أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ














المزيد.....

اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7420 - 2022 / 11 / 2 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


المكان الذي أرنو إليه أتأمله آلآن غرفة تشبه سقيفة الأهوك راسكولينكوف، المهلوَس سامسا، غَيَابَة (بُّو Poe)، عَتبة بيتيز، رجفات فيرجينيا...غرفة أتملى حيطانا لها معتمة، غرفة من غرف شخصيات جلسات سرية huis clos في سديم سارتر وفضاءات عتبة يغرق فيها معتوهون تواقون الى عالم آخر غير عالمهم البئيس المفروض عليهم قهرا وقسرا..لا شرفة..لا نوافذ..لا نوم..لا منام..لا أبواب في المكان إلا تلك التي تفضي إلى مهاو سحيقة ومزيد من ركام سديم غاطس في قتام.. فراغ..ليس ثمة الا خواء..حتى المرايا لا تعكس ما كنا نعرف عن المسماة ظلال.. أتذكرون أفياء حبور الظلال..لا ظلال هنا..لا ضياءَ لا رُواءَ لا أنوار..ليس ثمة نيران مشتعلة، لا آلات تعذيب، لا وسائل سادية للإرهاق، لا شفرات لإزهاق الأرواح ولا أنَّات مَلعونين تُسمع بالجوار..فقط حَيَوات تتعالقُ مَصائرُها الى أبد الأبد، بجنون بصخب بعنف بعنفوان بتيه بجُؤار ولعنات تلعن اللعنات في مسرحية لأقدار مُسَنَّنَة..إننا جميعا مُتيقِّنُونَ أننا فعلا في مكان مخصوص سَمِه:الجحيم إذا شئت..
تتداخل المَصَائرُ في متاهاته..مصائرُنا تصطدم في تعالقات مُتَشَنِّجَة ومفارقات محمومة إلى أن نصلَ جميعا الى حقيقة أننا محكومون باللحاق بذواتنا وبذوات غيرنا كل الأزل أبد الأبد..والجحيم في نهاية المطاف هو متاهة أقبية تحفر أغوارَها في أحشائنا وسراديبنا المنهارة دون نستطيعَ فعل أي شيء من أجل الخروج من قعر القمقم الحادر بلا قرار...
في نصنا الذي نكتبه بدمائنا..الجحيم هو الذات..إنه جحيم يحاور الجحيم كما حشرجة الحياة تحاور حشرجة المماة..لا مجال للمُواربة..تعرية الذات أمسَى أمرا مُلحا ضروريا، والأخطاء التي ارتكبناها سنعاود ارتكابها رغم الحاحنا في التنصل منها والفرار من براثنها والحَؤول دون وقوعها..لذلك لا مجال للخروج أو فتح الأبواب لنعاود الكَرّةَ من جديد..هكذا دواليك الى..أن نلحق به، نحملَه ذاك الكتاب_الذي هو كتابنا في نهاية المطاف_نقرأَ فيه سطورَ حيواتنا التي خلتْ في خلاء حياتنا مُبتسمين نتنفس الصعداء فرحين بإغفاءة مقبلة..لعلها اغفاءة احتضار ...
اِلْتَقَيْتُ ذات زمن لا مكان له بشخص لا أعرفُهُ. نَظَرَ إلَيَّ .نظرتُ إليه .ابتسَمَ. ابتسَمْتُ. حَيَّانِي.رددتُ التحية وأحْسَنْتُ الردَّ.طَلَبَ مِنِّي أَنْ أدله إلى طريق تودي إلى مكان مُعَين لا أعرفُه.تأسفتُ له قلتُ إني غريب هاهنا لم يمض على قُدومي الا يوما واحدا أو يومين.ضحكَ كثيرا.صافحني بحرارة وقالَ إنه مثلي.فَتَعَجَّبْتُ وتَعَجَّبَ وتعجبنا معا للصُّدفة وقلنا لبَعْضَيْنَا رُبَّ صُدْفَةٍ خيرٌ من...وكَلاما كَثيرا لا أذكرُه.بعد ذلك رافقتُهُ لأنه طلبَ مني أَنْ أفْعَلَ ففعلتُ.بَحَثْنَا عن المكان المُعَيِّنِ وعن الطريق المؤدية اليه دون جدوى.أرهقنا التعبُ.أَخَذْتُهُ الى غرفتي.قَدَّمْتُ له أكلا وماء ثم آستراحَ.باتَ تلك الليلة عندي، وفي الفجر أديتُ شعائري، ثم خمدتُ أنفاسَهُ بوسادة كانت حذاء رأسه. أخَذْتُ أَتَمَلَّى عينيه الجاحظتين ولسانَه المُدَلَّى وأقُولُ لنفسي باسما:ربما سَيَجِدُ هناك ذلك المَكَانَ الْمُعَيَّنَ الذي يبحث عنه...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سَتَجْأَرُ آلذئابُ ذاتَ نهار
- كَطَائر-طَابَ-
- صَدَى أَزِيزِ آلْجَنَادِبِ طُوفَان
- رُحْمَاكَ
- في عُمْقِ آلشَّهْقَةِ بَابٌ
- جَنَازَةُ آلْأَحْدَاقِ
- سَلَامٌ لِلشَّبِيبَةِ وَآلتَّصَابِي،مقاربة لِ:داليةٍ للشاعر ...
- بُويَبْلَانْ
- ضِرْسُ آلفرزدقِ
- الصعاليكُ الثلاثة
- أُورْفيُوس نَايْتْ وَرَايَنْ
- الطِّفْلُ آلْأَهْوَكُ
- حَائِطُ سَارتر
- اِنْدِثار
- مِثْلُ آلصَّخْرِ
- رِسَالَةٌ إِلَى آبْنَتِي
- سَأُسَافِرُ أَمْسِ
- أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا بُوجَنْدَار(مقاربة لهائية الشاعر المغر ...
- لَا أُرِيدُ
- حب الملوك


المزيد.....




- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ