أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - هل النازيون افضل منكم؟














المزيد.....

هل النازيون افضل منكم؟


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7288 - 2022 / 6 / 23 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخترت النازيون وزعيمهم هتلر كونهم أصحاب السمعة الأسوأ دون سواهم بين الحكومات عبر التاريخ، لكن هل تعلم حكومتنا بأن فترة حكم النازيون ١٢ عاما مقسمة الى نصفين كان الأول من عام ١٩٣٣ الى ١٩٣٩ زاهراً بالنسبة للشعب الألماني؟ فهل ستكون هناك فترة ونحسبها لكم؟ ام حتى النازيون أفضل منكم؟

مهزوم يقود مهزومين:

قاد هتلر المانيا التي خرجت مهزومة بعد الحرب العالمية الأولى، وهنا يكون لزاماً ان استذكر رأي الفيلسوف الألماني المعاصر انتسنسبيرغر ( Enzensberger) والذي يطرح سؤالاً مهماً جداً يقول فيه:
(ماذا سيحدث لو ان المهزوم المتطرف تغلب على عزلته وانضم لمجموعة من اقرانه؟ ماذا سيحدث لو عثر على سقف يأوي مهزومين من امثاله يرحبون به ويحتاجوه؟).
ويجيب هو على نفسه فيقول (ستتعاظم الطاقة الكامنة الهدامة وسيتضاعف تطلعه للانتحار وسيزداد شعوره بالعظمة وأن شعوره بأنه قد أمسى سيداً وبيده مصائر الناس سيحرره من مشاعر الهزيمة والعزلة).
كان هذا بالضبط هو شعور هتلر ومعه الالمان بعد خروجهم مهزومين من الحرب العالمية الأولى وبالأخص بعد معاهدة فرساي التي اعتبروها مذلة جداً.

النصف الأول من حكمه:

اول شيء فعله هتلر كان مهلة زمنية طلبها من شعبه ووعدهم فيها ان يقضي على البطالة وان ينقذ اقتصاد المانيا.
ابتدأ هتلر عمله بتشجيع المتزوجات من النساء العاملات على ترك العمل والبقاء في المنازل مما وفر فرص عمل للعاطلين وفي الوقت نفسه شجع هذا القرار رجال الاعمال على إعادة توظيف العمال، كما وركزت حكومته على إعادة بناء الجيش وتعزيز الترسانة العسكرية عن طريق صناعة السلاح وقد قامت حكومته بتشجيع قرابة ٣ آلاف شركة على دعم ومساعدة الحكومة الألمانية في تصنيع السلاح.
واهم قرار اتخذه هتلر هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مبتعدا عن حلقته من المقربين فكان اختياره على أحد الرجال من خارج حزبه وهو الخبير الاقتصادي الدكتور يالمار شاخت (Hjalmar Schacht).
رفض شاخت الطرق الكلاسيكية مثل الاقتراض الخارجي او طباعة المزيد من العملة واعتمد نظام سندات "ميفو" وهي سندات حكومية تمنح للمواطنين قابلة للسداد على خمس سنوات، وعند حلول العام ١٩٣٩ بلغ مجموع ما اشتراه المواطنون من هذه السندات هو ١٢ مليون مارك.
وهكذا فإن معدل البطالة انخفض بمقدار الثلث بعد مرور سنة واحدة على حكم هتلر، وبعد سنة ونص انخفض الى ثلثين، وفي عام ١٩٣٦ كان هناك فقط مليون عاطل عن العمل، واخيراً وجد الالمان أنفسهم عام ١٩٣٩ بأنهم بحاجة الى نصف مليون عامل الامر الذي يعد تحولاً كبيراً للوضع الاقتصادي بشكل عام.
بالمجمل فإن معدل الأجور للعامل ارتفعت في المانيا تقريبا٢٥٪ مع تشديد حكومي في الوقت نفسه على الملاكين بمنعهم من رفع ايجارات السكن كما وان الوزير شاخت قام بتوظيف المال الذي جنته الحكومة من خلال السندات وارباح الشركات لتقليل المدفوعات الحكومية كالماء والكهرباء إضافة الى تخفيض الضرائب بدلاً من رفعها.
والقائمة تطول جداً كون ان حكومة هتلر وبفضل الكفاءات التي تضمها وعلى رأسهم شاخت حققت نجاحاً باهرا في قطاع الصحة والتعليم والسياحة وباقي الخدمات وفوق كل شيء الصناعة الألمانية التي أصبحت الأولى عالمياً.

الآن، يا رئاساتنا الحالية، ومعها كل الأحزاب:
اولاً: لسنا مهزومين ولم يقودنا مهزوم كي نتمنى على أنفسنا مثل نجاحهم.
ثانياً: هل من المعقول ان لا يكون احداً منكم قد قارن بين اداءكم وأداء أكثر الحكومات دماراً لبلدانها؟
هل بحثتم عن شاخت النسخة العراقية؟ لا وانما استعضتم بمقربيكم.
هل دعمت المواطن بالتمويل؟ هل وفرتم العلاج والغذاء؟ هل نهضتم بواقع الصناعة؟
الجواب قطعاً لا، بل جعلتم حتى البطاقة التموينية من بين الذكريات؟
نجاحكم الوحيد هو فقط عندما حولتم الشعب العراقي من متفائل بسقوط الصنم الى مهزوم مثل الشعب الالماني بعد الحرب العالمية الأولى.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين مستقبل سياسي قلق
- كشمير
- روسيا و أوكرانيا أزمة قارات
- مصطفى الكاظمي كما يراه مواطن بسيط
- أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان
- التاريخ لا يكتبه المنتصرون
- الاعلام في العراق
- أذربيجان و أرمينيا
- نحتاج لداهية مثل المأمون.. لا لطاغية مثل أبو مسلم الخراساني.
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء السادس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثالث
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الخامس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الرابع
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الأول
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثاني


المزيد.....




- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...
- أطفال -بايبي ليفت- يعودون إلى فيتنام بعد 50 عاما بحثا عن عائ ...
- غارات أميركية جديدة على اليمن والبنتاغون يهدد إيران
- دراسة: شمال غرب المحيط الهادي مهيأ لزلزال ضخم وهبوط أرضي
- ما الفرق بين الطقس والمناخ؟
- ترامب يكشف سبب توقيع اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا
- تقرير: مجلس إدارة تسلا يبدأ إجراءات استبدال إيلون ماسك كرئيس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - هل النازيون افضل منكم؟