أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابطة الى عالم الموت















المزيد.....

الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابطة الى عالم الموت


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


للوهلة الأولى يتجه غرييه الى عالم سوريالي شبيه والى حد كبير عوالم المخرج الأمريكي ديفيد لينش...فهل هذا يعتبر نقلة أو تحول في مسار كاتب النص الشهير للعام الماضي في مارينباد...؟
إن كانت هذه نقلة فهي لم تحقق الكثير لهذا المخرج،بل ربما كانت نقلة نحو الأسوأ وليس نحو الأفضل،فهذا الفيلم الذي ينهل قليلا من فيلم الخالدة-أول أفلام الن روب غرييه وربما أفضل افلامه على الأطلاق-يدور في عالم غير هذا العالم...ربما عالم الخيال أو عالم الروحانيات،أو من الممكن عالم مصاصي الدماء،فهو عالم مختلف التكوين،عالم يبدو مشابه لدرجة ملحوظه لعالم فيلم مخمل أزرق...
في حانة ذات أجواء غريبة تعبق بحركة رقص رتيبة،يلاحظ شاب (والتر) فتاة شقراء-ملفتة للنظر-في ساحة الرقص....تبدأ بفعل الاستدراج ومن ثم فعل الغواية،ومن ثم يضع غرييه مقدمة قد نقول عنها أدبية إذا كانت منسوبة الى عوالم التانغو الاخير في باريس،على انها في غاية الابتذال والسذاجة-للأسف- خاصة اذا كانت مقدمة بهدف التشويق أو التقديم لفيلم مُعرف سابقا بانه فيلم سوريالي:
تقول له:أنا لا أمتلك أي اسم...أنا آسفة فقد فقدته للتو واذا وجدته فسوف أقوله لك...أنا أمتلك هاتف ولكنه خارج الخدمة...أنت لاتستطيع سوى ان تسمع بأن هذا الرقم غير مدرج.
هل هذا التعريف يوحي بالغموض...يعطي المشاهد محفزا للسير قدما؟
هل هذه المقدمة كافية لتوحي أن عوالم لويس بونويل أو اندريه بريتون قادمة بقوة؟
في الحقيقة،فهذه المقدمة مقصودة الهدف لاتوحي بأي شيء مطلقا...
تقول له في النهاية:حسنا سوف احبك...ربما الليلة وربما أبدا أو ربما في الأمس،فالوقت ليس موجودا أبدا بالنسبة لي.
الفيلم هو محاولة بوتقة عالم وليس عالم تام أو كامل،أو بالاحرى عالم مضاد للعالم الذي نعيش فيه،ان كان من المبكر النظر هذه النظرة الشاملة الى الفيلم،فالمقدمة تتصف بالسذاجة نوعا ما،خاصة بأننا لسنا من انصار الخط الدرامي المضطرب لألن روب غرييه....
هذه الفتاة قد تكون قادمة من خارج الزمن،أي من عالم ليس ذو اعتبار للزمن...من لاوعي المكان...هي عالم برمته له علاقة بالحياة كعلاقة الحياة بأحد الأبعاد...كعلاقة الحياة بالبعد الرابع أي بالزمن...
الرواية تأتي من خلال رؤية الشاب والتر وليس من خلال لسانه،والفتاة(تدعى ماري آنجي) هي تشكيل العالم او مفتاح رؤية العالم بالنسبة لهذا الشاب...
الموسيقى التصويرية توحي بالغرابة،ذات بعد كلاسيكي واضح،لكنها لاتصلح حتى للرقص،فهي عبارة عن تشكيل ايقاعي متكرر ومؤثر يوحي بالغرابة...هي-أي الموسيقى-تمارس دور السرد...دور التعليق على الأحداث الغرائبية...موسيقى تتساءل عن ماهية العالم...
دعونا نوضح أكثر:العالم منقسم الى قسمان:عالم يعيش فيه والتر حقيقة طبيعيا،وعالم يراه والتر تقوده الكثير من العناصر منها الموسيقى المشار اليها سابقا،ولكن القائد الرئيسي لها هي ماري انجي...
على ان والتر يتلقى أوامر من رئيسة له،وهي فتاة شابة تتشح بالسواد وتقود دراجة نارية لتعطي انطباعا ساذجا عن الفيلم أكثر وأكثر..
إذا يلتقي والتر ماري انجي مصادفة وهي مسجية في قارعة الطريق مع بعض الدماء المتناثرة عليهاـفالأمر وكأنه يوحي بحادث سير،ولكن وعلى نمط السلسلة،فالفتاة ستقوده الى عالم آخر مرتبط بالعوالم الأخرى ذا شكل مختلف حيث ستقوده خطواته الى باب قصر يلتقي فيه بمجموعة من الرجال يحدقون فقط وكأن الأمر لا يعنيهم...لاشيء بالنسبة لهم مثير للأستغراب...عرضيا تشرب من كأس ومن ثم ينكسر ويتناثر منه سائل ثخين شبيه بالدم،ومن ثم يتفرق الجمع من حولها الذين كانوا قبل قليل يزاودون على شراءها وكانها سبية.
العالم بات مألوفا بالنسبة للجميع...عالم مألوف ومقبول بالنسبة للجميع باستثناء والتر،والتساؤلات تدور في عالم آخر حائر حتى في التعبير عن نفسه...عوالم تشبه عوالم ديفيد لينش،ولكن يبدو لي ان غرييه لم يستفد ابدا...لم يتعلم من لينش كيفية تشكيل عالم سوريالي ذهني محكم ومقنع...
تتحول ماري فجأة الى العراء الكامل ويحدث جماع حبي سوريالي غريب في شكله وينتهي بعضة مصاصي الدماء المألوفة في افلام الرعب والتي غالبا ما تكون على الرقبة...إذا دخلت عوالم مصاصي الدماء الى الحبكة...
هنا لابد لنا من التعليق على الايروتيكية في الفيلم:
تنحصر الايروتيكية بعراء ماري الكامل...فجأة وعلى نمط القطع المفاجئ نراها عارية تماما أو ترقص عاريه من خلف رداء شفاف لايستر اي جزء من البدن...
هذا مايدعى بالايروتيكية الغبية...أو المضحكة
لاشيء قابل للتحليل في الفيلم ولاشيء قابل للترتيب على شاكلة الفاصلة أو النقطة،ولكن الايروتيكية هي مجرد هوس مقحم من قبل المخرج،بدا كعنصر كوميدي أكثر منه كمعبر عن ابتذال او عن اي شيء آخر أراد ان يقوله المخرج...
ومن ثم تبرز اللوحة خلف السرير وكأن غرييه يحاول ان يقدم نوعا جديدا من الجنس الفني..الفيلم السويالي المختلف..أو الفيلم القابل للتشكيل أو ذو القابلية على التشكيل...
اللوحات في الفيلم منسوبة عند احد النقاد الى الفنان السوريالي (رينيه مارغريت)ووجدت النقاد فعلا حائرين ماذا يكتبوا عن هذا الفيلم...وكأن الفيلم هو الفيلم المستحيل الكتابة عنه
وصف اللوحة:
اطار هرمي الشكل معلق عليه ستارة حمراء مسرحية نصفها مفتوح والنصف الآخر مغلق،يغطي النصف المعلق منها من الامام لوحة زيتية هي اكمال للسماء المكشوفة من خلف النصف الثاني للستارة المفتوحة موضوعة على عارض خشبي يستخدم للرسم،وخلفية اللوحة-الكاملة وليس الجزئية منها –هي البحر بينما في مقدمة اللوحة يظهر الشاطئ مع حذاء نسائي ملقي على جانبه بارز وملفت للنظر وهو مطابق تماما لحذاء ماري الذي وجده والتر على الطريق مع الحادث.
ان كانت الوحة منسوبة كما قلنا الى رينيه مارغريت إلا انها تذكر مباشرة بسلفادور دالي.
في الحقيقة،كنت رافضا ان اضع تفسيرا للوحة ظهرت في فيلم فشل في التعبير عن نفسه،بل وصل الى حد الابتذال في ادخال عناصر لاعلاقة لها بالصيغة التعبيرية أصلا على شاكلة الايروتيكية والفيتشية ومص الدماء،ولكن ان كان غرييه مصرا على ابرزا هذه اللوحة واشباهها في الفيلم،فهذا يعني ان المعطيات الحلمية للفن السوريالي تقريبا انتفت واصبحت بدلا من ذلك مجرد ابعاد رمزية...
نقول:الاطار هو المخرج الى العالم الآخر،والحذاء والشاطئ هما اكمل نظرية عن كون ماري قتلت على الشاطئ،واللوحة التي تكمل السماء هي الجزء غير المكتشف من هذه المؤامرة.
تبدأ الحقائق بالانكشاف تباعا ليطل العنصر الرمزي ويبدا العنصر السوريالي أو الفانتازي بالغروب والاختفاء،وهذا الذي اعطانا دافعا لتفسير اللوحة أعلاه وان كان ذلك ليس على درجة كبيرة من الاهمية.
الاسئلة والألغاز لازالت تبرز...ولكن هل الفيلم يستحق منا تفكيك كل هذا الالغاز؟
ان كنا نعتبر الفيلم ساذجا فلا متعة اصلا في فك اللغز
ولكن ماذا لو اكتشفنا أن المرؤوسة الشابة المتشحة بالسواد الموصوفة سابقا باللبنة في عالم متداعي سوريالي مظلم،كانت ملاك الموت،وهي الشيء الوحيد الذي يقوله غرييه صراحة في الكلمات الاخيرة من الفيلم:
ملاك الموت لاحد يعلم مسبقا على اي وجه سيكون...متى سيظهر لأول مرة....لاأحد يستطيع تمييزه
من الممكن ان يكون ذو وجه مهذب رقيق،ولكن عندما يكتشف المرء ماذا يخبئ سيكون الأوان قد فات.

اذا كان محور الفيلم يدور حول قيادة غرائبية غير مترابطة الى عالم الموت،فهذا الاكتشاف يبدو لي مهما جدا...مهما الى درجة انه اهم من اكتشاف الفن التعبيري في عيادة الدكتور كاليغاري.
9/9/2020



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء عاشقات د ه لورنس:شخصيات تتكون وفقا لشروط الفراغ
- بين كتاب الأوهام(بول أوستر) وظل الريح(كارلوس زافون)
- كيف نقرأ فرجينيا وولف
- مسرحية نهاية اللعبة(صموئيل يكيت):من الانتظار الى النهاية
- Trans Europ Express 1966(ألن روب جرييه):ارتجال
- مسرح اللامعقول:في انتظار غودو صموئيل بيكيت نموذجا
- الخالدة 1963(الن روب غرييه):مثل الذي قلناه ذات مرة عن الماضي ...
- الرجل الذي يكذب1968(الن روب غرييه):الفن عندما يكون قابعا في ...
- حفلة التفاهة(ميلان كونديرا):تفاهة خط مستقيم
- فكرة التكرار عند كيركغارد
- مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلو ...
- قلب الظلام(جوزيف كونراد): حساسية مارلو المفرطة اتجاه ادراك ا ...
- القرين (دوستيوفسكي): عندما يتماهى دوستيوفسكي مع الجنون
- الغرفة(جان بول سارتر): مقدمة الغثيان
- رواية البعث (ليف تولستوي): (وعاد ففكر في ان البعث المعنوي ال ...
- الذباب أو الندم(جان بول سارتر):العود الأبدي للفكر
- سجناء الطونا(جان بول سارتر):محاكمة للفرد نفسه
- فرانز كافكا والمسألة الوجودية:الصراع هم الآخرون
- ماكبث1948(أورسون ويلز):دراسة أدبية
- إمرأة من شنغهاي1947(أورسون ويلز):هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أ ...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابطة الى عالم الموت