أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - غراديفا 2006ألن روب غرييه): شكل من اشكال الارهاصات العصرية/اسقاط روائي من نوع آخر















المزيد.....

غراديفا 2006ألن روب غرييه): شكل من اشكال الارهاصات العصرية/اسقاط روائي من نوع آخر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


من النادر ان يكون الحلم تمثيلا لفكرة واحدة،بل هو بوجه العموم تمثيل،بل قل اخراج مسرحي لجملة،لسلسلة من الافكار..... الهذيان والأحلام في الفن-سيجموند فرويد
قبل الحديث عن الفيلم واشكالياته،لا بد لنا من كتابة هذه المقدمة عن كتاب(غراديفا-فنتازية بومبية) للكاتب الألماني ويلهلم جونسون:
نشر ويلهلم جنسن رواية (غراديفا-فنتازيا بومبية) على دفعات في صحيفة الصحافة الحرة الجديدة،الألمانية في عام 1902،مستوحيا اياها من منحوتة رومانية تحمل الأسم نفسه،وبعد قراءتها،ارسل عالم التحليل النفسي كارل غوستاف يونغ نسخة عن الرواية لأستاذه سيغموند فرويد الذي اعجب فيها اعجابا شديدا وتناولها في دراسته الشهيرة (الهذيان والأحلام في الفن) في عام 1907،وامتلك ايضا نسخة عن ذات المنحوتة حصل عليها من متحف الفاتيكان وبقيت معلقة على جدار مكتبه حتى وافته المنية.
تمثل الدراسة تحليلا لصنف من الأحلام التي لم تراود انسانا قط،تلك الأحلام التي تبتدعها مخيلة الكتاب الخصبة وينسبونها لشخصياتهم المختلفة في اطار الحبكة،واستخدم فرويد الرواية ليظهر للجمهور ان الكتاب كانوا من أوائل المحللين النفسيين،اذ تنبع اعمالهم من تواصلهم المباشر مع اللاشعور.
ثم نعود لنقتبس من كتاب الهذيان والأحلام في الفن لسيجموند فرويد:
ان غراديفا هي عبارة عن حلم ليس أكثر من منحوتة عادت الى الحياة في ذهن الكاتب وتدعى حرفيا (ذات المشية الساحرة) حسب ترجمة كنان الشحف الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع بينما ترجها جورج طرابيشي(مترجم الكتاب اعلاه) ب(التي تتقدم للأمام)،ومن المعروف ان هذه المقطوعة الأدبية أثارت اهتمام عالم النفس الكبير بحيث كان قد وضع صورة لهذه المنحوتة خلف مكتبه كما انه ألف الكتاب آنف الذكر.
ولكن،ومع هذه المقطوعة السينمائية الفريدة من نوعها التي حققها ألن روب غرييه عام 2006-وهو الفيلم الأخير الذي حققه قبل وفاته يبدو الموضوع مختلفا بشكل كبير مع استفادة غرييه من المعطيات الأساسية للرواية،ولم يكن الموضوع على الأطلاق-كمما عهدنا عند غرييه-اطلاق اشكالية كبرى في تحقيق نمط سردي يجمع بين الرواية والفيلم،بل الموضوع كان اقرب الى خلط الأوراق لدرجة كبيرة،بحيث بدا غرييه يتابع موضوعا آخر مختلف تماما عن مقصد ويلهلم جنسن على ان انبثاقه كان من غراديفا نفسها.
الأحلام في غراديفا-النص الروائي الأساسي-تنبت في مدينة مومباي الايطالية،على ان غرييه ينقل كل هذه المعايير الفنتازية الى مكان آخر،الى الشرق وبالتحديد المغرب،لأن الموضوع بات بالنسبة لغرييه هو العلاقة الخفية غير المكتشفة تاريخيا بين غراديفا والرسام ديلاكروا،وهو الذي كان الشرق مصدر استلهاماته الكبرى،بحيث تبدو غراديفا المتشكلة ايضا من عنصر هذياني له علاقة بالتاريخ ذات الحضور الأقوى في الرواية،إلا أنها عند غرييه تبدو ككناية عن تاريخ طويل من التعذيب البشري للمرأة،وللكشف عن قصة أخرى غير حاضرة تاريخيا أبدا عند المحققين في حياة ديلاكراوا.
دعونا نعرف بديلاكروا قليلا،وعلى طريقتنا لأننا لانحب ان نكرر ما هو مكتوب على الانترنت،وان وجدنا انفسنا مجبرين على الاقتباس،لأنه ومن دون التقديم عن ديلاكراوا كما قدمنا عن غردايفا الأصلية لا نعتقد بأننا سوف نمسك الخيوط الأساسية في الفيلم:
...هذا-اي ديلاكراوا-لم يمنعه من من استخدام النماذج الكلاسيكية للفن الروماني واليوناني،بل سافر عوضا عن ذلك الى الشمال الأفريقي بحثا عن الغرابة،وبعد رحلة واحدة الى المغرب تغيرت طريقته في العمل على اللون بشكل كبير بعدما تأثر بثقافة مختلفة تماما عن الفرنسية....الأزياء الملونة الزاهية للملابس العربية،شكل النساء العربيات،الخيول والمباني،كل ذلك اثر في ديلاكراواوعبر عن تلك الموضوعات بمجموعة لوحات تمثل مشاهد من الشرق،حيث ساهمت اعماله في اندفاع الفنانيين الفرنسيين الى الشرق للبحث عن مصادر الالهام في لوحاته خاصة بعد مقولته الشهير عن بلاد شمال افريقيا.....عند كل خطوة هناك لوحة جاهزة للرسم...
من ابرز اعماله لوحة سلطان المغرب 1845 ولحة الجزائريات 1830 ولحة زفاف يهودي في المغرب1839.
إذا للفيلم اساسيات كثيرة واعمدة متنوعة يعتمد عليها وأولها هو الأساس الأدبي،لأن الخلط الاساسي بين ديلاكراوا وغراديفا قدم من النص الأصلي،بحيث لم يكن نقل المكان الى المغرب في الفيلم محض صدفة،بل لإضفاء المنطقية على الاقتباس،ولأنه هو المكان الوحيد الذي من الممكن أن نلاحق فيه قصة خفيه في التاريخ عن ديلاكراوا،وهنا يدخل العنصر التاريخي للقصة،والبيان الذي يقدمه غرييه عن العنف والتعذيب الذي مورس ضد المرأة،فالتجريد والعراء في الفيلم لايمت بصلة الى السادية الجنسية على الاطلاق،بل العراء الأنثوي هو المبالغة في الكشف عن التاريخ-بهذا الشق-أي التحقير والأهانة والتعذيب الذي طاله التاريخ في حق المرأة.....فكرة العراء هي التجريد من الكرامة
وهنا علينا اغفال عبارة(السادية الجنسية)من معطيات العراء في الفيلم وان كان يصلح أيضا أن نغفلها من مضمون القصة،لأن قصة التضحية بغراديفا هي قصة عن القتل بدافع الامتلاك وهي التي فتحت الباب على مصراعيه لتقديم هذا البيان الشكلي الغريب عن العنف ضد المرأة...
ثم ان هناك اساس فني للفيلم وفنتازي الذي يقود بقوة وبساطة الى علم النفس وتفسير الأحلام،وعلينا أن لاننكر أن هذه المعطيات خلطت ببراعة لتحقق فيلما متقدم المستوى الفني،وهو الأمر الذي نحسبه بقوة-هذه المرة-لألن روب غرييه.... فهذه المعالجة قدمت بالأساس لتكون ثقافية مرتبطة اشد الارتباط برؤية واسلوب غرييه الفنية بل نضيف الى ذلك النزعة السردية الواضحة في الفيلم...
إذا بطلنا جان لوك الفرنسي الحاضر الآن في مراكش المغرب،ونفضل ان نعطل مفهوم الفترة الزمنية على انها تبدو في الوقت الحاضر،يطالع اسكتشات صورية لصورة امرأة واحدة في اوضاع مختلفة.....
(اسكتشات تذكر بايغون شيلد عموما)
هنا يسأل خادمته بلقيس-التي تعتبر كخادمة ومحظية في نفس الوقت-عن من أحضر هذه الصور فتجيب بأنها لاتعرف...
ومن تظهر هذه المرأة بشكلها البشري في مراكش المغرب،وتكتب:
انني لست هنا...انني اتجول في متاهات المدينة-المدينة اسم مكان شعبي في المغرب-وهي ترتدي لباسا ابيضا شبيه بلباس غراديفا الروائية الأصلية-ابحث عن.,..ابحث عن موضوع...صغير ضائع اثار اهتمام ازدواجيتي...ليس من المبكر القول ان هذه الثنائية تتمثل في حضورها الحلمي في ذهن جون لوك وحضورها الحقيقي في الحياة...
وكلا العالمين يبدو مختلطا ولكننا مع قليل جدا من التركيز نستطيع ان نميز بينهما بسهولة...
جون لوك يكتب كتابا عن ديلاكراوا وهو في نفس الوقت مصاب بألم الاسنان الأمر الذي يدفعه الى التشتت في التمييز بين الأختراق الذهني الذي يتعرض له وبين عالمه الحقيقي...ويتلقى-ليس من باب المصادفة-دليلا يقوده الى عالم فنتازي آخر للحصول على لوحات ديلاكراوا الاصلية.
إذا،فكما قلنا فالموضوع الأساسي هو ملاحقة هذه القصة غير المكتوبة عن ديلاكراوا بحيث يبدو الخيال الفنتازي موجها قصديا لمساعدته في اكتشاف هذه القصة.
وهناك تقاطعات حاسمة في الفيلم،والتقاطعات ايضصا ليس من قبيل الصدفة،بل هي موجهة من قبل غراديا نفسها التي ليست في حقيقتها سوى فنانة احلام...فنانة أحلام
هذا ليس غريبا على المغرب،ففي المغرب يظهر المرابطين وتحدث المعجزات....
ومن ثم تقوده الحكاية الشعبية المروية على لسان الدليل الفنتازي:
انهم يقولون ان المدينة تخفي ملجأ لشبح لشخص رقيق ذو شعر ذهبي قُطع رأسه في بداية القرن الماضي بسبب اغوائها من قبل رجل فرنسي عابر طريق...ربما لاحظت خطواتها الرقيقة التي لاتصدر أي صوت عندما تلمس الأرض(غرايفا معناها ذات المشية الساحرة)
الفقرة السابقة هي عنصر آخر استخدمه غرييه في خلطته الفنية الأ وهي القصة الشعبية...
قلنا ان العنف السادي الموجه للمرأة لا علاقة له بمدينة بومبي الايطالية،أي تحقيق حول هلاك قرية فاسدة مارست جميع انواع الفواحش الجنسية،بل هو بيان تشكيلي قاسي حول العنف التاريخي ضد المرأة.
واستكمالا لعنصر الحكاية الشعبية فغراديفا قتلن بفأس أو بسيف....
يسترجع غرييه تقريب الحالة،أي تشكيل الصورة الخيالية من خلال لقطة أو مشهد فيلمي...
امرأة مقتولة فيها عنصر فني في التشكيل أكثر من كونها جثة،مقتولة ملطخة بالدماء،مربوطة بسلاسل ومتمددة على سرير شرقي ارستقراطي،على ان هذه المشهدية توحي بشكل فني قابل للتشكيل على لوحة من قبل ديلاكراوا أو غيره وليس بالجزئية الدموية على الاطلاق...
هناك تشكيلات في اليدين توحي ان هذه المرأة (غراديفا الحلمية) مستخرجة من لوحة تعبيرية،وهذا الذي من الممكن ان ندعوه بالصياغة التامة للشكل الفني...
سيذهب جون لوك الى المتحف المثير للشك والجدل(نادي المثلث الذهبي)،ولكن من الواضح ان هذا النادي يقبع في الذهنية الفنتازية الحلمية للشخصية لأننا قادرين على اكتشاف الحدود بين العالم الوهمي والعالم الحقيقي مع وجود ألم في الاسنان لجون لوك الذي ساهم في تشتته اكثر وعدم قدرته على التمييز بين العوالم،ولكن هذا بالنسبة له وليس بالنسبة لنا كمشاهدين.
المتحف يساهم في تأطير العلاقات بين الشخصيات والأحداث الزمنية بشكل أكثر وضوحا،وهنا يدو الحوار بين جون لوك وشخص من الممكن أن ندعوه بقائد المتحف الفني،وهو يحمل وجه الشخصية الشرقية المستبدة،اي وجه الباشا،وعندم نسمع صوت التعذيب النسوي (التوظيف السادي للمرأة)يبدأ التبرير:
هي مدرسة لتعليم النساء جميع أنواع الفنون...تجارة فاخرة أو خدمات اضافية كموديل للمصوريين والرساميين....هو يتكلم وهو يداعب امرأة بشمل سافر وطبيعي،على ان هذا يقدم الدليل على ان التعذيب يحقق الطاعة العمياء المستسلمة من قبل المرأة...
ويتابع:هؤلاء السيدات الشابات يجب ان يتدربن على الاتجال،التعلم على الصراخ على مايبدو هو أكثر الأشياء صعوبة...
يطالع جون لوك أثتاء هذا الحوار اسكتشات لنساء عاريات في اوضاع شهوانية واوضاع تعذيب سادية،ويعلق الرجل السابق على هذه الاسكتشات:
كل هذه الرسومات هي فقط تقدم دليلا كيف اتجه ديلاكروا من خلال الالتماس الحسي لموديلاته والتي كان يقفن وقفة تخلب اللب.
هنا نحن نتابع الأصل الأيروتيكي للوحات ديلاكروا في المغرب ونعيد اكتشاف كتابين اسكتشات (غير محققين ولامكتشفين تاريخيا) كما اننا نلاحق اسطورة مقتل الفتاة التي ليست سوى غراديفا...
في غراديفا الأدبية هناك يخلق اسطورة،وغراديفا المستسلمة هي حدث مأساوي في حياة فنان،وهذا الحدث غير مكتشف وغير مدون تاريخيا في حياة هذا الفنان...أي نحن نلاحق عنصر فعال غير مكتشف في حياة فنان شهير...يقول جون لوك عن الاسكتشات التي كان يطالعها قبل قليل:
هناك شيء يقلقني حول اصالتها،فلا يوجد هناك مثال آخر لهذا النوع من التفاصيل الايروتيكية في ذخائر أو كتب الاسكتش المغربية الخاصة بديلاكروا
امين المتحف:الطبيعة القريبة من الفضائحية لهذه الاسكتشات جعلت منه يحتفظ بهم زقائيا من عيون الفضوليين ومن عينه هو نفسه،وعن الباشا الذي اشترى تلك الجميلة نعتقدا بأن له الحق ان تمتنع عن الالتقاء بشخص آخر...ومن ثم تبدأ التقاطعات بالتكشف:
غراديفا هي ليلى العربية وربطها ديلاكروا عندما شاهد تلك البومبيانية المزعومة في متحف الفاتيكان،وهي كانت في مدينة تازرتس..تازرتس التي هدمو اكثر من نصفها الآن
وكان ديلاكروا قد رسم اقدامها في وضعية توقفية خاصة...في الحقيقة ان (أوجيني غراديفا) المغربية المختلفة اصلا عن غراديفا الأصلية،تمتلك تشابها تاما غير صدفي يخلق في لاوعي ديلاكروا،ويبدأ الموضوع بالتفتح أكثر،فنحن هنا نلاحق أوجيني غراديفا،أي قصة لها علاقة بديلاكروا وليس بغراديفا نفسها.
يقول امين المتحف: لا تلعب دور الأبله سيد لوك،أنت بالتأكيد تعلم وبشكل افضل منا جميعا عن هذه القصة المؤلمة...انها بشكل واضح ليست عن انفجار بركان فيزوف،ولكن بدلا من ذلك عن تنفيذ جكم الاعدام بليلى المغوية....ثم ندخل الى حيز مرتبط توكيدي للقصة:
The Deposed Favoriteلوحة الرسام الفرنسي فرناندو كورمون صاحب لوحة:
الدراسات كانت على وشك ان تقول انه سكتش انجز من نقطة اعدام الباشا لمحظيته المحبوبة...
ليلى العربية،وهنا نتأكد ان ديلاكروا هو عابر السبيل الفرنسي التي كانت قد اعدمت بسببه...
يبدأ الن روب غرييه باسترجاع لقطات من فيلمه السابق (عدن وما بعدها)،ومع هذه الاسترجاعات للقطات تخص اعدامات وتعذيب للأنثى،وكأنه يقدم تفسيرا وتبريرا لكل تلك اللقطات (ومنها لقطة غراديفا نفسها المشار اليها) بأن عدن ما بعدها هو البيان التاريخي القاسي الذي يقدمه وقدمه غرييه حول الاستعباد التاريخي للمرأة...
ولكن هل الكبيت(الدافع)،الذي تحدث عنه فرويد موجود هنا...؟
الفنتازيا البومبية تحولت الى شكل من اشكال الارهاصات العصرية،فالفيلم هو اسقاط روائي ولكن من نوع آخر،أي ان الكاتبة تصيغ عالما شخصيا من الاحلام وتستخدم شخصيات من حولها في الواقع الفعلي،أي من العالم قبل الروائي....هي تقول:أنا أكتب ذكرياتي...أنا أروي قصة حياتي
ترد صديقتها-وهي احد الشخصيات المزدوجة للعالم الروائي وما قبل الروائي:
هذا لايبدو مفهوما...أنت لازلت شابة فما هي الخبرة التي تمتلكينها...؟
يختلط الواقع بالفنتازي،فعندما يسألها جان لوك من أنت:
لقد كنت عبدة بيضاء في الاندلس وهو المكان الذي قضيت فيه طفولتي،وكان ديلاكراوا يدعوني بغراديفا من
دون ان اعرف السبب،ومن ثم يحاول غرييه تشكيل لوحة فرناندو كورمون سالفة الذكر(
The Deposed Favorite
Hermionaمن خلال لقطة مسرحية قصيرة ولوحة اعدام غراديفا ايضا التي من الممكن ان يكون اسمها
ومع ذلك الألم الحاد في الاسنان الذي يلاحق بطلنا فهذا قد يخلق مجالا واسعا للحلم وتمكين اللاوعي...
ولكن القاعدة الحيوية للفيلم،هو ان الفيلم برمته يخضع لقواعد الحلم عندما تعرف عن نفسها:
)....أنا أتصرف في احلام الناس باكثر الطرق طبيعية،عالم الأحلام هو Adream Actressأنا ممثلة احلام(
عالم حقيقي كما هو عالم الوعي....والعالم الذي يعيش في داخلنا
في الحلم نجد جميع المعطيات الخاصة بالواقع،والخاصة بتعميق عالم فني متكامل:
الأدب،الفلسفة،علم النفس،التصورات غير المقبولة وغير المنطقية المحفورة في الدافع
فليس من المستغرب اذا ان يتحول لوك الى ديلاكراوا الذي يفحص موديلاته بدقة...
الأحلام هي الوجه الآخر للرغبة،لاندفاع الكبت...آلة قوية لطمس الزمان...توقف الزمان وتنتقل بين الماضي والحاضر...تنتحر بلقيس في نهاية الفيلم انتحارا واقعيا على ما يبدو،كناية عن الظلم الذي لاحق المرأة من قبل الرجل ومن قبل غيره.
هذه المحاكاة الادبية والحلمية والفنية ممتعة ورائعة ومنتجه بحرفيه متناهية،وهنا غرييه في فيلمه الأخير يقدم مفاتيح ارتباط السينما بكل الفنون الأخرى قاطبة...بل استطاع هضمها كلها في فن واحد.
13/11/2020



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصيدة2016(كيم كي دك): هل هناك فرق شاسع بين الديمقراطية وال ...
- واحد على اثر واحد 2014(كيم كي دك): من حيز التكوين الى حيز ال ...
- الملائكة المبيدة(جان كلود بريسو): فيلم تجريبي حول الخطيئة وا ...
- عشيق الليدي شاترلي(عن الرواية والفيلم معا): .لورنس يعود الى ...
- روح المغامرة2008(جان كلود بريسو):نشوة غامضة
- الملاك الاسود1994(جان كلود بريسو):إن هشاشة الوجود لتضع قناعا ...
- سيلينا 1992(جان كلود بريسو):رحلة صوفية
- زفاف ابيض(جان كلود بربسو): علة الفيلم بانه لم يكن ابدا على م ...
- الصخب والعنف 1988:جان كلود بريسو تحليق طائر عملاق من على يد ...
- لعبة متوحشة1983(جان كلود بريسو): كل هذا ربما قد يكون له علاق ...
- عن المخرج الفرنسي (جان كلود بريسو) وفيلم فتاة من اللامكان201 ...
- الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابط ...
- نساء عاشقات د ه لورنس:شخصيات تتكون وفقا لشروط الفراغ
- بين كتاب الأوهام(بول أوستر) وظل الريح(كارلوس زافون)
- كيف نقرأ فرجينيا وولف
- مسرحية نهاية اللعبة(صموئيل يكيت):من الانتظار الى النهاية
- Trans Europ Express 1966(ألن روب جرييه):ارتجال
- مسرح اللامعقول:في انتظار غودو صموئيل بيكيت نموذجا
- الخالدة 1963(الن روب غرييه):مثل الذي قلناه ذات مرة عن الماضي ...
- الرجل الذي يكذب1968(الن روب غرييه):الفن عندما يكون قابعا في ...


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - غراديفا 2006ألن روب غرييه): شكل من اشكال الارهاصات العصرية/اسقاط روائي من نوع آخر