أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حب الملوك















المزيد.....

حب الملوك


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


الهوام هُمُ آلهوام في كل زمان في كل مكان.لا يتركونكَ لحالك أبدا.ينغصون ما تبقى لك من عيش على هذي البسيطة المُركبة العجفاء.يريدون تكدير صفو وحدتك وخصوصية عزلتك.يَخزونكَ بآلاف من إبَرِهِمُ السامة.يحصون أنفاسك اللاهثة صباح مساء..إنه يشهقُ الآن..لا..إنه يزفرُ..إنه يُخرج بخارا من فمه..حدبة أنفه قَنواء، فتحتا منخره ضيقتان ملتصقتان، عظمته ناتئة محدودبة عظمية معقوفة كباشق من فلوات آنقرضَتْ..عيناه لا تنظران إلا ما بين قدميه آلقصيرتيْن..محجراه غائران ناتئان مجعدان بخيوط عريضة تتماس عند العقدة في شكل مْيَا وَحْدَاشْ111..إنه لا يُدخن تبغا لا يلف لفافات لا يناور حشيشا لا يحضن زجاجات ملأى بسوائل الانتشاء لا يتأبط سيبسيا..لا يبتسم..لا يفشي سلاما..لا يكلم أحدا.."كافر بالله"هاذْ خَانَا يتعجرف يمشي حادر آلرأس لا يلتفت آشْ يَسْحَابْ رَاسُو داخل سُوقْ راسو زعمَا آشْ يكون كاعْ..مْسُورَتْ عليه لَبْوَابْ(١)لا يفتحها إلا ليخرج أو يدخل مِنْ..إلى..مَنْ يعلم أين يذهبُ هاذْ الفِينُومِينْ(٢)أو ماذا يفعل..يُحب الانزواء والخلوة لا يُعاقر كراسي المقاهي لا يُجامل لا يلعب النرد لا يشاكس التيرسي لا يقامر في آخر الأسبوع أو في غيره من الأيام لا يعاقر آلأسواق لا يَسير في آلزحام لا يتكيف والظروف آلمتاحة وغير المتاحة لا يَحضرُ مناسبة لا يتفرج على كورة لا يحب ما يحب الناس..لوحده دائما يريد أن يكون..آشْمَنْ عِيشة هَاذي..(٣)إنه يحمل أحيانا كنانيشَ صفراءَ قاتمة ممزقة ويعتمر شيئا فوق رأسه ما هو قبعة ولا هو طربوش ولا شيئا مما عهدناه من عمائم وقلانس..إنه ساحر..أكيد..بل كَزَّانْ شَوَّافْ يضرب الكف، ربما فقيه ممسوس، ربما ذو سوابق هارب من جِناية، ربما مجذوب مسكون بعفاريت يستحضر بهم مخلوقات الجن..لا..لا بد يكون مُدَرسا..تلك النظارة الطبية_إيييهْ دالشُوفْ هيَ ماشي دْشُوفُوني باينة.._(٤)دَومًا تُغَطي المحجرين في الليل في النهار تحت حَر اللهب في الجو القارس المطير سيان..هو زوهْري أكيد(٥)حاجباه مقرونان..لا بُد يكون قَارِي شي شويا أو بزاف زَعْمَا عارفْ بالزعطْ مْثَقَّفْ هههه داكشي للي كاين داكشي للي بْقَا (٦)..ماعندو ما يعاود خاوي وخلاص نخوة على لَخْوَا..لكن، إلى أين يتجه كل صباح من أين يأتي كل مساء..لم نره مطلقا قرب مدرسة أو إدارة أو مكتب أو مؤسسة.. لعجااااب..حتى أشياءه الصغيرة اليومية لا يقتنيها من عندنا أو من قربنا أو على مرمى من أعيننا..في الصباح لا يقول صباح الخير..في المساء لا يقول مْسَاكُومْ.. حتى السلام عليكم لا يردها علينا..تبا..يتمتم ما لا نسمعه من همسات يهمس ما لا تدركه آذاننا من جَلي العِبارات..لا ينظر إلينا البتة، وإذا فعل، يرمقنا شزرا..متكبر متعجرف كأن بين فخذيه بكارة لا بد تُفَضُّ يوما ما باشْ يَتْعَلَّمْ إيطاطي شويا للأرض (٧)..ما به دائما طائرا في السماء ما تراه يحسب نفسه؟؟..سنلقنه درسا..إنه لا يعجبنا

..في أحد آلصباحات،رأوكَـ تخرج متأخرا، قالت أعينهم..لقد سهر الليل..تُرى، مع مَنْ؟وماذا فعل؟؟..كانوا ينظرون...

..في صباح آخر، بعدما مر أسبوع كامل، لَمحوكَـ مُبَكِّرا تحمل صاكا في يدك اليسرى مرتديا عباءة رمادية..تهامسوا.. هَمْمْمْمْ..لقد فعلَ شيئا..وبأكثر من لغة، لمزوا غمزوا ولم تهدأ خَطَلاتهم..كانوا يتلصصون...

..بعد أسبوع، خَرَجْتَ ضُحًى محتضنا محفظتكَ متجها إلى العمل..إنه يمشي مستقيما ثابتا..إنّ له بدلة جميلة وربطة عنق..لا بد يقبض كثيرا..إيييه..لابااااس عليه...كانوا يثرثرون...

..في مساء آخر آلشهر، وقفتَ قرب المنزل مع جميلة شابة مثل حب الملوك، فتهافتوا..لقد تسوق باكرا، إنه يحب الفاكهة..كانوا يتربصون...

.. في منتصف الليل، قال لك حب الملوك .. مسكنكَ غير لائق .. إنهم ينظرون..
قلتَ له .. إن الأبواب مُوصدَة والنوافذ معتمة حتى الفتحات والثقوب والمسام ما عادتْ تسمح بالهواء بالدخول ....
قال..أنتَ في سجن
قلتَ..وأنتِ سجانتي
قال..لا أحب هذا الوضع
قلتَ..أحبكِ
قال..يجب أن تفعلَ شيئا
قلتَ:همممممم
وكانت الساعة تدق تدق تدق ...

..في ليلة من ليالي آلشتاء، تحدّيتَ الجميع وطوقتَ حب الملوك من خصره، وسمحتَ لنفسكَ على غير عادتكَ أن تقبله قبلة حميمية على خده أمام مقلهم الحانقة،ثم دلفتَ إلى المنزل دون تردد...

..في صبيحة تلك الليلة، جاء طفيليون بأزياء مختلفة من مختلف آلألوان وحشد غفير مِنْ مَنْ هُم على شاكلة الهوام زعقوا كسروا ما كسروا اخترقوا النوافذ توغلوا عبر خرم المفتاح دخلوا زرافات وفرادى يُهَوْهِوُون هَاهُوَا هَاهُوَا هَاهُوَااا حاصروا محاولتك الخفقان خارج صدرك الضيق. أمسكوا رِجليْن قصيرتيْن كانتا لك حاولتا خرق السقف والطيران بعيدا سحيقا.أودعوك سيارة مسيجة وآنصرفوا

..في معقلهم، فتشوا أعطافك ومجاسدك يبحثون عن حب الملوك فلم يجدوا له أثرا.. عَنَّفوك..سلطوا على عينيك الأضواء ولم يجدوه..قالوا قلْ لنا مَنْ يكون أين هو من أين جاء وآذهبْ لحالك..بحثوا في الأرض في الفضاء ولم يجدوه...
ثم إنهم أخلوا سبيلك لانعدام الأدلة وآنتفاء التهمة، فآنصرفتَ، وما يشبه آبتسامة تعلو محياك.دخلتَ جواكَ صامتا تنظر ما بين قدميك وهم كعادتهم مازالوا ينظرون..لَمْ تأبَهْ..فتحتَ الباب لتلفيَه هناك في مكانه المعهود ينتظر ...

..بعد ذلك، كنتَ قد ألفتَ لعبة أكل حب الملوك الذي يهطل سلسا من زرقة السماء دون أن تنبس ببنة شفة..فالهوام هُمُ آلهوام مُذْ خلق الخالق الهوام.لا يتركونكَ لحالك أبدا. ينغصون ما تبقى لك من عيش على هذي البسيطة المشتركة المعقدة...

قال..أنتَ في سجن
قلتَ..وأنتِ سجانتي
قال..لا أحب هذا الوضع
قُلتَ..عيناك غابتا حب ملوك وقت السَّحَر
قال..لا أحب السَّحَر
قلتَ..أحبك
قال..يجب أن تفعلَ شيئا
قلتَ..سأنظر وأرى...
والساعة كانت تدق تدق تدق....

_ إحالات:
١_آشْ يَسْحَابْ رَاسُو داخل سُوقْ راسو زعمَا آشْ يكون كاعْ:ماذا يعتقد نفسَه لا منعزل لا يخالط أحدا ما سره
٢_الفِينُومِينْ:الظاهرة
٣_آشْمَنْ عِيشة هَاذي:هذه ليست حياة
٤_دالشُوفْ هيَ ماشي دْشُوفُوني باينة:نظارة طبية وليست للزينة.
٥_زوهري:في المعتقد الشعبي إنسان له
قدرات خاصة طبيعية تجعله قادرًا على التواصل مع الجن أو رؤية ومعرفة الأشياء المخفية التي لا يستطيع من حوله رؤيتها.
٦_هذا ما كان ينقصنا أن نُبتلى بمثقف
٧_باشْ يَتْعَلَّمْ إيطاطي شويا للأرض:سنلقنه درسا يتعلم منه معنى التواضع



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَا، لَمْ يَكُنْ حُلْمًا
- زُكَامُ آلْحُرُوفِ
- شَفيرُ آلْمَنَابعِ
- هَارَاكِيرِي
- وَتِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى(مقاربة عروضية لميمية الشاعر المغر ...
- الدّيناصور وآلطّيطار
- آآآيَمَّااااا
- رَيْثَمَا نَصْحُو آلصَّيْحَةَ التي لا نَوْمَ بَعْدَهَا
- وَصِيَّةُ كَافْكَا
- كُنْ أَنْتَ أَنْتَ لَا تَكُنْ أَنْتَ سِوَاك
- شَمَمْتُنِي
- وَطَفِقَ يَقْتَاتُ آلنُّجُومَ
- حَياةُ آلْمَطَالِعِ
- حَسَاءٌ أَبَدِيّ
- مَزيدًا مِنْ ثُغَاءِ بَاااعْ فِي مَزْرَعَةِ آلْمَتَاع
- نَقِيق
- اللعِينَةُ
- سَكَرَاتِ
- جرعة واحدة لا غير
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حب الملوك