أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان















المزيد.....

أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثار موضوع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قلق الكثير من الناس وتوجس الكثيرون بسبب عملية الانسحاب هذه والتي تزامنت مع سيطرة حركة طالبان على المدن الأفغانية التي تمر بها، والخوف الأكبر هو ان تسيطر طالبان على أفغانستان بصورة كاملة.
هذا الخوف يثير الاستغراب وكأن طالبان ستسيطر على أفغانستان لأول مرة، او انها لم تكن تحكم البلاد من سنة ١٩٩٦ لحين الاحتلال الأمريكي لأفغانستان خريف ٢٠٠١.
القول ان طالبان تستولي على الحكم هو وصف خاطئ، والصحيح هو (طالبان تستعيد الحكم من جديد في أفغانستان).
في العراق هناك عدد غير قليل من الذين يحذروا من خطورة الموقف الإقليمي وتداعياته على الوضع الأمني في المنطقة وبشكل خاص في العراق، وهو امر غريب جدا كون ان وضع أفغانستان وضع خاص بالأفغان ومن غير الممكن مقارنته بوضع أي بلد او شعب آخر.

وللتعرف بشكل سريع وخاطف على ما جرى فيها من سبعينيات القرن المنصرم الى الآن نبدأ:

في عام ١٩٧٣ كانت البلاد تحت حكم محمد ظاهر شاه، وفي زيارته للعلاج في إيطاليا مع زوجته قام ابن عمه محمد داوود خان بانقلاب عسكري وتمكن من خلع ظاهر شاه واعتلاء سدة الحكم ليصبح الحاكم الجديد ويغير نظام الحكم الى جمهوري ويكون اول رئيس لأفغانستان، وهذا هو (النظام الجمهوري الأول).
تمكن محمد داوود خان من النجاح في انقلابه بمساعدة حزب الشعب الديمقراطي (وهو اسم الحزب الشيوعي الافغاني) والذي كان قد انقسم قبل سنوات قليلة الى جناحين وهما(بارشام) وتعني الراية بقيادة بابراك كارمال ومير أكبر خيبر، وجناح (خلق) وتعني الجماهير بقيادة نور محمد تراقي وحفيظ الله امين ومحمد نجيب الله، لكنه سرعان ما انقلب عليهم وبدأ بالتخلص اولاً من جناح بابراك كارمال وخيبر(البارشام) فابعدهم عن المناصب القيادية وابعد وزرائهم واستبدلهم بآخرين وكانت هذه الخطة بالتواطؤ مع جناح خلق ليتخلصوا من منافسيهم.
في فترة حكم داوود خان تمكن الشيوعيون من إقناعه بضرورة الحذر من الإسلاميين لضمان امن واستقرار البلاد، فقام بحملات واسعة لاعتقال الشيوخ ورجال الدين مما دفع بالباقين لعبور الحدود الفاصلة بين أفغانستان وباكستان، انتهزت باكستان الفرصة واحتضنت هؤلاء المتمردين الإسلاميين وقدمت لهم الدعم المادي والعسكري وقامت بتدريسهم وتدريبهم، وكان بينهم من سيكونوا أبرز قادة البلاد في المستقبل وهم (برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار واحمد شاه مسعود).
وتعود أسباب هذا الدعم الباكستاني كون ان محمد داوود خان قبل توليه رئاسة البلاد كان قد شغل منصب رئيس الوزراء في عهد محمد ظاهر شاه من ١٩٥٣الى١٩٦٣، وعلى الرغم من ان داوود خان كان من الاسرة المالكة لكنه كان من قومية البشتون ومتعصب جداً لدرجة انه طرح فكرة انشاء إقليم يوحد أبناء القومية البشتونية في أفغانستان وباكستان بعد ان فرقهم الخط الحدودي الذي وضعته بريطانيا والمعروف باسم خط ديوران (Durand line) الفاصل بين أفغانستان وباكستان، وهذا الامر يهدد امن و وحدة الدولة الباكستانية التي كانت لا تزال دولة فتية في ذلك الوقت كونها تأسست ونالت استقلالها عام ١٩٤٧، فعملت بكل قوة ان تزعزع وحدة البشتون داخل أفغانستان كي لا تسنح لهم الفرصة في انشاء اقليمهم.
كما ان لعلاقة أفغانستان في ظل حكم (داوود خان او الحزب الشيوعي) مع الاتحاد السوفييتي كانت ايضاً سبباً مهماً في معاداة الباكستانيين للأفغان وذلك لأن الاتحاد السوفييتي دعم موقف الهند في قضية إقليم كشمير.
هذه الأسباب دفعت باكستان للعب دوراً سلبياً ضد أفغانستان سواء كانت في ظل حكومة داوود أو فترة حكم الشيوعيين من بعده والتي سنأتي لتفاصيلها.
كان داوود خان قد تدارك خطورة موضوع إقليم بشتونستان، فتوصل الى حل للقضية مع رئيس وزراء باكستان آنذاك ذوالفقار علي بوتو، وبعدها قام بتعديلات دستورية وحاول رسم سياسة جديدة للبلاد تقلل من الاعتماد والتقارب مع الاتحاد السوفييتي، كما وابعد الشيوعيين القياديين خارج البلاد عن طريق ارسالهم كسفراء، واستبدل كل الوزراء جناح(برشام)، وقام بزيارة الى السعودية وعمل على تقوية علاقته بشاه إيران وهذا يعني انه بدأ ينفتح على المعسكر الغربي، وهذا الامر صار واضحاً لدرجة ان قال في احدى المرات للرئيس السوفييتي بريجنيڤ بعد ان حذره من وجود خبراء تابعين للناتو شمال أفغانستان فكان جواب داوود له ان أفغانستان غير ملزمة بأخذ المشورة من السوفييت فيما يخص امنها وسياستها، وأخيراً عقد داوود خان اتفاقية تسليح وتدريب مع مصر السادات عام ١٩٧٧.
هنا دق ناقوس الخطر بالنسبة للاتحاد السوفييتي الذي قام بدوره باغتيال الشيوعي البارز مير أكبر خيبر في ظروف غامضة الأمر الذي أدى الى تجمع آلاف الشيوعيين وقيامهم بثورة أطلقوا عليها اسم (ثورة ساور) وتمكنوا من قتل داوود خان ليصبح نور محمد تراقي رئيساً للجمهورية وغير اسمها الى جمهورية أفغانستان الديمقراطية، وكان هذا (النظام الجمهوري الثاني).

تراقي لم يكن على علاقة وطيدة مع السوفييت إنما علاقته بهم كانت آيديولوجية فقط، حتى ان الرئيس السوفييتي ليونيد بريجنيڤ رفض طلب تراقي بإرسال قوات من الجيش الأحمر لبسط الامن في أفغانستان وقال له على لسان رئيس وزراءه بأن من الخطأ ان نقوم بإرسال قوات لبلادكم فإن هذا سيزيد الوضع سوءاً وانما عليكم التوقف من عمليات الإصلاح التي تستفز شعبكم وتتعارض مع القيم الإسلامية مثل قانون الزواج وقانون الإصلاح الزراعي والاحوال الشخصية وغيرها.
بمختصر كان السوفييت على علاقة أكثر قوة بجناح (البارشام) من جناح (خلق) كما سنرى.
في النهاية وافق السوفييت على ارسال ٥٠٠ مستشار عسكري ومعهم ٧٠٠ مظلي متخفين بزي عمال الصيانة.
وفي هذه الفترة قام حفيظ الله امين بترتيب عملية قتل نور محمد تراقي داخل قصره بالتواطؤ مع رئيس حرس القصر.
ثار الشيوعيون في أفغانستان بسبب هذه الحادثة وحصلت مواجهات اضطر على أثرها حفيظ الله من استبدال محل اقامته وانتقل الى قصر تاجبك ظناً منه بأن هذه الخطوة كافية لحمايته، لكن السوفييت بواسطة المظليين ال٧٠٠ الذين مر ذكرهم تمكنوا من قتله.
وقاموا بتعيين صديقهم القديم بابراك كارمال رئيساً للبلاد والذي طلب بدوره تدخل الجيش السوفيتي لحمايته وهذا ما جرى فعلا اذ أرسل الاتحاد السوفيتي الجيش المجوقل ٤٠ من الجيش الأحمر واجتاحوا به الأراضي الافغانية لتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ الافغاني وهي مرحلة المقاومة ضد المحتل الأجنبي، خصوصاً وان الفصائل المسلحة من الإسلاميين الافغان كانت قد اكملت جاهزيتها بفضل الدعم والتدريب الباكستاني والتمويل السعودي والتخطيط الأمريكي، وكان هذا هو (النظام الرئاسي الثالث).
استمر كارمال بالرئاسة لغاية سنة ١٩٨٦ ومن ثم قدم استقالته، خلفه بعد ذلك حاجي محمد لمدة تسعة اشهر ليتولى بعده محمد نجيب الله رئاسة الجمهورية، قام محمد نجيب الله بتغيير منهج الإصلاحات اثناء حكمه، اذ حاول الانفتاح على الإسلاميين في محاولة لكسبهم لصالح امن واستقرار البلاد، لكن هناك ملاحظة مهمة وهي ان محمد نجيب الله علي الرغم من كونه سياسي افغاني بشتوني حاله من حال بقية السياسيين لكنه تميز على محمد داوود خان كونه لم يكن بشتوني متعصب وحسب انما كان متعصب ويكره الباكستانيين وخصوصاً الباكستانيين(البنجاب) مما زاد من محاربة الباكستانيين وكرههم له فعملوا علي زعزعة امن واستقرار بلاده، نجيب الله بعد عودته من طهران سفيراً تولى في فترة حكم كارمال منصب رئيس جهاز المخابرات، كانت محاولات الإصلاح التي قام بها نجيب الله تقابل بالتكذيب من قبل الإسلاميين باعتبار ان الشيوعيين منحرفين وكاذبين، وصارت الجماعات المسلحة تقابل إصلاحات نجيب الله بالتكذيب وتحشيد الجماهير ضده وكسبهم الى جانبهم، بحيث رفض الفلاحين موضوع توزيع الأراضي منطلقين من مبدأ (ان الله يرزق من يشاء بغير حساب) وهو من يقسم الارزاق وليس الشيوعيين وهكذا دواليك، وفي مرة وبمقابلة صحفية مع حكمتيار قال ان الشيوعين لا مصداقية لهم فمثلاً راعيهم الذي احتضنهم واوصلهم الى السلطة وهو داوود خان فإنه كان من الاسرة الملكية اما قادتهم تراقي وحفيظ الله وكارمال وخيبر ونجيب الله كلهم من الاسر البورجوازية ولا علاقة لهم بالطبقة الكادحة من عمال وفلاحين سوى الشعارات، ومن جهة أخرى كلهم متعصبين للقومية البشتونية وهذا دليل آخر على كذبهم كون ان الماركسية تتعارض مع هذه التوجهات العنصرية.
واستمرت الحرب الاهلية طوال مدة حكم كارمال ونجيب الله خاصة وان باكستان كانت قد جهزت ما يزيد عن مئة ألف مقاتل بإشراف الولايات المتحدة ودربتهم على أراضيها وبتمويل سعودي كما ذكرنا، الامر الذي أنهك البلاد وجعل قواها خاوية ومدنها مدمرة، عندها توصل نجيب الله الى قناعة بأن المخرج الوحيد لازمة البلاد هو انسحاب السوفييت منهم واعتقد بأن جيشه وشرطته قادرين بمفردهم على مواجهة الإسلاميين ممن يطلقوا على أنفسهم اسم "المجاهدين".
وجرى بالفعل اجلاء القوات السوفييتية من البلاد عام ١٩٨٩ واستمر حكم نجيب الله الى سنة ١٩٩٢ ثم قدم استقالته وسلم زمام الحكم الى قادة الفصائل الإسلامية لتدخل البلاد بعهد جديد لم يقل حروباً ودماراً عن سابقه.

بعدها انعقد مؤتمر في مدينة بيشاور الباكستانية عام ١٩٩٢ وشكلوا الاتحاد الإسلامي والذي كان من أبرز قادته برهان الدين رباني وصبغة الله مجددي واحمد شاه مسعود وحزب الوحدة الشيعي الافغاني بقيادة عبد العلي مزاري والحركة الإسلامية الشيعية بقيادة محمد أصف محسني، وأسفر هذا المؤتمر على تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة مجددي تعقبها حكومة لأربعة أشهر برئاسة رباني.
هذا الامر اغضب قلب الدين حكمتيار الذي تمرد عليهم وقام بمهاجمة وقصف العاصمة كابول هو وعناصر حزبه (الحزب الإسلامي الافغاني).
وهكذا فإن حرباً أهلية اندلعت بين الفصائل التي كانت تقاتل جنباً الى جنب ضد التواجد السوفيتي، ولم يتوقف الخلاف الى هذا الحد وانما حدثت خلافات أخرى بين المتحالفين زادت من تفاقم الازمة الداخلية وسوء الأوضاع، ومن أبرزها تمسك رباني بمنصبه وعدم التخلي والتنازل عن الرئاسة مما أدى الى غضب باقي الفصائل، واستمرت الخلافات الى ان وقعت بينهم صدامات واشتباكات مسلحة راح ضحيتها الآلاف من الافغانيين.
في هذه الفترة كانت هناك مجموعة من طلاب الدين البشتون أطلقت على نفسها اسم طالبان وتعني جمع كلمة طالب، يترأسهم الملا محمد عمر، تهدف الى إقامة امارة إسلامية وترفض كل الأطراف المتنازعة والمشاركة في الحرب الاهلية، فحدثت اشتباكات بينهم وبين شاه مسعود أدت في النهاية الى لجوء الملا عمر واتباعه الى باكستان.

باكستان وكما قلنا لعبت دوراً كبيراً في كل الاحداث التي جرت على ارض أفغانستان، فمنذ اجتياح القوات السوفيتية لأفغانستان كانت المخابرات الباكستانية تقوم وبالتنسيق مع المخابرات الامريكية بدعم وتدريب المقاتلين والفصائل التي اشتركت بالحرب والقتال ضد السوفييت، وهذا ما صرح به مستشار الامن القومي الأمريكي بريجينسكي (أردنا ان يكون للسوفييت ڤيتنامهم الخاصة بهم).

وتعود المخابرات الباكستانية مجدداً لتكون لاعباً اساسياً عن طريق دعم طالبان ضد نفس الفصائل التي دعمتها في الامس.
فعندما هرب الملا عمر الى باكستان لم يكن برفقته الكثير من الاتباع، لكنه عاد الى بلاده ومعه أكثر من ١٥٠٠ مقاتل بشتوني باكستاني يرتدون الزي الافغاني وقاموا بمهاجمة الحكومة الأفغانية وضربوا العاصمة كابول بالصواريخ ما أدى الى انسحاب القوات الحكومية وانسحاب شاه مسعود وعبد الرشيد دوستم والجميع الى شمال البلاد تاركين العاصمة بيد طالبان التي شكلت الحكومة الجديدة وغيرت اسمها الى (امارة أفغانستان الإسلامية).
قام أنصار الحكومة السابقة بتشكيل حلف الشمال الذي ضم الفرقاء الذين كانوا يتقاتلوا ضد بعضهم البعض لتبدأ مرحلة الصراع بينهم وبين طالبان والدخول بحرب أهلية جديدة في البلاد.
القادة الإسلاميين المتشددين والجنرالات العسكرية يتنوعون عرقياً وقومياً، لذلك فان صراعاتهم وتحالفاتهم تختلف تماماً عن أي بلد من بلدان العالم، مثلاً من البشتون هناك:
داوود خان/مستقل، وتراقي/ شيوعي وحفيظ الله امين/شيوعي وحكمتيار/ إسلامي سني وملا عمر/ إسلامي سني ونجيب الله/ شيوعي ومحسني/إسلامي شيعي وعبد الرسول سياف/إسلامي سني.

ومن الطاجيك: بابراك كارمال/شيوعي وبرهان الدين رباني/سني واحمد شاه مسعود/ سني.
ومن الاوزبك عبد الرشيد دوستم ومن الهزارة عبدالعلي مزاري.
هذه التشكيلة من القادة متنوعي الفكر والاتجاه والمذهب والعقيدة حدثت بينهم احداث دامية في فترة معينة وتحالفات في فترات أخرى مرة ضد المحتل ومرة فيما بينهم بشكل يصعب على القارئ حل خيوط المسألة الأفغانية المتشابكة والمتداخلة بشكل كبير.
من بين الأمثلة على هذه التقلبات، عبد الرشيد دوستم هو جنرال في الجيش الافغاني وكان يقاتل ضد من يسموا انفسهم بالمجاهدين، وفي أواخر أيام الاحتلال السوفييتي انقلب وانظم الى المجاهدين ضد السوفييت وضد حكومة نجيب الله، وبقي متحالفاً معهم لفترة معينة وبعدها حدثت اشتباكات بينه وبين كل من شاه مسعود من جهة وحزب الوحدة بقيادة مزاري من جهة أخرى، وعند دخول طالبان للعاصمة كابول اصبح رشيد ضمن حلف الشمال الذي يضمه هو وشاه مسعود وجماعة عبد العلي مزاري، ولكن عند دخول الاحتلال الأمريكي انقلب عليهم وانضم الى جانب الامريكان.
وهرب اخيراً في آب ٢٠٢١ تاركاً العاصمة تسقط بيد طالبان هو والرئيس اشرف غني.
كذلك حكمتيار الذي انقلب كما ذكرنا ضد مؤتمر الوحدة الذي ضم الفصائل السبعة التي ذكرناها.
وأيضا شاه مسعود الذي حارب ضد السوفييت جنباً الى جنب مع جميع الفصائل، لكنه دخل في فترة من الفترات في قتال مع حزب الوحدة الافغاني الشيعي وكذلك حدثت بينه وبين طالبان مواجهات عديدة كما ذكرنا، وحكمتيار كان معهم واصبح ضدهم جميعاً.
لذلك نقول ان من المستحيل ان يتكرر سيناريو أفغانستان الدامي في بلد آخر، فهو وضع خاص بهم.
لربما ان لطالبان حسنة واحدة بالنسبة لمن يقرأ تاريخ أفغانستان، ألا وهي انهم ازاحوا كل المجاميع والفصائل الاسلامية واستولوا على الحكم بمفردهم.

كانت هذه نظرة سريعة لأحداث أفغانستان من سبعينات القرن الماضي الى اليوم، ولكن تبقى هناك التساؤلات المحيرة واولها:
" كيف تورط الامريكان في أفغانستان علماً بأن بريجينسكي صرح لصحيفة ليبراسيون بأنه عندما علم بالاجتياح السوفييتي لأفغانستان اتصل برئيسه وأيقظه من نومه قائلاً (لقد دخل السوفييت الى محرقة الامبراطوريات) فكيف تجاهلت إدارة بوش الابن هذه المعلومات وزجت بنفسها وسط الفصائل التي انشأتها إدارة سلفهم جيمي كارتر وتجاهلوا مقولة مستشارهم للأمن القومي عن افغانستان؟
" اتهمت أمريكا تنظيم القاعدة بتنفيذ هجمات ١١ سبتمبر وطلبت من حركة طالبان تسليم بن لادن وباقي قادة التنظيم الى الامريكان وعندما رفضت طالبان تسليمهم قامت بغزو أفغانستان خريف ٢٠٠١، بينما كانت تستطيع قتل بن لادن عن طريق تتبعه بالطائرات وقصف مقره، فلماذا اختارت سبيل الغزو وتحملت الكثير من الخسائر المادية والبشرية لعقدين من الزمان؟
" لماذا يعتبر الانسحاب الأمريكي من أفغانستان نصراً بحسب ما يذكر في الاعلام، بينما يتم اعتبار الانسحاب السوفييتي خسارة مذلة؟ علماً بأن الامريكان أنفقوا في أفغانستان أكثر من تريليون دولار وهو أكثر بأضعاف المرات ما أنفقه السوفييت هناك، وخسائرهم في الأرواح والمعدات لا يمكن مقارنتها مع الخسائر السوفييتية؟
" هل ان أمريكا الآن مرتاحة للوضع في أفغانستان؟ فبغض النظر عن السنين التي اضاعتها أمريكا هناك والحكم الذي عاد من جديد الى طالبان لكن السؤال الأهم هو هل ان وضع أمريكا اقتصادياً سيكون أفضل عندما انسحبت من أفغانستان لتتركها أرضية خصبة للاستثمارات الصينية التي ستستغل الموارد الطبيعية والثروات المعدنية الهائلة الموجودة في أفغانستان؟
" ما هو موقف الامريكان لو ان الصين وروسيا وإيران قاموا سوية بلعب دور المصالح وتمكنوا من تحقيق المصالحة بين الهند وباكستان؟
ستبقى هذه الأسئلة بلا أجوبة، وكل من يسأل عن واحداً منها فإن الجواب التقليدي جاهز دائماً وهو: ستكشف الأيام والسنين الوثائق السرية التي تظهر الحقيقة.
ما معناه ان الحقيقة ستبقى غائبة الى الأبد وتذهب طي النسيان.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ لا يكتبه المنتصرون
- الاعلام في العراق
- أذربيجان و أرمينيا
- نحتاج لداهية مثل المأمون.. لا لطاغية مثل أبو مسلم الخراساني.
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء السادس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثالث
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الخامس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الرابع
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الأول
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثاني


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان