أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السلثردي














المزيد.....

السلثردي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلثردي كائن اجتماعي يعيش في بيئة ثقافية ويتغذى على الأفكار والمعتقدات. وجود الجماعة البشرية شرط مسبق ضروري لنشأته، لأنه كائن اجتماعي حصراً، أي لا يمكن أن يوجد خارج جماعة كبيرة من الناس يعيشون حياة وتجمعهم مصالح مشتركة بدرجة أو بأخرى. وحتى يحافظ على بقائه، لابد أن يقتات على الإفرازات والمنتجات الثقافية لهذه الجماعة. وهو ليس له وجود مادي محسوس بذاته. هو سلطة، بل السلطة الأعظم في الجماعة. ولأنه سلطة، لذا يمكن أن يمثلها ويجسدها شخص واحد أو أكثر، أو مجموعة منظمة (مؤسسة) منهم. ولأنه كائن اجتماعي حصراً، لذا هو يحول بالضرورة الشخص الطبيعي الذي يمثله إلى آخر اجتماعي، أو ما يُصطلح عليه ’اعتباري‘- الشخص الذي يكتسب هذه الصفة بحكم وظيفته (صفته) الاجتماعية (الرسمية) معارضة بالصفات الشخصية فقط للأشخاص الطبيعيين.

الثقافة العربية قبل الإسلام لم تعرف شيئاً بهذا المعنى أو مرادفاً له. بل كان أول سلثردي معلوم في الثقافة السائدة اليوم هو النبي محمد، لأنه كان أول من حاول الجمع بين ثلاثية السلطة والثروة والدين في شخص واحد، شخصه نفسه. ومع أنه لم يفلح في الواقع، إلا أن محاولته تلك وضعت النموذج والسابقة لمن سيخلفه، وللثقافة العربية الإسلامية فيما بعد. ثم حاول كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب فيما لم يفلح فيه الرسول- مَرْكَّزَة سلطة الجماعة الإسلامية وثروتها ودينها في شخص واحد أو مؤسسة واحدة. لم يكونا أكثر نجاحاً من سابقيهما، حتى انفجرت الأزمة في جسد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان. لم يكن سبب الفتة يعود إلى التشكيك في أحقيته لتمثيل سلطة المسلمين أو دينهم، حيث كان صحابياً وزوجاً لاثنتين من بنات الرسول (ذو النورين). بل كانت الثروة (بيت مال المسلمين) قد تعاظمت في ذلك الوقت إلى الحد الذي أثار لعاب وضغينة نخبة المسلمين، التي أصبحت لا ترضى أن يستأثر بكنزها وتوزيعها كيفما شاء شخص أو بيت واحد مهما كانت الحجج والذرائع. بعد عثمان لم يعد للسلثردي ممثل أو مجسد وسط المسلمين السنة، لكنه بقي حياً في ثقافتهم ومعتقداتهم.

ما لم يفلح فيه محمد بن عبد الله وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، أفلح فيه بدرجة كبيرة روح الله الخميني، مرشد الثورة الإيرانية. لأول مرة في تاريخه يستطيع الإسلام إعالة شخص اعتباري يتمتع بهذه الدرجة الفائقة من مركزية السلطة والثروة والدين. في الواقع، المرشد الأعلى لا يملك ’كل‘ السلطة والثروة والدين في يده شخصياً أو مؤسساتياً، لكنه يملك ’معظمها‘. وهذا ’المعظم‘ ذاته هو ما لم يسبقه إليه أحد من قبل في كل التاريخ الإسلامي. لكن يظل، كما نرى جميعاً عبر الشاشات، هذا السلثردي المعاصر يعاني من ذات المشكلات والتناقضات والصراعات التي واجهت النبي وخلفائه الراشدين.

قد نرى السلثردي حالة شاذة، عابرة، في سلسال نظم الحكم العربية والإسلامية الممتد منذ نحو ألف وخمسمائة عام، ذلك الذي وضع أساساته معاوية بن أبي سفيان بن أمية في دمشق. في النظام الأموي، تم الفصل بين السلطة والثروة والدين. لم يعد الملك هو نفسه من يملك أيضاً ثروة المسلمين ودينهم. بل وضعت مسافة، متفاوتة من وقت لآخر، بين الثلاثة، حتى لو بقي الملك هو في نهاية المطاف صاحب ’النعم‘ الأعظم في الجماعة كلها، ومن تصدح باسمه دعاءً له كل منابر مساجد المسلمين الخاضعين لسلطته. بقي الملك مركز السلطة والثروة والدين في المملكة، لكن الأخيرتين لم يعودا مجرد وجه آخر للأولى.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القوة وحدها تكفي؟
- سوريا، أَنْتِ هُنَا؟
- الهيمنة الأوروبية قديماً وحديثاً
- أساطير الأولين2
- هل تُفْلِس مصر؟
- حرب الجمهوريات
- أساطير الأولين
- تحيا جمهورية مصر العربية
- رعايا في مملكة الملك
- حرب بوتين في أوكرانيا قد تضيع منه روسيا
- التمثيل النسبي للإرادة العامة
- ديكتاتورية العامة- الجمهورية
- ديكتاتورية القلة/الكادر واغتصاب الإرادة العامة
- الديكتاتورية الأفلاطونية
- توحيد وقومية
- الفيل في المنديل- شيطنة الفضول
- إلهٌ بحجم الجيب
- الكتالوج الرباني
- مسلمون بحالة المصنع
- ماذا تعني ’التعبئة الجزئية‘ الروسية؟ 2


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السلثردي