أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (1)














المزيد.....

طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (1)


حسين علي
كاتب

(Hussein Ali Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 20:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن الكتابة عن طه حسين هى حديث عن المستقبل، ذلك أن هذا الرجل الذى حرمه الله من نعمة البصر، وهبه الله بصيرة نفّاذة استطاع بها أن يخترق حجبًا كثيفة نحو المستقبل، كما غرس فيه روحًا وثَّابة متمردة سعت إلى الجديد لتتعلمه وتستوعبه وتتمثله، ومن ثمَّ كان تاريخ طه حسين تاريخًا متميزًا استطاع فيه أن يفتح الباب لأفكار وممارسات جديدة أراد بها أن يضع شعبه على مشارف طريق النهوض والتقدم.
ومثله مثل الإمام محمد عبده وأحمد لطفى السيد اهتم طه حسين بالتعليم كمفتاح للإصلاح الفكرى والاجتماعي، وآمن بضرورة انتشاره كمقوم للحياة الديمقراطية، فرأى أن الدولة ملزمة بنشر التعليم، والاضطلاع بكافة شئونه. (د.طه حسين، مستقبل الثقافة في مصر، الطبعة الثانية - النسخة الورقية -، دار المعارف، القاهرة، 1996، ص 9)
إن التعليم في رأى طه حسين- هو أساس الثقافة وهو كيانها، ولقد اهتم طه حسين بالتعليم اهتمامًا بالغًا، فقام بعرض نظمه، وحدد مشكلاته ووضع لهذه المشكلات حلولًا. لقد أشار طه حسين إلى أهمية التعليم كأساس للثقافة وأكد أن «التعليم» هو السبيل العملي لأن يصبح المرء مثقفًا، وكان يقصد التعليم الجاد الذى ينشئ عقلية مبدعة فاحصة ناقدة، لا التعليم القائم على الحفظ والترديد والذى يكرس الجهل والتخلف والتزمت. ومن هنا جاء عنوان هذا الكتاب «مستقبل الثقافة في مصر»، فالتعليم ومستقبله هو لب هذا الكتاب. ولهذا اهتم طه حسين في هذا الكتاب الذي نعرض له الآن، برسم سياسة تعليمية متكاملة. فوضع في هذا الكتاب الذى صدر منذ أكثر من ثمانين عامًا يده على مفاتيح إصلاح التعليم.
إن عميد الأدب العربى طه حسين حين اختار هذا العنوان بالذات «مستقبل الثقافة في مصر»، قد اختاره متعمدًا، وكان موفقًا في هذا الاختيار. وقبل الدخول في عرض وتحليل الفرق بين الثقافة والتعليم بوجه عام، ينبغى الوقوف على معنى الثقافة عند طه حسين للانطلاق من أبعادها وملامحها للتمكن من إنجاز مهمتنا في عرض الكتاب. لقد تتبع طه حسين المعانى المختلفة لكلمة «الثقافة» وركز على مفهومها، وعلى تحديد أبعادها وملامحها، فهى كلمة تردد كل يوم على الألسن «وقليل منا يحققها في ذهنه، ويستطيع أن يعرب إعرابًا صحيحًا عن معناها، شأنها في ذلك شأن ألفاظ كثيرة تنطق بها الألسن وتجرى بها الأقلام، وليس لها في نفس الذين ينطقون بها معنى واضح أو صورة دقيقة». وعندما تناول طه حسين كلمة «ثقافة» اعطاها عمقًا علميًا، ومن ثمَّ استقرت الكلمة عنده لتأخذ سمات متسعة ومتشعبة فيصف الرجل المثقف بقوله: «هو هذا الرجل الذى أخذ من العلوم والفنون بأطراف تتيح له أن يحكم على الأشياء حكمًا صحيحًا». لقد ربط طه حسين بين التعليم- كممثل ثقافى أساسى- وبين الحضارة، فالتعليم عند طه حسين يؤسس للثقافة، فهو ينظر إلى التعليم بوصفه وسيلة ناجعة لأن يصبح الشاب المتعلم مهيئًا ليكون رجلًا مثقفًا، لقد أكد أن التعليم هو السبيل العملى لتحقيق الثقافة، ولما كان الكتاب الذى نعرض له معنونًا بهذا الاسم «مستقبل الثقافة في مصر»، فإن هذا المحور (التعليم) يُعَد جوهر الكتاب وأساسه، فالتعليم هو لب الثقافة وأساسها. وهذا المفهوم العملي للثقافة عند طه حسين يرتبط بالمفهوم التربوى لها أيضًا «فالثقافة بالنسبة للتربية تؤخذ عادةً على أنها تعنى مستوى عال من الامتياز العقلى والفنى في شخص أو مجموعة من الأشخاص».
يقول طه حسين: «إن الجامعة لا يتكون فيها العالِم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذى لا يكفيه أن يكون مثقفًا، بل يعنيه أن يكون مصدرًا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرًا، بل يعنيه أن يكون منمَّيًا للحضارة، فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين، فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هى مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة، وما أكثرها، ولست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذى تقوم فيه، والإنسانية التي تعمل لها، وإنما هى مصنع من المصانع، يعد للإنسانية طائفة من العلماء ومن رجال العمل، محدودة آمالهم محدودة قدرتهم على الخير والإصلاح».



#حسين_علي (هاشتاغ)       Hussein_Ali_Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافة.. والعلم
- ليس بالكتل الخرسانية وحدها تـُبنى الأوطان
- هل لدينا فلاسفة؟
- وجوه .. وأقنعة
- الصورة الذهنية والواقع الفعلي
- الدين المعاملة
- فلسفة التغافل
- زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى
- قد تكون مظلومًا.. لكن هل حقًا تشعر بذلك؟
- الحق.. والحقيقة
- الحرية تاج على رؤوس الأحرار
- مجتمعات تذبح الإناث
- أوهام بشرية
- قِطَع الإسفنج
- نهج التهويل والتهوين في الإعلام الغربي
- هل الإنسان كائن حر؟
- «بلاش فلسفة . . !!»
- الاعتياد.. والاعتقاد
- سحر الكلمات


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (1)