|
الجزء التاسع من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 00:50
المحور:
الادب والفن
قادتك قدماك اخيرا - بعد عشرة أشهر – للوقوف عند الخامسة بعد مغادرتك حديقة الجيزة امام مستشفى المعادي للقوات المسلحة ، من الجهة المقابلة للمبنى – اطلت النظر اليه مخترقا سور المبنى متنقلا في ممراته من طابق لآخر . . وعبور الانتقال بين الطوابق من خلال السلالم والمصعد الكهربي . . تماما كما هو محفور في ذاكرتك التخيلية منذ طفولتك – رأيت نفسك محمولا بين ذراعي والدك بعد اخذكما من مهبط ارض الطائرة بسيارة الضيافة السياسية السوداء وأخريين مرافقتين . . حتى الوصول الى بوابة واسعة . . أذن بدخولنا – كانت الساحة بعد المدخل تحتوي مدرعة في الخلف وعربتين رشاش الي ، سرنا والمضيف لنا لتسليم توجيهات العناية لعلاجي المفتوح زمنيا على نفقة الدولة المصرية – كان مشفي لكبار قادة ضباط القوات المسلحة ، وكان مضيفنا وثلاثة مرافقين اقوياء البنية ببدلات سوداء مدنية عند سيرنا يقف ثابتا وبتحية عسكرية يؤديها كل من يصادف اقتراب عبورنا من مكانه ، تحول المكان لخلية نحل لإكمال اجراءات الرقود والعلاج – استاذ احمد . . حمد لله على السلامة ، تحية القائد الاعلى ، أي شيء تحتاجه هذا رقمي المباشر . . اتصل ولا تتردد – شكرا ، الفلوس . . الحمد لله ، كله بفضلكم بعد الله . سلامي واحترامي للرئيس - تراك منطرحا على سرير في غرفة من غرف المستشفى ووالدك جوارك يلاطف اطباء يتفحصون استجاباتك العصبية اللاإرادية للحركة . . في مناطق متعددة من اطرافك و . . اخرى من جذعك وجسدك – عنده شلل كلي . من الولادة او وراثة او بعد اصابته بحمى شوكية – لا شيء منها ، قفز الى ارض اسمنتية حافيا من اعلى برميل مرتفع من براميل الجازولين السائل و . . لم يقدر على الوقوف او الحركة بعدها – كنت غير حاضر وقتها . . ادرس ، رأته امه داعية له وهو يبكي ويصرخ . . مش قادر اقوم . . امشي ، خرجت وحملته الى البيت واتصلوا بي يبلغوني – كم له من الحادث . هل عرضته هناك على اطباء – بضعة شهور وعرضته على اكبر الاطباء عفارة ، الذي يشار له حتى في بريطانيا و . . عرضته على وفد طبي صيني من كبار الجراحين للمخ والاعصاب والعظام ، اجمعوا أن علاجه فقط في انجلترا . . إذا ممكن ألا يكون علاجه قد تأخر . وخلال التجهز للسفر . . جرى إبلاغي بإحضاره الى مصر مستشفى القوات المسلحة ، في حالة تشخيص الاطباء هنا بعدم القدرة على شفائه ، سنسافر مباشرة الى بريطانيا – كيف ترون سياداتكم . . يمكن علاجه وشفاءه هنا – لازم نعمل له كشافات وفحوص جديدة لازمة ثم سنقرر . . ستعرف ذلك سريعا ولا تقلق ، ابنك مرسل بأعلى توجيه في البلد . .فالأمر يمسنا مباشرة ، و . . حتى تطمئن . . مادام الشلل ناتج عن حادث كما قلت . . يمكن شفاءه ولكن بعد عمليات ونقاهة تدريب علاجي . . قد يطول الى سنة واكثر ، المهم أن حالته لا تكون قد وصلت متأخرة . . يصعب علينا اللحاق بها لشفائه ، إذا قدر الله ذلك . . سنقول لك مثل الاخرين أن تسرع مباشرة لنقله الى بريطانيا ، فهو اخر امل إن امكن علاجه واعادته طبيعيا كما كان قبل وقوع الحادث – اجريت الفحوص الكاملة وغدا يأتي طاقم كبار الجراحين لإبلاغ والدي بالقرار – ليلتها خبرك والدك . . انك في مستشفى لا يدخله سوى القادة الكبار ، كلمك عن الرئيس ، وانك ستزوره بمجرد تعافيك وسيرك على قدمك . . لنشكره – تعرف من احضرنا الى هنا من المطار . . زكريا محيي الدين . . الرجل الثاني بعد الرئيس ، لو تعرف من في الغرفة الثانية جوارك . . سأخليك تزوره في وقت اخر بعد ما نطمئن على نتائج فحوصك ، انه قائد ثورة يوليو العظيمة . . المشير عبدالحكيم عامر – اذكر أن غرفة رقودي كانت في الطرف الاخير من الممر من الطابق الاخير وتطل على الفناء الخلفي للمشفى ، الذي تترامى فيه قطع مختلفة من الدفاعات العسكرية والعسكر المتواجد حضورهم ليل نهار . . إن لم تخني الذاكرة ، وقبلها كانت غرفة المشير .
شيء يشدني لعدم مبارحة مكاني ، يدفعني لاستكمال شريط ذاكرتي بما يربطني في طفولتي بمصر – يبدو أن داخلي المدرك لما سيأتي دون وعي مني . . هو من فرض اطالة وقوفي ، كان يعرف ما لم اعرفه . . أنها الزيارة الاخيرة لرؤية مستشفى المعادي – كنت موجها لا إراديا لاستحضار بقية المشاهد الاساسية من مخزون تلك الذاكرة – لم يكن شيئا يحضرني من كل ما يجري حولي عند وقفتي تلك المليئة بالشجن لوالدي الذي غادرني بعمر لم اتعدى فيه العاشرة ، حتى اخي اخر العنقود لم يره أبي ، توفى وامي حاملة به في الشهر السادس – شعرت ذوبان نفسي وانفصالها عن جسدي الواقف في تسمر جانب جذع شجرة وارفة . . كما لو انه على موعد في انتظار من يأتي لملاقاته ، وجدتني صاعدا السلالم المؤدية الى غرفة رقودي بعد أن مررت على الغرفة التي تسبقها – كانتا خاليتين – لم يعد المبنى كما كان في حالته سابقا و . . لم يعد يحفل بذلك التوهج القديم – وجدت نفسك قد بعثت حيا في حالتك المرضية تلك من طفولتك – كانت العملية الثالثة والاخيرة اجريت على عمودك الفقري واستكملت فترة المتابعة والعلاج اللازم بعدها ، وقد قرر طبيا انتقالك لمستوصف طبي للعلاج الطبيعي في الاسكندرية – كان ابوك يعيش حالة جنون طفولي من الذهول الهستيري الفرح ، كان عقله غير قابل على تصديق شفائك ، أن يراك تعود سائرا على قدميك – لم تكن تحس بأي وخز يجري على كل مكان من جسدك – هو ما يعرفه ورآه من مختلف كبار الجراحين الذين عرضك عليهم ، واكدوا أن استحالة العلاج لتأخر الحالة ، إذا كانت هناك معجزة فلن تكون إلا في بريطانيا . . إن حدثت – ترى نفسك لأسابيع ممدا على بطنك ممنوع من التحرك او حتى الرقود على احد جنبيك – تجده جالسا الى جوارك يمسد شعرك الاسود الداكن ويمطرك بالقبلات والدموع لا يتوقف انهمارها من عينيه ، يصبرك على تحمل وضعك ولا يقبل أن يغير رقدتك التي كانت تعصفك بآلام غير محتملة ، تصرخ باكيا وهي يبكي ويقول تحمل . . لتبخر . . ويطلب الطبيب او الممرضة . . لعمل شيء يهدئ المك – كان الممرضات قد اخبرن بحقنك بإبرة مهدئ غير تلك المهدئات المحقونة في الشرنقة الوريدية الموصلة على ظهر كف يدك او ساعدك – كم من الحقن المهولة التي ظلت ترافق علاجك . . لما يقارب العامين من بدء العلاج – كان لا تسع فرحة الاستاذ احمد عبدالواحد حين تجاوز المه عند رؤيتك ممدا على ظهرك بعد اجراء العملية الاخيرة وسؤاله الجراحين الذين قدما الى الغرفة بعد بعض من الوقت – هل سيشفى ؟ - ادع الله على ذلك ، العملية الاخيرة كانت شديدة الصعوبة والتعقيد . . لكنها كانت ناجحة ، لكن النتيجة بعد فترة من التئام جروح العملية و . . عودة استلقائه على ظهره – واصل الدعاء ف . . انت انسان مؤمن والله مجيب للدعاء – استدرك الاخر بقوله . . فين كنا واين وصلنا ، لما جاء . . كان الاحساس مفقودا كليا عنده في جهازه العصبي الحركي ، نقول الحمد لله . . فبعد نجاح العمليتين السابقتين . . كان قد بدأ يشعر بالوخز على ذراعيه وجزئه الاعلى من جسده و . . إن كان ضعيفا ، الذي مع الوقت خلال اتباع ارشادات تناول الادوية والمساجات والتدليك اربعة مرات الى خمس في اليوم الواحد لمدة نصف ساعة على الاقل في كل مرة . . سيعود الى حالته الطبيعية . . بمساعدة هذه العملية الاخيرة ، المخصصة لإعادة الاحساس العصبي الحركي من النصف السفلي من الجسد . . هو ما سنراه لاحقا عبر الفحص السريري اليدوي و . . من ثم ما ستظهره الاشعة لاحقا – ظل والدك يعد الايام بالدقائق . . حتى اتى وقتا عليك . . تشعر بدغدغة خفيفة تسري في عروقك . . عند تمرير سن لقلم معدني رشيق عند تمريره على خفي قدميك – تشعر بشيء – ايوه . . لكن خفيف – اشرق وجه الاستاذ احمد عند سماعه ردك . . وانهال البكاء كعويل كام قروية صعقها ظهور ابنها الوحيد بعد غياب طويل ، بعد أن قطعت الامل في رؤيته مجددا ، خاصة بعد اختفاء ملامحه التي تحتفظ بها في ذاكرتها عند لحظة مغادرته . . ولم تعد يحضرها في صحوها ومنامها سوى اشجان لوعة قاتلة لشبح ضبابي لابنها الفاقد معالم وجهه لديها – نسى نفسه وهيبته . . وحاول تقبيل ايدي الطبيبين – استغفر الله استاذ . . انت على رأسنا من فوق ووجدي ابننا ، لم نفعل شيء ، كله بفضل الله ودعاءك المحروق عليه . . استجاب الله لك – اكتملت سعادته بعد مضي فترة من تغيير استلقائي على ظهري وعلى أي من الجانبين ، فوجئ بأمر الطبيب على توضيعي بهيئة الجلوس المسنود – بعد الحادثة لم تكن رؤيتي إلا ممددا كجثة مرتخية كليا فاقدة الاحساس أو محمولة على ساعد ومسنود الظهر وخلف العنق بالساعد الاخر وكفه والرأس متدليا على الكتف – يستخدم مطرقته على مفصل الركبة الاولى لرؤية إذا ما كان هناك رد فعل عصبي لا إرادي ، طرقة خفيفة . . لا شيء ، طرقة ثانية ثالثة اقوى قليلا . . يظهر رد الفعل خفيفا بوضوح ، الركبة اليسرى . . يظهر رد الفعل من اول مرة وبنفس الضعف – مبروك استاذ – هل سيسير على قدميه . . متى ، . . ممكن – مش معقول – أن يسير جنبي وانا ممسك بيده . . عند عودتنا الى اليمن و . . لما ننزل من الطائرة – الان نقول لك . . ليس ممكن ولكن اكيد و . . لكن يلزم استمرار العلاج هنا وتحت اشراف الاطباء . . حتى لو طالت الفترة لسنة او اكثر من الان . . اردت تحقق هذا الحلم – سأصبر ، حتى لو كان لسنوات ، يعني الشلل سينتهي و . . لن يعود – نعم . بعدها الغذاء مهم وحبب لديه ممارسة لعب الكرة وركوب الدراجة باستمرار لتتقوى عضلات جسده . لا تقلق ، ما دام الاحساس قد عاد الى اطرافه وانحاء جسده الان ، فإن اثر العلاجات المنشطة للأعصاب الحركية ستستعيد قدرتها الطبيعية تدريجيا الى تحفيز العضلات التي تعاني من خمول شبه كامل دامت خلال اصابته بالشلل الكلي ، الجزء القادم من العلاج سيستهدف ايقاظ العضلات وتنشيط عملها بالتدليك والتدريب على تحريك كامل الجسم خلال المسبح المائي وآليات الدفع والشد والحمل ثم تدريب التخطي خلال المسك على القضيبين . . كلها تبدأ بمساعدة الاطباء والمساعدين المشرفين على حالته . . على تحريك تلك الاجزاء من جسمه . . حتى يصل الى تحريكها بنفسه قليلا . . قليلا – حين يحس بعدم القدرة جسديا وليس نفسيا – مثلا ان يسير خطوة او خطوتين وعند الضغط عليه أن يزيد واحدة . . ويتم التقافه من الوقوع . . يجب التوقف عندها لفترة من الراحة . . يحددها المعالج . . .
انقضت فترة العلاج الطبيعي في الاسكندرية – لم تزد مدتها عن سبعة اشهر – عدنا الى مستشفى المعادي لاخذ الفحوصات النهائية وتقرير درجة العلاج لإمكانية العودة الى اليمن مع صرف الادوية والارشادات اللازم العمل بها لاجل التعافي النهائي – كانت الدهشة تعلو وجوههم ، أن يروني ماشيا جنب والدي ممسكا بيدي لتخفيف ضغط الوقوف على الاقدام والجذع . . بعد ثمانية اشهر من اجراء العملية الجراحية الاخيرة – جرى فحصا للفقرات والعظام والعضلات الطرفية للذراعين والساقين وعضلات الظهر والبطن والاكتاف – الحمد لله . . ربنا معه . . اراد له الشفاء عاجلا – لازم تشتري له دراجة واسبرنج الشد للذراعين مع المقابض الضغط المستخدمة للكفين و . . تعمل له عقله للتعلق وكرات لعب . . أول ما تصلوا الى اليمن بالسلامة – شكرا لكم وجزاكم الله على ما فعلتموه من خير . . وكل من في المستشفى – ترى نفسك وكل من كان حولك ، الممرضات وهن يقبلنك بفرح وتدليل الممرضين والاطباء لك – لم تتذكر كم يوم بقيت فيه - ما أن كنت وابيك في الغرفة فقط . . في انتظار تقرير الاخير لمغادرة العلاج في المستشفى بحضور مكلف من مكتب زكريا محيي الدين ، الذي اتصل به والدي من مكتب رئيس المشفى ليخبره بوجودنا الاخير لفترة ثلاثة ايام لإجراءات انتهاء العلاج وتحقق الشفاء لي مع الكثير من الامتنان والشكر له والرئيس و . . إن كان ممكنا أن يرى كل منهما ليشكرهما ، ابلغه سيرد عليه اذا كان الظرف ممكنا و . . إن لم يكن سيرسل من يرافقاننا حتى سلم الطائرة والشكر واصل ، بعد يومين استدعي والدي على اتصال عاجل من مكتب معالي الوزير زكريا محيي الدين شخصيا فيذهب مهرولا الى مكتب رئيس المستشفى – السلام عليكم . غدا سأرسل من يكمل كل اجراءاتك مع المشفى ومعه تذكرتي سفر العودة لكما الى اليمن وبعض الهدايا ، وسيصحبكما اذا ما اردت زيارة احد من بعد الرابعة عصرا ، ثم سيأخذكما لدعوة لقاء الريس عند السابعة . . سأكون موجودا ، الوقت لا يزيد عن النصف ساعة – الف شكر لكما . . تحياتي – كان اليوم الاخير قبل مغادرتنا الى اليمن ، اغلق الملف عند الواحدة ظهرا ، على أن يعود المكلف عند تمام الرابعة عصرا – أتذكر زيارتنا السريعة لمحل إقامة رفيق للوالد من القدامى . . لا أذكر هل هو الجفري أم الجائفي ، شرب الشاي على عجلة ثم غادرنا الى منزل السفير اليمني في القاهرة . . خالي مدحت باشا – لم يكن هو ذات المنزل الذي زرته مؤخرا - اتذكر انتظارنا على مقاعد راحة ذهبية موضوعة في صالة جانبية من بهو المنزل للطابق السفلي ، كان هناك كلبان ذئبيان بوليسيان كبيرا الحجم . . ارعدت اصواتهما نفسي . . ما أن صمتا بأمر العاملة بالمنزل . . ظلا يحومان حولنا و . . يلاحقان قدمي حين ادركا شدة خوفي ، صرخ خالي وهو نازلا من السلم والى جواره خالتي على جانبيهما ابنتين وولد يكبرهما بالسن قليلا . . امرا الكلبين بالخروج الى الحديقة بعد ما امر الشغالة بفتح الباب لهما ليخرجا – لم نطل القعود فالوقت قد ازف على السادسة مساء ، خرجوا الى توديعنا وحمل السلام الكثير للأهل القاطنين في عدن – كانت الساعة تقترب من السابعة مساء عند وصولنا عند بوابة الحراسة ، تم الاتصال بالداخل ليسمح لنا بالدخول ، استقبلنا زكريا محيي الدين وكان المكان يعج برجال الامن بردائهم المدني الانيق ، المتوزعين على انحاء مختلفة من البوابة الى المدخل الى باب الغرفة التي استقبلنا فيها – ما زال يعلق في مخيلتي قامته الفارعة وبنيته القوية وعنقه الذي كنت اراه متطاولا بما يشعر بثقة النفس والعزة بها – اعتقد أن هيئته قد اثرت على شخصيتي الى جانب الاخرين من كان لهم اثرا علي – لاطفني مرات ودخل عليه ابناه . . الكبير منهما يزيد عن عمري كثيرا ، فقد كان في سن متقدم من المراهقة مقارنة بعمري – جرت احاديث ودية مقتضبة بين الثلاثة . . اختتمت بملاطفات توديعيه والعرفان بالجميل وتمنيات الوصول الى اليمن بالسلامة ، اعدنا لقضاء الليلة الاخيرة في المشفى . . عند الثامنة والنصف ليلا . . على أن يأتي مرافقين لأخذنا الى المطار عند الخامسة فجرا – لم يمر وقتا طويلا من وصولنا وجلوسنا في غرفة علاجي في المشفى ، بادرني ابي بقوله . . تذكر لما قلت لك من في الغرفة المجاورة – ايوه . . المشير عبدالحكيم عامر – لم اكن افهم شيئا بعمري آنذاك إلا تكرير ما قيل لي – قلت لك ستزوره وتسلم عليه – كان قد عاد والدي بعد أن طلب انتظاري في غرفتي ، سمعت دقه على الغرفة الاخرى وصوته متحادثا مع شخص اخر ، عاد واخذني معه ممسكا بكف يدي اليسرى ، هذا قائد الثورة المصرية . . المشير عبدالحكيم عامر ، قدمت قريبا منه بعد توضيع نفسه جلوسا على سريره ، مددت يدي اليمنى كما قال لي والدي لأصافحه ، غرق كفي بكفه الواسع وسحبني إليه حاضنا ومقبلا جبهتي وخدي قائلا سلامتك يا بطل ، قبلته بدوري . . وكانت السعادة تغمرني واحساس غريب من الفخر – اعتقد انها عدوى انتقلت الي عفويا من تعظيم ابي لشخص المشير و . . دفء حفاوته الملاطفة لي . . اشعرتني بموضع حب واهتمام منه . . خاصة عندما وصفني بالبطل . . ذكرتني بحكايات والدي ووالدتي لنا عند الليل قبل النوم ، التي معظمها عن الابطال واخرى من النوادر المضحكة – وجدت نفسك قد سقطت من زمنك الطفولي لتعود الى جسدك المتصنم على الطرف المقابل لمستشفى المعادي . . ملاصقا جنبك الايمن على جذع الشجرة ، تلفت على يسراك ويمينك لامتداد الشارع ، تحركت متجها في طريقك في اتجاه توصيلك الى الدقي دون التواءات او عكس في المسار .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
47 - مدخل . . الى العقل المتصنم / مستقبل وطن مهدد بأجياله ا
...
-
اعلان لمقايضة سلعية
-
46 - مدخل . . الى العقل المتصنم / اليمن نموذجا : تسليع الوطن
...
-
الجزء الثامن من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
44 - مدخل . . الى العقل المتصنم / النظام الحاكم ، طبيعة الحك
...
-
توهمات . . متحذلقين علينا
-
وطني - أنا - والرقص البحري
-
الربيع العربي . . من ثورات تغيير للبناء الى ثورات افول للقيم
...
-
الجزء السابع من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
43 – مدخل . . الى العقل المتصنم النظام الحاكم ، طبيع
...
-
42 – مدخل . . إلى العقل المتصنم متشوه الإرث البش
...
-
الجزء السادس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
ملامسة صفرية . . لجانب من عطبنا
-
الجزء الخامس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي
...
-
الجزء الرابع رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ال
...
-
الجزء الثالث رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الر
...
-
نسخة معدلة ( اغنية ثانية - لبغدادية - مرتبكة )
-
41 – مدخل . . الى العقل المتصنم / نفوس متطبعة . . على متكرر
...
-
وقفة اجلال على وجه من التاريخ
-
نظرية العبقرية / المعجزة - إشكالية مبحث يقود الى نظرية جامعة
...
المزيد.....
-
يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج
...
-
أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر (
...
-
الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو
...
-
“هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص
...
-
جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك
...
-
ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
-
روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
-
فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا
...
-
-تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه
...
-
مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|