أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - سيلينا 1992(جان كلود بريسو):رحلة صوفية














المزيد.....

سيلينا 1992(جان كلود بريسو):رحلة صوفية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


للتو قد مات فرعون ووضعت هيئته الخالدة في الهرم الكبير...هناك يستريح...يستقبل بظهره جهة الغرب وفي العالم السفبلي مستقبلا الشرق،مستعد كما ان اوزيروس الآن يولد مجددا.
في مطلع فجر كل يوم وبمشيئته يركب على متن السفينة اله الشمس ويبحر ما بين النجوم...هذه القطع الخالدة من الذهب مشتعلة في السماء...
تتقدم هذه الاستهلالية الفيلم،مع خلفية صورية للعالم الفرعوني القديم....
والأمر الذي يدفعنا الى التساؤل طبعا،ما علاقة الفيلم وهذه الاستهلالية بالذات عن اناس ما قبل التاريخ...؟
سيلينا فتاة في الثانية والعشرين من عمرها توفي والدها بالتبني بين يديها وهو يخبرها بحقيقة عدم كونه والدها الحقيقي بينما هجرها خطيبها عند معرفته لهذه الحقيقة.....
تلتقي عرضيا وهي تبكي في العراء تحت المطر بالممرضة (جنيفيف)-الممثلة ماريا لويس غارسيا التي شاركت في كل افلام جان كلود بريسو حتى الآن وختى في زفاف ابيض والتي لم تظهر فيه كممثلة.
تحاول سيلينا الانتحار-كون تكثيف المعاناة الذاتية للشخصية المركزيبة عنصر مهم عند جان كلود بريسو-على ان الممرضة تقوم بانقاذها وتحصل على فرصة سخية للعناية بها خاصة انها تعاني من مشاكل في القلب ومطلقة ولاتستطيع القيام باعمال المستشفيات.
تعلق الممرضة على حالة سيلينا:خسارة كل شيء في يومين وفي عمر 22 عاما شيء قاسي جدا....
للتخلص من هذا الهم،ومن هذه المصائب المكثفة،يجب النكوص الى الذات اكثر كنوع من البحث عن السلام الداخلي والهدوء الروحي...ببساطة اكثر واوضح،سيلينا لاتستطيع الاستمرار في الحياة.
تبدأ بالعودة الى الحياة...تضع كل امتعتها في السيارة وتقوم باحراقها،وهذا يعني الخلاص من الماضي ومحاولة البدء من جديد،وهذه اللقطة تذكرني بفيلم المسافر لمايكل انجلو انتونيوني...هذا الفيلم الذي يشاهد آلاف المرات.
تبدأ جنيفيف بتعليمها التركيز من خلال اليوغا...
ثم يعود بنا الفيلم الى العالم القديم...الى عوالم ما قبل التاريخ،وهذه المرة حضارة الأنكا؟
هذه العودة للطبيعة تطلب منا العودة الى التاريخ الطبيعي....العودة الى الوراء الاف السنينن عندما كانت-ربما-الذات هي اهم ما في الوجود،ومن خلال الذات كان التقرب الى الاله....المقدسات...القرابين...كلها كانت حاجات ذاتية أكثر منها لغايات العبادة أو محاولة لمس العالم الآخر...
وجد الدين مع بداية الانسان وكان اهم اهدافه تحريره من اوهام الحياة...
قلنا الذات:هذه الجمل لاتنفي وجود الاله بالنسبة الينا كما اراد منها فرويد...
سيلينا هو فيلم عن العودة الى الطبيعة والذي صوره بريسو مع كثير من العناية والفخامة والقوة العاطفية...هناك شيء في الفيلم يقول بوحدة الوجود...
هذه التجربة تقودها بسرعة الى الارتباط بالعالم الآخر...الى شيء من الروحانيات ووهم القدرة على القيام بالمعجزات.
جينيفيف وسيلينا،كلتاهما تحاولان اعادة الاندماج مع الحياة،كلاهما تقريبا يعاني من نفس الظروف،على ان جنيفيف ذات حضور في الفيلم اقوى بكثير من سيلينا،فهي قد حاولت الانتحار في السابق ايضا وهجرها زوجها بالطلاق....كلاهما عانى من الفقدان كتجربة مشتركة متشابهة على ان التجربة عند سيلينا تتحول الى شيء اكثر عمقا...هنا بدأت ترى من داخل الذات،أو ربما تنتقل اداركيا او روحيا الى صحراء خاوية في اشارة الى ادراك عميق لعالم داخلي هو عميق ايضا...
اصبحت قاردة على التنبؤ من خلال الشعور....هي ترفض الذهاب مع صديق في السيارة وتفضل الدراجة الهوائية،وعندها سيتحقق ما يدعى بالحاسة السادسة او الادراك اللاشعوري.
هذه التجربة تجعلها تلتقي بالموت العرضي...بالموت القاسي غير المحسوب ابدا على الحياة...موت اشبه بمفاجأة التحرر من الحياة.
مداخلة:د ه لورنس ملك عبارات التناقض حيث تجد في حواراته الداخلية العبارة وما يناقضها...
متابعة:جان كلود بريسو ذو ارتباط شديد بالعالم الاخر في كل افلامه،شاهدنا ذلك في الصخب والعنف(الملاك) وفتاة من اللامكان والتجربة التي كانت ضد فرويد،ومن ثم لقطة اشارة الوداع التي شاهدناها تقريبا في كل افلام بريسو،على ان المختلف هنا ان سيلينا لازالت على قيد الحياة....هل اصبحت قادرة على الانتقال بين العوالم.؟...بل من الممكن ملاحظتها تحلق بالهواء ايضا...تتحدث سيلينا عن تجربتها:
في البداية رايت ما يشبه الطيف،وبعدها سمعت بعض الاصوات الغريبة،وفي مرة شعرت بان شيئا يحملني وقد اخافني ذلك،وفي مرات عجيبة احسست كما لو ان روحي او جوهري،ايا ما يكون,كانت نارا بالسنة لهب عالية وما تزال تكبر وتكبر....وبعدها حدث امر غريب،فقد حملت الى عالم آخر،حينها شعرت باني متحدة..
تقاطعها الممرضة:متحدة مع ماذا...؟
ما لاتستطيع الكلمات وصفه...لنقل مع الله،ولكن ليس بالطريقة التي كنا نرى فيها الله...شعرت كما لوك كنت اذوب وكأن جسدي لم يعد موجودا...كانت تلك بهجة خالصة...كنت متوحدة مع الوجود...كنت مغمورة في محبة عظيمة،وحين استيقظت لم يعد للعيش بهجة،كل شيء يبدو غريبا واشعر باني متمزقة.
لااستطيع ايجاد يد العون من العالم الذي غادرته للتو،ولا من عالمنا هذا الذي لم اعد انتمي اليه،وحينها شعرت بالم عظيم مع شعور بالانفصال التام...
مبدأ وحدة الوجود هو مبدأ شرقي قديم قبل ان تنادي به الصوفية الباطنية من امثال الحلاج وابن عربي...
فجأة تقرر سيلينا الرحيل....لكن ماذا يعني الرحيل؟
سيلينا اعادة اكتشاف العالم الذي في داخلها من مستوى اعمق،فالفيلم هو قصة عن الابتهال للوجود الخفي والاتصال مع الرحمة الالهية....عن الايمان بالذات والايمان بالعالم الآخر.
فيلم عن اعتكاف العالم وعن ادراك الجانب اللآخر من العالم،عن روحانية في عالم يفتقد الى الروحانية،عن حقيقة غير مألوفة ابدا في العالم الغربي المادي...
الفيلم جميل ويستحق المشاهدة،حقق فيه بريسو ايروتيكية غير مقنعة مع تجربة روحانية مقتنعة جدا...
02/10/2020



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفاف ابيض(جان كلود بربسو): علة الفيلم بانه لم يكن ابدا على م ...
- الصخب والعنف 1988:جان كلود بريسو تحليق طائر عملاق من على يد ...
- لعبة متوحشة1983(جان كلود بريسو): كل هذا ربما قد يكون له علاق ...
- عن المخرج الفرنسي (جان كلود بريسو) وفيلم فتاة من اللامكان201 ...
- الحسناء السجينة 1983 الن روب غرييه: قيادة غرائبية غير مترابط ...
- نساء عاشقات د ه لورنس:شخصيات تتكون وفقا لشروط الفراغ
- بين كتاب الأوهام(بول أوستر) وظل الريح(كارلوس زافون)
- كيف نقرأ فرجينيا وولف
- مسرحية نهاية اللعبة(صموئيل يكيت):من الانتظار الى النهاية
- Trans Europ Express 1966(ألن روب جرييه):ارتجال
- مسرح اللامعقول:في انتظار غودو صموئيل بيكيت نموذجا
- الخالدة 1963(الن روب غرييه):مثل الذي قلناه ذات مرة عن الماضي ...
- الرجل الذي يكذب1968(الن روب غرييه):الفن عندما يكون قابعا في ...
- حفلة التفاهة(ميلان كونديرا):تفاهة خط مستقيم
- فكرة التكرار عند كيركغارد
- مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلو ...
- قلب الظلام(جوزيف كونراد): حساسية مارلو المفرطة اتجاه ادراك ا ...
- القرين (دوستيوفسكي): عندما يتماهى دوستيوفسكي مع الجنون
- الغرفة(جان بول سارتر): مقدمة الغثيان
- رواية البعث (ليف تولستوي): (وعاد ففكر في ان البعث المعنوي ال ...


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - سيلينا 1992(جان كلود بريسو):رحلة صوفية