرين دينوف بطلة حسناء نهار لويس بونويل،ومارسيلو ماستروياني،وميشيل بيكولي،وهناك ايضا اضافة مختلفة لهذه المقدمةـفالفيلم هذه المرة ليس من كتابة ماركو وتعاون ماركو فيري على كتابة السيناريو(Ennio Flaianoفيري بل هو اقتباس ادبي عن رواية من كتابة(
مع الشهير جان كلود كاريير....
يبدأ الفيلم مع التكرارمع ميلودراما عاطفية شديدة ومكررة،على ان ماركو فيري عودنا أن نصبر،لأنه دائما ما يعالج التقليدي بالغير تقليدي،بل ان التقليدي ليس الا مقدمة للخوض فيما هو غير تقليدي وغير متوقع على الاطلاق.
جيورجيو-مارسيلو ماستروياني-رسام يعيش في عزلة على جزيرة مقفرة مع صديقه الكلب مالمبو،ويلاحظ بأن طبيعة فنه من خلال اسكتشات نراها على الشاشة تشبه نوعا ما،او محاكاة لإيغون شيلد...
تظهر فجاة امرأة من طبقة ارستقراطية تهرب من الواقع المأساوي لأرستقراطيتها مع زوجها لودفيج.
ثم يحدث شيء من علاقة تقليدية خاضعة لنفس الموقف المكرر ...فنان في عزلة وامرأة من طبقة ارستقراطية أدبيا،تذكرنا نوعا ما بعشيق الليدي شاترلي....بحيث تبدو ليزا ككائن دخيل على العالم،ولكنها لم تبقى كذلك وهذا مؤكد ومتوقع،خاصة ان الالتقاء الحميم بينهما كان سريعا.
إذا هدوء المحيط بدون اي موسيقى تصويرية مع ركام من الاسكتشات واللوحات الفنية،وماضي معدوم تماما لهذا الفنان سوى شذرات بالكاد نفهم منها شيئا وتشاركه ليزا في انعدام هذا الماضي بحيث يبدو الفيلم وكانه عن اللحظة...وليد اللحظة فقط
على ان شذرات الماضي ليست الا شذرات كامنة فقط...
يتحول مسار الحبكة عندما تقوم ليزا بقتل الكلب مالمبو غيرة منه فقط...
عندما يسمع جيورجيو هذا الاعتراف يعاملها كالكلب تماما،وتبدو اللحظة هي لحظة انتقامية،ولكن،ومن ناحية اخرى،فربما تكون ناحية نكوصية أيضا....
إذا،هو يعاملها وكانها كلب ويجعلها تحاكي هذا الحيوان في تصرفاته مثل ان يلعب معها لعبة رمي العصا،لدرجة انه يربط طوق الكلب حول رقبتها ويجرها في الماء...هل هذا تعذيب سادي من نوع آخر،أو انها محاكاة لنظرية بيولوجية قديمة؟
خاصة بأن هناك اذعان واضح من قبل ليزا غير مفسر وغير مفهوم سوى ارجاعه الى محاكاة أي نظرية(كانت) حتى نبدا بفهمه أو الاقتناع به...يحكي جيورجيو لليزا قصة الراهب:
...أنا امتلك فكرة عن قصة اخرى حدثت في المانيا القرن الثامن عشر
تمت محاكمة راهب لممارسته الجنس مع كلب،كان يحب العزلة ومن خلال اماتة الجسد تم الوفاء،كان رجلا متدينا ربما اشتاق الى القداسة،ولكنه في يوما ما التقى بعاهرة جميلة،تبعها ولكنه فقد المسار اليها ومن ثم رآها مرة أخرى في اليوم التالي وفي الايام التالية:
بدا الكلب وكأنه يريد ان يفتنه،حتى في يوم من الايام لحقها الى مخزن للحبوب ومارسا الحب...
قال الناس با الشيطان اخذ شكل كلب لكي يغويه....حوكم الراهب واحرق حيا
ليزا:والعاهرة
جيورجيو:هي ايضا احرقت حيه
ثم تبدا ليزا بلعق يدي جيورجيو كالكلب تماما
الى ماذا نحيل هذا الرمز المتكامل فعليا...؟.
أولا،هذا قريب نوعا من افكار نيتشة حول المرأة ...طالع مثلا هكذا تكلم زرادشت
هل ظاهر الفكرة تعظيم الرجل واهانة المراة بوصفها رمز الغواية التاريخي المطلق....
إن آمنا بهذا الظاهر،فهنا لا بد ان نقع في الاسقاط التاريخي...حواء التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة
عنوان الفيلم حقيقة هو (La Cagna)،وهي كلمة ايطالية تترجم حرفيا بالعاهرة،بينما اسم ليزا كعنوان للفيلم أو هناك عنوان آخر يدعى بحب للخلود ليست سوى أسماء تجارية غايتها الترويج للفيلم.
فإذا كان جيورجيو هو الراهب وقع ضحية للغواية-غواية العاهرة-وضحية الشهوة المنافية للطبيعة الدينية،فمن عنوان الفيلم نفهم ان ليزا هي العاهرة المشار اليها بعنوان الفيلم،ومن خلال هذه القصة ايضا،فليزا هي الشيطان التي يجب على الرجل ان يحاربه دائما،وان اسقطنا معنى الشيطان فنقول ان ليزا-بكل معطياتها السابقة-هي الشهوة التي يجب تأديبها دائما.
فإن كان جيورجيو يعاملها الآن مثل الكلب تماما،بعنف وقسوة بل احيانا يظهر صوت عواء في الخلفية كرمز من مكان مجهول،فالموضوع هنا ليس ساديا على الاطلاق،بل ليزا هي انعكاس مادي لمقتضيات الكبح المقبول بالنسبة لأي ثقافة من اي نوع معين...
ولكن،لاحقا ستخضع هذه الفكرة الى نوع من التناقض،او شيء من عدم التوليف معما هو قادم...
يعود جيورجيو الى حياته الطبيعية،عودة طارئة وهناك يلتقي صديقه القديم (ميشيل ليكولي)...
هل ترى تلك الفتاة السوداء(فتاة سوداء تقليدية تماما)
ذات مرة بقي المثقف ساكنا ومر التاريخ أمام عينيه،والآن...هو من يتحرك...؟
هي تبدو مثل عشيقة سبارتكوس
يرد جيورجيو:عشيقة سبارتكوس تدعى ليزا
ثم تحدث مداخلة سردية سريعة مع طائفة هندية عن ماهية السعادة؟
يرد:السعادة هي ان تعرف راماكرشنا
لنتغاضى عن هذه المداخلة ونعتبرها مجرد مداخلة وليست ضمن موضوع الفيلم على الاطلاق
قصة عن سبارتكوس:يسرد هذه القصة جيورجيو على ليزا:
في اواخر 71 قبل الميلاد،كانت ليلة باردة والجبال كانت مغطاة بالثلج، سبارتكوس وبعضا من رجاله فازو على كراسو وسارو نحو برينريزي،ولحق بهم كراسو فورا لأنه خاف أن يقوم سبارتكوس بغزو روما،ولكنه لاحقا لاحظ ان مسيرة سبارتكوس هي مجرد مناورة تحوير...احذر
يقاطع جيورجيو القصة:يجب ان تنصتي لأن كلبي ينصت لي
ومن ثم يتابع القصة:لم يسبق لأي متمرد أن تصرف مثل سبارتكوس...هل فهمت يا ليزا
كارل ماركس نفسه قال بان سبارتكوس كان الممثل الوحيد للبروليتارية القديمة
إذا هو يكني نفسه بالراهب ذات مرة وبسبارتكوس مرة أخرى...هل هو-بالنسبة لسبارتكوس-مريض بوهم تقليد البطولة،أم هي ثورة كينونة ضد كينونة...أم هي شيء مختلط بينهما...؟!
ثم،ما هي علاقة سبارتكوس بهذه القصة ذات الطابع الفردي المطلق...؟
قد يكون سبارتكوس بطل مغرم به جيورجيو،او كناية عن ثورة مثالية ضد عبودية الانسان التي حورت فلسفيا وشكليا في العصر الحديث الى عبودية اجتماعية...
هناك تشوش وخلط كبير للأفكار في الفيلم،وتواضع معالجتها واغراقها الشديد في الرمزية من دون تقديم حل مقنع ولو مجرد لمحة،ساهم كل هذا في تشتيت المشاهد الذي فضل انقاذ نفسه بدلا من الغرق في كتلة من الافكار المتشابكة ذات الاساس غير المفهوم،على ان هذه الحبكة ليست مجانية على الاطلاق...على الاطلاق

إذا تحرك ماركو فيري في ثورة بيولوجية أخرى،فبدلا من ان تتطور المراة القردة الى انسان-حسب داروين طبعا-تحولت الى كلب.
19/03/2021



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهور (المقابلة) 1971-ماركو فيري: الدلالة اللغوية والموقف ...
- (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه ا ...
- ديلنجر قد مات1969 (ماركو فيري):جلوكو وحديث الليلة الأخيرة
- حريمها 1967(ماركو فيري):نكوص الواقع القبلي
- زفة العرس 1965(ماركو فيري):نظريات في طبيعة العلاقة
- الانفصال 1969(ماركو فيري):الحقيقة المختفية خلف حقيقة مقتضبة
- اليوم،والغد،وبعد الغد 1965(ماركو فيري ومجموعة مخرجين):حفريات ...
- (ضد الجنس)-ماركو فيري:Counter Sex1964
- المرأة القردة 1964(ماركو فيري): ليس لأضفاء أي لمسة على نظرية ...
- العش الزوجي 1963(ماركو فيري):قصة ملكة النحل
- ماركو فيري:أفلام المرحلة الاسبانية الأولى
- عن المخرج الايطالي ماركو فيري(1928-1997) وفيلم اللحم 1991
- المنزل الذي بناه جاك 2018(لارس فون تراير|):جحيم دانتي
- العمى 2008:ابصار شكلي
- غراديفا 2006ألن روب غرييه): شكل من اشكال الارهاصات العصرية/ا ...
- المصيدة2016(كيم كي دك): هل هناك فرق شاسع بين الديمقراطية وال ...
- واحد على اثر واحد 2014(كيم كي دك): من حيز التكوين الى حيز ال ...
- الملائكة المبيدة(جان كلود بريسو): فيلم تجريبي حول الخطيئة وا ...
- عشيق الليدي شاترلي(عن الرواية والفيلم معا): .لورنس يعود الى ...
- روح المغامرة2008(جان كلود بريسو):نشوة غامضة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب