أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصخب والعنف 1988:جان كلود بريسو تحليق طائر عملاق من على يد ملاك أنثوي عاري














المزيد.....

الصخب والعنف 1988:جان كلود بريسو تحليق طائر عملاق من على يد ملاك أنثوي عاري


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 22:25
المحور: الادب والفن
    


Sound And Furryلنبدأ بالعنوان الصخب والعنف...
إذا اردنا ان نقدم ترجمة دقيقة نوعا ما للعنوان اعلاه فلن تكون سوى الصخب والعنف:...هذا العنوان الشهير الذي يخص الشهير الآخر (وليام فوكنر) وهو أمر ملفت للنظر
على ان الفيلم عموما لايمت بأي صلة لهذا العنوان اطلاقا-الصخب والعنف-وليس له علاقة بالثلاثة مستويات من الوعي المطروحة في رواية فوكنر آنفة الذكر،ولانملك أدنى فكرة إن كان جان كلود بريسو اقتبس هذا العنوان متعمدا،على ان استهلالية الفيلم ستكون اقتباسا-كالفيلم السابق تماما(لعبة متوحشة)-من أدب كبير..ماكبث شكسبير
قبل ان نخوض في الفيلم يجب ان نقول بان الفيلم حاصل على تكريم ملفت للنظر من مهرجان كان،ومن الممكن ان ننظر اليه-بشكل عام-كفيلم اجتماعي،على ان الحكاية بحاجة الى شرح اكثر،فهناك ابعاد أخرى في للفيلم يجب ان نلفت النظر اليها..على انها لن تكون كبيرة هذه المرة أيضا
الطائر في حياة المراهق برونو 13 عاما:
برونو مراهق يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما،يمتلك سمات حزينة واضحةيعاني دائما من غياب الام،والتي لاتظهر في اي لقطة من لقطات الفيلم وتكتفي باعطائه التوجيهات والملاحظات من خلال الهاتف أو من خلال كتابة الملاحظات،ومن الممكن احيانا ان تكون من خلال الآخرين...
هذه الأم لن تظهر ابدا في الفيلم،بل فقط سنسمع صوتها مرة واحدة من خلال الهاتف،والانيس الوحيد لبرونو هو طائر كناري صغير يدعوه بسوبرمان.
تنتاب برونو حالات حلمية أو تصورات تقبع بين عالم الخيال وعالم الواقع...شيء تفصيلي أكثر ومكثف أكثر من عالم الخيال،أو من الممكن القول خلط بين شيء من الهستيريا والحلم...شيء بين عناصر من الهستيريا والحلم.
في الحقيقة،فرويد فرض نفسه بقوة على الادب بحيث بتنا لانستطيع الاستغناء عنه...
هنا في تصوراته...في احلامه الواعية...في خياله الاحتلامي...يشاهد ملاك على شكل انثى على الغالب تحمل على يدها طائر،ويبدو بانه يدعوه الى الجنس...الى التجربة الأولى،وتختصر هذه التجربة على شكل ملامسة جسدية غير حقيقية...
هذا الخيال المختلط بين الحاجة الى الأم وحاجة المعرفة والتعرف على جسد الآخر(الموضوع الجنسي الصحيح).
على ان الطائر هو نفس طائره الكناري ولكنه يظهر بشكل عملاق...يكبحه في لحظة حاسمة (العامل الاخلاقي) ليحل الكبت مكان الرغبة.
بالتأكيد يعاني برونو من تخيلات فرويدية واضحة جعلتنا فكرة ان الملاك من الممكن ان يكون (الملاك الحارس)،ولكن بالنسبة للطائر فالأمر لازال محتمل....
هل نفهم من هذا الخيال العرائي أي شيء آخر؟ وهل يجب ان نحكم على مبالغات المخرج بأنها ضرورية...؟
الأمر يعود للمشاهد...أعتقد بأن الايروتيكية في الفيلم ليست الا تعبير مؤدب عن نظريات فرويد أو اي هواجس أخرى يريد المخرج أن يقولها.
وحين يعود برونو في تخيلاته الى العنصر المركزي(الرغبة) تلك التي يراها عادية في تخيلاته الواعية هي اندفاع واضح وصريح من اللاوعي...تطلق الطائر من يدها في وضع شهواني.
قد يشير هذا المشهد الى ضرورة التحرر من القيود الاجتماعية التي لها علاقة بالآخر،والتحرر في نفس الوقت من الأنا الذاتي (الخوف والرهاب الاجتماعي) ومعيار الاخلاق.
ولكن تكرار هذا المشهد في الخاتمة-التي لم تكن قوية ولاحتى مقنعة-قد يحمل بعدا آخر تماما مخالف لمسار فرويد.
كنا نتمنى من المخرج ان يعالج هذا الموضوع بشكل مكثف أكثر قبل ان ينتقل الى الناحية الاجتماعية من طرح الموضوع.
يرتبط برونو بالفتي(جين روجر) كرفيق في المبنى الذي يعيش فيه وكزميل في المدرسة،الذي يعيش مع والده المجرم في بيت كل قاطنيه يعانون من العصاب ويتصرفون بطريقة اقرب الى الجنون...هنا يتحرك بريسو نحو البعد الاجتماعي وهو ببساطة العنف المدرسي وانحراف المراهقين التي سوف تتطور الى عنف واجرام هستيري...
يعاني جين روجر من انحرافات كثيرة،منها حب تعذيب الحيوانات،ليتطور انحرافه الى عنف غير مبرر ومحاولة اغتصاب صديقة اخيه والى قتل عبثي يقوم به اتجاه والده.
هنا نتحدث عن شيء عبثي...نتحدث عن كيسلوفسكي...عن دافع غير مفهوم...نتحدث عن قصة قصيرة عن القتل.
لقطة اكتشاف الذات في الفيلم السابق(لعبة متوحشة)،كانت من اجمل اللقطات من حيث الابعاد المحسوبة للقطة الايروتيكية تماما مثل الملائكية العارية في هذا الفيلم...
على ان هناك لقطات تفتقد الى الهدفية ناقصة في المضمون الصوري...
الملاك مع نهاية الفيلم،يطالب برونو بالتخلص من حياته نحو العالم الآخر...
تتكرر تلك اللقطة...تحليق طائر عملاق من على يد ملاك أنثوي عاري...
هذه اللقطة ليست مبهمة،وليست عصية على الفهم على الأقل...ولكننا نفضل الاكتفاء هنا بدلا من الخوض أكثر في نظريات فرويد أو حتى ربما الانتقال الى جورج باتاي.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة متوحشة1983(جان كلود بريسو): كل هذا ربما قد يكون له علاق ...
- عن المخرج الفرنسي (جان كلود بريسو) وفيلم فتاة من اللامكان201 ...
- الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابط ...
- نساء عاشقات د ه لورنس:شخصيات تتكون وفقا لشروط الفراغ
- بين كتاب الأوهام(بول أوستر) وظل الريح(كارلوس زافون)
- كيف نقرأ فرجينيا وولف
- مسرحية نهاية اللعبة(صموئيل يكيت):من الانتظار الى النهاية
- Trans Europ Express 1966(ألن روب جرييه):ارتجال
- مسرح اللامعقول:في انتظار غودو صموئيل بيكيت نموذجا
- الخالدة 1963(الن روب غرييه):مثل الذي قلناه ذات مرة عن الماضي ...
- الرجل الذي يكذب1968(الن روب غرييه):الفن عندما يكون قابعا في ...
- حفلة التفاهة(ميلان كونديرا):تفاهة خط مستقيم
- فكرة التكرار عند كيركغارد
- مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلو ...
- قلب الظلام(جوزيف كونراد): حساسية مارلو المفرطة اتجاه ادراك ا ...
- القرين (دوستيوفسكي): عندما يتماهى دوستيوفسكي مع الجنون
- الغرفة(جان بول سارتر): مقدمة الغثيان
- رواية البعث (ليف تولستوي): (وعاد ففكر في ان البعث المعنوي ال ...
- الذباب أو الندم(جان بول سارتر):العود الأبدي للفكر
- سجناء الطونا(جان بول سارتر):محاكمة للفرد نفسه


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصخب والعنف 1988:جان كلود بريسو تحليق طائر عملاق من على يد ملاك أنثوي عاري