أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أوجيني 1970:لماذا نقرأ الماركيز دي ساد















المزيد.....

أوجيني 1970:لماذا نقرأ الماركيز دي ساد


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


عن دوستيوفسكي والأبله
القسوة بعيدة جدا من ان تكون رذيلة....
انها العاطفة الطبيعية التي تحقن فينا كلنا
القسوة بعيدة جدا من ان تكون رذيلة....
القسوة طبيعية...القسوة ببساطة الطاقة في الانسان والتي لم تستطع الحضارة حنى الآن(مجتمعة) افسادها
القسوة اتجاه الانثى أكثر فعالية من الرجل...
اعلان مشهد القسوة،المعركة،الاحتراق سوف ترى بأنها سوف تقود المرأة الى الهروب
ولكن هذه المناسبة ليست متعددة بالكفاية لتغذية غضبهم...لأحتواء أنفسهم وهم يعانون
مثلك تماما أوجينا...يجب ان تعاني ايضا

هل هناك من طاقة معينة تحتمل هذه الأفكار....؟!
إذا،مع الماركيز دي ساد وفيلم اوجيني 1970 المقتبس عن كتاب الفلسفة في غرفة النوم،والعنوان الفرعي للفيلم:أوجينا:قصة رحلتها الى الانحراف
القصة من البداية تقول بصراحة انها عن الشهوة وعن الفساد،وهذا اسلوب الماركيز دي ساد الذي يقول عن نفسه بأنه ليس كافرا أبدا وهي ربما تكون التهمة التي حبس عليها في الباستيل لمدة عشر سنوات...
هل الأدب محنة عند الماركيز دي ساد...؟

قبل الخوض أكثر في هذا الموضوع الشائك،دعونا نقول شيئا عن رواية جوستن،وهي الرواية الوحيدة التي قرأناها لهذا الكاتب...جوستن هي رواية عار على الأدب قبل كل شيء...
جوستن من ناحية فنية هي رواية عار على الأدب،فهي تمتلك حس تقريري عالي جدا،لدرجة انها رواية خيالية غير قابلة للتصديق،فكل ما فيها يسير بخط مرسوم مسبقا في ذهن الكائن،وكل شيء فيها يجب ان يكون حسب اهواء الكائن حتى لو افتقد الى ادنى حس من المنطق...من الشعور بتسلسل طبيعي للحبكة ولو لأدنى درجة...
ثم لنقارن سردية الماركيز دي ساد بسردية دوستيوفسكي من ناحية التقرير....
أول سردية لدوستيوفسكي متشابهة مع سردية الكاتب آنف الذكر هي الأبله،فرواية الأبله-وهي رواية تعد من افضل الروايات في التاريخ-تسير بخط موازي مع سردية دي ساد جستن،فكلاهما يتحدث عن الطيبة المناقضة للواقع،او التي فعلا لاتتواءم شكليا مع الواقع..
الأمير موشكين،بطل رواية الأبله،هي شخصية غااية في التقرير تخضع لنفس المستوى مع درجة أقل من التطرف الذي تخضع اليه جوستن،فالرواية-مع الاحترام لدوستيوفسكي نفسه ولكل الآراء التي قيلت من حول الأبله-أيضا تقريرية جدا غير قابلة للتصديق.
إن كان هدف دوستيوفسكي أن يطرح سؤالا من دون ان يقدم اجابة:هل الطيبة الزائدة التي في تطرفها تعتبر بلاهة،تنفع في هذا العالم...؟
على ان دي ساد،إن كان واقعيا أكثر عندما وضع مسار لأخت جستن(جولييت) لرسم مقارنة بين مصير متطرف طيب أبله،ومصير تهكمي،وكلاهما آمن بان الانسان شرير بطبعه ولولا ذلك لما نعتت الطيبة بالبلاهة...
على ان دوستيوفسكي ينقذ نفسه أدبيا في الجريمة والعقاب والأخوة كارامازوف،فالتقريرية أيضا عالية في كلنا الروايتين المذكورتين،ولكنهما تحملان عبقرية سردية وفكرية من غير الممكن أبدا الوصول اليهما عند اي كاتب تقريري آخر...
ثم ان التقريرية العالية جدا هي العبقرية التي تمخضت عنها مذكرات قبو،أو بمسمى آخر مذكرات من تحت الأرض..
إذا نعم،فالأدب في محنة عندما يضم مثل هذا الكاتب اليه،بل وايضا يحصل على كل هذا الاعتراف،ولكن دعونا لانخدع أنفسنا،فدي ساد مرتط مع عالم الفكر والرواية هي مجرد طريقة للتعبير...
هل دي ساد يشبه نيتشة بقلب المنظومة الكاملة للقيم...هل يوجد أديب أو فيلسوف في هذا العالم يعترف بأنه لا أخلاقي...؟
نعم،هذا كلام صحيح،وهذه المقارنة ايضا في مكانها...
دي ساد يحاول تطهير العالم من ا|لأخلاق التقليدية،اي يحاول الكشف عن حيز اخلاقي مختفي خلف الواقع الأخلاقي نفسه،أي ان أخلاقه مناقضة للأخلاق المعروفة نفسها...
الهدف هو البهجة،والبهجة نصل اليها من خلال مناقضة الطبيعي المألوف،وهذا اساس ضروري لأن الأخلاق عنده مختفية خلف اخلاق البهجة،فالمسار الطبيعي للبهجة سيقود الى اخلاق تقليدية،ولكن اخلاق البهجة مع الشذوذ وضمنياته من السحاق والقسوة المتمثلة بالسادية....
السادية هي الوجه المتواري خلف البهجة....هي الحالة التي يسعى الانسان للعودة اليها كما يرى فرويد
هي الشبق الجنسي المعادل للموت (باتاي)
إذا هي طريق متطرف،شاذ،للحصول على السعادة يشبه تماما طريق الصوفية ولكن من الطرف الآخر
فليس من المستغرب أن تسبق هذه البهجة بمقدمة فكرية محاطة بنوع من الطقوس ذات الاحترام والتقديس.
إنه الطقس المجنون...إنه الطقس الأخلاقي المتسامي على الطقس الأخلاقي الطبيعي

فيلم(أوجينا)هو فيلم من الدرجة الثانية،فأوجينا التي لم تبلغ بعد العشرين عاما التي ترغب من التحرر من القيود الأبوية،تخضع لرحلة فنتازية مبهرة نتعرف فيها على الكثير من خفايا اساليب الماركيز دي ساد للمتعة الجنسية-وهي التي كانت تقرأ دي ساد مع بداية الفيلم-وتنقلب الحبكة الى شيء له علاقة بالغيرة والامتلاك،ولكن يبقى الفيلم محافظا على خطه الدرامي والذي كان يتبع بالأساس خط دي ساد.
أحد الوجوه البارزة للفيلم هو العراء الكامل للمرأة،وهو الشيء الذي كان من الممكن التخلص منه مع الحرفية في معالجة القصة،اي شرح دي ساد نظريا بعيدا عن محتواه الداعر.
المخرج(جس فرانكو)،مخرج متخصص بأفلام الدرجة الثانية غزير الانتاج وانصبت غالبية ابداعاته على العنف والجنس.
اعتقد،بأن الكثير ممن سيقرأ هذه المراجعة سيحكم بالتالي:أنت بالتأكيد لم تفهم ولم تستوعب فكر الماركيز دي ساد...
كأن دي ساد حسن النية بريء مما قيل عنه وبالأخص انه لم يقتل دجاجة في حياته...
هل سيحصل دي ساد على البراءة المطلقة لأنه لم يقتل دجاجة في حياته...
ولكن،أليس من الممكن افتراضا،ان دي ساد لوث الفكر البشري ببرازه،وبطريقة لا يمكن محوه أبدا...
والسؤال:لماذا نقرأ دي ساد...لماذا هو محاط بهالة من الاهتمام لايمكن انكارها،ولماذا قدمت عنه كل تلك المراجعات والدراسات ...لماذا نقرأ دي ساد؟
دي ساد يقدم فكرة البهجة وهذا هو الواضح...على ان هذه البهجة لها قرينة أخرى في الارداة البشرية الا وهي التحرر من لوازم العلاقة الاجتماعية ومن لوازم الاخلاق التقليدية،وكأن الانسان بطبيعته يبحث عن اخلاقيات دي ساد أي البهجة من دون لازمة اجتماعية أو اخلاقية (تقليدية)،والموضوع برمته مقرون بحسن النية.
11/9/2021



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل هو المرأة 1984 (ماركو فيريري):عوالم مختلطة
- حكايات جنون اعتيادي1981(ماركو فيريري):أجمل نساء المدينة
- قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب
- فيلم مارا 2015(يوميات الباصق في وجه الأدب)
- البحث عن ملجأ 1979: هدوء نسبي
- وداعا أيها القرد1978(ماركو فيريري):كل شيء ممكن حتى نحكي فيلم
- المنحى الكانيبالي عند ماركو فيريري
- المرأة الأخيرة 1976(ماركو فيري):هستيريا العلاقة
- لا تلمس المرأة البيضاء 1974(ماركو فيري):لمحة سوداء عن التاري ...
- الوليمة الكبيرة 1973(ماركو فيري):المحرك الديونيسي المعاكس
- ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب
- الجمهور (المقابلة) 1971-ماركو فيري: الدلالة اللغوية والموقف ...
- (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه ا ...
- ديلنجر قد مات1969 (ماركو فيري):جلوكو وحديث الليلة الأخيرة
- حريمها 1967(ماركو فيري):نكوص الواقع القبلي
- زفة العرس 1965(ماركو فيري):نظريات في طبيعة العلاقة
- الانفصال 1969(ماركو فيري):الحقيقة المختفية خلف حقيقة مقتضبة
- اليوم،والغد،وبعد الغد 1965(ماركو فيري ومجموعة مخرجين):حفريات ...
- (ضد الجنس)-ماركو فيري:Counter Sex1964
- المرأة القردة 1964(ماركو فيري): ليس لأضفاء أي لمسة على نظرية ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أوجيني 1970:لماذا نقرأ الماركيز دي ساد