أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب














المزيد.....

ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصين، هذه الجمهورية البعيدة والتي تقع في اقصى شرق آسيا، تقيم علاقات تجارية وثيقة مع كبرى الدول الإسلامية مثل اندونيسيا وباكستان، ودول أخرى تتبنى قيادة العالم الإسلامية كالسعودية وإيران.
ولكن الغريب في الموضوع أن هذه الدول رغم ما تدعيه، ألا انها لم تكتفي بالسكوت عن الإساءة التي تصدر من حكومة الصين تجاه مسلمي الويغور، بل راحت تنفتح عليها بشكل يثير الاستغراب.
ومن جملة الاساءات التي تحدث في الصين ضد مسلمي الويغور في منطقة شين جيانغ هو ما يقوم به جيش ووماو أو"wu mao" والذي هو في حقيقته عبارة عن مجموعة من المعلقين على الانترنت والمدعومين من قبل الحكومة الصينية وظيفتهم نشر الاشاعات والإساءة والتجديف ضد الإسلام ونبي الإسلام مقابل خمسين سنتاً لكل نشر ولذلك يطلق عليهم تسمية "50 cent army".
وغالبا ما قام هذا الجيش الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي بوصف المسلمين بأنهم متطرفون وإرهابيون.
تستخدم الصين الآن الدعاية الأكثر انتقادا في وسائل الإعلام الغربية ألا وهي "الإسلاموفوبيا" للتمييز ضد المسلمين وعزلهم وزيادة دعم السكان الصينيين للسياسات المنفذة في شين جيانغ من خلال المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم هذا الجيش "وو ماو" بإهانة المسلمين والانتقاص من الإسلام بحرية مطلقة، وأدلت هذه المجموعة من المستخدمين بتصريحات معينة لو تم الإدلاء بها في أي مكان آخر من العالم لكان من شأنه أن يثير الغضب العام.
في وقت سابق من عام 2015 وبعد هجوم مجلة شارلي إيبدو الفرنسية (Charlie Hebdo) ذكر أحد المستخدمين بوضوح أن "الدين لا علاقة له بالعرق تفصل بين السياسة الدينية والسياسة العرقية لبلدنا 108،000 ميل ولا أحد ينص على أن مجموعة عرقية معينة يجب أن تؤمن بدين معين."
في الآونة الأخيرة، كشف المسلمون في الصين أن الإسلاموفوبيا تستخدم كممارسة عرضية في شين جيانغ وسائر انجاء البلاد لتعزيز ثقافة السياسة الصينية الجديدة التي يتبعها الرئيس شي جين بينغ وفي الوقت نفسه يستخدم المواطنون الصينيون على التواصل الاجتماعي هذا المصطلح لتبرير التخلي عن الإسلام وزرع روح الكراهية ضده بين السكان الصينيون.

أعرب العديد من المواطنين الصينيين عن دعمهم الكامل للسياسة الثقافية الجديدة واتفقوا على القضاء على مسلمي الويغور هناك في شين جيانغ، كما أجرى المسلمون المقيمون في الصين بحثاً لمدة شهر حول هذه الممارسة الاجتماعية السيبرانية الجديدة ووجدوا أن المستخدمين الذين أدخلوا الإسلاموفوبيا في معظم المناقشات يعملون في جيش Wu mao 50 Cent.
تقرأ هذه المجموعة القرآن والأحاديث النبوية وتفسرهما بطريقة مهينة ثم يتم نشر هذا المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إشارات يساء تفسيرها لخلق حالة من الرفض النفسي ضد الإسلام وقبول فكرة كونه ديناً سيئاً.

أراد الحزب الشيوعي الصيني أن تكون بلادهم موطناً لسكان الهان فقط (أي السكان الأصليون) بعد الحصول على فترة ولاية ثالثة للزعيم الصيني شي جين بينغ بدأ يستخدم كل الوسائل لتحقيق هدفه البسيط هذا ورفع شعار "صين موحدة يسكنها شعب موحد" في إشارة منه الى السكان الويغور، وهذا شعار منافي للمبادئ والقيم الماركسية التي تدعو رلى الأممية كونه شعار قومياً شوفينياً.
كما وأكد الرئيس الصيني في سبتمبر 2020 من جديد التزامه بسياسات بكين في منطقة شين جيانغ الويغورية ذاتية الحكم في مؤتمر حزبي لمدة استمر لمدة يومين قال فيه:
"لقد أثبتت الممارسة أن استراتيجية الحزب لحكم شين جيانغ في العصر الجديد صحيحة تماما".
وهذا التصريح هو الآخر يثير الاستغراب، إذ كيف يمكن لأساليب القمع والوحشية ان تكون صحيحة في بلد يخضع لحكم شيوعي خصوصاً وان القمع هذا أسبابه دينية وقومية؟
في وقت سابق في عام 2018 وعند بوابة إحدى المدارس في مدينة توربان وهي مدينة في شين جيانغ وأغلبية سكانها من الويغور شوهد لوحاً صينياً يقول:
"أنت تدخل أراضي المدرسة، يرجى التحدث بلغة غويو(Guoyu) (اللغة الوطنية)، أي لغة الماندرين الصينية" وهذا من شأنه ان يشير وبشكل واضح على أن سياسة "الإبادة الجماعية الثقافية" جارية في الصين على قدم وساق.
يعيش الويغور في بيئة تمييزية شبه شاملة تشمل القيود الدينية والاستبعاد الاقتصادي والسجن والحظر المطلق لأي رد فعل يقوم به أي فردٍ منهم، في بعض الحالات تكون العقوبة هي الحكم بالإعدام.
وفيما يتعلق بالدين، يفرض النظام قواعد اللباس التي تحظر على النساء ارتداء الحجاب والرجال من إطلاق اللحى، كما لا يسمح للطلاب في الجامعات والعاملين في المصانع بالصيام خلال شهر رمضان، ويتم هدم المساجد بشكل منهجي وحتى النسخة المعتمدة لدى الدولة من القرآن هي الوحيدة المسموح بها.
الأسر الويغورية هي هدف لبرنامج وحشي يفصل الأطفال عن أمهاتهم ويرسلهم إلى مؤسسات الدولة أو للعيش مع عائلات صينية غير مسلمة من أجل الاندماج في المجتمع والابتعاد عن دينهم الإسلامي.
اخيراً، فإن هذا السلوك الحكومي في الصين والقمع والظلم يثير الاستغراب ويطرح السؤال التالي:
لماذا تسكت الدول الإسلامية وتلتحف الصمت إزاء هذه الوحشية ضد مسلمي الصين؟
بل ولماذا تعمل هذه الدول على تعميق علاقاتها مع الصين من جهة ولا تشترط على الحكومة الصينية ان توفر سبل الحماية والعدالة الاجتماعية لمسلمي الصين من الويغور؟



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين وراء تزايد حالات انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان وخاص ...
- أوضاع النساء في بعض الدول الإسلامية.. باكستان نموذجاً
- عدم الاستقرار في آسيا وتخبط السياسة الامريكية فيها
- الهيمنة الصينية على دول آسيا الوسطى
- سياسة القوة الناعمة الصينية في العراق
- الصين وتجنيد العلماء
- التدريبات العسكرية الصينية تقويض للاستقرار الاقليمي
- لوحة جدارية تلهب مشاعر الصين تجاه اليابان
- اختبار المهارات القيادية للرئيس الصيني شي جين بينغ
- 14 تموز في ذكراها الرابعة والستون
- معارك في اوكرانيا ورسائل الى الصين
- احتجاج بسبب اخبار مضللة
- هل النازيون افضل منكم؟
- الصين مستقبل سياسي قلق
- كشمير
- روسيا و أوكرانيا أزمة قارات
- مصطفى الكاظمي كما يراه مواطن بسيط
- أفغانستان لمن لا يعرفها.. وطالبان
- التاريخ لا يكتبه المنتصرون
- الاعلام في العراق


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب