أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين أحمد ثابت - وهم السوبرمانية المطلقة في الذات العربية ( الحديثة )















المزيد.....

وهم السوبرمانية المطلقة في الذات العربية ( الحديثة )


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 23:08
المحور: كتابات ساخرة
    


لن يصدق أحدا أن انسان المجتمع العربي – بشكل ظاهر ملموس – ويومي وفي كل مكان – الجامعات ، الاحزاب ، قاعات الثقافة والملتقيات ، الاندية ، الجوامع والكنائس ، مؤسسات العمل الوظيفي الحكومي والخاص ، صيادو الاسماك البسطاء وعمال المرافئ والمصانع والمعامل ، الشارع والمقاهي ومحلات الجزارة والحلاقة والمعارض والبقالات . . الى العاطلين والمخدرين والقوادين واماكن الدعارة السرية والعلنية لمتعة السهرات و . . جماعات الاجرام المنظمة وغير المنظمة – في المدينة او الريف وفي الحقول – الى البيت واللقاءات العائلية والاصحاب – العربي هذا ( ذكرا او انثى ، شيخا او شابا او حتى طفلا ) . . يعرف كل شيء وحول كل شيء – إن سألته في أي امر يجيب ، لا ينغلق فمه ، يستحيل أن تعبر من مكان نهارا او ليلا . . إلا وتجد افواه تتحدث ، حتى في الظلمة ، او بالصوت من خلال الشرفات او على سلم درج العمارة – لا ينقطع صوت تحادث إلا حين يذهب آخر انسان ساهر من المجتمع الى النوم وتطفأ الحياة لتصحو في نهار اليوم التالي المشمس .
ملموسيا بشكل يومي – في أي مكان ، بين افراد النخب ( المثقفة المتعلمة ) العالية والوسطى والدنيا منها الى بين افراد العامة - ممن يفتحون الخط ويوقعون امضاء بأسمائهم او اميون يبصمون بإصبعهم بدلا عن الامضاء بتوقيع عن الاسم – إن لم تكن انت السائل . . تسمع حول كل شيء من كل واحد ، يفتي ، يحلل ، ينتقد ، يحاكم ، ينثر الحكم والمواعظ ويسرد العبر ،يلوك إعادة ما سمعه من الفضائيات او من كلام حديث حضره او سمعه عن اخرين من قريب في وقت سابق – غرابة انسان مجتمع لا مثيل له في أي مجتمع من مجتمعات الارض – الجميع متعلم او امي اولاد تسعة وندرة سبعة ، والجميع حكماء موسوعيين وعارفين في كل مجالات الاختصاص . . حتى الدقيق الطبيعي والانساني – ثقافة الفضائيات الجماهيرية المعاصرة – هو الطبيب . . يعرف عن كوفيد ، الايدز . . حتى السرطان والزهايمر ، وهو العالم بالجراثيم – أليست هي نفسها المسببة للأمراض . . مثل السابق ذكرها ! ، رغم أن هناك سرطان ينقل عبر الوراثة – وهو العالم بالجينات ومعالجتها بالاغتراس او النزع او التعديل الجيني ، أهناك من معرفة علمية اكثر معاصرة عن الاستنساخ ، فما سمعه عن نعجة دولي يبين معاصرته وعمق معرفته العلمية – وهو الفقيه والمفتي الشرعي في امور الدين ، والقانوني ورجل الامن المثقف – قد شرب فهم القانون والمعاملات الرسمية وحق المواطنة من كثرة زياراته لأقسام الشرطة والسجون والمعتقلات ، وشكلية دور النيابة ووعود المحامين باستخدام حقه من القانون كذا بنصه حول كذا ، ومن كثرة نزاعاته اليومية – في العمل ، الشارع ، والبائعين ، الى الجيران وداخل البيت ومع الاهل – وهو المفكر الفيلسوف في كل صغيرة وكبيرة ، وهو الحاكم العارف العادل دون حكم ، وهو قائد الدولة السياسي المحنك في فهم الاستراتيجيات والتكتيك . . حتى في قيادة الجيوش والمعارك كمبدع لفنون الحرب وإدارة المعارك – هو العربي الخبير العبقري في إدارة التنمية والقفز بحياة المجتمع بلحظة لتصبح في مقدمة الامم ، وهو السمو والرقي ذوقا لكل انواع الفنون . . خاصة الاغاني – لا تفرق الشعبية كحبة فوق وحبة تحت او سكك . . سكك ، شفت إتنين في السكة عن الست ام كلثوم وحليم وفيروز – هل الزير سالم وعنترة بن شداد اقل مما كتبه حنا مينا او نجيب محفوظ أو حتى إحسان عبدالقدوس ، وإلا مسرحيات مدرسة المشاغبين او العيال كبرت اقل من مسرحيات وليام شكسبير و . . إلا هي عقدة الخواجة !!! – لن يتخيل أي إمرئ او سائح اجنبي تسقط قدماه على ارض بلد عربي . . أن يصادف حتى مشرد او مجنون . . تخرج الحكم من فاهه بيسر وعمق شديد . . في أي شيء ، وفي كل امر – حتى عند بائع الشاي على الرصيف او العارضين بيع تلفونات مسروقة من المتصعلكين والمتسولين . . يفهمون كل شيء . . في كل شيء ، يعرفون الصاروخ ورحلات الفضاء . . كعلماء في الفيزياء والكيمياء الصلبة والسوائل والغازات والرياضيات المجردة والحسابات القياسية الدقيقة الافتراضية – شاهدوا في الفضائيات رحلات المكوك وقطع المسافات – انهم ربابنة مركبات الفضاء وارقى الطيران الحربي اسرع من الصوت ، وهم اخطر خبراء الجاسوسية وإدارة الحروب بالريموت كونترول ، لا تفوتهم افلام الاكشن والبوليسية وحرب النجوم ، وهم المدربين السريين معرفة لوسائل القتال اليدوي والسلاح الابيض - بل هو الدماغ العبقري لتجفيف خلايا الارهاب النائمة وتنظيماتها الجهادية العلنية ، ولعدم وجوده للعب ذلك الدور سيظل الارهاب قائما ولن ينتهي ! ! – هل يتخيل عقل انسان غير عربي أن كل فرد من افراد المجتمعات العربية يعبر عن نفسه بعفوية او عن قصد – من النخبة او العامة - بكونه عبارة عن عقل خرافي واخلاق مثلى وعشق امثل وحتى امثل من كل اجناس الارض ممن يعشق الجنس ويمارسه ويهواه ، وانه الشجاع الاكثر جسارة في الدنيا ، وهو الذي لا يفوقه بشري اخر في حبه للمال و . . لا يقارن به احد وروعته وتصوفه الوجداني حبا في الاخرة – ما لم يتخيله حتى عقل بسيط . . أن يرى المراهق ، الصعلوك ، المتحشش ، البدوي ، المتسول ، القبيلي ، القروي ، الجزار والحلاق والباعة المتجولين وسائقي سيارات الاجرة والنقل والمتورسيكلات ، المتعلمين والاميين والجهلة ، السياسيين والنصابين والقتلة ومروجي المخدرات والفاسدين والمجانين والقوادين وحتى العاهرات – ومن بقي من انواع افراد المجتمع والمهن والاوضاع – حين يعلن اقتراب فتح الترشح لمنصب رئيس الجمهورية . . كل فرد يرى في نفسه الاصلح لشغل ذلك المنصب ، ويرى في نفسه الأكفأ والاكثر ذكاء وحنكة و . . يرى في نفسه المنقذ الحقيقي الذي تنتظره الامة – جميعهم يلوكون اللغط ، وكل يحقر الاخر ويهزأ به ويعظم نفسه – بس لو يعرف الشعب به ويلتف حوله ليكون الرئيس ( الرمز المعجزة ) – ويفتح باب الترشيح وإذا بالجميع يساق كالنعاج لانتخاب ذات من ينيخ عنقه وحياته ويذل عيشه ، عن خوف او بثمن من بعض وريقات مالية صغيرة الى نصف شوال قمح وحتى ملايين ووعود بمناصب عليا او تمليك من اراضي الدولة او إطلاق يد الابتزاز باسم الدولة - هذه حقيقة انسان مجتمعاتنا العربية . . شئنا ام ابينا – قد يكون السواد معشش في مقالنا ، ولكننا إن خجلنا من حقيقتنا الواقعية وهربنا نحو التنظير ب ( لو . . أو إذا ) ، او التجميل التطبيلي للقبح الى النواح والشكاء او اللعن ( العاطفي ) الدال على الانهزام للذات – فلن يكون لنا غير تكرار إعادة منتج القديم بأسوأ مما كان عليه سابقا ، إن لم يكن بالهروب والارتزاق الانتهازي الرخيص يكون بالاستسلام – والرك عليك صديقي العربي واليمني الغافي عن حقيقة وجوده ( الذاتي والمجتمعي وواقعه الوضعي الموضوعي ) .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 29 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 28 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 27 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها ...
- 26 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 3) حركة التاريخ - ( د ) بي ...
- إلى التافهين . . سادة هذا الزمن الوضيع
- 25 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 3) حركة التاريخ - ( د ) بي ...
- 24 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 24- يتبع(ج) الثابت والمتحر ...
- 23 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 24- يتبع(ج) الثابت والمتحر ...
- 22 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 23- يتبع(ج) الثابت والمتحر ...
- 21 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 22- يتبع(ج) الثابت والمتحر ...
- 20 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 21- يتبع(ج) الثابت والمتحر ...
- 19 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 20 - يتبع (ب) جدلية الحركة ...
- المنظمة الاستعمارية للإرهاب والفساد الدولي. . إلى أين ؟!؟!؟!
- 18/أ - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 19– (أ) البقاء والاستمرا ...
- تتمة4 = 17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، 1] الحب ، ...
- تتمة3 (بعد الحب) 17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، ...
- تتمة2 (بعد الحب) 17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، ...
- 17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، 1] الحب ، الزواج ...
- 16 - مدخل . . إلى العقل المتصنم 17 - ب] المتعة / السعادة بي ...
- أنت وطني


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين أحمد ثابت - وهم السوبرمانية المطلقة في الذات العربية ( الحديثة )