أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الصباغ - ملاحظات نقدية حول -الدراسات العربية الإسلامية- في البرتغال















المزيد.....



ملاحظات نقدية حول -الدراسات العربية الإسلامية- في البرتغال


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 02:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ترجمة: محمود الصباغ
عانى المسلمون من ضبابية مشهدهم في التاريخ البرتغالي، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الطبيعة الإيديولوجية للخطاب الاستعماري، والذي استمر في الهيمنة في تقديم تلك الصورة عن المسلمين حتى ثورة 25 نيسان/ أبريل 1974 التي عملت على تصحيح بعض هذه الصورة نوعا ما، ولكن ليس كلياً. ودعونا نؤكد هنا، ولو جزئياً فقط، كيف يشكل الخطاب الأساسي عن الإسلام، حتى في الوسط الأكاديمي، طمساً جديداً، يبرز ويعزز التمثيل الذي تنقله وسائل الإعلام والشعور العام لدى المجتمع البرتغالي(1). ويتضاعف هذا الانعكاس عبر "مرايا لامتناهية" تكثف وتعيد إنتاج الصورة ذاتها -التي لا تستطيع الخطابات العلمية الأخرى أن تفككها- والتي سيكون لها، حتماً، تأثير سلبي على أسس مستقبل مفعم بالأمل ومتعدد الثقافات. وقد تركزت وجهات النظر التي تبلورت فيها الدراسات حول المسلمين في البرتغال، على التاريخ رغم أنها ام تكن مقتصرة حصرياً عليه فقط. وهذا ما سوف تسترشد به هذه المقالة، حيث يشير عنوانها ذاته إلى موقف نقدي من مفهوم "الدراسات العربية الإسلامية". وتتعلق المشكلة الأولى الناجمة عن هذا النوع من التحليل، في الواقع، وكما توضحه ماريا كارديرا دا سيلفا، في مقال تأسيسي لها يتعلق بهذا الموضوع، بـ "سيولة الحدود بين مجالات الدراسة"، بافتراض "مقاربة أساسية متعدد التخصصات للنوع الاستشراقي"، غير أن الواقع ليس أكثر من" شبكة كثيفة نسبياً، وإن لم تكن واسعة جداً، من الباحثين من مختلف المجالات والخلفيات"، تتكون على طول الطريق وتعتمد على المعارف الشخصية(2). ولم تتغير الأمور كثيراً منذ العام 2005، تاريخ نشر تلك المقالة، على الرغم من أن هذه الشبكة قد نمت من حيث الكثافة والتعقيد، داخل وخارج الأوساط الأكاديمية. ويشير هذا الانسياب، أو السيولة، في الحدود، الذي ذكرته المؤلفة المذكورة أعلاه، إلى شيء لا مفر منه يتمثل في عدم وجود مجموعة ثابتة ذات استمرارية من المستعربين في البرتغال. على الرغم من أنه يمكننا أن نكتشف، هنا وهناك، بعض اللحظات التي تم فيها إعادة إنتاج المعرفة في هذا المجال، من خلال سلسلة من الأساتذة والطلاب، إلا أن هذه اللحظات مؤرخة، فضلاً عن عدم استمراريتها. وتتكرر هذه العملية من القرن الثامن عشر إلى القرن الحادي والعشرين، مما أدى، في الوقت الحاضر ، إلى ظهور بانوراما أكاديمية تزخر بتخصصات اللغة العربية، ولكن دون دورة فقه لغة مماثلة -أو لم تكن موجودة على الإطلاق. ظلت اللغة العربية، التي كانت تعتبر في بدايات الاستشراق من اللاهوتيات ancila theologiae في البرتغال(3)، محض أداة مساعدة، لصالح المجالات البحثية الأخرى.
من ناحية أخرى، ظهرت مشكلة تطبيق مفهوم "الإسلامي" في البرتغال، وهو المفهوم الذي يتضمن الانتقال من الثقافة إلى الدين. وفي الواقع، بتنا نشهد حالياً، من بين أمور أخرى في هذا السياق، إضفاء الطابع المؤسسي الأكاديمي الخجول على الدراسات الدينية التي تشمل الدين الإسلامي. لكن الصورة الشاملة في البرتغال تفتقر اليوم، كما كانت كذلك في الماضي، إلى أي ناتج يتعلق بتفسير الإسلام، يتم اختزاله أحيانًا -حتى في الوسط الأكاديمي- إلى مقاربة تاريخية ثقافية عامة( 4). ويبرز اختيار عنوان هذا المقال في ضوء هذا المنظور المزدوج الذي ينتقد فكرة "الدراسات العربية الإسلامية" ذاتها فيما يتعلق بالواقع البرتغالي. ولعل المخرجات المراد تحليلها تتعلق، في الواقع، بالمسلمين بصورة أساسية. وهذا يتماشى بشكل أكبر مع الإنتاج الفكري في مجالات مثل "التاريخ" و"الأنثروبولوجيا" و"التراث" -بغض النظر عن وجود أو عدم وجود اللغة العربية، سواء في موضوع الدراسة أو في من يهتمون بها(5).
البرتغال وإسبانيا: مسارات متباينة
تؤكد مقارنة الواقع البرتغالي، بهذا المعنى، بالواقع الإسباني، الذي يمثله مانويلا مارين في هذه المجلة، على الاختلافات الموجودة في العلاقات والنماذج. حيث يشير العنوان نفسه "تأملات في العروبة الإسبانية: التقاليد والتجديدات والاختطاف Reflexiones sobre el arabismo español: tradiciones, renovaciones y secuestros" إلى مجال بحثي دراسي محدد بصورة واضحة، ويعود إلى "مدرسة" المستعربين الإسبان التي أسسها فرانسيسكو كوديرا (1836-1917) وتوجها إميليو غارسيا غوميز (1905-1995). وعلى الرغم من التحليل النقدي للمؤلف حول إعادة إنتاج "منظور قانوني"، فإن الاستعراب في البرتغال، كما ذكرنا سابقاً، لم يتعزز قط. ويمكن إرجاع أصوله إلى القرن الثامن عشر، في سياق استشراق متأخر بالفعل، إلى الأفكار التي اقترحها الأب مانويل دو سيناكولو (1724-1814) لإصلاح خطة الدراسات داخل رعيته، وسوف تؤدي قوانين الإصلاحات Ordem Terceira da Penitência المعتمدة في سياق إصلاحات بومبال، إلى إدخال دروس اليونانية والعبرية والسريانية والعربية. وبدأ في العام 1768، في دير سيدة يسوع Convento de Nossa Senhora de Jesus في لشبونة، تدريس اللغة العربية، مستفيداً من الحضور المؤقت لبعض لموارنة في البرتغال(6). وكان أحد هؤلاء، وهو باولو هودار، في الواقع مدرساً للغات الشرقية في جامعة كويمبرا، وشغل هذا المنصب من الثاني من كانون الثاني/ يناير حتى وفاته في العام 1780. ورغم هذا عمل هودار على تدريس اللغة العبرية فقط، لأنه لم يكن لديه طلاب في قسم اللغة العربية(7). وفي العام 1772، أصبح الأب أنطونيو بابتيستا أبرانتيس أول أستاذ متخصص في اللغة العربية، يعطي دروسه في الدير. وهكذا بدأت مرحلة جديدة، لم تعد تعتمد على الأجانب الموجودين في المملكة لضمان التدريس؛ أي أن أعادة إنتاج المعرفة باتت، من الناحية النظرية على الأقل، عملية مضمونة الآن من قبل البرتغاليين، فضلاً عن الطموحات في الاستمرارية بهذا العمل(8). لكن تطور العملية التعليمية هذه لم يسر بشكل خطي. حيث ستقود الظروف السياسية المستجدة الناجمة عن وفاة الملك جوزيه [الأول] وصعود الملكة ماريا الأولى إلى سدة عرش المملكة إلى تعليق إصلاحات بومبال، بما فيها الإصلاحات التي كان لها تأثير واضح على تدريس اللغات الشرقية. وسوف يتم، في هذا الصدد، إرسال مانويل دو سيناكولو بعيداً عن لشبونة، حيث سيتولى، في العام 1777، أبرشية باجة Beja ، التي كانت قد مُنحت له في العام 1770. ويشهد هذا نهاية تعليم اللغة العربية في الدير، أي على وجه التحديد في العام الذي سوف يغادر فيه لشبونة، وكذلك بموجب مرسوم ملكي في العام 1780، الذي رأى إلغاء خطة الدير الدراسية. ولكن العمل في التدريس سوف يستأنف بصفة شبه رسمية، بعد مرسوم الإلغاء بوقت قصير، ولعل هذا يعود إلى أهمية شخصية الأب جواو دي سوزا ، الذي حصل في 12 نيسان/ أبريل 1795 على لقب بروفيسور Proprietário في اللغة العربية. وهكذا سوف يتم استعادة الطابع العام لهذه الدراسات. وكان على تلاميذه ضمان التعليم بعد وفاته في العام 1812، حتى زوال الأوامر الدينية في العام 1834 (9). وامتدت "مدرسة الرهبان" هذه، على ما كانت عليه، على مدار جيلين كاملين، فكان أولاً الأب جواو دي سوزا ، منسق مادة اللغة العربية (1794-1812) وحظي بمساعد أول بديل له، هو الأب جوزيه دي سانتا مورا، ثم تلاه تلميذه الأب مانويل ريبيلو دا سيلفا الذي تولى في العام 1813 تدريس اللغة العربية في نفس دير سيدة يسوع. وفي العام 1816 ، كان تلميذه الأب أنطونيو دي كاسترو آخر مدرس بديل. وكان لزوال الأوامر الدينية أثر على ترك هؤلاء الرجال بدون أجر حتى 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1834، عندما ساهم مرسوم بحل هذه المشكلة من خلال جعلهم مكافئين للمشتغلين في المنظومة التعليمية العامة، وواصل الأب مانويل عمله في المغرب وأعطى دروساً في اللغة العربية لحساب القطاع الخاص. وبدأت، في العام 1844، إعادة هيكلة ثانية لمشروع تدريس اللغة العربية. الأمر الذي جعل من الأب ريبيلو دا سيلفا مدرساً رسمياً من جديد، يساعده في عمله الأب أنطونيو دي كاسترو، الذي حل محله بدءً من العام 1845 حتى وفاته، في وقت ما قبل العام 1849 (10). ليتبع ذلك مرحلة من الفراغ الكلي تقريباً. لقد ظهر من "مدرسة الرهبان" في واقع الحال، مدرس آخر هو أنطونيو كايتانو بيريرا، الذي تتلمذ على يد الأب ريبيلو دا سيلفا الذي قام بتنسيق مهام الرئاسة بصفة مؤقتة من 1852 إلى 1858. وشهد شهر كانون الأول/ ديسمبر 1860 تعيين أوغستو سورومينيو، الذي تدرب على يد باسكوال دي غايانغوس في مدريد، كأستاذ دائم للغة العربية(11). واختُزلت "المدرسة" البرتغالية إلى شخصية معينة ظهرت في الواقع حتى يومنا هذا.
وكان علينا الانتظار إلى فترة الجمهورية الأولى، لنشهد تولي ديفيد لوبيز (1817-1942) في العام 1914 كرسي اللغة العربية في جامعة لشبونة، ليدخل هذا التخصص أخيراً إلى الوسط الأكاديمي. تلقى ديفيد لوبيز تدريبه في باريس (بعد تخرجه من كلية الآداب في لشبونة) في المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية École Nationale des Langues Orientales Vivantes والمدرسة التطبيقية للدراسات العليا École Pratique des Hautes Études ، مما يمثل بدايات ما يعتبر أول مدرسة للمستعربين في القرن العشرين(12). وكان من بين تلاميذه يواكيم فيجانيير (1869-1962)، الذي درس لمدة عامين في معهد الدراسات العليا المغربية بالرباط Institute des Hautes Etudes Marocaines، وتقلد كرسي اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب من جامعة لشبونة(13)، ثم انتقل في العام 1946، انتقل إلى معهد اللغات الأفريقية والشرقية، في المدرسة الاستعمارية العليا، حيث تم نقل هذا التخصص إليها(14). وبعد فترة انقطاع، تولى تلميذه بيدرو كونا سيرا (1909-2002) نفس الكرسي، في المؤسسة المذكورة، في العام 1965 والذي سبق له أن عمل في تدريس الفلسفة العربية في كلية الفلسفة والآداب في مدريد ما بين 1957 إلى 1961، حيث نافش أطروحة الدكتوراه بعنوان مساهمة أنثروبولوجية متقدمة في دراسة شبه الجزيرة العربية الشمالية(15) Contribuición topo-antroponímica para el estúdio del noroeste peninsular. وبالمثل، ظهر جوزيه دومينغوس غارسيا دومينغيز (1910-1989)، تلميذ ديفيد لوبيز وفيجانير(16)، (كما تدرب مثل الآخرين في كلية الآداب في لشبونة) والذي درّس في جامعة الغارف Algarve من 1983 إلى 1988، ودرّس فقه اللغة العربية في جامعة مدريد كذلك. وعمل مانويل أوغستو رودريغيز في جامعة كويمبرا منذ العام 1963 فصاعداً، من بين المناصب الأخرى، تاريخ الأديان واللغات والثقافات العربية والعبرية. ويتميز مساره عن الآخرين في كونه تخرج في علم اللاهوت وعلوم الكتاب المقدس واللغات السامية، في جامعة روما البابوية الغريغورية Rome’s Pontifical Gregorian University والمعهد البابوي للكتاب المقدس Pontifical Biblical Institute على التوالي، من 1955 إلى 1962. بالإضافة إلى ذلك، التحق بمدرسة الكتاب المقدس والآثار الفرنسية École Biblique et d’Archéologie Française في القدس (1962-1963)(17).
تعتبر هذه العناصر ذات الطبيعة الوصفية، التي يراد منها أن تكون نقدية وليست شاملة(18)، بمثابة توضيح جيد للنقطة المذكورة سابقاً -غياب مدرسة الاستعراب في البرتغال، على عكس الوضع في إسبانيا، وفي هذا الصدد، في دول أوروبية أخرى. وحتى بعد ديفيد لوبيز، فقد فشل تدريب أساتذة الجامعات في اللغة العربية في ضمان الاكتفاء الذاتي الداخلي للتكاثر. من الضروري اللجوء إلى الأماكن الأجنبية، وخاصة مدريد في هذه الحالة، للحصول على تدريب إضافي. ويُظهر هذا تبايناً قوياً بين منظورين: في البرتغال، كانت اللغة العربية، في القرن العشرين، لا تزال تتمتع ببُعد تكميلي فقط كان يجب القيام به في المرحلة الأولى من الاستعراب، مع الاتصالات الدبلوماسية مع المغرب(19)، وفي الثانية، مع القانون الاستعماري. وسوف يؤثر هذا البعد التكميلي أيضاً على التدريب الأساسي لهؤلاء المعلمين، الذي يتم إجراؤه في مجالات بحثية أخرى، مثل عمل يواكيم فيجانيير في فقه اللغة الرومانسية Romance Philology، وبيدرو كونيا سيرّا في فقه اللغة الكلاسيكية(20)، وجوزيه دومينغوس غارسيا دومينيغوز في العلوم التاريخية والفلسفية. ويعكس الجيل التالي مرة أخرى واقع التدريب الأجنبي سواء كان الحديث عن ، مع أنطونيو دياس فارينيا، أو عن عادل . إي. سيداروس، حيث عمل الأول، في البداية، في جامعة نوفا دي لشبونة ثم في كلية الآداب في جامعة لشبونة (تقاعد منها في العام 2010)، وعمل الثاني في جامعة إيفورا، من 1997 إلى 2008 (تقاعد بالفعل)، على الرغم من الفروق الدقيقة بينهما، فقد تخرج فارينيا من قسم التاريخ من جامعة لشبونة، وحصل على شهادة في اللغة العربية من المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية في باريس(21)؛ أما سيداروس فهو من أصول مصرية، وقد أكمل الدكتوراه في قسم الدراسات الشرقية في جامعة ميونيخ. وتوضح حالة هذا المعلم اتجاهاً آخر في عملية التدريب، يتمثل في اللجوء إلى الناطقين باللغة العربية. على الرغم من اقتصاره على عادل إي. سيداروس في الوقت الذي كان يدرس فيه، إلا أنه انتشر في الجامعات البرتغالية ويهيمن حالياً على المشهد الأكاديمي، ويرجع ذلك، في كثير من الحالات، إلى حركة الناس في منعطف الانتقال من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين(22). لذا فإن هذا التجزئة في التدريس (ناهيك عن اللغات الأخرى المرتبطة بالعالم الإسلامي، مثل اللهجات التركية أو الفارسية أو البربرية(23)، لم يتطور إلى رؤية عمل متواصلة، ومنظمة في سياق فقه اللغة العربية. والشيء بالشيء يذكر، ينطبق الأمر ذاته على اللغة العبرية. ولعل هذه الظروف تشي بمشاعر مختلفة من عواقب عدم تطور الرؤية في مجالات مختلفة، بصرف النظر عن مجال اللغة نفسها. وقد أدى الافتقار إلى مثل هذه النواة التأسيسية في البرتغال، إلى غياب أدوات كتلك التي تم تطويرها في إسبانيا في الربع الأخير من القرن العشرين مع ظهور العمل التأسيسي لكورييتني F. Corriente (الدليل النحوي لمجموعة اللهجات الإسبانية العربية A Grammatical Sketch of the Spanish Arabic Dialect Bundle, Madrid, 1977). وفي الواقع، نشر الأب جواو دي سوزا ، في العام 1795، على نفقة أكاديمية ريال داس سينسياس Academia Real das Ciências في لشبونة (مختصر الملخص الوافي للنحو العربي، للتعليم السهل والواضح للغة العربية، على لسان أفضل النحاة Compendio da Gramática Arábica, Abreviado, Claro e Mais fácil para a inteligência e ensino da mesma língua, coligido dos melhores gramáticos ) (24). واستغرق الأمر قرنان من الزمان حتى ظهور مبادرة جديدة باللغة البرتغالية، على الرغم من اقتصارها على مقدمة أساسية وعامة للغة ونقصد بهذه المبادرة ظهور عمل مصطفى زكري وجورجي بابتيستا بعنوان دليل المبتدئين اللغة العربية Manual de Iniciação ao Árabe ((Faro, FCHS-Universidade do Algarve, 2002) وهو عبارة عن وسيلة إيضاح تعليمية استخدمها مصطفى زكري بوصفه مدرساً للغة العربية في جامعة الغارف.
وبهذا الطريقة، فإن شبكة الباحثين في هذا المجال (لو أردنا استخدام تعبير ماريا كارديرا دا سيلفا) لا تمتلك ولا تنتج أدواتها البحثية الخاصة. ويؤدي هذا، بطبيعة الحال، إلى خسارة حتمية في الإجماع الاصطلاحي، مما يؤثر أيضاً على قواعد النسخ والمفردات البرتغالية الإسلامية(25). ويستلزم التماسك الذي نتمنى رؤيته بين هؤلاء الباحثين، ضمن منظور متعدد التخصصات، تفكيراً مشتركاً وتصوراً مفاهيمياً يعتبر غائباً عن الأوساط الأكاديمية، على الرغم من أن محاولات التقارب تنشأ وإن بصورة غير متواصلة(26). وتؤثر العواقب بشكل أكبر على ما يتجاوز المجال الأكاديمي. وتعاني أعمال من هذا النقص المشترك في الأدوات والمصطلحات العلمية، فضلاً عن المعرفة الناقصة في اللغة، ونذكر هنا بصورة مباشرة دون مواربة عمل الصحفية مارغريدا سانتوس لويز قاموس الإسلام Dicionário do Islão (Lisboa, Editorial Notícias, 2002) والذي استكمل لاحقاً بعنوان القاموس الجديد للإسلام Novo Dicionário do Islão (Lisboa, Casa das Letras, 2010). وهناك جانب آخر يميز الواقع البرتغالي عن الإسباني، فيما يتعلق بموضوعات الدراسة في هذه الحالة. لنتذكر "السرد الكنسي" ، الذي ذكرته مانويلا مارين، والذي يعني "المدرسة" البدائية للمستعربين الإسبان، والتي تأسست على نموذج إسبانية الأندلس. خلق هذا الخطاب، المعزز بدوافع إيديولوجية لتفسير تاريخ إسبانيا ومشروطاً به بشكل حصري، تداعيات مهمة لاحقاً، عندما جعلت مناقشة الهوية الوطنية الإسبانية في خمسينيات القرن الماضي كل من أميريكو دي كاسترو وسانشيز ألبورنوز يواجهان بعضهما البعض. وفي هذا الصدد، لم يصبح المسلمون أو اليهود، في البرتغال، موضوعات لخطاب هوية قط، مثل هو حال الخطاب الموجود في أعمال دي كاسترو (27). ولا بد من القول، من ناحية أخرى، أنهم لم يضطروا أيضاً إلى تحمل الاختطاف secuestro على حد تعبير مانويلا مارين الحاصلة في الآونة والمتجسد في أعمال سيرفين فرانخول، والتي كان لها تأثير معبر للغاية في المجتمع الإسباني من خلال نشر فكرة الهوية الإسبانية "النقية"(28)، بعيداً عن أي نفوذ مسلم أو يهودي أو حتى غجري(29).
لعبت عمليات "الاختطاف "هذه في البرتغال، حتى ثورة 1974، دوراً مختلفاً في التأريخ الرسمي، تكاد تشير إليه ضمنياً، وبشكل حصري تقريباً، مع عملية الاسترداد "Reconquista"، وقبل كل شيء، مع التوسع البرتغالي. ونظراً لعدم الكفاية في معرفة اللغة، كانت الترجمات من العربية (موجودة دائماً في الإنتاج الإسباني) غير موجودة عملياً في البرتغال، كما هو الحال الآن. ولا يمكن إجراء مقارنة مطلقة في هذا المجال: ففي مكتبة الإسكوريال El Escorial وحدها، يوجد حوالي 2500 مخطوطة عربية محفوظة(30). ومن المستحيل تقديم أرقام عن عدد المخطوطات في الأرشيفات والمكتبات البرتغالية، نظراً لعدم وجود جرد شامل، على الرغم من المساهمة التي قدمها سيداروس في هذا الصدد(31). ومع ذلك، فإن الأرقام لا تقترب حتى من تلك الأرقام الخاصة بإسبانيا، للحكم على الاستطلاعات التي أجريت بالفعل. وهذا لا يعني أن الترجمة ما كانت لتكون أحد أهداف المستعربين، لو تم إنشاء مدرسة للترجمة بجانب مدرسة تدريس اللغة -وهو ما لم يكن كذلك. ويمكن سرد الترجمات بإيجاز: منها تلك التي تمت تحت عنوان "مدرسة الرهبان"، مع الأب جواو دي سوزا وتلميذه الأب فنسنت سالغادو(32)، والترجمات غير المكتملة التي قام بها ديفيد لوبيز، فيما يتعلق ببعض جوانب غرب الأندلس (نُشرت في Os árabes nas obras de Alexandre Herculano) والتي توقفت بوفاة المؤلف(33). ونحن، في الواقع، مدينون إلى ديفيد لوبيز بإدراج فصل عن "السيادة العربية" في أعظم جزء من الإنتاج التاريخي من عشرينيات القرن العشرين، ونقصد به تاريخ البرتغال História de Portugal الذي أخرجه دامياو بيريس، والمعروفة أيضًا باسم تاريخ دي بارسيلوس História de Barcelos. وعلى الرغم من افتقاره إلى الابتكار، إلا أنه يستخدم المخرجات العلمية لعصره، مما ينتج عنه توليفة من عن فترات السيادة الرئيسية والتي تتجاهل جميعاً خصوصيات ما سوف يصبح فيما بعد الإقليم البرتغالي(34). ومع ذلك، فقد ترك بصمته التاريخية الأكثر إبداعاً في التوسع البرتغالي في المغرب، حيث احتل مساحة أكبر إلى حد ما في العمل المذكور. هذا هو المجال الذي استثمر فيه ديفيد لوبيز جزءً كبيراً من جهوده العلمية. وقام في العام 1897، نشر النصوص البرتغالية الجامعة Os textos em aljamia portuguesa والتي تحتوي على نسخ من رسائل (باستثناء واحد فقط) من أرشيف توري دو تومبو Torre do Tombo ، موجهة من بارونات شمال إفريقيا إلى الملك البرتغالي وكتبت باللغة البرتغالية بأحرف عربية(35)؛ ونشر في العام 1915، المجلد الأول من حوليات أرزيلا Anais de Arzila (36) ، تبعه المجلد الثاني في العام 1919(37) ؛ وتاريخ أرزيلا من 1924 إلى 1925 (38)؛ واشتغل، في العام 1937، في إصدار العمل المشترك تاريخ البرتغال الموسع حول العالم História da Expansão Portuguesa no Mundo، في الواقع ولتوخي الدقة، ساهم ديفيد لوبيز في الجزء الأول من المؤلف الذي أطلق عليه اسم التوسع في المغرب A expansão em Marrocos (39)؛ وعمل أخيراً كمستشار تنسيقي مشارك، إلى جنب روبرت ريكارد، للمجموعة الضخمة المعنونة" مصادر غير منشورة في تاريخ المغرب sources Inédites de l’Histore du Maroc". وبصرف النظر عن الأبعاد الأخرى لعمله(40)، سواء كان ذلك في فقه اللغة(41) أو في نشر المصادر لمناطق أخرى من التوسع البرتغالي(42) ، فإن هذا الاتجاه يمثل اختلافاً جوهرياً عند مقارنته بما كان يحدث في إسبانيا في نفس الفترة. فهناك، نشأت مركزية -كما أثبت نص مانويلا مارين- الماضي "الإسباني العربي"، والذي سوف يتحول تدريجياً إلى الأندلس، وهي مركزية لا يمكن العثور عليها في البرتغال. إن عدم التناسق بين هذه الحقيقة والموضوع التوسعي، المدرج في الخطاب الاستعماري البرتغالي حتى العام 1974، يدفع في الواقع بالهيمنة العربية الإسلامية إلى سياق هامشي أكثر من أي وقت مضى في التأريخ البرتغالي. لا يمكن للجهود التي يبذلها العديد من المؤلفين، والمنتشرة في العديد من المقالات، إلا أن تحقق القليل جداً من الظهور في الخطاب التأريخي السائد(43).
إعادة اكتشاف المسلمين
شهدت الاختلافات البنيوية بين المسارين البرتغالي والإسباني، على أساس قضايا اللغة والترجمة وحتى موضوعات الخطاب، تحولاً، في هذا الجانب الأخير، بعد ثورة 1974 -وهذا ما تتقاسمه الحركة العامة للتأريخ البرتغالي ككل. وقد بدأ هذا التحول من خلال عمل أعاد طرح قضية السيادة العربية الإسلامية، التي ارتبطت هذه المرة مباشرة بإقليم ما أصبح يعرف فيما بعد باسم مملكة البرتغال، نُشر هذا العمل بين عامي 1972 و 1975 (Lisboa, Editorial Presença)، في أربعة مجلدات بعنوان البرتغال في إسبانيا العربية Portugal na Espanha Árabe من قبل أنطونيو بورجيس كويلو. لا تغطي هذه المجلدات المقتطفات التاريخية فحسب، بل تشمل أيضاً المواد المستمدة من النصوص الجغرافية والفلسفية والأدبية المعنية بالأرض وشخصيات غرب الأندلس ليرسم نظرة تركت بصمة لا تمحى على أجيال ما بعد 1974. وشكلت هذه المصادر المختارة، المترجمة من اللغات الأوروبية ومن الأعمال المنشورة بشكل أساسي في إسبانيا، دعوة قوية للتنبيه إلى الصمت الذي استمر لفترة طويلة حول حقائق الأندلس، وفي الوقت نفسه أصبح أداة مهمة لاستخدامها في هذا المجال. أعيد نشر العمل عدة مرات، لكن في النهاية لم يأتِ بنتائج إضافية. ويعود أحدث إصدار له للعام 2008 (Lisboa, Caminho)، الذي يعيد إنتاج صيغته الأصلية بالضبط، وهذا بمثابة دليل على عدم قدرة المجتمع العلمي على تجديد المقترحات التي فتحت مسارات جديدة للبحث. ولم يكن التقدم المحرز في نشر المصادر المترجمة خارج البلاد، ولا منظور ترجمة الأصول العربية المنشورة في هذه الأثناء، من الممكن توحيد الجهود من أجل استكمال عمل هذا المؤلف متعدد الأوجه ، الذي كان حريصاً دائماً على الانخراط في مشاريع تاريخ جديد وتأريخية. ومع ذلك، فإن علم الآثار هو الذي أحدث التغيير الحاسم في النموذج فيما يتعلق بغرب الأندلس، من خلال الأعمال التي بدأت في أواخر السبعينيات، والتي ستنشأ في نهاية المطاف موقع ميرتولا Mértola الأثري. حيث سوف يترسخ خطاب مختلف، يتمثل في استمرارية البحر الأبيض المتوسط، في أعقاب الجغرافي أورلاندو ريبيرو، وهو خطاب يشمل الثقافة العربية الإسلامية من خلال صوت مؤسسها كلاوديو توريس وأتباعه المقربين، سانتياغو ماسياس وسوزانا غوميز.
وفي الواقع، أثبت علم الآثار أنه، في هذا الصدد، "المجال الأكثر كفاءة لاستدامة الهويات"(44)، حيث أظهر رؤية أصبحت، من وجهة نظر وسائل الإعلام، "مفهوماً حقيقياً للحماية"، كما صرحت ماريا كارديرا دا سيلفا في العام 2005: "تستحضر ميرتولا عندما يذكر المرء العرب أو المسلمين أو المهاجرين أو التراث أو الماضي أو الفن أو الشعر أو علم الآثار، حيث يتم استخدامها كمحور محوري في الملفات حول الموضوعات المتعلقة بالحرب أو الحجاب أو الإرهاب"(45). وقد ضعف هذا التأثير مع مرور الوقت، وفقد الطابع الجوهري الملحوظ الذي كان يتمتع به منذ بضع سنوات، لكن موقع ميرتولا الأثري قدم مع ذلك التاريخ الأندلسي والعربي الإسلامي لجمهور أوسع، وأعاد تفسير هذه التواريخ وعرضها بشكل بارز في الخطاب التاريخي البرتغالي. أنشأ النص الذي كتبه كلاوديو توريس "يا غرب الأندلس O Gharb Al-Andaluz"، في تاريخ البرتغال História de Portugal الذي أخرجه جوزيه ماتوسو، والذي ظهر في العام 1992، النقش النهائي للموضوع في جميع الأعمال اللاحقة ذات الطبيعة نفسها. وبالمثل، فإن الرؤية التي اكتسبها علم الآثار ولدت استثماراً في مستويات التراث والمتاحف، مما ساهم في نموذج التنمية المحلية الذي تهدف المراكز الحضرية الأخرى إلى تكراره. وبطريقة ما، يبدو أن كلاوديو توريس قد "أضفى الطابع المؤسسي" على مجال الدراسة الذي، على الرغم من وجوده السابق، كان عليه انتظار عمله أن يحظى بتسليط الضوء عليه على الصعيدين الوطني والدولي، وهي حقيقة تم الاعتراف بها رسمياً عندما حصل في العام 1991 على جائزة بيسوا Prêmio Pessoa. وهناك ثمة عمل آخر (وهو عمل خالد أيضاً) يستحق الذكر هنا، نظراً لما ترك خلفه من تبعات على المجتمع البرتغالي -ومرة أخرى من خلال تأثيره على وسائل الإعلام. على الرغم من أنه يسير في مسارٍ موازٍ ، فعلى عكس كلاوديو توريس(46)، لم يتم قبول هذا العمل في الأوساط الأكاديمية، ونقصد بالطبع الكتاب الذي نشره المحامي أدالبرتو ألفيش في العام 1998 بعنوان قلبي عربي O meu coração é árabe، ويتضمن مقدمة عن الشعر العربي ونصوصاً لشعراء غرب الأندلس، عبارة عن قصائد لمؤلفين عاشوا فيما ما أصبح فيما بعد، إقليماً برتغالياً. على الرغم من أن الترجمات، مرة أخرى، تمت من اللغات الأوروبية، إلا أن الكتاب يكمل ويضخم المقترحات الشعرية التي أدخلها بورجيس كويلو في كتابه المذكور أعلاه البرتغال في إسبانيا العربية. لاقى كتاب ألفيش نجاح فورياً حال صدوره، نظراً لعدم توفر بيبلوغرافيا أجنبية عن هذا الموضوع في المجتمع البرتغالي، مع فرصة اكتشاف الشعر العربي الإسلامي -أو بشكل أدق الشعر العربي البرتغالي Luso-Arab، كما يقول المؤلف. تواصل هذا النجاح مع ألفيش من خلال في إنتاجه المتعدد والمتنوع عن الماضي الإسلامي البرتغالي (نشر أكثر من 30 كتاباً) بدءً من السير الذاتية إلى المقالات التاريخية والباطنية أو حتى ترجمات من الشعر العربي المعاصر(47). وقد تم الاعتراف بهذا العمل المستمر في النشر من قبل جائزة الشارقة الدولية، التي منحتها له اليونسكو في العام 2008. وتوج عمله، الذي تمت متابعته خارج الأوساط الأكاديمية، في العام 2013 بإصداره معجم عروبة اللغة البرتغالية Dicionário de Arabismos de Língua Portuguesa (Lisboa, Imprensa Nacional)، بدعم من معهد كاميس Camões واليونسكو.
ميزا هذان المساران المتوازيان، بقوة، اتجاهات متميزة في مقاربة ماضي البرتغال العربي الإسلامي. وقد عرضت استعادة واستيعاب المخرجات السابقة في مجالات دراستهما المتنوعة(48)، القضايا العربية الإسلامية على مركز الإعلام، متجاوزةً الأندلس نفسها، وقد تجاوزت عواقب ذلك المؤلفين أنفسهم. وكانت الردود متنوعة، بطبيعة الحال، مما أدى إلى خلق العديد من المدونات والجمعيات وحتى المنشورات، والتي من المفترض أن تكون ذات قيمة في الدعاية ولكنها في بعض الأحيان تفشل في الارتفاع فوق المستوى العالي(49). إن "الموضة" الإسلامية، التي عززتها بالطبع الأحداث العالمية والرؤية المتزايدة للهجرة من البلدان الإسلامية(50)، لا تزال قائمة على جوهرية سطحية ومشوهة، ونابعة من خطاب الأندلس متعدد الثقافات، تماماً كما هو الحال في إسبانيا أيضاً(51). إنها "جنة التسامح المفقودة"، وفي كثير من الأحيان، من النزعة الباطنية التي تعارض بشكل جذري العقلية الاستعمارية السائدة قبل ثورة 1974، معبرة عن جانب واحد، من بين العديد من جوانب التحول الديمقراطي في البلاد. ومع ذلك، فإنها تعاني تماماً مثل نظيرتها من عشق العرب، من نقص النقد والتفكير العلمي، والتي لا تساعد كثيراً في إحداث تغييرات في المجتمع أو في النموذج البحثي الأكاديمي نفسه.
وبالنظر من هذا المنظور، كيف يمكن أن تستجيب العلوم الاجتماعية والإنسانية لهذه التحديات المجتمعية؟ حيث لا تزال الأوساط الأكاديمية تكشف، كما ذكر أعلاه، عن إخفاقات خطيرة في تحليل الماضي العربي الإسلامي، ليس أقلها المعرفة الناقصة باللغة. كما أن تشتت شبكة الباحثين يعيق أي جهد متضافر لوضع مسرد أو أدوات عمل مشتركة أخرى (على النحو المشار إليه من قبل)، والتي قد تكون مفيدة ليس فقط للمجتمع الأكاديمي، بل للمجتمع البرتغالي ككل أيضاً. وتشير بعض المؤلفات، مثل ظهور كل من قاموس الإسلام Dicionário do Islão ، وقاموس العربية Dicionário de Arabismos الذي وضعه دالبيرتو ألفيش، بوضوح شديد إلى ما لا تفعله الأوساط الأكاديمية... ولكنها تؤكد عليها. ومع ذلك، شهدت بعض الجوانب تطوراً هائلاً، لا سيما منذ التسعينيات. وفي أعقاب الكشف عن موقع ميرتولا، نجح علم الآثار العربي الإسلامي، الذي لم يكن موجوداً عملياً، في تكوين شبكة من علماء الآثار المنتشرين في جميع أنحاء البلاد وداخل الجامعات(52). وينظر، في الواقع، إلى أعمالهم، التي تتكشف في العديد من الحفريات والمنشورات(53)، على أنها من أهم الأعمال لتوليد تحول فعال في الخطاب التاريخي. وتعزز هذه الشبكة أيضاً التأكيدات على الهوية الإقليمية والمحلية، وذلك عندما يتم التعامل مع اللقى الأثرية كعناصر متخفية وتصبح جزءً من السبل السياحية(54). رغم أنه لم يتم وضع هذه الاستدامة الاقتصادية موضع التنفيذ كما هو واضح في المجالات العلمية الأخرى. غير أنه يمكن أن ينشأ اتجاه جديد من خلال هذا الخطاب حول التراث patrimóniotopia، أي "التراث كمكان خيالي"(55) ، إذا لم يتم الحفاظ على حوار مستمر بين العلم والكشف العلمي. ومع ذلك، فإن "انهيار الحواجز" بين التاريخ وعلم الآثار، الذي أثر على التغييرات في معرفتنا بغرب الأندلس، يظهر عدم تناسق الذي له أولوية في علم الآثار .
ويعود تاريخ أحدث توليفة تاريخية إلى العام 2000 في كتاب كريستوف بيكار البرتغال المسلمة بين القرنين الثامن والثالث عشر Le Portugal musulman (VIIIe-XIIIe siècles) (Paris, Maisonneuve et Larose)، والذي استند منهجياً على تفسير المصادر العربية، دون إغفال المدخلات المادية(56). مع ذلك، هناك منظور آخر يتبلور حالياً، مثل منظور فترة القرون الوسطى التي تشترك فيها الثقافات اللاتينية المسيحية والعربية الإسلامية التي، بناءً على المبادئ النظرية لـ "المجتمع الحدودي"، تولد مقترحات تفسيرية جديدة حول المنطقة التي كانت لتصبح المملكة البرتغالية(57). وعلى هذا المنوال، تتشكل مدرسة من المؤرخين الشباب(58)، والتي سيكون المستقبل وحده هو القادر على الحكم عليها، ولكن تجديدها الاسترشادي ينطوي، بالضرورة، على متطلبات أكبر، لا سيما التدريب اللغوي الراسخ باللغتين العربية واللاتينية.
لم تستطع مركزية غرب الأندلس بالطبع أن تحجب التاريخ الأوسع للمسلمين بشكل عام. وشهدت التسعينيات أيضاً بدايات سرد تاريخي آخر: قصة الأقلية المسلمة في المملكة البرتغالية(59)، والتي تبلور نموذجها في أعمال ليت دي فاسكونسيلوس (1858-1941)، والتي راجعها ونظمها ووسعها إم. فيغياس غوريرو(60)، كما تم تقديم لاعب آخر من نفس الفترة ، وهم أقلية الموريسكو Morisco، التي كانت غائبة تماماً عن التآليف التاريخية حتى ذلك الوقت. وفي الواقع ، كانت أطروحة الباحث أحمد بوشارب، التي وجهها برنارد فينسنت، هي التي جعلت الأمور تسير في هذا المجال. ومع ذلك، فإننا مدينون بأول عمل عام حول هذا الموضوع لإيزابيل دروموند براغا، التي نشرت في العام 1999 كتابها الموريسكيون والمسيحيون في البرتغال في القرن السادس عشر: ثقافتان ومفهومان متصادمان، Mouriscos e Cristãos no Portugal Quinhentista: duas culturas e duas conceções em choque, (Lisboa, Hugin) والتي تناولت فيه بحث مثمر حول هذا الموضوع(61). كانت أطروحة بوشارب بعنوان الموريسكيون الزائفون في البرتغال في القرن السادس عشر Os pseudo-mouriscos de Portugal no séc. XVI ولم تنشر إلا في العام 2004 (Lisboa, Hugin) ، وهو نفس العام الذي دافع فيه روجيرو ريباس (توفي في العام 2012) ، من جامعة فلومينينس الفيدرالية (البرازيل)، عن أطروحة الدكتوراه في كلية آداب لشبونة Faculdade de Letras de Lisboa، تحت عنوان أبناء مافوما: المور ، الإسلام الخفي ومحاكم التفتيش في البرتغال في القرن السادس عشر (62). Filhos de Mafoma: Mouriscos, Cripto-Islamismo e Inquisição no Portugal Quinhentista [ مافوما، كلمة برتغالية مماتة، يقصد بها النبي محمد- المترجم]. بيد أنه لم تنجح الدراسات التي أجريت على الأقلية المسلمة / الموريسكية في تحقيق البعد المنشود، بسبب عدم وجود كتلة بارزة مهتمة بإجراء البحوث في هذا المجال. لا تزال الصعوبات التي ألمت بالعلوم الاجتماعية في البرتغال، حتى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، "في تحديد الظواهر المباشرة غير المؤطرة بالتقاليد الفكرية الراسخة"(63) (على حد تعبير عالمة الأنثروبولوجيا كريستيانا باستوس) لا تزال تؤثر على الخطاب التاريخي اليوم. وقد عاد هذا الخطاب، الملوث بالعقلية السائدة، إلى تاريخ سياسي، مهما كان "جديداً"، والذي يؤكد على أهمية المؤسسات والنخب الفردية والاجتماعية. كما يقول خوسيه ألبرتو تافيم في هذه المجلة، حول الدراسات اليهودية، فإن "الجهاز النظري المهيمن" في التاريخ لا يزال يكرس في الوقت الحاضر "فرض القاعدة وليس المقاومة". وبالتالي، فإن ماضي مسلمي البرتغال وماضي الجماعات العرقية الأخرى، لم يتم التحقيق فيه بعد.
....
العنوان الأصلي: From the history of Muslims to Muslims in History: Some critical notes on “Arab-Islamic Studies” in Portugal
المؤلف: Maria Filomena Lopes de Barros
المصدر: Hamsa. Journal of Judaic and Islamic Studies [H –REJI], 1 (2014): 29- 40
....
الهوامش
1-انظر في هذا السياق نص عبد الكريم الوكيل ، AbdoolKarim Vakil, “Pensar o Islão: Questões coloniais, interrogações pós-coloniais”, Revista Crítica de Ciências Sociais 69 (2004), pp. 17-52.
2-انظر، Maria Cardeira da Silva, “O sentido dos árabes no nosso sentido. Dos estudos sobre árabes e sobre muçulmanos em Portugal”, Análise Social, 39 (173), 2005, p. 781,
3-في الواقع، كانت أولى مراحل الدراسات العربية في أوروبا البروتستانتية، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، مدفوعة بالحجة القائلة بأن معرفة اللغة العربية أداة لفهم أصل الكلمة العبرية بشكل أفضل، وبالتالي أداة للتفسير الكتابي، للمزيد انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe (séculos XVIII/XIX). Pragmatismo, inovação e conhecimento nas relações diplomáticas, s.l., Ministério dos Negócios Estrangeiros, 2010 (Coleção Biblioteca Diplomática do MNE – Série D), p. 338.
4- انظر، AbdoolKarim Vakil, “Pensar o Islão…”, pp. 31-32.
5-مقال لعالمة الأنثروبولوجيا ماريا كارديرا دا سيلفا بعنوان "عن معنى العرب في إحساسنا. دراسات عن العرب والمسلمين في البرتغال O sentido dos árabes no nosso sentido. Dos estudos sobre árabes e sobre muçulmanos em Portugal" تؤكد أيضاً على هذا التركيز على موضوع الدراسة. فيما يتعلق بالانقسام بين "العرب" و "المسلمين"، والذي لم تشرحه المؤلفة، يبدو أنه اتضح أن مفهوم العرب يُعرَّف على أنه دالة في سياق ثقافي لأي شخص يتحدث اللغة العربية (سواء في الحاضر أو في -أزمنة الأندلس)، بينما مصطلح "المسلمين" ينطبق على الأقلية(Maria Cardeira da Silva, “O sentido dos árabes…”, p. 788). ومع ذلك، بما أنه ليس كل المسلمين عرباً ، ولا يتحدثون العربية، ولا كل عربي مسلم، فإن مصطلح "مسلم" يستخدم في هذا النص عند الإشارة إلى أفراد أو مجموعات من الديانات الإسلامية.
6-انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…, pp 138-139 154-159.
7-انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…, p. 157.
8-انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…,p. 333.
9-9 Idem
10- انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…,pp. 363-378.
11- انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…,pp. 503-504.
12-انظر مثلاً Fernando Branco Correia, “Al-Andalus en la Historiografía Portuguesa (del siglo XIX a inicios del XXI). Un breve intento de sistematización”, in Al-Andalus, España: Historiografias en Contraste, ed. Manuela Marín, Madrid, Casa de Velásquez, 2009, p. 167.
13- انظر، http://memoria.ul.pt/index.php/Figanier,_Joaquim_Fernando_de_Abreu (consulted on December 15th 2013)
14-انظر بخصوص هذا Eva-Maria von Kemnitz, “The Centenary of the Republic and the Republic of Letters: Arabic Studies in Portugal 1910–2010”, in rat al- . Roccznik Orientalistyczny 64-1 (2011), ed. Marek M. Dziekan, Paulina B. Lewicka, Katarzyna Pachnia, Warszawa, Elipsa, 2011, pp. 121-132 Adel Sidarus, “Os estudos árabes em Portugal (1772-1962)”, in Islão e Arabismo na Península Ibérica, ed. Adel Sidarus, Évora, Universidade de Évora, 1986, pp. 37-54 (Portuguese version), pp. 55-73 (English version) A. Dias Farinha, “Os estudos árabes na historiografia posterior a Herculano”, in A Historiografia Portuguesa de Herculano a 1950, Lisboa, Academia Portuguesa de História, 1978, pp. 203-304.
15-انظر، [s.a..], Catálogo do Legado Bibliográfico de Pedro Cunha Serra, Lisboa, Academia das Ciências, 2006, p. 3.
16-انظر، Fernando Branco Correia, “Al-Andalus en la Historiografía Portuguesa…”, p. 168.
17-انظر، http://www.wook.pt/authors/detail/id/45626 (consulted on December 15th 2013).
18- وبالتالي، فإن هذا يترك مجموعة كاملة من معلمي اللغة العربية الذين يقومون حالياً بعملهم في الجامعات البرتغالية.
19 -منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر، حفزت العلاقات الدبلوماسية مع شمال إفريقيا الاهتمام باللغة العربية، نظراً لضرورة التوثيق الرسمي باللغة العربية وسهولة الاستغناء عن المترجمين الأجانب. أدى التركيز على أفريقيا جنوب الصحراء في الربع الثاني من القرن التاسع عشر ، إلى ازوال الدراسات العربية، التي لم تعد ضرورية للدبلوماسية البرتغالية -Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…,pp. 325-326
20- انظر، http://memoria.ul.pt/index.php/Serra,_Pedro_Maria_da_Rocha_Cunha (consulted on December 22nd 2013).
21-يتضمن مساره الأكاديمي أيضاً شهادة في الطب وأطروحة دكتوراه لاحقاً. ودراسات في التاريخ.http://www.eracareers.pt/opportunities/index.aspx?task=showMember&jobID=10853&juriID=6206&la ng=en&idc=3 (consulted on December 22nd 2013).
22-22 يوجد بعض المعلمين خارج هذا المنظور: مثل أنطونيو لازارو من جامعة دو مينو، تلميذ أنطونيو دياس فارينيا، فرناندو برانكو كوريا، من جامعة إيفورا ، الذي درس تحت إشراف بيدرو كونيا سيرا، وإيفا ماريا فون كيمنيتز ، التي كانت أعمالها مستخدمة في هذا النص بتوسع ، وهي حالياً مديرة برنامج درجة الماجستير في الدراسات الشرقية ومعهد الدراسات الشرقية في جامعة كاتوليكا Instituto de Estudos Orientais da Universidade Católica ، وكانت أطروحتها للدكتوراه بعنوان، "عن الاستشراق في البرتغال في السياق الأوروبي وفي سياق العلاقات البرتغالية المغاربية ( بين القرنين الثامن والتاسع عشر O Orientalismo em Portugal no contexto europeu e no das relações luso-magrebinas (sécs. XVIII e XIX))، تحت إشراف سيداروس. حصلت على درجة الماجستير في العام 1976، في فقه اللغة الشرقية (الدراسات العربية والإسلامية) من جامعة وارسو، وكانت أطروحتها بعنوان-باللغة البولونية (تقاليد الثقافة العربية الإسلامية في البرتغال Tradycje kultury arabsko-muzulmansk ej w Portugal) - http://cecc.fch.lisboa.ucp.pt/investigadores/eva-maria-von-kemnitz.html (consulted on December 14th, 2013).
23-يتم الآن تدريس اللغات الفارسية والتركية في كلية الفنون في جامعة لشبونة.
24-انظر، Cf. Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…, p. 442.
25-انظر النقد في نفس الاتجاه لعبد الكريم الوكيل، "“Pensar o Islão…”, p. 32.. ومثال على هذا التشتت المصطلحي ونقص التعريف يمكن رؤيته في المقالة المذكورة، بقلم ماريا كارديرا دا سيلفا، وفي التمييز الذي رسمه المؤلف بين العرب والمسلمين (انظر الملاحظة 5).
26 -انظر عدد مجلة journal Análise Social, vol. XXXIX (173) من العام 2005، تحت عنوان "أوروبا والإسلام"، حيث انضم إلى غالبية علماء الأنثروبولوجيا بعض علماء الاجتماع وعالم الآثار. برنامج الدراسات العليا " الإسلام المعاصر والثقافات والمجتمعات " “Islão Contemporâneo. Culturas e Sociedades” (ينظمه قسم الأنثروبولوجيا من كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ، جامعة Universidade Nova de Lisboa - FCHS-UNL-, the Núcleo de Estudos em Contextos Islâmicos –(مركز الدراسات في السياقات الإسلامية) NECI ومعهد اللغة من نفس الجامعة - إيلنوفا - وبتنسيق من ماريا كارديرا دا سيلفا) يعني مشاركة أقوى من قبل المؤرخين، بالإضافة إلى تقديم مستويين من اللغة العربية والتركية. ومع ذلك، فإن هذه الدورة، التي تم إطلاقها في العامين الدراسيين 2012-2013 و 2013-2014 ، لم تجمع عدد المرشحين المطلوبين للافتتاح.
27-انظر، Maria Filomena Lopes de Barros, “Ethno-Religious Minorities”, in The Historiography of Medieval Portugal (c.1950-2010) -dir-. José Mattoso, ed. Maria de Lurdes Rosa, Bernardo Vasconcelos e Sousa, Maria João Branco, Lisboa, Instituto de Estudos Medievais, 2011, pp. 571-573.
28-انظر نص، Manuela Marín.
29- في نص نُشر في العام 2002، يتوافق مع مؤتمر عقده المؤلف في الندوة الدولية الثامنة عن المدجنين VIII Simposio Internacional de Mudejarismo، في أيلول/ سبتمبر 1999 ، تحت عنوان" الفجر والموريسكو: الحقيقة والخيالGitanos y Moriscos: verdade y ficción" ، دافع سيرفين فرانخول Serafín Franjul بالفعل عن نظريته (تم تطويرها بنجاح فيما بعد في أعماله، الأندلس مقابل إسبانيا Al-Andalus contra España ووهم الأندلس La quimera de al-Andalus ، نُشر وأعيد طبعه عدة مرات)، بحجة أن الانتماء إلى مجموعة يتطلب "ليس فقط ولادة المرء في مكان معين - كما قصد أ. كاسترو بسذاجة عندما قال إن المدجنين Mudéjares كانوا إسباناً "ولكن أيضاً الدلالات الثقافية لذلك المكان، والمشاركة في أهدافه"، وبطبيعة الحال، الإرادة الصريحة لذلك النقش "التي تفتقر إليه الأقليات. تتلخص وجهة نظره حول هذه الأقليات في جملة نهائية: "من إسبانيا، أرادوا فقط استخدام أراضيها"Serafín Franjul, Gitanos y Moriscos: verdad y ficción”, in VIII Simposio Internacional de Mudejarismo. Actas, vol. I, Teruel, 2002, p. 15.
30-انظر، http://rbme.patrimonionacional.es/home/Sobre-la-Biblioteca/Composicion-del-fondo-bibliografico-manuscrito/Manuscritos-arabes.aspx (consulted on December 15th 2013).
31-انظرمثلاً لنفس الكاتب، “Manuscrits arabes du Portugal”, in La signification du Bas Moyen Age dans l histoire et la culture du monde musulman: actes du 8e Congrès de l -union- Européenne des Arabisants et Islamisants, Aix-la-Provence, 1976, pp. 283-288 “Manuscritos árabes em Portugal”, Estudos Orientais 2 : O legado cultural de judeus e mouros (1991), pp. 117-126 كما شارك في وضع قائمة أكاديمية العلوم Academia das Ciências ( انظر، A. Sidarus “Notas sobre a descrição dos manuscritos árabes”, pp. XII-XIII) في Catálogo de Manuscritos, Série Vermelha, I (Nos. 1 to 499), preface by Joaquim Veríssimo Serrão, Lisboa, Academia das Ciências, 1978. In May 2009, Maria Jesús Viguera carried out, in Portugal, an investigation into "Manuscritos y documentos árabes en Portugal".
32- حول هذه الانتاجات انظر، Eva-Maria von Kemnitz, Portugal e o Magrebe…,pp. 440-480.
33-انظر، “Os árabes nas obras de Alexandre Herculano. Notas marginais de língua e história portuguesa", Boletim da Segunda Classe da Academia das Ciências de Lisboa, nº 3 (1910-1911), pp. 50-84, 198-253 and 323-377 and nº 4, pp. 321-402.
34- بهذا المعنى، يسترد مع ابتكارات the Romantic History of Alexandre Herculano and Oliveira Martins. انظر، Fernando Branco Correia, “Al-Andalus en la Historiografía Portuguesa …”, pp. 163-166.
35-نشر لاحقاً: Os textos em Aljamia portuguesa. Estudo filológico e histórico, Lisboa: Imprensa Nacional, 1940.
36-انظر، Anais de Arzila, crónica inédita do século XVI, por Bernardo Rodrigues, Tomo I (1508-1525), Coimbra, Imprensa da Universidade, 1915.
37-انظر، Anais de Arzila, crónica inédita do século XVI, por Bernardo Rodrigues, Tomo II (1525-1535) suplemento (1536-1550, Coimbra: Imprensa da Universidade, 1919.
38-انظر،História de Arzila durante o Domínio Português, 2 vols. (1471-1550 e 1577-1589), Coimbra, Imprensa da Universidade, 1924-1925.
39-انظر،História da Expansão Portuguesa no Mundo, -dir-. de Dr. António Baião, Hernâni Cidade e Manuel Múrias, Lisboa, Editorial Ática. Lisboa. 1937-1940.
40-حول هذا الموضوع، انظر: A. Sidarus, “Os estudos árabes em Portugal” …
41- كما هو الحال مع النص الذي سبق ذكره: “Os árabes nas obras de Alexandre Herculano…” وغيره أيضاً، مثل: "Toponímia árabe de Portugal", Revista Lusitana, 24, 1922, pp. 257-273,´-or-still, "Cousas luso-marroquinas. Notas filológicas sobre particularidades vocabulares do português nas praças de África", Boletim de Filologia, 7, 1942, pp. 245-259...
42- مثل: Extractos da Conquista de Yaman pelos Otomanos, 1892. أو História dos Portugueses no Malabar, 1898.
43- حول هذا الموضوع انظر نتائج تحليل يواكيم فيجانيير José Pedro Machado, Pedro Cunha Serra, José Domingos Garcia Domingues and Martim Velho in Fernando Branco Correia, “Al-Andalus en la Historiografía Portuguesa …”, pp. 167-170.
44-انظر، Maria Cardeira da Silva, “O sentido dos árabes no nosso sentido….”, p. 792.
45-انظر، Maria Cardeira da Silva, “O sentido dos árabes no nosso sentido….”, p. 800.
46-بعد أن عمل مدرساً في كلية آداب لشبونة Faculdade de Letras da Universidade de Lisboa بعد ثورة 25نيسان /أبريل
47-انظر للمعلومات عن الكاتب في الموقع التالي(بحاجة إلى تحديث) http://pt.wikipedia.org/wiki/Jos%C3%A9_Adalberto_Coelho_Alves (consulted on December 15th 2013)
48-دافع جوزيه لويس دي ماتوس José Luís de Matos، عالم آثار وأستاذ سابق في كلية الآداب من جامعة لشبونة، في تكريم كلاوديو توريس، الذي أقيم في تلك المؤسسة في 19 نيسان/ José Luís de Matos أبريل 2013، عن أنه كان "يوحنا المعمدان" لهذا الباحث. في الواقع، كان رائداً في علم الآثار العربي الإسلامي في البرتغال، ووقف جنباً إلى جنب مع كلاوديو توريس وبورجس كويلو كأحد مؤسسي موقع ميرتولا الأثري.
49-انظر المراجعة النقدية لستيفاني بواسيليير Stéphanne Boisselier لكتاب O espaço ibero-magrebino durante a presence árabe em Portugal e Espanha (Coimbra, Palimage, 2012) في Lusitana Sacra, 27 (Janeiro-Junho 2013), pp. 211-213.
50- نشأت تسوية أوضاع الجالية المسلمة منذ العام 1974 في المستعمرات البرتغالية السابقة -والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم الجماعة الإسلامية في لشبونة Islamic Community of Lisbon- كما عززت هذا الاتجاه، بما في ذلك الجهود التي بذلها رئيسها السابق سليمان فالي ماميدي Suleiman Valy Mamede ، الذي كان قادراً على جمع الأموال اللازمة لبناء المسجد.
51- من ناحية أخرى ، لا يصل هذا الواقع إلى نفس مستويات التأكيد الهوياتي كما هو الحال في الأندلس Andaluzia، على سبيل المثال.
52 يتجلى ذلك جيدًا في جائزة علم الآثار التي قدمتها مؤسسة غولبنكيان Fundação Gulbenkian إلى هيلينا كاتارينو Helena Catarino، الأستاذة في كلية الآداب بجامعة كويمبرا، للحصول على درجة الدكتوراه بعنوان الغارف الشرقية أثناء الاحتلال الإسلامي: التسوية الريفية والاستحكامات المحصنة O Algarve Oriental durante a Ocupação Islâmica: Povoamento Rural e Recintos Fortificados (3 vols, Al’Ulya, nº 6, Loulé, Arquivo Histórico Municipal de Loulé, 1997-1998).
53-حول هذا الموضوع، انظر: “Actas do 6º Encontro de Arqueolog a do Algarve. O Gharb no al-Andalus: síntesis e perspectivas de estudo. Homenagem a José Luís de Matos (Silves 23, 24 e 25 de Outubro 2008, Xelb 8 (2009) Isabel Cristina Ferreira Fernandes and Santiago Macias «Islamic and Christian Medieval Archeology” in The Historiography of Medieval Portugal (c.1950-2010) -dir-. by José Mattoso , ed. by Maria de Lurdes Rosa, Bernardo Vasconcelos e Sousa, Maria João Branco, Lisboa, Instituto de Estudos Medievais, 2011, pp. 153-178 Fernando Branco Correia, “Al-Andalus en la Historiografía Portuguesa…”, pp. 178-179 Hermenegildo Fernandes, “The Gharb al-Andalus”, in The Historiography of Medieval Portugal (c.1950-2010)…, pp. 557-558.
54- انظر على سبيل المثال المبادرة التي قدمتها منظمة "متاحف بلا حدود Museum without Frontiers " بفضل كلاوديو توريس و سانتياغو موسياس “Terras da Moura Encantada: arte islâmica em Portugal” - http://www.mwnftravels.net/travel_et_trailDetail.php?id=IAMpt1pt&fl=its (Cláudio Torres, Santiago Macias et alii, Terras da Moura Encantada: arte islâmica em Portugal, Porto, Civilização, 1999) وفي الوقت الحالي the “Rota al-Mutamid” in the Algarve - http://www.sulinformacao.pt/2013/04/heranca-islamica-colocada-ao-servico-da-cultura-e-do-turismo-na-rota-al-mutamid/ (consulted on January 20th 2014).
55- حول هذا المفهوم، انظر: Paulo Simões Rodrigues, “Patrimóniotopia: o Património como Lugar Imaginário”, in Arte e Utopia, coord. Margarida Acciauoli, Ana Duarte Rodrigues, Maria João Castro, Paula André e Paulo Simões Rodrigues, CHAIA- UÉ /DINÂMIA’CET-IUL/FCSH-UN, 101-110.
56-تم عرض رؤية أحدث في أطروحة فرناندو برانكو كوريا لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة إيفورا في العام 2010 بعنوان: Fortificações Guerra e Poderes no Gharb al-Andalus (dos inícios da islamização ao domínio norte-africano)، ومازالت قيد النشر
57-انظر، Hermenegildo Fernandes, “The Gharb al-Andalus”…, pp. 578-579.
58- تركز بشكل رئيسي على قسم التاريخ من جامعة لشبونة، حول Hermenegildo Fernandes. تم تعزيز هذا الاتجاه من خلال إنشاء برنامج درجة الماجستير "تاريخ البحر الأبيض المتوسط في القرون الوسطى والإسلامية História do Mediterrâneo Islâmico e Medieval"، والذي شارك فيه جامعات لشبونة وإيفورا والغارف.
59-انظر مقالات جان بيير مولينا Jean-Pierre Molénat حول المدجنين في هذه المجلة
60-انظر، “Mouros” in Etnografia Portuguesa, vol. IV, Lisboa, Imprensa Nacional, 1982, pp. 299-350 . بخصوص هذه المسألة، انظر: Maria Filomena Lopes de Barros, “Ethno-Religious Minorities” في: he Historiography of Medieval Portugal (c.1950-2010) -dir-. by José Mattoso, ed. by Maria de Lurdes Rosa, Bernardo Vasconcelos e Sousa, Maria João Branco, Lisboa, Instituto de Estudos Medievais, 2011, pp. 571-573.
61-انظر على سبيل المثال لهذا الكاتب: “Relações Familiares e Parafamiliares dos Mouriscos Portugueses”, Historia y Genealogia, [on line] 2 (2012), pp. 201-213 “Portugal e os Mouriscos de Espanha nos séculos XVI e XVII”, in La política y los moriscos en la época de los Austria. Actas del Encuentro, Madrid, 1999, pp. 231 -247.
62-من "إضفاء الطابع الاستغرابي " على الأقليات المسلمة والموريسكية إلى استشراق الإسلام، ظهر اتجاه آخر في التاريخ حول التوسع البرتغالي. بعد ثورة 1974، أصبح الآخر، بما في ذلك المسلم، محط اهتمام، متغلباً، على الأقل في دوائر معينة، على الخطاب الأوروبي المركزي للإمبراطورية البرتغالية المنتصرة. ومع ذلك، فإن خصوصية وتعقيد هذا المجال ليسا ضمن نطاق هذا البحث.
63-انظر، Cristiana Bastos, presentation of Europa e Islão, Análise Social 173 (2005), p. 761.



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتجاهات الجديدة في الدراسات النقدية لتسمية الأماكن
- الحروب الأهلية -الجديدة- و-القديمة-
- سلمان رشدي وحروب الثقافة النيوليبرالية
- خيبة أمل أوروبا ما بعد الحقبة السوفييتية: قراءة في كتاب جون ...
- حرب أوكرانيا وانعكاساتها على التوتر العسكري الأمريكي الصيني
- (دفاعاً عن التجربة السوفييتية).السوفييت والشعوب: الاتحاد الس ...
- بوب ديلان في السويد: بين -صابرا- كيبوتس عين دور و أروقة أكاد ...
- تاريخ جديد ، أفكار قديمة
- حواري مصر: أدلة بيئية جديدة على بناء أهرامات الجيزة
- قوارب الفلاسفة : 100 عام على طرد المثقفين الروس
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
- المؤتمر الإسلامي في القدس 1931
- الاختلال في التوازن العالمي كما يراه كيسنجر
- اختراع الأرض المقدسة: الحج البروتستانتي الأمريكي إلى فلسطين ...
- مرثية إلى شيرين أبو عاقله
- استراتيجية الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (7)
- استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (6)
- استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (5)
- استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (4)
- استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (3)


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الصباغ - ملاحظات نقدية حول -الدراسات العربية الإسلامية- في البرتغال