أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - تحيا جمهورية مصر العربية














المزيد.....

تحيا جمهورية مصر العربية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن يتجمهر بعض من العامة لسبب أو لآخر من مكان ما ويصرخون بأعلى صوتهم مطالبين بتلبية حاجة أو أخرى، هذا ليس هو التعبير الصحيح عن ’إرادتهم‘ بقدر ما هو تعبير عن انفعال عابر يزول بمجرد أن تشبع الحاجة أو ينفض التجمهر. علاوة على أنه لا يعبر على الاطلاق عن إرادات الأغلبية العظمى من العامة التي إما لم تختار التجمهر أو لم تقدر عليه كوسيلة للتعبير عن مطالبها واحتياجاتها. وعليه، إذا كان يراد من لفظة ’جمهورية‘ الدلالة على كون هذا النظام يعبر عن الإرادة العامة، تصبح التسمية خاطئة، لأن البون المضموني شاسع جداً فيما بين ’الجمهور‘ وبين ’العموم‘- عامة المواطنين المؤهلين للتعبير عن إراداتهم والمشاركة في نظام حكم يدعي نسبته إليهم.

على سبيل المثال، قد قادت الفذلكة القذافية إلى حد تسميته بلاده ’جماهيرية‘، بصيغة الجمع، للدلالة على نظام حكم يستند إلى قاعدة جماهيرية أوسع وأشمل مكونة من جماهير متعددة كل منها في محيطه الطبيعي الرحب وليس جمهوراً واحداً يتم حشده في ساحة أو ميادين قليلة. لكن حتى لو كان كذلك، واحتشد العامة كلهم في صورة جماهير متفرقة كل داخل شارعه وقريته ومدينته، لا زال ذلك يقصر كثيراً عن التعبير الصادق عن الإرادة العامة. الجمهور حالة انفعالية وجيزة لا تدوم لعدة ساعات على الأكثر؛ بينما الإرادة العامة تكمن في الشخوص أنفسهم، في جميع حالاتهم الانفعالية وغير الانفعالية، المتجمهرة وغير المتجمهرة، وتلازمهم ما بقيوا أحياء نشطين داخل مجتمعاتهم. وللتعبير عن هذه الإرادة العامة الفعلية وممارستها، هناك أدوات ووسائل مؤسساتية ضرورية لذلك ليس من بينها التجمهر، حتى لو كان مثله مثل الإضراب حقاً مشروعاً للتعبير عن مظالم ومطالب محدودة ووقتية.

إذن، التسمية خاطئة، لأن الجماهير انفعال وليس إرادة؛ والانفعال غير قابل للمأسسة، كونه وقتي وزائل بزوال الحالة الانفعالية المنشئة للتجمهر. على العكس من ذلك، كل فرد من العامة يملك إرادة دائمة ملازمة له في جميع أحواله، ومن مجموع العامة تنشأ ’إرادة عامة‘ باقية ما بقيوا هم، ويمكن لها أن تظهر، إذا ما أُريد لها، من خلال آليات ومؤسسات معلومة ومحددة. فإذا كان نظام الحكم يُنسب إلى هؤلاء، هذا معناه أن الإرادة العامة هي التي تحكم، من خلال المؤسسات المعبرة عن هذه الإرادة العامة. المسألة بسيطة للغاية. حيث لا تحكم المؤسسات المعبرة عن الإرادة العامة، لا يوجد ’إرادة عامة‘. فما بالك لو كانت لا توجد مثل هذه المؤسسات من الأصل؟! أو كانت مجرد ديكور لتجميل الصورة؟!

فوق ما سبق، حتى ’التجمهر‘ العابر والزائل للتعبير عن شكاوى ومطالبات هزيلة ممنوع بنص قوانين ’جمهورية‘ مصر العربية ذاتها. فمن هو، إذن، هذا الجمهور الذي تنسب إليه ’مصر العربية‘ نفسها؟! في الحقيقة، جمهوريتنا تخاف الجماهير وتعاديهم، حتى لو كانوا مجرد جماهير هشة غايتها الفرجة على مباراة في كرة القدم. وإذا اجتمع أكثر من ثلاثة أفراد معاً في مكان عام، يمكن للأجهزة الأمنية أن تجهز عليهم وتلقي بهم في الحبس بتهمة ’التجمهر‘، لأن هذا العدد التافه هو ما قد اعتمده القانون المصري معرفاً للفظة ’تجمهر‘ المحرمة. هل بعد كل ذلك لا يزال يمكن الادعاء بكون مصر ’جمهورية‘ حقاً، حتى مع التسليم بكون هذه التسمية لا تمثل عامة المصريين ولا تمت لإرادتهم بصلة؟!

شرعية الحكم في مصر غير مستمدة من ’الجمهور‘ لأن التجمهر جريمة يعاقب عليها القانون، وغير مستمدة من ’العامة‘ لأن إرادتهم غير موجودة في أي من مؤسسات الحكم؛ وهي لم تعد ’ملكية‘ بعد خلع الملك. رغم ذلك، لا تزال مصر ممتدة وحكامها متواصلون من غير انقطاع منذ آلاف السنين مضت وحتى اليوم الحاضر. هذه هي الحقيقة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعايا في مملكة الملك
- حرب بوتين في أوكرانيا قد تضيع منه روسيا
- التمثيل النسبي للإرادة العامة
- ديكتاتورية العامة- الجمهورية
- ديكتاتورية القلة/الكادر واغتصاب الإرادة العامة
- الديكتاتورية الأفلاطونية
- توحيد وقومية
- الفيل في المنديل- شيطنة الفضول
- إلهٌ بحجم الجيب
- الكتالوج الرباني
- مسلمون بحالة المصنع
- ماذا تعني ’التعبئة الجزئية‘ الروسية؟ 2
- ماذا تعني ’التعبئة الجزئية‘ الروسية؟
- آلهة وبشر في علاقة تبادلية
- ثلاث سيناريوهات لنهاية حرب بوتين 2
- ثلاث سيناريوهات لنهاية حرب بوتين
- البيض الأمارة - نظرة ثقافية
- الدين في العالم القديم 4
- الدين في العالم القديم 3
- الدين في العالم القديم 2


المزيد.....




- بالأسماء.. عشرات الأمراء السعوديين يؤدون صلاة الميت على -الأ ...
- الأمير وليد بن خالد، يفارق الحياة بعد غيبوبة زادت عن عشرين ع ...
- أحمد الشرع يتسلّم تقرير لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري ...
- ياسر أبو شباب: لست متعاوناً مع إسرائيل وأطالب بحماية دولية ...
- مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يعاني من تسمم غذائي
- فرانز فانون ـ مناضل من أجل استقلال الجزائر
- -بيلا تشاو- في وداع سفينة -حنظلة- المنطلقة لكسر حصار غزة
- إصابة نتنياهو بتسمم غذائي.. ومكتبه يكشف التفاصيل
- فيديو.. حريق في محرك طائرة أميركية وتصرف ذكي من الطيار
- فيديو.. إسرائيل تقصف تجمعا لمقاتلي العشائر قرب السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - تحيا جمهورية مصر العربية