أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - قراءة ناقدة لقصة -صوت ذاك الآخر - للكاتبة جميلة شحادة














المزيد.....

قراءة ناقدة لقصة -صوت ذاك الآخر - للكاتبة جميلة شحادة


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


فيما يلي، ما وصلني من الصديقة المثقفة، والقارئة النهمة،منى شحادة، حول قصتي" صوت ذاك الآخر"وهي من أجمل هدايا العامٍ جديد لي.
أهدتني الصديقة الكاتبة، جميلة شحادة، إصدارها الجديد: "سأنزل في هذه المحطّة" في فترة تزاحمت فيها متطلّبات مهنتي وحفِلت ببرامج واحتفالات استقبال الأعياد ورأس السنة الميلادية. لكنّ عنوان الكتاب وغلافه كذلك، جذباني، فقررتُ أن أجد الوقت كي أستكشف ما بين دفتي هذا الكتاب. وبما أن الكتاب هو عبارة عن مجموعة قصصية فقد سهّل عليّ المهمة، بمعنى، أنه يمكنني قراءة قصة واحدة على الأقل كلمّا سمح لي وقتي بذلك. وذهبت مباشرة الى القصة التي عُنون الكتاب بها: "سأنزل في هذه المحطّة" فأعجبتني وفتحت شهيتي على قراءة المزيد من الكتاب، فوجدتُ نفسي قد أتممتُ قراءته في جلسةٍ واحدة. لكنّ القصة التي لفتت انتباهي وقرّر ت أن أكتب قراءتي عنها للكاتبة، هي قصة: "صوت ذاك الآخر"، حيث تدور القصة بين طبيب نفسي يدعى حكم، ومريضه شعبان. وقفت عند هذه القصة، تأملت ما جاء فيها، فأخذتني الى دلالات رمزية تكمن وراء سردها، وربمّا، لأننا نشهد هذه الأيام تشكيل حكومة جديدة تثير القلق في نفوس معظمنا.
وأبدأ بالأسماء، التي باعتقادي لم تخترها القاصة، شحادة لشخوص قصتها عبثًا. حيث أطلقت على الطبيب النفسي، "حَكَمْ"، وهو مشتق من الفعل (حَكَم). لترمز به الى الحكومة، أو كل من يمثل السلطة الحاكمة. أما "شعبان" فهو يمثل الشعب. ويسأل السؤال هنا: لماذا رمزت الكاتبة للحكومة أو السلطة الحاكمة بالطبيب النفسي؟ هل يُعقل أنها قصدت أن السلطة الحاكمة هي مصدر علاج لإضرابات النفس عند الشعب، وهي التي تسانده وتدعمه وتوفّر له الراحة في ضيقه؟ لا أظن. فهذه السلطة الحاكمة تعيش في برجها العاجي بعيدًا عن الشعب، حيث دلّت الكاتبة على ذلك بعيْش الطبيب "حكم" في قصرٍ بعيدًا عن الناس، وهو لا يستقبل أحدًا إلا بحسب بروتوكول معروف للجميع. اقتبس من القصة: "والأصدقاء لا يأتون لزيارتي في القصر إلا بترتيب مسبق للزيارة". ما الذي أتى بكَ الى هنا يا شعبان"؟ " ألا تعرف أنني لا أستقبل زبائني هنا"؟ (ص 74)
فيجيبه شعبان: "أنت طبيبي وعليك أن تستقبلني في أي وقتٍ وفي أي مكان. (ص 75). وكأن الكاتبة تشير هنا الى مسؤولية السلطة الحاكمة تجاه الشعب. وفي موقع آخر من ذات الصفحة يقول شعبان للطبيب حكم: "أنا أدفع لك المال لتحلّ أزمتي وتخلصني من الحالة التي أنا فيها. عليك أن تريحني من الوجع الذي أشعر به". وربما ترمز الكاتبة بذلك الى دفع المواطن للضرائب، والى ضائقة الشعب اقتصاديًا والتي حتمًا تؤدي الى معاناته والى خلق أزمات اجتماعية، نفسية، ثقافية... والى تفشي العنف بين الأفراد والجماعات، والى انفصامٍ في ذات ونفس الكثيرين من أفراد الشعب، نتيجة صراعهم النفسي ما بين تصديقهم للوهم الذي تغذيهم به السلطة الحاكمة مثل: مصلحة الوطن قبل مصلحة الفرد.. بين تصديقهم لصوت دواخلهم: "لا عيش بدون كرامة"، "كما تكونوا يولّى عليكم"...
كانت مهمة الطبيب أن يقمع صوت شعبان الداخلي كلّما علا، بإعطائه حقنة مهدئ، ويزيد من بث الوهم في نفسه بأنه مختلٌ ويحتاجه ليعدل اختلاله. وهذه ربمّا، دلالة تشير بها الكاتبة الى غرس السلطة الحاكمة الوهم في نفوس الأفراد، وخلق الفوضى والإضرابات بينهم، كلمّا شعرت بتمرد الأفراد، ورفضهم لواقعهم، ومطالبتهم بتغييره للأفضل، وتخليهم عن سلطة لا يعنيها مصلحتهم. لكن بما أن "للصبر حدود"، كما غنّت كوكب الشرق أم كلثوم؛ فإن صبر شعبان قد وصل الى حدّه أيضًا ورفض حقنه بحقنة المهدئ. أقتبس: "انتفض شعبان ووقف قِبالة حكَم وراح هو الآخر يصرخ: - لتعلم أني لست مجنونًا. لست مجنونا. لست مجنونا... ص 77.
وتنهي الكاتبة قصتها: "صوت ذاك الآخر" بنهاية مفتوحة، ولو أنه لن يكون صعبًا على القارئ أن يستشف ماهية هذه النهاية، وهي تمرّد شعبان على طبيبه حكم. أقتبس: "كان حكم يخطو ببطء نحو شعبان، وكان الأخير يخطو ببطء الى الخلف ويصرخ: لست مجنونًا، قلت لك أنا لست مجنونًا... ودوّى صوت طلقة في فضاء الغرفة واختلط بزمجرة الريح العاصفة التي راحت تخترق نافذة الغرفة وتطيّر ستائرها". فهل هذه النهاية هي دعوة للثورة على مصدر الوهم، والقلق، والظلم وعدم الأمن والأمان وعدم المساواة...؟
بقلم: منى شحادة
6.1.2023



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عتبة العام الجديد
- استضافة الأديبة جميلة شحادة في فعاليات يوم اللغة العربية الع ...
- قصة من يافا ترويها روائية تعيش في رام الله
- هلا هلا بكم في مونديال قطر 2022
- النبتةُ النَّكِرة
- تبقى العائلة حين لا يبقى أحد. هل حقًا؟
- أدب الرسائل، وتعريج على رسائل من القدس وإليها
- الفرق شاسع، بين النقد البنّاء وبين جَلْد الذات
- سِرْ في الطّريقِ
- عند انتهاء السنة الدراسية
- * ما بين الجنوبي وجنوبي
- مَن كَسَرَ عُنقَ الزجاجةِ؟
- أتْعَبْنا الطريقَ
- زفاف قاصر
- رسائلُ جزيرة غمام
- شكرًا شيرين
- أنا القسطل
- عشية يوم العمال العالمي وضحية رقم...
- سلامًا لكَ يا طيّبَ القلب
- هدية ليست بالبريد المستعجل


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - قراءة ناقدة لقصة -صوت ذاك الآخر - للكاتبة جميلة شحادة