أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر في نونبر القادم ؟















المزيد.....


هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر في نونبر القادم ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما الصحافة الأجنبية تصنع الحدث ، وكالمرة السابقة ، وكمرات سابقة ، تأتي اخبار المغرب عن طريق الصحافة الأجنبية ، خاصة الفرنسية ، والاسبانية ، والأمريكية ، والإسرائيلية . فالمجلة Jeune Afrique الذيلية للنظام المغربي ، هي من زفت خبر حضور السلطان المغربي محمد السادس اشغال القمة العربية ، التي ستنعقد الشهر المقبل بالجزائر ، وبعدها أُطلق العنان مباشرة للصحافة والمواقع الالكترونية المغربية بنشر الخبر .
المجلة الفرنسية الذيلية للنظام المغربي Jeune Afrique ، تزف خبر حضور السلطان المغربي ، لأشغال القمة العربية القادمة بالجزائر . لكن النظام المغربي مثل المرة السابقة ، لم يصدر عنه ما يؤكد او ينفي حضور السلطان . فالأمور الى الآن قد نقول انها غامضة شيئا ما . لكن من خلال تحليل المعطيات المتوفرة الى الآن في الساحة ، قد نجزم بموقف النظام المغربي الحقيقي الذي هو مقاطعة القمة ، وليس حضورها بوزير الخارجية ناصر بوريطة ، او الوزير الأول ، فأحرى ان يحضرها السلطان شخصيا . والسؤال هنا وفي ظل سكوت النظام المغربي عن خبر Jeune Afrique . هل الخبر من صنع المجلة المذكورة ، دون استشارة أصحاب القرار المغاربة ، ومن ضمنهم وزارة الخارجية المغربية ، او الديوان السلطاني لمحمد السادس ، ام انّ جهات داخل النظام ، هي من سربت الخبر لقريب للمجلة حتى يتم نشره ، ام ان النظام المغربي هو من سرب الخبر الى المجلة ، وترك لها حرية التصرف في نشره دون أي خوف من المتابعة القضائية ، فالإدلاء بخبر خطير من حجم الزيارة الشخصية للسلطان المغربي ، دون ان يكون النظام من وراء زف الخبر ، يعني ان المجلة تتحدث نيابة عن النظام وليس العكس .
فهل حقا ان النظام الذي يلزم الى الآن الصمت ، سيحضر القمة العربية المقبلة كما زعمت المجلة ، ام انّ الامر ، أي تكفل المجلة بتسريب الخبر ، فيه إنّ . وهنا يجب ان نستحضر ان حربا ضروسا تدور بين النظامين المغربي والجزائري ، تستعمل فيها جميع الأسلحة ، وخاصة الاعلام ، لإظهار الواقع على غير حقيقته ، او إعطاء صورة مغشوشة للعدو لبعثرة أوراق اشتغاله ، او الترويج لفكرة ما واستعمالها كسلاح لتشويه موقف العدو ، وتوجه له ضربة لم يكن يتخيلها او يظنها على الاطلاق ، وهو يحضر لطبخة المؤتمر كما يحول له ..
فالصمت الذي يلزمه النظام المغربي ، ينبئ بشيء سيحرم الخصم العدو من التلذذ بطعم ينتظره كثيرا ، كما ان سكوت النظام الجزائري ومن دون تعليق ، بعد تسليم رسالة دعوة النظام الجزائري للعاهل المغربي لحضور القمة المزمع انعقادها في الشهر المقبل ، بدوره ينبئ بشيء تتوقعه القيادة الجزائرية في آخر المطاف ، وسيؤثر فيها ، لذلك فهي تحرص حتى الآن على نوع من البراغماتية التي قد تنقد ماء وجهها من ضربة منتظرة للنظام المغربي العدو ، للتقليل من نتائج القمة المرتقبة ، وهي نتائج ستكون اكثر رجعية ، واكثر انبطاحا من نتائج القمم السابقة . لان اغلبية الدول التي ستحضر القمة مطبعة من الدولة العبرية . فباستثناء الجزائر وتونس ، فالباقي مطبع بطريقة او اخرى ، أي مطبع بطريقة مباشرة او مطبع بطريقة غير مباشرة كالسودان ، وموريتانية ، والسعودية ، وقطر .
فهل حقا سيحضر السلطان المغربي محمد السادس اشغال القمة القادمة في الجزائر ، ام ان الحضور سيكون بمستوى ادنى ، على مستوى وزير الخارجية ويرافقه عمر هلال سفير النظام المغربي بالأمم المتحدة ، ام سيكون الحضور ممثلا بالوزير الأول ، او ان النظام سيقاطع حضور القمة ، ولن يحضرها تحت اية ذريعة كانت ، لحرمان النظام الجزائري من انتصار وهمي باسم مؤتمر القمة العربية ، الذي ستكون نتائجه مخيبة ، وتصب في صالح دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني .
ان مرد اشتغال مختلف المواقع والصحف ، بحضور السلطان المغربي مؤتمر القمة ، هو اعتبار انّ الحضور إنْ حصل ، قد يكون لبنة في إعادة الدفء في العلاقات المغربية الجزائرية ، سواء بإعادة فتح الحدود المغلقة منذ ثمانية وعشرين سنة ، ولا بوادر الى الآن بإعادة فتحها بعد جريمة فندق أسني بمراكش في سنة 1994 ، وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين النظامين ، وبين البلدين . وللإشارة فالنظام الجزائري هو من بادر لوحده بإغلاق الحدود ، بعد ان فرض النظام المغربي نظام التأشيرة على الجزائريين الحاملين للجنسية الفرنسية ، والقاطنين خارج الجزائر ، وكان على النظام الجزائري ان يتصرف بالمثل كذلك ، فيفرض بدوره التأشيرة على المغاربة الذين يريدون زيارة الجزائر ، لكن ان يعمد النظام الجزائري بإغلاق الحدود بالمرة ، ومن دون تعليل ، ومن دون العمل بالمثل ، يعني ان النظام الجزائري الكاره للنظام المغربي ، كان يبحث عن القشة التي ستقسم ظهر البعير ، فإغلاق الحدود مثل قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد ، هو اعلان حرب صريح ستستعمل فيه جميع الأسلحة ، وبما فيها سلاح الاعلام ..
ان تأزيم العلاقات بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، ليس وليد اليوم ، او هو بسبب إجراءات لا ترقى الى مستوى اعلان الحرب . ان التأزيم حدث منذ سنة 1962 ، السنة التي حصلت فيها الجزائر على استقلالها ، وسيتطور هذا التأزيم ليصل الى حرب الرمال في سنة 1963 . ورغم وقف اطلاق النار بين الجانبين ، وابرام الصلح بين النظامين ، فالتأزيم استمر حتى وانّ النظام الجزائري ربح الحرب ، لان الأراضي التي نشبت من اجلها الحرب ظلت جزائرية ، والاتفاقيات المبرمة بين النظامين لاستغلال ثروات المنطقة ، رمت بها القيادة الجزائرية في المزبلة ، ولم تعترف بها رغم توقيعها لها . وبما ان الصراع بين النظامين هو صراع وجود ، فقد ظل النظام الجزائري يٌقيّم العلاقات بين النظامين من خلال حرب 1963 ، فما يسيطر على نفسية النظام الجزائري عند تحديد علاقاته مع النظام المغربي ، هو حب الانتقام والثأر من حرب 1963 ، رغم ان الجزائر ربحتها عندما احتفظت بالصحراء الشرقية ، وعندما تحللت من التزاماتها ، ونتائج الاتفاقيات التي ابرمت مع النظام المغربي للاستغلال المشترك لثروات المناطق التي كانت سبب الحرب ..
ان هذا الصراع الذي دام ستين سنة ، منذ استقلال الجزائر في سنة 1962 ، سيستمر ، وسيتخذ اشكالا متقدمة عندما استغل النظام الجزائري نزاع الصحراء الغربية ، ليثأر وليصفي الحساب مع النظام المغربي . فالحرب التي دارت في الصحراء منذ سنة 1975 ، كان منفوخا فيها من قبل النظام الجزائري الذي أصيب بنكسة في واقعة " أمغالا " ، وستستمر الحرب لستة عشر سنة حتى عام 1991 ، ولتتحول من حرب عسكرية مباشرة ، الى حرب دبلوماسية ، وسياسية ، وإعلامية بأروقة الأمم المتحدة ، وبالاتحادات القارية كالاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ... الخ ..
ان أسباب الصراع بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، ليست ثانوية ، او بسيطة يمكن تجاوزها لصالح الاحسن . ان أسباب الصراع بين النظامين الذي دام ولا يزال ستين سنة منذ سنة 1962 ، هو صراع استراتيجي ومفصلي يتعلق بالوجود قبل الحدود . لان النظام الذي سينتصر في حرب الوجود ، سيربح أوتوماتيكيا حرب الحدود ، وسيربح زعامة المنطقة المغاربية بأكملها ، ومن دون منازع ..
فهل في خضم صراع استراتيجي مفصلي ، وكل نظام يستخدم الوسائل المتاحة له لكسب هذه الصراع ، سيحضر السلطان المغربي مؤتمر القمة العربية الذي يتم تنظيمه في دولة نظامها وضع نصب أعينه منذ سنة 1962 ، اسقاط النظام السلطاني العلوية المخزني ؟
وكما شرحنا أعلاه ، فالحرب مستمرة ، وتتخذ لها اشكالا مختلفة ، ولم يسبق ان توقفت ابدا في يوم من الأيام . فهل سيحضر شخصيا السلطان المغربي لتزكية النظام الجزائري العدو الذي يبحث عن رأسه ، ويزكي مؤتمرا لن تكون نتائجه في مستوى طموحات الشعب العربي ، والشعوب التواقة الى الحرية والسلام .
والسؤال . ماذا سيجني وسيستفيد النظام السلطاني المخزني العلوي المغربي ، اذا حضر العاهل المغربي شخصيا ، او اذا حضر على مستوى وزير الخارجية ومعه عمر هلال ، او على مستوى الوزير الأول ؟ وهنا فالمقصود بتغيب السلطان ، وتعويضه بوزير الخارجية او بالوزير الأول ، هو تصرف مقصود ، دليله التقليل من أهمية المؤتمر لانعقاده في الجزائر ، ودليله أيضا المثل المغربي الذي يقول " ديرْ للْمريض خاطْرو " .. فالحضور لن يسمو الى درجة حضور السلطان ، وقيمة المؤتمرات تقاس بالشخصيات التي حضرتها . وبما ان الذي سيحضر ليس هو السلطان ، فقيمة مؤتمر الجزائر لن ترقى ابدا الى اقبح مؤتمر قمة من القمم العربية المنعقدة سابقا .. وهنا يكون النظام المغربي الذي يخوض حربا ضروسا ضد النظام الجزائري ، قد حرم هذا النظام من طاووسيته المزركشة الألوان ، التي سيقامر بها مع الاتحادات القارية ، ويكون النظام المغربي الذي يتحارب ويتصارع مع النظام الجزائري ، قد وجه صفعة لخذ النظام الجزائري لن ينساها ابد الدهر .. و ستعوض سليبات حضور العاهل المغربي السلطان محمد السادس ، مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الجزائر في 2005 ، برئاسة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة ..
اذن ماذا سيستفيد النظام المخزني السلطاني العلوي ، اذا حضر المؤتمر السلطان شخصيا ؟ وما ذا سيستفيد ، او سيخسر اذا قاطع الحضور جملة ، وليس فقط الاكتفاء بعدم حضور السلطان ، وتعويضه بمن يمثله عند حضور المؤتمر ؟
أولا انّ تجرأ وتفرد المجلة الفرنسية الذيلية للنظام المغربي Jeune Afrique ، بزف خبر حضور السلطان المغربي شخصيا مؤتمر القمة ، ومن دون اعلان الدولة السلطانية من خلال أجهزتها الرسمية المخولة ، كالديوان السلطاني ، او وزارة الخارجية ، او وكالة المغرب العربي للأنباء ، عن موقفها من الحضور او من عدمه ، ومن سيحضر ، ليس بالأمر البريء .. فاذا كانت المجلة الفرنسية Jeune Afrique ليست ناطقة رسمية باسم النظام المغربي ، ولا تتمتع بالجنسية المغربية لتتيح لها التعاطي مع الشأن العام المغربي كأي مغربي ، فان خروج المجلة وزفّها خبر حضور السلطان ، ومن دون ان يحدد هذا موقفه الصريح من الحضور ، قد نعتبره من جهتنا نوعا من السلاح القوي المستعمل في الصراع بين النظامين المتصارعين ، المغربي والجزائري ..
ان نشر الخبر من قبل مجلة Jeune Afrique ، لم يأت صدفة ، او هو تعبير عن نزوة للمجلة . بل ان من يقف وراءه ، جهة نافدة لخلط الأوراق ، وإعطاء صورة مغشوشة للنظام الجزائري ليشتغل عليها ، ويبني عليها حسابات ، ويشيّد قصورا ولو فوق الرمال .. حتى اذا ما انتهى النظام الجزائري من خططه ، يكون النظام المغربي قد باغته المباغتة المفاجئة بالمقاطعة ، وليس فقط بحضور ناصر بوريطة ، وتكون حسابات النظام الجزائري التي بناها على خبر Jeune Afrique ، ودون تأكيد الجهات الرسمية المغربية المخولة ، قد تم تفكيكها وارتباكها ، وخاب ظنها وتخطيطها . فخبر Jeune Afrique قد يكون بالون اختبار للنظام الجزائري بإعطائه صورة غير الصورة الحقيقية التي يشتغل عليها النظام المغربي ، ويكون الخبر مقلبا دقيقا للنظام الجزائري الذي ينتظر حضور محمد السادس شخصيا ، او حضور حتى بوريطة ، ليشرع الرئيس عبد المجيد تبون في القاء خطاب من المنصة ، والسلطان المغربي او بوريطة جالس ينصت كالتلميذ . فهل النظام العلوي مازوشي الى هذا الحد حتى يقبل بالإهانة من رئيس ودولة عدوة ، تطالب بنظامه وبرأسه منذ سنة 1962 ...
واعتقد ان سكوت النظام الجزائري عن ابداء موقفه من هذه الاخبار التي تروج ، ولم يؤكدها النظام المغربي ، هو نوع من الحيطة والاحتراس مما قد يطرح في اخر لحظة ، واحتياط للمفاجئات الغير المنتظرة ، والتي ستتحول الى خيبات لسياسة النظام الجزائري ، من النظام المغربي . فالنظام الجزائري الذي يتمنى حضور السلطان محمد السادس ليبهدله ، ويستصغره ، سوف لن يظفر حتى بحضور الوزير ناصر بوريطة ، فأحرى ان يحضر السلطان مع إبنه الأمير الحسن ... لان المثل المغربي يقول : " اللِّي فْراسْ جْملْ فْراسْ الجَّمالة " " واللِّي قرْصُ لحْنشْ كيْخافْ منْ شْريطْ " . فلعبة وزير الخارجية السابق عبدالعزيز بلخادم لن ينساها النظام المغربي . .
لكن النظام الجزائري يكون قد أجاب بالسلب ، عن اخبار حضور السلطان محمد السادس ، عن طريق ذبابه المتصارع مع ذباب النظام المغربي ، وعن طريق المواقع الالكترونية التابع له ، عندما قال الجميع عن حضور محمد السادس " أشْ جَ يْديرْ في الجزائر " ، " محمد السادس غير مرحب فيه في الجزائر " .. وخروج مجلة Jeune Afrique مرة ثانية بخبر الحضور الشخصي للسلطان المغربي مؤتمر القمة ، يدخل في سلسلة الحرب الإعلامية والتّفْخيخية ( فخاخ ) ، بعد كل ما صدر عن المواقع والصحافة التابعة للنظام الجزائري .. أي التغليط ، واربكاك الوضع ، وخلط المفاهيم والتصورات ، ليوم الحسم الذي هو مقاطعة النظام المغربي مؤتمر القمة العربية بالجزائر .. فالحرب مستمرة ، والنظامين المتصارعين والمتحاربين يخوضانها بطريقتهما ، وبوسائلهما المبررة لإيلام العدو ..
اذن مرة أخرى ، والنظام المغربي أكيد انه يفكر بهذا المنطق . ماذا سيجني النظام المغربي اذا حضر محمد السادس شخصيا ، او مثله في الحضور ناصر بوريطة ؟ وماذا سيجني وماذا سيخسر اذا قاطع المؤتمر ، وليس فقط الحضور بشخص ناصر بوريطة ؟
في السياسة الدولية ، تتحدد المواقف والمواقع ، من خلال النتائج الإيجابية التي ستجنيها وتحققها للدول .. وهنا اذا تساءلنا عن النتائج الإيجابية للنظام المغربي اذا حضر السلطان شخصيا مؤتمر القمة المرتقب ، نكاد نجزم انّ الحضور سيكون هزيمة ، وانبطاحا ، واستسلاما للنظام الجزائري الذي يخوض حرب وجود ضد النظام المغربي ، في انتظار حسم حرب الحدود التي ستكون محسومة لمن سينتصر في حرب الوجود ..
انْ حضر السلطان المغربي ، فان حضوره ، من جهة سيزكي ويقوي موقف النظام الجزائري ، ومن جهة لن يحل مشكل الحدود المقفلة ، ولن يرد العلاقات الدبلوماسية الى سابق عهدها ، ولن يحل نزاع الصحراء الغربية عن طريق الحكم الذاتي . وبما ان النظام الجزائري يقف وراء الجمهورية الصحراوية ، ويقف وراء خلق دولة بالجنوب المغربي .. وبما ان النظام الجزائري على علم مسبق انه عند فصل الصحراء عن المغرب ، فان سقوط النظام المغربي يبقى حتمية ، وتشتيت المغرب يبقى مسلمة .. فان النظام المخزني السلطاني المغربي ، سيقاطع حضور القمة ، ولن يحضرها لا السلطان ، ولا من سيمثله كناصر بوريطة . اللهم اذا كان نظاما مازوشيا يتلذذ بمن يعذبه ، فهذا امر اخر ، وشيء اخر ..
ان النظام المغربي المدرك بحقيقية سياسة النظام الجزائري اتجاهه ، لن يعطي للنظام الجزائري فرصة استدراج السلطان ، او وزير ناصر بوريطة ، لحضور مؤتمر سيوظفه النظام الجزائري عربيا ودوليا ، في خدمة اجندته وسياسته التي تدعم مواقفه ، على حساب النظام المغربي عدوه منذ سنة 1962 .
ان حضور محمد السادس سيكون حضور مومياء ، وحضور ناصر بوريطة سيكون حضور إذعان ، وخضوع ، وانبطاح . وسواء حضر السلطان شخصيا ، او حضر عن طريق بوريطة ، فالحضور لن يحل المشاكل والتناحر بين النظامين ، وسيزكي ويقوي من موقف النظام الجزائري ، وهذا امر لن يقبل به النظام المغربي . لذا فان خبر Jeune Afrique قد يكون تغليط القيادة الجزائرية ، واعطاءها صورة مزيفة وغير حقيقية عن الصورة الحقيقية للنظام المغربي ، وقد يكون فخا منصوبا للنظام الجزائري ليشتغل على ضوء الخبر ، فيبني سياسته ومعاملته البورتوكولية اثناء المؤتمر ، حتى اذا انتهى هذا ، أي المؤتمر بتفريش السجاد الأحمر للدولة الجزائرية دوليا ، عاد النظام الجزائري الى التكشير عن انيابه اكثر من التمساح ، وليس الأسد ، ويكون النظام المخزني المغربي قد تجرع السم عن طيب خاطر عند حضوره المؤتمر .. وهذا لن يحصل البتة . فما يجري الآن حرب إعلامية ، لخدمة الحرب السياسية والدبلوماسية ، ومنها إعطاء مشروعية دولية للحرب الثانية التي تخوضها جبهة البوليساريو منذ 13 نونبر 2020 .. لذا فالنظام المغربي الذي يعرف انه سيجني فقط الخسارات من حضور مؤتمر القمة العربية بالجزائر ، وانّ المشاكل بعد المؤتمر ستستفحل اكثر ، لن يحضر القمة لا في شخص السلطان ، ولا في شخص الأمير الحسن ، ولا في شخص ناصر بوريطة ..
ففي عدم الحضور والمقاطعة ، يكون النظام المغربي قد وجه صفعة مدوية لخذ النظام الجزائري ، ويكون قد ربح شوطا في حربه ضد النظام الجزائري الذي بادر الى اغلاق الحدود في سنة 1994 من جانب واحد ، وبادر الى قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد ، وبادر الى الانفلات الأمني والعسكري منذ 13 نونبر 2020 ، ويكون قد شرعن للجبهة باستعمال طائرات Drone المُسيّرة في حربه ضد جيش النظام المغربي ..
فهل من يهدد باستعمال طائرات Drone في حربه ، ومن العاصمة الموريتانية التي لزمت الصمت ، والصمت دليل على الرضى والقبول كما يقول القانونيون ، وبتعليمات من النظام الجزائري ، سيرجى منه خيرا وسلاما في المنطقة ؟
حسب تحليلي للمعطيات ، النظام المغربي سيقاطع القمة ، وبالمقاطعة لقِمّة نتائجها ستبصم عليها أكثرية الدول المطبعة مع الدولة الصهيونية ، فمقاطعة النظام المغربي ستكون تفويت الفرصة على النظام الجزائري الذي سيلعب دور الأستاذ الطاووسي المبجل في المؤتمر ، ويكون النظام المغربي قد نجّا وخلص نفسه من ان يصبح امام النظام الجزائري ، في وضع التلميذ النجيب الذي ينصت بخشوع ، لخطاب الأستاذ زعيم النظام الجزائري عبدالمجيد تبون . فما الفرق بين هذه الإهانة ، واهانة النظام المخزني السلطاني العلوي ، عندما أدى قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي امام رئيسة الجلسة التي كانت صحراوية من جبهة البوليساريو ، وعندما صوت على قانون الاتحاد الافريقي الذي ساهم في تحريره الجمهورية الصحراوية ..
ان الحرب بين النظامين لن تضع أوزارها ، الاّ اذا سقط احد النظامين ، ليفسح الجو والمجال للنظام المنتصر .. وبما ان الحرب ستستمر ، لانّ كلا النظامين يعمل ليل نهار لتجنب السقوط ، فان عدم حضور النظام المغربي لمؤتمر القمة ، هو جزء من هذه الحرب ، وبالنسبة للنظام الجزائري ، فحضور النظام المغربي القمة ومن دون شروط مسبقة ، هو كذلك جزء من هذه الحرب ..
والمقاطعة من جهة ، والحضور من جهة أخرى ، سلاح بيد النظامين لتسجيل انتصارات في حربهما الدائرة .. وخبر Jeune Afrique يدخل في هذه الحرب ليس الاّ . أي تغليط النظام الجزائري ، الذي يكون قد استشعر باللعبة من خلال صمته المطبق على خبر الحضور الشخصي للسلطان المغربي محمد السادس مؤتمر القمة العربية القادم . وكالنظام المغربي الذي يتقن الاعيبه ، نقول كذلك بالنسبة للنظام الجزائري من صمته على حضور محمد السادس " اللِّي فْراسْ جْملْ فْراسْ الجّمّالة " ..
حرب أجهزة مخابرات ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة روسية ، أم أزمة أوكرانية
- العلاقة بين السياسة والحرب
- - الاتحاد الوطني للقوات الشعبية - - المهدي بن بركة - - 29 اك ...
- ( معارضة ) الخارج . ( معارضة ) الداخل
- الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجم ...
- الحسن الثالث . عودة قوية وميمونة للأميرة سلمى بناني .
- هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل ال ...
- رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين من تعبئة ثلاثمائة الف جندي ...
- الصراع داخل القصر السلطاني
- ممنوع الاستفتاء وتقرير المصير في إقليم - دونباس / لوغانسك / ...
- الملكية البرلمانية في المغرب
- - الفاسبوك - سيغلق حسابي يوم الاربعاء 28 من الشهر الجاري
- دورة منتظرة لمجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية في شهر اكتو ...
- هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربي المقبل في ال ...
- الإستفتاء وتقرير المصير في الصحراء الغربية .
- الطبقات الاجتماعية في المغرب .
- هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظام ...
- ردّان سلبيان على خطاب السلطان محمد السادس .
- هل هناك بوادر اندلاع ثورة في المغرب ؟
- خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة مرور تسعة وستين سنة عن ثورة ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر في نونبر القادم ؟