أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - مصطفى والجسر والزلزال














المزيد.....

مصطفى والجسر والزلزال


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


وقف مصطفى ذو التسع سنوات على جسر الشهداء ببغداد، وألقى
نظرة على نهر دجلة الناضب!
- متى نهاجر من العراق مثل جيراننا بيت أبو علي؟!
- ليش ماما هذا العراق؟!
قالت أمه التي بدأتْ في الفترة الأخيرة تراقب نمو ابنها السريع، وكثرة صمته وانعزاله في غرفته في طابق المنزل العلوي. ومن بين ما لاحظتْ كثرة أسئلته عن وجود الله؟ ولماذا خلق الإنسان ليشقى ويموت؟ وعن ساعة النحس التي ولد فيها في العراق، وصعوبة العيش فيه. وشدة انبهاره بالصور الملونة للمجموعة الشمسية والمجرة، واسئلته المستمرة عن أسرار الكون العجيب!
- غاضتْ مياه دجلة وفسد الهواء! صعب عليَّ التنفس لكثرة عوادم السيارات! انا اكره إيران خذيني إلى تركيا أريد اللقاء بصديقي علي!
- تركيا؟
- أجل
- تركيا ضربتها الزلازل والهزات الأرضية قبل يومين، انهارتِ المباني العالية وقضى تحت ركامها خلق كثير!
اتكأ على درابزين الجسر المغطى هنا وهناك بطبقة بيضاء من ذرق النوارس المتيبس على الحديد، وكان بالأمس نظيفا ولامعاً، وبينما هو كذلك ندتْ عنه صرخة أو كادتْ، خسب أنه إذا أطلقها تمتد بطول المسطحات المائية في النهر الناضب!
ثم راح يفكر بما قاله معلم العلوم عن دورة المياه حول الطبيعة، وحدق غير مصدق في مياه النهر الشحيحة، والجزر الصغيرة التي انبثقتْ مؤخرا فيه، وعبور الناس إلى الضفة الأخرى مشياً على الأقدام!
مدَّ ساقه اليمنى بين اسياخ الجسر خضراء اللون، وراوده حلم لو أنه يرمي بحذائه في النهر فيصير زورقاً يسافر فيه حتى المصب. ثم دحج بين قدميه في رصيف الجسر المتكسر، الذي وقف عليه الجواهري، في وثبة كانون عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث الجائرة، وهزج بقصيدة أخي جعفر، باحثاً عن حُصَيَّة يرميها في الماء الضحضاح، لتتشكل دوائر صغيرة تكبر فتشغله عما هو فيه من كرب، ويأس من تصحيح أحوال العراق العصيةعلى الفهم. دوائر تحيله إلى حركة الأفلاك الدائبة وتمدد الكون، وأسئلته الكثيرة التي كان يطرحها على المعلم عن أسرار الحياة. والأقدار التي وجد نفسه يجلس في حانتها طفلاً غريراً. ورمتْ به في العراق حيث الماء يوزع في الجليكانات الصدئة، والكهرباء 3×3، والقضاء فاسد، والتعليم منهار!
- قولي لي يا أمي؟
- ماذا؟
- متى نهاجر وننقذ أنفسنا من العراق مثلما فعل ابو علي وعائلته؟!
- آه لو كنت اعلم يا ولدي متى يحين موعد الرحيل إلى دول الغرب البعيدة!

طربزون/تركيا
شباط 2023



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اللغة والفردوس والمنفى
- جدلية الصراع بين الخير والشر في فيلم شجرة الحياة
- جسر الزيتون
- فيلم طعم الكرز (Taste of Cherry - 1997) للمخرج عباس كيارستمي
- عراقيات (1) وادم حجاز كار يوسف عمر
- شارع جهنم (كتاب الرحلات الآسيوية)
- حقوق الحيوان في النرويج
- جفاف الفراتين!
- إليكِ عني أيتها الحرب
- جيمس ويب ثورة كوبرنيكية في علم الفلك
- جذور الشر في فيلم الشريط الأبيض لمايكل هانيكه
- رثاء عقيل علي
- هل الشعر فعلاً في أزمة دائمة؟!
- علم أوكرانيا
- جمالية الوصف السردي في كتاب ( الطريق إلى الناصرية) لطارق حرب ...
- الجندي في حديقة التوليب!
- العيد الوطني والبيرة الهولندية ونهاية الجائحة!
- ناصرية مكسيك (الفصل الرابع) قتل الإناث وإزالة الغابات!
- ناصرية مكسيك (الجزء الثالث)
- ناصرية مكسيك (الجزء الثاني)


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - مصطفى والجسر والزلزال