أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصراع ( السني ) ( الشيعي ) على نظام الخلافة الاسلامية .















المزيد.....


الصراع ( السني ) ( الشيعي ) على نظام الخلافة الاسلامية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا انّ جميع المشتغلين بالشأن السياسي العام الإسلامي ، متأكدون انّ الخلافة لم تكن دولة بمفهوم الدولة كما هي متعارف عليها . بل في نظام الخلافة كان هناك الخليفة ، وكان المريدون من المقربين والأكثر مقربين ، وكانت الشعوب التي كانت تعيش نظام الرعية ، وليس نظام المواطنة الذي لم يكن قد ظهر بعد ، عبارة عن رعية مرتهنة لمشيئة الخليفة وحاشيته وليس للحق والمواطنة . ففي أثينا المدينة الفاضلة ، كانت الأقلية المترفة تشتغل بالعقل وبالفلسفة ، وبالمقابل كان هناك العبيد الذين كانوا يخدمون الحكام والفلاسفة الذين يشتغلون بالعقل .. ان نظام الخلافة يشبه الأنظمة الإمبراطورية ، إمبراطورية روما ، وبيزنطة ، وفارس ، وتشبه نظام السلطنة حيث يوجد شخص السلطان ، ويحيط به المقربون والاقرب من المقربين ، والباقي مجرد رعايا يعيشون في كنف السلطان الذي يسود ويحكم لوحده . كما ان في الامبراطوريات كان يوجد الامبراطور والاتباع ، والشعب لم يكن شعبا ، بل كان عبارة عن رعايا عبيدا مجندين للتصفيق ولخدمة الامبراطور .
اذن إنّ نظام الخلافة لم يكن دولة التي تم تأسيسها أول مرة مع معاوية ابن ابي سفيان ، الذي أسسها بالسيف ، وحولها الى نظام حكم جبري لا يتردد في قطع رؤوس المخالفين والمعارضين ، وممن ثاروا عليه وعلى طغيانه واستبداده . فالفرق بين الخلافة وبين الدولة التي أنشأها معاوية ، كان في الشكل وفي البناء الهرمي ، أما من حيث الزجر والتعذيب والقتل ، فلا خلاف بين نظام الخلافة ، ونظام الدولة الاموية التي عندما تجاوزت كثيرا في طغيانها ، كان ذاك التجاوز عاملا في تحريك معارضيها من مختلف الشعوب المستعمرة ، ومن المعارضين من أهل الدار ، الذي كان سبب هلاكها وسقوطها . فالدولة الظالمة حتميتها السقوط ، بخلاف الدولة ( الكافرة ) التي يروا إمكانية إصلاحها ( بالدعوة ) وليس بالتنوير .
ثانيا . ان الصراع بين دعاة الخلافة ، وبين الحداثيين ، والديمقراطيين ، والليبراليين ، هو صراع فكري وتنظيمي ، ويتجسد هذا الصراع في أحيان كثيرة ، في صورة العنف لفرض الامر الواقع ..لكن انّ هذا الصراع الفكري الذي قد نقول أنه بدأ مع السيد قطب ، ضد الأنظمة القومية والماركسية ، يشكل نقطة في البحر الهائج ، الذي هو الصراع الشكلي التنظيمي بين أهل الدار المفروض أنهم ينتمون الى الإسلام ، وهم ( السنة ) و ( الشيعة) ، وهو الصراع الخطير الذي تطور مرة أخرى ليصبح صراعا باسم القرآن ، ومرة باسم السنة ، المفروض انهم ينتمون الى ( القرآنيين ) والى ( السنيين ) أنفسهم ، فسادت لغة التخوين وتطورت الى لغة التكفير ، التي بررت القتل ، والشنق ، والاعدامات على الشبهة ، وليس فقط على الفعل .
لكن اذا عدنا الى القرآن الذي يحتكم اليه هؤلاء في تبرير جرائمهم ، وإعطائها مشروعية دينية تغلف عقل العامة ، فإننا لا نجد تسميات من قبيل ( سني ) ( شيعي ) ، بل نجد فقط الإسلام . وهذا دليل وحجة على انّ الصراع الذي يدور بين ( السنة ) وبيت ( الشيعة ) وبين ( السنة ) وبين ( القرآنيين ) وبين ( التكفيريين الجهاديين ) ، ليس بصراع حول الاختلاف في فهم واستيعاب مفهوم النص القرآني ، الذي مزجوه بالاحاديث الممزوجة بالخيال . فما يسمى ب ( السنة ) مشكوك في صحته من قبل أكثرية المشتغلين بالدين نفسه ، ومن قبل الاتجاهين المتعارضين ( سني ) شيعي ) و ( سني ) ( قرآني ) . فاذا كان النبي يُوصف بالأمّي المرادف للجاهل بلغة العصر عندنا ، فكيف له بكل هذه الاحاديث والسلوكيات المطعون فيها من قبل أهل الدار أنفسهم ، قبل معارضيهم من الاتجاهات الديمقراطية ، والتقدمية ، والأيديولوجية التي تحتكم الى العقل وحده دون غيره . وهذا يعني ان الصراع بين فرق أهل الدار ليس دينيا ، بل هو صراع على الجاه ، والمال ، والسلطة ، والنفود ، والجواري الحسان ، وحوري العين في الدنيا لا في الآخرة . وقد كان الانقلاب التنظيمي الذي عرفه مؤتمر " سقيفة " ، من جهة سبباً في بروز ما يسمى ب ( السنة ) و ( الشيعة ) ، وكان من جهة أخرى دليلا على انّ الصراع ، كان سياسيا من أجل الثروة ، ولم يكن عقائديا .. رغم ما أصاب القرآن من تحريف بإضافة آيات ، والتشطيب على أخرى تُعجب او لا تُعجب المتصارعين سياسيا ، وتُعجب او لا تعجب الحكام باسم مشروعية التمثيلية الدينية التي كانت وحدها ترسم طريق الغنى ، والنهب ، والجبر ، لإذلال المخالفين والمعارضين من مختلف الشعوب المستعمرة ، ومن مختلف الثوار من أهل الدار .
فما يسمى بالصراع ( السني ) ( الشيعي ) ، و ( السني – الشيعي – القرآني ) و ( التكفيري الجهادي ) ، هو في حقيقته وفي أصله ، صراع مصالح ، ونفود ، وسلطة ، وجاه ، ولم يكن في يوم من الأيام بصراع عقائد ، أو كان صراعا حول مفهوم النص ..
فرغم مرور أكثر من 1400 سنة عن مؤتمر " سقيفة " الذي سرق الحكم ، لا يزال الصراع على أشده الى اليوم ، يدور حول حب السلطة ، والحكم ، والسيطرة ، باسم عظام رميم مر على موت أصحابها أكثر من 1400 سنة ..
وقبل معالجة أصل الصراع لوضعه أمام صورته الحقيقية ، سنسرد ما قد نعتبره بالاطار الأيديولوجي ( العقائدي ) او الإرث ، الذي تبني عليه كل الفرق المتصارعة أحقيتها ووجهة نظرها في نظام الخلافة مرة ، وفي نظام الدولة الإسلامية في شكل جمهورية إسلامية مرات ، لأنه اذا كان من الممكن بناء دولة إسلامية بالدعوة ، او بثورة ، او بانقلاب ، فان إعادة بناء نظام الخلافة الكوني وليس الدولتي المحلي ، يعتبر في العصر الحالي من قبيل المستحيلات ، لان نظام الخلافة كوني ، ولان استمرار الكون مشروط بالدعوة الى الحق في الاختلاف مع المشاريع الخارجة عن منطق العصر .
اذن ما هي الأحاديث والمشكوك فيها ، والنصوص القرآنية التي تشرعن لنظام الخلافة ، وتجعل جميع الاسلامويين ، يجمعون ، على ان المنتهى ، والمبتغى ، والمنتظر ، والحتمي الحصول ، هو نظام الخلافة التي لا ريب فيها .
وردت آيات في القرآن تم توظيفها سياسيا وليس عقائديا ، ووردت أحاديث يسمونها شريفة ، وهي مشكوك فيها ، ومنسوبة الى النبي كلها ، أيْ الآيات والاحاديث التي تتغنى بنظام الخلافة والإمامة ، ويتحجج بها ( السنة ) ك ( الشيعة ) ، وهم أغلبية قاعدة الصراع ، كما يتحجج بها أكثراً ، التكفيريون لتبرير المشانق ، والقتل ، والتعذيب، وكل أشكال الرعب المستخرجة من الإرهاب للسيطرة على الدولة .
يقول النبي " خيار أئمتكم ، الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتُصلّون عليهم ويُصلّون عليكم ... " . حديث مشكوك في صحته . كما ان الطاعة هنا واجبة بالقرآن والسنة .. يلاحظ هنا ان ربط وجوبية الطاعة بالقرآن والسنة ، استعملت للإخضاع ، أي إخضاع الرعايا للإمام المستبد والطاغي ، واستخدمت لتبرير الجبر ، والاستبداد ، والطغيان، وشرعنت المشانق . وهذا الحديث كذلك يبقى مشكوكا فيه ، لأنه من إنتاج بنات أفكار فقهاء الحكام السلاطين ، لنفي ، ولتجريم أيّة معارضة لهم ، ولو كانوا جبابرة طغاة وحكام ظالمين .
وبالرجوع الى القرآن نجد الآية تقول : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " . فالمتمعن في هذا النص المرفوض في الأنظمة الديمقراطية ، وعند الديمقراطيين التقدميين ، والتنويريين ، والليبراليين ، والقوميين ، والماركسيين ، سيجد انّ له علاقة بالحديث أعلاه ، مما يستدعي القول . هل الحديث أعلاه مستمد من نص الآية هذه التي تدعو الى الطاعة العمياء ، والى الخضوع باسم القرآن ، لإجبار الناس على طاعة الامام ، حتى لو كان جائرا وظالما ، وعدم الخروج عن طاعته تحت أي مسمى او شكل من الاشكال .. والسؤال . هل القرآن ومنه الحديث هذا ، يدعو الى نظام الجبر والطغيان ، وهل القرآن والحديث هما ضد حرية الفكر والابداع ، والاسترشاد بالعقل بدل النقل . أي أن القرآن والاحاديث هم ضد الدولة الديمقراطية ، ولو في شكلها الكوني المعتمد من قبل اغلبية دول العالم . ؟ وفي هذا الصدد ( يقول ) النبي لتركيز نظام الجبر والطغيان ، وهو حديث مشكوك في صحته كذلك ، لتناقضه بين جمالية الحديث ، وبين صحة أمية النبي " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " والبيعة هنا تعني ربط القاعدة بشخص لا بمؤسسات . وفي حديث آخر يقول والقول دائما مشكوك فيه غير صحيح " إذا مررت بأرض ليس فيها سلطان ، فلا تدخلها ، إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض " . فإذا أخذنا بعين الاعتبار انّ دولة سلطانية التي على رأسها سلطان لم يكن في ذاك الوقت ، فما المعنى من استعمال كلمة سلطان في هذا السياق ، غير السلطة والحكم الذي دار من اجله الصراع ابّان نظام الخلافة ، واثناء الدولة الاموية التي يمكن اعتبارها سلطنة لو جاءت قبل نظام الخلافة . وخطورة الحديث هي حين ربط السلطان بظل الله ، أيْ المجسد لله ، وبرُمْح الله الذي يعني تبرير الاستبداد والطغيان بحدة السيف والرمح الرادع للمعارضة بأشكالها المختلفة ..
إذن انطلاقا من هذه الاحاديث والآيات على علتها وما اكثرها ، لأنه مشكوك فيها والحديث ليس بالصحيح ، لان المفروض في الله انه يحب للبشر الخير ، وليس الشر ، والقهر ، والجبر ، يتضح ان نظام الخلافة في الإسلام ، هو أبعد من نظام الدولة الإسلامية ، بسبب الاختلاف بين الكوني والمحلي . ورغم استحالة الوصول اليها للأسباب المشار اليها أعلاه ، فان جميع حركات الإسلام السياسي ، ومختلف الحركات الاسلاموية ، يعتبرون الخلافة واجب شرعي ، وفرضي ، والزامي . وان القول بخلاف ذلك يشرعن لمختلف ممارسات ، القمع ، والقتل ، والتقتيل ، والإرهاب الذي يكفر كل مخالف ولو من وسط أهل الدار .
اذا كان تجار الدين والمتأسلمون يجمعون على نظام الخلافة كنظام حتمي يشتغلون عليه ، رغم انّ حقيقة أصل الصراع يدور حول الجاه ، والنفود ، والحكم ، والسلطة ، والجواري الحسان ، وحوري العين ، والاستئثار بالشأن العام ، لبسط اليد على الدولة ومنه على المجتمع ، ولا علاقة لهذا الصراع بالشأن الديني العقائدي .. ، فان الخلاف ينشب حول منْ له الحق في نظام الإمامة والرعية ، وقيادة ( الدولة ) باسم نظام الخلافة ، أي من هو مؤهل شرعيا وله الحق في إمامة الرعايا وولايتهم ، لان في نظام الخلافة لا معنى ، ولا وجود لشيء يسمى بالشعب وبالمواطنة .. " يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم " . والطاعة مرادفها الخضوع والركوع ، والتسليم طواعية ، وليس المناقشة ولا طرح السؤال . ثم على أيّ مذهبية ومنهجية سيتم بناء نظام الخلافة ؟ وما هي الشروط التي يجب ان تتوفر في شخص الخليفة الأكبر ثقلا وحجما من رئيس الجمهورية الإسلامية .
هنا سنجد ان السياسيين ، وليس العقائديين ، لان أصل الصراع سياسي وليس عقائدي ، انقسموا الى مذاهب ، وفرق ، ومدارس كلامية وفكرية مُتكلّسة ، بعد ان كانوا قبل مؤتمر " سقيفة " الانقلابي شَبهُ أمة واحدة ، لان الصراعات السياسية كانت على أشدها حتى أثناء الخلافة ، والدليل ان الخلفاء وصحابتهم ماتوا بخنجر غدر من قبل الثوار المعارضين ، وهم يؤدون صلاة الفجر في الجامع .
فكل خلاف وقع بين المشتغلين بالشأن العام السياسي ، سواء في الفقه او في تفسير القرآن ، او السنة ، منشأه وسببه التسابق على الخلافة والامامة . فبمجرد ما ( انقطع الوحي ) من السماء ، لان ما ينزل من السماء مجرد البراد ، والشتاء ، والثلوج ، بموت النبي ، حتى ( تمزق ) جسد الامة الذي لم يكن واحدا في الحقيقة ، قدداً قدداً .. والصراعات السياسية مع الشعوب المغزوة ، والصراع بين اهل الخلافة الذي انتهى باغتيال الخلفاء غدرا ، هو دليل ان الامة لم تكن كذلك واحدة موحدة ، بل كان تعايشا مفروضا بحد السيف والجبر ، وهكذا سينقسم هذا الصراع بعد انقلاب مؤتمر " سقيفة " الى جبهتين متناقضتين متصارعتين : جبهة أهل ( السنة والجماعة ) وتفرعاتها اليوم الى إخوانية وتكفيرية ، وجبهة الشيعة بفروعها المتعددة .
فأهل ( السنة ) يقولون : إنّ النبي توفي ولم يعين أحدا خلفا له للخلافة ، ولكن ( أهل الحل والعقد ) الانقلابيون من ( الصحابة ) ، اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، وولوا امرهم أبا بكر الصديق ( لمكانته ) عند الرسول، لا لتجربته وتكوينه ، ولان الرسول ( إستخلفه ) في الصلاة ايام مرضه ، فقالوا : رضيه رسول الله لأمر ديننا فكيف لا نرضاه لأمر دنيانا ؟ ...
اما ( الشيعة ) فيرون عكس ما يراه ( السنة ) ، وعند تصفح كتبهم المعتمدة ، والاطلاع على اذلتهم وحججهم ، تجدهم يبرهنون ويدافعون عن أحقية علي في الخلافة ، وفي خلافة المسلمين بعد وفاة النبي ، ويعلنون ما ذهبوا اليه بقولهم : لا يليق بجلال الله تعالى ان يترك أمة بدون راع ، وخصوصا إذا عرفنا ان النبي كان يخشى على أمته الفرقة والانقلاب على الاعقاب ، والتنافس على الدنيا حتى يضرب بعضهم بعض .. ههه وضربوها فعلا .
لذا فالشيعة الإمامية ، يؤكدون بان النبي عيّن عليا للخلافة ، ونص عليه في عدة مناسبات ، وأشهرها في " غدير خم " ، وهو عائد من حجة الوداع حيث قام مخاطبا في الناس وقال : ( أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ قالوا : نعم . فقال . من كنت مولاه فهذا مولاه ، أي ( علي ) . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ... ) وهو حديث مشكوك فيه كذلك ، لأنه يدعو الى الاستئثار بالحكم ، والسلطة ، والجاه ، والنفود لفريق ضد فريق ..
من جانبنا نسوق هذا الكلام ليس من اجل ان نحيي العظام وهي رميم ، او نخرج التقاة منهم من قبورهم ليشهدوا لنا او علينا ، بل لنذكر بما فعلته المذهبية المقيتة ، والطوائف الإسلامية المتنطعة في بعضها البعض بسبب تسابقهم على هذا المنصب السياسي الخطير والحساس .
تَم قتل الحسين بعد أن قام بثورة ضد معاوية بن يزيد ، وقُتل ( الامام ) زيد بن علي عند خروجه على الخليفة هشام بن عبد الملك . ولمّا قام ابنه يحيى يطالب بحق أبيه قُتِل هو الاخر . ولمّا قام ابنه عبد الله يطالب بحق آبائه واجداده قُتِل كذلك . ولما قام محمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية بثورة ضد الخليفة المنصور ، ناصره أبو حنيفة في دروسه ، فعرض عليه منصب القضاء والإفتاء ، ولمّا رفضه سجنه حتى مات في سجنه . وكذلك ترتب على خروج عبدالله بن الزبير ضد الحجاج الذي سجنه ومات في سجنه ..
لقد كانت اكبر كارثة سجلها التاريخ السياسي للخلفاء الامويين ، عندما قام الثائر عبد الرحمن بن الأشعت بثورة ضدهم ، بسبب مظالم الحجاج بن يوسف الثقفي الذي سجن ( 120 ) الفا من الثوار ، ومنع عنهم الطعام والشراب في السجن ، حتى ماتوا وذابت أجسادهم من شدة حرارة السجون ..
لقد قُطعت رؤوس آلاف من الناس من أجل منصب الخلافة ، وما زالت تقطع الى اليوم . فتفجير الأسواق الشعبية بالعراق ، وتفجير شوارع دمشق ، وتفجيرات الصومال ، والاعدامات والمشانق المنصوبة باسم الخلافة ، لشاهدة ان الهدف من الدعوة الى الخلافة ، هو بهدف السيطرة على الثروة ، والجاه ، والسلطان ، والجواري الحسان ، وحوري العين في الأرض لا في الجنان .. كما حملت الدعوة الى الخلافة ، شعارات براقة وجميلة من قبل منظمات الإسلام السياسي قاطبة ، تتبنى في ظاهرها العدل ، والمساواة ، والحرية .. وتخفي في باطنها المكر ، والخداع ، والنفاق ، والهرولة الى المصالح الشخصية .. وهي نفس الشعارات البراقة رفعتها التيارات الماركسية والقومية المختلفة باسم العدل ، والحرية ، والمساواة ، لكن ما أبانت عنه التحولات التي حصلت من بعد ، بيَّن ان الخداع ، والنفاق ، والمكر كان هو المُبتغي والنهاية ، وليس الحرية والعدل والمساواة المفتري عليهم ..
تطْلُبْ منّا الحركات الاسلاموية المختلفة ، ان نعيش معها في أحلام دوخة الخلافة الإسلامية على منهاج ( النبوة ) ، لكن لم يوضحوا لنا ما هو برنامجهم ، وما هو مفهومهم للمواطنة ، وأوضاع غير المسلمين في ( دولة المسلمين ) او العكس . كما لم يوضحوا ما هو موقفهم من الاقتصاد ، والمعاملات التجارية العالمية ، والبنوك الربوية ، ومن الاتفاقيات الدولية .. وكيف يمكن حل القضية الفلسطينية التي يتجاهلونها بالمرة ، ويستعملونها لاستقطاب الاتباع ، وجلب المناصرين والمتعاطفين . كما ما موقفهم من القانون الدولي ، ومن المنظمات التبشيرية في أوطان المسلمين .. وموقفهم من الفن ، والابداع ، والآثار ، والسياحة .. وحتى من التيارات الإسلامية التي لا تتماشى وايديولوجيتهم المعتمدة سراً وعلناً ..
كذلك لم يبينوا لنا كيف ستتم هذه الخلافة ، وعلى أي منهجية ،هل على شاكلة الخلافة الإسلامية في العراق وسورية ( داعيش ) ، او على شاكلة ( إمارة ) طالبان أيام حكم المُلاّ عمر ، او على شاكلة الدولة الأفغانية اليوم ... الخ .. وهل هي ممكنة في زمن الفتنة والخذلان الحالي ، والضعف البنيوي الإسلامي .. ومن يستحق انْ يكون خليفة المسلمين . هل أسامة بن لادن ونائبه الظواهري قبل تصفيتهما .. هل من إستخلفهما .. هل البغدادي .. هل العبادي خليفة عبد السلام ياسين .. هل عبد الكريم مطيع مؤسس الشبيبة الإسلامية .. هل الفزازي الطنجاوي الذي تخلى عنها بعد ان ارتمى في حضن دولة الامارة ، والامامة ، الدولة الرعوية .. أم أمير جماعة الدعوة والتبليغ العالمية ... أم مرشد الاخوان في مصر .. أم امراء السلفية الجهادية التكفيرية .. أم من الشيعة الامامية ، أم الزيدية .. أم جماعة الاحباش اللبنانية .. ام أمير الكَرْكررين جماعة تجديد ههه الإسلام بوجه عام .
إذا كانت حركات الإسلام السياسي بمختلف تلوينها قد فشلت فشلا ذريعا ، وعلى جميع الأصعدة الثقافية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية .. ، حتى انّ الشعوب فطنت لخبثها ومكرها ، ولم تعد تعيرها أيّ إهتمام ولا أهمية ، كباقي التيارات السياسية الأخرى ، ولا يرجى منها خير، و لا إصلاحات ، ولا صلاح ، ولا نفع ، وخير دليل النتائج الكارثية التي حصدها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، الامر الذي زاد من شعبية إسلام الدولة السلطانية بفعل الأمية ، وبفعل الجهل المركب ، لا الإسلام الحركي الذي أدى بالآلاف من الشباب الى الضياع ، بالموت في العراق وفي سورية ، والدخول الى سجون الأنظمة ، بسبب جرْيهم وراء أحلام زعماء الكراهية ، والحقد ، والفتنة من أمثال السرطاوي ومن امثاله من الحربائيين المنافقين الداعين الى الدم .. وعندما تيقنت هذه الجماعات الترهيبية ، والارهابية ، والديماغوجية ، بأنّ مشروعها الخيالي تعرض للانكسار والتراجع حد الإفلاس ، بالقضاء على الدولة الإسلامية ( داعيش ) في سورية والعراق ، وتحول إمارة أفغانستان الى دولة أفغانستان ، إرتمى العديد منهم في أحضان الإرهاب الاسلاموي الأوروبي ، الذي سجل كوارث في قتل الناس الأبرياء ، كما حصل في فرنسا وفي بريطانية ، فتملك عقلهم العنف الاعمى الذي انتهى بهم الى النفق المسدود ..
الى جانب هذا الإسلام المتطرف للجهاديين والتكفيريين ، والإخوانيين ، باسم الخلافة الإسلامية ، هناك نوع من الإسلام الموجود فقط في دولة السلطان ، أمير المؤمنين ، والإمام المعظم ، والراعي الأول والوحيد في دولته الرعوية ، هو إسلام الاحلام والرؤى التنويمية ، لاستمرارية المسيرة الإسلامية . وهذا النموذج الأخير تمثله جماعة العدل والإحسان ، حيث أصبحت الرؤى والاحلام دستورا ونصوصا شرعية ، على ضوئها يفهم الواقع ، وتحدد الاستراتيجيات .. مما أثار استهزاء بعض الأطراف السياسية ، والرموز العلمية في البلاد . كما ان هذه الاحلام والرؤى ، خلقت شرخا داخل الجماعة ، دفع بالكثيرين من مُردييها الى الجفاء منها ، وخصوصا تلامذة الدكتور البشيري ، الذي كان يرى في هذه المبشرات ، والرؤى ، والاحلام ، مجرد أضغاث أحلام ، ونوعا من تلبيس إبليس ، وإنها بعيدة كل البعد عن منهج السلف الصالح وضوابط الجماعة في بدايتها .
وفي هذا السياق من المبشرات ، والرؤى ، والاحلام الخرافية ، تعتقد جماعة العدل والإحسان أنّ المسلمين في تاريخهم لم يعرفوا أية خلافة بعد علي بن ابي طالب ، وانّ اشكال الحكم التي أتت بعد ذلك ، كان مجرد دكتاتورية جبرية مغلفة بعباءة الإسلام ، وانّ الخلافة التي ستتلو خلافة علي ، هي خلافة زعيم الجماعة الأستاذ العبادي من بعد الشيخ عبد السلام ياسين ، وهذا ما أكده العبادي عندما يعترف انّ الجماعة تشتغل على مشروع الخلافة كما كانت قبل مؤتمر " سقيفة بن ساعدة " الانقلابي ، وسبق انْ أكده منير الرگراگي زوج نادية ياسين ابنة الشيخ عبد السلام ياسين التي اختفت عن الأنظار ..
وقد تواترت الكثير من الروايات في هذا الاتجاه ، وما فتئ أعضاء مكتب الارشاد يرددون بين الأعضاء ، ان النبي بشر اتباع عبد السلام ياسين ومن بعده العبادي بالنصر ، وانه تصفح كتاب ياسين " المنهاج النبوي " وأثنى عليه ، وانّ هذا الكتاب هو أصح كتاب بعد القرآن ..
إننا اذ نسوق هذا النموذج ، ليس من أجل تشويه جماعة العدل والإحسان ، وإنما للتأكيد على ما وصلت اليه حركات الإسلام السياسي ، على اختلاف ألوانها وأشكالها ، من تخبطات فكرية ومنهجية بهلوانية ، في فهم النصوص الشرعية وتأويلها الخطير لنصوص القرآن و( السنة ) ، مما يدفع لتوجيه الدعوة الى الشباب المسلم الى نبد ، والابتعاد عن التطرف الديني ، والتمسك بالمنهج الإسلامي الوسطي والمعتدل .. إسلام التعايش والمحبة ، لا اسلام الحقد ، والضغينة ، والتطرف ، إسلام المدنية والحضارة بمفهومها الشامل ، حيث عاشت تحت كنفه طوائف المسيحية بتلاوينها ، واليهودية وأطيافها ، وحتى الزنادقة والفرق الإلحادية واللاّدينيون وجدوا حريتهم في الإسلام المعتدل .
والسؤال . هل كانت حقا الخلافة راشدة ، وكان الخلفاء راشدون .. وكيف نفسر سقوطهم بالاغتيال من قبل معارضيهم من اهل الدار ، ومن ثوار الشعوب التي استعمرت ارضها ، وسلبت نسائها ، وسرقت ثروتها ... ثم لماذا انقلب ( أمير المؤمنين ) معاوية بن ابي سفيان ، على نظام الخلافة ، واسس مكانها لأول مرة دولة بالسيف والجبر ، لم تختلف في فاشيتها الاثوقراطية عن فاشية الخلافة الإسلامية ..
وهل العصر الحالي الذي يسيطر فيه سلاح الانترنيت ، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وتوجد به أسلحة الرعب من نووية ، ونيترونية ، وهدروجينية ، والمواصلات ... سيقبل بنظام الخلافة بالشكل الذي ساد عصر الخلافة ..
ان الصراع الذي دار باسم الخلافة في مؤتمر " سقيفة بن ساعدة " ، لم يكن اصله اختلافاً في فهم وتفسير النص القرآني ، بل كان اصله الحكم والسلطة للسيطرة على الثروة .. وبما ان الوصول الى نظام الخلافة يصبح من اكبر المستحيلات ، كان أولى بالشباب المسلم انْ لا يكون ضحية هذا الصراع ووقوده ، لخدمة مشاريع وبرامج تجار الدين الذين يوظفون الدين من اجل الثروة .. ولنا مثال حيّ عن شعارات حزب العدالة والتنمية قبل دخوله الحكومة ، وكيف انقلب على هذه الشعارات واصبح ضدها عندما دخل حكومة السلطان ، وشرع في تنفيد برنامج ومخطط لا علاقة له بالبرنامج والمخطط الذي كان يتغنى به لاستمالة العقول الضعيفة ..
ان الصراع الذي يجب على الشباب المسلم ان يخوضه ، هو الصراع من اجل الدولة الديمقراطية المدنية ، التي تحفظ حقوقه وتضمن مستقبله . اما استمرار الصراع من اجل خلافة هلامية مرة باسم الخوارج ، ومرة باسم القرامطة ، ومرة باسم الازارقة ، ومرات بالدعوة الى التيار السلفي الرجعي الذي مثله الاشاعرة والحنابلة ، ووصل ذروته على يد الغزالي .. سيكون بالأمر المستحيل والمرفوض ، وسيكون مزايدة تعطل اصل الصراع الحقيقي ، وتحرفه عن صوبه الصحيح الذي هو الدولة الديمقراطية لا الدولة الدينية العنصرية . للأسف تم ويتم تعطيل العقل الهيوماني التنويري كما أسس له الكندي ، والفرابي ، وابن سيناء ويتم الارتماء الاعمى في الحضن الرجعي المتزمت سبب بلاء ومصائب العالم العربي والإسلامي ..
ومرة أخرى فالخلاف الذي ساد في تلك الفترة لم يكن بالخلاف الفكري او المذهبي ، بل كان خلافا وتعبيرا سياسيا عن مواقف سياسية من اجل السيطرة على الدولة والمجتمع ، ومنهما السيطرة على الثروة ..
وللأسف فالحركات الإسلامية اليوم ، يرجع لها الفضل الأكبر في اظهار تخويف الغرب من الإسلام الوسطي والمعتدل ، الذي لا يُعلّم المسلمين إدارة ظهورهم لباقي دول العالم ، كما لا يأمرهم بالتبشير بالكراهية ، او بارتكاب جرائم ضد الإنسانية .. كما يفعل أصحاب العقول المفخخة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة قضية والقضية هي التغيير
- النظام السياسي المغربي نظام سلطاني مخزني وبوليسي بامتياز
- عودة اليمين الى الحكم في الولايات المتحدة الامريكية ، وفي اس ...
- إدارة الفايسبوك
- إعلان طنجة لطرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الافريقي . رق ...
- دور ووضع الجيش من دور ووضع الشعب .
- نحو بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام – دولة الشورى . الش ...
- المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو . 13 و 14 و 15 و 16 ينا ...
- تحليل قرار مجلس الأمن رقم 2654 الصادر يوم الخميس 2022/10/27 ...
- خبر . المغرب يتجهز لاستقبال لقاء مغربي ، اسرائيلي ، امريكي ، ...
- هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر ...
- أزمة روسية ، أم أزمة أوكرانية
- العلاقة بين السياسة والحرب
- - الاتحاد الوطني للقوات الشعبية - - المهدي بن بركة - - 29 اك ...
- ( معارضة ) الخارج . ( معارضة ) الداخل
- الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجم ...
- الحسن الثالث . عودة قوية وميمونة للأميرة سلمى بناني .
- هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل ال ...
- رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين من تعبئة ثلاثمائة الف جندي ...
- الصراع داخل القصر السلطاني


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصراع ( السني ) ( الشيعي ) على نظام الخلافة الاسلامية .