أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «4»














المزيد.....

طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «4»


حسين علي
كاتب

(Hussein Ali Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7447 - 2022 / 11 / 29 - 22:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


وكأن عميد الأدب العربى كان يستشرف المستقبل حين قال ما قاله عن الأزهر والتعليم في الأزهر، لقد جاءت الأيام بأحداث ووقائع أثبتت أن الدكتور طه حسين كان محقًا فيما يتعلق بضرورة إشراف الدولة بدقة وإحكام على التعليم الأزهرى، حتى لا يصير الأزهر وكأنه دولة داخل الدولة، وحتى لا يصير الأزهر معملًا لتفريخ دواعش وإرهابيين متعصبين. إن منصة رابعة ومنصة النهضة كان يتصدر المشهد عليهما، ويحرض المواطنين ضد الدولة باسم الدين، عدد من رجالات الأزهر، واليوم بعض الحاصلين على الدكتوراة من الأزهر هم أبواق للتزمت والتعصب ودعاة كراهية وبغضاء في المجتمع.
كما نادى طه حسين بألا تأذن الدولة لمدرسة أجنبية أن تعلم في مصر إلا إذا كان التاريخ القومى أساسًا من أسس التعليم فيها، وإلا إذا تحققت الدولة بالملاحظة والتفتيش والامتحان أن هذا التعليم جد لا هزل فيه، كما طلب إلى الدولة ألا تسمح لمدرسة بالتعليم في مصر إلا إذا كانت الجغرافيا المصرية كالتاريخ المصرى وكاللغة العربية أساسًا من أسس التعليم فيها، وإلا إذا تحققت الدولة بالملاحظة والتفتيش والامتحان أن الشاب المصرى الذى يتعلم في هذه المدارس يعرف جغرافيًا مصر كما يعرفها الشاب الذي يتعلم في المدارس المصرية. (المرجع السابق، الموضع نفسه).


رأى طه حسين ضرورة وجود مقدار من مناهج التعليم العام وبرامجه يكون مشتركًا بين المصريين، ويجب أن تشرف الدولة بالملاحظة والتفتيش والامتحان على أن المصريين جميعًا مشتركون فيه، شركة عادلة، سواء تعلموا في المدارس الرسمية، أم في المدارس المصرية الحرة والخاصة، أم في المدارس الأجنبية وجامعاتها الموجودة على الأراضى المصرية، أم في الأزهر ومعاهده. ويخلص طه حسين إلى القول: «والنتيجة لهذا التفصيل الطويل أن الدولة هى المسئول الأول، والمسئول الأخير، والمسئول قبل الأفراد والجماعات، وبعد الأفراد والجماعات، عن تكوين العقلية المصرية تكوينًا يلائم الحاجة الوطنية». (ص 64)


وأول ما يجب أن نلاحظه، ونحب أن يفهمه المشرفون على الأمر في مصر، أن التعليم ليس ترفًا وإنما هو حاجة من حاجات الحياة، وضرورة من ضروراتها. فإذا طالبنا بإذاعته ونشره، فلسنا نطالب بالترفيه على الشعب، ولا تمكينه من تحصيل لذة يمكن أن يصبر عنها أو يزهد فيها. وإنما نطالب بأن يتاح للشعب أيسر حقوقه ويُؤَدَى إليه أقل ما هو أهل له من العناية. (ص 103).


وليست حاجة الشعب إلى التعليم الصالح بأقل من حاجته إلى الدفاع الوطنى المتين، فالشعب ليس معرضًا للخطر الذى يأتيه من الخارج حين يغير عليه الأجنبى الطامع فحسب، ولكنه معرض للخطر الذى يأتيه من الداخل حين يفتك الجهل بأخلاقه ومرافقه، ويجعله عبدًا للأجنبى المتفوق عليه في العلم. وليس يُغْنِّى عن مصر ولا يكفل لها استقلالها الصحيح، أن يكون لها جيش قوى عزيز يحمى حوزتها ويذود عن حدودها إذا كان وراء هذا الجيش ومن دون هذه الحدود شعب جاهل غافل، لا يستطيع أن يستغل أرضه، ولا أن يستثمر مصادر ثروته، ولا أن يستقل بتدبير مرافقه، ولا أن يفرض احترامه على الأجنبى بمشاركته في تنمية الحضارة الإنسانية، بما ينتج في العلم والفلسفة وفى الأدب والفن من أثر.


لا بد إذًا من نشر التعليم العام من جهة إلى أقصى حدود النشر، ولابد من حماية المدارس والمعاهد من هذا الازدحام الشنيع الذى يفسد التعليم إفسادًا ولا بد من أن تدبر الدولة ما يحتاج إليه ذلك من المال، كما تدبر ما تحتاج إليه الدفاع الوطنى من المال. وتدبير هذا المال ليس مستحيلًا، بل ليس عسيرًا في حياتنا الواقعة التى نحياها الآن. فأمام الدولة أبواب من الإسراف يجب أن تغلق وأن ترد غلتها على التعليم والدفاع الوطنى. وأمام الدولة أبواب من الاقتصاد يجب أن تُفتح وأن ترد غلتها على التعليم والدفاع الوطني. وسكان مصر لم يؤدوا بعد إلى الدولة ما يستطيعون أداءه من الضرائب. وليس من حقهم أن يمانعوا في أن تُفرض عليهم الضرائب الجديدة حين تدعو إلى ذلك حاجة التعليم وحاجة الدفاع.



#حسين_علي (هاشتاغ)       Hussein_Ali_Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «3»
- طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (2)
- طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (1)
- الخرافة.. والعلم
- ليس بالكتل الخرسانية وحدها تـُبنى الأوطان
- هل لدينا فلاسفة؟
- وجوه .. وأقنعة
- الصورة الذهنية والواقع الفعلي
- الدين المعاملة
- فلسفة التغافل
- زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى
- قد تكون مظلومًا.. لكن هل حقًا تشعر بذلك؟
- الحق.. والحقيقة
- الحرية تاج على رؤوس الأحرار
- مجتمعات تذبح الإناث
- أوهام بشرية
- قِطَع الإسفنج
- نهج التهويل والتهوين في الإعلام الغربي
- هل الإنسان كائن حر؟
- «بلاش فلسفة . . !!»


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «4»