أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.















المزيد.....

اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقيد كبير سابق في جيش التحرير الشعبي الصيني وهو "تشو بو" كتب بعد خمسة أيام من سيطرة طالبان على أفغانستان العام الماضي: "أفغانستان تعتبر منذ فترة طويلة مقبرة للغزاة - الإسكندر الأكبر والإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفيتي والآن الولايات المتحدة. الآن تدخل الصين مسلحة ليس بالقنابل وإنما بمخططات البناء وهي فرصة لإثبات أن اللعنة يمكن كسرها".
أن بكين عرضت على طالبان الدعم الاقتصادي والإنمائي بشرط أن تتعاون أفغانستان مع الصين تجاه الجماعات المسلحة اليوغورية وتجنب استهداف المصالح الصينية وخاصة مبادرة الحزام والطريق.

كما رأى أن الصين يمكن أن تساعد طالبان في التحايل على العقوبات الغربية موضحا أن "الشركات الصينية التي تستثمر في أفغانستان يمكن أن تقلل من الضرر الناجم عن الحرب المالية الغربية والتي بدورها ستفيد الصين من حيث قدرتها على الوصول إلى احتياطيات الأرض النادرة الثمينة في البلاد التي مزقتها الحرب ومنها النحاس والليثيوم وخام الحديد والموارد الطبيعية الأخرى".
كما قال "مع تزايد التعاون الصيني- الروسي- الإيراني في جهودهم لتحدي الهيمنة الأمريكية قد تنظر هذه القوى إلى طالبان كشريك يمكنها من خلاله توسيع نفوذها في آسيا الوسطى الكبرى".

في هذه الخلفية اندلعت الأخبار عن عقد استخراج النفط من حوض آمو داريا الذي وقعته شركة شين جيانغ للبترول والغاز في آسيا الوسطى مع الإدارة الأفغانية بقيادة طالبان.
تم توقيع العقد في كابول من قبل القائم بأعمال وزير المناجم والبترول في طالبان الشيخ شهاب الدين ديلاوار ومسؤول في شركة شين جيانغ للبترول والغاز في آسيا الوسطى، كما شهد نائب رئيس وزراء طالبان بالإنابة عبد الغني برادار والسفير الصيني لدى أفغانستان وانغ يو حفل توقيع العقد.
كانت هذه أول صفقة كبرى للاستخراج توقعها إدارة طالبان مع شركة أجنبية منذ توليها السلطة.
قال ديلاوار وفقاً للعقد الذي مدته 25 عاماً، ستستثمر الشركة الصينية 150 مليون دولار سنوياً في أفغانستان وستزداد استثماراتها إلى 540 مليون دولار في غضون ثلاث سنوات على الرغم من أن السيناريو الأمني الحالي لا يضمن لها عوائد جذابة لكن سيكون لإدارة طالبان شراكة بنسبة 20٪ في المشروع والتي يمكن زيادتها إلى 75٪ وتشير التقديرات الى كمية 87 مليون برميل من النفط الخام في حوض آمو داريا.
أبلغ ديلاوار أنه بموجب الصفقة ستقوم الشركة الصينية باستخراج النفط من منطقة تغطي 4500 كيلومتر مربع (1737 ميلاً مربعاً) في محافظات سار بول وجوزجان وفارياب.
وأضاف أن "أكثر من 3000 من السكان المحليين سيحصلون على وظائف في هذا المشروع" وأن شرط الصفقة هو معالجة النفط المستخرج في أفغانستان.

قال نائب رئيس الوزراء برادار بهذه المناسبة:
"من حيث الموارد الطبيعية، أفغانستان دولة غنية، بالإضافة إلى المعادن الأخرى، النفط هو ثروة الشعب الأفغاني التي يمكن لاقتصاد البلاد الاعتماد عليها".
تشير التقديرات إلى أن أفغانستان تجلس على موارد معدنية (غير مستغلة) وقيمتها أكثر من تريليون دولار، وأضاف برادار:
"في الآونة الأخيرة، وافقت اللجنة الاقتصادية على العديد من المشاريع وبتعهدها سيتم اتخاذ خطوات أساسية لازدهار البلاد والرفاهية العامة".
السفير الصيني وانغ يو وصف الصفقة بأنها مهمة للنمو الاقتصادي لأفغانستان التي مزقتها الحرب وخطوة إيجابية نحو علاقات وثيقة بين كابول وبكين، وقال:
"عقد آمو داريا النفطي هو مشروع مهم بين الصين وأفغانستان".
وفي الوقت نفسه تجري شركة صينية مملوكة للدولة أيضا محادثات مع طالبان بشأن تشغيل منجم للنحاس في مقاطعة لوغار الشرقية، وهو اتفاق بقيمة 3 مليارات دولار تم توقيعه لأول مرة في ظل الحكومة الأفغانية السابقة ولكنه انخفض منذ ذلك الحين على جانب الطريق.
لم يمنع وضع أفغانستان المنبوذة التي تديرها طالبان في نظر معظم دول العالم الصين من اتباع استراتيجية نشطة تهدف إلى العمل من أجل منح الاعتراف الفعلي لطالبان خلسة.
إذا كان اعتماد الدبلوماسيين والإجراءات المماثلة الأخرى خطوات أولية في هذا الاتجاه فإن استئناف النشاط الاقتصادي هو ما كانت تريده الصين بالفعل إذ يتناسب ذلك تماماً مع سياسة الصين الثابتة المتمثلة في الافتراس على الدول الضعيفة والمتعثرة بشدة بشكل رئيسي من خلال الفخ في حلقة مفرغة من الديون والسداد الحاد للديون عن طريق مبادرة الحزام والطريق.
ستنظر معظم البلدان الأخرى إلى الاستثمارات أو المشاريع في أفغانستان اليوم على أنها لا تستحق المخاطرة في البيئة غير المستقرة الحالية باستثناء بكين.
فطالما كانت لديها اطماع على موارد أفغانستان الهائلة وغير المستغلة، وإغراء ملعب خال من الغرب يثبت أنه لا يمكن مقاومته على الرغم من المخاطر.
سؤال مهم هنا وهو كيف تقبل بكين على توقيع عقود مع منبوذين كانوا حتى وقت قريب ويطلق عليهم إرهابيين وبالتالي منحهم الاعتراف فعلياً؟
جانب بارز آخر من العقد هو أنه تم إبرامه في وقت يتم فيه استهداف المواطنين الصينيين بشكل متزايد في الهجمات الإرهابية في أفغانستان كما هو الحال في باكستان المجاورة، جاء الإعلان عن العقد بعد يوم واحد فقط من إعلان إدارة طالبان إن قواتها قتلت ثمانية من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان في غارات، بما في ذلك بعض الذين كانوا وراء هجوم على فندق يقدم الطعام لرجال الأعمال الصينيين في كابول الشهر الماضي.
وفي الآونة الأخيرة استهدف تفجير انتحاري في قلب كابول مساء 11 كانون الثاني أعضاء وفد صيني كان من المقرر أن يلتقي بمسؤولي طالبان في وزارة الخارجية الأفغانية. فجر الانتحاري نفسه بالقرب من الوزارة، مما تسبب في سقوط 20ضحية على الأقل وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان مسؤوليتها عن الهجوم.
إن تورط التنظيم في هذه الهجمات ضد المواطنين الصينيين في أفغانستان مثير للاهتمام، حيث طالما اعتبر أن التنظيم في أفغانستان هو من إنشاء وكالة الاستخبارات الباكستانية، وأشار تقرير للمعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية إلى أن "وجود داعش في أفغانستان ليس حقيقيا بل إنها لعبة استخباراتية يلعبها بعض جيراننا
" وأضاف التقرير أن باكستان تدعم تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان كجزء من "استراتيجية التحوط".
تطرقت الهيئة العامة للرقابة المالية أيضا إلى مشاركة الاستخبارات الباكستانية مع تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان بما في ذلك في تعليقاتها المؤرخة 27-3-2020 و 10-4-2020.

أشار تقرير دولي حديث بأنه "يعتقد أن باكستان لديها شبكة واسعة من الجواسيس والوكلاء في أفغانستان وعلى الرغم من العلاقة الدافئة في الغالب مع الصين فإن إسلام أباد تقوم بسياستها المستقلة الخاصة، سواء كانت تتودد إلى قادة طالبان أو تتعاون مع الولايات المتحدة". ونقلت عن المؤلفة والمحللة عائشة صديق من كلية لندن للدراسات الشرقية والأفريقية قولها إن باكستان تشك في أن المسؤولين الصينيين الذين يقومون بتواصلهم الخاص مع المتمردين وتطوير قاعدة قوتهم الخاصة في البلاد.
رأت أن هذا يعني أنه على الرغم من "الأخوة الحديدية" التي كثيراً ما تطالب بها فإن الصين ليست واثقة جداً من باكستان في أفغانستان، وأن بكين ستحتاج إلى السير بعناية في البلاد إذا اختارت المغامرة هناك بمفردها.
كما يحدث كل هذا في أفغانستان، فإن التناقض مع الصين التي تستخدم تدابير صارمة وغير إنسانية واسعة النطاق ضد سكانها المسلمين، حتى المدنيين الأبرياء في شين جيانغ، ولكنها لا ترى أي عار في توقيع عقود مع أولئك الذين استخدموا على مدى عقود أساليب الإرهاب ووصفهم العالم بأسره بالإرهابيين، هو أمر معيب ومتناقض على حد سواء.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كازاخستان تهمش أبناء عمومتها المسلمون الصينيون؟
- ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب
- الصين وراء تزايد حالات انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان وخاص ...
- أوضاع النساء في بعض الدول الإسلامية.. باكستان نموذجاً
- عدم الاستقرار في آسيا وتخبط السياسة الامريكية فيها
- الهيمنة الصينية على دول آسيا الوسطى
- سياسة القوة الناعمة الصينية في العراق
- الصين وتجنيد العلماء
- التدريبات العسكرية الصينية تقويض للاستقرار الاقليمي
- لوحة جدارية تلهب مشاعر الصين تجاه اليابان
- اختبار المهارات القيادية للرئيس الصيني شي جين بينغ
- 14 تموز في ذكراها الرابعة والستون
- معارك في اوكرانيا ورسائل الى الصين
- احتجاج بسبب اخبار مضللة
- هل النازيون افضل منكم؟
- الصين مستقبل سياسي قلق
- كشمير
- روسيا و أوكرانيا أزمة قارات
- مصطفى الكاظمي كما يراه مواطن بسيط
- أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.