أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء السادس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة















المزيد.....



الجزء السادس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7465 - 2022 / 12 / 17 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


* * *

اسبوعان عبرا سريعا بلمح البصر ، كنت قاعدا على كرسي امام طاولة سكرتيرة الدكتور عبدالمنعم تليمة . . بعد أن سألت عن حضوره – تفضل اجلس . عم مرسي كباية شاي لضيفنا . اهلا بك . الدكتور جاء مبكرا . . وخرج قبل ربع ساعة ، قال إذا جاء من يسأل عني خبروه أن ينتظرني . . لن اتأخر . . سأعود سريعا . . ثم اذهب بعدها الى المحاضرة – عشرون دقيقة منتظرا ، انظر في ساعة يدي اكثر من مرة ، تعتذر السكرتيرة و . . تؤكد انه سيأتي ، أنه دقيق في مواعيده و . . عندما يقول سيرجع الى مكتبه . . مؤكد سيأتي – انتظرت و . . انتظرت حتى مضى من الوقت ما يقارب الساعة ولم يظهر – ربما تأخر عند رئيس الجامعة . . ووجد أن الوقت لم يسعفه . . فذهب الى المحاضرة مباشرة – اليوم ليس معه إلا لقاء مع طلبة الدراسات العليا – لن يتأخر فالترم انتهى . . يمكنك أن تنتظره ، عادة يتواجد قبل وبعد أية في محاضرة غرفته ، لا يغادر الجامعة إلا بعد الثانية ظهرا و . . غالبا عند الرابعة – عبر الزمن على الواحدة . . ويدخل في الثانية ظهرا – اعتذرت بأدب في الخروج لتحريك قدمي بعد الجلوس الطويل و . . ابلاغ الدكتور حين يصل أني سأعود . . .

نزلت وتجولت في ممرات الكلية التي تقود الى عدد من المدرجات الدراسية . . في الطابق السفلي من نفس المبنى – كانت هناك كافتيريا يتواجد في الباحة المحيطة بها عددا من الطلاب والطالبات ، طلبت زجاجة كوكا كولا وسندويتش ، تجاهلت رؤية يمنيين من طلبة الدراسات العليا . . كنت قد تعرفت عليهما من وقت سابق عند مجيئي مع سهيل مرة الى كلية الآداب – لا أتذكر انهما في نفس الكلية أو في الاقتصاد – مثل ما كنا في جامعة صنعاء ، كانت كلية الآداب مكان التقاء الاصدقاء من مختلف الكليات . . حتى من تخرج من زمن بعيد – ادرت جلستي بشكل غير ملحوظ و . . نهضت متحركا في الطريق الى مكتب الدكتور تليمة و . . انا امضغ سريعا ما تبقى من الاكل بعد أن افرغت الزجاجة من محتواها ووضعتها على طاولة خالية من الطلبة ورميت لفافة الورق على سلة موضوعة قرب الطاولة – تعمدت السير بهرولة كما لو كنت طالبا استغل وقت فراغ قصير لتناول عصيرا وسندويتشا من كافتيريا الكلية فوجد أن وقت قد نفذ منه ، عليه الاسراع لموعده ، للقاء استاذه في القسم او اللحاق لدخول المحاضرة ، خاصة وأن المحاضر يمنع اي طالب يتأخر بعد دخوله قاعة الدرس .



- سلام . عاد الدكتور .
- سلام . جاء ، لكنه غادر سريعا . . بعد أن جاءته مكالمة من منزله .
. . يعتذر لك الدكتور – يمكنك أن تأتي أي وقت ، سيكون موجودا طوال
هذا الاسبوع . . من بعد التاسعة والنصف صباحا .
- شكرا . . سآتي غدا .

تكررت عودتي خلال اسبوعين للسؤال عن الدكتور تليمة ، من اليوم التالي كما اخبرت سابقا – الحرم الجامعي يبدو شبه فارغا مقارنة بما كان عليه قبلا من الاكتظاظ بعدد الطلبة الدارسين ، بينما تخلو المساحات المطلة على مداخل الجامعة خالية تماما من الناس ، بعد أن اغلقت معظم اكشاك الطباعة وبيع المستلزمات الطلابية ، فالعام الدراسي انتهى بانتهاء امتحانات كافة الكليات . . وبدء الدخول بالإجازة الصيفية – من غير عادته . . أن يغيب الدكتور ، حتى انه يكون متواجد في اجازتي نصف العام ونهاية العام – اخر زيارتين لم اشعر بارتياح ، كان يتواجد في غرفة سكرتيرة القسم موظفين – رأيت كل منهما مرة واحدة . . مغادرا أو داخلا لدقائق سائلا عن الدكتور ويغادر بعدها غرفة السكرتيرة مباشرة – لم يأبه أي منهما بي قبلا ، فالجامعة تضم في داخلها الكثير من الطلبة اليمنيين والعرب من الجنسيات المختلفة – فوجئت برود السكرتيرة على غير عادتها وتوقفها عن الدردشة معي ، وجلوس أي منهما لجر الحديث معي ومعرفتي بالدكتور تليمة ومجال دراستي – كنت خبيرا في حدسي الامني وقراءة الملامح والسلوك لإنسان يظهر ما لا يخفيه ، اعرف هذا الاسلوب المقيت الذي اتحسس منه ويستفزني جدا . . من ايام دراستي في الجامعة ، داخلها او حتى في خارجها ، أكان ما يجري الان مثل ما اختبرته طوال حياتي الماضية أو كان ليس اكثر من فضول – لم أكن اطيل البقاء عندها ، يضطرا أن يسألاني كنوع من تقديم الخدمة . . حين لاحظوا علي اسأل السكرتيرة واقفا عند مدخل الغرفة واهم بالانصراف مباشرة


- تحب نبلغ الدكتور حاجة . . عندما يجيء .
- شكرا . سآتي في وقت اخر .


ما أحسست به مؤخرا سبب انقطاع ذهابي الى الجامعة طوال اجازة الصيف ، رغم أنها تظل مفتوحة لطلبة الدراسات العليا والطلاب لمعرفة نتائج امتحاناتهم ومراجعة الاقسام للتظلم أو الطلبة المنسقين للعام الجامعي القادم .

انغمست معظم تلك الفترة في الفعاليات الثقافية والفنية – كنت قد شاركت بفعاليتين منها – وذلك من خلال زياراتي للتجمع الوحدوي بصورة شبه مستمرة - كل يومين او ثلاث ايام من الاسبوع - ومقهى ريش والمقهى الذي اعتاد نجيب محفوظ الجلوس فيه - كنت قد نسجت علاقات تعارف مع كثير من الكتاب الذين قرأت لهم مؤلفات او مقالات في صحيفة الاهالي ، وتنقلت احيانا مع أي منهم في اكثر من مرة الى اماكن اللقاء في فعاليات تقام هنا أو هناك . . مساء – مكنتني تلك الفترة أن لا أصبح غريبا ومرحبا به عن قرب بقيادات التجمع واسماء لامعة من المثقفين ، فالسياسة لم تعد عندهم ايديولوجيا حزبية بل عملا ثقافيا فكريا ومجتمعيا حرا ومستقلا – جمعتني في صدف لقاءات منفصلة في جلسات دردشة غالبا لمرة واحدة لا تتكرر مع احد او بعض الفنانين والمخرجين ، احمد راتب كان حميميا محبا للدردشة ، يميل جميل راتب للدبلوماسية الارستقراطية الرصينة في الحديث والنقاش مقارنة بالنضج الهادئ البسيط المتاني عند اسناء جميل ووحيد سيف ، صبحي كان يبدي عشقا للجدل الخلطي بين الفن والفكر ، بينما السعدني يهيم في مبحث التساؤلات – لم ار غالي شكري إلا مرة ثانية فقط في مقهى ريش ، كان قد جاء متأخرا و . . هناك من ينتظره على موعد من وقت مبكر ، دار حوار في مواضيع متعددة مقطعة تم القفز خلالها من واحد الى اخر - كان الدكتور غالي في مزاج سيء واضح ، بعد وقت من جولات الحديث خبرته عن الدكتور تليمة ومحاولات العديدة لألقاه ، صمت – لا أدري . . كما لو انه تعمد تجاهل كلامي و . . تحوله للتحادث مع شخص احر من الجالسين – كان هو من اقترح اسم الدكتور تليمة ومن اتصل به وكلمه عني في اول لقاء معه والاخرين في مقهى ريش بعد وصولي من اليمن – لم اشعر انه كان قاصدا جرح مشاعري ، لكن ما فعله غريبا . . لا أجد منطقا له ، كأنه يخفي شيئا . . يجعله لا يريد ذكر تليمة – ربما جرى شيئا بينهما خلال الفترة التي مضت – فإلى قبل دقائق من تحدثي المباشر معه – حيث كان يجلس مقابلا لي - كنا نتبادل الحديث بطبيعية –تحدثت في ذات الامر في التجمع مع العالم والسعيد وغيرهم ، كانوا يردون باقتضاب أن لديه من الاسباب وانه كثير الانشغال – ستلقاه . . في الجامعة بعد الاجازة . . اصبر . . ربك بايفرجها – لم افهم شيئا ، فمن جديد وكل فينة اجد ما ينغص نفسي أو يعيدني مجددا لشعور الضياع وأني وحيدا في بلد غريب وبين اناس لا أعرفهم ولا يعني وجودي شيئا لأي واحد منهم – زمن يمر ، تكتشف كل ما تعيشه ويحيط بك ، تتفاعل وتتعايش معه و . . تخلق الفرحة من العدم لتبقى وتستمر حتى يفتح لك بابا للمستقبل – لكنك . . مثل ما تدرك بأن معرفتك وتعلمك يحررانك من شعور الغربة والضياع ، وتعلم في مثل لحظتك هذه ، أن كل علاقاتك وما تعرفه وستعرفه عن الواقع والناس والحياة . . لن تحل ازمة وجودك ، وإن تفاعل كل ما يحيط بك بتعاطف جم .

استمريت على النهج الذي اخترته منذ البدء في قضاء كامل اليوم خارج مكان إقامتي في شقة المنيا ، على برنامج اضعه يوميا بعد خروجي في الصباح الباكر وجلوسي لشرب الشاي في المقهى الشعبي البسيط الواقع قريبا من عمارة السكن ، يندر في بعض الايام عند احساسي بالإجهاد او عدم الرغبة في الخروج لتعب نفسي . . افضل ايلام الوحدة بين جدران الشقة الخالية من وجود احد ، اكاذب في حالة نومي وانا صاح مغمض العينين مديرا ظهرا على الصالة التي تفتح عليها غرفتي الصديقين – كنت احس بحركتهما وتجهزهما للذهاب الى الجامعة – احيانا يخاطبني سهيل لأنهض – كما كان يحدث سابقا - إذا ما كنت احب الذهاب معه وقضاء الوقت في الجامعة حتى خروجه من المحاضرات المتبقية او انهاء عملا له في الادارة او الدردشة مع المشرف الذي عين من القسم ليكون مسؤولا عنه – تسلم . لم يأتيني النوم . . سأحاول انم قليلا . . نلتقي عند عودتك – الرابعة عصر نلتقي عند المطعم اليمني نتغذى سويا و . . نشوف ماذا نعمل ، عندي فراغ لمدة شهر . . نتكلم عندما نلتقي .

اتقلب بعد خروجهما مغطيا عيني بشال من شيلاني الصوفية التي ابدل في ارتدائها كل يوم عند خروجي . . حماية من الرياح الباردة الناشئة خلال تقلبات الطقس ، تحديدا في فترات الليل وعند ضفاف النيل ألفها على عنقي – حر الصيف لم يدخل بعد كليا ليقبض كامل المناخ للثلاثة اشهر القادمة – نظرت في ساعتي ، كان الوقت يقترب من العاشرة – كان من النادر خروج أي منهما باكرا في الصباح . . إلا لضرورة قضاء عمل ، فالترم الثاني كانت جداول دوامهما الدراسية يغلب عليها بعد الثانية والرابعة عصرا وفي يوم واحد من الاسبوع عند الثانية عشرة ظهرا – نهضت ، سخت البن وقطعة ساندويتش اعددتها بعد ان غسلت فمي واخذت غسلة سريعة ، فتحت الباب الزجاجي وجلست على الشرفة الصغيرة . . الوحيدة للشقة – من الدور بعد الخامس عشر - كان التلوث يغطي كامل هواء المدينة ، يحجب كل شيء عن الرؤية ، وعند تخفف التلوث قليلا عند الرابعة عصرا . . يظهر البرج والمعالم بصورة شبحية واهية – نادرا يصفو الجو بعد سقوط الامطار او في عطلة رسمية تزيد عن يومين . . ترى بوضوح على امتداد نظرك مدينة القاهرة بفرعي نيلها القاطع للمدينة كجزئيين ، وترى البرج وتلاوين العمران وتبقع المساحات بين الخضرة والتراب ، ترى الزحام المخيف للسيارات والعادمات المطلقة منها – أطلت الجلوس . . سارحا في المدى الغارق بكساء رمادي من البخار الغازي – تسللت إلي ذهني . . تفاصيل حكاية اخت زوج ابنة خالي التي تبقت في عدن بعد مغادرة اخر الاسر من العائلة الى الشمال عند نهايات السبعينات وبداية الثمانينات – كان اسمها يمنى ، عمرها كان يقارب الاثنين والثلاثين عاما عند ارتحالنا الى تعز ، تزوجت وطلقت مرتين . . لكونها لا تنجب ، تزوجت للمرة الثالثة عند وصولها سن الاربعين – ظلت تحلم بالحمل وايمانها بقدرتها على الانجاب ، لا يعنيها ما تسمعه بأنها عاقر خلال زواجاتها الماضية والاخيرة ، او انتهاء الخصوبة عندها لوصولها الاربعين من العمر وهو سن اليأس طبيعيا عند غالبية النساء . . حتى لو صدق اعتقادها بعدم انجابها قبلا لا يعنى أنها تعاني عيبا فيها يمنع قدرتها على الانجاب – لا تزال تؤمن بإنجابها طفلا . . وهو ما جعلها تقبل الزواج حتى وإن كان عمرها اربعين او اكثر - عرفت يمنى باسم المعذبة . . بناء على حياتها وانتهائها بمأساة صباح يوم اندلاع احداث حرب 13يناير1986م في منطقة التواهي ، نقلت القصة باسمها التعريفي الاخير الينا في الشمال عبر ابن بنت خالي ومن هرب معه من معاريفهم بعد انفجار الحرب بشهر أو اكثر – لم اشعر بنفسي او شيئا يشغلني ، ما أدركته أني كنت موجودا في تلك القصة المنغرسة في مخيلتي ، اعيش تفاصيلها كجزء مرافق لحياة يمنى حتى اخر رمق لفظ قبل موتها . . ليس كتخيل لحكاية قصت إلي واختزنتها الذاكرة – نعرفها واحدة من الاهل . . كثيرة التواجد بيننا قبل سفرنا من عدن – وجدتني اشاهد نفسي في قعدتي على الشرفة وبيدي كوب البن و . . شرود بصري – رأيت جسدي ورأسي يتحركان لا إراديا في وضع مسحور لأمور تجري في عالم اخر . . لا علاقة لكل تلك التحركات والايماءات والاصوات وتغير الملامح والشعور بمكان الشرفة التي اجلس فيها والعالم المحيط الملموس خلال اعضائي الحسية . . البصرية ، اللمسية والشمية و . . ضعف السمعية ل . . لصعوبة وصول ضجة الاصوات عن ذلك الزحام المرئي . . الى الادوار العلوية للعمارة لما بعد الطابق الخامس عشر - إنها الزيجة الثالثة والاخيرة ليمنى ، اراها اللحظة . . شيب يخط جزءاً من مفرق شعرها ، وتتسلل شعيرات بيضاء تميل للون الفضي لتظهر


بحياء بين كثافة شعر رأسها الأسود المتموج - مازالت تحلم بطفل تداعب رأسه الكروي الوردي الصغير ، وتغسل جسده اثر اخراجاته الدائمة .

لن تتأفف كفتاة ترزق أول طفل ، تعرف كيف ترعى طفلها افضل من أية ام على وجه الارض – نعم . . كل نبض فيها يقول ذلك - رغم ما يشاع عنها . . انها عاقر ، تشعر أنها أم كل لحظة . . تخلو مع نفسها - انها تتصابى في براءة . . تربي طفلها بحنان يتقطر شوقا وهو بين يديها و . . حين تضعه بالمهد وتهدهده .

أربعون عاماً يطاردونها بالعار - تحيط بها كوابيس تخنقها كل يوم عند نومها . . ووجودها بين الاخرين . . شاعرة بنظراتهم تجاهها فيما يخفونه أو تسمعه خلال تهامس يجري هنا او هناك و . . عند لحظات خالية من الرحمة . . حين يوجه الكلام لها لجرح مشاعرها . . قصدا – العالم الذي تعيش فيه . . لم يعد غير مدينة غابرة ، تتمنى أن تعلق في تنفساتها ولو نسمة واحدة عابرة . . خالية من السم - الذي ينعدم وجودها – حتى للحظة حلم . . يقتلع ما يحيط بها من الاذى .

… آآآآآه.

أول صرخة مدوية تسمعها كل من يصل اليه صوتها ، ظلت تطارد شبح طفلها . . حتى بعد عبورها سن الأربعين - كمقاتل لا يهاب الموت . . تستلقي بانتشاء على ظهرها رافعة ركبتيها عالياً ، وكرشها ينتفخ بحمرته وتحدبه الكبير إلى الخارج . . يوحي باقتراب الفرج .

- سأسميه ربيع.
. . مريم . . سترين . . سيكون جميل .

أربعون عاماً وأنا انتظرك – آي . . آآآآه . . ياه - تصرخ بتلذذ غريب ، لا أستطيع أتحكم بفرحتي ، كم شقيت . . تألمت واهنت . . وأنا انتظرك - أ . . تعرف حبيبي ، الجارات ، الأهل . . حتى أبوك - لو تعرف كم تعبت وتعذبت – لم يتوقف تساقط دمعها . . المسال على خديها المتوردين . . وهي لم تبعد بصرها عن بطنها المنتفخ بحدة الى الخارج

- آآآ . . . آ آ ي .
- ستولد الآن "أم هاني"
- مريم هاتي الماء الساخن بسرعة.
- لا تتأخري، أختك ستضع الآن - احضري الفُوَط.. هيا بسرعة.


من عشرينيات عمرها . . تأسرها أغاني فيروز ، الطرقات و . . عالم مبهم تمتطي فيه خيلاً ابيض وترحل . . بين حشد من العشاق المارقين عُباب الليل - لماذا تسكن هلامية بدمعاتها الغزيرة لساعات طويلة كلما اختلت بصوت الفيروز . . لا تعرف لماذا ، تحتار الإجابة عنه لنفسها – ما تحسه . . ترحل الصوت وتلويناته كتلك الاصوات العابرة خلال مواد الطبيعة المتنوعة أو تنشأ منها . . وتطبعها بخصائصها . . دون أن تدري . . تجدها تعبر داخلها ، تلامس حزنها بطهر رقيق ، فتفتحها للحظات من الفرح المتجرد عن عالمها الغابر . . .

- ا..إهي . . إهي.

لماذا يعلق شادي بذهنها الان؟ الفتى الذي اختفى ولم يعد . . وتلال الثلج الناسية أسماءها بفعل الحرب لم تزل تذكر لعبه العابث هنا وهناك ، ضحكاته المتفرقة الصدى - أخاف حبيبي أن تضيع مني ك . . شادي . . حين غاب ترك ظل طفولته . . عساه أن يعود – لا . . خليك جنبي ، لا تروح بعيد ، لا . . لا تهرب حبيبي – اظلم كل شيء حولها و . . دخلت في شبه إغماءة الوضع

- آآآآه .. آآآآه.
. . أمـ… أمـ
. . آآآآه.
. . و آآآآ… واه.
- مبروك أبو ربيع، أخيراً يمنى جابت لك ولد.
- انه جميل مثل أمـ.. انه يشبهك.











***

وسيم كأمه، عيناه الحالمة وشعره السواد تنساب خصلات رقيقة متفرقة أجزاء جبهته البيضاء المتسعة . بدأ الحبو حتى استطاعت قدماه تحمل جثته الرشيقة منذ خطوه الأول ، صباحاً كان فجره يزداد اتساعاً في قلب يمنى ، انه العصر الذي ظهرت به الحياة منذ لفظ لغته.. بلكنته المحببة - لا شيء مثلك ربيع ، لا شيء يفرح العالم . . مثل وجودك ، كلما ارتفعت قهقهاته عالياً ويمنى تدغدغه بلهوها الصبياني كان خليج عدن بنسماته الباردة المتسللة شرفة المنزل . . تأتي متراقصة بإيقاع صوته وصفير الريح المنساب إلى روحها،. . عابرا نافذتها المشرعة على الخارج . . فينتفض لحمها البض اكثر نشوة – كم اعبدك - تضمه بقوة وتنهال أصوات قبلاتها العالية . . الساقطة على وجنتيه كسيل مطر جارف . . وهو يصرخ بين البكاء والضحك – عراك متكرر بينها وزوجها عبدالعزيز

- انه يشبهني .
- لا.. يشبهني .

كثيراً ما كان يحتدم النقاش بينهما ، لكثرة تعلَّق الطفل بها وشبهه منها . . كان يثير غريزته كثيرا - الابن لأبيه . . ليس لأمه ، وهي إلا تابعة ، نعم . . هي تابعة - كان الاضطهاد ليمنى ينمو بنمو ربيع - انتقاله الى الحضانة كان قد من فك الحصار النفسي المطوق بها .

يوشك العام السادس من عمر ربيع على الدخول وارساله الى المدرسة - تستعد يمنى مسبقاً بتجهيز ملابسه وأدواته حتى غرفة لعبة تتجدد دائماً، واختياره لألعابه كلما خرج معها إلى السوق – كبرت - تقول في نفسها وهي ترنو إليه - قامته تفرع جمالاً - ياما خشيتُ العين عليه وهي لا تصدق بها ، حتى كان يوماً تجلس مع إحدى جاراتها وهي تدخن التمباك - كانت تتابع لعبه ، قالت . . ما اجمل انف ربيع - سقط ربيع مباشرة عن السرير الحديدي المرتفع صادما انفه بقصبة المداعة ، رعف وعلمت الضربة اثرها عليه - شهور . ظلت يمنى تلاحقه بنظرها عند خروجه حتى يغيب ، معلقة حقيبته على ظهره ، يسير بين اعداد من سنه . . متجهاً الى المدرسة عند اللفة بعد نهاية طرف الشارع بمائة متر ، كانت الفرحة اكبر للذهاب الى الحضانة او المدرسة لاحقا من الانشغال بأمه او الجلوس في البيت - كان المعلمون قد لاحظوا سريعا ذكاؤه وانتظامه في الدراسة ، في الفترة الأخيرة طرا تغيرا عليه ، صار هادئاً متزناً رغم التدليل ، يقف طويلاً يفكر . . بماذا – ربيع بماذا تفكر ، ليش تطوس ؟ - ولا حاجة .

- أسرفت ربيع
. . أصبح يسرح كثير .
. . ستخربين حياته .

اتمت يمنى اجراءات تسجيل ربيع في الصف الاول ، كان معها ويده اليمنى بكفه الصغير لم يغادر يدها لحظة واحدة – كان سعيدا يتنطط من الفرحة ويكثر الاسئلة والكلام مع امه ، خاصة عندما خرج معها لشراء اقلام رصاص الكتابة والملونة ودفترين لكتابة الحروف وارقام الحساب ودفتر للرسم – كان شغوفا بدفاتر التعليم التي رآها في المكتبة ، نصف دستة منها طلب منها شراءها ، تعلم الحروف والاسماء والارقام بالصور واخرين واحد لتلوين الصور والاخر لتحبير الحروف والكلمات والارقام على كتابتها المنقطة – كانت تأخذه الى المدرسة في الايام الاولى وتعود عند خروجه لترجعه الى البيت . . في سير مرافق مع اطفال الجيران – كان فالمدرسة قريبة وتقع نهاية الشارع ، والشارع مليئا عند الصباح الباكر بالطلبة والطالبات الذاهبين الى ذات المدرسة الابتدائية بمختلف الاعمار – كانت ترى أطفال جيرانها واحيانا تلتقى من امهاتهم وهن يلاحقونهم الى باب البيت لأخذ السندويتشات وألا ينسون اكلها عند الراحة - كانت من طبائع المجورة أن يعتمد على الاكبر سنا من البنات والاولاد في ان يرعون الصغار ويهتمون بهم ، يتجمعون اسفل العمارة والخارجين من البيوت المجاورة اولا وعند ذهابهم الى المدرسة يتحركون معا متماسكي الايدي بالنسبة للصغار وعند العودة . . لا يغادرون إلا وجميعهم حاضرين والتأكد من عدم نسيان واحد منهم ، والسير يكون على الرصيف دائما وبأدب يطيع الصغار الكبير عليهم في كل ما يقوله – اترك ربيع يروح ويرجع مع البقية ، لا داع لذهابك وتخوفك عليه . مايسة وعفاف منتبهات عليهم , و . . حريصات عليهم ، زيادة . . يحبين ربيع كثير – من لا يحبه . . الله يحفظه لك و . . تشوفي عياله واحفاده – كان ربيع يستعجل بفرح خروجه في الصباح الباكر والانتظار مع احمد وهاني وسمية وصول البقية – كانت يمنى تراقب انشراحه وضحكاته والاخرين . . حتى ذهابهم ، لا تغادر شبكاك نافذتها المواربة بستارة تزيح منها قليلا لرؤية اسفل العمارة وامتداد الشارع . . حتى تغيب اشباح اجسادهم وانعطافهم عند طرف الشارع في اتجاه مبنى المدرسة – كانت تجد ربيع عند عودته بنفس حالته الجذلى التي يخرج فيها الى المدرسة – اطمأن قلبها بعد أن كانت جزعة في اول يومين من تركه يذهب مع بقية اطفال الجيران ، أدركت أن خوفها المبالغ عليه وهما يسيطر عليها لشدة حبها له ، وأن ربيع يظهر اكثر انطلاق وفرحة بوجوده مع الاخرين . . اكثر بكثير حين كانت تذهب وتعيده من المدرسة .

لم تكن يمنى تحب الحياة طول عمرها مثل الان . . حتى في ظل مشاحناتها الدائمة وزوجها وضغوط الحياة ، العيش لا يمس نفسها . . حتى في احلك الايام ، لا يعني لها الحياة . . فهي ربيع وبس ، سحره يمحو كل سواد الدنيا و . . يجعلها مخضرة تحاط بضوء ساطع لا يغيب – انت دنيتي ربيع .

انقضى الفصل الاول و . . ها قد عاد الى المدرسة في فصله الثاني من صفه الاول – كان ربيع يبدي عشقا جنونيا لسرعة التعلم ، سريع البديهية متيقظ العقل ، لا تنته تساؤلاته . . التي عادة اكبر بكثير من عمره ، حتى أن منها . . ما تصعق امرئ عالي الثقافة إذا ما كان حاضرا عند تساؤلاته الفجائية بعد حالة من الشرود عن ما يحيط به .










***
صباح يوم اعتيادي كغيره من الايام السابقة ، صرير رياح تهب واصوات ضاجه لغربان تنتشر في المنتزه الشعبي الواقع في الجهة المقابلة للعمارة من الشارع الرئيسي – تكون بأعداد كبيرة في هذا الوقت من السنة ، وفي سنة من السنوات تزيد اعدادها بشكل مهول . . كهذه الايام الثلاثة الاخيرة ، نفتقد فيها اصوات العصافير ، الببغاوات الخضراء صغير الحجم الصادحة بأصواتها - تظهر عندها الغربان عدائية تلاحق حتى السنونو الذي يختفي سريعا ما أن يظهر طائرا بسرعات قصوي بين العابرين للشارع . . ويغيب حتى هديل الحمام المنزلي الذي اعتدنا رؤيته محلقا بأسراب طوال النهار ونسمع تغريده المتنوع على الاسطح والشرفات وحتى على النوافذ المفتوحة للبيوت المرتفعة عن الارض بطابقين او تزيد ، تصل عدائية هذه الغربان حين تكون مهولة العدد . . أن تهاجم المارة و . . غالبا تطارد الاطفال صغار السن وكلاب الشارع والقطط المشردة ، كثيرا ما رأينا عددا منها في مجموعات تهاجم الحدآت والباز وأحيانا العقبان الكبيرة من النسور – في مثل هذا الفصل من سنة تتطفر فيها الغربان بتجمعها المهول ، تضغط اصواتها الضاجة بتنغيمها الجارح للسمع . . محدثة حالة من الاضطراب النفسي عند السكان وتعكر عام للمزاج - خاصة وان اليمني قد ربي منذ الصغر على ميثولوجيا العديد من الاقاصيص والاساطير يحضر فيها الغراب رموا للشؤم والنحس - حين تغطي اعدادها كل الاماكن ، حتى السطوح والشرفاء والنوافذ والمحلات وتملأ ممرات جانبي الطرقات بأعدادها في حالات من التعارك فيما بينها او هر يقع بينها ، ومنها يتركن مكانا لا علاقة له بما يحدث ، يراقب موضعا ليخطف اكلا او شيئا وقع عليه بصره . . .

- أماه . . قلبي منقبض . . على ربيع .
لا أدري . طوال الليل . . غصة تخنقني وتجثم على نفسي .

تلتفت إليها امها وابنة خالي التي نامت عندهم ليلة امس . . واختها مريم . . مخففين عليها

- خير إن شاء الله. (الأم)


من السادسة صباحا تكون مستيقظة لتجهيز ربيع وتناوله الفطور قبل ذهابه الى المدرسة . . تبدو مرتبكة على غير عادتها - الوقت مازال باكرا عند ربات البيوت - كانت هناك الكثير من أعمال البيت ، غسل الملابس وتنظيف المنزل وترتبه ، واعداد الغذاء – لم تكن مريضة او مهدودة من التعب . . فشغل البيت لم يبدأ بعد ، كان واضحا عليها وفي حركتها بوجود هاجس ثقيل يأكل روحها ، لا تقوى على معرفة ما هو حادث معها ، ما تدركه . . شعور خوف قاتل تصطك له عظامها - ترنحت عدة مرات وهي تكابر بأنها لا تشعر بأي دوار او انهاك لجسدها و . . تقارب على السقوط لأكثر من مرة – ماذا جرى عليك اليوم . . يمنى ، لا شعر عليك ، تعوذي من الشيطان . . ما في شيء . . يجعلك بهذه الحالة – كانت تسيل الدموع من عينيها . . دون وجود سبب واحد – من أين جاء هذا التشنج . . الذي بدأ يعتريها ، لماذا ترتعش يداها الآن – أماه . أم...... اه ، اشعر . . لا استطيع أ . . – تسقط على الاريكة في بكاء هستيري – انها ضغوطات الحياة . . خاصة عند من يكتم مراراته في نفسه ، لعنة الله على هذا الزمن الأغبر ، رضينا بالقليل ولم يرض بنا - أتراه يظل يتعقب أي لحظة حلم نراها ؟ هل أصبحت الفرحة حراماً . . على من يريد أن يعيش بما قسمه الله له و . . دون اذى – تصرخ في حالة من اللاوعي وهي مهرولة الى شرفة المنزل من علو الطابق الثالث للعمارة المنتصبة يمين الشارع الرئيسي ، تطل مشعثه الرأس مواصلة صراخها – كان صمت مخيف غير معهود يسود الخارج ، كل شيء قاتم يوحي بالوحشة عدى أسراب مخيفة من الغربان تنعق ، تتدفق كالطوفان . . وتصطدم بعضها برأسها - أكانت تهاجمها عند ظهورها على الشرفة . . أم كانت هاربة - كل شيء كان يغرس الرعب في النفس . . إذا كان في نفس مكانها ذلك الوقت – تصرخ بصوت جنوني وتجر شعرها وتارة روب نومها الذي مازالت ترتديه


- ربيع أين ربيع ؟
. . هاتوا لي ربيع .
. . ربيع .
. . ربيع .

كانت ساعة المنتزه المغروسة اعلى المجسم الصخري البادية على امتداد التواهي معلنة للوقت طوال اليوم . . متوقفة عند العاشرة والربع صباحا – انقلب عندها السكون الهامد من الحياة سوى جنون الغربان ونعيقها بالرصاص ودوي القذائف الملهبة سماء التواهي واحتراق الارض – لم تكن تعي شيئا من الاصوات ولهيب الحرارة المحرقة وقت النهار ، أكانت الشمس أم شيئا غيرها ، لم يدر أحد منا ما يحدث ، لا أحدا يمكنه الخروج إلى الشارع ، ومن كان فيه . . لا يدركه الوقت ليعرف ، وحدها يمنى هرعت الى الشارع وتجرى بنفس حالتها الجنونية في اتجاه مدرسة ربيع ، لا شيء يوقفها ، لا الرصاص والمدافع ، لا التعب – لم تكن تعي شيئا – تطوف نظرها في كل مكان من الشارع و . . وزواياه وما يقف عليه في امتداده ، عساها تراه عائدا للبيت . . هنا . . هناك و . . هناك تواصل صراخها الهيستيري وقد نزعت ملابسها واحدة اثر أخرى بجنون .

- ربيـ..…ـع .
… ربيـ يـ يـ يـ….ـع .


كل شيء كان يتفجر حولها ، بيوت تسقط . . أخرى تحترق ، يمتلئ الشارع بكتل من حجارة المنازل التي أنهكها دوي المدافع فبدت راكعة مستسلمة.

- آه منكم يا أولاد الكلاب .
. . ابعدوا الحجارة من الأرض .

تحاول النهوض بعد وقوعها المتكرر ، تبعد الصخرة التي أسقطتها أرضاً - لماذا يرمون الصخور في الشارع . . لماذا ؟ ، بينما كانت ترفعها عن الأرض ببطء ، كانت ر..أس ربيع ، طفلها الوديع ، الذي فرحت بقدومه الدنيا . . بعد أربعين عاماً من انتظارها - أربعين عاماً -حلم لم تنتظره لوحدها . . بل العالم . . كل العالم


- ربيع . . ربيع .
. . ربـ يـ يـ يـ..ـع (حالة جنون ورأسه بيدها).
- يا أولاد الكلب قتلتوه .
. . قتلتـ….وه .
- آآآآآه.. آآآآه.. آآآآه.
. . آآآآآآآ

لحظة من الزمن الغابر.. العام الجديد.. عام الشؤم.. يتشطر جسدها أشلاء مبعثرة كانت قذيفة مدفع قد أصابت هدفها جسدها المعذب . . ابد الدهر .

دمعت عيناي وقصص القتل التي جرت تشيب لها العقول ، كان القتل بالبطاقة الشخصية ، من أية منطقة هو و . . محسوب على أي طرف – امر لا يعقل ، زملاء عمل او دراسة . . من عمر طويل ، كانوا يتناولون فطورهم في كافتيريا العمل او الطلبة في الجامعة . . يدردشون ويتضاحكون ، دون سابق انذار فجأة يشهر احدهم مسدسه ويقتل من كان جالسا معه ب . . أمر حزبي – جميعهم كانوا حزبيين – وفي الوحدات العسكرية . . كانت اشارة التنفيذ . . فارزة اعضاء الدفعة الواحدة او الكتيبة والسرية والمعسكر بين طغمة وزمرة . . ويبدأ السحل لبعضهم بعضا – آ آ آه كم من الزملاء والاصدقاء قتلوا ومن تم اخفائهم ولم يعرف احد عنهم شيئا ، كم من الشرفاء والمثقفين المدنيين الذي لم يحملوا السلاح مرة تم تصفيتهم - كم كان الحدث مزلزل لشعب . . لم يذق الراحة . . ابدا .

نهضت ماسحا دمعي بكم قميص نومي – كان الوقت يقترب من الثالثة بعد الظهر – شطفت وجهي بالماء وارتديت ملابسي مغادرا الشقة . . بعد محاولات غلق بوابة الذكريات في عقلي – إني احتاج الى اجازة فعلية عن التفكير ، ما أن تتحرك بعض خلايا من دماغك ، يلبسك الهم او الاسى او التحسر . . او جميعهم معا في ذات الاوان . . .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامسة صفرية . . لجانب من عطبنا
- الجزء الخامس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ...
- الجزء الرابع رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي ال ...
- الجزء الثالث رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الر ...
- نسخة معدلة ( اغنية ثانية - لبغدادية - مرتبكة )
- 41 – مدخل . . الى العقل المتصنم / نفوس متطبعة . . على متكرر ...
- وقفة اجلال على وجه من التاريخ
- نظرية العبقرية / المعجزة - إشكالية مبحث يقود الى نظرية جامعة ...
- 40 – مدخل . . الى العقل المتصنم نفوس متطبعة . . على متكرر ...
- ومضة ملهات وآقعية - بطرفة عين
- هاجس . . بكلمتين لا أكثر
- الجزء الثاني رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الر ...
- الجزء الاول رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الرو ...
- 39 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في د ...
- 38 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دورا ...
- 37 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران خ ...
- رحيل جبل كان هنا - من ديواني ( أحلام مطاردة بظلال القبيلة )
- من ذاكرة تآكل الجدار
- 36 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران خ ...
- بيننا - الشيطان يعتمر قبعة قصة قصيرة عن ارثيتنا السابقة لبدء ...


المزيد.....




- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء السادس من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة