أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمود الصباغ - لندن: ملعب بوتين وخادمة الأوليغارشية















المزيد.....



لندن: ملعب بوتين وخادمة الأوليغارشية


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 23:21
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


ترجمة: محمود الصباغ
استهلال
استغلت المؤسسات المالية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، لعقود عدة، الثغرات القانونية لاختراق، بالأحرى، تقويض اللوائح الموضوعة وحماية الأثرياء من التدقيق.
تواصلتُ مع الصحفي أوليفر بولو بالقرب من محطة مترو أنفاق نايتسبريدج في وسط لندن. يعمل أوليفر كمراسل صحفي متخصص في الجرائم المالية، وقد بدأ حياته المهنية كمراسل مقيم في روسيا، وأبدى، منذ زمن، اهتماماً بالغاً في التقاطعات بين تراكم الثروة الأجنبية وآليات الخداع السياسي. التقيت معه مؤخراً بهدف مناقشة كتابه الأخير [كبير الخدم في العالم: كيف أصبحت بريطانيا خادماً لكبار رجال الأعمال، والمتهربين من الضرائب، والكلبتوقراطيين والمجرمين* Butler to the World: How Britain Became the Servant of Tycoons, Tax Dodgers, Kleptocrats and Criminals] واقترح أن نلتقي في نايتسبريدج Knightsbridge لأن هذا الجزء من لندن هو المكان الذي تتركز فيه ثروة الأوليغارشية. مباشرة أسفل الشارع من حيث وقفنا كانت هايد بارك 1 ، أغلى مجمع سكني في لندن (عندما تم بناؤه في العام 2010). ويمكن رؤية، من مدخل المجمع، ثلاثة منافذ مختلفة لمتاجر ساعات رولكس. لقد مررنا في ظل هارودز ، أشهر متجر فاخر متعدد الأقسام في بريطانيا، والذي يُقدر بأنه يساهم، لوحده، بحصة في اقتصاد المملكة المتحدة أكبر مما تساهم به صناعة صيد الأسماك في البلاد بأكملها. كان الطريق الواسع في شارع كرومويل مزدحماً برجال الأعمال الذين ينتقلون من مكتب إلى آخر، بينما جلس الأزواج العصريون المترفون على طاولات المقاهي في الهواء الطلق، فيما ينتظرهم دفق يكاد لا ينتهي من سيارات الدفع الرباعي الفاخرة السوداء لتقلهم حيث يشاؤون. وعلى مقربة من الطريق كانت ساحة بلغريف Belgrave Square حيث يقع منزل أوليغ ديريباسكا Oleg Deripaska، الملياردير الروسي والصناعي الذي تربطه علاقات وثيقة بالكرملين. علاوة على ذلك، لابد من الإشارة إلى ساحة إيتون Eaton Square، التي بات يطلق عليها السكان المحليون اسم "الساحة الحمراء" للكثافة الكبيرة للأثرياء الروس فيها. ويعلم الجميع أن المملكة المتحدة انضمت، منذ بدء "العملية العسكرية الخاصة" لروسيا في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، إلى حلفائها في الناتو في إطلاق سلسلة من الرسوم الجمركية والحظر على واردات السلع الروسية، بما في ذلك المعادن والطاقة، وتجميد البضائع الروسية وأصول الدولة. في هذه الأثناء، وجد أفراد الأوليغارشية الروس الذين تربطهم صلات بنظام فلاديمير بوتين والذين يعيشون أو يمتلكون ممتلكات في المملكة المتحدة، أنفسهم فجأة موضع رقابة عامة وهدفاً للعقوبات. تراجع مالك نادي كرة القدم الملياردير رومان أبراموفيتش علانية عن فرص احتفاظه بفريقه "تشيلسي" ومن المتوقع أن يبيعه. حتى الموظفين الذين يعملون في اليخوت الروسية الضخمة قد يجدون أنفسهم في مرمى النيران البريطانية. ولكن لماذا تدفق كل هذا الكم من الأموال الروسية على لندن في المقام الأول؟ و كيف سُمح لها بالبقاء ،بالنظر إلى الصلات الواضحة لهذه الأموال بالجريمة وفساد الدولة، ؟ هذه الأسئلة هي محور كتاب بولو. وللإجابة على هذه الأسئلة، اقترح عليّ القيام بجولة سيراً على الأقدام في عقار قريب متصل بقلب الأزمة في أوكرانيا.
.....
دانيال بيني: غالباً ما يُنظر إلى بريطانيا على أنها مدافع قوي عن الديمقراطية العالمية وسيادة القانون. فكيف أصبحت موطناً لكل هذه الأموال المرتبطة بالفساد الأجنبي والكلبتوقراطيين**؟
أوليفر بولو: الشيء المثير للاهتمام في المملكة المتحدة هو أن لديها سياستين خارجيتين مختلفتين تقريباً. واحدة تتعلق بدعم الديمقراطية، والدفاع عن الحرية في جميع أنحاء العالم، والمشاركة في الناتو، وإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. لكن في الوقت نفسه، هناك سياسة أخرى خارجية منفصلة، وهي أكثر تطبيقاً في وزارة الخزانة تعمل على الترحيب بأموال جميع الأشخاص الذين يفعلون عكس مقتضيات السياسية الأولى تماماً. وإذن، هاتين السياستين في تناقض واضح ومباشر مع بعضهما البعض. لذلك انتهى الأمر بهذا الوضع المجنون حيث تعملان معاً في ذات الوقت، وليس سراً القول بأن السياسة الدولية تختلف تماماً عن السياسة المحلية. لقد تلقت الحكومة الكليبتوقراطية الروسية مساعدة مالية وقانونية كبيرة جداً من قطاع الخدمات المهنية في بريطانيا - محامون ومحاسبون ومخططون ماليون ووكلاء من جميع الأنواع، جمعوا معاً ما أسميه قطاع الخادم الشخصي لدينا butler sector. وعندما يتعلق الأمر بمجموعة واسعة من خدمات تمكين الأوليغارشية، فلا أحد يستطيع القيام بذلك مثلما نقوم به نحن. من تعليم أطفالهم ببيعهم السلع الفاخرة، وتنظيم شؤونهم الضريبية، وإدارة ثرواتهم، وبيع ممتلكاتهم، وتزويدهم بالخادم الحرفي، وتزويدهم بقباطنة ليخوتهم الباذخة، وإخفاء ثرواتهم عبر شبكة من الملاذات الضريبية، نحن نقوم بكل هذا .
قبل ثمانية عشر عاماً، شهدت أوكرانيا ثورتها البرتقالية. في ذلك الوقت، كنت أعيش في موسكو، التي لم تكن مكاناً يبعث على الأمل من الناحية السياسية. كان هناك تراجع كبير على مستوى الحقوق: حقوق العمل، حقوق وسائل الإعلام، كل شيء. أما في أوكرانيا، فقد كانت هناك محاولة لإعادة انتخاب فيكتور يانوكوفيتش المدعوم بشدة من بوتين. لكن هذه المحاولة فشلت لأن الناس، هناك، لم يسمحوا بذلك. واستمرت الاحتجاجات الضخمة لعدة أسابيع في شتاء العام 2004 حتى العام 2005. لا شك أن بوتين شعر بالإذلال من هزيمة يانوكوفيتش. لذلك ظهرت أزمة في الغاز، حيث قام بوتين، من أجل تذكير الأوكرانيين بمن كان الرئيس، بمضاعفة سعر الغاز في الشتاء التالي. وقد واجه الأوكرانيون، بسبب ذلك، خياراً مقلقاً إلى حد ما: إما دفع أسعار مبالغ فيها للغاية، مقابل الغاز، وإما الاستغناء، غصباً، عنه. وفي الشتاء، كانت أوكرانيا تعتمد، مثل معظم دول أوروبا الشرقية، بشكل شبه كامل على الغاز الروسي. لقد حاولوا الوقوف في وجه روسيا والعيش بدون غاز، لكنهم لم يفلحوا بذلك. لقد دمر هذا الإجراء تماماً التحالف الذي قامت عليه الثورة البرتقالية. لكن بوتين لم يفعل ذلك بمفرده. فشركة غاز بروم، المملوكة للدولة الروسية والتي تحتكر الغاز ، لم تقم بذلك من تلقاء نفسها. إذ كانت بحاجة إلى حليف في أوكرانيا، لذلك باعت الغاز إلى أوكرانيا عبر شركة وسيطة، كان نصفها مملوكاً لرجل أعمال أوكراني شاب نسبياً، غير معروف إلى حد كبير في ذلك الوقت، يُدعى دميتري فيرتاش، جعلته هذه الصفقة يحقق أرباحاً خيالية بلغت عدة تريليونات من الدولارات. وماذا فعل بالمال؟ أحضره إلى هنا [ يقصد بريطانيا]. لينطلق، ابتداءً من العام 2007، في مشوار ضخم للاندماج في المؤسسة البريطانية، ويحقق نجاحاً كبيراً.
دانيال بيني: أعلم أنه كان متبرعاً لجامعة كامبريدج.
أوليفر بولو: تم إنشاء مركز كامبريدج للدراسات الأوكرانية Cambridge Ukrainian Studies في العام 2010 بسبب تبرعاته السخية[ https://www.varsity.co.uk/news/12328] ، ولقي ترحيباً في هيئة المتبرعين في الجامعة في العام 2011. وقد رحب به دوق إدنبرة نفسه: وهكذا صار بإمكان فيرتاش هذا، وفي غضون أربع سنوات من وصوله إلى المملكة المتحدة مع أمواله تلك، أن يتسكع مع زوج الملكة! وأن يحظى بشرف افتتاح التداول في بورصة لندن للأسهم، ويذهب إلى البرلمان بدعوة من الأحزاب. هذا هو، لاشك، معنى قولنا لعبارة التسلق الاجتماعي العمودي. ثم في شباط/فبراير 2014 ، اشترى هذه الكتلة الكاملة من لندن. هذه هي محطة مترو أنفاق رومتون رود Brompton Road القديمة[https://www.thetimes.co.uk/article/ukrainian-dmytro-firtash-was-brompton-road-tube-station-buyer-9f2xnj68fc9] التي كانت قد أغلقت في ثلاثينيات القرن الماضي. كان هذا مبنى وزارة الدفاع، وكان يستخدم للجيش الإقليمي، وهو ما يعادل الحرس الوطني. وقرروا أنه فائض عن الحاجة فباعوه إلى فيرتاش. بعد أن اشترى المركز الأول مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، اشترى هذا المكان من وزارة الدفاع مقابل 53 مليون جنيه إسترليني. ومن الواضح أنه لم يحدث شيء منذ أن اشتراه. لقد سُمح له بشرائه برهن عقاري من وزارة الدفاع، ولم يكن عليه سوى دفع ثلث السعر مقدماً. كان ذلك رهناً عقارياً مصمماً لتشجيع الإسكان الاجتماعي. فمن يدري ما وعدهم به. لقد قال مؤخراً، في مقابلة معه، إن فكرته كانت تحويل المكان إلى مركز ثقافي أوكراني. لكن كما ترى، لم يحدث هذا. والسبب هو أنكم أيها الأمريكيون ترفضون لعب الكرة. كان لديكم موقف مختلف تجاه فيرتاش [يخاطب أوليفر دانيال باعتبار هذا الأخير أمريكي]- لمجرد أن شخصاُ ما لديه الكثير من المال ، فهذا ليس بالضرورة سبباً للدخول معه في عمل. وبدلاً من ذلك، حقق مكتب التحقيقات الفيدرالي، واتهمه بالفساد فيما يتعلق بصفقة التيتانيوم في الهند. لذا فهو عالق في فيينا يصارع في قضية تسليم المجرمين منذ ذلك الحين [ للمزيد، انظر: https://www.theguardian.com/world/2017/feb/21/austria-grants-us-request-to-extradite-ukrainian-mogul-dmytro-firtash]
دانيال بيني: لقد تتبعت في كتابك بداية علاقة المملكة المتحدة بهذا النوع من المال وصولاً إلى أزمة السويس وانهيار الإمبراطورية البريطانية. ووفقاً لحجتك، لقد بدأ هذا عندما تحولت بريطانيا للعب دور الخادم لهؤلاء الأشخاص. هل يمكنك التحدث عن سبب اختيارك لتلك اللحظة كنقطة انعطاف، وما هي أهميتها لشرح الوضع الحالي في المملكة المتحدة؟
أوليفر بولو: لم تعتد بريطانيا على مساعدة الآخرين في أن يصبحوا أوليغارشيون. وإذا كان هناك من يدور حول العالم لينهب ويفضي على الحكومات الأجنبية، فهذا سوف يكون نحن، بريطانيا. لكننا في مرحلة ما، توقفنا عن فعل ذلك وبدأنا في مساعدة الآخرين للقيام به. ولكن متى حدث ذلك؟. من الواضح أن هذه قصة ما بعد الإمبراطورية. ويتعلق الأمر هنا بالمال. وكل ذلك مرتبط في ذلك الحين بتطوير التمويل الخارجي وتحويل مدينة لندن من مركز مالي إمبراطوري يدير الأموال البريطانية إلى مركز مالي خارجي يدير أموال أي شخص. وأزمة السويس هي دليل على ذلك لو نظرت للأمر من هذه الزاوية. غير أن هذا لم يبدأ، في الواقع، إبان أزمة السويس بالضبط. بل حدث قبل ذلك، في العام 1955، بطريقة بدن كأنها صغيرة للغاية وتافهة في ذلك الوقت حيث اقترض بنك ميدلاند Midland Bank الدولار مقابل الجنيه لتجنب اللوائح والأنظمة المعمول بها آنذاك. لكن هذا أصبح سائداً خلال أزمة السويس، في العام 1956، لأن الجنيه كان يعاني من الكثير من المتاعب، بعد الغزو البريطاني الفاشل لمصر. كانت هناك أزمة مالية وتقنين في الوقود [http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/november/29/newsid_3247000/3247805.stm] وهجمات مضاربة على الجنيه. كان مستقبل نظام الجنيه الاسترليني بأكمله محل شك. كان الحل هو أن مدينة لندن توقفت حقاً عن استخدام الجنيه وبدأت في استخدام الدولار. وبهذا تحول وجه المدينة ووظيفتها من كونها أوليغارشية إلى موظف بمرتبة خادم .
دانيال بيني: وهذا ما أدى إلى اختراع اليورو دولار. أو ماذا يمكنك أن تطلق عليه؟
أوليفر بولو: لفهم ما هو اليورو دولار، علينا أن ندرك أن كل الدولارات الآن هي يورو دولار. فقبل التحول النيوليبرالي في ظل إدارات نيكسون وكارتر وريغان، لم يكن الدولار كما هو عليه الآن، لأنه لم يكن يمتلك القدرة أينما كان وفي كل مكان. كانت الولايات المتحدة مقيدة تماماً بما يمكن فعله بالعملة الأمريكية، لأنها كانت تتبع قوانين قوية في مكافحة الربا. فالمؤسسات المالية، على سبيل المثال، كانت محدودة للغايةـ فيما يتعلق بأسعار الفائدة التي يمكن أن تفرضها. لذلك إذا كان لديك المال لإقراضه، يمكنك فعل ذلك، لكن لن تحصل على هامش ربح كبير بسببه. لقد كانت السلطات تسعى جاهدة وبصورة متعمدة لكبح جماح قوة التمويل. وكانت الحكومات، في ظل نظام بريتون وودز (الذي أنشأه الحلفاء لإنشاء الاقتصاد الدولي بعد الحرب)، تحاول إعطاء الأولوية للاستقرار والتوظيف على المضاربة والتهرب الضريبي. ولكن لابد من وجود من تستهويهم المضاربة والتهرب الضريبي، وإذا تمكنت من إيجاد طريقة لمساعدة هؤلاء، فثمة رسوم جيدة يمكن جنيها من وراء فعلتك هذه. وهذا ما بدأت المؤسسات المالية في لندن بتطبيقه. فبدأت في مساعدة الناس على نقل الأموال حتى يتمكنوا من تفادي الضرائب والمضاربة. والاكتشاف الذي تسبب في انطلاق هذا الأمر حقاً هو إدراك أنك إذا أحضرت العملة الأمريكية إلى لندن، يمكنك، عندها، شحن أي شيء يقبله السوق، لذلك أصبح التعامل بالدولار في لندن أكثر ربحية مما كان عليه في نيويورك. حتى أن البنوك الأمريكية سارعت إلى فتح فروع لها هنا، ومن ثم بدأت في توجيه جميع أعمالها الدولية عبر لندن بدلاً من نيويورك. هذا ما نعنيه عندما نتحدث عن اليورو دولار. لقد كان هذا بمنزلة مكاسب للدولار: حيوية الاقتصاد الولايات المتحدة، الثقة في التعامل، طرحه كعملة دولية، مع عدم وجود أي سلبيات، لا سيما القيود التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عليه. كما أنه أصبح بالإمكان التهرب من اللوائح البريطانية عند استخدام الدولار بدلاً من الجنيه. مما يعني الوصل إلى تلك المساحة الرائعة حيث لا قواعد على الإطلاق.
دانيال بيني: تتحدث في كتابك أيضاً عن التدخلات الخارجية الأخرى، وتلعب جزر العذراء البريطانية The British Virgin Islands دوراً مهماً في القصة التي ترويها، كذلك الأمر مع جبل طارق Gibraltar. كيف ترتبط تلك الأماكن ببريطانيا بطريقة تعزز ثروة الفاسدين والأوليغارشيين؟
أوليفر بولو: مع أفول نجم الإمبراطورية البريطانية، بقيت بعض الأجزاء التي لم تستقل على الفور مثل: جزر تركس وكايكوس Turks and Caicos Islands، جزر كايمان Cayman Islands، جزر العذراء البريطانية، وبعض الأماكن المشابهة. هي مواقع قليلة السكان نسبياً، وفرص العيش خارج النشاط السياحي قليلة للغاية لكسب العيش الكريم. لا توجد في هذه الجزر المختلفة مورداً إضافياً واحداً مفيداً حقاً، وبسبب ارتباطهم بالمملكة المتحدة، هذا يعني أنه يمكن للمحامين البريطانيين العمل هناك، إذا يمكن لمحاكم تلك الجزر أن تستأنف دعاويها أمام محاكم المملكة المتحدة. لذلك، فهم جزء من نظام قانوني موثوق للغاية ينال ثقة الجميع. ولكن هذا لا يمنعهم أن يقروا، في ذات الوقت، قوانينهم الخاصة، باختصار الأجهزة القانونية في الجزر هي أجهزة بريطانية، أما البرنامج فلا، ليس كذلك. وهذا أمر مفيد للغاية، لأنه يعني أنه على الرغم من أن بريطانيا كريمة حقاً تجاه مراكمة الثروة، إلا أن هذه الأماكن يمكن أن تكون أكثر سخاءً - يمكنهم التخلص من الضرائب، على سبيل المثال. لذلك تخلصت كل هذه الأماكن أساساً من الضرائب وجعلت من الصعب جداً اكتشاف من يملك أي شيء. وإذا كنت تمتلك ثروة، فإن أكثر شيئين تكرههما هما الضرائب والتدقيق. وهكذا فإن كل هذه الأجزاء من بريطانيا المتبقية حول العالم انتهى بها الأمر لأن تصبح نسخاً فائقة عن بريطانيا. وهناك شبكة كاملة من الأماكن التي تتخصص في أشياء مختلفة وتقدم خدمات مختلفة. وجبل طارق هو المثال الأكثر إثارة للدهشة. تمثل هذه المقاطعة قاعدة بحرية: صخرة بني عليها بلدة صغيرة. وقد غيرت نفسها بالكامل من خلال حث شركات المقامرة على التأسيس هناك [https://www.vice.com/en/article/gq89g4/the-battle-for-the-rock-224] . إذ يكفي أن تكون بريطانياً حتى تستطيع تحقيق الربح التجاري في الأسواق البريطانية دون الحاجة إلى دفع الضرائب هنا.
دانيال بيني: تتحدث في الصفحات الأخيرة من الكتاب عن الجهود التي تبذلها حكومة المملكة المتحدة للتدخل في هذا الموقف، والتي يبدو أن معظمها بلا جدوى. هل يمكن أن تخبرني عن قوانين الثروة غير المبررة في بريطانيا؟ كان من المفترض أن تكون هذه حلاً لبعض مشاكل الأوليغارشية لاسيما حين تظهر أموال غامضة بشكل مفاجئ وتبدأ معها فورة الشراء، أليس كذلك؟
أوليفر بولو: من الصعب للغاية مقاضاة الجرائم المالية التي تنخرط فيها فئات الأوليغارشية (أو أي شخص يتنقل بين سلطات قضائية متعددة) لأنك بحاجة إلى الحصول على أدلة من سلطة قضائية أخرى لتقديمها إلى المحكمة. من الصعب جداً القيام بذلك ، ومن الصعب جداً إقناع المحكمة بأن الأدلة موثوقة. وهذا يعني أنه إذا أحضرت المال إلى هنا، فمن الصعب جداً إثبات ما إذا كان من أصل غير شرعي. لذا فإن فكرة نظام الثروة غير المبرر كانت محاولة قلب ذلك رأساً على عقب والقول، "انظر ، نحن نعتقد أن أموالك مراوغة. لذلك سنقوم بتجميدها، وعليك أن تثبت لنا من أين أتت".
دانيال بيني: تبدو فكرة رائعة.
أوليفر بولو: لقد حققت إيرلندا بعض النجاح في استخدام قوانين الثروة غير المبررة ضد الأشخاص المتورطين في الجريمة المنظمة. ولكن نظراً لأن الأوامر والقوانين في المملكة المتحدة لم تتضمن أي موارد إضافية لوكالات إنفاذ القانون لتطبيقها، فقد انتهى الأمر تماماً، بهذا النوع من الإحراج [https://www.transparency.org.uk/press-releases/high-court-uwo-unexplained-wealth-order-national-crime-agency] كما هو الحال دائماً، بأن المملكة المتحدة بارعة جداً في إصدار القوانين، وسيئة جداً في إنفاذها. هناك مصطلح يستخدم للدلالة على مثل هذه الحالة: التقنين عن طريق التقصير، بمعنى أن تصدر القوانين منعاً للحرج من عدم وجود شيء قانوني ينظر إليه الآخرون بازدراء. لكن مثل هذه السياسة مربحة للغاية. إذن يمكنك تمرير بعض القوانين دون الحاجة لتطبيقها وتحصل على نفس النتيجة فيما لو طبقتها، وكل هذا قانونياً بشكل أساسي، بعيداً عن كواليس العلاقات العامة السيئة.
دانيال بيني: ما هو الوضع الحالي الآن حيث كانت الولايات المتحدة تضغط بشدة من أجل فرض عقوبات ويبدو أن بقية العالم يسير معها؟
أوليفر بولو: لقد كانت بريطانيا، بعد بداية بطيئة، على ما يرام عندما يتعلق الأمر بمعاقبة الناس. هذا نوع ما في عجلة الحكم عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية في المقام الأول، أي التصرف الصحيح بعد انجلاء الحقائق. ولكن بالنظر إلى كمية الأشياء التي تم تجميدها هنا، فهي مجرد عرض لمقدار ما تم تجميده هنا في المقام الأول.[https://www.theguardian.com/world/2022/apr/06/liz-truss-announces-uk-asset-freeze-against-russias-biggest-bank]
دانيال بيني: من هم بعض الأشخاص الذين جُمدت أصولهم؟
أوليفر بولو: رومان أبراموفيتش[https://www.bbc.com/news/uk-politics-60690362]، صاحب نادي تشيلسي لكرة القدم، أوليغ ديريباسكا[ https://www.npr.org/2022/03/15/1086646663/why-so-many-russian-billionaires-are-called-oligarchs?t=1654958155668] ، الذي حصل على عقار لعائلته في ساحة بلغريف، لقد أتى إلى هذا المكان بعض الفوضويين وحاولوا الاستيلاء على المكان منذ عشرة أسابيع[https://www.npr.org/2022/03/14/1086443851/squatters-russian-oligarch-london-mansion?t=1653389520150] . سبق أن عوقب ديريباسكا من قبل الولايات المتحدة ، ولم تتم إدانته مطلقًا بأي جريمة، لكنه بلا شك رجل مثير للجدل له صلات عميقة جداً بالسياسة في روسيا منذ فترة طويلة، ويملك ثروة كبيرة. ولا يبدو أن أحداً قد فكر في التحقيق في أمواله لأنها دخلت واشترى الكثير من العقارات. لكن بمجرد أن يهدد بعض الأناركيين الممتلكات ، يمكن للشرطة أن تتدخل!
دانيال بيني: هل هناك فرق كبير بين حزب العمل وحزب المحافظين ومواقفهم تجاه التأثير المفسد للأوليغارشية؟
أوليفر بولو: كانت هناك بعض السياسات الجيدة للحكومة العمالية في العام 2010 وكانت هناك بعض السياسات اللائقة من حكومة المحافظين أثناء حكم ديفيد كاميرون. لكن لم تقم أي من الحكومتين آنذاك بعمل ما يكفي، واقتصر عملهما على القيام ببعض الأشياء المختلفة والقليلة. لذا فهي ليست قضية سياسية حزبية على الإطلاق، وهناك بعض النواب الآن يعملون بشكل جيد إزاء هذا الموضوع أمثال: مارغريت هودج ، وتوم توجندهات ، وكيفن هولينريك ، وليام بيرن ، وأندرو ميتشل الذين يكافحون بشدة لإنجاز بعض التقدم في هذا الصدد.
دانيال بيني: من الصعب علي، كأميركي، تخيل هذا النوع من الشراكة بين الحزبين.
أوليفر بولو: إنهم يعملون معاً، ويقومون بالشيء القليل. والأكثر من ذلك أن استراتيجية التنمية البريطانية ما بعد الإمبراطورية كانت ترتكز على مدينة لندن، والتمويل، والاقتصاد المفتوح، وتقويض وول ستريت. وإذا بدأنا في التحقق من أصل الأموال، والتحقيق، والملاحقة القضائية، والمصادرة، فربما لن يأتي المال هنا. والخوف هو أنه قد يذهب كل هؤلاء المصرفيين الذين يدفعون ضرائب عالية هنا، ليدفعوها في مكان آخر. ويجب أن يقال إن بوريس جونسون، على وجه الخصوص، سيء جداً في هذا الشأن. فقد حاول، على سبيل المثال، قمع تقرير عن التدخل الروسي في المملكة المتحدة، والذي كان يحتوي على بعض التوصيات المهمة حقاً حول كيفية إخراج الأموال الروسية من النظام المالي والسياسة. حتى أنه وضع يفغيني ليبيديف، [https://www.bbc.com/news/uk-politics-60792115] نجل أحد الأوليغارشيين الروس الجاسوس السابق للكي جي بي، في مجلس اللوردات، وهو أمر استثنائي نوعاً ما. [يفغيني ليبيديف أحد أقطاب الإعلام في بريطانية، هو ابن الملياردير لروسي ألكسندر ليبيديف الذي عمل في الكي جي بي خلال الحقبة السوفييتية كجاسوس في لندن، وكان بوريس جونسون قد عيّن ليبيديف الابن عضواً مدى الحياة في مجلس اللوردات في العام 2020- المترجم]. لقد غيرت أزمة أوكرانيا الكثير من الأشياء. لكن قبل تلك الأزمة، لم تكن لدى جونسون النية بالقيام بأي شيء، على الرغم من وعده الرئيس جو بايدن في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في قمة الديمقراطية بأنه سيفعل[https://www.gov.uk/government/speeches/pm-remarks-summit-for-democracy-9-december-2021]. لقد وصل الأمر إلى درجة أن يستقيل أحد وزرائه " اللورد أجنيو" بسبب الفساد في الحكومة [https://www.theguardian.com/politics/2022/jan/24/minister-resigns-in-protest-at-handling-of-fraudulent-covid-loans]، لكن جونسون لم يكلف نفسه غناء القيام باي فعل، ولم يغير جونسون موقفه إلا بسبب أوكرانيا.
دانيال بيني: ما الذي يجعل بريطانيا موطناً ممتازاً وفريداً للأوليغارشية؟
أوليفر بولو: توجد هنا طبقة حاكمة تتمتع بقدر كبير من القوة الناعمة، وهناك نوع من الرومانسية الثقافية التي نشأت حولها. إنهم فئة من الناس يطمح الأثرياء الآخرون إلى أن يكونوا جزءً منها. سواء أكان هؤلاء الأثرياء أوروبيين يأتون إلى هنا، أو كانوا من شيوخ الخليج ، أو من الروس- هناك تقليد عريق يتمثل في قدوم الأشخاص الذين يأتون إلى هنا واستيعابهم في الطبقة الحاكمة. لقد أصبحت سيرورة، وهناك صناعة كاملة تم إنشاؤها لمساعدة الأفراد الأثرياء من أماكن أخرى على أن يصبحوا أعضاء في هذه الطبقة، كما كانت. إنهم لا يقابلونك بمجرد هبوطك من الطائرة، ولكن يمكنك توظيفهم كمستشارين لمساعدتك في شراء المنزل المترف، ويطلبون منك التبرع بالمال لهذا المعرض الفني أو ذاك، لتلك الجامعة أو هذه، مما يجعلك تكتسب سمعة طيبة، وتمضي وقتك متسكعاً مع الشخص المناسب وتقوم بإنشاء مؤسسة خاصة بك، ثمة إطار كامل يتبعه الناس. ولكن هل فعلوا ذلك عن قصد؟ أعتقد أن القليل جداً مما يفعله البريطانيون هو عن قصد. هناك جدل طويل حول العديد من مثل هذه الأمور تحدث بسبب الفساد أو بسبب عدم الكفاءة. لكنني أعتقد، دائماً، أن ما نحتاج إليه هو تعبير الخيار الثالث، أي الأشياء التي تحقق أرباحاً عن طريق الصدفة. فصناعة "الخدم" في بريطانيا مثلها مثل صناعة السوق الخارجية offshore، تم اكتشافها ولم يتم إنشاؤها.
....
العنوان الأصلي: How London Became a Playground for Putin’s Oligarchs
المصدر: How London Became a Playground for Putin s Oligarchs - Boston Review
...
ملاحظات المترجم
* يكشف أوليفر بولو في كتابه "كيف أصبحت بريطانيا خادمة لكبار رجال الأعمال، والمتهربين من الضرائب، والكلبتوقراطيين والمجرمين Butler to the World: How Britain Became the Servant of Tycoons, Tax Dodgers, Kleptocrats and Criminals"
السر الخفي للطريقة التي وضعت فيها بريطانيا نفسها في قلب الاقتصاد العالمي الخارجي وفي خدمة أسوأ الناس في العالم. لقد مثلت أزمة حرب السويس 1956، بالنسبة لبريطانيا، نقطة الحضيض التي عاشتها منذ منتصف القرن الماضي، وما تسببت به من تراجع نفوذها العالمي وعدم تأثيرها وطرح الكثير من التساؤلات حول مصير هذه "القوة العظمى" التي كانت ذات يوم مصدر رعب للآخرين، ولكن ها انتهت هذه القوة ولم يعد لها دور، كما يروّج البعض؟ على الإطلاق، ثمة كثير من الأدوار القذرة يمكن للشيطان أن يتقمصها، ومن بين هذه الأدوار، ما يصفه، بالأحرى، يشبهه بولو بدور كبير الخدم في القصور الفاخرة ( بما يحمله من صور نمطية وخيالية في التصورات الشعبية الإنكليزية والبريطانية). بمعنى أن تتحول بريطانيا من امبراطورية استعمارية وقوة اقتصادية وتجارية جبارة إلى مركز جذب للفاسدين وبؤرة استثمار اقتصادية لكبار رجالات الدولة، لاسيما العالم الثالث حول العالم، والدول الفاسدة المنحلة من حلف وارسو. وهكذا تشكلت في لندن وغيرها من المدين البريطانية عناصر عمل وجذب لخدمة الأوليغارشية في العالم، لتتحول إلى أكبر محفز للجرائم المالية والسلوك الفاسد والمشين في العالم الغربي. وبهذا يمثل الكتاب خطوة هامة على صعيد تشريح الروح البريطانية الرأسمالية الحديثة، التي ضحت بالصورة التي تحاول تظهيرها، عن مثلها ونزاهتها، على مذبح الأموال القذرة التي تتدفق في مجارير المؤسسات السياسية والقانونية والمالية البريطانية، فضلاً عن تحليله الاقتصادي المتميز لدور بريطانيا بوصفها "خادم مالي" للعالم ودورها البارز في أزمة الأموال القذرة العالمية، والتسهيل التمويلي غير المشروع في جميع أنحاء العالم، مدعماً بالبيانات والأمثلة التفصيلية المرعبة حقاً.
** كليبتوقراطية Kleptocracy كلمة مشتقة من الإغريقية بمعنى اللصوصية الحاكمة وتستخدم لوصف أي حكومة يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية للاستيلاء على ثروة الشعب والبلاد، عن طريق اختلاس الأموال الحكومية على حساب السكان خارج الأطر القانونية، عن طريق والرشاوى والامتيازات الخاصة، ونهب وسمسرة المشاريع الحكومية لهم أو لشركائهم ، وغالباً ما يقوم هؤلاء بنقل الأموال إلى خارج البلاد تحسباً لفقدان السلطة.



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرديات القاتلة في -عصابات نيويورك-: أنساق الاضطهاد والضحية ...
- تاريخ الحفريات الآثارية في القدس
- روسيا: بين مطرقة التاريخ وسندان -الجيوبوليتيكيا-
- ما بعد التجارة النيوليبرالية
- حوار مع فوكوياما: الدولة القومية هي المشكلة والحل في مواجهة ...
- ما بعد الدولة القومية
- -الكولونيالية الخضراء- والتهديدات الحكومية تثير الفنانين الس ...
- علم الآثار التوراتي في إسرائيل: حين يغمّس إسرائيل فنكلشتين خ ...
- زكريا الزبيدي في عيون صديق
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ...
- لماذا تقلق موسكو من حلم زيلينسكي بأن تصبح أوكرانيا -إسرائبل ...
- -إمسك حرامي- : استيلاء النخبة على أموال المساعدات والقروض: أ ...
- ما هو هذا النظام الدولي القائم على القواعد؟
- تخيل أوكرانيا، قراءة في كتاب أليسا فاليس - ذكريات ستاروبييلس ...
- البنى الآثارية للاستيطان الإسرءيلي في فلسطين (3)
- حول سبب مسؤولية الغرب بشكل أساسي عن الأزمة الأوكرانية
- بوتين مجرم حرب - وكذلك كانت مادلين أولبرايت
- مطعم فرانز كافكا في أورشليم: أمنية لم تتحقق
- طريق حورس الحربي أو طريق -الفلستيين-: تأملات آثارية
- عرين الأسود: الصهيونية واليسار من حنّة أرنت إلى نعوم تشومسكي ...


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمود الصباغ - لندن: ملعب بوتين وخادمة الأوليغارشية