أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - اعلان مصر دولة هادئة عام 2023















المزيد.....

اعلان مصر دولة هادئة عام 2023


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 22:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


--------------------------------------------------------------------------- ------------------------------------------------------------------------------------

وتبدأ «صفحة» جديدة من «كتاب» الزمان.
«زهرة» أخرى، تطل من «بستان» الوجود تُرَى أنعرف القراءة؟. وهل نجيد فن التعامل مع الزهور؟. تمنحنا الحياة وقتا إضافيا لكى نثبت بالأدلة القاطعة أن بين ضلوعنا «قلوبًا» عاشقة خيرة عادلة ، ونستحق أن يمتد بنا العمر سنة أخرى.
كم هى «كريمة» الحياة وكم هى «بنت أصل»، صحيح تغاضت عن أفعال البشر التى تلوث «جلد» الكون بالدم وطفح الكراهية ودمامل الطمع، تسامحت مع الكذب والخوف والنفاق الذى يرفع حرارة هذا الكوكب، تناست أمراض التملك الغاشم والنزعات المستبدة لاحتلال الأرض والنساء والفقراء والكبرياء، تجاهلت ضحايا تناثرت أشلاؤهم باسم الجهاد فى سبيل الله وتحت راية صحيح الإسلام والحرص على الدين والفضيلة أو ثأرًا للشرف الذكورى.
تغاضت عن سطوة اللهجة الدينية وإرهاب المشايخ وفتاواهم السلفية المتجهمة المضادة لكل ما هو مضيء ومشرق ومحفز للحرية ، ولـ«ثقافة» الاستمتاع بالحياة ولكل ما هو محرض على سفك دماء «حضارة» الفرح.
شكرًا للحياة التى نحولها إلى «مقبرة» لا حدود لها و«سرادقات عزاء» لا تنتهى ، ومع ذلك لا تيأس من إصلاحنا.
شكرًا للحياة التى نذبح أشجارها ونسكب عليها غليان تعصبنا وحقدنا ، ولاتزال «تراهن» علينا لعدل الميزان المائل.
ماذا أكتب مع بدء عام جديد؟.
هل أرصد أحداث العام الماضي؟ . لاأحب النظر إلى الخلف والتفتيش فى جيوب الماضى.
تختلط المشاعر وتتشكل داخلى آلاف اللوحات.
أرى وطنا غير الوطن ، أتخيل رجالا غير الرجال ، نساء غير النساء ، ضحكا غير الضحك ، حزنا غير الحزن، أغنيات غير الأغنيات ، قصائد تعلن حرية كل الأشعار ، أمنيات غير الأمنيات ، أخلاقا غير الأخلاق، هدوءًا يلف الكون ، وعشقا يرفعنى إلى مجد الأشواق.
مع بداية كل عام تكبر سنوات عمرى «سنة» وتصغر أمنياتى وأوهامى أزمنة . أعاهد نفسى بألا تجرفنى الأمواج ، وأن أظل نشوانة بسباحتى بعيدا عن شواطئ الصخب والتشابه والعيون المحدقة.
كل عام «أقرر» ألا أدع سلوكيات البشر تؤذينى أو تغضبنى .
بدأ عام جديد ،وفعلا كما تعودت ، تقلصت الأحلام ، وتواضع جدا سقف رغباتى .
فعلا ، علمتنى الأزمنة المتعاقبة على التواضع ، وعدم الشرود المحلق فى سماوات المحال .
لم أعد أفكر فى الأزمات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاعلامية . لم أعد منشغلة بالمرض والموت وعدم السيطرة على خداع الأقدار . لم أعد مبالية هل يصدر كتابى الجديد - ديوان شِعر - فى معرض القاهرة 2023 ، لست مكترثة بتقلبات الطقس والبرودة فى ليال الشتاء ، ولم أعد أهتم بقنوات الاخوان والسلفية ، ووصلات البذاءة والردح الوضيع على السوشيال ميديا ، ولا بمصير العولمة الرأسمالية ، والحرب الروسية الأوكرانية .
ألم أقل أننى تعلمت التواضع ، والنزول بسقف الأحلام ؟؟.
انكمشت تطلعاتى فى عام 2023، ووصلت الى الحلم بالهدوء ، واعلان مصر دولة هادئة قبل نهاية هذا العام . هل هذا ممكن ؟؟. أم أتواضع أكثر ، وأكثر ، وأعتبر الصخب والضوضاء من المعالم المصرية ، التى نرممها ، ونستتثمر فيها ، حتى لا تضيع هويتنا ، ونكون مقصرين فى حق الأجيال القادمة ؟.
أريد الهدوء ، ولا شئ غيره ، ينغص حياتى فى بلدى ووطنى . الهدوء ... الهدوء فقط لا غير ، يا أقدم وأعرق حضارة فى التاريخ .
ألم تسمع حضارتنا التى نعيش فى خيرها حتى الآن ، عن حكمة عميقة ، نبيلة ، راقية ،
تقول : " إن الإناء الممتلىء هادىء الصوت ، بينما الإناء الفارغ يحدث صوتا عاليا ".
مغزى الحكمة ، أن هناك علاقة عكسية ، بين وجود الشىء ، والامتلاء الفعلى به ، وبين حدوث الصخب.
تنبع أهمية ، وخطورة هذا المعنى ، أنه يمتد ليشمل ليس فقط الأشياء ، ولكن البشر ، والحضارات أيضاً.
فالإناء الممتلىء هادىء الصوت.
والإنسان الممتلىء هادىء الصوت..
والحضارات الممتلئة هادئة الصوت..
وحين نتأمل حالنا – خاصة فى الأونة الخيرة – تصدمنا حقيقة سافرة الوجه ، أننا مجتمعات شديدة الصخب..
هناك كمية من "الزعيق" تحاصر حياتنا لا يبررها أى منطق ، سوى أننا أصبحنا نعانى بدرجة مرعبة من " الخواء " الفكرى والروحى.
إن " الخواء " يولد عدم الثقة. ويفجر عدم الثقة – بدوره – أشكالا مختلفة من التوتر. ويكون الصخب فى الحوار ، وفى السلوك ، ضرورة نفسية لتفريغ شحنات التوتر ، وأيضا للتعويض عما هو غائب ، ونفتقد إليه داخلنا . كما أن الصخب –بحكم طبيعته التى تثير التشويش – يمنع صوت العقل الهادىء من الأشتراك فى المجادلة ، وكشف الحجج الواهية أو المفتعلة لأصحاب النبرة الزاعقة ، وبالتالى يكون خير ميكانزم دفاع عن وجود هش ، مهتز لا يتحمل النقاش المنطقى الجاد.
إن الخواء ، كما أنه لا يستقيم مع الهدوء ، لا يستقيم أيضا مع التواضع . إن السنبلة الممتلئة بالقمح تكون فى وضع انحناء ، بينما تأخذ السنبلة الفارغة وضع الوقوف.
الإنسان (أو المجتمع) الممتلىء محصن ضد حماقة الاعتقاد ،أنه خير الناس ، وخير المجتمعات ، ولا يهاب التعايش مع "الآخر" على قدم المساواة .
وعلى العكس ، فإن الإنسان ( أو المجتمع ) الخاوى لا يعرف إلا العلاقة العمودية ، التى تقوم بين " أعلى " و " أدنى " . وبالطبع يكون "الآخر" أيا كان ، هو " الأدنى" الذى يحتاج إلى التقويم ، والتصحيح.
وفى معاداة "الخواء" للتعايش السوى مع " الآخر" ، فإن أصحابه يلهثون – فى المقابل – لإيجاد أى شىء يمكن أن يتملكهم ، ويستقطب طاقتهم ، وغالبا ما يكون هذا الشىء هو التعصب لزعيم سياسى أو نجمة سينمائية أو عصر من العصور التاريخية الماضية ، أو لاعب كرة قدم ، أو نمط صارم من ملذات العيش. المهم أن هذه كلها وسائل هروب لتفادى المواجهة المباشرة ، والحاسمة لحقيقة الخواء الداخلى .
عندما أقول أن أحلامى انكمشت ، واقتصرت على اعلان مصر دولة هادئة ، خالية من الصخب والضوضاء والميكرفونات ، فأنا أعنى مقياسا رئيسيا من مقاييس التقدم الأخلاقى والحضارى ، وتفعيل صارم رادع لحقوق البشر فى الهدوء المحيط بهم طوال الأربع وعشرين ساعة ، ليلا ونهارا ، لى مدى كل الأيام والشهور ، وعلى مدار العام .
سأترك كبرى الأحلام والأمنيات ، لغيرى ، من الناس . أما أنا فسأكتفى بالهدوء .
حينئذ ، اذا انتفت الضوضاء والصخب والميكرفونات ، وحل الهدوء ، ربما أستطيع التفكير بشكل أفضل ، وربما أحلم بأشياء أخرى .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2023 ... عام جديد يؤكد القسم لأمى بألا أتزوج الا - القلم -
- عبادة الميكرفون صناعة الكفار
- مُطاردة ... أربع قصائد
- المقاومة الايرانية الشعبية تستحق كأس العالم فى الشجاعة والحر ...
- نعى كاتبة ... قصة قصيرة
- - خصخصة - الايمان
- الفكر - الكهنوتى - وذكرى ال 74 للميثاق العالمى لحقوق الانسان
- لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان
- حملة اعلامية قومية لفض الاشتباك بين فض غشاء البكارة ومعنى ال ...
- الدولة المدنية وصلابة البنية الداخلية
- كما لم أستسلم لأى رجل ...... قصة قصيرة
- أسلمة المونديال ... لمصلحة منْ ؟؟
- الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة
- النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات وا ...
- تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
- النبوءة ... قصة قصيرة
- سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
- رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
- زَفة .... قصة قصيرة
- جدول الأسبوع .. قصة قصيرة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - اعلان مصر دولة هادئة عام 2023