أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين علي - زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى














المزيد.....

زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى


حسين علي
كاتب

(Hussein Ali Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 08:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف السبيل إلى ثقافة موحدة متسقة يعيشها مثقف حى فى عصرنا هذا، بحيث يندمج فيها المنقول والأصيل فى نظرة واحدة؟

وفى صياغة أخرى: كيف نوائم بين ذلك الفكر الوافد إلينا من الغرب الذى بغيره يفلت منا عصرنا أو نفلت منه، وبين تراثنا الذى بغيره تفلت منا هويتنا العربية الإسلامية أو نفلت منها؟ هذا هو السؤال المحورى الذى يدور حوله كتاب الدكتور زكى نجيب محمود «تجديد الفكر العربي».



يصف زكى نجيب هذا السؤال بقوله: «هو سؤال طرح نفسه على المفكر العربى منذ أوائل القرن الماضي، وظفر منه بإجابات تتفاوت إيجازًا وإطنابًا، ووضوحًا وغموضًا، وصوابًا وخطأ.

ومع ذلك فلم يكن من بين تلك الإجابات التى امتدت خلال قرن ونصف القرن، إجابة نحس معها أنها تقطع الشك بيقين، والحيرة باهتداء، لا، لم يظفر السؤال من المفكر العربى بعد بجواب يمكن أن يقال عنه إنه هو الجواب الذى يرسم أمام الناس طريق العمل، إذ لا يزال الناس أمامه فى الحيرة نفسها التى كانوا يقفون بها أمامه، عندما طرح نفسه عليهم لأول مرة فى بدايات القرن الماضي، حتى ليتعذر علينا اليوم أن نقول عن الفكر العربى إنه قد أصبح ذا طابع يميزه».



غير أننا نود أن نشير إلى أن ما أثاره هذا السؤال من تفاوت فى الإجابات إنما هو علامة صحة ودليل حيوية، وذلك من ناحيتين، تتمثل الناحية الأولى فى أن طرح بعض الأسئلة، قد يكون فى بعض الأحيان أهم من الإجابة عنه، والسؤال الذى طرحه زكى نجيب محمود ينتمى إلى هذا النوع، فالإجابات مهما تعددت وتنوعت لا تقلل من أهمية الأسئلة الكبرى؛ لأن مثل هذه الأسئلة لا تنفض ولا تتلاشى بظهور كثرة من الإجابات، بل على العكس، كلما كان السؤال كبيرًا ازداد إلحاحًا وصقلًا وبروزًا بتنوع محاولات الإجابة عنه.



هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ فإن الأمة التى تطرح مثل هذا السؤال، إنما هى أمة حية تبحث عن ذاتها وتسعى إلى تحقيق هويتها.

إن مشكلتنا هى التخلف الحضارى، هكذا رآها زكى نجيب محمود، كما رأى أن لا سبيل أمامنا للنهوض سوى «أن نأخذ بجانب العلم ولواحقه، فى صورته التقنية الجديدة، على أن تظل لنا تلك الجوانب من ثقافتنا التى نراها ضرورية للإبقاء على هويتنا القومية والوطنية».



من هذا المنطلق تظهر قضية الأصالة والمعاصرة، تلك التى يقول عنها بحق زكى نجيب محمود «ربما جرت تلك العبارة (الأصالة والمعاصرة) على قلم قبل قلمى ولسان قبل لساني، ولكن اليقين المؤكد هو أن أحدًا لم يبذل مثل ما بذلته من جهد لترسيخ هذه القاعدة».

إنه يريد بالأصالة، تلك الجوانب الثقافية التى نبتت أساسًا فى تربة الوطن، وابتدعتها عقولنا نحن ومشاعرنا نحن، وقرائحنا نحن ابتداعًا.

ويريد بالمعاصرة، أن نعاصر الحضارة القائمة معاصرة صحيحة بأن نشارك فى صنع هذه الحضارة، وفى تجددها، وتقدمها المستمرين «ومن هذا الأصيل، وذلك المنقول المشتول يجب أن تُنْسَج حياتنا الجديدة لحمة وسدى».



التوفيق بين الأصالة والمعاصرة، هو ما تختلج به نفوسنا نحن أبناء الأمة العربية اليوم، وننتظر صاحب الفكر الفلسفى الأصيل النافذ، ليغوص إلى أعماقنا الثقافية، فيستخرج لنا الصيغة المنشودة التى نقرأها فنجد أنفسنا منعكسة فيها.

وذلك هو ما حاوله الإمام محمد عبده، وما حاوله من بعده كل أعلام الفكر فى بلادنا، كل بطريقته الخاصة، فحين حاول «محمد عبده» وضع تراثنا الدينى فى ضوء العصر الراهن، فإنما أراد أن يلتمس طريقة إلى هذا التوفيق الذى نبتغيه، وحينما حاول «العقاد» أن يدافع عن الإسلام بدحض ما يقوله عنه خصومه، مستخدمًا فى ذلك ثقافته الأوروبية وثقافته العربية ممتزجتين فى مركب واحد، فإنما أراد أن يجمع بين الثقافتين على صعيد مشترك، وحين حاول «طه حسين» أن ينقد أدب العرب الأقدمين على ضوء الفكر الحديث فقد أراد بدوره أن يصنع الصنيع نفسه، وعندما كتب «توفيق الحكيم» عددًا كبيرًا من مسرحياته وحاول فيها أن يعانق بين الروح والمادة، وبين الأزلى والحادث، فقد أراد أن يصل بذلك إلى الغاية نفسها.

وهكذا تستطيع أن تتعقب أعلام الفكر فى تاريخنا الحديث والمعاصر، فتجد كل واحد منهم قد أراد بطريقته الخاصة أن يضفر ثقافة الغرب وثقافة التراث العربى فى جديلة واحدة.



#حسين_علي (هاشتاغ)       Hussein_Ali_Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد تكون مظلومًا.. لكن هل حقًا تشعر بذلك؟
- الحق.. والحقيقة
- الحرية تاج على رؤوس الأحرار
- مجتمعات تذبح الإناث
- أوهام بشرية
- قِطَع الإسفنج
- نهج التهويل والتهوين في الإعلام الغربي
- هل الإنسان كائن حر؟
- «بلاش فلسفة . . !!»
- الاعتياد.. والاعتقاد
- سحر الكلمات


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين علي - زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى