أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فكرة التكرار عند كيركغارد















المزيد.....

فكرة التكرار عند كيركغارد


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


فكرة التكرار عند كيركغارد:
تتركز فكرة التكرار عند كيركغارد على ان الحياة عبارة عن تكرار دائم ،وهذا التكرار هو الوضع الطبيعي في مسار الحياة،فالتذكر بالنسبة اليه،وضع سلبي قسري على الاطلاق بحيث ان التذكر يعتمد على انبثاق موقف معين من الحياة غير مؤلوف أو غير متبع أو غير متوقع،فالتذكر قبل ان يكون فعل بشري،هو فعل غير متوقع تبرزه الحياة نفسها،أو تبرزه المشاعر أو أي شيء،وهذا الشيء هو خارج عن المألوف مهما كان سببه،ولنصل الى نتيجه فهذا الحدث أو الوضع الذي يخرج عن مسار التكرار الطبيعي للمسار الحياتي هو سلبي سواء كان هذا الحدث سعيدا أم تعيسا لأنه وببساطه يوقع المرء في التكرار.
في حال التذكر،فالمرء يقع في حالتان لاثالث لهما،أما التمني أن يعود المرء لما حدث،والتمني سلبي لأنه رفض في الواقع للواقع الحالي الذي يعيشه المرء،واذا كان النقيض فالمرء سيعيش في خوف من تكرار ما حدث معه في لحظه من الزمن وبالتالي-وهذا النقد من قبلنا-يطلب كيركغارد ببساطه أن ينفي الماضي،وليس الماضي وحسب بل المستقبل.
فعلى الأقل،إن طلب الانسان أن يعيش هذه المعادله غير المنطقيه غير المتراكبه ابدا مع الطبيعه الانسانيه،فهو سينفي التوقعات سواء كانت سلبيه أو ايجابيه،فإذا قررنا أن ننسى الماضي،فالمستقبل غير مسموح أبدا التفكير فيه،لأن التكرار ينفي التوقع ويضع حقيقه ثابته حول المستقبل ـوكأن الانسان يعلم الغيب.
ولكن،كيف سيمتلك الانسان هذه القدره الخارقه على طمس صفة التوقع...كيف سيطمس انسان على وشك التخرج تطلعاته المليئة بالأمل اتجاه المستقبل هذا في حال التوقع الاختياري...وايضا ماذا لو كان التوقع قسريا...قسريا جدا كحال رجل في معركه أو مريض مرضا شديدا ولايوجد شيء ليتوقعه سوى مصير الموت الحتمي؟
الجواب:يجب ان تنتقل حالة الانسان عند ذلك من تكرار الى تكرار وهذا الذي من الممكن ان نسميه بالوضع الطارئ.
إذا،فكرة التكرار هي حالة مثالية بشكل متطرف لأنها مستحيلة التطبيق؟!
ماذا عن الماضي...نقد تكرار الماضي يتعلق بالحنين...العوده الى شيء قد مضى
يطرح كونديرا في الجهل فكرة أكثر موضوعية،وهي ان الانسان يعيش في جهل تام من ماضيه سوى من اللحظه أو اللحظات العالقه في الذاكره وهذه اللحظه هي عكس التكرار.
فما هو الشيء الذي سيعبق بالذاكره فعليا؟!
لحظة أذى متطرف فوق العاده،حب فاشل،انسان سيء لايمكن نسيانه...كثير من الاشياء لايمكن حصرها،ولانقول عن موقف كونديرا من الماضي واقعي بل هو صحيح...ببساطه هو صحيح من دون وضع كلمه ذات اشكالية كبرى بين قوسين؟!
واذا كان الجدل الهيغلي هو جدل لتغيير الموقف التكراري فهو جدل لافائدة منه
اذا اتفقنا ان كلامي يعني-وليس كلام سورن كيركغارد لأننا لسنا متأكدين تماما من تطبيقه لهذه الفكره حسب ما سنقوله هنا-هو نفي الحاله الماضية،فيجب علينا إذا ان (ننكر) كل الاعمال الفنيه الجمالية لأنها عباره عن تخليد لحظه خارجه عن المألوف،فلوحه طبيعية لن تكون سوى امنيه عن العوده الى الماضي وهلم جرا...
عرّف تاركوفسكي ذات مره أن اللحظه الابداعيه السينمائيه هي نحت في الزمن،واذا لم تكن كل لحظات حياتك عباره عن نحت في الزمن أي تكرار،وهذا مستحيل طبعا لأن تاركوفسكي عاش بين تكرار ونحت،وهنا يتوجب علينا أن نلقي فيلم (المرآه) الذي يتربع على عرش السينما في العالم الى القمامه...المرآه قطعه فنيه جمالية أولا قبل ان يكون فيلما عن الماضي أي فيلما عن الذاكره.
واذا اردنا ان نطرح عملا فنيا عن التكرار فهو بدعة جيمس جويس (يوليسيس)،لأن الحدث في هذه الروايه هو الحدث التقليدي اي التفاصيل المبالغ فيها التي لاداعي لها...
لنعتبر كلامنا عن (يوليسيس) هو مجرد مداخله(خارج النص)،لأن حكاية يوليسيس هي حكايه صعبه لايمكن لنا ان نخوض فيها.

قرأنا التكرار،ووجدنا أن كيركغارد وضع بذرة الوجوديه الأولى
تحدث كيركغارد عن الحريه ورؤية الآخرين-من خلال النبي يعقوب-التي بلورها سارتر لاحقا بجمله هي الأشهر على الاطلاق في الفلسفه الوجوديه كاملة في شقيها الديني والملحد،وهي اشهر من مصطلح التكرار نفسه....
الآخرون هم الجحيم....
بالاضافه الى القرار والمصير،ولكننا نرى ان الوجوديين اخذو كل شيء عن كيركغارد الا التكرار؟!
الغثيان هي روايه عن نقد التكرار،فما الذي يجعل الانسان يتوصل الى ادراك وجوده التافه سوى التكرار؟
على أننا لو أخذنا الغثيان كنموذجا،فهذا لاينطبق على ميرسول (البير كامو) أو دوستيوفسكي،ولكن ماذا ان وضعنا مسرحيات العبث أو صموئيل بيكيت تحديدا (المسرح العبثي:شخصيات في انتظار الموت) في مواجهة مصطلح التكرار...
النماذج:يستخدم كيركغارد ثلاثة نماذج لوضع الخروج من التكرار:
أول حالة هي نفسه من خلال رحلة في القطار الى برلين...ويصف في هذه الرحله خيبة أمله لأنه لم يحقق من خلالها التكرار.
الحالة الثانية:حالة النبي ايوب:
حالة النبي ايوب هي معروفه من حيث المصائب التي احاطت به من فقد للأولاد والمال والمرض،وهو في هذه الحاله قد فقد التكرار الحياتي المألوف.
ولكن ان كان كيركغارد يضع نموذجا وحالة سلبيه يسببها-قسريا-الخروج من حالة التكرار،ولكنه يشير الى الايجابيه التي عامل بها النبي ايوب هذه الحالة ملخصها عبارة(الرب اعطى الرب أخذ) ويتطرق كيركغارد الى محور هام هو قسرية عدم انبعاث التكرار،وهو بذلك يخرج مفهومه من حيز المثاليه وعدم قابليته للتحكم في التطبيق،الى الوضع الصحيح وهذا منبعه هو تفكيره الديني ويشير ايضا-بطريقة ايجابيه الى تقريع ومواقف من هم حول النبي ايوب وهي الحالة القريبه من الآخرون هم الجحيم...
ويمدح كيركغارد النبي ايوب لأنه عامل حتمية عدم التكرار بصبر وجلد ادى ذلك الى ان ينال في النهايه الايجابيه بسبب تمسكه بالأمل الالهي بل الثقه الآلهيه،فمصير الانسان مرتبط في النهايه بقدره ميتافيزيقيه خفيه لايملك الانسان سوى التعامل معها.
هذا المثال طرحه كيركغارد كنموذج قسري للخروج من حالة التكرار
بالنسبه للحاله الاختياريه وهي الحاله الثالثه فهي حالة الشاب (كونستانتيوس) –الذي يبدو لنا وللجميع بأنه كيركغارد نفسه-الذي سيرفض حبه والفتاة التي تبادله الحب لأنها ستخرجه من حالة التكرار(ان يصبح شاعرا)،وهذا التكرار غير قسري،ومقدمة الخروج منه هو التفكير والتذكر لأن هذا الشاب لن يعود الى حالته الطبيعيه قبل ان يتخبط في التفكير،ويتذكر ايامه ومشاعره اتجاه من احبها ولكنه يصر على موقفه بالعوده الى تكراره حتى لو فكر ذات لحظه بنفي التكرار برمته اي الانتحار....
يطرح البرتو مورافيا في الانتباه حالة عن نفسه استمرت طويلا ،عن انه عاش فترة طويله من حياته بآليه مطلقه-يمكن تشبيهها بالتكرار-لدرجة انه كان لايشعر بما حوله بل منغمس في هذه الآليه حتى بات لايدرك حتى افعاله بل وصل الى حالة عدم ادراكه سوى الى ذاته...انه موجود فقط
فجأة...حصل الانتباه...خرج من بوتقة التكرار اراديا من مصدر غير معروف اراد ان يغيير...ان يصحح...ان يخلصه من السلبيه،فوقع في هذه الحالة في مواقف كثيره خارجه عن مألوف الانتباه نفسه ولها علاقه كبرى بالتذكر،كأن يقع في غرام ابنة زوجته وهذا الموقف الاخير بالتأكيد سوف يدفعه الى التذكر...
في الحقيقه روايات مورافيا الكبرى (السأم-الانتباه-الاحتقار)-ربما العصيان وهي ليست محسوبه ضمن رواياته الكبرى-هي روايات عن المفهوم...عن مفهوم مكثف:مفهوم السأم...مفهوم الانتباه...مفهوم الاحتقار
ما هو السأم...؟! شيء خفي مرتبط بالانسان...
ما هو الاحتقار..؟! شيء خفي مرتبط بالانسان...
الانسان في الحقيقه هو صنيعة ماضيه
عندما يصل الانسان الى ارذل العمر يتبخر المستقبل امامه ويتكثف الماضي..
وعندما يفقد كل من احب...يشعر بالوحده..لايرغب في الحياه ويتمنى عند ذلك المشي في منعطف حياتي غير خاضع للتكرار ابدا....الموت
بلال سمير الصدّر



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلو ...
- قلب الظلام(جوزيف كونراد): حساسية مارلو المفرطة اتجاه ادراك ا ...
- القرين (دوستيوفسكي): عندما يتماهى دوستيوفسكي مع الجنون
- الغرفة(جان بول سارتر): مقدمة الغثيان
- رواية البعث (ليف تولستوي): (وعاد ففكر في ان البعث المعنوي ال ...
- الذباب أو الندم(جان بول سارتر):العود الأبدي للفكر
- سجناء الطونا(جان بول سارتر):محاكمة للفرد نفسه
- فرانز كافكا والمسألة الوجودية:الصراع هم الآخرون
- ماكبث1948(أورسون ويلز):دراسة أدبية
- إمرأة من شنغهاي1947(أورسون ويلز):هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أ ...
- الرجل الثالث1949(من اخراج كارل ريد وتمثيل اورسون ويلز):عودة ...
- آل امبرسون الرائعون1942(أورسون ويلز):عن صدمات اورسون ويلز
- 1000عين للدكتور مابوس:فيلم في غاية الروعة ولكن في نفس الوقت ...
- M1931(فريتر لانغ): فيلم ممتاز متكامل في الحبكة وفي التصميم و ...
- الفيلم الايطالي(عاقبة الحب Consequence Of Love ) :تقاطع الاد ...
- وصية الدكتور مابوس1933(فريتر لانغ):عبقرية اجرامية مبنية على ...
- جملة عن افلام صامتة لفرتر لانغ
- الدكتور مابوس 1922 (فريتر لانغ):سينما حديثة متطورة سابقة لعص ...
- عن عيادة الدكتور كاليغاري1919-1920:مفهوم الفن المضاد
- المصير أو الأضواء الثلاثة 1921(فريتر لانغ):ابداع توظيف فن جد ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فكرة التكرار عند كيركغارد