|
هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر في نونبر القادم ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 17:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دائما الصحافة الأجنبية تصنع الحدث ، وكالمرة السابقة ، وكمرات سابقة ، تأتي اخبار المغرب عن طريق الصحافة الأجنبية ، خاصة الفرنسية ، والاسبانية ، والأمريكية ، والإسرائيلية . فالمجلة Jeune Afrique الذيلية للنظام المغربي ، هي من زفت خبر حضور السلطان المغربي محمد السادس اشغال القمة العربية ، التي ستنعقد الشهر المقبل بالجزائر ، وبعدها أُطلق العنان مباشرة للصحافة والمواقع الالكترونية المغربية بنشر الخبر . المجلة الفرنسية الذيلية للنظام المغربي Jeune Afrique ، تزف خبر حضور السلطان المغربي ، لأشغال القمة العربية القادمة بالجزائر . لكن النظام المغربي مثل المرة السابقة ، لم يصدر عنه ما يؤكد او ينفي حضور السلطان . فالأمور الى الآن قد نقول انها غامضة شيئا ما . لكن من خلال تحليل المعطيات المتوفرة الى الآن في الساحة ، قد نجزم بموقف النظام المغربي الحقيقي الذي هو مقاطعة القمة ، وليس حضورها بوزير الخارجية ناصر بوريطة ، او الوزير الأول ، فأحرى ان يحضرها السلطان شخصيا . والسؤال هنا وفي ظل سكوت النظام المغربي عن خبر Jeune Afrique . هل الخبر من صنع المجلة المذكورة ، دون استشارة أصحاب القرار المغاربة ، ومن ضمنهم وزارة الخارجية المغربية ، او الديوان السلطاني لمحمد السادس ، ام انّ جهات داخل النظام ، هي من سربت الخبر لقريب للمجلة حتى يتم نشره ، ام ان النظام المغربي هو من سرب الخبر الى المجلة ، وترك لها حرية التصرف في نشره دون أي خوف من المتابعة القضائية ، فالإدلاء بخبر خطير من حجم الزيارة الشخصية للسلطان المغربي ، دون ان يكون النظام من وراء زف الخبر ، يعني ان المجلة تتحدث نيابة عن النظام وليس العكس . فهل حقا ان النظام الذي يلزم الى الآن الصمت ، سيحضر القمة العربية المقبلة كما زعمت المجلة ، ام انّ الامر ، أي تكفل المجلة بتسريب الخبر ، فيه إنّ . وهنا يجب ان نستحضر ان حربا ضروسا تدور بين النظامين المغربي والجزائري ، تستعمل فيها جميع الأسلحة ، وخاصة الاعلام ، لإظهار الواقع على غير حقيقته ، او إعطاء صورة مغشوشة للعدو لبعثرة أوراق اشتغاله ، او الترويج لفكرة ما واستعمالها كسلاح لتشويه موقف العدو ، وتوجه له ضربة لم يكن يتخيلها او يظنها على الاطلاق ، وهو يحضر لطبخة المؤتمر كما يحول له .. فالصمت الذي يلزمه النظام المغربي ، ينبئ بشيء سيحرم الخصم العدو من التلذذ بطعم ينتظره كثيرا ، كما ان سكوت النظام الجزائري ومن دون تعليق ، بعد تسليم رسالة دعوة النظام الجزائري للعاهل المغربي لحضور القمة المزمع انعقادها في الشهر المقبل ، بدوره ينبئ بشيء تتوقعه القيادة الجزائرية في آخر المطاف ، وسيؤثر فيها ، لذلك فهي تحرص حتى الآن على نوع من البراغماتية التي قد تنقد ماء وجهها من ضربة منتظرة للنظام المغربي العدو ، للتقليل من نتائج القمة المرتقبة ، وهي نتائج ستكون اكثر رجعية ، واكثر انبطاحا من نتائج القمم السابقة . لان اغلبية الدول التي ستحضر القمة مطبعة من الدولة العبرية . فباستثناء الجزائر وتونس ، فالباقي مطبع بطريقة او اخرى ، أي مطبع بطريقة مباشرة او مطبع بطريقة غير مباشرة كالسودان ، وموريتانية ، والسعودية ، وقطر . فهل حقا سيحضر السلطان المغربي محمد السادس اشغال القمة القادمة في الجزائر ، ام ان الحضور سيكون بمستوى ادنى ، على مستوى وزير الخارجية ويرافقه عمر هلال سفير النظام المغربي بالأمم المتحدة ، ام سيكون الحضور ممثلا بالوزير الأول ، او ان النظام سيقاطع حضور القمة ، ولن يحضرها تحت اية ذريعة كانت ، لحرمان النظام الجزائري من انتصار وهمي باسم مؤتمر القمة العربية ، الذي ستكون نتائجه مخيبة ، وتصب في صالح دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني . ان مرد اشتغال مختلف المواقع والصحف ، بحضور السلطان المغربي مؤتمر القمة ، هو اعتبار انّ الحضور إنْ حصل ، قد يكون لبنة في إعادة الدفء في العلاقات المغربية الجزائرية ، سواء بإعادة فتح الحدود المغلقة منذ ثمانية وعشرين سنة ، ولا بوادر الى الآن بإعادة فتحها بعد جريمة فندق أسني بمراكش في سنة 1994 ، وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين النظامين ، وبين البلدين . وللإشارة فالنظام الجزائري هو من بادر لوحده بإغلاق الحدود ، بعد ان فرض النظام المغربي نظام التأشيرة على الجزائريين الحاملين للجنسية الفرنسية ، والقاطنين خارج الجزائر ، وكان على النظام الجزائري ان يتصرف بالمثل كذلك ، فيفرض بدوره التأشيرة على المغاربة الذين يريدون زيارة الجزائر ، لكن ان يعمد النظام الجزائري بإغلاق الحدود بالمرة ، ومن دون تعليل ، ومن دون العمل بالمثل ، يعني ان النظام الجزائري الكاره للنظام المغربي ، كان يبحث عن القشة التي ستقسم ظهر البعير ، فإغلاق الحدود مثل قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد ، هو اعلان حرب صريح ستستعمل فيه جميع الأسلحة ، وبما فيها سلاح الاعلام .. ان تأزيم العلاقات بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، ليس وليد اليوم ، او هو بسبب إجراءات لا ترقى الى مستوى اعلان الحرب . ان التأزيم حدث منذ سنة 1962 ، السنة التي حصلت فيها الجزائر على استقلالها ، وسيتطور هذا التأزيم ليصل الى حرب الرمال في سنة 1963 . ورغم وقف اطلاق النار بين الجانبين ، وابرام الصلح بين النظامين ، فالتأزيم استمر حتى وانّ النظام الجزائري ربح الحرب ، لان الأراضي التي نشبت من اجلها الحرب ظلت جزائرية ، والاتفاقيات المبرمة بين النظامين لاستغلال ثروات المنطقة ، رمت بها القيادة الجزائرية في المزبلة ، ولم تعترف بها رغم توقيعها لها . وبما ان الصراع بين النظامين هو صراع وجود ، فقد ظل النظام الجزائري يٌقيّم العلاقات بين النظامين من خلال حرب 1963 ، فما يسيطر على نفسية النظام الجزائري عند تحديد علاقاته مع النظام المغربي ، هو حب الانتقام والثأر من حرب 1963 ، رغم ان الجزائر ربحتها عندما احتفظت بالصحراء الشرقية ، وعندما تحللت من التزاماتها ، ونتائج الاتفاقيات التي ابرمت مع النظام المغربي للاستغلال المشترك لثروات المناطق التي كانت سبب الحرب .. ان هذا الصراع الذي دام ستين سنة ، منذ استقلال الجزائر في سنة 1962 ، سيستمر ، وسيتخذ اشكالا متقدمة عندما استغل النظام الجزائري نزاع الصحراء الغربية ، ليثأر وليصفي الحساب مع النظام المغربي . فالحرب التي دارت في الصحراء منذ سنة 1975 ، كان منفوخا فيها من قبل النظام الجزائري الذي أصيب بنكسة في واقعة " أمغالا " ، وستستمر الحرب لستة عشر سنة حتى عام 1991 ، ولتتحول من حرب عسكرية مباشرة ، الى حرب دبلوماسية ، وسياسية ، وإعلامية بأروقة الأمم المتحدة ، وبالاتحادات القارية كالاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ... الخ .. ان أسباب الصراع بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، ليست ثانوية ، او بسيطة يمكن تجاوزها لصالح الاحسن . ان أسباب الصراع بين النظامين الذي دام ولا يزال ستين سنة منذ سنة 1962 ، هو صراع استراتيجي ومفصلي يتعلق بالوجود قبل الحدود . لان النظام الذي سينتصر في حرب الوجود ، سيربح أوتوماتيكيا حرب الحدود ، وسيربح زعامة المنطقة المغاربية بأكملها ، ومن دون منازع .. فهل في خضم صراع استراتيجي مفصلي ، وكل نظام يستخدم الوسائل المتاحة له لكسب هذه الصراع ، سيحضر السلطان المغربي مؤتمر القمة العربية الذي يتم تنظيمه في دولة نظامها وضع نصب أعينه منذ سنة 1962 ، اسقاط النظام السلطاني العلوية المخزني ؟ وكما شرحنا أعلاه ، فالحرب مستمرة ، وتتخذ لها اشكالا مختلفة ، ولم يسبق ان توقفت ابدا في يوم من الأيام . فهل سيحضر شخصيا السلطان المغربي لتزكية النظام الجزائري العدو الذي يبحث عن رأسه ، ويزكي مؤتمرا لن تكون نتائجه في مستوى طموحات الشعب العربي ، والشعوب التواقة الى الحرية والسلام . والسؤال . ماذا سيجني وسيستفيد النظام السلطاني المخزني العلوي المغربي ، اذا حضر العاهل المغربي شخصيا ، او اذا حضر على مستوى وزير الخارجية ومعه عمر هلال ، او على مستوى الوزير الأول ؟ وهنا فالمقصود بتغيب السلطان ، وتعويضه بوزير الخارجية او بالوزير الأول ، هو تصرف مقصود ، دليله التقليل من أهمية المؤتمر لانعقاده في الجزائر ، ودليله أيضا المثل المغربي الذي يقول " ديرْ للْمريض خاطْرو " .. فالحضور لن يسمو الى درجة حضور السلطان ، وقيمة المؤتمرات تقاس بالشخصيات التي حضرتها . وبما ان الذي سيحضر ليس هو السلطان ، فقيمة مؤتمر الجزائر لن ترقى ابدا الى اقبح مؤتمر قمة من القمم العربية المنعقدة سابقا .. وهنا يكون النظام المغربي الذي يخوض حربا ضروسا ضد النظام الجزائري ، قد حرم هذا النظام من طاووسيته المزركشة الألوان ، التي سيقامر بها مع الاتحادات القارية ، ويكون النظام المغربي الذي يتحارب ويتصارع مع النظام الجزائري ، قد وجه صفعة لخذ النظام الجزائري لن ينساها ابد الدهر .. و ستعوض سليبات حضور العاهل المغربي السلطان محمد السادس ، مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الجزائر في 2005 ، برئاسة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة .. اذن ماذا سيستفيد النظام المخزني السلطاني العلوي ، اذا حضر المؤتمر السلطان شخصيا ؟ وما ذا سيستفيد ، او سيخسر اذا قاطع الحضور جملة ، وليس فقط الاكتفاء بعدم حضور السلطان ، وتعويضه بمن يمثله عند حضور المؤتمر ؟ أولا انّ تجرأ وتفرد المجلة الفرنسية الذيلية للنظام المغربي Jeune Afrique ، بزف خبر حضور السلطان المغربي شخصيا مؤتمر القمة ، ومن دون اعلان الدولة السلطانية من خلال أجهزتها الرسمية المخولة ، كالديوان السلطاني ، او وزارة الخارجية ، او وكالة المغرب العربي للأنباء ، عن موقفها من الحضور او من عدمه ، ومن سيحضر ، ليس بالأمر البريء .. فاذا كانت المجلة الفرنسية Jeune Afrique ليست ناطقة رسمية باسم النظام المغربي ، ولا تتمتع بالجنسية المغربية لتتيح لها التعاطي مع الشأن العام المغربي كأي مغربي ، فان خروج المجلة وزفّها خبر حضور السلطان ، ومن دون ان يحدد هذا موقفه الصريح من الحضور ، قد نعتبره من جهتنا نوعا من السلاح القوي المستعمل في الصراع بين النظامين المتصارعين ، المغربي والجزائري .. ان نشر الخبر من قبل مجلة Jeune Afrique ، لم يأت صدفة ، او هو تعبير عن نزوة للمجلة . بل ان من يقف وراءه ، جهة نافدة لخلط الأوراق ، وإعطاء صورة مغشوشة للنظام الجزائري ليشتغل عليها ، ويبني عليها حسابات ، ويشيّد قصورا ولو فوق الرمال .. حتى اذا ما انتهى النظام الجزائري من خططه ، يكون النظام المغربي قد باغته المباغتة المفاجئة بالمقاطعة ، وليس فقط بحضور ناصر بوريطة ، وتكون حسابات النظام الجزائري التي بناها على خبر Jeune Afrique ، ودون تأكيد الجهات الرسمية المغربية المخولة ، قد تم تفكيكها وارتباكها ، وخاب ظنها وتخطيطها . فخبر Jeune Afrique قد يكون بالون اختبار للنظام الجزائري بإعطائه صورة غير الصورة الحقيقية التي يشتغل عليها النظام المغربي ، ويكون الخبر مقلبا دقيقا للنظام الجزائري الذي ينتظر حضور محمد السادس شخصيا ، او حضور حتى بوريطة ، ليشرع الرئيس عبد المجيد تبون في القاء خطاب من المنصة ، والسلطان المغربي او بوريطة جالس ينصت كالتلميذ . فهل النظام العلوي مازوشي الى هذا الحد حتى يقبل بالإهانة من رئيس ودولة عدوة ، تطالب بنظامه وبرأسه منذ سنة 1962 ... واعتقد ان سكوت النظام الجزائري عن ابداء موقفه من هذه الاخبار التي تروج ، ولم يؤكدها النظام المغربي ، هو نوع من الحيطة والاحتراس مما قد يطرح في اخر لحظة ، واحتياط للمفاجئات الغير المنتظرة ، والتي ستتحول الى خيبات لسياسة النظام الجزائري ، من النظام المغربي . فالنظام الجزائري الذي يتمنى حضور السلطان محمد السادس ليبهدله ، ويستصغره ، سوف لن يظفر حتى بحضور الوزير ناصر بوريطة ، فأحرى ان يحضر السلطان مع إبنه الأمير الحسن ... لان المثل المغربي يقول : " اللِّي فْراسْ جْملْ فْراسْ الجَّمالة " " واللِّي قرْصُ لحْنشْ كيْخافْ منْ شْريطْ " . فلعبة وزير الخارجية السابق عبدالعزيز بلخادم لن ينساها النظام المغربي . . لكن النظام الجزائري يكون قد أجاب بالسلب ، عن اخبار حضور السلطان محمد السادس ، عن طريق ذبابه المتصارع مع ذباب النظام المغربي ، وعن طريق المواقع الالكترونية التابع له ، عندما قال الجميع عن حضور محمد السادس " أشْ جَ يْديرْ في الجزائر " ، " محمد السادس غير مرحب فيه في الجزائر " .. وخروج مجلة Jeune Afrique مرة ثانية بخبر الحضور الشخصي للسلطان المغربي مؤتمر القمة ، يدخل في سلسلة الحرب الإعلامية والتّفْخيخية ( فخاخ ) ، بعد كل ما صدر عن المواقع والصحافة التابعة للنظام الجزائري .. أي التغليط ، واربكاك الوضع ، وخلط المفاهيم والتصورات ، ليوم الحسم الذي هو مقاطعة النظام المغربي مؤتمر القمة العربية بالجزائر .. فالحرب مستمرة ، والنظامين المتصارعين والمتحاربين يخوضانها بطريقتهما ، وبوسائلهما المبررة لإيلام العدو .. اذن مرة أخرى ، والنظام المغربي أكيد انه يفكر بهذا المنطق . ماذا سيجني النظام المغربي اذا حضر محمد السادس شخصيا ، او مثله في الحضور ناصر بوريطة ؟ وماذا سيجني وماذا سيخسر اذا قاطع المؤتمر ، وليس فقط الحضور بشخص ناصر بوريطة ؟ في السياسة الدولية ، تتحدد المواقف والمواقع ، من خلال النتائج الإيجابية التي ستجنيها وتحققها للدول .. وهنا اذا تساءلنا عن النتائج الإيجابية للنظام المغربي اذا حضر السلطان شخصيا مؤتمر القمة المرتقب ، نكاد نجزم انّ الحضور سيكون هزيمة ، وانبطاحا ، واستسلاما للنظام الجزائري الذي يخوض حرب وجود ضد النظام المغربي ، في انتظار حسم حرب الحدود التي ستكون محسومة لمن سينتصر في حرب الوجود .. انْ حضر السلطان المغربي ، فان حضوره ، من جهة سيزكي ويقوي موقف النظام الجزائري ، ومن جهة لن يحل مشكل الحدود المقفلة ، ولن يرد العلاقات الدبلوماسية الى سابق عهدها ، ولن يحل نزاع الصحراء الغربية عن طريق الحكم الذاتي . وبما ان النظام الجزائري يقف وراء الجمهورية الصحراوية ، ويقف وراء خلق دولة بالجنوب المغربي .. وبما ان النظام الجزائري على علم مسبق انه عند فصل الصحراء عن المغرب ، فان سقوط النظام المغربي يبقى حتمية ، وتشتيت المغرب يبقى مسلمة .. فان النظام المخزني السلطاني المغربي ، سيقاطع حضور القمة ، ولن يحضرها لا السلطان ، ولا من سيمثله كناصر بوريطة . اللهم اذا كان نظاما مازوشيا يتلذذ بمن يعذبه ، فهذا امر اخر ، وشيء اخر .. ان النظام المغربي المدرك بحقيقية سياسة النظام الجزائري اتجاهه ، لن يعطي للنظام الجزائري فرصة استدراج السلطان ، او وزير ناصر بوريطة ، لحضور مؤتمر سيوظفه النظام الجزائري عربيا ودوليا ، في خدمة اجندته وسياسته التي تدعم مواقفه ، على حساب النظام المغربي عدوه منذ سنة 1962 . ان حضور محمد السادس سيكون حضور مومياء ، وحضور ناصر بوريطة سيكون حضور إذعان ، وخضوع ، وانبطاح . وسواء حضر السلطان شخصيا ، او حضر عن طريق بوريطة ، فالحضور لن يحل المشاكل والتناحر بين النظامين ، وسيزكي ويقوي من موقف النظام الجزائري ، وهذا امر لن يقبل به النظام المغربي . لذا فان خبر Jeune Afrique قد يكون تغليط القيادة الجزائرية ، واعطاءها صورة مزيفة وغير حقيقية عن الصورة الحقيقية للنظام المغربي ، وقد يكون فخا منصوبا للنظام الجزائري ليشتغل على ضوء الخبر ، فيبني سياسته ومعاملته البورتوكولية اثناء المؤتمر ، حتى اذا انتهى هذا ، أي المؤتمر بتفريش السجاد الأحمر للدولة الجزائرية دوليا ، عاد النظام الجزائري الى التكشير عن انيابه اكثر من التمساح ، وليس الأسد ، ويكون النظام المخزني المغربي قد تجرع السم عن طيب خاطر عند حضوره المؤتمر .. وهذا لن يحصل البتة . فما يجري الآن حرب إعلامية ، لخدمة الحرب السياسية والدبلوماسية ، ومنها إعطاء مشروعية دولية للحرب الثانية التي تخوضها جبهة البوليساريو منذ 13 نونبر 2020 .. لذا فالنظام المغربي الذي يعرف انه سيجني فقط الخسارات من حضور مؤتمر القمة العربية بالجزائر ، وانّ المشاكل بعد المؤتمر ستستفحل اكثر ، لن يحضر القمة لا في شخص السلطان ، ولا في شخص الأمير الحسن ، ولا في شخص ناصر بوريطة .. ففي عدم الحضور والمقاطعة ، يكون النظام المغربي قد وجه صفعة مدوية لخذ النظام الجزائري ، ويكون قد ربح شوطا في حربه ضد النظام الجزائري الذي بادر الى اغلاق الحدود في سنة 1994 من جانب واحد ، وبادر الى قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد ، وبادر الى الانفلات الأمني والعسكري منذ 13 نونبر 2020 ، ويكون قد شرعن للجبهة باستعمال طائرات Drone المُسيّرة في حربه ضد جيش النظام المغربي .. فهل من يهدد باستعمال طائرات Drone في حربه ، ومن العاصمة الموريتانية التي لزمت الصمت ، والصمت دليل على الرضى والقبول كما يقول القانونيون ، وبتعليمات من النظام الجزائري ، سيرجى منه خيرا وسلاما في المنطقة ؟ حسب تحليلي للمعطيات ، النظام المغربي سيقاطع القمة ، وبالمقاطعة لقِمّة نتائجها ستبصم عليها أكثرية الدول المطبعة مع الدولة الصهيونية ، فمقاطعة النظام المغربي ستكون تفويت الفرصة على النظام الجزائري الذي سيلعب دور الأستاذ الطاووسي المبجل في المؤتمر ، ويكون النظام المغربي قد نجّا وخلص نفسه من ان يصبح امام النظام الجزائري ، في وضع التلميذ النجيب الذي ينصت بخشوع ، لخطاب الأستاذ زعيم النظام الجزائري عبدالمجيد تبون . فما الفرق بين هذه الإهانة ، واهانة النظام المخزني السلطاني العلوي ، عندما أدى قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي امام رئيسة الجلسة التي كانت صحراوية من جبهة البوليساريو ، وعندما صوت على قانون الاتحاد الافريقي الذي ساهم في تحريره الجمهورية الصحراوية .. ان الحرب بين النظامين لن تضع أوزارها ، الاّ اذا سقط احد النظامين ، ليفسح الجو والمجال للنظام المنتصر .. وبما ان الحرب ستستمر ، لانّ كلا النظامين يعمل ليل نهار لتجنب السقوط ، فان عدم حضور النظام المغربي لمؤتمر القمة ، هو جزء من هذه الحرب ، وبالنسبة للنظام الجزائري ، فحضور النظام المغربي القمة ومن دون شروط مسبقة ، هو كذلك جزء من هذه الحرب .. والمقاطعة من جهة ، والحضور من جهة أخرى ، سلاح بيد النظامين لتسجيل انتصارات في حربهما الدائرة .. وخبر Jeune Afrique يدخل في هذه الحرب ليس الاّ . أي تغليط النظام الجزائري ، الذي يكون قد استشعر باللعبة من خلال صمته المطبق على خبر الحضور الشخصي للسلطان المغربي محمد السادس مؤتمر القمة العربية القادم . وكالنظام المغربي الذي يتقن الاعيبه ، نقول كذلك بالنسبة للنظام الجزائري من صمته على حضور محمد السادس " اللِّي فْراسْ جْملْ فْراسْ الجّمّالة " .. حرب أجهزة مخابرات ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة روسية ، أم أزمة أوكرانية
-
العلاقة بين السياسة والحرب
-
- الاتحاد الوطني للقوات الشعبية - - المهدي بن بركة - - 29 اك
...
-
( معارضة ) الخارج . ( معارضة ) الداخل
-
الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجم
...
-
الحسن الثالث . عودة قوية وميمونة للأميرة سلمى بناني .
-
هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل ال
...
-
رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين من تعبئة ثلاثمائة الف جندي
...
-
الصراع داخل القصر السلطاني
-
ممنوع الاستفتاء وتقرير المصير في إقليم - دونباس / لوغانسك /
...
-
الملكية البرلمانية في المغرب
-
- الفاسبوك - سيغلق حسابي يوم الاربعاء 28 من الشهر الجاري
-
دورة منتظرة لمجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية في شهر اكتو
...
-
هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربي المقبل في ال
...
-
الإستفتاء وتقرير المصير في الصحراء الغربية .
-
الطبقات الاجتماعية في المغرب .
-
هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظام
...
-
ردّان سلبيان على خطاب السلطان محمد السادس .
-
هل هناك بوادر اندلاع ثورة في المغرب ؟
-
خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة مرور تسعة وستين سنة عن ثورة
...
المزيد.....
-
آلاف العناكب العملاقة على وشك اجتياح بلدات أمريكية عديدة.. و
...
-
احتجاجات ساو باولو: الرسوم الأمريكية تُشعل الغضب وتدفع الجما
...
-
أردوغان ودبيبة وميلوني يتباحثون في إسطنبول سبل التصدي للهجرة
...
-
مئات الإسرائيليين يطالبون بصفقة فورية بعد بث مشاهد لأسرى
-
تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
-
بالفيديو.. مساعدات -مزعومة- لا تصل إلى سكان غزة
-
وفاة طفل جوعا بغزة وإصابة 900 ألف آخرين بسوء التغذية
-
جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل
-
سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه
...
-
-لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|