أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بُوسِيضُونْ مََازيغِي














المزيد.....

بُوسِيضُونْ مََازيغِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


ما أنا إِلاّ رحّالةٌ معاند مُتسلقُ مرتفعات.جَوّابُ آفاق عُليا،ما تستهويني مُنبسطات آلأرضين، في آلبراري وآلبحار لا يستقر بي قَرار أشط أبتعد من زعاف زحامات تُطوق بآلزحام..كذلك كان أبي ووالدُه ووالدُ والدِه..لِمَ لا أكونُُ أنا؟؟كأي أهوك معتوه آعتدتُ أهرب أصعد آلجبال وحيدا عاريا كآدم أصخب جائرا في وجه حياة مغمورة تعيشني على هامش معيش ناس تركتهم في قيعانهم هناك. أنفذ متسللا إلى مجاهيل سراديب شراييني المهمّشة.أجدُني ساهما سابحا في حنايا آلحنايا.كتلة أعصاب رجيفة تتحرك دون وعي دون إدراك دون إحساس يشبه إحساس مَن كانوا يحيطون بأنفسهم بالأنام بي..أبكي معظم الوقت أضحك أعوي كذئب مخلع شاخصا إلى السماء بالنواح أقهقه بالجؤار.يتوقف نشيجي عندما تمسك يداي نبتة حرمل عشبة أزيرَ فنن عرعر وصنوبر زهرة أقحوان أو بيلسان أو ياسمين أشمها أتحسس آلتيجان.يجمد دمعي لما أرى لهب النار في أفران التراب.لا أتكلم، لكنني أسمع بوضوح أفكاري، ذكرياتي، كل شيء يتحشرج يخرخش في رأسي تَتَشَوَّشُ الرؤية في مقلتيّ.تمتزج الأزمنة واللحظات والمواقف، أسمع أسطح البيوت آلمتربة يقعقع رذاذها آلأدهم.أشم رائحة النائمين، أشم آلهمهمات وآلهمسات وما يقالُ وما لا يقال لا حاجة لي بالإصغاء..حتى آلحياة آلتي خلتْ منذ حين منذ أزمان شطت في آلبعاد حتى الموت له عندي رائحة، وأي رائحة..ياهووه..طفقت أصرخ ذات نيسان ربيع لا ينام لا يبرح آلمكان..كل آلفصول كل آلأزمان سيان..إني أشم ما سيأتي انتبهوا أيها آلتالفون هناااك أشم بقرات سِمانا وأخرَ عجافا بلا قوائم قادمات أصرخ إياكم ارتقبوا احتسبوا دون يأبه بي أحد، فأدرك ما أدرك، أغلق محجريَّ تعتم بآبئي دون كلل أعاود آلصراخ، لكن لا أحد كان يسمعني لا أحد...

يا مُويْجَةً في حَنايَايَ، أتدرين..لقد بغضتكِ_أنا آبن آلثلوج وآلمروج وآلفجاج والجبال والنجود والوهاد وآلبطاح والصحاري وآلأتربة القفار، أنا آبن آلْمَرَدَةِ الجبارين أب المتمردين الغارقين بين شعاب البراري لجج البحار وجزر المحار _وعشقتُ بغضكِ. كَبُرَتْ مآسي فيكِ عندما رأيتكِ أول مرة حللتُ فيكِ آنبثقتُ وُلِدتُ، تناسلتُ، وَلَدْتُ.. هِبْتُكِ،خفتُ منكِ ومِن زبدك اليتلاشى في رمل كياني الحاسر أبدا..تراجعت ومازلت أتراجعُ وأنت بلا عنت تتقدمين.ترومين عناقي مُهتاجةً صاخبةً أمام خوف الإِدبار الذي يشعشع مدارجي المُكتضَّة بالشكوك والوساوس والخيبات.زَبُدُكِ زبدي أيتها آلموجة العاتية المخضبة بعبق آلراحلين. أقتلعُ الأعشابَ من أعماق سكناكِ والصَّدَفَ. أصنعُ أكاليلَ الغَارِ تُتَوِّجُ لحيتي الملولبة،ذؤاباتي،ومَسارا ليس مَساري. أغُوصُ في عتماتكِ والليلُ مُعتركُ والنهاراتُ مُنَورَّةٌ بالمدارت الملتهبة وأصوات النوارس الجائعة المنتحبة توعوع تحلق تحوم تتابع، أغوصُ لا تبالين..ألعنكِ في صمت في جهر، فوق المدى، فوقي، فوق كل شيء.زرقتُكِ في الأعَالي غُبَارٌ للأيام لليالي، تخرج من بين الأصلاب والترائب المنهارة.تطمس المُقَلَ وآلخيالات المتبقية..مُقَل كبيرةٌ لا تَرَى غير أوهامَ البياض ونُتَفا من رمادات آيلة للانقراض..كالغرابين تزحفين بأجنحة من يَباب على عالم صفيق بمَهل يَحتضرُ.. أأتركُـهُ يحتضرُ؟؟لمْ أك أفهمُ شيئا عندما رأيتكِ يا مُوَيْهَتي أول مرة ولا ألف مرة ولا آخر مرة..إِني لَمْ أركِ أبدا مذ كنتُ في الأبدان والأرحام أعشعشُ ما أزالُ أسبحُ، أرتَعُ ألعبُ بلا حَسيب بلا رقيب..ما يزال الدُّوارُ الساكن تجاوفي، يا مُوَيْجَةَ عُمْري السالف، يتساءلُ عن معنًى لنزيفِ طفولتي الأولى. أبحثُ عن الصِّلّوْرِ والسيف وآلسلطعون والشبُوطِ والوَرَنْكِ ولسعات قناديل آلبحر ومعارج الأخطبوط وآلْحَنْكَلِيس..لا أجدُ إِلا أطيافا من ظلال غابرة من خيالات مُجَنَّحَة غارقة في مهامه الجمار دون رَيٍّ دون رُواء..أنظُرُ أرقبُ أنتظرُ..لا أرى إِلاَّكِ آمِلا في يوم أعرفك،فلا أسمعُ الا مزيدا من قعقعة آلبلاشين والصقور وصَريرَ البزاة وصفير النسور ولقلقة اللقالق العجاف ووعوعة الألبطروس في موانئ بلا سفن بلا ضفاف في الضفاف محتجةً على مسوخ تتلوى من الضحك مُستهترة بزُلالاتكِ الفيحاء..وأنتِ هادرة تناغين تمرحين ترقصين.ويختلط الزبدُ فيك بهُرَائِهم الناضِح من أجسامهم المشوهة، وينساب إِليكِ هَديرُهم، يمتزجُ بخلجاتك الرَّجيفة جُؤارُهم، تُكَـفِّنُها مَخاطفُ السخف في مُقلهم،،،وأنتِ يا رذاذيَ الغابر هادئة لا تثورين، لا تُناورين، لا تلحين في الرفض أو النكوص.مُقبلةً كنتِ دائما حتى لو أدَّى هذا الإقبال بحُشاشتك الرهيفة إِلى مَهاوي الفناء..فيا عُبابةَ الرُّواء والبوار..ها أنذا أمامكِ_سيد البحار السبعة_القادم من مواقع ما بعد آلطوفان، كما كنتُ دائما سأظلّ منتصب الهامة مقبلا مدبرا لا ألينُ، بيدي قدري رُمحي النافر المتماوج المعقوف المُسن آلمُسَنّنِ وكل مواجعي، لنْ أَرْسُوَ أنا المخبولُ الا في مواجعكِ العثارُ ترهقُها أطلال الديار.سأجْثُو في لياليكِ اللازوردية جائرا جيمَ الجنون، أغْفُو سُوَيْعَة ثائرا في وجه المدَى كَيْ أرَاني أراكِ أكون لحظةَ يشرقُ فيها المدَى ينحسرُ آلحصار وأنتشي مقبلا خارقا زفرةَ الجمار.. سأتدفق أسيخ أطير أتلاشى أنغرزُ فيك، في كل آلمدى، كل اللظى، أحرق آلحريق، أنثرُ آلبريق أغلق بآبئي أُكْمِلُ آلصراخ وأعلنُ ساعة ميلاد فجر شعب غريق...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طَيْفٌ
- اَلشَّعْبُ
- هِيجُو
- لَمَّا آنقطعَ بُويَبْلانُ عن بُويَبْلانَاتِهِ
- فُصُول
- تَااااهُوووهُ
- كَانَ يُحِبُّ آلْفَرَاشَاتِ
- جَحيمٌ مُرْتَقَب
- خَريف جَديد
- الكلبُ الأندلسي
- تَصَوَّرْ
- اَلْحَرْطَانِي
- عْمَارَةْ لَبْلَادْ
- اَلْقَمَرُ آلدَّامِي
- طَيْفُهَا
- مُجَرَّدُ غَفْوَةٍ لَا غَيْر
- رَبيعُ آلْهَفَوَاتِ
- غُولِيك
- صَوْلَجَان
- مَصَائر


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بُوسِيضُونْ مََازيغِي