أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «3»














المزيد.....

طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «3»


حسين علي
كاتب

(Hussein Ali Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 17:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ستهجن طه حسين استهانة البعض بقيمة التعليم، فيقول: «إن الذين يُذْكَر لهم التعليم العام أو التعليم العالى فيرفعون أكتافهم استهزاءً، ويهزون رؤوسهم استهانةً، ويقولون: أعدد لنا الزرَّاع والتجَّار والصنَّاع فنحن إليهم أحوج منا إلى الذين يخرجون من الجامعة ومدارس التعليم العام». (ص 145).
ويرد عليهم طه حسين قائلًا: «لن نستطيع أن نُخْرِّج لهم رجال الزراعة والصناعة والتجارة والأعمال بوجه عام إلا إذا أخرجنا لهم قبل كل شىء هؤلاء المثقفين الممتازين والمتوسطين الذين يفهمون الحياة وحاجاتها وضروراتها، والذين تعرض لهم مشكلات هذه الحياة فيعرفون كيف يأخذونها وكيف يرددونها وكيف يظهرون عليها وكيف ينفذون منها». (ص 145).


لن يترسخ الإيمان بالتعليم وقيمته وأهميته في نفوس المعلمين والمشرفين إلا إذا زالت من قلوب المسيطرين على الأمر وانمحت تلك العواطف التى تصور لكثير من الحكام والوزراء والأغنياء أن الشعب مثله مثل الحيوان يحتاج عطفًا واحسانًا.
يرفض طه حسين بشدة القول بأن الشعب المصرى يحتاج إلى من يرفق به ويعطف عليه، لأن الشعب المصرى ليس في حاجة إلى مثل هذه العواطف التى يظهرها أو يتظاهر بها الحكام والأغنياء والقائمون على إدارة شئون البلاد على مر الزمان، ذلك لأن الشعب ليس مجموعة حيوانات نرفق بها ونعطف عليها ونحسن إليها، إنما الشعب صاحب حق، إنه صاحب الحق المطلق المقدس في أن تسود المساواة والعدالة بين أبنائه جميعًا.


يقول طه حسين في هذا الصدد: «لا بد من أن تزول من نفوس السادة والقادة والرؤساء والمسيطرين عواطف الاستعلاء على الشعب وعواطف الإحسان إلى الشعب، لأن الإحسان على هذا النحو مظهر من مظاهر الاستعلاء، ولابد من أن تقوم مقام هذه العواطف عواطف الإيمان بالمساواة والعدل بين أبناء الشعب». (ص 146)
يُشَبّه طه حسين التعليم بالقضاء، والمعلمين كالقضاة، ويطالب بتحقيق الكرامة والطمأنينة للمعلمين أولئك الذين نأمنهم على نشر العلم والمعرفة بين أبناء الشعب، تمامًا كما نطالب بتوفير الكرامة والطمأنينة للقضاة أولئك الذين نأمنهم على تحقيق العدل بين الناس. (ص ص 147 – 148)
ولقد انتبه طه حسين إلى خطورة «التعليم الدينى» الذى انفرد الأزهر – وما زال – بالإشراف عليه وإدارة شئونه، ورأى أن من حق الدولة، بل ومن الواجب عليها أيضًا أن تُشْرف على التعليم الدينى، ولا تتركه لسيطرة الأزهر وهيمنته. وما دام الأزهر حريصًا على أن يقوم بالتعليم الأولى الأزهرى والتعليم الثانوى الأزهرى، فلا بد إذن – وكما يقول عميد الأدب العربى - من أن يتحقق الإشراف الدقيق للدولة على هذا التعليم الأولى والثانوى في الأزهر، لتتثبت الدولة من أن المصريين جميعًا ينشأون على معرفة وطنهم وحبه، والاستعداد للتضحية في سبيله، والإتقان للغته وتاريخه، وتقويمه ودينه. (ص 61)
فيجب إذن أن يكون لوزارة التعليم مفتشون يلاحظون التعليم الأولى والثانوى في الأزهر، ويرفعون تقاريرهم عنه إلى الوزارة، ويجب أن تشترك وزارة التعليم (المعارف سابقًا) في الامتحان لهذين النوعين من التعليم اشتراكًا يمكنها من الإشراف عليه والرضى عنه. هذه أمور تفرضها طبيعة الأشياء. ويطلبها طه حسين بالقياس إلى الأزهر كما يطلبها بالقياس إلى التعليم الخاص المصرة والأجنبى.
وهناك شىء يجعل حاجة الأزهر إلى إشراف الدولة على تعليمه الأولى والثانوى ضرورة ماسة في هذا الطور من أطوار الحياة المصرية وهو: أن الأزهر بحكم تاريخه وتقاليده وواجباته الدينية بيئة محافظة تمثل العهد القديم والتفكير القديم أكثر مما تمثل العهد الحديث والتفكير الحديث.
ولا بد من تطوير طويل دقيق قبل أن يصل الأزهر إلى الملاءمة بين تفكيره وبين التفكير الحديث. والنتيجة الطبيعية لهذا أننا إذا تركنا الصبية والأحداث للتعليم الأزهري الخالص، ولم نشملهم بعناية الدولة ورعايتها وملاحظتها الدقيقة المتصلة، عرضناهم لأن يصاغوا صيغة قديمة، ويكونوا تكوينًا قديمًا، وباعدنا بينهم وبين الحياة الحديثة. فالمصلحة الوطنية العامة من جهة، ومصلحة التلاميذ والطلاب الأزهريين من جهة أخرى، تقتضيان إشراف وزارة التعليم (المعارف سابقًا) على التعليم الأولى والثانوى في الأزهر. (ص 63)
شىء آخر لا بد من التفكير فيه، والطلب له، وهو أن هذا التعليم الأزهرى القديم قد يجعل من العسير على الجيل الأزهرى الحاضر إساغة الوطنية والقومية بمعناها الحديث.



#حسين_علي (هاشتاغ)       Hussein_Ali_Hassan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (2)
- طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر (1)
- الخرافة.. والعلم
- ليس بالكتل الخرسانية وحدها تـُبنى الأوطان
- هل لدينا فلاسفة؟
- وجوه .. وأقنعة
- الصورة الذهنية والواقع الفعلي
- الدين المعاملة
- فلسفة التغافل
- زكى نجيب محمود وتجديد الفكر العربى
- قد تكون مظلومًا.. لكن هل حقًا تشعر بذلك؟
- الحق.. والحقيقة
- الحرية تاج على رؤوس الأحرار
- مجتمعات تذبح الإناث
- أوهام بشرية
- قِطَع الإسفنج
- نهج التهويل والتهوين في الإعلام الغربي
- هل الإنسان كائن حر؟
- «بلاش فلسفة . . !!»
- الاعتياد.. والاعتقاد


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسين علي - طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر «3»