أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (3)















المزيد.....



استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (3)


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 20:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترجمة: محمود الصباغ
الفصل الثالث: السفارة المسيحية الدولية في القدس
"لقد ربطهم الرب بهذه المدينة قبل ظهور المسيحية والإسلام، وإذا لم تمثلنا بلادنا هنا فعلينا تمثيل أنفسنا".. دافيد بارسونز، المدير العام للسفارة الدولية المسيحية في القدس، متحدثاً عن أسباب تأسيسها.
رحب رئيس الوزراء [ الإسرائيلي الأسبق]، مناحيم بيغن، بتأسيس السفارة المسيحية الدولية في القدس في خريف العام 1980 بقوله " لقد كان قراركم تأسيس السفارة المسيحية الدولية في القدس -في وقت تركنا فيه الآخرون وحدنا بسبب إيماننا- بمثابة عمل جريء ورمز لقربكم منا. لقد أعطتنا إيماءاتكم وتصرفاتكم هذه الشعور بأننا لسنا وحدنا "(ICEJ 2013a). وتعتبر السفارة المسيحية الدولية في القدس، اليوم، منظمة عالمية غير حكومية (NGO) لها فروع في جميع أنحاء العالم، وعرفت نفسها داخل المجتمع الإسرائيلي كمنظمة تقوم على تقديم المساعدة الاجتماعية، وكمنظمة سياسية و"سفارة" للمسيحيين حول العالم الذين يدعمون إسرائيل. وتجذب السفارة، في كل عام، آلاف الحجاج المسيحيين إلى القدس في عيد المظال السنوي ليعبروا عن تضامنهم مع اليهود في إسرائيل، وليحتفلوا بعيد العرش في الخريف. ونتيجة لعملها الهائل وإسهاماتها في المجتمع الإسرائيلي، أصبحت، السفارة، لاعباً مؤثراً داخل الحركة المسيحية الصهيونية، مما يجعل من دراستها أمر مثير للاهتمام. ويتضمن هذا الفصل عرض تقديمي للسفارة، حيث سأبدأ في السياق السياسي الذي تأسست فيه، قبل الانتقال إلى أهدافها في دعمها لإسرائيل. وسوف أقدم بعد ذلك نطاق عملها وأنشطتها. ثم أستعرض الشخصيات المركزية لموظفيها واقتصادها وأعضائها. وعلى الرغم من أن عقيدة السفارة هو موضوع الفصل التالي، إلا أنني سأقدم بإيجاز لمحة عامة عن جذورها ضمن الإنجيلية الكاريزمية الجاذبة، وسوف أختم، في هذا الفصل، بالطريقة التي استقبل فيها المجتمع اليهودي السفارة في إسرائيل في الوقت الحالي، لحظة إعداد هذه الدراسة.
3.1 تأسيس السفارة المسيحية الدولية في القدس
على الرغم من وقوع القدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب الأيام الستة 1967، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها كعاصمة "كاملة وموحدة لإسرائيل" إلا في العام 1980، كما ظهر في القانون الأساسي للكنيست، حيث أصبحت القدس الشرقية رسمياً جزءً من عاصمة إسرائيل (Knesset 1980). وقد أثار هذا الإعلان الإسرائيلي ردود أفعال مخالقة ومتعددة في المجتمع الدولي، حيث أعلن مجلس الأمن الدولي، في قراره رقم 478، عدم شرعية هذا القانون ودعا المجتمع الدولي إلى عدم القيام باي تمثيل دبلوماسي في القدس (UN 1980). وقد أخذت سفارات ثلاث عشرة دولة بنصيحة الأمم المتحدة ونقلت سفاراتها إلى تل أبيب. وتدعي السفارة أن المجتمع الدولي استسلم للضغط من خلال حظر نفطي عربي (ICEJ 2013b, 85). وكرد فعل مضاد لما أسماه زعيم السفارة الأول، يان ويليم فان دير هوفن، "جبن العالم"، اجتمع ألف مسيحي صهيوني من أربعين دولة في القدس للاحتفال بعيد المظال من أجل إظهار التضامن والدعم لحق إسرائيل في تعيين عاصمتها(ICEJ 2013b, 21). تأسست السفارة في 30 أيلول- سبتمبر 1980 في نهاية العيد. وجاءت المبادرة من قبل مجموعة من المسيحيين الإنجيليين المقيمين في القدس بقيادة فان دير هوفن. وألقى تيدي كوليك، رئيس بلدية القدس، في الافتتاح الكبير، كلمة أشاد فيها بهذه المبادرة المسيحية (ICEJ 2012b, Wagner 1995, 100). لكن وسائل الإعلام لم تهتم كثيراً بافتتاح سفارة مسيحية في القدس (Merkley 2002, 171). ويجادل دونالد فاغنر بأن إنشاء السفارة يجب أن يُنظر إليه بالارتباط مع استيلاء الليكود (الحزب الصهيوني اليميني الرئيسي في إسرائيل) على السلطة في عهد رئيس الوزراء بيغن. حيث استفاد الليكود من أصدقائه المسيحيين الصهاينة، الذين دعمت منظماتهم إسرائيل اقتصادياً وسياسياً في المجتمع الدولي(Wagner 1995, 100). وبعد فترة وجيزة من التأسيس، أقامت السفارة مقرها في السفارة التشيلية السابقة، التي انتقلت إلى تل أبيب. وكان المبنى في الأصل منزل الباحث الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد* الذي صودر منزله في العام 1948 وأعطي للفيلسوف اليهودي مارتن بوبر (Wagner 1995, 97). وأشار العديد من النقاد إلى أن استخدام السفارة لهذا المنزل كان بمنزلة إشارات سيئة (Mæland 2009, 227). وقد نفت السفارة نفسها للصحفيين أن يكون المنزل مسكناً سابقاً لسعيد. وفي مقابلة، رد ديفيد بارسونز بالقول إن سعيد ادعى زوراً أنه وعائلته اضطروا لمغادرة إسرائيل -بل على العكس من ذلك، كما يجادل بارسونز، نشأ سعيد في القاهرة وكان يزور القدس فقط من حين لآخر- لذلك ليس لديه الحق في المطالبة بالمنزل (Parsons 2010). وفي العام 1998، انتقلت السفارة إلى مقرها الحالي في شارع راحيل إيمينو في التلة الألمانية، خلف سورٍ عالٍ، و يتطلب زيارتها موعداً مسبقاً.
كان القصد من السفارة أن تكون منظمة عالمية منذ البداية. واليوم لديها فروع في 70 دولة حول العالم، ويمكنها أن تصل إلى نحو 140 دولة (ICEJ 2012a). وأنشأت السفارة "سفارات" لها في كل من هندوراس وغواتيمالا، والتي، وفقاً لما قاله سايزر، حصلت على وضع دبلوماسي وأقامت روابط وثيقة مع الحكومتين (Wagner 1995, 109, 2004a, 18). تعمل الفروع المختلفة في جميع أنحاء العالم على نشر كلمة الصهيونية المسيحية في التجمعات المسيحية من خلال عقد ندوات وإعطاء معلومات عن إسرائيل وعقد نداءات سياسية ومؤتمرات وخلوات صيفية. وبهذه الطريقة، تأمل المنظمة في نشر "الحقيقة" حول ما يجري داخل إسرائيل ومنح "تشجيع" دولي لإسرائيل.
3.1.1 المؤتمر المسيحي الصهيوني
عقدت السفارة في آب- أغسطس 1985، المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في بازل سويسرا (نفس المكان الذي عقد فيه هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول). وتم اختيار الموقع للتأكيد على مفهوم السفارة عن ذاتها باعتبارها تجسيداً للحركة الصهيونية (Merkley 2002). وتلقى المشاركون في المؤتمر والبالغ عددهم 500 شخص، رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بيغن، وتحدث، في المؤتمر، الرئيس الإسرائيلي حاييم هيرتسوغ شخصياً، فشكر السفارة على مبادرتها التأسيسية في القدس وعقد تفاهماً متبادلاً حول الكتاب المقدس الذي ربط اليهود بإسرائيل -وهو تفاهم لم يكن "معروفاً عالمياً في الدوائر والحركات الأخرى" ( مقتبس من Merkley 2002, 175). وعلى غرار المؤتمر الصهيوني قبل 88 عاماً، أصدر المؤتمر المسيحي الصهيوني إعلانًا جاء فيه: "نهنئ دولة إسرائيل ومواطنيها على العديد من الإنجازات التي حققوها في فترة قصيرة تقل عن أربعة عقود.. ونتوسل إليكم أيضاً بمحبة: من فضلك حاولوا أن تدركوا بوضوح أكثر وأن تقروا بصراحة أكبر بأن يد الرب-وليس فقط قوة أيديكم- هي التي أعادت [لكم] الأرض وجمعتكم في المنفى، كما تنبأت بذلك كتبكم المقدسة.. [إننا] ندعو كل يهودي في جميع أنحاء العالم إلى التفكير في القيام بالهجرة إلى إسرائيل، كما ندعو كل مسيحي إلى تشجيع ودعم أصدقائه اليهود على هذه الخطوة التي يتم اتخاذها بحرية ولكن بإلهام من الرب.. كما [نحث] الدول الصديقة لإسرائيل، ولكن سياستها مازالت تترنح بين الدعم الحقيقي والنفع السياسي.. لتأسيس سفاراتها في القدس.. والاعتراف بيهوذا والسامرة كجزء من الأرض.. كما نحذر الدول المعادية لإسرائيل، بما في ذلك الدول العربية (باستثناء مصر) والاتحاد السوفيتي، من الكف عن إعاقة السلام في الشرق الأوسط. كما نطلب من الاتحاد السوفيتي السماح لجميع اليهود السوفييت بالهجرة إلى إسرائيل.. ويطلب مؤتمرنا هذا باحترام من مجلس الكنائس العالمي في جنيف الاعتراف بالصلة التوراتية بين الشعب اليهودي وأرضه الموعودة بالإضافة إلى البعد التوراتي والنبوي العميق لدولة إسرائيل.. [ إننا] نصلي وننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تكون فيه القدس وجبل الرب مركز اهتمام البشرية عندما يصبح ملكوت الرب حقيقة واقعة"،(مقتبس من Merkley 2002, 175 ). وقد أعادت السفارة، بعد المؤتمرات المسيحية الصهيونية، التأكيد على الإعلان، لكنها عدلت المحتوى بما يتماشى مع المفاوضات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية، وكما يلاحظ ميركلي، يتماشى هذا التعديل، إلى حد ما، مع كيفية تعامل الليكود مع الأمر (2002 ، 157). وركزت السفارة، في النسخ المعدلة من الإعلان، على الوعود التوراتية للدول العربية، وخاصة الأردن وسوريا ولبنان، ودعت هذه الدول إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وهو ما سوف يتم توضيحه بمزيد من التفصيل في القسم 4.2.5 (Merkley 2002)
3.1.2 الأهداف
يتمثل عمل السفارة في دعمها لإسرائيل بمهام من ثلاثة أبعاد: (1) تثقيف المسيحيين في جميع أنحاء العالم حول هدف الرب بخصوص إسرائيل والدول المجاورة في الشرق الأوسط، (2) أن تكون جزءً من المصالحة بين اليهود، والمسيحيون والعرب، (3) دعم الكنائس المسيحية في الأرض المقدسة (ICEJ 2012a). وتبدو هذه التصريحات موجهة للمسيحيين وليس لليهود، وتغطي جوهر الصهيونية المسيحية، أي الوقوف إلى جانب إسرائيل ودعوة المسيحيين الآخرين لاتخاذ ذات الموقف. وتستخدم السفارة هنا نصاً من سفر إشعيا لوجوب دعم إسرائيل: " عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ"[ الآية الأولى من الإصحاح 40 من سفر إشعيا]. ومن ثم، فإن "إرضاء" إسرائيل يصبح، على وجه الخصوص، جانباً مهماً في عمل السفارة. وقد يبدو عمل المصالحة [بين اليهود، والمسيحيون والعرب] في الهدف الثاني متناقضاً، إلا أن نحو 20% من دخل السفارة يستخدم لصالح الأقليات الإسرائيلية غير اليهودية. ولدى السفارة، في هذا الصدد، مشاريع تعاون مع المسيحيين والدروز، غير أن أنشطة تعاونها مع المسلمين ضئيلة للغاية، على الرغم من أن بعض الأموال تذهب أيضاً إلى منظمات إغاثة مختلفة، والتي تشمل أيضاً المسلمين في إسرائيل(33). وأنشأت السفارة في العام 1993، طيفاً واسعاً من ثمانية أهداف، لاقت قبولاً لدى جميع أعضائها. وتوضح هذه الأهداف الثمانية، بالتفصيل، كيف يُطلب من المسيحيين التصرف فيما يتعلق بإسرائيل، وكل هدف مدعوم بآية كتابية مأخوذة من كل من العهدين القديم والجديد كما يلي(ICEJ 2012c) (34) :
1. إظهار الاهتمام بالشعب اليهودي ودولة إسرائيل التي ولدت من جديد (" عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ". إشعيا 40: 1).
2. أن تقدم السفارة للمسيحيين، فهماً حقيقياً لما يحدث في الأرض اليوم حتى يمكن تفسير أحداث العالم على ضوء كلمة الرب (13 أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ، لأَنَّهُ وَقْتُ الرَّأْفَةِ، لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ.14 لأَنَّ عَبِيدَكَ قَدْ سُرُّوا بِحِجَارَتِهَا، وَحَنُّوا إِلَى تُرَابِهَا.15 فَتَخْشَى الأُمَمُ اسْمَ الرَّبِّ، وَكُلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ مَجْدَكَ. 16 إِذَا بَنَى الرَّبُّ صِهْيَوْنَ يُرَى بِمَجْدِهِ. مزمور 102: 13-16).
3. أن تكون السفارة مركزاً يستطيع المسيحيون، من خلاله، اكتساب فهماً كتابياً عن إسرائيل، وتعلم كيفية الارتباط بالأمة بشكل صحيح (12 أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. 13 وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. 14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 12-14).
4. تذكير وتشجيع المسيحيين في جميع أنحاء العالم للصلاة من أجل السلام في أورشليم وأرض إسرائيل والشعب اليهودي (6 عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا،7 وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ. إشعيا 62: 6-7).
5. تحفيز القادة والكنائس والمنظمات المسيحية ليكونوا مؤثرين وفاعلين في بلادهم لصالح إسرائيل والشعب اليهودي (1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». تكوين 12: 1-3).
6. أن تكون السفارة جزءً من مقاصد الرب العظيمة في إعادة اليهود إلى إسرائيل (22 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي، فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ، وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. إشعياء 49:22).
7. البدء أو المساعدة في بدء مشاريع في إسرائيل لرفاهية جميع من يعيش هناك. (40 فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. متى 25:40).
8. مد جسور المصالحة بين اليهود والعرب (25 بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ». إشعياء 19:25).
ويُلاحظ، من خلال دراسة هذه الأهداف، مدى قوة السفارة في تركيزها على المسيحيين من هلال دفعهم للمشاركة الفعالة، ودعم اليهود في المجتمع الإسرائيلي. وبالتالي ينطوي هذا الطيف من الأهداف وبصورة قوية جداً على مضامين سياسية واجتماعية.. وثمة نقطة أخرى هامة في هذه الأهداف تتمثل في مدى تركيز السفارة على العهد القديم بدلاً من العهد الجديد -وهو تمييز واضح عن المسيحية السائدة. وكما رأينا في الفصل السابق، يرفض المسيحيون الصهاينة التفكير الألفي التقليدي الشائع في الكنائس المسيحية المعروفة(35)، ويفترضون صلاحية غير تقليدية للعهد القديم. ويجادل مالكولم هيدنغ المتحدث باسم السفارة، أن العهود في الكتاب المقدس العبري (كما يميل الصهاينة المسيحيون إلى تسمية العهد القديم) تؤثر على مصير العالم اليوم. وهكذا، أصبح العهد القديم كتاباً مركزياً للصهاينة المسيحيين. غير أن هذا لا يعني رفض العهد الجديد: فوفقاً لهيدينغ، يؤكد العهد الجديد الميثاق مع إبراهيم، مما يعطي الكتاب المقدس العبراني صلاحية في وقتنا الحاضر (Hedding 2006d, 5). وتنشر السفارة كتيبات وشروحات عن عملية إحياء واستعادة كلمة الرب من خلال القنوات الإعلامية المختلفة مثل النشرات الإخبارية اليومية عبر البريد الإلكتروني والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الأسبوعية ومجلتهم الشهرية "العالم من أورشليمWord from Jerusalem". وتأمل السفارة، بهذه الطريقة، في الوصول إلى الناس في شتى بقاع العالم. ويهدف قسم الإعلام إلى أن يكون بمنزلة قناة "لتزويد المسيحيين بمعلومات صادقة ودقيقة عن الأحداث الجارية لمحاربة التغطية الإعلامية المنحازة في كثير من الأحيان لإسرائيل"(ICEJ 2013b, 108). ويبدو أن لدى السفارة، من خلال استخدام قنوات المعلومات هذه، هدفاً مزدوجاً يتمثل في تثقيف المسيحيين حول خطط الرب لتقديم عنايته الإلهية لإسرائيل، وبالتالي تسوق السفارة الكثير من المواد المتعلقة بالعقيدة المسيحية الصهيونية. ويتمثل الهدف الثاني في تزويد المسيحيين بآخر المستجدات الأكثر "توازنًا" كبديل للتغطية الإعلامية الدولية عن إسرائيل. وفي الواقع، يمكن المجادلة بخصوص مدى توازن تغطية السفارة الإعلامية عن إسرائيل، حيث تركز السفارة في تغطيتها، في الغالب، على الحالات التي يتعرض فيها اليهود للتمييز من قبل المجتمع الدولي، وحيث يهاجم الفلسطينيون مواطنين إسرائيليين، أو عندما تشمل صراعات الشرق الأوسط إسرائيل، مثل العلاقات بين إيران وإسرائيل. علاوة على ذلك، لدى السفارة تغطية واسعة وتحديثات حول أنشطتها في المجتمع الإسرائيلي.
3.2 الأنشطة
يتم التعبير عن تركيز السفارة القوي على مطالبة الكتاب المقدس للعمل المسيحي من خلال العمل الاجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي. حيث تتركز معظم الجهود نحو رفاهية السكان اليهود في إسرائيل. وتعد برامج المساعدة الاجتماعية من أهم الأشياء التي تقوم بها لإظهار دعمها لليهود. كما تأمل، من خلال المساعدة، في إصلاح الخلاف بين المسيحيين واليهود. ويقف على رأس هذه المشاريع، المساعدة الاجتماعية، وتوفير الغذاء للأسر الفقيرة، والأنشطة الاجتماعية والتعليمية للأطفال والشباب المعرضين للخطر، وأعمال الإغاثة للمواطنين الإسرائيليين المعرضين للحرب والقنابل بالقرب من غزة وفي الأراضي المحتلة. ويعتبر نشاط السفارة المتعلق بهجرة اليهود إلى إسرائيل أكبر مشروع لها، وهو ما سوف يتم التطرق إليه بمزيد من التفصيل في الفصل الخامس. وبالإضافة إلى العمل الاجتماعي والإنساني، تمتلك السفارة صوتاً نشطاً في المجال السياسي. فيتم تمثيلها في الكنيست الإسرائيلي، في منظمة اللوبي، عبر تجمع الكنيست المسيحيين الحلفاء (CAC) الذي تأسس في العام 2004، من قبل حزب اليمين الإسرائيلي "إسرائيل بيتنا" لتحقيق ثلاثة أهداف: "للحد من تجاهل المسيحيين وكسر حاجز عدم الثقة بهم من قبل أعضاء الكنيست؛ الاعتراف بمساهمة المسيحيين الصهاينة لإسرائيل. والعمل على ربطهم بشكل أقرب بإسرائيل دفاعاً عن القيم اليهودية المسيحية" (Clark 2007, 220). ويتم تمثيل السفارة في الاتحاد الأوروبي، من خلال التحالف الأوروبي من أجل إسرائيل (ECI)، الذي يعمل نيابة عن إسرائيل للتأثير على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. تأسس هذا اللوبي في العام 2003 من قبل المنظمات المسيحية الصهيونية الثلاث: منظمة السفارة ومنظمة جسور من أجل السلام Bridges for Peace ومنظمة أصدقاء مسيحيين من أجل إسرائيل Christian Friends of Israel، بهدف تقديم وجهات نظر أكثر توازناً عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لدعم إسرائيل وتثقيف الأوروبيين حول تاريخ معاداة السامية في أوروبا. أما في الولايات المتحدة، فيتم تمثيل السفارة في سيباك CIPAC، التي تعمل على تعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. ومن خلال هذه اللوبيات، يمكن للسفارة التواصل مع المنتديات المختلفة ونشر رسالتها، حيث يمكنها التأثير على صانعي السياسة للانضمام إلى مواقف سياسية أكثر وداً تجاه إسرائيل. وسوف نتناول هذا الجانب بمزيد من التفصيل في الفصل السادس. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر السفارة دعماً سياسياً لإسرائيل من خلال تنظيم أحداث تجتذب آلاف السائحين الإنجيليين إلى إسرائيل. ولعل الحدث الأكثر بروزاً هو عيد المظال.
3.2.1 عيد المظال
لعل أكثر ما يلفت الانتباه من بين جميع أنشطة السفارة هو نشاطها في عيد المظال، الذي يستقطب سنوياً ما بين ثلاثة وثمانية آلاف حاج إلى إسرائيل. على الرغم من أن العيد هو عيد حج يهودي، يُعرف باسم سكّوت، إلا أن السفارة تعتقد أن الأمم حول إسرائيل قد تنبأوا بالاحتفال بالعيد في أورشليم، حيث سيعبدون الرب، كما هو مكتوب في الإصحاح 14 من سفر زكريا:" 16 وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الْبَاقِي مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ جَاءُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ، يَصْعَدُونَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ وَلِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ.17 وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَصْعَدُ مِنْ قَبَائِلِ الأَرْضِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ، لاَ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مَطَرٌ".(ICEJ 2013b, 11-3). ووفقاً للسفارة، فإن هذا العيد يمثل الاحتفال بملكوت الرب ورعايته ومحبته وانتصاره الأخير على الأرض(Hedding 2006e, 5). يأتي الحجاج من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالرب لمدة نصف أسبوع. ويسافر معظم الناس في وفود مع أفراد طوائفهم الكنسية المحلية. وعادةً ما تأتي الوفود الأكبر من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والصين والنرويج وفنلندا وروسيا وجنوب إفريقيا وألمانيا، ولكن معظم الدول التي يوجد فيها السفارة لها فروع محلية ممثلة. ويتكون برنامج العيد من ورش عمل للصلاة وندوات تتعلق بمكانة إسرائيل في الكتاب المقدس والسياسات الحالية ورحلات بالحافلات وعروض ترفيهية وليلة ضيافة إسرائيلية خاصة حيث تدعو السفارة يهود إسرائيل لحضور عرض رقص على شرفهم. وغالباً ما تكون جلسات التعبد ذات شكل جاذب للغاية، بما فيها من طقوس الشفاء من خلال الإيمان والرقص وترانيم التسبيح(36). ويكون الحدث الأبرز خلال العيد هو مسيرة أورشليم، وهي مسيرة ضخمة من غرب المدينة إلى شرقها. هنا يتم تمثيل ليس فقط الإسرائيليين القادمين من المناطق المختلفة من البلاد للاحتفال بأورشليم، بل أيضاً الصهاينة المسيحيين رفقة الآلاف من المشاركين (Spector 2009, L 2143). ويسير المسيحيون الصهاينة في أقسام قومية، يرتدي العديد منهم زيهم الوطني ويحملون أعلاماً كبيرة لإظهار، لمن يراهم، الدعم القومي لكل بلد لإسرائيل. (37)
3.3 الموظفين المركزيين
تعمل السفارة بتحدٍ وباقتصاد كبيرين من أجل توفير مثل هذا العمل المكثف في المجتمع الإسرائيلي. وسوف أركز على بعض أعضاء فريق العمل المركزي في السفارة الذين سأعود إليهم في الفصول التالية. فأثناء تواجدي في القدس، حيث المقر الرئيسي للسفارة، كان يتواجد عدد كبير جداً من الموظفين العاملين هناك، يزيد عددهم عن ثلاثين موظفاً ومتطوعاً. المدير التنفيذي اليوم (2014) هو يورغن بوهلر Jürgen Bühler ، وهو أسقف مُرسَّم في كنيسة خمسينية في ألمانيا. أصبح بوهلر مديراً في العام 2011، عندما خلف القس مالكولم هيدنغ Malcolm Hedding، الذي كان مديراً منذ العام 2000 ويعمل الآن متحدثاً رسمياً باسمها، أثناء عمله كأسقف مساعد في كنيسة خمسينية في تينيسي، الولايات المتحدة الأمريكية. ولد هيدنغ في جنوب إفريقيا، حيث عمل أسقفاً في جمعيات الرب Assemblies of God ، قبل أن يأتي إلى إسرائيل في العام 1986. ويعمل ديفيد بارسونز David R. Parsons كمدير للإعلام والعلاقات العامة، وهو ينحدر بالأصل من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل، بوصفه محامي، مستشاراً عاماً لمنظمة سيباك CIPAC، وبالتالي كان منخرطاً بشكل كبير في الضغط لصالح القضية الإسرائيلية في الكونغرس. يتعامل بارسونز الآن، مع الشؤون الصحفية، ولكنه يكتب أيضاً تعليقات حول المسائل السياسية والتاريخية والدينية المتعلقة بإسرائيل، والتي يتم نشرها على صفحة الويب الخاصة بالسفارة وفي صحيفتها "العالم من أورشليم Word from Jerusalem ". إلى جانب الكادر الوظيفي الحالي في المقر الرئيسي للسفارة، هناك أيضاً موظفين آخرين يجدر ذكرهم، كان يان فيلهلم فان دير هوفين Jan Willelm van der Hoeven من هولندا، الشخص الأكثر محورية في تأسيس السفارة وأصبح أول زعيم لها تحت اللقب الأكثر تواضعاً، المتحدث الرسمي باسمها، وهو الذي كرس عيد المظال حدثاً سنوياً، فضلاً عن دوره في المبادر في حملة "صرخة مردخاي" التي دعت إلى إطلاق سراح اليهود السوفييت في العام 1982. وفي العام 1999، ترك فان دير هوفن منصبه بعد بعض التعارضات بين أعماله الشخصية وأعمال السفارة، بالإضافة إلى إدلائه ببعض التصريحات العلنية المتطرفة، والتي لا تتماشى مع إرشادات السفارة (Widnes 2007, 58). وتعمل سوزان مايكل Susan Michael كمديرة لفرع السفارة في الولايات المتحدة. تخرجت سوزان من قسم اللاهوت في جامعة أورال روبرتس وتنشط في تثقيف المسيحيين في الولايات المتحدة حول إسرائيل. وهي التي بادرت، على سبيل المثال، بإطلاق صفحة الويب IsraelAnswers.com (ICEJ 2014b). ويعمل هوارد فلاور Howard Flower في سانت بطرسبرغ كمدير للفرع الروسي، كما أنه المسؤول عن عمليات الهجرة من أوروبا الغربية ودول البلطيق، بالإضافة إلى دول آسيا الوسطى. أما في النرويج، فقد كان يعمل هناك ليف فيليروب Leif Wellerop كمدير قبل تقاعده في العام 2014. وكان دور فيليروب مركزياً في السفارة منذ إنشائها في العام 1980. ويعتبر داغ أويفيند يوليوسن Dag Øyvind Juliussen المدير الفرعي في النرويج الآن، والذي يعتبر أحد أقوى فروع السفارة [في العالم]. وفي فنلندا، لعبت أولّا يارفيليتو Ulla Järvilehto ، العضوة السابقة في البرلمان الفنلندي والمديرة السابقة للفرع الفنلندي، دوراً محورياً في مساعدة اليهود الروس في الهجرة إلى إسرائيل.
3.4 الأعضاء والوضع الاقتصادي
لا يوجد سجل لعدد أعضاء السفارة على الصعيد العالمي، لأن نشاط السفارة يعتمد على العمل المستقل لفروعها المحلية. غير أن هذا لم يمنع ستيفن سايزر من الزعم بأن عدد أعضاء السفارة حوالي 100 ألف شخص حول العالم (تعود الأرقام للعام 2004). ولم أتمكن من تأكيد هذا الرقم التقديري، بسبب نقص المراجع، وربما زاد العدد منذ ذلك الحين (Sizer 2004a, 101). وذكر ستيفن سيكتور أن السفارة "تمثل ملايين الإنجيليين في جميع أنحاء العالم"، ومع ذلك، قد يكون هذا بمثابة تمثيل للصهاينة المسيحيين، بشكل عام، وليس كأعضاء مباشرين في السفارة (2009، 176). لا تضع السفارة شرط العضوية كأساس لحضور فعالياتها. فقد يدعم العديد من المسيحيين الصهاينة هذه الفعاليات دون دفع رسوم اشتراك أو عضوية، وبالتالي من الصعب افتراض مدى شعبية المنظمة في الواقع، بناءً على عدد الأعضاء المقدرة فقط. ويعتمد الوضع الاقتصادي السفارة في الغالب على التبرعات، والتي تستند إلى مستوى عالٍ من النشاط، ويبدو أنها مرتفعة جداً. ولا توجد سجلات لمقدار الدخل الإجمالي للمنظمة، لكن إشعار تقويم فرع الولايات المتحدة أظهر أن لديها دخلاً قدره 1،638 مليون دولار أمريكي في العام 2012(38)، بينما بلغ دخل التبرعات في النرويج في نفس العام 2.639 مليون دولار أمريكي(39). وتعطي هذه الأرقام بعض المؤشرات على دخل السفارة. ومع ذلك، فإن الأقسام تعمل بشكل مستقل، وبالتالي من الصعب معرفة مقدار ما تحصل عليه المنظمة بشكل إجمالي. وحقيقة أن الفرع النرويجي يبدو أن لديه دخل تبرعات أكبر مما هو عليه في الولايات المتحدة، ربما يعود لعدة أسباب: حيث يوجد في الولايات المتحدة منظمات مسيحية صهيونية أكثر مما هو الحال في النرويج، وبالتالي فإن السفارة لديها أرقام أعلى في استقبال المؤيدين. قد يكون العامل الآخر هو أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في النرويج أعلى مما هو في الولايات المتحدة، وبالتالي قد يتبرع الإنجيليون في النرويج بمبلغ أكبر من المال مقارنة بالولايات المتحدة.
3.5 التجذير الطائفي
على الرغم من أن السفارة تسوق نفسها كمنظمة سياسية بالاسم المختار "Embassy"، إلا أنها في الأساس منظمة دينية ذات أجندة مسيحية واضحة. ووفقاً لـ "ويبر"، تذكر السفارة نفسها أن عملها ديني بحت، وليس سياسياً، على الرغم من أن ويبر، من بين آخرين، يلاحظ أن الخط الفاصل بين هذين العملين غير واضح في بعض الأحيان (Weber 2004, 217, see also Sizer 2004a, Wagner 1995). وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن معظم الموظفين المذكورين في القسم 3.3.1 هم شركاء في حركات خمسينية. فالسفارة هي منظمة شاملة لجميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين يدعمون إسرائيل، وبالتالي لا يستدعي العمل معها أي مطلب للانتماء المذهبي، ولا يبدو أن السفارة معنية بمثل هذا الانتماء الطائفي - طالما أن الأعضاء مسيحيون ويدعمون القضية الإسرائيلية. ورغم هذا، يبدو واضحاً تأثر أنشطة السفارة بالحركات الجذابة الكاريزمية. ويصبح هذا أكثر وضوحاً خلال عيد المظال السنوي عندما تقدم السفارة العديد من الخدمات التي تتضمن "الشفاء الإيماني"، وهو أمر لا يقبله جميع الصهاينة المسيحيين الإنجيليين. ويشير سايزر إلى أن السفارة تستمد الدعم من الأصولية الإنجيلية الكاريزمية (Sizer 2004a, 128). وكنا قد رأينا، في الفصل السابق، كيف تطورت الحركة الخمسينية والتقطت بعض عناصر العقيدة التدبيرية ودمجتها مع طقوس فوق طبيعية مثل "الشفاء عبر الإيمان". فتقام جلسات الشفاء هذه في عيد المظال، وتترافق مع أغاني تعبدية جذابة، مما يدل على تأثير الحركة الخمسينية. ومع ذلك، تستمد السفارة الدعم، أيضاً، من الكنائس الإنجيلية الأخرى، وربما يكون هذا هو السبب في أن السفارة تشير حصرياً إلى أعضائها إما كمسيحيين أو إنجيليين من أجل احتضان المزيد من المسيحيين. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن قادة اليمين المسيحي الجديد، مثل بات روبرتسون قد أيدوا أنشطة السفارة (ICEJ 2013a). وتشير السفارة إلى نفسها على أنها كيان مسيحي صهيوني، على الرغم من أن تسمية "الصهاينة المسيحيين" تحمل وصمة إدانة معينة على نحو ما، وربما يستخدم أعضاء السفارة تسمية "الصهيونية التوراتية" (Hedding 2013). وقد يكون سبب ذلك زيادة توحيد الفهم المشترك بين اليهود والمسيحيين للوعود الكتابية للشعب اليهودي. (Hedding 2013). وهناك مفهومان رئيسيان يميزان عقيدة السفارة؛ وجهة نظرها في العقيدة التدبيرية وكيف تنظر إلى أرض إسرائيل، والتي سيتم تناولها في الفصل التالي. وسوف أقدم هنا لمحة موجزة عن كيفية ابتعاد السفارة عن العقيدة التدبيرية التقليدية، رغم استمرارية بعض عناصر هذه العقيدة في تعاليمها (انظر على سبيل المثال Widnes 2007, 61-4).
3.5.1 العقيدة التدبيرية المعدلة
من الشائع لمنتقدي السفارة وضعها ضمن نموذج تدبيري (انظر على سبيل المثال Sizer 2004b). ولكن السفارة لا تعتبر نفسها أنها تنتمي إلى تلك الأطر (Widnes 2007, 64, Spector 2009, 176). وسبب شجب السفارة للعقيدة التدبيرية الزعم بافتقار هذه الأخيرة إلى التوقعات التدبيرية الأصولية للنهاية. وأحد الأمثلة على ذلك هو رفض مفهوم "الاختطاف Rapture "، والذي يشير إلى اختطاف المؤمنين الحقيقيين قبل المحنة. وهكذا سوف يواجه المسيحيون نفس الاضطرابات التي يواجهها اليهود وغير المؤمنين. ويجادل مالكولم هيدنغ بأنه إذا لم يدع الرب المسيحيين يمرون بنفس الاختبار والمتاعب التي واجهها اليهود في ظل المحنة، فسوف لن يكون هناك أي معنى، في نظر الرب، لمعاناة الشهداء المسيحيين على مر قرون من الاضطهاد. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تكن الكنيسة موجودة في المحنة، فإن الحب المسيحي لإسرائيل سيكون فارغاً تماماً وبلا معنى أيضاً (Widnes 2007, 85-6). بعبارة أخرى، سيتحد المسيحيون واليهود في مواجهة الاضطراب العظيم في ظل المحنة. كما تعتبر السفارة دور المسيح الدجال مختلفاً عن دوره حسب العقيدة التدبيرية التقليدية. فعلى مر التاريخ، كان هناك العديد من أعداء المسيح الصغار الذين أرسلهم الرب لامتحان الكنيسة والعالم وإسرائيل بغرض اختبار ما إذا كان لديهم فهم حقيقي للإيمان المسيحي (Widnes 2007, 87). هناك تمييز آخر يفصل بين عقيدة السفارة وبين العقيدة التدبيرية التقليدية وهو عدم التركيز على الأحداث الأخروية، حيث صرح بارسونز بأن السفارة تركز أكثر على الوعود الكتابية بدلاً من النبوءات.. بالنسبة لنا، الدافع كله -دعمنا لإسرائيل، لا يقوم على نبوءات مستقبلية، بل على وعود العهد التي قُطعت منذ زمن بعيد - قبل 4000 سنة مع إبراهيم. ويعود اليهود الآن لأن الرب قطع عهداً مع إبراهيم، وهذا يعطينا [نحن الصهاينة المسيحيين] الكثير من الأرضية المشتركة مع الشعب اليهودي. وعند التطرق إلى التكهن بما هو قادم والتنبؤات.. -فلو سألت ثلاثة مسيحيين يجلسون في فرقة واحدة، فسوف تحصل على أربعة آراء حول نبوءات الإيمان.. ولكن هناك ما أعتبره جانباً جيداً معيناً من النبوءة وجانب مظلم من هرمجدون*. الكثير من هذه الأشياء، مثل المسيح الدجال - المسيحيون مهووسون بهذا الجانب المظلم. أما فيما يتعلق بالدوافع في المقاطع النبوية من عملنا، فأشعر في خدمتنا، أننا نعمل في الجانب الجيد، ومع مقاطع يسهل تفسيرها وفهمها: عندما ترى ذلك يحدث في جيلنا، فهذا شيء يصنعه الرب(40). ويمكن رؤية سبب عدم اهتمام السفارة الظاهر بالأحداث الأخروية بسبب تركيزها على قبولها من طرف اليهود. وبالتركيز، بدلاً من ذلك، على وعود العهد القديم بدلاً من الأحداث المستقبلية، يبدو أن السفارة تقلل من شأن حقيقة أن اليهود، الذين لا يقبلون التحويل، سوف يتم التخلي عنهم؛ بالرغم من كونهم "شعب الله المختار". وهذا لا يعني أن الإيسخاتولوجيا*** غير مهمة، بل يعني شيئاً لا تريد السفارة التركيز عليه. قد يكون أحد الأسباب هو مفهوم السفارة للكتاب المقدس الذي يتطلب من المسيحيين التركيز بشكل أكبر على الوعود بدلاً من النبوءات. وقد يكون السبب الآخر هو كثرة المنتقدين الذين يتهمون السفارة بأنها معادية للسامية. هذا الاتهام متجذر في العقيدة التدبيرية الأصولية المتوافقة مع مبدأ المحنة حيث سيتم القضاء على ثلثي السكان اليهود في معركة هرمجدون. وعلى الرغم من اعتراف السفارة بهذا، من وجهة نظر معدلة، إلّا أنها تمثل رابطة لا ترغب السفارة بتبنيها، باعتبارها، أي السفارة، أحد أفضل أصدقاء اليهود(41). ويبدو، من وجهة نظر السياسة الواقعية، من الصعب على السفارة اتباع عقيدة تدبيرية أصولية. وثمة مثال آخر تتحول فيه السفارة عن الشكل الأصولي للعقيدة التدبيرية يتمثل إعادة بناء الهيكل الثالث على قمة جبل الهيكل في القدس(42)، والذي يفهمه العديد من دعاة التدبيرية كمسعى لا غنى عنه في تحقيق خطط الرب. ومن ثم، فإن العديد من المنظمات التدبيرية تنشط في حركة الهيكل، والتي تتكون في الغالب من اليهود الأرثوذكس. وهدف حركات الهيكل هو إعادة بناء الهيكل الثالث -وهو عمل مثير للجدل بالنسبة لمعظم سكان القدس، وخاصة المسلمين (Cohn-Sherbok 2006, 172). وتقر السفارة أن بناء الهيكل الثالث هو خطوة في خطة الرب، ولكنها تسبب، من وجهة نظر السياسة الواقعية، أي الجدل حول حركة المعبد، الكثير من المخاوف السياسية والأمنية. لذلك، قررت السفارة عدم المشاركة في جهود إعادة بناء الهيكل الثالث(43). وبهذه الطرق، فتحت السفارة ثغرات في العقيدة التدبيرية، مما يجعلها أكثر قابلية للتكيف عندما تعمل مع أوساط يهودية. ومع ذلك، يمكننا أن نرى بعض العناصر المتبقية من تلك العقيدة، والتي تنطوي على وجهة نظر تدبيرية، منها، على سبيل المثال، فهم السفارة اللاهوتي لإعادة اليهود إلى دولة إسرائيل المعاصرة كتحقيق لنبوءات كتابية في المستقبل القريب، وفقاً لـ سيزر (2004b). وثمة تمييز واضح بين النبوءات التي تحققت وتلك التي لم تتحقق، والتي سأعود إليها في الفصل الرابع، وبالتالي سأستمر في مناقشة السفارة باعتبارها متجذرة في العقيدة التدبيرية.
3.6 استقبال السفارة من قبل المجتمع اليهودي
تتمتع السفارة بسمعة مختلطة بين اليهود في إسرائيل وفي الخارج. ومع ذلك، يتلقى معظم اليهود، برحابة صدر، المساعدة الاجتماعية والمالية من السفارة ولا يهتمون بالدوافع الأخروية للسفارة ولا للأسس اللاهوتية لها. من ناحية أخرى، يشكك آخرون في التدخل المسيحي في الأعمال التجارية اليهودية -وهي فكرة يبدو أنها متجذرة بسبب قرون من الاضطهاد اليهودي الذي مارسه المسيحيون. ومع ذلك، وكما ذكرنا سابقاً، فقد تحدث العديد من المسؤولين الإسرائيليين، مثل الرؤساء ورؤساء الوزراء، بشكل إيجابي حول السفارة، والتي يمكن قراءتها على موقع صفحة السفارة تحت قسم المصادقة (ICEJ 2013a). وفي العام 1991، حصل المركز على جائزة الكنيست: [بسبب] (...) نشاط [السفارة] المستمر والحيوي في التعليم والإعلام في إسرائيل وخارجها لتقوية الروابط بين اليهود والمسيحيين، ونشاطها في تحقيق التفاهم بين اليهود والعرب في إسرائيل ونشاطها لتعميق الوعي اليهودي والصهيوني بين المسيحيون حول العالم ولتشجيع الهجرة إلى إسرائيل "(ICEJ 2012b). ويتضح أن السياسيين يقدرون عمل السفارة في أنشطة الهجرة؛ ومع ذلك، لم يكن من الممكن للسفارة أن تصل إلى المجتمع اليهودي بدون شركاء يهود متعاونين معها، وهو ما سأفصله في الفصل الخامس. لقد قدمت هذا الفصل بكلمات التأييد الحارة التي نطلق بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق [مناحيم] لمناسبة تدشين السفارة في العام 1980. ومنذ ذلك الحين، تلقت السفارة الكثير من إشارات الامتنان من الرؤساء الإسرائيليين ورؤساء الوزراء، وهو أمر ربما يمكن أن تعتبره السفارة بمثابة إشارة إلهية بأن "تشجيع" السفارة لإسرائيل يخطو على المسار الصحيح ضمني الخطة الإلهية. في هذا الفصل، سعيت إلى تسليط الضوء على كيفية تطور السفارة منذ انطلاقتها كحركة احتجاجية ضد معاملة المجتمع الدولي لإسرائيل عندما تم إعلان القدس الشرقية جزء من عاصمة إسرائيل في العام 1980. ومنذ ذلك الحين نمت السفارة لتصبح منظمة كبيرة تدير مجموعة واسعة من الأنشطة في المجتمع الإسرائيلي، ليس هذا فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز الدعم لإسرائيل بين المسيحيين على نطاق عالمي. ومن أهم أهدافها راحة تشجيع ومؤازرتها والمشاركة في إعادة اليهود إلى إسرائيل. وسوف أقوم، في الفصل التالي، بتحليل المفاهيم اللاهوتية التي تكمن وراء هذا الاهتمام الهائل بدعم إسرائيل والحاجة إلى إعادة اليهود إلى إسرائيل.
...
ملاحظات المترجم
*يذكر إدوارد سعيد في "خارج المكان" كيف أنه بعد معرفته بإصابة بسرطان الدم بعام واحد، قرر أن يصطحب زوجته مريم وولديه للمرة الأولى إلى فلسطين ليريهما أرض الجذور وبيت العائلة الذي تركه في العام 1947، ولم يعد إليه منذ ذلك الوقت. وفي زيارته الأولى تلك، بحث سعيد في أرجاء المكان عن بيته، بيت عائلته، في حي الطالبية في القدس الغربية، الحي الذي تغيرت ملامحه ومشهديته المكانية والأسمية وبات يعج بالملامح والكلمات العبرية. يقول سعيد كيف بدا محبطاً ويائساً من عثوره على بيت عائلته، ولولا أن قيض له رجل مسن ساعده في العثور على المنزل، كان يتصور وجود عائلة يهودية تسكنه من كل بد، لكن المفاجأة وقعت عليه حين اكتشف أن البيت تحول إلى مركز إنجيلي "السفارة المسيحية الدولية في القدس". تردد سعيد في الدخول وشعر ببعض التوتر وبدأ يخطو جيئة وذهاباً أمام المنزل قبل أن يقرر في نهاية المطاف عدم الدخول.
**هرمجدونἉρμαγεδών، تتم ترجمة الكلمة إلى اليونانية من العبرية הר מגידו ،هار مجدّو [جبل مجدّو]، وهي ما سوف يصبح معناها "مكان تجمع الحشود". ووفقاً لسفر الرؤيا هرمجدون هو موقع تجمع الجيوش لمعركة نهاية الزمان. ويستخدم المصطلح للإشارة إلى أي سيناريو يشير إلى نهاية العالم بشكل عام. ظهرت الكلمة مرة واحدة فقط في العهد الجديد اليوناني، في الإصحاح 16 من سفر الرؤيا (16 فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ»). ومجدو هي المدينة القديمة التي بنيت على الطريق التجاري القديم الذي يربط مصر مع الإمبراطوريات الشمالية في سوريا، والأناضول وبلاد ما بين النهرين. واشتهرت بأنها كانت ميدان معارك عديدة في العالم القديم لعل أشهرها تلك التي تعود للقرن 15 ق.م، والتي تعود للعام 609 ق.م. ووفقاً لأحد التفاسير المسيحية المرتبطة بالعقيدة الألفية ترى بأن يسوع سوف يعود للأرض في آخر الزمان ويهزم "المسيح الدجال" والنبي المزيف الكاذب والشيطان في معركة هرمجدون، حيث سيلقي المسيح بالشيطان في "الهاوية" ليبقى فيها طوال عهد مملكة يسوع، أي ألف سنة، وبعد أن يطلق سراح الشيطان، سوف يلجأ، هذا الأخير، إلى أقوام يأجوج ومأجوج ويستدعيهم من أرباع الأرض قاطبة. وسوف يعسكروا حول "المدينة الحبيبة" المحيطة "بالقديسين" ( أي أورشليم) وسوف تأتي النار من عند الرب، من السماء وتلتهم يأجوج ومأجوج والشيطان، والموت.. تشترك اليهودية والمسيحية في الإيمان بهذه العقيدة الأخروية، حيث تتصادم قوى الخير ضد محور الشر، وسوف يحدث هذا الصدام في فلسطين في مجدو أو وادي مجدو، وسوف تكون حرب قاسية نهائية يخوضها عدد كبير من البشر ( يضع البعض رقم 200 مليون) يتجمعون في الوادي. تتوافق السردية الإسلامية لأحداث آخر الزمان مع بعض تفاصيل هذه المعركة الكبيرة ( التي سوف تقع بين المسلمين والروم، وسوف يكون النصر حليف المسلمين بطبيعة الحال) ولكن لا تشير الرواية الإسلامية إلى اسم هرمجدون تحديداً.( للمزيد انظر،https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%88%D9%86)
***الإيسخاتولوجيا أو علم الأخرويات أو علم آخر الزمان Eschatology)‏ فرع من اللاهوت يهتم بالأحداث النهائية للتاريخ، أو المصير النهائي للبشرية. ويُشار إليه عادةً باسم «نهاية العالم» أو «نهاية الزمان». يمكن تقسيم التاريخ إلى «عصور» (دهور)، وهي فترات زمنية لكل منها قواسم مشتركة معينة. ينتهي عصر ويبدأ عصر جديد أو عالم قادم. تُستبدل عبارة «نهاية العالم» بعبارة «نهاية العصر» أو «نهاية الحقبة» أو «نهاية الحياة كما نعرفها» عند دراسة مثل هذه الانتقالات من وجهة نظر أخروية. لا تتعامل الكثير من روايات نهاية العالم مع «نهاية الزمان»، بل مع نهاية فترة معينة، ونهاية الحياة كما هي الآن، وبداية فترة جديدة. قد تحدث كارثة الانتقال بسبب تدخل إله في التاريخ، أو حرب، أو تغيير في البيئة، أو الوصول إلى مستوى جديد من الوعي. وقد تنطوي السيناريوهات الدينية والعلمانية، في الإيسخاتولوجيا، على اضطراب أو تدمير عنيف للعالم، في حين ينظر أصحاب العقيدة المسيحية واليهودية إلى نهاية الزمان على أنه إتمام أو كمال خلق الرب للعالم، وإن كان ذلك من خلال مقدمات عنيفة، مثل المحنة الكبرى.
....
هوامش
33-مقابلة مع ديفيد بارسونز في مقر السفارة في القدس في 9 تشرين أول-أكتوبر 2013.
34- في المطبوعات السابقة، كانت هناك أيضاً نقطة تاسعة تم حذفها: "المشاركة من خلال هذه الأنشطة في إعداد طريق الرب وتوقع ملكه من أورشليم" (Widnes 2007 ، 51).
35- يُشار إليه على أنه اللاهوت البديل أو الإبطال، حيث يُعتقد أن مكانة اليهود كشعب مختار قد حلت محلها الكنيسة، وأن القوانين الموسوية قد حلها العهد الجديد.
36- الملاحظات التي قدمتها عندما ساعدت في عيد المظال في عام 2013
37- ملاحظات من العيد 2013.
38- للمزيد انظر،http://us.icej.org/sites/default/files/en/pdf/icejusa_form_990__sch_a_2012.pdf
39- 16.5 مليون كرونة نرويجية. انظر، http://www.idag.no/aktuelt-oppslag.php3?ID=21098
40- مقابلة أجريت في المقر الرئيسي للسفارة، 9 تشرين أول-أكتوبر 2013
41- أصبح هذا المفهوم داخل الصهيونية المسيحية، أي التضحية بأغلبية اليهود في هرمجدون، بعد نشر حكاية المنسيون Left Behind Saga (Widnes 2007 ، 64 ، انظر أيضاً الفصل 2).
42- حيث يوجد حاليا قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
43- كان لدى يان فيلهيلم فان دير هوفن رأي مختلف، وفي العام 1990، خطط لقيادة ألفاً من حجاج عيد المظال إلى جبل الهيكل للصلاة من أجل إعادة بناء الهيكل الثالث. ومع ذلك، فإن رئيس بلدية القدس تيدي كوليك، الذي كان يخشى ردود الفعل العنيفة من الجالية المسلمة، تحدث مع فان دير هوفن لثنيه عن القيام بذلك. كانت مواقف فان دير هوفن تجاه الرغبة الملحة في إعادة بناء المعبد سبباً جزئياً لانسحابه من السفارة في العام 1997 (Weber 2004).



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات عمل المسيحية الصهيونية الداعمة لإسرائيل (2)
- المرأة الفلسطينية العمود الفقري للمقاومة
- الحرب في أوكرانيا: الحلول والنتائج المحتملة، لقاء مع هنري كي ...
- العالم العربي 2016، عودة الدولة مرة أخرى : 100 عام على سايكس ...
- إصلاح الاتفاقية : 100 عام على سايكس بيكو (10)
- صراع إسرائيل المستمر على الأرض: 100 عام على سايكس بيكو (8)
- فلسطين: مؤسسات الدولة ما قبل حدود الدولة: : 100 عام على سايك ...
- تركيا في مواجهة أصعب اختباراتها: : 100 عام على سايكس بيكو (6 ...
- لبنان وسايكس بيكو والسياسة الخارجية الأمريكية: 100 عام على س ...
- الأردن: القدرة على الصمود والاستقرار وسط تحديات مستمرة، 100 ...
- إنهاء قرن من الخضوع: إرث سايكس بيكو الكردي: 100عام على سايكس ...
- العراق بوصفه دولة ثابتة محددة: 100 عام على سايكس بيكو (2)
- المشرق العربي: التجزؤ وإعادة رسم الحدود، 100 عام على سايكس ب ...
- جدلية التجسيد والتجريد في الاقتران الإنساني-الرقمي، فيلم Her ...
- قراءة في كتاب -الأرض الموعودة: خطة صهيونية من الثمانينيات-
- من يستحق الاستقلال؟
- لندن: ملعب بوتين وخادمة الأوليغارشية
- السرديات القاتلة في -عصابات نيويورك-: أنساق الاضطهاد والضحية ...
- تاريخ الحفريات الآثارية في القدس
- روسيا: بين مطرقة التاريخ وسندان -الجيوبوليتيكيا-


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - استراتيجية عمل الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (3)