أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظامه ؟















المزيد.....


هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظامه ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يجري ويخطط لشخص ولنظام محمد السادس غربيا ، وبزعامة فرنسا الوصية على النظام ، وجغرافيا بالمنطقة المغاربية ؟
النظام في وضع اكثر من مجرد معزول ، يعني نظام استنفد في نظر أصحاب القرار الغربي ، شروط تواجده ووجوده ، واصبح عالة ليس على الشعب المغربي المفقر والمحروم ، بل اصبح عالة على المصالح الغربية ، التي أضحت مهددة على اكثر صعيد . بل حتى العلاقة مع الدول الخليجية هي علاقة نفاق ، وليست بعلاقات استراتيجية تثير الانتباه عربيا وغربيا ، والكل يتذكر كيف انهارت العلاقات سريعا بين نظام محمد السادس ، وبين الامارات والمملكة العربية السعودية ، اللتان كانتا تخططان لقلب شخص السلطان ، لصالح شخص تتوفر فيه ما يتمنياه من شروط .. ولا ننسى العلاقات مع الكويت الشبه جامدة ، ومع سلطنة عمان .. وعلاقة ملك الأردن مع شخص محمد السادس تسودها فقط المهادنة ، دون نسيان اتحاد دول المنطقة المغاربية برئاسة الجزائر ، وعزلتهم لنظام لم يعد في نظرهم مرغوبا فيه . فاعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية ، وتذكير الرئيس الموريتاني بهذا الاعتراف الذي اعتبره استراتيجيا في السياسية الموريتانية ، والاعتراف التونسي الأكثر من واضح حين استقبل رئيس تونس قيس سعيد إبراهيم غالي كرئيس لدولة الجمهورية الصحراوية ، ولم يستقبله كزعيم لجبهة البوليساريو ، وكان استقبالا حارا ، إضافة الى التشنج ، بل الجمود في العلاقات بين الرئيس Emanuel Macron وبين شخص محمد السادس بسبب برنامج التجسس الإسرائيلي Pegasus ، حيث وبعد وعود فرنسية لإسرائيل بعدم الانتقام من الواقف وراء Pegasus ، تفضل احد ضباط الموساد صاحب برنامج التجسس ، بإخبار قصر الاليزيه L’Elysée بمسؤولية البوليس السياسي المغربي في العملية الاجرامية ، وهي العملية التي لم تكن لتتم لولا مباركة وموافقة السلطان محمد السادس شخصيا .. فكان ما كان انْ تحولت العلاقات الشخصية بين محمد السادس وبين الرئيس Emanuel Macron ، الى نوع من العداء والرفض .. فرغم تدرع محمد السادس بالمرض وهو في باريس ، والتدرع بمرض امه ليبرر غيابه ، وتركه وهجره للمغرب ، لم يتوصل ولو برسالة من مسؤول فرنسي تسانده في مرضه ، او في مرض امه ، ولم يزره احد من المسؤولين الصغار وليس الكبار للاطمئنان على صحته ، أي تعاملوا معه كنكرة غير موجود في فرسنا .. والرسالة ان Emanuel Macron كرئيس للجمهورية الفرنسية العظيمة ، صدمه برنامج Pegasus ، وصدمته صبيانية التصرف ، التي اعتبرها غدرا غير مقبول ، فقرر قطع العلاقات نهائيا مع شخص محمد السادس ، وانتظار مجيء ملك وليس سلطان آخر ، لترتيب العلاقات من جديد ، هذا اذا افترضنا ان الأمور بقيت في هذه النقطة المشكك فيها .. أي انتظار ذهاب محمد السادس الطبيعي ..
اذن السؤال : امام عزلة النظام السلطاني العلوي ، وبالضبط شخص محمد السادس من قبل الدول المغاربية ، الجزائر ، وتونس ، وموريتانية ، والجمهورية الصحراوية المدعمة والمعترف بها من قبل هذه الأنظمة التي طوقت الدولة السلطانية التي سبق وان اعترفت بالدولة الصحراوية ، بحيث بقي جارها الوحيد المحيط الأطلسي الذي يفضل الرعايا ركوبه للهروب من ظلم السلطنة ، والموت في البحر الذي هو أهون لهم من العيش كرعايا مظلومين ، ومن دون كرامة من قبل أجهزة النظام من ، سلطة ، وجدرمة ، وبوليس سياسي ، وبوليس غير سياسي ، ومْخازنية ...
وامام التدهور في العلاقات بين الدولة الفرنسية ، وبين الدولة السلطانية ، والتي وصلت حد قطع العلاقات الشخصية بين محمد السادس وبين الرئيس Emanuel Macron ، الذي يرفض رفضا قاطعا التعامل مع شخص السلطان المغربي ، لأنه في نظره غير جدير بالثقة ..
وبتناسب زيارة الرئيس Emanuel Macron للجزائر الناجحة ، وحفاوة الاستقبال الذي خصصه له الرئيس عبدالمجيد تبون ، والشعب الجزائري ، باستقبال قيس سعيد رئيس تونس لإبراهيم غالي كرئيس دولة وليس كزعيم جبهة .
وامام الموقف الواضح الذي لا غبار فيه ، للاتحاد الأوربي ، وللولايات المتحدة الامريكية ، ولمجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، من نزاع الصحراء الغربية ، والذي يركز على رفض الاعتراف بمغربيتها ، ويركز على الحل الديمقراطي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير .
وامام الحرب الدائرة اليوم في الصحراء منذ 13 نونبر 2020 ، التي يسقط فيها وحدهم فقراء الشعب المغربي الذين يتركون من بعدهم عائلاتهم تتدور الجوع ، والفاقة ، والفقر ... الخ .
فان أسئلة بدأت تطرح عن المآل الذي ينتظره شخص محمد السادس ونظامه ، لأنه بالنسبة لهم اضحى غير مرغوب فيه ، ويشكل تهديدا لمصالحهم المهددة بانفجار شعبي قادم قد ينتهي بنظام على غرار الأنظمة الاسلاموية .. فما يجري بالعلن وفي السر ، ينم عن مخططات تُفعّل بجدية ، لتحييد شخص محمد السادس ونظامه ، الذي تجاوز مرحلة الحسن الثاني في الخرق السافر لحقوق الانسان ، وفي الفساد الذي اصبح العنوان الرئيسي للمرحلة الحالية .. فالرؤساء الأوربيون على علم بحجم الأموال والثروة التي سرقت وكدست وتكدس بأبناكهم ومصارفهم المختلفة .. وهم على علم بالعقارات التي تم شراءها في بلدانهم بأموال الشعب المغبون والمفقر .. لان رؤساء الأبناك والمخابرات التي لها علاقة بالأبناك تخبرهم بكل صغيرة وكبيرة تحصل في حسابات هؤلاء المسؤولين المهربين لثروة شعوبهم من بلادهم .. لان المسألة تتعلق بالأمن العام ، وبالقوانين الاوربية التي يجب الخضوع لها ..
ان وضع كهذا غير مقبول بالنسبة للغرب الذي يركز على الشفافية ودولة القانون ، لذا فما يجري عند تكديس الثروة المسروقة ، لم يكن يعني ان الاوربيين يقبلون به ، بل كانوا يتغاضون عنه النظر ، طالما ان الأوضاع في بلاد المحيط ساكنة وجامدة ، ولا تشكل خطرا آنيا على مصالحهم ..
لكن الآن . بما ان هذه المصالح أضحت مهددة ، والتهديد سيطال الجانب الأمني بالأساس ، لأنه يفرخ للإرهاب ، فالقيادات السياسية للدول الاوربية ، وبالتزامن مع العزلة الجغرافية بالمنطقة ، اصبح يفرض الشروع في التخطيط في كيفية تجاوز شخص محمد السادس ، والقطع مع نظامه الذي ازكمت رائحته النفوس ..
اذن . ما هو المدخل الرئيس لهذا التغيير لشخص محمد السادس ، ولنظامه الفاسد والظالم والغير مقبول ؟
أكيد ان الغربيين وعلى رأسهم فرنسا وصية وحامية النظام من الشعب المغربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، يفكرون في عدة سناريوهات ، لإزاحة محمد السادس ، دون ان تترتب عن هذه الازاحة فوضى عارمة قد تتطور الى انتفاضة شعبية تنتهي ببناء جمهورية على الطريقة العربية ، وهي ستكون اكثر ضغطا وسلبية من الجمهوريات العربية ، لان عاملها دمه مغربي ، سيبقى سلطانيا حتى وهو في جلباب وفي سلهام جمهوري .. أي ان المأمول لترتيب الأوضاع بما يتماشى ويخدم المصالح الغربية ، قد تم اجهاضه ولم يتحقق ، وسيكون نكسة للمشرفين على مخطط التغيير والازاحة ، لانهم سيكونون قد خلقوا مشكل اكبر من المشكل الذين قرروا تغييره الذي هو شخص محمد السادس ونظامه ..
ان من بين المخططات التي سيكون التفكير قد انصب عليها ، دفع جزء من ضباط الجيش للانقلاب الناعم على شخص محمد السادس بدعوى محاربة الفساد ، وبتنصيب ملك وليس سلطان على راس السلطنة التي ستصبح مملكة ، يكون مقبولا من قبل الجميع ، والجميع هنا ليس المقصود به الشعب نظرا لا ميته التي ستفرخ سريعا العنف والإرهاب ، بل المقصود ( النخبة ) التي تقدم نفسها انها لسان الشعب المغيب في جميع المعادلات الخيانية التي تتآمر على مصالح الشعب عند خدمة مصلحتها الآنية ..
لكن ان التعويل على هذه ( النخبة ) التي لم تعد موجودة ، وانقرضت بموت السياسية منذ سنة 1995 حين أصبحت حياة الحسن الثاني مسألة وقت ، يعني الانتحار بدفع المغرب الى ما لا تحمد عقباه بالنسبة للأمن الغربي ، وبالنسبة لمصالحه الاستراتيجية للتحكم في المنطقة المغاربية ، التحكم الناعم ..
ونظرا لان الغرب يميل ويركز على الديمقراطية ، وعلى حرية الشعوب ، فهو يعلم علم اليقين ان منح الحرية المطلقة كالغربية للشعب المغربي ، يعني السقوط في الأناركية باسم فقدان الضبط الذي سيصبح مرتبطا بالقوانين الساقطة في مجتمع لا يتوفر على شروطها .. لذا ونظرا لان الغرب الذي يتظاهر بالديمقراطية المهددة لمصالحه في دول المحيط ، وحتى يكون متناسقا مع الشعارات الديمقراطية الغربية ، سيتراجع عن الانقلاب العسكري ، على الأقل في المرحلة الأولى من الشروع في بدأ التغيير ..
اذن . اذا كان الانقلاب العسكري غير ضروري في المرحلة الأولى للتغيير ، وسيحتفظ به عند التأكد من النهاية التي سينتهي اليها مخطط التغيير والازاحة ، فان المدخل الوحيد الأكثر خطرا لإزاحة نظام محمد السادس سلميا ، ومن دون عنف ، يبقى نزاع الصحراء الغربية الذي لا يزال مطروحا منذ حوالي سبعة وأربعين سنة خلت .. وهو نزاع كان ولا يزال معلقا الى ان يحل اجله المحتوم ، عندما سيصبح كفاكهة متعفنة ، ليسقط من تلقاء نفسه ، ومن دون حاجة الى ثورة .. ونحن هنا عند استعمالنا الفاكهة المتعفنة ، فالمقصود الدولة ، وليس المقصود الصحراء ، لان مصير الدولة العلوية كدولة سلطانية ، مخزنية ، وبوليسية ، بطريركية ، كمبرادورية ، ثيوقراطية مزيفة وكاذبة لا علاقة تجمعها بالدين ، ولا بالإمارة ، والامامة .. هو المصير الذي سينتهي اليه نزاع الصحراء الغربية .. فما دامت الدولة السلطانية المخزنية البوليسية تمسك بيدها الصحراء الغربية ، فهي تضمن الشرط الأساسي لوجودها .. لكن حين ستضيع الصحراء من بين ايديها ، فحتميا ستضيع الدولة العلوية ، وليس فقط نظام سياسي فيها ..
ان جميع السلالات التي حكمت المغرب جاءت غازية من الصحراء ، وسقطت بعد غزوها من الصحراء ، لتأتي على انقاضها عائلة غازية أخرى ، حتى انتهى الامر بيد القبيلة العلوية التي احتكرت الحكم والدولة ، عندما ضربت المشاعية القبلية ، وركزت اصل الحكم على الانتساب الى ( النسب الشريف ) . مع العلم ان النبي محمد عندما سممته يهودية ومات ، لم يترك وراءه ذكرا . بل ترك فقط ابنة هي فاطمة الزهراء التي تزوج بها علي بن ابي طالب ، وهي لم تقبل الزواج به الاّ بتحقق شرط الالتزام بعدم الزواج عليها .. وهذا ما حصل لأنه بعد موت فاطمة ، تزوج علي بحوالي تسعين امرأة .. دون ان ننسى قصة ابنه بالتبني زيد الذي طلق زوجته ليتزوج بها النبي ..
فهل نحن امام انقلاب او تغيير ناعم لشخص محمد السادس ، ولنظامه المعتدي الظالم والفاسد ؟
من خلال جميع المعطيات المتوفرة وبكثرة في الساحة الوطنية ، وتلك التي أصبحت فارضة لنفسها في المحيط الجغرافي المغاربي ، ومن خلال المواقف الصلبة للاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، والصين ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الافريقي .. وامام موقف النظام السلطاني العلوي المخزني والبوليسي ، المتدبدب ، والمتناقض ، والهارب من تحديد موقف يتيم ومرفوض ، امام مواقف هؤلاء التي تدعو الى الالتزام بالأمم المتحدة وبالمشروعية الدولية ، وتركز على الاستفتاء وتقرير المصير لحل نزاع الصحراء الغربية ، يبدو ان الجميع اقتنع ان المدخل الرئيس والناعم لإبعاد شخص محمد السادس ، يبقى حل نزاع الصحراء الغربية .. فكما ان العلويين جاؤوا من الصحراء ودخلوا المغرب ، ستكون الصحراء ، الباب الكبير لخروجهم وعودتهم من اين أتوا غازين للمغرب ، الذي حكموه بقوة السيف ، والجبر ، والقتل ، والاغتيالات ، وبالغارات على القبائل لتحصيل الضرائب ، والسطو على منتوج الفلاحين وتفقيرهم ..
والدليل على ما نقول . ان العالم ، واعني به العالم الغربي ، برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ، وفرنسا ، واسبانيا ، متأكدين ومقتنعين بحصول حتمية ، وهي سقوط النظام السلطاني في اقل من أربعة وعشرين ساعة ، انْ هو أضاع الصحراء .. ورغم هذا اليقين ، أي حتمية سقوط الدولة العلوية عند ضياعها الصحراء ، فالغرب يتشبث بحل الاستفتاء وتقرير المصير في نزاع الصحراء الغربية ، ويرفض حل الحكم الذاتي الذي تجاهله قبل ان ينتهي السلطان من قراءته في ابريل 2007 ..
ورغم ان الغرب يعرف ان ذهاب الصحراء تعني سقوط الدولة ، وليس فقط سقوط النظام ، فالغرب متمسك بهذا الحل من خلال الأمم المتحدة ، من خلال مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومن خلال مواقف الاتحاد الأوربي ..
اذن اذا جرى الاستفتاء وقرر الشعب الصحراوي الذي اعترف به السلطان المغربي عندما اعترف بجمهوريته في 20 يناير 2017 ، ونشر هذا الاعتراف بالجريدة الرسمية للدول العلوية عدد 6539 ، فان نتيجة الاستفتاء ستكون قد تجاوزت 99 في المائة لصالح الاستقلال .. وحتى منْ يسمونهم بالمستوطنين ، اذا سمح لهم بالمشاركة في الاستفتاء ، سيصوتون لصالح الجمهورية الصحراوية .. ولو قررت اسبانيا تنظيم استفتاء على مستقبل الثغرتين سبتة ومليلية ، امّا استمرارهما ضمن السيادة الاسبانية ، او عودتهما الى المغرب ، فان نتائج التصويت لصالح البقاء مع الدولة الاسبانية ستكون 100 في المائة ..
الغرب متيقن بان ذهاب الصحراء واستقلالها ، يعني حتمية سقوط الدولة العلوية ، ومع ذلك يتشبث بالاستفتاء وتقرير المصير .. فماذا يعني هذا ؟ . انه يعني حقيقة واحدة انّ الغرب ، وفرنسا ، والولايات المتحدة الامريكية ، لم يعودوا يطيقون النظام السلطاني بطقوسه المرفوضة ، وانهم لم يعودوا يولونه اهتمام الحرب الباردة التي لعب فيها النظام العلوي ادوارا ضد المعسكر الاشتراكي المنحل ، لصالح الغرب الذي تخلى نهائيا عن السلطنة العلوية ، كما انه قدم خدمات خيانية في سنة 1965 كانت سبب النكسة العربية في سنة 1967 ..
فرغم الاعتراف الدبلوماسي السلطاني لمحمد السادس بالدولة الصهيونية ، فان هذا الاعتراف الذي كان مقلبا لمحمد السادس ، جاء متأخرا وفي غير وقته ، لان إسرائيل لم تعد تعير هذه الانظمة ، للدور التي قامت به لصالحها ، وضد القضايا القومية العربية ، الاّ الفتاة .. فإسرائيل لم تعد في حاجة ان يعترف بها نظام عربي متأزم ، ومخنوق ، وفاسد ، لان الحكام العرب ، والشعوب العربية اصبحوا يهرولون ، ويتسابقون ، ويتنافسون للظفر بنيل رضى تل ابيب ..
اذن هناك خطوات تحضر في كيفية إزالة محمد السادس ونظامه ، والمدخل لها هو التغيير الناعم الذي ستسببه الصحراء التي اصبح استقلالها حتمية تاريخية لا مفر منها ..
لكن ما هو النظام السياسي المقبل بعد اسقاط شخص محمد السادس ، واسقاط نظامه الفوضوي ، الذي اصبح الجميع يأخذ منه مسافة ، سواء الاتحاد الأوربي وعلى رأسه فرنسا ، وسواء الولايات المتحدة الامريكية التي رمت باعتراف Trump في المزبلة ، او كل هذه الدول من خلال عضويتها بمجلس الامن ، وبالجمعية العامة للأمم المتحدة ، او الطوق الذي رسمته دول الاتحاد المغاربي ، بالنسبة لشخص السلطان محمد السادس ، ونظامه .. ، او الاتحاد الافريقي الذي شاركت الجمهورية الصحراوية في تأسيسه عندما شاركت في تحرير قانونه الأساسي ؟
فهل كل هؤلاء مخطئون ، والنظام السلطاني بطقوسه وتقاليده المرعية المرفوضة ، وحده محق وعلى صواب ؟ والحديث يقول " ما اجتمعت امتي على ظلالة "
ان نشر فيديو محمد السادس بتلك الحالة ، ومع تلك الطينة الجماعية ، وهو امير للمؤمنين ، حامي حمى الملة والدين ، الإمام الأول ، والراعي الأول ، ليلا في شوارع باريس ، ونشر فيديوهات سابقة وهو يتناول Champagne مع الرئيس Bell Clinton ، ليس بالبريء ، ولم يحصل صدفة .. بل كان توقيته مخطط له بعناية فائقة ، لان الهدف منه هو شحن المسلمين ، والمتأسلمين ، والشعب على محمد السادس عندما اظهروه على حقيقته كأمير للمؤمنين حقيقي .. أي يريدون بالفيديو ، التوطئة لتجريده من الامامة ، ومن الامارة ، ومن الراعي الكبير ، وهي دعوة للتهييج ضده عند حسم نزاع الصحراء الغربية الذي بدأ يطل من ثقب الباب .
لكن ما هو نوع النظام السياسي الذي يخطط له غربيا وفي دوائر مراكز القرار العليا ، كبديل عن محمد السادس ونظامه ؟ هل نظام جمهوري ؟ ، هل نظام ملكي وليس نظام سلطاني ؟ هل عزل محمد السادس كوسيلة تبرر الغاية التي يترجاها الغرب بتدمير المنطقة ، بحرب بين النظام الجزائري والنظام المغربي ، تكون نهايتها تقسيم الدول ، وإعادة صياغة جغرافيتها الاثنية ، كما رصد ذلك الظهير البربري ؟
وعندما نتكلم عن مخطط التدمير ، فهذا المخطط لا يشمل الصحراء الغربية التي تحكمها المشروعية الدولية ، وتحظى بتأطير وعناية الأمم المتحدة .. بل ان التخريب سيشمل أراضي ما قبل سنة 1975 ... وان الدعوات في السرية وفي العلنية وسط الريفيين بالجمهورية الريفية ، هو اول مشروع سيعرب عن نفسه ، عند إزاحة محمد السادس ، واستقلال الدولة الصحراوية .. فالمخطط مكشوف ، وتم الاعراب عنه علانية من قبل البيت الأبيض ، ومن قبل كبار المسؤولين الأمريكيين ، ومعهم الإسرائيليين لتشتيت العالم العربي ضمن المخطط الذي اسموه " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " ..
اعتقد ان المشكل المطروح عند صناع القرار الغربيين ، هو نوع النظام ، او نوع الدولة التي يجب اقامتها بعد إزاحة محمد السادس ؟ وهي من حيث الشكل ستعرف بعض التغيير ، لكن من حيث الجوهر ستبقى دولة تحافظ على المصالح الغربية المتزايدة ، خاصة مع ازمة الطاقة ، وأزمة الغداء ، وأزمة الماء ، وحتى الهواء الملوث ..
لن تكون هناك جمهورية ، الاّ في حالة واحدة ، اذا الشعب نزل كثافة الى الشارع واعلن العصيان المدني . فحتى في هذه الحالة يبقى شكل الجمهورية شبيها باختصاصات الحاكم في النظام الملكي الجديد الذي يقف وراءه الغرب ، ولن تكون جمهورية متصادمة معه .. لكن لا اعتقد ببناء نظام جمهوري ، لان اصل التخطيط والتوجيه ليس مغربي مغربي خالص ، بل هو اوربي غربي إسرائيلي ، والعامل المغربي مجرد منفد للمخطط ..
ان النظام الذي يفكر فيه الغرب ، ليحافظ على مصالحه ، خاصة بأمنه الذي سيكون مهددا بالإرهاب ، هو نظام ملكي تقدمي ليبرالي ، يقطع مع الطقوس السلطانية ، والتقاليد المرعية ، ويتفتح على الجميع ، دون الاسراف في اللجم ، والضبط ، والقمع ، وهي أساليب أضحت مدانة ومتجاوزة ..
فالملك وليس السلطان الذي يفكر فيه الغرب ، يجب ان يكون نابعا ومتشبعا بالثقافة وبالمدنية الاوربية والغربية ، وان ينضبط للقوانين والقرارات الدولية ، والمقصود هنا التعامل مع ملف الصحراء ، وان تكون له امتدادات ل Montesquieu ، و Jean Look و Hobbes ، و San Simon ... أي ان يكون من التنويريين وليس من المُجمّدين الاستبداديين الطغاة ..
اذن الخلاصة : ان نزاع الصحراء الغربية ، سيكون الوسيلة الناعمة لتغيير شكل النظام السلطاني ، لصالح نظام ملكي ديمقراطي في حدود احترام الخصوصيات العامة للشعب المغربي .. والغرب الذي يعرف ومتيقن بحتمية سقوط النظام ، وربما حتى الدولة ، يستعمل نزاع الصحراء لإنهاء نظام محمد السادس لصالح نظام ضمن نفس الدولة .. هذا اذا ظلت الاوضاع ساكنة ولم يتحول استقلال الصحراء ، الى استقلال مناطق كثيرة باسم الخصوصية ، والاثنية ، والعرقية ..
ان جميع السلالات والعائلات التي حكمت المغرب ، جاءت غازية من الصحراء .. كما انها سقطت من الصحراء ، وجاءت سلالات وعائلات وقبائل أخرى على انقاضها غازية من الصحراء ، وسقطت هي بدورها من الصحراء .. فهل الصحراء ستكون هذه المرة سبب سقوط نظام محمد السادس ، او ستكون سبب سقوط الدولة العلوية التي جاءت من الصحراء منذ حوالي 350 سنة ....
وهل الاحرار والشرفاء سيقبلون ان ينوب عنهم الغرب وإسرائيل في تغيير النظام ، وسكان مكة ادرى بشعابها .. ام ان الغرب حين وجد المغاربة جامدين قرر ان ينوب عنهم وليضعهم في الأخير امام الامر الواقع ، ما دام الغرب مقتنع بانّ عند حصول التغيير ، سينزل الجميع يصفق ويطبل لهذا التغيير الذي سيأخذ لقب ثورة ليدخل تاريخ الثورات العربية المجهضة .
يجب إعطاء الحساب .. يجب المساءلة .. يجب تنظيم المحاكمات .. يجب رمي المجرمين في السجون ، ويجب تتريكهم مِمّا راكموه بالسرقة .. ويجب ارجاع أموال الشعب الى الشعب ... من المصاريف الأجنبية .. ويجب مصادرة العقارات التي تم شراءها في الغرب من أموال الشعب المسروقة .. ويجب ربط المسؤولية بالمحاسبة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّان سلبيان على خطاب السلطان محمد السادس .
- هل هناك بوادر اندلاع ثورة في المغرب ؟
- خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة مرور تسعة وستين سنة عن ثورة ...
- فرق بين الاعتراف الصريح ، والاكتفاء بسحب الاعتراف دون اعتراف ...
- هل ستنجح حركة - صحراويون من أجل السلام - في سحب بساط تمثيلية ...
- أحمد الريسوني رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ي ...
- هل بدأت حرب ( الكاف ) الاتحاد الافريقي لكرة القدم ؟
- صفعتان مدويتان يتلقاهما خذ النظام السطاني المخزني المغربي
- تحطيم التقاليد في إطار التقاليد . توظيف الدين والتراث في الص ...
- هل جاء تذكير جوزيف بوريل بجديد لنزاع الصحراء الغربية ؟
- 5 غشت 1979
- أنتِ // أنت
- السيد عبدالرزاق مقري زعيم - حركة مجتمع السلم - الجزائرية ، ي ...
- آليات السيطرة الامبريالية على الدولة السلطانية المخزنولوجية ...
- حظروا كفنكم لرفع الظلم ونيل حريتكم . ان غدا لناظره قريب .. ا ...
- خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة عيد العرش
- الدولة الرعوية - البطريركية
- هشتاگ - أخنوش - إرحل .
- هل تم تأجيل أم إلغاء حفل الولاء / البيعة
- في الديمقراطية .


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظامه ؟