الى المسؤولين في البصرة لماذا لا نحتفي بعلمائنا ؟نوري جعفر أنموذجا...

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 00:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

سؤال طالما يتردد على السنة البعض يتساءلون عبره عن ذكرى تمر لوفاة عالم او ولادته ولكن دون ذكر له لا من مدينته التي انجبته ولا من الدولة التي عاش على ارضها يوما ما ورحل عنها وفي قلبه غصة ،فشخصية مثل الدكتور العالم البصري نوري جعفر العالم الكبير الذي ترك في سماء العراق وارضه بصمات ليس من السهل محوها او نسيانها بل ان حاول احدهم ذلك فسوف تعلن بصماته عن نفسها وتقول انني موجودة.
الدكتور نوري جعفر عالم في التربية وعلم النفس والفلسفة التاريخية وقدم في هذه المجالات وغيرها الكثير من البحوث والكتب والدراسات وانتهى به المطاف ان قتل على يد متشرد قاتل في ليبيا في مثل هذا الشهر من عام 1991 وكانت ولادته في قضاء القرنة /محافظة البصرة .
لقد مرت الذكرى الاليمة لوفاته ولكن دون ذكر من قبل اية جهة بتاتا وهذا ان دل على شيء انما يدل على نسياننا المتعمد لعلمائنا وافذاذنا ورموزنا وعظمائنا.
فان ما يميز الامم التي سبقتنا انهم لا ينسون علمائهم ويحتفون بهم باستمرار فدوما تجد بمناسبة الذكرى المئوية لرحيل العالم الفلاني او الذكرى المأتين يقدمة كذا عرض او مهرجان .
اما نحن فطالما العالم موجود فهو مهمل وطالما رحل فهو منسي وهذه احدى ازماتنا الثقافية التي ينبغي معالجتها.
شخصية كشخصية الدكتور نوري جعفر ينبغي الوقوف عندها مرارا وتكرارا واعادة قراءتها مرات عديدة لكي نستطيع ان نستلهم منها الفلسفة التي اراد تحقيقها ونشرها في مجتمعه ،فقد كان رحمه الله دقيقا غاية الامر في جل دراساته التي قدمها فاراد من خلال مؤلفاته قراءة سايكولوجية في التاريخ والادب والفن فكتب كتابا اسماه ((سايكولوجيا ادب الجاحظ)) لم يتناول فيه الجوانب السايكولوجيا لادب الجاحظ في كتبه فحسب بل قرأ سايكولوجيا الجاحظ نفسه من خلال شخصيته قبل قراءته لادبه الذي تركه الجاحظ في كتبه الحيوان والاعتبار والبخلاء وغيرها.
بالتالي تعتبر مثل هكذا قراءات هي قراءات مختلفة عما يتناوله الاخرون من رؤى حول التاريخ وادابه وفنونه التي حواها وفي مجال التربية تناول فلسفة علي بن ابي طالب في الحكم والاقتصاد والمجتمع وقرأها بشكل دقيق غايته منها اعادة قراءة التاريخ اولا واظهار الجوانب المشرفة من التاريخ وابعاد المظلم عنه.
كما تناول في دراساته فلسفات دون جوي في التربية والتعلم وغيره من فلاسفة الغرب غايته من هذا التناول مبدأ الاقتباس من الغرب بما ينفع المجتمع العربي والعراقي بشكل خاص لاستخدام هذه الاقتباسات في التربية لغاية تقدم المجتمع وتطوره.
كما وتناول بشكل دقيق رسائل اخوان الصفاء وركز على الجوانب النفسية في هذه الرسائل واهميتها في التعلم والتربية من خلال الاستخدام الجيد للتاريخ.
كما ربط نوري جعفر ربطا رائعا بين الادب والفنون والعلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والاحياء واوجد عوامل مشتركة بين هذه العلوم واعتبر ان التقدم في الادب والفن والعلوم الانسانية هو شرط اساسي للتقدم في العلوم الطبيعية والعلمية كما اوجد روابط بين التاريخ كعلم والرياضيات وحساباته للتعرف على منشئ الارض من خلال الحسابات الرياضية والفيزيائية بشكل دقيق علمي بالنتيجة ساهم نوري جعفر باطاء ومضات مهمة واساسية في قراءة التاريخ بشكل مغاير لما قراه الاخرون كما ساهم نوري جعفر بموضوع غاية في الاهمية من ناحية اثر التكنلوجيا في التربية وصقل المجتمع واخلاقياته واعتبر ان شياع التكنولوجيا في مجتمع ما بشكل ملحوظ يسهم في ان يترك المجتمع الكثير من العادات الموروثة السيئة التي تسهم في تأخر المجتمع.
كل هذه الفلسفات والاساسيات العلمية كان لنوري جعفر دورا اساسيا فيها .
ويبقى السؤال هل ان هذه الشخصية تستحق منا التكريم والذكر ام النسيان والطمر؟
للاسف الشديد استحقت منا النسيان ولم نعمل على الاحتفاء بها وذكرها فحري بمسؤولي البصرة والحكومة ان ينتبهوا لعلماء العراق كافة الراحلين والباقين ،لا يوجد صرح واحد في البصرة ولا شاهد يشير الى نوري جعفر او شارع او ساحة باسم هذا العالم الكبير ومن هنا ادعو مجلس محافظة البصرة ومحافظها المحترم الى تخصيص شارع من شوارع البصرة يطلق عليه شارع نوري جعفر او بناء رمز يخلد نوري جعفر او تمثال يشير الى ذكراه العطرة فهذه اوربا في كل زقاق من ازقة مدنها رمز او تمثال يشير الى احد ابنائها العظام الذين ساهموا في نهضتها الحالية .

#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات