أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - صراع الفلسطيني على كل وجه: خربة سيلون مثالاً















المزيد.....



صراع الفلسطيني على كل وجه: خربة سيلون مثالاً


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 20:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقال.. إذا سرقت الأرض.. اسرق التاريخ أيضاً
تحمل المواقع الأثرية الفلسطينية، في سياق صراع السرديات المتناحرة، أهمية رمزية كبيرة. نظراً لأن هذا الصراع يتبنى تنويعات متعددة يأخذ فيها الشكل الديني بعداً متزايداً متفجراً. وعلى نقيض الطرق العالمية للتنقيب الأثري، تقوم سلطة الآثار الإسرائيلية في الحفر وهي تضع في تصورها أجندة إيديولوجية من طبيعة قومية /دينية مستندة على فهم مسبق للتاريخ نفسه، مما يعني إبراز فترات تاريخية معين على حساب السويات الأثرية الأخرى أو حتى طمسها، واستحضار نصوصاً من طبيعة دينية بهدف التأثير على أي محاججة من أي نوع. واعتبار هذه الأفكار (التصورات والفهم -كليهما-) صحيحة بذاتها، وعلى هذا يمكن لهذه الأفكار أن تبرهن على ذاتها من خلالها هي، وليس من شيء آخر خارجي، وهذا ما يتعارض من أبسط طرق التفكير المنطقي التي ترى أن الفكرة -التي هي أساساً مستقلة عن مصدرها- تحتاج إلى فكرة أخرى، أو أفكار، إزاءها لفهم بنيتها الداخلية. ولا يمكن للفكرة أن تحمل قيمة ما لمجرد أنها تحيل إلى سببية خارجية فقط بزعم الموضوعية أو العلمية, فثمة الكثير من العلاقات البينية التي يحتاجها عالم الأفكار كي يصبح تعميمياً صحيحاً، ليس أقله البرهان على صحة هذا التعميم أولاً وقبل كل شيء. وتظهر الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين [ في أحد جوانبها] كيف يستخدم الماضي لدعم و تأييد مزاعم إثنية تنتمي لجماعة معينة دون غيرها من الناس ، كما تظهر أيضاً كيف يمكن لتكامل الدين والسياسة وعلم الآثار "الكتابي" أن يساهم في التحول إلى أداة قاتلة في الشرق الأوسط، باعتبار أن علم الآثار "الكتابي" يبحث عن الأدلة الأثرية التي لها علاقة مباشرة مع النص الكتابي، حيث الماضي هو القوة والحاضر, و تصبح المعضلة هنا فيما إذا كان علماء الآثار يعتقدون أن الكتاب الذي بين أيديهم كتاباً مقدساً أم لا . وكيف عليهم، سواء كان الجواب قبولاً أو نفياً، مواجهة هذه المشكلة؟.
ويظهر موقع خربة سيلون [تل شيلو] كمثال على ما سبق لجهة استخدامه من قبل مصلحة الآثار الإسرائيلية كأداة لخدمة أجندة المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ونزع الأرض من السكان الفلسطينيين، بل وإقصائهم من عملية السرد التاريخي للموقع. باعتبار أن [تل شيلو] يخص شعباً محدداً بشكل حصري، هو شعب العهد القديم. وتعمل الإدارة الاستعمارية في البلاد على ربط زائر الموقع بـ "نسخة" واحدة من تاريخ وهوية الموقع تستطيع -هذه النسخة- نقل رسالة قوية للجميع تقول أنه لا ينبغي لليهود التخلي عن "حقهم" في موقع تل شيلو. ولا يحق لغيرهم المطالبة بهذا الحق حتى لة عاشوا على الأرض لمئات أو آلاف السنين. غير أن الأمر لا يقتصر على الرواية اليهودية فيما يخص الموقع، حيث اذكر البيانات السياحية أن زوار الموقع بلغ في العام 2009 أكثر من 30 ألف سائح منهم حوالي 60% من الإنجيليين القادمين من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا (كوريا الجنوبية)، وقد يكون هذا العدد الكبير نسبياً من الإنجيليين بمثابة أحد الأسباب للدفع نحو الاستثمار "اليهودي" في الموقع في تشييد مجدال هروئيه في مكانه الحالي للمنع في انتشار السردية المسيحية حول موقع نزول المائدة على السيد المسيح فيما يعرف باسم "الميدة" في الخربة، فضلاً عن الكشف عن آثار كنيسة بيزنطية قديمة.
في العام 1978 أعلنت سلطات الاحتلال عن بعض الأراضي التي تخص الموقع كأراضٍ تابعة للدولة، على الرغم من أنها مملوكة لفلسطينيين من سكان بلدة "قريوت" المجاورة الذي كانوا يقومون بزراعتها طوال الوقت. كانت الحجة الإسرائيلية هي القيام بأعمال التنقيب الأثري في المكان، غير أن الهدف غير المباشر كان إقامة مستوطنة "شيلو" بالقرب من الموقع . بدأت الحفريات هناك من قبل الضابط المسؤول عن الآثار في الإدارة المدنية بالتعاون مع جامعة آريئيل، ومع تقدم أعمال التنقيب ويناء المستوطنة بدء المنع التدريجي من وصول سكان قريوت إلى حقولهم، وصولاً إلى المنع النهائي. وفي العام 2015 قدم سكان قريوت بالتعاون مع مؤسسة "عمق شبيه עמק שעוו" بالاعتراض على قرار اللجنة الفرعية للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية الإسرائيلية نتج عن ذلك السماح للفلسطينيين بالدخول إلى موقع تل شيلو. وفي بداية شهر آذار/ مارس 2016 صدر أمر بتنفيذ هذا القرار، ولم يضع قيد التنفيذ إلا في العام 2019 ، والذي تضمن أيضاً وجوب دفع الفلسطينيون رسوماً لقاء دخولهم بلدتهم وأراضيهم. ويصف أحمد طافح أبو نجم صدمته من التغيرات التي طرأت على المشهد المكاني للخربة بعد نحو 40 عاماً من طرده منها: " كل المعالم تغيرت، وكل الأراضي تحولت إلى بيوت بلاستيكية، وأخرى لمناظر طبيعية، حتى المقهى الذي بنيته في السابق هدم، وشجرة اللوز التي طالما أحببتها قلعت من جذورها، عدا عن الحفريات في الخربة، وسط مئات السياح ورجال الدين اليهود".. " حتى الكهوف القديمة لم تسلم منهم ومن بطشهم، ولا الأشجار، فكل هذه المواقع تحولت إلى حدائق عامة لجلب المزيد من الزوار والسياح".. " لقد بدء الأمر حين أحضرت قوات الاحتلال (في العام 1978) 4 كرفانات إلى الخربة، وقالوا أنها ليست بهدف بناء مستوطنة، بل تخص طلاب الجامعات، وسرعان ما زاد عدد هذه الكرفانات، ثم أقدمت السلطات على إحاطة المسجد الواقع في وسط الخربة بسياج حديدي، وحتى ذلك الوقت كنا، رغم المضايقات، نستطيع الدخول والخروج من الخربةـ ولكن بحلول العام 2000 منعنا تماماً من الدخول إليها".
ويقول بشار القريوتي، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في قرية قريوت: "سيلون تسرق بحجج واهية على أنها المكان الأول الذي وجد به الهيكل، وكل الخطط القائمة تهدف لتهويدها وفصل شمال الضفة عن جنوبها بالإضافة لجعلها حلقة وصل تربط المستوطنات في تلك المنطقة ببعضها".. "..(لقد).. خطط الاحتلال لإغلاق الشارع الرئيسي لقريوت وإيجاد بديل له حيث أغلقه عدة مرات وقمنا بفتحه 114 مرة على التوالي. والهدف تحويل كل ما يحيط بالخربة إلى معالم يهودية لا صلة لها بالفلسطينيين.. ويستند الاحتلال في سرقته للخربة على أبحاث لا يوجد لها قاعدة علمية وكيف سيثبتون أصل الوجود اليهودي في المنطقة والسكان القدامى كانو يسكنون بالخيم والذين بقوا هم فلسطينيون من قريوت". ويذكر جريس قمصية من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية كيف أن: "هذا النوع من السياحة سيؤدي وبشكل تدريجي لتهميش السياحة للمواقع الدينية والآثارية والطبيعية الفلسطينية واعتبارها سياحة لإسرائيل بسبب التوظيف الإيديولوجي في تأويل وتفسير هذه المواقع، وحصرها بالسردية اليهودية، فالمستوطنون، من خلال هذه السياحة العنصرية، يهدفون للحصول على الدعم من أجل بقائهم على الأرض الفلسطينية، والتلاعب بمشاعر السياح لتنفيذ مشروعهم الاستيطاني."
ويقع موقع تل شيلو إلى الشمال من قرية ترمسعيّا بين نابلس ورام الله، بالقرب من مستوطنة شيلو שִׁילֹה وقرية قريوت الفلسطينية. وقامت إدارة الاحتلال بإدراج الموقع كجزء من حرم المستوطنة وضمن حدودها، وعرفته كموقع أثري يضم لقى تعود للقرن الثامن عشر ق.م، ويشمل على بقايا مدينة كنعانية قديمة ذات طبقات توطنية متعددة. ومنذ العام 2010 أصبح الموقع يدار من قبل مؤسسة استيطانية تعرف باسم "جمعية مشكان شيلو משכן שילה אסוציאטיבי" بالتعاون مع مجلس حيفل بنيامين الإقليمي بهدف التطوير السياحي للمنطقة ( بين مستوطنتي شيلو وعيليه) ليصبح من أكثر المواقع السياحية الأثرية الإسرائيلية استثماراً في الضفة الغربية المحتلة.
حظي الموقع على اهتمام من أعلى المستويات، فوضعت الخطط المتقدمة لإنشاء مركز زوار بمساحة 11000 متر مربع، وتدشين برج مراقبة باسم "مجدال هروئيه" (بمعنى برج "المطل").. ويرى البعض أنها تلميح للنبي الكتابي صموئيل، حيث كانت شيلوه مسكن "عالي" الكاهن وصموئيل، وتقول الرواية أن من هذا الموقع سمع الكاهن عالي بخبر أخذ الفلسطينيين التابوت: " 12فَرَكَضَ رَجُلٌ مِنْ بَنْيَامِينَ مِنَ الصَّفِّ وَجَاءَ إِلَى شِيلُوهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَتُرَابٌ عَلَى رَأْسِهِ. 13وَلَمَّا جَاءَ، فَإِذَا عَالِي جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بِجَانِبِ الطَّرِيقِ يُرَاقِبُ، لأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِبًا لأَجْلِ تَابُوتِ اللهِ. وَلَمَّا جَاءَ الرَّجُلُ لِيُخْبِرَ فِي الْمَدِينَةِ صَرَخَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا". (انظر، صموئيل الأول 4: 12-13). وحضر حفل افتتاح المركز، في تموز/ يوليو 2013، نفتالي بينيت وزير الاقتصاد آنذاك وأوري أريئيل وزير الإسكان وكذلك زئيف ألكين الذي كان يشغل منصل نائب وزير الخارجية ورئيس الأركان في حينه غابي أشكنازي، إضافة إلى عدد من نواب وزراء من حزب الليكود وشخصيات صهيونية ناشطة في المجتمع الإسرائيلي، في إشارة تحمل الكثير من الرسائل السياسية، لعل أبرزها التشديد على أهمية الموقع في السردية الصهيونية عن فلسطين وتاريخها. وأظهرت الصور الملتقطة من هذا الحفل على وسائل التواصل الاجتماعي، البرج الدائري المكون من طابقين وبارتفاع حوالي 9 أمتار من زوايا مختلفة مزينة بعبارة "هذه كانت أرضنا منذ ما يقرب من 4000 عام".
يقدم الموقع للزائر على أنه "شيلو" الكتابية التي من حجارتها بني هيكل سليمان، كما يتم استحضار السردية الكتابية فيما يتعلق بقصص تابوت العهد ويكونها مركز عبادة للقبائل الإسرءيلية في فترة عصر القضاة، أي قبل مملكة داود وسليمان الكتابية، فضلاً عن مزاعم تشييد "هيكل سليمان" فيه، والتشديد على أن الموقع يمثل موضع خيمة الاجتماع وأهمية تلك القصة للشعب اليهودي، مع إشارات قليلة تكاد لا تذكر عن شعوب وثقافات أخرى مرت على المكان. ويقدم عرض بالصوت والصورة لتاريخ شعب إسرءيل والقصص الكتابية المرتبطة بشيلو والأسباط وقصة حياة النبي صموئيل.. وغيرها. واللافت في الأمر أن العرض لا يشير إلى أي تاريخ للموقع عن الفترات ما بعد الكتابية، ويدل موقع البرج وارتفاعه على العلاقة ما بين السيطرة على المنطقة والسيطرة على الرواية التاريخية، فوجوده في قلب الضفة الغربية المحتلة، يساهم بلا شك في تفعيل استعماله لتضخيم الرواية الصهيونية حول الحق التاريخي لتواجد المستوطنات الإسرائيلية المعاصرة في المنطقة باعتبارها امتداد للتوطن الإسرءيلي القديم. علماً أن الكتلة الاسمنتية للبرج تسببت بأضرار جسيمة غير قابلة للإصلاح للقى الأثرية الواقعة تحته مباشرة، ولتلك القريبة من مكان تشييده.
وتعتبر شيلو تقليدياً -أي حسب النص الكتابي- الموضع الذي قسم فيه يوشع بن نون الأرض ووزعها على الاسباط: "1وَاجْتَمَعَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي شِيلُوهَ وَنَصَبُوا هُنَاكَ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَأُخْضِعَتِ الأَرْضُ قُدَّامَهُمْ." ( يشوع 18: 1).. "8فَقَامَ الرِّجَالُ وَذَهَبُوا. وَأَوْصَى يَشُوعُ الذَّاهِبِينَ لِكِتَابَةِ الأَرْضِ قَائِلاً: «اِذْهَبُوا وَسِيرُوا فِي الأَرْضِ وَاكْتُبُوهَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ فَأُلْقِي لَكُمْ هُنَا قُرْعَةً أَمَامَ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ». 9فَسَارَ الرِّجَالُ وَعَبَرُوا فِي الأَرْضِ وَكَتَبُوهَا حَسَبَ الْمُدُنِ سَبْعَةَ أَقْسَامٍ فِي سِفْرٍ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي شِيلُوهَ. 10فَأَلْقَى لَهُمْ يَشُوعُ قُرْعَةً فِي شِيلُوهَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَهُنَاكَ قَسَمَ يَشُوعُ الأَرْضَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ فِرَقِهِمْ" ( يشوع 18: 8-10). كما ترد في سفر القضاة وسفر صموئيل الأول باعتبارها المكان الذي احتفظ بخيمة الاجتماع لمدة 300 عام، وكانت تشهد، في عصر القضاة احتفالات سنوية "فترقص بنات شيلو ابتهاجاً" (انظر، سفر القضاة 21: 19-23 وصموئيل الأول 1: 3)، وترد شيلو في سفر إرميا (7: 12،14و 26: 6،9) على أنها خرائب غير مسكونة. علماً أن الموقع يحتوي على لقى بيزنطية تتمثل في فسيفساء تعود لبقايا كنسية من تلك الفترة (عثر في الموقع على بقايا أربع كنائس مزينة بالفسيفساء، وتذكر سلطات الآثار الإسرائيلية أنه عثر على اسم شيلو على أحد الفسيفساء التي تزين إحدى الكنائس )، فضلاً عن آثار تعود للعصور الإسلامية الأولى وكذلك للعصر العباسي، وصولاً للفترة المملوكية، أي القرن الثالث عشر م، مثل "جامع الستين" حيث توجد قربه أرضية مرصوفة بالفسيفساء، تحولت إلى كنيس يهودي بعد استيلاء المستوطنين على أراضي الخربة.
ولكن، هل كان موقع تل شيلو، حقاً، معبداً رئيسياً كما يصفه العهد القديم؟ أي في فترة العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م)
تنتمي شيلوه إلى مجموعة من أكبر مواقع العصر الحديدي الأول في منطقة الهضاب الوسطى في فلسطين، الإقليم الذي شهد تركيزاً كثيفاً لمواقع توطن نعود للعصر الحديدي بسبب الظروف البيئية المناسبة للكن والزراعة وحتى الرعي، فالوديان الخصبة الصالحة للزراعة الجافة، ليست بعيدة عن مناطق المراعي في الصحراء المطلة شرقاً، وأراضي البساتين المدرجة إلى الغرب، وكذلك قربها من المواقع الأكثر خصوبة في الجليل إلى جهة شمال . وبالنظر إلى نتائج الحفريات الإسرائيلية في الموقع ، يقر إسرائيل فنكلشتين بعدم العثور على أدلة مباشرة تشير إلى أن شيلو كانت مركز عبادة كبير ولم يتم العثور على أي اثر معماري في الموقع يمكن اعتباره معبداً، أو أي لقى طقسية من طبيعة دينية أو حتى مجموعة متواضعة من جرار الطقوس كتلك التي عثر عليها في سويات طبقات العصر البرونزي المتأخر (1550-1200 ق.م) أو طبقات العصر الحديدي المبكر الثاني(920-383 ق.م)، كما أن المجاميع الفخارية التي عثر عليها على المنحدر الغربي للتل هي في الأساس جرار تخزين، وأسفرت التنقيبات في العثور على لقى تعود إلى نصب عبادة واحد، وشقفتين لجرتين ربما من طبيعة طقسية. وهذه لقى يمكن العثور عليها، على كل حال، في أي موقع من مواقع العصر الحديدي الأول في المنطقة. ويكشف الفحص الستراتيغرافي (طبقات المواقع) عن جرار تخزين تعود للعصر الحديدي الأول، يعتقد أن معظمها تم إنتاجه في المنطقة المجاورة، باستثناء الجرار ذات الاذن التي تم تصنيعها في ورشتي عمل في الشمال: واحدة تقع بالقرب من شكيم والأخرى في وادي الفارعة، شمال شرق شكيم. ولكن هذه البيانات لا تبرهن على أن شيلو كانت مركزاً دينياً رئيسياً في فترة العصر الحديدي نظراً لأن هذا النوع من الجرار (ذات الأذن) يمكن أن تصنع في ورش عمل متخصصة وبالتالي، ماتزال الصورة غامضة في سياق عدم وجود استقصاءات مماثلة لمجاميع جرار العصر الحديدي الأول في مواقع الهضاب الوسطى. ولا تقدم الذخيرة الحيوانية التي تعود للعصر الحديدي الأول أي دليل على وجود معبد مركزي في الموقع، بدليل عدم العثور على أي إشارة مادية لآثار تضحية طقسية مثل تفضيل بعض الحيوانات على غيرها أو التعرف على عمر معين للضحية أو لأجزاء معينة منها، بل أن هناك إشارات إلى ما هو عكس ذلك، حيث تشبه المجاميع الحيوانية في شيلو مجاميع العظام التي عثر عليها في مواقع عديدة أخرى في أنحاء مختلفة من بلاد الشام لتلك الفترة.
وبالانتقال إلى نوع آخر من البيانات، تأتي الدلالة الوحيدة على اعتبار شيلو مركز إداري من بقايا المباني ذات الأعمدة الواقعة على المنحدر الغربي للموقع، وتعد شيلو الوحيدة من بين مواقع مرتفعات العصر الحديدي الأول التي كشفت عن أدلة على وجود مبنى عام. ومن وجهة النظر هذه يمكن القول أن شيلو تبدو كما لو أنها مرفق لإعادة التوزيع ليس أكثر. وتصف أسفار يشوع والقضاة وصموئيل الأول شيلوه كمزار ديني مركزي للإسرءيليين الأوائل، وكموقع لتابوت العهد ويشير سفر إرميا في الإصحاح 7 إلى معبد قديم ليهوه كان منتصبا في شيلوه وتم تدميره بسبب شرور إسرءيل : "12 لكِنِ اذْهَبُوا إِلَى مَوْضِعِي الَّذِي فِي شِيلُوهَ الَّذِي أَسْكَنْتُ فِيهِ اسْمِي أَوَّلًا، وَانْظُرُوا مَا صَنَعْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِ شَرِّ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.....14 أَصْنَعُ بِالْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي عَلَيْهِ الَّذِي أَنْتُمْ مُتَّكِلُونَ عَلَيْهِ، وَبِالْمَوْضِعِ الَّذِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ إِيَّاهُ، كَمَا صَنَعْتُ بِشِيلُوهَ.".. و الإصحاح 26: "6أَجْعَلُ هذَا الْبَيْتَ كَشِيلُوهَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ أَجْعَلُهَا لَعْنَةً لِكُلِّ شُعُوبِ الأَرْضِ». 7وَسَمِعَ الْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْمِيَا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الْكَلاَمِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.8وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ أَنْ يُكَلِّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِهِ، أَنَّ الْكَهَنَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ أَمْسَكُوهُ قَائِلِينَ: «تَمُوتُ مَوْتًا! 9لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ بِاسْمِ الرَّبِّ قَائِلاً: مِثْلَ شِيلُوهَ يَكُونُ هذَا الْبَيْتُ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تَكُونُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ؟». وَاجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ عَلَى إِرْمِيَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ". ولتفادي هذا "المأزق"، بين الآثار المادية والنص الكتابي، يقترح فنكلشتين، الذي يردد بلا كلل بأن علم الآثار هو الشاهد الحقيقي الوحيد على الأحداث الموصوفة في النصوص الكتابية، استشراف البحث من خلال تجاهل النص الكتابي، أي استنطاق اللقى الأثرية، التي تنفي وجود موقع توطن نموذجي يعود للعصر الحديدي يشبه المواقع التي عثر عليها في الهضاب الوسطى في فلسطين مثل موقع خربة ردانة والتل القريبين من موقع تل شيلو/ خربة سيلون. وحتى اللقى الصغيرة التي عثر عليها في إطار حفريات طبقات العصر البرونزي الوسيط، التي تشير إلى أن مركز الموقع كان مدعم بجدران استنادية ومواضع ردم - مما يحتمل وجود مبنى هام على قمة التل، لم تقدم أدلة واضحة على وجود معبد. باختصار لم يكن الموقع مأهولاً في العصر البرونزي المتأخر. وهذه حقائق آثارية لا يمكن تجاهلها، وعلى الرغم من عدم وجود دليل مباشر على تواجد ضريح أو معبد في شيلوه يعود للعصر الحديدي، يبدو أن الاعتبارات غير المباشرة تشير إلى أن شيلوه لم تكن خلال العصر الحديدي الأول موقع توطن نموذجية مشابه لتلك المواقع في الهضاب الوسطى.
وعلى الرغم من أن الموقع لم يكن مركزاً حضرياً هاماً في أواخر العصر الحديد الثاني، عندما كتبت معظم هذه النصوص، فإن موقعه- بين القدس وشكيم- كان معروفاً، على الأقل للمؤرخ التثنوي (قضاة 21:19).[". 19 ثُمَّ قَالُوا: «هُوَذَا عِيدُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ شِمَالِيَّ بَيْتِ إِيلَ، شَرْقِيَّ الطَّرِيقِ الصَّاعِدَةِ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى شَكِيمَ وَجَنُوبِيَّ لَبُونَةَ»."]. وأظهرت دراسات فنكلشتين وبياسيتزكي للقى (2006) عثر عليها في المكان أن موقع شيلوه هجر بعد تدميره في العصر الحديدي الأول، ويؤرخ أولبرايت دمار شيلو إثر حريق كبير حوالي العام 1050 ق.م، استناداً إلى حساب عدد سنوات حكم سلالة داود وفقاً للتسلسل الكتابي للأحداث كما يلي ( من الأحدث للأقدم): داود... شاؤول.. صموئيل... القضاة، باعتبار أن داود عاش في القرن العاشر ق.م. فإذا اعتبرنا بداية حكم شاؤول حوالي 1025 ق.م ومعركة بن عزر في نهاية عصر القضاة، يبدو منطقياً طرح أولبرايت حول حريق ودمار شيلو، غير أن البحوث الآثارية الحديثة لا تتفق مع هذا الافتراض، فالقول بوجود 40 عاماً من الحكم الداودي لا يعني قيمة حسابية حقيقية بقدر ما يعني معنى رمزياً يتمركز حول الرقم 40. مثلما ما تدور المعاني الرمزية حول الأعداد 3 و7 و100 .. إلخ.
كما أن النتائج التي وصل إليها فنكلشتين وبياسيتزكي من خلال استخدام تقنية الكربون المشع لفحص البذور الممزوجة والزبيب الملتقطة من سويات شيلو المدمرة، تقدر حدوث الدمار في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ق.م كتاريخ محتمل. ولم يعرف الموقع توطناً ملحوظاً في العصر الحديدي الثاني و الحقبة الفارسية. فاللقى التي تعود إلى تلك الفترات ضئيلة، وتكاد تكون بلا أهمية تذكر؛ و لا تكشف عن أي علامة تدل على وجود مكان عبادة أو دمار سببه حريق. لذلك، من المستحيل قراءة النص الكتابي الخاص بتقاليد معبد شيلوه مقابل خلفيات العصر الحديدي الثاني أو بعد ذلك، ولهذا السبب فإنه من غير الممكن ربط تدمير مكان العبادة هذا، كما هو الحال في سفر إرميا، بالغزو الآشوري في أواخر القرن الثامن ق.م. وعند هذا الحد، لا نعثر في نصوص العهد القديم على بانوراما تاريخية لمنطقة الهضاب الوسطى في بداية العصر الحديدي الأول، وبالتالي ينبغي النظر إلى قصص "غزو كنعان" وسرديات عصر القضاة كبناء سردي متأخر نسيجه الأساسي الأساطير والمرويات الشفوية دون أي سند تاريخي. كما هو حال الإشارات عن شيلو المدمرة في سفر إرميا ( 12: 7، 14و 26: 9،6): "«7قَدْ تَرَكْتُ بَيْتِي. رَفَضْتُ مِيرَاثِي. دَفَعْتُ حَبِيبَةَ نَفْسِي لِيَدِ أَعْدَائِهَا. 8صَارَ لِي مِيرَاثِي كَأَسَدٍ فِي الْوَعْرِ. نَطَقَ عَلَيَّ بِصَوْتِهِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَبْغَضْتُهُ. 9جَارِحَةٌ ضَبُعٌ مِيرَاثِي لِي. اَلْجَوَارِحُ حَوَالَيْهِ عَلَيْهِ. هَلُمَّ اجْمَعُوا كُلَّ حَيَوَانِ الْحَقْلِ. اِيتُوا بِهَا لِلأَكْلِ. 10رُعَاةٌ كَثِيرُونَ أَفْسَدُوا كَرْمِي، دَاسُوا نَصِيبِي. جَعَلُوا نَصِيبِي الْمُشْتَهَى بَرِّيَّةً خَرِبَةً. 11جَعَلُوهُ خَرَابًا يَنُوحُ عَلَيَّ وَهُوَ خَرِبٌ. خَرِبَتْ كُلُّ الأَرْضِ، لأَنَّهُ لاَ أَحَدَ يَضَعُ فِي قَلْبِهِ. 12عَلَى جَمِيعِ الرَّوَابِي فِي الْبَرِّيَّةِ أَتَى النَّاهِبُونَ، لأَنَّ سَيْفًا لِلرَّبِّ يَأْكُلُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. لَيْسَ سَلاَمٌ لأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ. 13زَرَعُوا حِنْطَةً وَحَصَدُوا شَوْكًا. أَعْيَوْا وَلَمْ يَنْتَفِعُوا، بَلْ خَزُوا مِنْ غَلاَّتِكُمْ، مِنْ حُمُوِّ غَضَبِ الرَّبِّ».14هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي الأَشْرَارِ الَّذِينَ يَلْمِسُونَ الْمِيرَاثَ الَّذِي أَوْرَثْتُهُ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ: «هأَنَذَا أَقْتَلِعُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ وَأَقْتَلِعُ بَيْتَ يَهُوذَا مِنْ وَسْطِهِمْ"... 6أَجْعَلُ هذَا الْبَيْتَ كَشِيلُوهَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ أَجْعَلُهَا لَعْنَةً لِكُلِّ شُعُوبِ الأَرْضِ». 7وَسَمِعَ الْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْمِيَا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الْكَلاَمِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.8وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ أَنْ يُكَلِّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِهِ، أَنَّ الْكَهَنَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ أَمْسَكُوهُ قَائِلِينَ: «تَمُوتُ مَوْتًا! 9لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ بِاسْمِ الرَّبِّ قَائِلاً: مِثْلَ شِيلُوهَ يَكُونُ هذَا الْبَيْتُ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تَكُونُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ؟». وَاجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ عَلَى إِرْمِيَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ". حيث تظهر إشارات واضحة لذكريات تبدو غامضة عن دمار شيلو السابق. وأظهرت الحفريات المتعددة في الموقع على تعرض المكان لدمار وحيد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ق.م، فهجرت المدينة ولم يحدث توطت كبير فيها في فترة المراحل المتأخرة من العصر الحديدي. ويبدو أن الإشارات الكتابية المتأخرة عن دمار شيلو هي من ساهمت في خلق هذا الجدل الكبير حول وجود معبد إسرءيلي مفترض قديم فيها، ولعل افتراض وجود مثل هذا المعبد يعود لما بعد العام 720 ق.م ، أي تاريخ سقوط المملكة الشمالية، أيا كان موقعها، كما يفترض فنكلشتين بأن هذه التقاليد جلبها معهم سكان هذه المملكة بعد سقوطها بيد الآشوريين.
وسوف تقودنا هذا اللغط في التأويل والاضطراب في شرح أو فهم زمن الدمار إلى المعنى السبب الأساس لقصة شيلو التوراتية، فحالة الفوضى الكتابية المتمثلة في عصر القضاة وصولاً إلى استيلاء داود على السلطة وحروبه وتأسيس "الإمبراطورية الذهبية العظيمة" كما هي موصوفة في نصوص العهد القديم لا تعبر، بالضرورة، عن أحداث تاريخية في أي وقت، بقدر ما تعبر عن بنية لاهوتية تنتمي إلى عصور مختلفة عن تلك التي يصفها محرر النص، كما يرى ذلك فنكلشتين ولامكة وسيلبرمان وفان سيترز وغيرهم. وتشير الطبقات المدمرة في شيلو عن ذخيرة فخارية غنية وثيقة الصلة بالمجاميع التي عثر عليها عميحاي مزار في موقع جيلو جنوب القدس، والتي تعود للمراحل المتأخرة لبدايات العصر الحديدي الأول ولفترة أبكر من المجاميع الفخارية لنهايات العصر الحديدي الأول، كتلك التي عثر عليها في مجدو.
في الواقع، لا أحد يعرف كيف كان يكتب التاريخ على وجه الدقة، إذ يتم بناء مداميك موغلة في القدم لقصص وأنساب العشائر والقبائل القريبة والبعيد، الصديقة والعدوة، الحرة والمستعبدة.. إلخ، فضلاً عن قصص التأسيس القومي للأمة وللمدن وغيرها، ويلقي منهج النقد النصي المزيد من الضوء على الجوانب المختلفة للتقاليد الكتابية وأصل النصوص اليهوذية وطبيعة العلاقات بين سكان "الهضاب" و"المنخفضات" في فترة تدوين النص. وبالعودة إلى السياسات الإسرائيلية في خربة سيلون وغريها من المواقع الفلسطينية، يبدو أن مأزق الصهيونية الحقيقي-من ضمن مآزق عدة تعيشها- يكمن في عدم قدرتها على أن تكون "حركة تحرير وطنية" و "حركة استعمارية" في الوقت عينه، فإذا كانت الصهيونية الإسرائيلية "بمعناها القومي" هي نتاج طبيعي لحركة الاستعمار الاستيطاني الأوروبي حول العالم، فإن هذه " القومية الاستعمارية العنصرية" لا يمكنها أن تلتقي مع "حركات التحرر الوطني"، بالأحرى هي على نقيض معها، ومن هنا جاء موقف إدوار سعيد، غير المساوم بأن الصهيونية هي حركة استعمارية، ورفضه بشكل قاطع اعتبارها حركة تحرر وطني، ومن هذا الموقف اعتبر، أيضاً، أن الخطاب ما بعد الصهيوني-الذي ظهر و تطور في الوسط الأكاديمي الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي، ومن ضمنه الخطاب الآثاري لفنكلشتين ورفاقه- خطابٌ فارغ ما لم يتضمن إنهاء الاستعمار "نزع الصفة الاستعمارية عن الصهيونية على الأقل". ويعتقد نور مصالحة أن إدوارد سعيد سعى إلى تطوير استراتيجيات إنهاء الاستعمار decolonisation وابتكر طريقة "contrapuntal" الشهيرة (استراتيجية "حجة مضادة") عندما يتعلق الأمر بالصهيونية والأساطير التأسيسية الصهيونية، بينما يسعى هؤلاء الأكاديميون الذين يسيئون استخدام عمل إدوارد إلى "سد الفجوة" بين "المستعمِر" coloniser و "المستعمَر" colonised في سياق الاستعمار الاستيطاني الصهيون الحالي وبدون إنهاء استعمار حقيقي decolonisation، وهو ما يعتقده سعيد مستحيلاً.
.......
المصادر:
*موقع الجزيرة نت في يوم الأرض.. ماذا بقي للفلسطينيين من أرضهم؟ | أخبار سياسة | الجزيرة نت (aljazeera.net)
*موقع دنيا الوطن: https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/06/25/734471.html
*التوراة مكشوفة على حقيقتها: إسرائيل فنكلشتين، نيل آشر سيلبرمان. ترجمة سعد رستم. دار الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق. الطبعة الأولى 2005
*تل شيلو (خربة سيلون). موقع عمق شبيه https://emekshaveh.org/ar/
*Albright, W. F1960. The Archaeology of Palestine. Harmondsworth, U.K.: Penguin.
*Finkelstein, I., and E. Piasetzky. 2006. The Iron I-IIA in the Highlands and beyond: 14C Anchors, Pottery Phases and the Shoshenq I Campaign.Levant 38:45–61
*Mazar, A. 1981. Giloh: An Early Israelite Settlement Site near Jerusalem. IEJ 31:1–36.



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرق والدور الفاشي في السويد
- حدود الفصل حكاية غير مروية بين يافا وتل أبيب قبل العام 1948
- دراسة حالة: الصراع على الفضاء المكاني لمدينة عكّا
- ثلاثية الألوان: كريستوف كيشلوفسكي
- بيوغرافيا قاتل: أنا لوي ألتوسير، قتلت زوجتي التي أحب
- الصراع في وعلى القدس: صراع مساحات أم اعتراف بالآخر؟
- ملاحظات نقدية حول -الدراسات العربية الإسلامية- في البرتغال
- الاتجاهات الجديدة في الدراسات النقدية لتسمية الأماكن
- الحروب الأهلية -الجديدة- و-القديمة-
- سلمان رشدي وحروب الثقافة النيوليبرالية
- خيبة أمل أوروبا ما بعد الحقبة السوفييتية: قراءة في كتاب جون ...
- حرب أوكرانيا وانعكاساتها على التوتر العسكري الأمريكي الصيني
- (دفاعاً عن التجربة السوفييتية).السوفييت والشعوب: الاتحاد الس ...
- بوب ديلان في السويد: بين -صابرا- كيبوتس عين دور و أروقة أكاد ...
- تاريخ جديد ، أفكار قديمة
- حواري مصر: أدلة بيئية جديدة على بناء أهرامات الجيزة
- قوارب الفلاسفة : 100 عام على طرد المثقفين الروس
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
- المؤتمر الإسلامي في القدس 1931
- الاختلال في التوازن العالمي كما يراه كيسنجر


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - صراع الفلسطيني على كل وجه: خربة سيلون مثالاً