أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - عاطفة الحب














المزيد.....

عاطفة الحب


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


يحزن أحدنا حين يموت قريب أو صاحب أو صديق له. ويتألم حين يمرض من هو قريب منه كذلك. ويتضايق في حال فراق من هو قريب منه أو له مكانة عنده. وليس غريباً أن يتضايق أو يغم قلبه، برؤية شجرة وقد تيبست، أو حين يرى أحدهم وهو يؤذي حيواناً، أو عندما يرى من يرمي وسخه في الشارع، والأكثر من ذلك، يشعر بالضيق والانزعاج والتوتر، حين يسمع كلمة سيئة بلسان أحدهم عن بلده، أو أهل مدينته...إلخ. وحين نسأل عن العاطفة التي تكون وراء كل هذه الحالات، لا بد أن يعرفها من يعيشها، وهي أنها عاطفة الحب .
ليس هناك ما هو أسمى من هذه العاطفة. فالحب أساس الحياة لا بل الكون. ومن السهل أن نقول أن ما يجمع الأديان والمعتقدات البشرية، هو هذا الحب الذي لولاه لما كان هناك أي نوع من العلاقات بين البشر. ويقولون أن الكون مبني على أساس التناغم بين عناصره، حيث يقوم كل عنصر فيه في الأرض والسماء بدوره، والتناغم مصدره الحب حتماً .
وإذا سألنا عن العاطفة الأكثر تذكيراً بها، وتكراراً واستعمالاً بيننا، وفي أوقات مختلفة، ومن قبل الإنسان العادي والمتعلم، لكانت عاطفة الحب. وهذه حقيقة ملموسة نعيشها فيما بيننا. فنحن لا نتصافح، أو لا نتبادل تحية الصباح أو المساء، أو نتلقى السلام والتهاني، إلا باسم الحب أو يكون الحب هو الأساس في كل ذلك .
وكذلك، فإن ارتباطنا الدقيق بأعمالنا، وإخلاصنا لها، وتعاملنا مع بعضنا البعض بتلك الراحة النفسية، وتعلو وجهنا البسمة، ويغمرنا الرضى النفسي، لا يحصل إلا لأن الحب هو الفاعل هنا.
وإذا تقدمنا بالكلام أكثر، وسألنا عن الدافع الذي يدفع بأحدنا إلى أن يضحي بنفسه دفاعاًعن وطنه، أو بلده، أو مدينته، وعن أهله، وعن أي إنسان لأنه انظلم، فليس هناك سوى عاطفة الحب التي تقوي إرادتنا، وهي إرادة المحبة.
أولا يقولون إن الله محبة؟ أليس لأن الذي يحب ينفتح للآخرين، ويعطي دون مقابل ؟ أليس الحب هو الذي يجعلنا متفاهمين، وبيننا الاحترام المتبادل؟ أليس الحب هو الذي يساعدنا في أن نتعلم ما يؤذينا جميعاً فنبتعد عنه، وما يفرحنا جميعاً، فنحرص عليه ؟ وعندما يلتزم كل منا حدوده في علاقاته بالآخرين، حتى داخل بيته، حيث يسود الوفاق والوئام والتقدير، ويصغي بعضنا إلى البعض ففي كل ذلك يكون الحب وليس غير الحب !
وحين يكون الحب نبراسنا، فإنه يسهل علينا أن نفرح لما يفرح جارنا، أو قريبنا، أو لأي كان، حين ينجز عملاً ويكون فيه الخير، كأن يبني له بيتاً، أو ينجح في المدرسة، وهكذا تكون العلاقات الاجتماعية، بسبب هذه القيمة الكبيرة جداً في حياتنا.
ليس هناك ما هو أهم من الحب. بالحب يمكننا تحمُّل بعضنا البعض، مثلاً، أن نسامح أحدهم إذا أخطأ، أو نطلب منه السماح، ويمكن أن نتحمل تعب مسؤوليات كثيرة، لأن وراءها راحة نفسية للذين نقوم بواجبنا نحوهم، وحين يأتي التقدير منهم، نكون أكثر نشاطاً للقيام بالعمل .
والذين درسوا عاطفة الحب هذه، حب الأبوين لأولادهم، وحبنا جميعاً لبلدنا ،ودفاعنا عنه، وحبنا للنظام، في علاقاتنا الاجتماعية، وضبط الوقت، وفي كل مجالات الحياة في كل ذلك يزداد الحب عمقاً ويعني ذلك أن الحب لا حدود له، إنما يكون في عمقه ووساعته، وفي طيب معناه وفي حلاوته، بقدر ما نساهم معاً في بناء بلدنا، ونحمي مجتمعنا من كل من يريد بث التفرقة فيه .
إنها أشياء بسيطة جداً يعرفها كل واحد منا، نسمع بها ونعيشها، ولكني أردت أن آتي على ذكرها لأهميتها، ولحاجتنا الكبيرة إلى عاطفة الحب، ولأن هناك من يتحدث بيننا، أو يعمل ويعتبر ذلك حباً، وهو حب شخصي، أي أنانية، وهي لا تنفع حتى صاحبها.
وأخيراً، يقولون إن الحب نور. فهل هناك ما هو أعظم من النور الذي ينير قلوبنا، وينير طريقنا؟



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الخامسة للريفراندوم
- نحو كلمة إيزيدية جامعة
- مأساة الإيزيدية المستمرة
- البارزاني تاريخنا
- حب المكان الأولي
- هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى


المزيد.....




- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - عاطفة الحب