أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل














المزيد.....

العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


هذا الفيلم اثار جدلا واسعا حول طريقة تعامل دك مع الحيوانات،من حيث العنف القاسي الذي تعاملت به شخصيات هذا الفيلم مع الحيوانات،على انه يقدم افتتاحية للفيلم تبدو متناقضة:
لم يؤذي اي حيوان بأي شكل أثناء تصور هذا الفيلم
لكن،ما الفرق بين أن تنفي مشهدا حول تعذيب أو قتل حيوان،ومن ثم تؤكده بحيث تجعله جزءا من عالم واقعي أو جزءا من واقع كان ذات مرة...علينا ان لاننسى أن هذا الفيلم مستقى من ذاكرة المخرج نفسه.
تدور أحداث الفيلم في قرية معزولة على الحدود بين الكوريتين في محيطها قاعدة أمريكية لحفظ السلام والهدنة بين الكوريتين...
الفيلم كما يبدو هو عن العنف،ولكن كعادة دك يحيط كل افلامه بهم فردي خاص جدا،وان كان اساس هذه الهموم هي المجتمع والواقع المحيط،وأساسا هو العلاقة بالآخر القادم لحفظ الأمن والسلام.
يبدأ الفيلم بمشهد لصبي يضع مسدسا خشبيا من مخلفات صندوق اسلحة أمريكية الصنع،ويطلق النار على فتاة في مثل عمره تقريبا-سنكتشف لاحقا بأنها أخته-ويؤدي هذا الأمر الى فقدانها لعينها.
تستمر الحكاية...
شانغ غوك،كوري مهجن أسود البشرة،ذو شعر أجعد بينما ملامحه هي الملامح الآسيوية للجنس الكوري الجنوبي،وهذا طبيعي فشانغ-كما يطلق عليه-هجين ناتج عن زواج كورية من جندي أمريكي أسود...لكن والدته اقرب الى الجنون الآن،فهما يعيشان في باص من مخلفات الحرب الأمريكية،ولازالت تنتظر رسالة من زوجها الذي سافر بعيدا الى الولايات المتحدة.
لكن شانغ حانق على امه وتصرفاتها ولايتوانى عن ضربها ونعتها بالعاهرة...هذه الثيمة لحن عليها دك بشكل أدق وأكثف في فيلمه الأشهر بييتا.
يعمل شناغ غوك مع جزار الكلاب الذي يدعى ب(عين الكلب)،وفي نفس الوقت فعين الكلب هذا هو عشيق والدته.
قبل ذبح الكلب وتجهيزه،يدفع على حبل مشنقة ومن ثم يضرب حتى الموت بقصد قتله وتكسير عظامه...وهكذا
ان كان المجتمع الكوري يأكل الكلاب،فلا داعي أن نضفي رونقا عاليا على قضية القسوة ضد الحيوانات،فالكلب يأكل في النهاية مهما كانت الطريقة...
الذي اريد أن اقوله فعليا،هو بأنه علينا ان لانحاسب كيم كي دك ان كان واقعه لايأتي على مقاس ادراكنا نحن للواقع،ولكن من الممكن ان تعترينا الدهشة حول الطبيعي الذي يصور دك من خلاله مشاهده...
هناك ام تضرب بقسوة من ابنها اللقيط،وهناك جزار كلاب يشنق الكلب ويضربه حتى الموت وهو لاحقا سيعدم بنفس الطريقة التي كان يعامل بها كلابه...
إن كان آرتو ابتدع مسرح القسوة،فكيم كي دك ابتكر معطيات ملفتة جدا للنظر ضمن سينماه التي من الممكن ان تدعى بسينما القسوة...
جيسوم،هو شاب هادئ بالكاد يتكلم-كعادة شخصيات دك-واقع في غرام اينوك التي فقدت عينها في لعبة الطفولة السابقة...
تبنى علاقة من الصداقة بين شانغ وجيسوم ويتشاركان بالتلصص على اينوك في غرفة نومها...
تطعن اينوك عين شانغ بينما يصنع جيسوم مسدسا ليطلق النار على المتلصصين،فيطلق النار على عينه-خطأ- والنتيجة هي ان الثلاثة باتو بعين واحدة...
هل من الممكن ان ترى العين الواحدة الحقيقة كاملة...؟
اليست هناك اشكالية ضمن هذه الرؤية للحقيقة بأي شكل من الاشكال...
تتعرف اينوك على مجند أمريكي يعدها بالمساعدة،وتهجر جيسوم مقابل أن تعود اليها عينها والتي تعود اليها فعلا،ولكنها سرعان ما ستتخلص منها بنفسها مفضلة نار فقدان عينها على جنة أمريكا،أو جنة المجند الأمريكي...
شانغ لازال يمارس عنفا حقيقيا ضد والدته،بحيث يجرحها جرحا بليغا –متعمدا أن يقطع جزء من جسدها ولم نفهم سبب ذلك-ومن ثم يموت بحادث دراجة بحيث يؤدي الحادث أن ينغرس رأسه في الطين وتبرز قدماه الى الأعلى متباعدتان وكأنهما تشيران الى علامة النصر...
تهيم الأم،تبحث عن فلذة كبدها،تجده ميتا ،تحمله الى منزلها الخرب...تحمله الى مخلفات الحرب الأمريكية...تتغذى قليلا على لحمه ومن ثم تحرق نفسها معه،أو مع جثته...؟!
يضيع دك في هذه القصة-التي فيها شيء من ذكرياته-بين الفردانية وبين الواقعية،بين الفرد الملتصق بمجتمعه اشد الالتصاق،بل هو بالأساس حصيلة مجتمعه وبين مجتمعه،جتى لو بدت الأمور خاضعة لتناقض كبير،ولكنها في نفس الوقت تمتلك سمة من الحقيقة وقابلة للتصديق...
انه مجتمع خالي من الرحمة،الكل فيه يضرب الآخر،فهناك من يضرب أمه حتى الرغبة بالقتل،ومن ثم يموت اثر حادث لانعرف ان كان انتحاريا اصلا،وهناك شخص هاجسه الانتقام-جيسوم-ولكنه يقع ضحية لرغبة في الانتقام ...بالرغم من كل شيء ففي الفيلم دفق كبير من المشاعر
هناك مقبرة جماعية يكتشفها جيسوم بالصدفة وهي لجنود كوريا الشمالية الشيوعيين
العمى الذي عاش فيه شخصياتنا الثلاثة كان عما مؤقتا،وحتى لو لم يكن عما مؤقتا،فهناك عين أخرى ترى بوضوح ...بوضوح شديد
ناغيسا أوشيما قال ذات مرة:أن العدو في الداخل



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معجزات صغيرة 1997(اليسو سوبيلا): الحياة هي الجانب الخارجي لل ...
- حيوان طبيعي 1996(كيم كي دك):نقطة اللاعقل
- نتيجة الحب (2007)اليسو سوبيلا: التقاء على هامش الحياة
- الانسان,الفضاء, الزمن، والانسان 2018 (كيم كي دك): العروس الم ...
- لاتنظر الى الأسفل 2008(اليسو سوبيلا): الأمر أكثر شاعرية وسور ...
- قفزات القلب 2005(اليسو سوبيلا):بقيت الأمور كما هي صغيرة وغير ...
- الجانب المظلم من القلب 2001 (2) أليسو سوبيلا: الحب عبارة عن ...
- المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية ل ...
- استيقظ ايها الحب 1996(اليسو سوبيلا):الانسان ليس سوى حصيلة ما ...
- لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا ه ...
- ورحل مخرج سينما الكائنات: كيم كي دك-فيلم آمين 2011
- فينوس في الفراء 2013(رومان بولونسكي):الوضع الطبيعي البسيط لل ...
- الجانب المظلم من القلب1992(اليسو سوبيلا):كمن يبحث عن الحقيقة ...
- الصورة الأخيرة لحطام السفينة 1989(اليسو سوبيلا): رؤية الهية ...
- عن المخرج الأرجنتيني إليسيو سوبيلا والرجل الذي يوجه وجهه للج ...
- ياسمين الزرقاء(ياسمين الكئيبة) 2013 وودي الن: نساء على شفا ا ...
- عيد ميلاد مجيد سيد لورنس 1968(ناغيسا أوشيما):قبلتين على الخد ...
- الولد 1969(ناغيسا أوشيما):المنتج الفيلمي التقليدي
- ميديا 1988(لارس فون تراير):عن الاسطورة والبدايات
- يوميات لص شينجوكو 1969 (ناغيساأوشيما): اللغز المحلول غير الق ...


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل