أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - دراما عن الغيرة واشياء أخرى 1970(ايتوري سكولا):يوم الوحدة














المزيد.....

دراما عن الغيرة واشياء أخرى 1970(ايتوري سكولا):يوم الوحدة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


أطلق الفيلم بعدة عناوين أخرى منها مثلث البيتزا،والغيرة،والنمط الايطاليItalian Style
مع النظرة الأولى للفيلم نشعر بانه يحمل صبغة شخصية أي دراما رومانسية كوميدية ذات أبعاد مكررة،فالقصة بمجملها تدور حول (أداليدا)-الممثلة مونيكا فيتي-الواقعة في غرام شخصين أحدهما عامل بناء يدعى أورتسيلو-مارسيلو ماستروياني الحاصل على جأئزة كان عن دوره في هذا الفيلم-والآخر طاهي متخصص بعمل البيتزا-الممثل جيانكارلو جيانيني-والزمن الاشكالي للفيلم هو يوم الوحدة Unit day
لكن دعونا نسترجع القصة من البداية:
هناك،مع بداية الفيلم،اعادة تمثيل لجريمة قتل قام بها أورستو عامل البناء البسيط في أواسط العمر ويتميز أيضا ببعض السذاجة،حيث يعيد تكرار جريمته ضد حبيبته السابقة أداليدا...أداليدا أيضا من الطبقة العاملة والتي كانت تعرفت عليه تلقائيا بوصفه شخصا ظهر في أحلامها كثيرا ومنذ زمن...تعرفه في كل شيء من عمره السابق،بل تدعي ايضا بأن اسمه فرناندو...
ماهو وجه الاهتمام بهذا الشخص الأشعث...لماذا يلفت نظرها دائما...؟
هل نحن نتابع هنا شيئا من عبق ألن رينيه تحديدا العام الماضي في مارينباد...؟
أو حتى كيسلوفسكي من الوجه المزدوج لفرونيكا....؟
ليس من المبكر القول ان الفيلم برمته كناية سياسة عن الواقع السياسي المضطرب لإيطاليا في تلك الفترة،فأداليدا هي ايطاليا ذاتها التي بنت أحلامها المبكرة على الحزب الشيوعي الايطالي...ولكن ما الذي حدث؟
كثير من شخصيات الفيلم خاصة (أوريستو)،تروي حكاية عن الماضي من خلال المشهد الحاصل أمامنا،أي ان السرد الماضي ينقطع بوقفة احدى الشخصيات أمام الكاميرا لتروي انطباعها عن الحدث موضوع السرد،وهو اسلوب مختلف في السرد شئنا أم ابينا،أي انه ابداع من نوع معين قريب جدا من الاسلوب الذي استخدمه وودي الن في آني هال.
في مشهد حب في مكب للنفايات،يقول أوريستو:
أنا رجل بلا ماضي،قبل أن اقابلك كنت رجل يائس،ولكنه ربما يكون رجل المستقبل الذي يشكل التنافس الحزبي القادم
وتدخل بعض الأبعاد الشخصية في الفيلم،فالشيوعية كانت تعاني من بلادة عاطفية اتجاه زوجة بدينة،أو ارملة مجند سابق،وهذه الابعاد سواء أسقطت على الكناية أو لم تسقط،لن تكسب الفيلم أي نزعة فردية خاصة،فوضوح الاشارة الى السياسة أكسب القصة الشخصية اهمالا واضحا،والبعد الفردي الخاص للقصة لايمكن احالته إلى فرويد أو باتاي أوعلى غيرهم،فهذا مهمل من اساسه أمام قصة تشير بوضوح الى التشرذم والفساد السياسي الذي كان يحيط بايطاليا في تلك الفترة...
وعندما تنضم أداليدا الى العشيق الآخر(سفاريني)،فهي تجامعه ومن خلفهما صورة لماوتسي تونغ،وان كانت الخلطة غير واضحة،فنحن نعتقد أن سفاريني يشير الى الحزب الديموقراطي أو التمثيل اليبرالي في ايطاليا...
من الوضح أن أداليدا ستهجر الاثنين،وستتحول الى عاهرة بدوام جزئي،وكأنها غارقة في وعد فردية لحزبين يتصارعان على السلطة،يقول أورستو في المظاهرة المناصرة للحزب الشيوعي:
معاناة الحب،بطريقة ما،من الممكن ان تكون متعلقة بكفاح الطبقات...أنا احاول أن اعطي معاناتي الخاصة دلالة ماركسية:معاناة الانسان هي نتائج تفوق الطبقة الاقتصادية بماان الرجل الذي سرق أداليدا مني ثري مستغل للمجتمع....
نعم،اداليدا هي عاهرة بدوام جزئي للطبقة البرجوازية
ايتوري سكولا يقول صراحة:التشرذم السياسي والوعود الفارغة لم تحقق المرجو منها،فالآمال الليبرالية وحتى الشيوعية مجرد أوهام،مجرد وعود لم تحقق الكثير،وهي التي أوقعت ايطاليا فريسة سهلة لطمع الارستقراطية البرجوازية....
أوريستو هو الشخص الذي ينظر الى الأمور بمثالية،الساذج الراقي في نفس الوقت بأخلاقه وتصرفاته،وهو الذي سيقتل أداليدا بطريقة عرضية غير مقصودة.
كل مايجري في الفيلم-على مايبدو-هو دفاع عن الحزب الشيوعي الايطالي الذي كان ايتوري سكولا نفسه منضما إليه،لكن مايقوله ايتوري سكولا ليس فقط دفاعا مبطنا...
هو-على مايبدو-انتقاد واضح للشيوعية من ناحية أقل حدة....الشيوعية هي الأمل الذي ذبح إيطاليا بالسكين...هي الخيبات المتتالية للشعب وايطاليا نفسها...
هذا الشيء الذي عبر عنه ايتوري سكولا صراحة عندما سينسحب لاحقامن الحزب السيوعي الايطالي.
كما قلنا،فالخلطة غير واضحة،والحبكة السياسية للفيلم أفقدت الحبكة الشخصية رونقها،فنحن لانستطيع النظر الى هذا الثلاثي على نمط مثلث موت،أو علاقة جنسية مضطربة...الاسقاط لايجدي دائما هنا،والكلمة الأخيرة هنا:تحية الى مارسيلو ماستورياني على هذا الأداء الرائع
25/09/2021



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدام ادواردة:مقدمة عن جورج باتاي
- المفوض بيبي 1969(ايتوري سكولا): الوجه الناعم المزيف للسلطة
- ايتوري سكولا:10 مايو 1931- 19 يناير 2016:الأفلام الأولى
- مفكرة مهووس 1993(ماركو فيريري):تاريخ مضطرب مع النساء
- جستن الماركيز دي ساد 1969:لعنة الفضيلة-نقد افكار الماركيز
- منزل الابتسامات (ماركو فيريري) 1991: فكاهة مصطنعة تشير الى ا ...
- أنا أحبك 1986(ماركو فيريري):مقتطفات
- أوجيني 1970:لماذا نقرأ الماركيز دي ساد
- المستقبل هو المرأة 1984 (ماركو فيريري):عوالم مختلطة
- حكايات جنون اعتيادي1981(ماركو فيريري):أجمل نساء المدينة
- قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب
- فيلم مارا 2015(يوميات الباصق في وجه الأدب)
- البحث عن ملجأ 1979: هدوء نسبي
- وداعا أيها القرد1978(ماركو فيريري):كل شيء ممكن حتى نحكي فيلم
- المنحى الكانيبالي عند ماركو فيريري
- المرأة الأخيرة 1976(ماركو فيري):هستيريا العلاقة
- لا تلمس المرأة البيضاء 1974(ماركو فيري):لمحة سوداء عن التاري ...
- الوليمة الكبيرة 1973(ماركو فيري):المحرك الديونيسي المعاكس
- ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب
- الجمهور (المقابلة) 1971-ماركو فيري: الدلالة اللغوية والموقف ...


المزيد.....




- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - دراما عن الغيرة واشياء أخرى 1970(ايتوري سكولا):يوم الوحدة