أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء الثاني رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة















المزيد.....



الجزء الثاني رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7452 - 2022 / 12 / 4 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


لا تنقطع سلاسل القهر فجأة ، ما دمت لا تمتلك ما تعطيه لغيرك
- تظل يطارد العذاب وأنت . . تطارد حلمك .





يعبر الزمن سريعا ، وانت في الفراغ . . تبحث عن ثقب يتسلل منه ضوء يهديك الى مسار . . رحلت باحثا عنه – لم يعد هناك من يتعقب خطواتك للاعتداء او ذبح امالك الطويلة – انك وحيد غريب هنا ، لن يبحث سواك . . مخرجا لتصبح عالما كما اقنعت نفسك . . دون نيل منحة عليا – من سيعينك وانت غريب . . لا يعرفك احد - من لم يعايش ما تسرده ، لا يرى فيه إلا حكي مبالغ لإنسان في مثل عمرك . . عبر في احداث مؤلمة من بوليسية قمع النظام الحاكم ، حيث الخوف والنفس الضيق و . . اخيلة البطولة والتحدي المعلم لسن عمرك بالمراهقة الفكرية . . تعيد خلق تخيل تصوري في عقلك – تصدقه – متضخما عن حقيقة الاحداث عن ما تقصه – كثير . . ممن تعاطف معك وصدق روايتك ، حتى بما تثبته بالوثائق واكد ممن كانوا طلبة في الجامعة حين أعلنت في سنتك الجامعية الثانية عن وصولك إلى ( نظرية خلق انسان جديد . . ذاتي التكاثر ) ، واكثرت التجادل مع اساتذتك و . . لم تترك مجلسا أو فعالية إلا وكانت رؤيتك موضوعا أساسيا مثار للنقاش ، اقامت إدارة الجامعة لجنة تحقيق علمية ضمت النائب وعميد العلوم ورئيس القسم واثنين من كبار اساتذته المصريين المعارين ورمز السلطة الدينية وضابط الامن – كان حوارا تساؤليا وجدالا بنقاش شبه علمي ، ديني . . واخلاقي اجتماعي . . لإعادة شاب متهور طائش الى صوابه ل . . يعقل ما يقوله – توتر النقاش والجدل بفعل المحاجة العلمية ، التي امتدت الحادية عشرة ظهرا حتى الخامسة والنصف مساءا – كنت ابرهن على صحة نظريتي من خلال مجالات علمية في فسيولوجية الغدد وعلم الخلية والوراثة وعلم الاجنة عبر ثلاث طرق إجرائية ، واحدة في مسألة التلاعب التغييري في الجينات بهندسة الجينات ، وأخرى فيما عرف عالميا لاحقا بعد مضي اكثر من اثنتي عشرة عاما بالاستنساخ ، أما الأخيرة في التحكم الدماغي في منطقة الهيبوثالاموس في الافرازات المتحكمة بالجنس على درجة سواء لكل من المختصة بالذكورية والانثوية ، والذي معها في الأجيال الاولى لن تلغي وجود الأعضاء التناسلية عند الذكور والاناث . . ولكنها ستكون معطلة عن فاعليتها ، وهو ما يجعل الأجيال اللاحقة من البشر منقرضة فيها الأعضاء التناسلية الخارجية . . لعدم الحاجة والاستخدام لها ، حيث يصبح التكاثر متحققا قبلا في الأجيال الأولى عبر التلقيح الذاتي . . من خلال عضوي التناسل الداخلي الذكوري والانثوي – كالدودة الشريطية واحدية المسكن – ما تستند عليه هي أمور علمية . . لا تشكيك فيها ، لكن الحقيقة أن علوم البيولوجيا – والتي ذكرتها – لم تطرح عن ما تقوله ، بل أنها لم تصل تجريبيا لتأكيد أو تنفي ما تقوله – لهذا اطلقت عليها نظرية . . قابلة لأن تثبت أو تدحض . أليست هذه إضافة علمية ، و ما أطرحه ممكن علميا او غير ممكن – بهمهمة خجلى بلفظ ممكن والله اعلم . . صدرت عن علماء البيولوجيا ، فكانت مهمتهم الموكلة إليهم تسفيه ما ذهبت إليه وبشكل علمي ، فهم أساتذة ومن العلماء العرب الكبار . . من أكون امامهم - من حقي ان تسجل باسمي – بنظرة دورتها الى كل قيادة الجامعة اليمنيين وضابط الامن – أليس يعود ذلك على البلد والجامعة . . في رفع اسميهما عاليا على مستوى العالم ، حيث يخرج منهما ما يمكن أن يغير في مسار العلم – بتلطف الداعية العلامة بالدين . . المرجع أمرئ عن الضلالة : انت في مجتمع مسلم ، و . . أبوك كان من كبار علماء الدين – هو درسني – كنت اعرف أن كل من النائب والعميد قد تتلمذوا على يديه في عدن . . حسب ما قالوه في اكثر من جلسة ثقافية جمعتنا خارج الجامعة – ما تطرحه يأبني . . ضد الدين . . وسنن الطبيعة التي اوجدنا عليها الخالق – ارجع الى الله . . واترك الجنون – عادك صغير . . لا تدرك خطورة ما تتفوه به – تعرف . . لو خرج مثل هذا الكلام من انسان كبير عاقل . . لأقيم عليه الحد وإعلان التوبة . . بالعودة الى الحق . . كما جاءنا من رب العرش في رسالاته عبر الأنبياء المرسلين – اخذني النصح الابوي الودود . . لأستمر بطاقتي المتحررة . . مادام نقاشا عقلانيا . . كما سبق أن كان في الجدل العلمي – يا شيخ ، ألسنا خليفة الله في الأرض . . نفخ فينا من روحه . . نحمل سر قدرته في كل شيء ، وما دام هو القادر أن يغير أية سنة من خلقه . . التي خلقها عليها . . فنحن مخلوق في حقيقتنا القدرة على تغيير اية سنة من سنن هذا الوجود – افجر واقفا بجنون . . والشرر يتطاير من عينيه الحمراويتين . . كخضاب دموي لطختا به ، و . . لعابه الذي لم يقو على إيقاف سيلانه على لحيته المحناة المبعثرة بطول نصف المتر تدليا على صدريته وجلبابه – التي كان طوال الساعات الثلاث الماضية قبل تحدثه . . يمسدها بحنان ملحوظ – هذا كفر . إلحاد . . كيف تسمح الجامعة بنقاش كهذا – استغفر الله العظيم . . على مثل هذا الافتراء – اهدأ يا شيخ . بالحسنى . . نرشده الى الصواب – كان قد استعدي أستاذ علم الاجتماع من كلية الآداب . . ليحضر بعد مرور ساعتين من الجدل العلمي المحتدم في البيولوجيا ، والتي لم توصل إلى ما كانوا يصبون إليه – كلامك علمي . . بإقرار اساتذتك ، ونعرفك بأنك مثقف وعلى اطلاع واسع في مجالات مختلفة – نقرأ ما تنشره ، وما تثيره من الجدل في المجالس في الأمور المختلفة – خلينا . . نتابع بمنطق العقل . . تمام – هززت رأسي موافقا ، رغم الرعب الذي اعتراني من انتفاضة الشيخ . . الذي وفق اتهامه . . قد الصق تهمة الموت . . فيا ، وصار تحديق ضابط امن ونائب رئيس الجامعة . . اشد حدة ، تتقطر عنها الرغبة في تمزيقي – بعيدا عن الدين . . ما الفائدة أو الجدوى للإنسان أن يصبح مثل ما تقول – إذا افترضنا ذلك ممكنا رغم انه لم يقله العلم أو أي عالم . . حتى الذين هم بلا دين – كيف يستمر نوع الانسان ؟ ، وكيف يعيش الانسان كنفس دون عواطف ومشاعر ورغبات . . غالبيتها مربوطة بوجود جنسين مختلفين من الانسان ، أي ذكر وانثى . . ؟ - كان أستاذا يساريا . . يعلم به كواحد من كبار المثقفين ، طرحه التساؤلي . . كما لو انه ضربني في العظم ، من ذات النهج الفكري الذي اعتقد به . . مثل ما كان يسوق في توصيفي كشيوعي متطرف – أ . . أ . . كلامك غا . . غاية في الأهمية و . . كبير – رغم عودة السكون وتراجع نظرات الافتراس المصوبة نحوي – أصابه بمقتل - هو ما سمعته بهمسة عن احد الحاضرين ، إلا أن الرعب قد سيطر علي . . مما سبق ممارسته من إرهاب ، فجعل صوتي يهتز وتتلوى لساني عند محاولة الإجابة عن التساؤلات الأخيرة – لا تخف . ما يحصل شيء . يسعدنا أن شابا في سنك يفكر و . . بعلمية – الرد ليس مستحيلا . . لكن – تكلم لا تقلق . . نحن هنا آباء محبين لك ، نصحح . . الفهم أو طريقة التفكير إذا ما كان فيه خطأ – وجدي . . في العقل تفكير المرء . . تفصل شعرة واهنة . . بين العلمية والتوهم في التصور . . وإن كان يستند على أسس ومفاهيم علمية – تمالكت ارتعاشاتي خلال البرهة الأخيرة ، التي حملت عودة السكون الهادئ . . عند بدء الجلسة – نظريـ....تي . . لا تغي...ر في مسألة النفس و ل...ا المشاعر والعواطف الذي خلقها الله فينا البشر و . . حتى الحيوانات ، ل...كنها س...تكون بصورة أخرى – انفرجت اسارير الجالسين . . نوعا ما ، وعلت ابتسامات التهكم والشعور بالانتصار أخيرا – أي كلام هذا ! ، كيف . . وضح ما تقصده – علت صبغة الاستاذية الجادة على محيا عالم الاجتماع – بالنسبة للفرد لن تعود هناك مشكلة الزواج قائمة ، التي يعاني من غلاء المهور كل من الجنسين ، ولن يكون هناك تمييزا اجتماعيا وتفريقا بين الافراد ، الذي يحكمنا أن كل انسان أن يتزوج من فئته ومكانته في المجتمع ، أما استمرار النوع فهو سيظل حادثا ، لأن الاخصاب الجنسي سيكون داخليا عند كل واحد بذاته ، ولن تختفي المشاعر والعواطف ، أكانت تلك المرتبطة مباشرة بالرغبة الجنسية بمحمول هرموني داخلي ، أما العواطف والمشاعر الخارجية بين الافراد والمجتمع الخاص أو الإنساني . . فهي تظل قائمة ولا تتأثر في نوع الانسان الذي نذهب في الحديث عنه ، لكونها مؤسسه عقليا في دماغ الانسان . وأخيرا قد يكون هناك ما ارتكبته في نظريتي وفهم خطأ – ما دمنا في مجتمع مسلم . . قولي بخلق انسان جديد ، . . اتراجع عن كلمة خلق . . لأن الخلق محكوم برب العباد وليس بنا ، فيكون علي إلغاء كلمة خلق واستبدالها بكلمة أخرى أو تغيير التسمية – أعلن رفع جلسة التحقيق النقاشي . . مع إنذارات التهديد الشفوي بتوقفي عن الاستمرار في هذا الهراء ، الذي سيؤدي بي الى الهاوية ، ويجعلني هدفا للقتل من أي انسان . . كان ، فهذا يمس بالعقيدة و . . لا يتقبله أحد .
لم يمضي يومان إلا ومكبرات المساجد تذم الجامعة وتصدح عاليا بمكبرات الصوت عن تكفير ما وصل إليهم من اقوالي – انها زندقة ، يجب التركيز على الجامعة فيما تعلمه للأجيال من مفاسد وإلحاد باسم العلوم المختلفة . . التي تدرسها – يبدو صغر سني كطالب نكرة . . لا وزن أو قيمة له ، جعل التكفير غير مستحضر باسمي ، ليستخدم كهجوم لقوى اليسار السياسية . . بهدمها للدين عبر تشويه عقول الأجيال ، الذي ظهر واضحا اثره القبيح في ادعاءات شاب مراهق ب ( خلق انسان جديد ) – لعنة الله عليهم ، فهم اشد قبحا وعداء للدين . . عن اليهود . . وعن النصارى في عدائهم لدين الله الإسلام – سينصرنا عليهم الله ، ولله عاقبة الأمور – من وقتها لأعوام ثلاث دراسية وما بعدها ، لا تمر أيام قلائل معدودة إلا يتم استدعائي والتحقيق والاحتجاز ليوم او اكثر . . مع التهديد الدائم بالاعتقال والاخفاء . . مالم اتوقف عن نشر الأفكار الهدامة ، وأخرى مع بعض الصحاب الذين نلتقي معا في فناء الجامعة عند الفراغ أو عند وجود فعالية صباحية - وذلك تحت دعاوى العمل الخلوي السري . . الذي يجرمه النظام ، وتارة بعمل تجمعات طلابية معارضة تشيع الفوضى والتحريض والتمرد ضد الجامعة والنظام الحاكم ، الى جانب إشاعة الفكر الماركسي والتحرري المشوهين لعقول الطلاب ، الهادمين للمجتمع وقيمه الإسلامية السمحاء - الذين كان منهم شعراء وقاصين ونقاد ، تنشر كتاباتنا في الصحف والمجلات ، واحيانا ما ينضاف الى جلستنا المعلمة شهرة تحت الشجرة الوارفة التي تحتل منتصف حديقة الآداب العشبية ، التي تحاط بشجيرات من الأركان الأربعة و . . المفتوحة مقابلة على رواق قاعات الدرس ومختلف الأقسام في الدور العلوي من المبنى – هذا إلى جانب المقالات الفكرية المتهمة بالماركسية الصريحة ومهاجمة نظام الحكم . . فيما يعرفه من المبتعثين للدراسة العليا في مصر . . ومن المثقفين السياسيين . . الذين يصدف وجود هم خلال فترة تواجدي . . بعد رحلة الهروب الى القاهرة ، اتهامك سكرتير تنظيم سري يعرف ب ( الحركة الشيوعية الجديدة ) ، اخرجتم ثلاثة بيانات تعبر عن موقف ضد حرب 1986يناير في جنوب اليمن ، وما يجري في الشمال عبر نظام الحكم البوليسي القبلي العائلي القامع للمثقفين المستقلين ، في استمراره ممارسة الاعتقالات والتعذيب والاخفاء ومنع التوظيف لمن لا يظل صامتا أو يتحول مخبرا لجهاز الامن السياسي . . رغم انتهاء العمل السري لليسار والجبهة الوطنية سابقا باتفاق بين نظامي الحكم في الشمال والجنوب . . .

- مجرد ما تصل القاهرة . . مباشرة تروح عند خالك .
. . ما في معك احد . لن يطرحك - ا . . الله معك يا . . كبدي
، انتبه على نفسك – لا تأمن احد .

لم التقي به من سابق ابدا . . خالي ، فهو بن عم والدتي ، وزوجته اختها أيضا – طول عمره سفيرا مقيما في الخارج ، يعرف بعميد السفراء اليمنيين و . . ومؤسس وزارة الخارجية بعد ثورة سبتمبر 1962 ، وهو سفير اليمن في مصر والممثل في الجامعة العربية . . حاليا – كان كل الامل . . أن يضمني ويفتح طريق مواصلتي للدراسة العليا – فلديه من الصلات الدولية ما تمكنه على أرسالي الى أي بلد اتمناه – كيف اقابله ، ماذا أتكلم معه ، أ . . بشخصيتي الحرة . . التي وسمتني بالمتمرد – حيث يعرف عنه احد الرموز الوطنية . . حتى انه ليس على وفاق مع الرئيس – هل يسعده ذلك ، ا . . أن أكون . . مقتديا به ، أم أن اقف بين يديه بخضوع الابن . . خاصة وهو لاجئ إليه – أم اشكو إليه مرارة العذاب والاستهداف الذي تسلط علي ل . . أني . . حر شريف


- لا تذهب إليه في السفارة ، ربما حد يعرفك هناك . . فتسبب له احراج أو مشكلة . . تعيقه عن مساعدتك . اذهب الى الرابطة ، ستجد كثير من يعرفك . . تسكن عند احدهم ، وفي اليوم التالي اذهب الى خالك في منزله – الغالبية من يدلك على عنوانه .

اتبعت حرفيا نصح عائد الذبحاني والشمري ، اللذين لم يكن يعرف غيرهما بمغادرتي اليمن خلسة ، حيث تم اخراجي لزيارة اسرتي خميس وجمعة ، بعد اعتقال لمدة أربعة اشهر لا تعرف اسرتي مكان وجودي سوى بعد شهرين كاملين ، على أن اعود فجر يوم السبت إلى معسكر الاحتجاز الجبري في معسكر التجنيد لمدة أربعة شهور من اليوم التالي بعد انذار وكيل الخدمة المدنية . . وإبلاغ المعهد البريطاني عن اختفائي الفجائي . . رغم اعداده لكامل الإجراءات لابتعاثي الى بريطانيا . . خلال أيام .

الحادية عشرة قبل ظهر اليوم التالي من الوصول – غفت عيناي كما لو كانت لبضع دقائق بعد يومين وثلاث ليال متواصلة من الصحو والإرهاق بعد وصولنا إلى المنيا . . سكن إقامة سهيل ، حين غادر كل من الموجودين الى مهجعه – كان ضوء الصباح قد غزا الشقة عابرا زجاج النوافذ وباب الشرفة ، وابواق السيارات يعلو بفوضى ازدحاميه . . بعد سبات خلال أواخر الفجر حتى تسلل خيوط الضوء باستحياء تلصصي من بين وشاح الظلمة . . ليصبح في لحظة قد بسط ذاته على كامل المكان - تململ العريقي كمحشور في خانة مغلقة خارج ارادته ، أني لم آتي سياحة أو كمبتعث . . ولكن كلاجئ متعلق بقشة وحيدة – يمثلها هو – تعمل على انقاذه – فأخلاقه موضوعة على الميزان . . في استضافتي ، لم يكن يسعفه شيء على التملص - حتى وإن لم تكن بيننا علاقة صداقة متينة من قبل في اليمن - فمن العيب امام الجميع و . . من سيسمع لاحقا بتخليه عن انسان تعارف معه عن قرب خلال سنوات الدراسة الجامعية ، وكان زميل معيد . . وقع في مثل هذا الظرف . . وفي بلد الغربة . . في حالة من الضياع ، بعد عذاب ومعاناة . . لم يكن امامه سوى الهروب الى بلد اخر . . دون تفكير كان . . بما ستحمله له الصدف من اقدار غير منظورة أو محسوب لها مسبقا - خاصة وأن العدد ليس بقليل . . من عرف قصة هذا الزائر الطارئ ، والذي لم يكن لديه من يسأل عنه سواه بثقة مطلقة وطال البحث والانتظار عنه و . . بمشاركة الكثير ممن تعاطفوا للوصول إليه . . تحديدا - كانت شقة المنيا . . الواقعة في الدور ما بعد الثالث عشر تقريبا من العمارة السكنية ، مؤلفة من غرفتين يتشارك بها مع زميل آخر من اقاربه ، يدرس الهندسة في السنة الرابعة ، كل يقطن في غرفة منفردة . . مع وجود صالة مشتركة ، غالبا ما يكون مسكنهم مزدحما بزملاء عامر عبدالمجيد طوال الليل حتى فجر اليوم التالي . . لعمل مشاريع التكاليف الهندسية ، وحتى عند مغادرتهم فجرا تظل خطيبته أنيسة - في نفس الدفعة - شبه مقيمة هناك ، ظل يحس بالإحراج من زميله من باب العيب . . أن يأتي بمقيم معه خلال بوجود خطيبته ، والمفاجئ وصول اختها على نفس الرحلة ونزولها ضيفة في نفس الشقة – كنا نقعد على كرسيين متلاصقين ، واستأذنتني لاستبدال مقعدي لرغبتها أن تكون مطلة على النافذة – كانت منقبة ، بعد ساعة ونصف من الإقلاع بادرتني الحديث بلهجتها الصنعانية – انت صخر عبدالواحد – فوجئت مضطربا – أنا اعرفك من الجامعة ، نحن في نفس السنة . . كنا ، لكني في الآداب وانت في العلوم – اسمي سهام ، ازور اختي . . وتغيير جو - كنت يوميا اشوفك واصحابك تحت الشجرة وفي الندوات الصباحية – لم تترك شيئا ، فقد حدثتني عن فتيات من اللائي يسرن بعضهن بعضا بوجود علاقة عشق مكتوم أو حب معي – انت كنت دائما انيق . . وسيم . . ومتفوق – شعرت بالخجل . . ولم أكن أتوقع انفتاحها بتلك الطريقة – حقيقة ميزتها بمظهرها المنقب أني كنت اراها في الآداب ، لكني تجاهلتها منذ البدء . . كما لو اني لم اراها ابدا ، خاصة ولم يدر أي حديث بيننا لوقت طويل من بعد الإقلاع – ووفق عادتنا التأدبية. . لا يفتح الشاب حديثا مع فتاة حتى لو رآها قبلا مالم تبادره الحديث – السياحة في مصر جميلة في هذا الوقت – طال الحديث . . ثم توقف فجأة قبل اعلان المضيفة اننا على وصول الى مطار القاهرة بعد عشرين دقيقة ، وأن على الركاب اخذ حقائبهم والا ينسون شيئا يخصهم ، وتكون جوازاتهم جاهزة واستمارة الوصول قد امليت بجميع المعلومات المطلوبة – فترة صمت . . تقف طالبة مني الخروج عن مقعدي لتذهب الى التواليت – كان صوتها معي . . كما لو أنه اول جملة تتحدث بها معي كانسان غريب – ظل مقعدها خاليا حتى اقتراب نزول الطائرة على مدرج الهبوط – لو سمحت – عفوا في اخت هنا . . راحت التواليت وستعود – هذه اني – قالتها ببرود وتجاهل حتى جلوسها – كانت انسانة أخرى ، خلعت كامل النقاب واطلقت شعرها بعد أن وضعت من مساحيق الوجه وحامورة الشفاه بلونها الوردي الفاقع – كانت ترتدي ثوبا عصريا يلامس حد الركبة – أنا اسف سهيل . ما . . عندي أحدا غيرك . . ألجا واثق فيه – بمضض اسقط عن فمه كلمة عادي . . بفتور شديد عند اول خطوة تحرك للرواح الى مسكنه ، رغم محاولاته المفتعلة لتغطية انزعاجه بوقوعه في هذا المأزق امام الاخرين . . بضحكاته المقهقهه المشاكسة – بما هو معروف عليه بين أصحابه - معي وكل من كان واقفا أو تقابل معنا خلال سيرنا حتى نهاية شارع الرابطة ، الذين بتودد جم يصدرون كلامهم ب . . حمد لله على السلامة ، سترتاح الآن . .
. . رحب بي عامر وخطيبته ومن معهما من زملائهما المصريين المتواجدين . . مع ابداء التعاطف بعد تقديم العريقي سريعا عني - كانت علامات الانزعاج بادية على الجميع من وقت ولوجي عتبة الشقة محملا بحقيبة السفر ووضعتها على الجانب الأيمن من مدخل البيت ، جوار الدولاب الخشبي مفتوح الرفوف لوضع الأحذية - انصرف وزملائه الى مشروعهم ، ومن اليوم التالي . . كانت خطيبة علي سعيد واختها تغادران الى مسكنهما بعد الواحدة من منتصف الليل – الذي يعد توقيتا مبكرا في الحياة الليلية لمدينة القاهرة ، فكل مكان يعج بالبشر خارج منازلهم . . يعج بازدحام متماوج من حركة الناس النشطة والتجمعات ، كما لو أن الامسية تفتح ابوابها عند دخولها في بداياتها الأولى - على أن يلتقوا غدا ظهرا في الكلية يعودوا الى شقة عامر – هي عادة العمل في مجموعات دراسية – الجلوس في منزل واحد من المجموعة كمكان دائم شبه ثابت لاستكمال المشاريع التي يكلفون بها ، أو واجبات يكلفون بها او اختبارات فجائية – اعتذرت خجلا مما سببته لهم من ارباك ، منذ ما دار الحديث امامي بين عامر وخطيبته ، بأنها من اليوم التالي . . سترجع الى مسكنها في وقت غير متأخر – كنت احمر خجلا مع تجهزها للمغادرة خلال الأيام الأولى ، حيث كان يتبقى من شغلها ما يستلزم بقائها ، أو يكون باديا عليها شدة الإرهاق ، الذي يجعل رواحها اكثر ضغطا وتعبا لها - حاولا مرارا أن يخففا عني شعور الذنب والاحراج ، حتى تم التعود على وجودي . . كواحد منهم – كانت مفاجأة أن يرى الواحد الاخر . . حين التقيتا اعيننا لحظة وصولي واخت خطيبة عامر ، التي قدماها لسهيل . . انها ضيفة استقبلاها في مطار القاهرة مع الرحلة التي وصلت اليوم عند الخامسة عصرا ، والتي لم يلتقيها سهيل بعد ، لكونه لم يعد الى المنزل من بعد خروجه الى الجامعة من وقت الظهر ، وجاء الاتصال بأنيسة من اليمن عن وصول اختها ظهرا – يعرف كل يمني عادة طيران اليمنية في عدم الدقة في رحلاتها - تكرر استعلامهم كل ساعة واخرى من مكتب اليمنية ، حتى اعلموا أخيرا بتأخر مغادرة الطائرة وأن وصولها الى مطار القاهرة سيكون تقريبا عند الخامسة والنصف عصرا – انها سهام التي كانت تجلس على مقعد الطائرة جواري ، كما اخبرتني ذهابها لزيارة اختها وقضاء فسحة لتغيير أجواء الكبت السابقة في اليمن ، وكان لها التواجد مع اختها . . إقامة او تسوق وزيارة – كانت ذاتها من جلست جواري على متن الطائرة - تفاجأت عند رؤيتي أولا وثانيا حين سمعت حكايتي – لم أتوقع ذلك التعاطف الشديد الواصل الى امتلاء عينيها بالدموع ، وزاد من وقع تقبلي تحت اية ظروف أحاديثها بما كانت تعرفه عني – وهو ما لم يقله سهيل – كان فاتحة حديثها مع امام الاخرين اعرف أنك كنت مسافر على بعثة الى لندن . . حرام عليهم . . . .

غادرنا السكن في الحادية عشر نهارا ، كانت محاضرات سهيل تبدأ بعد ساعة – كان في الفترة الأخيرة من استكمال السنة التحضيرية الأولى من درجة الماجستير ، والمعلمة بدراسة مقررات والامتحان بها – ركبنا سيارة اجرة . . أوصلته الى بوابة كلية الآداب في جامعة القاهرة ، بعد أن أعطاه اجرة مشوارين ، كان الاخر بتوصيل من السائق لي – بعد طلب العناية من قبله . . بكوني غريب ووصلت امسا الى القاهرة لأول مرة – تطرحه عند عنوان السكن المكتوب في الورقة ، وإلا سيتوه - الواقع في شارع فلسطين . . المتفرع مرورا من شارع جامعة الدول العربية .

- أخيرا . . وصلنا .
. . هذا المنزل بالعنوان الذي معك .
- ارجوك . . لا تتركني .
. . اسأل البواب . . عن مسكن السفير اليمني – ر . . يكون هناك خطأ في العنوان
. . أو نقل الى مكان آخر – على الأقل تعيدني الى المنيا . . مكان ما ركبنا
معك .
ظل سائق التاكسي يدور خلال عشرين دقيقة من وصولنا شارع فلسطين . . بحثا عن عنوان المنزل – كان يتفرع عن الشارع عدة ازقة وشوارع صغيرة جانبية . . خلال امتداده ، ما أن ندخل في واحد منها يقودنا الى ترقيم سكني ينقطع تسلسله الى عنواننا المطلوب – عند مدى محدد – ثم يتواصل بترقيم بعيد ، وكانت بعض تلك الازقة . . تخرجنا الى عناوين شوارع أخرى ، أو يكون منها ذات اتجاه واحد مسدود – أخيرا بعد السؤال . . اخبرنا بموقع رقم المنزل . . في الطريق المقابل حيث وقفنا ، معلقة عند مدخله ممنوع الدخول من موضعنا هذا ، وأن الدخول من فتحة جانبية نهاية شارع جامعة الدول – الذي كان بعيدا لنعود اليه من جديد – وضع السائق سيارته في حالة من الضيق وعاد بها سيرا للوراء . . وصولا الى العنوان المدون في الورقة – ترجلنا عن السيارة . . متقدما السائق الى بواب السكن . . بعد القاء التحية وملاطفته – كعادة المصريين البسطاء – هنا بيت السفير اليمني – تقصد معالي الباشا السفير مدحت باشا – ايوه . هل هو موجود – خرج بدري . . لكن المدام والعائلة موجودين . . أي خدمة – اخبرته أني بن اخته . . لسه وصال من اليمن – انتظر هنا واعطيهم خبر . . من نقول لهم – شكرت سائق التاكسي واعتذرت له كثيرا على تعبه وخسارته . . لكوني لا احمل معي سوى اجرة العودة – التي اعطاني لها سهيل . . وبخلف نفس الورقة عنوان سكنه في المنيا .

. . صعدت مع الحاج محمود حارس السكن سلم ببعض درجات . . وهو يكثر الترحيب بوصولي و . . كيل المديح للباشا السفير واسرته . . حتى قرع جرس السكن والرد بالانتظار - غادرني دون كلمة ليعود الى مكان عمله – لم يطل الوقوف . . حتى فتحت الشغالة مرحبة بي ، اقتادتني الى صالة الانتظار . . بعد السؤال بتضييفي فيما افضل شربه . . كوفي يمني أو عصير ليمون – شوية . . تجي المدام .

. . لم أرى خالتي من قبل ، لا اعرف شكلها . . حنى والدتي لا تذكر هيئتها إلا من الطفولة – لم تراها منذ اكثر من خمسين عاما ، وخالي أيضا ، لكن لكبر سنه تتذكره في شبابه ومكانته في العائلة - كانت اوصافه المحببة عند والدتي موضع اعتزاز تتباهى به - إنه هيبة . . فارع الطول – يا بني . . هو شركسي . . من اصل الباشوات . . حق زمان – مثل ما أنت طالع لجدك ب . . وسامتك وحمرتك . . تركي . . تركي الله يحفظك من اعدائك و . . ممن يعاديك – دمعتا عيناي ومسحتهما مرارا . . حتى لا يظهر ضعفي ، بتذكري امي واخوتي الصغار . . خلال فترة جلوسي لمجيء خالتي – نقلت بصري في كل مكان ، وحتى ما يطل من زجاج النافذة على الحديقة داخل سور المنزل والشارع الذي وقفت عليه – كان العم محمود يشرب الشاي عند البوابة الى جانب شخصين اخرين . . يرتسم عليهم ملامح الضحك والمشاكسة فيما بينهم الثلاثة – راودتني مشاعر عاطفية ، اثقلت حمولتها على نفسي . . فزاد تدفق الدمع ، خاصة وأن الشغالة لم تعد مجددا بعد وضع كوب البن امامي على المنضدة – رأيتني ارتمي في احضانها باكيا ، وبحنانها المتصبب دموعا تحاول تهدئتي وتطميني . . كل شيء سيكون بخير ، المهم وصلت بالأمان ، كل شيء سيكون مثل ما تريد . . واكثر – وكلما تأخر وصولها ، كان انتظاري . . محاط بسكون مخيم يبسط ذاته كروتين على المكان ، يسقط علي بشعور . . أني وحيد . . غريب عنهم رغم صلة الدم القريبة ذات الاحاسيس التي تملكت عمري الماضي . . بلا وجود ظهر يسندني . . رغم احاطتنا بمئات من أقرباء والدتي ، التي كانت تعد الهانم المحبوبة من الجميع ، لكن أولادها من زوج خارج اسم العائلة و . . أولادها لا يحملون لقب الباشا الجد . . فهم ليسوا مثل أولاد اخوتها الذين يحملون لقب العائلة ، وليس من حقهم امتلاك ارثها ، فهو من حق من يحمل لقب الجد الباشا – لكن ذلك لا يمنع نسبهم الى اخوالهم وإظهار التودد لهم امام عمتهم . . التي هي محط حب الجميع – اهلا . حمد لله على السلامة . كيف امك واخوتك ، عندك إجازة . . تتفسح ، ستعجبك القاهرة ، عند من نازل ، اكيد معك أصحاب ، تدرس في الجامعة . . وإلا خلصت ، سمع خالك عنك اخبار . . انك متفوق . . وتكتب كثير في الصحف ، ابن الوز عوام . . مثل ابوك الله يرحمه ، كان من ابرز ثوار 1948 كما يحدثني عنه خالك . . . .

كانت تتدافع الاسئلة عن الاهل والقرية والبلاد ، تتخللها ايحاءات بصعوبة استضافتي لوجود بنات في البيت . . يتعارض وجودي بينهم وفق العادات اليمنية – قعدت ألفت بعد مجيئها بسيارتها من الخارج ، هي الابنة الوسطى . . المتخرجة عن كلية الداب ، ومن ثم قدمت الابنة الصغرى وهج . التي أكملت من وقت قريب الثانوية العامة ، أما الكبرى تهاني المتزوجة منهن ، الوحيدة التي كنا نعرفها كمستقرة مع زوجها وابنائها في اليمن و . . غالبا كان سفرهم في الاجازات الصيفية الى مصر او غيرها من البلدان الأجنبية ، خاصة تلك القريبة من بلد إقامة الخال حين يكون تعيينه في احد البلدان الأوروبية ، سألت عن جلال ابنها الكبير – كما نعدد الافراد بأسمائهم . . حتى وإن لم يرهم أو يعرفهم احد من العائلة المقيمين في اليمن ، أكانوا من كبار السن أو الشباب ، فهم ولدوا وعاشوا في الخارج – الذي يقيم في لبنان ويدرس في الجامعة الامريكية ثم غادر لدراسة الطيران المدني في أمريكا – حسب ما سمعت من اخبار خلال اخوة السفير الذين كان منهم يعيش في كنفه واكملوا دراستهم الجامعية ثم عادوا الى اليمن .

رويت . . كامل قصتي ومعاناة التضييق والرعب الذي طالنا . . ولا احد يقف معنا ، حتى ما جرى من نهب لأملاك امي . . مما عيشنا فيه من شظف العيش ، واملاك والدي منهوبة و . . عداء علني بسبب تاريخه ، بدلا من منحه اوسمة ويرعون أبنائه . . ليس لنا راتب باسمه و . . منزل نمتلكه – لم نجد انفسنا إلا مطاردين ، ف . . غير اعتقالي المتكرر وانهاء مستقبلي . . حتى شقيقتي نور التي تكبرني بسنة . . كانت معرضة قبل سنوات . . اربع للاعتقال والسجن بتهمة العمل السري للحزب الاشتراكي فرع الشمال – كانت وقتها في ثانية جامعة وحامل في الأشهر الأخيرة قبل الوضع – لولا دفع الكثير من الشخصيات الوطنية المرموقة . . ما أوقف اعتقالها بأوامر من الرئيس . . .

رأيت علامات التعاطف الشديد في وجه ابنة خالي ألفت ، فما سمعته اشبه ما يكون من الدراما الخيالية التي تراها في الأفلام . . ولا تتصور أن وجودها حقيقة في الواقع . . دون مبالغة – كيف . . وهي تراني صغير في السن ، بل اصغر منها . . ويحدث هذا معي – اعتذرت خالتي لتذهب لمعاينة تجهيز المطبخ لوجبة الغدا - موعد عودة خالك من السفارة . يصل تعبان ، نتكلم معه عند الغدا . . بعد ما يصح من القيلولة – كنت لمحت تغيرا قلقا طرأ عليها . . بعد معرفتها الحالة التي جئتهم بها – لا تقلق . . ابي سيدبر لك حل ، لن يطرحك ابدا . . .

على مائدة الطعام اجتمعنا لتناول وجبة الدينر ، كنت جالسا في مقابل معالي السفير و جلس بقية افراد العائلة على جانبي المائدة – حمد لله على السلامة – بقول مقتضب و . . انزل بصره تجاه صحون الغذاء لبدء التناول – هيا . . قولوا بسم الله . لا تستحي وجدي ، اكيد انت جوعان – كان صوته الرجولي القوي يحمل علامات الإرهاق والضيق وخالتي الملاطفة بكلام اشبه بالهمس . . يصل سمعا الى مجلسنا في الصالة . . عند دخوله المنزل اثر عودته من عمله عند الخامسة مساءا – ابن الأستاذ احمد عبدالواحد . . ابن اختي ناظميه عندنا . . وصل من اليمن – بعصبية رد بأن الخبر وصل إليه في السفارة – إيش اعمل له . وضعني في مشكلة ، يتهموني بأني من هربه ، وأني كنت احميه في اليمن . هذا طائش يسب ويهاجم ليس النظام ب . . بل الرئيس ، إيش تحت ط..... ، ما عنده احد . . بدل ما ينتبه لامه واخوانه الصغار – مرارا تقاطع كلامه برجاء خفض صوته – يكفي الذي هو فيه – حتى لا اسمع – انت تعبان الان ، تكلم معه بلطف . . بعدما تقوم من قيلولتك . . عند الغذاء ، . . ما عند امه إلا هو الكبير . . يكفيها من الام ، ما نعرف كيف حالتها على ابنها الان – حاولت ألفت تشتيتي عن سماع حديثهما ، واختلاق دردشة عن الادب وعن كتاباتي وقراءاتي الأدبية . . لكونها خريجة آداب – لم اقو على تناول شيء ، فتجاهله لي – رغم أنه كان في مزاج سوى وهادئ عند جلوسه – هزني من الداخل ، كانت يداي ترتعشان . . لا تمكناني من تناول الاكل – عادي . . كل بيدك . . لا داعي للشوكة والسكين – أنا لا استطيع آكل إلا ب...هما والملعقة ح....تى في اليمن – نظرت إلي خالتي مخففة شعوري بالحرج ، رغم انها كانت والاخرين قد رأوا حالة انهياري وخروج شهقات بكائي المقهورة التي حاولت كتمها ولم استطع على فعل ذلك – لا إراديا . . بكت شروق بحرقة بصوت مسموع . . وهي اخر العنقود محبوبة ابيها ودلوعة الجميع ، وسالت دموع صامتة على وجنتي ألفت – أكان تعاطفا صرفا أ . . أم لمعرفتهم المسبقة بغلاظة موقف ابيهم ، الذي لا يترك للمشاعر أن تسيطر على تصوراته العقلية و . . فهمه للأمور – لا يفرق عنده أن يكون قاسيا معي كأب لابنه ، أو أكون غريب . . ضائع يلجأ إليه و . . وليس لديه غيره ينقذه ، ب . . بحق الابوة ورابطة الدم – هدئي نفسك . انت على لحم بطنك من الصباح . . كل الان ، هناك حل عندما نشرب الشاي – الكلام الودود لبقية افراد الاسرة في التخفيف من حالة القهر التي اجتاحتني . . اثمرت بعودتي التدريجية الى الحالة الطبيعية و . . بدء تناولي للغذاء بانعدام للشهية – اختلقت خالتي لحديث متبادل عن ذكرياتها واختها والحياة وعن الاخرين . . الخ ، أظهرت طفولتي بانسياقي معها والاخرين في احاديثهم وتساؤلاتهم رغم معرفتي أن كل ذلك إلهاء لاكتمال تناول الوجبة و التخفيف من شعور القهر والضياع ، الذي يرجف قلوب أناس غرباء عنك حين يستمعون الى شكواك .


انتقلنا الى صالة الاستقبال ، وخلال جلوسنا احضرت الشغالة ابريق الشاي والكؤوس الزجاجية التي بدأت بصب الشاي وعند وصولها إلي سألتني اذا اريده خفيفا ام ثقيلا . . اجبت ثقيلا – خلال رشفته الثالثة توجه بحديثه الودود . . تلبية لنظرات الاخرين المتوسلة له بالتعامل معي – بعد ما طلب من ابنتيه أن تذهبا . . لقضاء ما اعتادتا عمله – انت الان ناضج ، وتخرجت عن الجامعة بامتياز . . فكر بعقل ، امك لوحدها واخوتك الصغار . . ما معهم احد ، انت راجلهم ومستقبلك أملهم – قطع حديثه ليكمل كأسه ويطلب أن يصب له كأس اخر – ابلغوني اول ما وصلت السفارة عن وصولك الهارب الى القاهرة ، وبعدها جاءتني اتصالات من الداخل اثارت غضبي ب . . تحميلي مسألة هروبك ، ودخلنا في كلام مليء بالتهديدات والتحدي – ارتشف مرتين الى ثلاث من كأسه – كانت حالة الغضب تتصاعد لديه رغم محاولاته كبتها – أني سأرجعك على رحلة اليمنية الذاهبة صباحا الى صنعاء ، ولن يتعرض لك احد . . فأنت في حمايتي ، وهو ما اتفقنا عليه – انت ت . . تعرف انهم لا عهود لهم و لا . . يلتزمون بأي وعد يقطعونه – أقول لك على ضمانتي . . لن يقربون منك ، انت اهدأ وتعدل وسافر على منحتك – بتوسل ادراك خوفي ، ليعينني من هنا باستكمال دراساتي العليا على منحة مجانية الى أي بلد . . حتى في القاهرة – انت يا خال لك علاقات مع غالبية بلدان العالم ، ت . . تنقلت فيها من واحدة لأخرى . . لك مكانتك الكبيرة و. . كلمتك لا ترجع – انتفض بعصبية آمرا – قلت لك على ضمانتي . . ما تفهم ، ما في حل اخر – أنا اسف ما أقدر . هناك اسمك لم يوقفهم عن سجني وتعذيبي وتضييع مستقبلي ، انهم يعرفون انك خالي ، ويعرفون عن والدي – كانوا يرددون اسماءكم وحتى الشيخ نعمان الحائط – كتهديد صريح إما اعمل مخبرا معهم أو ألقى ما هو غير محمود . . لا يوقفهم شيئا او اسم من ممارسة قمعهم – انت طائش . . ستضيع نفسك ، ما في طريق اخر – شكرا لك . . خ . . ال ، ضياعي هنا ل . . ليس نهائي ، أما عودتي للاعتقال والامتهان و. . الضياع المطلق المؤكد . انهم يخفون الناس و. . لا يعرف أحدا عنهم لبقية العمر ، ما هربت إلا بعد أن تأكد لكبار الشخصيات الوطنية الذين تعرفهم و . . الذين هم من دافعوا عني ، قال الدكتور المقالح عن الرئيس . . اخرجوا هذا الولد . . قبل ما نقتله – انهم اجمعوا عن بحث وسيلة لتهريبي للخارج ، أما الى الجنوب ف . . هو امر خطير إ . . إذا قبض علي . . ستلصق بي تهمة الجاسوس لجهاز امن الدولة في الجنوب ب . . من تهمة المعارضة لشاب متهور من مراهقته السياسية – أنا قلت لك ما عندي . . وفق الاتفاق بيننا ، غير ذلك فأنا متهم بتهريبك وتحريضك على الرئيس - افهم – في مشاكل كبيرة بيننا – إذا رفضت . . حتى مش ممكن تجيء لزيارة خالتك ، كما وغير ممكن تبقى عندنا هذه الليلة . . تعرف العادات والتقاليد ، فالبيت فيه بنات – معك فلوس – ما عندي – اخرج من جيبه مائة دولار مادا بها لآخذها – لا أريد . . شكرا لك ، اوعدكم ما . . تشوفوني مرة أخرى – رميت المائة الدولار على المنضدة رافضا لمحاولات خالتي أن تغصبني على اخذها – فقدت ساعتها ادب الحديث معه كأب روحي للعائلة او مقامه الدبلوماسي ، تحركت بانفعال مغادرا بيته وام مالك تحاول اقناعي واتباع قراره – إيش ستقول اختي ، اين ستذهب ، إيش ستعمل – الله كريم . . لن يتركني و . . انا مظلوم – بحرقة قلت لها . . هذا خال ، ما سيعمل إن كان ابنه واقع في . . نفس مشكلتي – مسكينة امي حين كانت تودعني فجرا وهي تدعو الله لتسهيل طريقي وإيقاف من الطيبين لمساعدتي ، اخر كلماتها خالك ملاك ، فخرنا جميعا . . لن يطرحك ابدا و . . ولا اختي الله معك حبيبي . . . . .


لم أفق من هول صدمتي . . بعد مغادرتي مهرولا بيت السفير ، نشيج تأوهاتي المسموعة لم تنقطع إلا بعد ساعات طويلة من السير على الاقدام – كنت أرى علامات الفضول تعلو وجوه من اعبر جوارهم ، كنت احس بنظرات بعضهم تتابعني . . ومن يرمقني بعطف أو محاولة التحدث معي لمواساتي – كنت دون تفكير اعدو سريعا لأتجنب نظرات من كانوا قريبا مني – تقتلني اكثر النظرات العابرة المحملة بالمواساة والتعاطف من الاخرين ، كما لو انها تغرس خنجر في روحي كحقير لا قيمة له – لعنة الله على حياة تنقلني من مأساة لأخرى ، أدني نكرة امام الكثير من البشر ، وأنا من العزة التي تربيت عليها وحفر قدري عاليا في مثل عمري بين كبار الأسماء الوطنية اللامعة – لعنة الله على البلد ، مثل ما صنعته بأبي . . تصنعه معي ، تحرق نفسك وكل غالي تمتلكه لخيرها ف. . تصفعك لآلاف المرات . . حتى ترميك خارجا عنها . . كمتسول في حالة من الضياع - لا أذكر كل الطرقات التي عبرتها ، ما أذكره اني خلال مساري كنت اسأل تكرارا كيف اصل الى شارع الجامعة العربية . . ثم الدقي . . المنيا – تنبهت الى المعالم التي خزنت في ذاكرتي الموصلة الى عمارة الشقة التي نزلت ضيفا عليها – سألت . . كيف اذهب الى اقرب كورنيش على ضفاف نهر النيل . . سيرا على الاقدام – كانت الساعة تقارب العاشرة والنصف مساء ، فالسهر لم يبدأ بعد في عالم القاهرة ، ولم ارد أن يراني الاخرون في حالتي المفجوعة ، وربما لن أجد أحدا . . والبقاء بين جدران مغلقة قد . . تكتم انفاسي – وجدتني متخذا ركنا منزويا بعيدا عن الزائرين ، يقبع جواري كيس بلاستيكي وضعت داخله ثلاث زجاجات ستيلا اشتريتها من المحل الواقع على بعد عشرة أمتار من العمارة - كان قد أشار اليه سهيل صباحا – انتقيت مكان خلوتي الى نفسي ، تاركا لها الانسياب مع النسمات الليلية المضمخة برائحة مياه النهر و . . حركاته التموجية اثر عبور القوارب والمعديات الحاملة لمتنزهين برحلة نهرية - كنت قد تخطيت عدد من التجمعات الصغيرة من الأصدقاء و . . بعض الحبيبة الموزعين بين تقريش اللب وظهورهم نحو ممر الكورنيش أو يقهقهان بحركات معاكسات طفولية مشوب بتقطعات من الاحضان . . غير ابهين بأحد – كان موضعا خافت الإضاءة . . المتسللة إليه من الاحتفالات الليلية الصاخبة المقامة على ظهر العبارات والعوامات المتلألئة بالأنوار الملونة ، الراسية عن بعد . . على ضفاف نهر النيل .

لا أذكر شيئا من رحلتي هذه سوى محطات ثلاث ، الأولى مغادرتي منزل خالي – بعد تلك المحادثة بما اصابتني من حالة هستيرية وذهان - والسير في الشارع مبتعدا عنه بغصة لم اعهد مثلها ابدا في حياتي ، والثانية حين وجدتني امام سكن استضافتي ، اما الأخيرة في زاويتي التي اقعد فيها ، يتخلل هذا التذكر المبقع . . نظرات الناس التي حزت في نفسي و . .مشاهدات الكورنيش الأخيرة خلال سيري – تسربت الآهات الى نفسي مجددا ، دافعة لخط متواصل من انسكاب الدموع بصمت . . مع شلل لا يحضرني شيء من التفكير ، شباك مغزلية شديدة التداخل تنسج نفسها بعواصف من الحزن تحتويني ، تقيدني ككابوس يجثم على انفاسي ب . . شعور من التوهان . . يقزمني الى حالة من التلاشي . . فلا اجد ذاتي – برهة من الوقت . . أيقظتني النسمات الباردة ، واغواني السحر المحيط بالمكان . . فجفت التنهدات والدمع – كان عالما من أحلام اليقظة – تفقد مثله اليمن - امارسها في كتاباتي القصصية والشعرية ، التي علقت في اخيلتي مجردة دون معالم . . خلال النثر الفني والروايات العالمية والملاحم التي قرأت الكثير منها – بضغطة قوية من الابهام الى الخارج . . اقتلعت غطاء الزجاجة . . وبدأت ارتشف منها الى النصف – اخبرني سهيل ممنوعا الشرب في الأماكن العامة المفتوحة ، ولكن لا يعترضك احد إن انزويت جانبا ولم يكن ملحوظا للآخرين أو يؤثر عليهم سلوكك – كنت اختلس النظرات عند شرب زجاجتي الأولى . . التي غطيت جسدها بصدرية الجاكت الذي كنت ارتديه عند ارتشافها – أن يراني . . من يمكن أن يدخلني في مشكلة جديدة و . . أنا لا احتمل – اكملتها ولم تترك أي اثر علي ، كما لو انني شربت عصير شعير مصنع ، وضعتها مدفونة بشكل غير ملحوظ في شق من الشقوق المنتشرة على الجدر الصخري المائل الذي اقعد أعلاه على فضاء صغير المساحة ، الممتد اسفلا الى حد خط الطمي لضفاف النهر – فتحت الأخرى و . . بتأن وقفت عند منتصفها – فالليلة طويلة – غرقت في المدى المظلم البعيد ، وتارة اغوص في قعر النهر ، وتنتشلني أخرى متداخلات الأغاني والموسيقا المغطية بأصواتها محيط السهرة ، تجرني بانسياب مبهم خلال مزيج الأضواء الملونة ، اجدني جزءا منها ، متسربا خلال ومضاتها عند انعكاساتها خلال صفحة مياه النهر . . الى حالة من التلاشي . . اللذيذ – تبخر كل ما كان يعتمل داخلي ، تبخر العالم المرئي ، تبخرت انا ، صرت طاقة غير محكومة بوسخ عالم الانسان ، اتلذذ بفم الزجاجة كما اعتدت اتلذذ بشفاه الجميلات اللائي عبرن في حياتي السابقة – سكنت و . . كنت ارتشف بعدها دون أن اعير اهتماما أي أحد ، كنت قد وجدت نفسي التي عهدتها منذ طفولتي ، امارس حريتي وارادتي بما يريحني ويشعرني بوجودي . . طالما لا اضر احد او اسيء لأحد
- كلهم . . على حذائي .
. . لن اضيع .
. . لست بحاجة لأحد . . على حساب كرامتي .
. . قد يعاني من هو في وضعي ، ل . . لكن مثلي
. . لن يضيع .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الاول رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الرو ...
- 39 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في د ...
- 38 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دورا ...
- 37 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران خ ...
- رحيل جبل كان هنا - من ديواني ( أحلام مطاردة بظلال القبيلة )
- من ذاكرة تآكل الجدار
- 36 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران خ ...
- بيننا - الشيطان يعتمر قبعة قصة قصيرة عن ارثيتنا السابقة لبدء ...
- تثمين الذات بذاتها - مقال سريع للتلذذ بإنسانيتنا
- 35 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران ...
- 34 – مدخل . . الى العقل المتصنم انتظار مستقبل – عربيا – لا ...
- 33 – مدخل . . الى العقل المتصنم ذات مستبدلة بمنقطع عن محرك ...
- 32 – مدخل . . الى العقل المتصنم ذات مستبدلة بمنقطع عن محرك ت ...
- 31 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / ذات متبطلة بادعاء القيمة . ...
- 30 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- وهم السوبرمانية المطلقة في الذات العربية ( الحديثة )
- 29 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 28 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 27 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 26 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 3) حركة التاريخ - ( د ) بي ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء الثاني رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة