أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْقَمَرُ آلدَّامِي














المزيد.....

اَلْقَمَرُ آلدَّامِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


كانت الأضواء متوهجة في أفق بلا أفق تشابكت فيه الأبعاد بما رحبت، وآختلط السطح بما سَمَاهُ من فضاء في الفضاء..ظلت كذلك تشق غَرابيبَ ليلتنا المظلمة..في مكانها رابضة جعلَتْ ترتعش تذهب تجيئ تعلو تنحدر تتراقص تتلولب تتموج في كتل مجموعة ومتفرقة.كنا نتناجى نتهامس بصمت نتلصص نسرق لحظات بحجم الجبال في ثقلها ووقعها على النفوس..فكرتُ في الهرب، لكن شيئا ما كالسر كاللغز الخفي كالدم الساري في العروق كَبَّلَني بطوق ثقيل لذيذ.أحسست بسكينة وغبطة غير عاديتيْن تشبه خدر الوسن..وإذا بالمقابر كلها دُرَرُ لُجَيْنٍ ولآلئُ لُمَّع وجُمانُ أرجوانٍ تفتح أبوابها بحدب لِمَنْ يروم الدخول والخروج بأمان وسلام دون آستئذان..سيان.. وإذا بالجرم آلجبار يبزغ أحمرَ جلنارَ داميا أصفرَ مشرقا ريانا عملاقا يدنو حثيثا يقترب من شهقاتنا وأفواهنا المفتوحة يلوح واضحا جليا قريبا جدا من مَرْجنا الأخضر المُحَلّى بذبذبات تمرق مُشعة تنزل من سموقها كأكوام عهن بتؤدة بهدوء بفتور..لكن، أين كان هذا الجسم الجبار قبل هذا الوقت؟لِمَ آحتجابه مادام جرمه بمثل هذا الهول وهذا القرب في مداره حولنا؟ما عدتُ أفهم شيئا..ما عدت أدرك ما يقع.. كانت السماء في مداها السحيق صافية بلا سحب وآلااااف النجوم تومض من قريب وبعيد تَسُوحُ بحرية برشاقة، ومنها ما يعبر خاطفا كالبرق آلخُلَّبِ ومنها ما يتحرك بسلاسة ومنها ما يتلألأ في مكان واحد لا يبرحه..وصمت عجيب لا تشوبه شائبة..لا حَسيسَ نار يطقطق حطبُها المتقدُ، لاهزيمَ رعود، لا عواءَ كلاب في المدشر، لا نعيبَ غربان، لا صرصرةَ بُزاة إيسْغِي (١) في الآفاق القفار..حتى غيالم الليل وضفادع آلقيعان آختفى نقيقها القارع، حتى صراصير الفلوات كف لجبُها عن إصدار معزوفاته الجماعية المعهودة..وحدها المطارق في رأسي تدق تدق.. وهواجسي تتوالد تكبر والذي يقع حولي لا يعلمه أحد...وظللت مسجى بهذا البهاء المنور في حفرتي مدثرا في دثاري الأبيض الشفاف حتى آخر الليل بهيئة جنين تلامس صدره ركبتاه مستسلما للصور تريني أشياءها السحرية الرائقة..كانوا ينزلون يصعدون يتسللون يتحركون يعلنون حضورهم آمْ إيتران(٢) نراهم ولا نُرَى..غَدَوْنا مثلهم لا يُكشَفُ سرُّنا..صرنا أرواحا طافية شفافة يصفو وَجيبُ بدنها يغدو خفيفا كثيفا يسوح يطير..تراجع آلتوجس، اِبتعد الخوف، انحسر الترقب الأهوكُ وآنسابت الوساوس العمياء بعيدا سحيقا؛ وإذا بي منتشيا..أبصرُ أبصرُ أبصــرُ...


_إشارات:

١_إيسْغي:طيور جارحة
٢_آمْ إيترانْ:مثل النجوم



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طَيْفُهَا
- مُجَرَّدُ غَفْوَةٍ لَا غَيْر
- رَبيعُ آلْهَفَوَاتِ
- غُولِيك
- صَوْلَجَان
- مَصَائر
- اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ
- سَتَجْأَرُ آلذئابُ ذاتَ نهار
- كَطَائر-طَابَ-
- صَدَى أَزِيزِ آلْجَنَادِبِ طُوفَان
- رُحْمَاكَ
- في عُمْقِ آلشَّهْقَةِ بَابٌ
- جَنَازَةُ آلْأَحْدَاقِ
- سَلَامٌ لِلشَّبِيبَةِ وَآلتَّصَابِي،مقاربة لِ:داليةٍ للشاعر ...
- بُويَبْلَانْ
- ضِرْسُ آلفرزدقِ
- الصعاليكُ الثلاثة
- أُورْفيُوس نَايْتْ وَرَايَنْ
- الطِّفْلُ آلْأَهْوَكُ
- حَائِطُ سَارتر


المزيد.....




- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن تشكيلة لجنة تحكيم دورته ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالشاعر عذاب الركابي
- من أرشيف الشرطة إلى الشاشة.. كيف نجح فيلم -وحش حولّي- في خطف ...
- جدل بعد أداء رجل دين إيراني الأذان باللغة الصينية
- هل تحبني؟.. سؤال بيروت الأبدي حيث الذاكرة فيلم وثائقي
- الأخوان ناصر: إنسان غزة جوهر الحكاية.. ولا نصنع سينما سياسية ...
- الأخوان ناصر: إنسان غزة جوهر الحكاية.. ولا نصنع سينما سياسية ...
- -سيرة لسينما الفلسطينيين- محدودية المساحات والشخصيات كمساحة ...
- لوحة للفنان النمساوي غوستاف كليمت تصبح ثاني أغلى عمل فني يُب ...
- معاناة شاعر مغمور


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْقَمَرُ آلدَّامِي