أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - دراسة حالة: الصراع على الفضاء المكاني لمدينة عكّا















المزيد.....



دراسة حالة: الصراع على الفضاء المكاني لمدينة عكّا


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 04:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترجمة محمود الصباغ
مقدمة
عادة ما يتم استخدام أسماء الشوارع للإشارة أو لإحياء ذكرى أشخاص تاريخيين أو سردية تاريخية أو حدث تاريخي، وهي تعكس، بالتالي، كل من التاريخ المقبول من المجتمع والماضي المشترك والفضاء الجيوتاريخي (Alderman 2003 Bar-Gal 1988 Relph 1976 Rose-Redwood et al. 2010). كما تعكس، علاوة على ذلك هيمنة الدولة وسلطتها. ويتم، في بعض الحالات، نصب لافتة تتضمن شرح (مقتضب) عن الشخص أو الحدث المسمى الشارع باسمه، وهذا من شأنه أن يخلق تفسيراً متجدداً للتاريخ من قبل سلطات البلدية. فتخلق أسماء الشوارع، إذن، رواية تاريخية معينة، تولد إحساساً بالديمومة بحيث يصبح الماضي، كما تصوره الدولة، هو التاريخ والتراث المقبولان (Azaryahu 1996). وقد ترغب، في هذا الصدد، الجماعات العرقية أو الثقافية أو السياسية المختلفة التي تعيش في المدينة في إعطاء الفضاء أسماء تهم هذه الجماعات. وتحدث الاستمرارية طالما استمرت سيطرة الجماعة المهيمنة في المدينة. وإذا ما نجحت النضالات من أجل التغيير، فسوف يؤدي هذا، على الأرجح، إلى إعادة تسمية بعض أسماء الشوارع أو الأماكن. وفي المقابل، قد تؤدي التغييرات الإيديولوجية في المجتمع -وفي الحالات القصوى- الغزوات والثورات العسكرية إلى تغييرات في نسبة عالية من أسماء الشوارع، كما كان الحال في مدن مثل برلين (Azaryahu 1997)، وبوخارست (Light 2004) وبودابست (Palonen 2008). أي أن استخدام أسماء الشوارع لدواعي احتفالية بذكرى ما يعتبر أداة لتغيير طابع الفضاء العام الحضري وتحويله، من حيث جوهره، إلى ساحة سياسية (Alderman 2002 Azaryahu 2004 Azaryahu and Kook 2002 Entrikin 1991 Rose-Redwood 2008b Rose-Redwood et al. 2010). ومن ثم، يتيح لنا التعرف على خريطة المدينة، باستخدام التحليل النصي والمتعلق بالأهمية الديموغرافية والجغرافية والاجتماعية لأسماء الشوارع، المعلومات المطلوبة عن تاريخ التغييرات السياسية التي شهدتها مدينة معينة(Palonen 1993 Suttles 1984). ووضحت كاثرين ناش في بحثها بخصوص أسماء الأماكن الإيرلندية (1999) الدوافع المختلفة وراء تسمية الشوارع على النحو التالي: التحديث الرأسمالي (Pred 1990)، الاستيطان الاستعماري (Carter 1987)، تشكيل الدولة (Cohen and Kliot 1992)، الاستقلال الوطني (Yeoh 1996) والاحتفال الرسمي (Azaryahu 1996). وسوف نقدم هنا دافعاً آخراً لتسمية الشوارع وهي الوسيلة التي تؤدي إلى تمكين توجيه الزوار إلى مدينة تاريخية وتعزيز التنمية السياحية والجذب للمكان. لم يُسجل هذا الدافع ، الذي شوهد لأول مرة في عكا في منتصف الستينيات، بشكل صريح في الأدبيات الأكاديمية ذات الصلة. وتتضح حقيقة وجود القليل من الأبحاث في هذا المجال من تطوير السياحة وتسمية الأماكن في المختارات المنشورة مؤخراً -مع مختارات من أرقى المؤلفات الأكاديمية المعاصرة حول تسمية الأماكن- تم تحريرها بواسطة Berg and Vuolteenaho (2009)؛ كما يُسجل غياب هذا الموضوع أيضاً عن ورقة مراجعة حديثة نشرها مؤخراً Rose-Redwood et al (2010).
وعند لحظة ما، كان يُنظر إلى أسماء الشوارع في عكا على أنها شكل من أشكال رأس المال الرمزي الذي يهدف إلى تسهيل تراكم الإيرادات السياحية / رأس المال المالي. وقد أشارت العديد من الدراسات حول أسماء الشوارع إلى استخدام أسماء الأماكن كشكل من أشكال رأس المال الرمزي من أجل إنشاء وبيع أوجه المميزات الموضعية للأماكن لأغراض الحظوة والمكانة والربح (Alderman 2008 Rose-Redwood 2008a 2008b Rose-Redwood and Alderman 2011) غير أن هذه الأدبيات لم تتناول بصورة وافية بعد دافعاً مختلفاً في تسمية المكان، أي الترويج لهذه الأماكن بغرض التنمية السياحية. وسوف نركز هنا على دراسة السبل التي تمكن السكان المحليون من تفسير أسماء الشوارع الرسمية والتنافس عليها فيما بينهم خلال نظام التسمية الشفوي الذي ينتمون إليه، ما يدفعنا إلى التفكير في كيفية استخلاص شكل ومعاني أسماء الأماكن. وهذا يختلف عن معظم دراسات أسماء الأماكن التي تركز على طريقة ولادة أسماء الأماكن وعملية التسمية والصراعات الثقافية التي تنشأ عن هذه القرارات السياسية. وثمة عدد قليل من الدراسات التي بحثت في النزاعات الثقافية التي تنشأ بين المسؤولين والسكان المحليين بعد فترة طويلة من تسمية الشوارع، ويمكن سرد بعض هذه الدراسات، مثل أبحاث Yeoh (1992 1996) حول سنغافورة، ودراسة Raento و Watson (2000) حول مدينة الباسك غيرنيكا Gernika / Guernica ، ودراسة Rose-Redwood (2008a) لإعادة تسمية شارع سيكس أفينيو Sixth Avenue، ودراسة Myers (2009) عن زنجبار، و دراسة Kearns and Berg (2009) بخصوص منطوق اسم المكان.
يمكن، ومن وجهة نظري وفقاً لطرح هنري لوفيفير ( مفهوم الحق في المدينة (Lefebvre 1991 1996)، والذي تم تطويره في العديد من الاتجاهات من قبل العديد من الكتاب في العقد الماضي (Attoh 2011) )، يمكن إذن تصور الصراع على المواقع المميزة في مدينة عكا القديمة ، أو "روحها" ـو "شخصيتها" ، أو "خصائصها" ـ, الناحية "الإيديولوجية" كما يسميها Bell and de-Shalit (2011). لقد كان مفهوم لوفيفير عن الحق في المدينة، بمثابة أداته السياسية للتغيير الحضري، وهي أداة تتبع منطقياً إطاره النظري كماركسي حضري (Merrifield 2002). حيث تجادل الماركسية بأن الفضاء هو منتج اجتماعي يتم إنتاجه مثل أي سلع أخرى، وبالتالي فإن السجال حول الحق في المدينة يقع في إطار إضفاء الطابع الديمقراطي على قرارات التنمية من قبل السكان الذين يتولون السلطة على الإنتاج المكاني -في الواقع يتحدى هذا الإطار حقوق الملكية التقليدية وحقوق إعادة التوزيع (Mitchell 2003 Purcell 2003) . وفي الحالة التي سنعرض هنا عن عكا، سوف نجد صراعاً على معنى الفضاء في البلدة القديمة بين شركة تطوير عكا Acre Development Company (ADC) ، وهي وكالة حكومية إسرائيلية تعمل على تطوير عكا لأهداف سياحية، وبين السكان المحليين (مسلمون في معظمهم). وسأقترح، في هذا الفضاء. إمكانية استخدام دراسة الحالة هذه لإثبات التوسع المحتمل لمفهوم الحق في المدينة، على الأقل من وجهة نظر إنسانية ماركسية، ومن ثم الانتقال من فضاء المدينة المادي الملموس -بمعنى الساحة المعتادة للتطبيقات النظرية والعملية لمفهوم الحق في المدينة- من أجل وضع تصور للحق في المدينة فيما يتعلق بالنضال على الجوانب غير الملموسة للمدينة، مثل القيم الرمزية أو روح المدينة. لا يتوفر، حتى الآن، في الأدبيات الضخمة التي نشأت من مفهوم لوفيفير الأصلي، مثل هذا الاقتراح لتوسيعه بحيث يشمل إلى أبعاد الصراعات غير الملموسة في المدينة (Attoh 2011).
كانت الاحتفاليات من خلال إحياء ذكرى معينة من خلال استخدام أسماء الشوارع بمثابة عنصر أساسي في بناء الأمة ، في العديد من الدول في مرحلة ما بعد تصفية الاستعمار، في منتصف القرن العشرين. وتم استقصاء حالة إسرائيل من قبل عدد كبير نسبياً من الباحثين. كان هذا نتيجة للتغيرات الجيوسياسية المتكررة في المنطقة، والتي أدت إلى مراحل مختلفة من تسمية الشوارع في ظل أنظمة سياسية وثقافية مختلفة. وكانت الفترات الرئيسية التي جرى الاستقصاء فيها هي فترة الانتداب البريطاني (Azaryahu 2004 Bar-Gal 1988 Katz 1995)، وفترة السنوات الأولى لدولة إسرائيل، أي فترة تكوين الدولة( (Azaryahu and Golan 2001) وفترة إسرائيل المعاصرة (Azaryahu 2012 Azaryahu and Kook 2002 Pinchevski and Torgovnik 2002). وتركز أغلب هذه الدراسات على تسمية الأماكن في سياق نشاط إسرائيل على قضايا إحياء الذكرى بناءً على دوافع القومية وتشكيل الدولة بدلاً من السياحة، وبالتالي فإن هذا المقال يساهم أيضاً في تعزيز فهمنا لمشهد أسماء المواقع الجغرافية في إسرائيل.
عكا: تاريخ
تعتبر عكا مدينة ذات أسماء عديدة. تغير اسمها السامي الأصلي في الفترتين الهلنستية والرومانية إلى بتوليمايس Ptolemais. وأطلق عليها الصليبيون Acre "آكر " أو St. Jean d’Acre “سان جان عكا"، (Makhouly and Johns 1946). واليوم، مازالت المدينة تمتلك أسماء مختلفة، فهي باللغة العبرية עכו "عكو" وعكا بالعربية و Acre " آكر" بالإنجليزية. وسوف أتبنى في هذا المقال الشكل الإنجليزي لاسم المدينة عكا. ويعد الاسم الإنكليزي للمدينة Acre حالياً، من وجهة نظري، أكثر الأسماء "حيادية" لها، على الرغم من أنه اسماً ليس محايداً تماماً. ومع ذلك، ونظراً لانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين منذ أكثر من 64 عاماً [ من تاريخ نشر هذه المقالة- المترجم]، وبسبب حقيقة أن الصراع حالياً حول أسماء الأماكن في المدينة هو بين الإدارة الإسرائيلية، اليهودية في المقام الأول، والسكان الإسرائيليين العرب / الفلسطينيين المقيمين في المدينة. المدينة، يكون استخدام الاسم الإنجليزي للمدينة هي النسخة الأقل إثارة للجدل من بين أسماء المدينة. وتقع عكا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وقد ظلت مأهولة بالسكان بشكل مستمر منذ أربعة آلاف عام، وهي ،بالتالي، تعتبر اليوم واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم. ويمثل العرب، في الوقت الحاضر، 25% من بين 45 ألف هم عدد سكان المدينة؛ لا يزال يتركز معظمهم في البلدة القديمة التي يسكنها حوالي 8000 نسمة. وكانت البلدة القديمة في عكا، لسنوات عدة، تعتبر واحدة من أكثر الأحياء كثافة وفقراً في إسرائيل وفقاً لبيانات المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء Israeli Central Bureau of Statistics للعام 2011. وتشتهر مدينة عكا القديمة اليوم، على الرغم من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، بمواقعها التي تعود للحقبة الصليبية المحفوظة تحت الأرض بصورة جيدة. كما أنها تفتخر بالعديد من المواقع الأثرية الهامة الأخرى، فضلاً عن رصيف الصيادين العاملين والسوق النموذجي المتوسطي. وقد يبدو غريباً أن لا تكون المدينة محتقنة بالصراعات الدينية بين الديانات التوحيدية الثلاث في الأرض المقدسة. ولعل مرد ذلك يعود إلى حقيقة أن المدينة ليست منطقة مقدسة أو بؤرة حج لأي من الديانات الثلاث. ومع ذلك، فإنه "يعوض" عن ذلك بكونها أقدس مكان على وجه الأرض للديانة البهائية(1)؛ فقد سجن العثمانيون في قلعتها [حسين على نوري] بهاء الدين، مؤسس الديانة البهائية، في العام 1868 وحُصر لاحقاً في المدينة وضواحيها. توفي بهاء الله في العام 1892 ودفن على أرض قصره (قصر البهجة) بالقرب من عكا [ على بعد 2 كم شمال المدينة] التي تعتبر أقدس بقعة في العالم للبهائيين (Cohen 1972).
نتيجة لقرار الأمم المتحدة الصادر في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 بتقسيم الأرض الواقعة تحت سلطة الانتداب البريطاني إلى دولتين، تقرر إدراج عكا في الدولة الفلسطينية المقترحة؛ ولكنها أصبحت، خلال حرب العام 1948، جزءً من إسرائيل. ونتيجة لذلك، استقر، في المدينة، الآلاف من اللاجئين اليهود من أوروبا والدول العربية، مما أدى إلى تغيير التركيبة السكانية للمدينة من خلال خلق أغلبية يهودية قوية. وقامت السلطات الإسرائيلية بتركيز نسبة كبيرة من السكان العرب الذين بقوا في المدينة والقرى المجاورة في البلدة القديمة، حيث شكلوا غالبية السكان. وفي العام 2001، أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مدينة عكا القديمة إلى قائمة مواقع التراث العالمي. وتحاول إسرائيل منذ عقود تطوير المدينة كوجهة للسياحة الثقافية ، اعترافاً منها بإمكانيات المدينة السياحية؛ غير أن سكان البلدة القديمة هم في الأساس من العرب المسلمين، ولهذا نبدو عملية التنمية السياحية معقدة ومشحونة من الناحية السياسية، إذ يبدو المشهد مربكاً حين نرى دولة يهودية مهيمنة تقوم بتطوير منطقة عربية إسلامية ذات تراث صليبي-مسيحي وفير لتسويقها للزوار الذين هم في العادة يأتون من خلفيات مسيحية أو يهودية. وبخلاف نزل للشباب وفندقين صغيرين، لا يتوفر في البلدة القديمة Acre’s Old City أي أمكنة إقامة سياحية، ولهذا نادراً ما يمضي معظم الزوار ليلتهم في المدينة، فهم في الغالب يفضلون قضاء بضع ساعات يتجولون في المواقع، وبالتالي يمكن اعتبار معظم زوار عكا "مسافرين ليوم واحد" بدلاً من "سياح". ولا تتوفر بيانات متعلقة بمستوى الزيارة إلى المدينة، وهو أمر غير معتاد في السياحة الحضرية (Mazanec 1997)؛ ومع ذلك، تذكر شركة تطوير عكا أن ما يقرب من 250000 زائر يزور المدينة الصليبية تحت الأرض ("القاعات الصليبية") سنوياً -وهي عامل الجذب الرئيسي في المدينة- بين عامي 2006 و 2011.
بدأت شركة تطوير عكا في العام 2002، ضمن عملية التنمية السياحية في المدينة القديمة، في تحديد شوارع وأزقة المدينة القديمة بلوحات تحتوي على أسماء من "تاريخ" المدينة. وتم اتخاذ قرارات بشأن الأسماء المحددة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي من قبل لجنة تسمية الشوارع التابعة للبلدية. لم يشمل أي جزء من هذه العملية التشاور مع السكان العرب في البلدة القديمة -أقلية عرقية ودينية داخل بلدية عكا منذ العام 1948 والتي تشكل اليوم التركيبة السكانية الوحيدة في البلدة القديمة. غير أن هؤلاء مازالوا يحافظون على منظومة شفهية غير رسمية لتعين أسماء الأحياء والشوارع والميادين المختلفة. لم يتم تحدي هذا النظام الشفهي من قبل لافتات الشوارع السابقة، التي تم تقديمها خلال فترة الانتداب البريطاني (1917-1948)، حيث أن نظام الانتداب، على غرار العديد من المدن التاريخية الأخرى (مثل البندقية والناصرة ، إلخ) ، كان مبنياً على الأرقام بدلاً من الأسماء. ونتيجة لذلك ، يوجد حالياً ثلاثة مستويات بنيوية متوازية لاسم الشارع:
1 نظام رسمي يظهر على الخرائط السياحية، تم إنشاؤه من قبل اللجان المختلفة لأسماء الشوارع التابعة لبلدية عكا.
2 نظام قائم على الأرقام، تم تقديمه خلال الحكم البريطاني للمنطقة.
3 مجموعة أسماء الأماكن غير الرسمية والشفوية التي يستخدمها السكان المحليون.
فُرض الفضاء الثقافي الجديد -على شكل لافتات شوارع باستخدام أسماء غريبة عن السكان المحليين -لجميع المقاصد والأغراض- على سكان المدينة القديمة، مما أدى إلى إثارة العداء والغضب، وفي بعض الحالات قام السكان المحليون بتشويه علامات الشارع. بالإضافة إلى ذلك، وكإجراء مضاد، بدأ الفرع المحلي للحركة الإسلامية في وضع العديد من اللوحات الخضراء مع آيات من مختلف الكتب المقدسة الإسلامية. وهذا الشكل من المقاومة المكانية يعتبر خطوة أخرى في النضال المستمر من أجل السيطرة الرمزية على الحيز المادي لمدينة عكا القديمة، أي المساحة التي يدير فيها السكان المحليون شؤونهم اليومية والتي أصبحت وجهة للاستهلاك السياحي الجماعي في ذات الوقت.
طُرق البحث
تحلل هذه المقالة، من استخدام مواد أرشيفية ومقابلات معمقة جرت معظمها في العام 2005، عمليات تسمية الشوارع التي حدثت في البلدة القديمة في عكا في العقود الخمسة الماضية. كما سوف نقوّم ردود فعل السكان على تكثيف هذه العمليات في السنوات الأخيرة، لاسيما عندما بدأت السلطات في عرض أسماء شوارع جديدة على اللافتات. ولفهم كيفية تعريف الفضاء السياحي في عكا، قمنا بفحص سجلات لجنة تسمية شارع عكا في السنوات المعنية، كمحاولة للتعرف على المفهوم الكامن وراء الأسماء المعطاة للشوارع والرواية التاريخية التي وجهت المشاركين. وتمت دراسة تصور السكان العرب المحليين للمساحة السياحية في عكا القديمة، على خلفية تسمية الشوارع، باستخدام 40 استبياناً وزعت بشكل عشوائي بين السكان في النقاط الجغرافية الرئيسية في المدينة، لفحص مواقفهم تجاه أسماء الشوارع الموجودة كما تظهر على لافتات الشوارع والخرائط السياحية.
كما قمنا بإجراء نحو عشرين مقابلة شبه منظمة مع التجار في نقاط مختلفة حول المدينة، نظراً لأن هؤلاء مجموعة تستفيد بشكل مباشر من السياحة. كما أجرينا 14 مقابلة معمقة مع أشخاص مختلفين في عكا، بما في ذلك مثقفين ومعلمين وقادة المجتمع، وممثلي البلدية و شركة تطوير عكا. علماً أنه تم تجاهل ثلاثة أسماء ممن تمت مقابلتهم من أجل حماية هويتهم بناء على طلباتهم. وقد أجريت المقابلات باللغة العبرية -وهي لغة يجيدها المثقفون والتجار والمربون والقادة العرب في إسرائيل- من قبل مؤلف هذا المقال ومساعد باحث.
تسمية الشوارع الرسمية في عكا
تتألف أسماء الشوارع في البلدة القديمة في عكا من مزيج من طبقات عديدة ذات طابع تاريخي واحتفالي وسياسي. ويلزم، من أجل فهم وجهة نظر السكان المحليين للوضع - وبالتالي فهم موقفهم تجاه تنمية السياحة- إجراء فحص لكيفية تسمية شوارع المدينة.
ما قبل 1948
تكشف الخرائط التفصيلية التي أعدتها الإدارة البريطانية أثناء حكمها في المنطقة (1917-1948) أن شارعين فقط في البلدة القديمة في عكا خلال الفترة كان لهما اسمان هما : شارع باسم [أحمد باشا] الجزار، للحاكم العثماني لعكا والجليل خلال الفترة1775-1804، وشارع باسم صلاح الدين [الأيوبي] مؤسس الدولة الأيوبية وزعيم الكفاح ضد الصليبيين في بلاد الشام في نهاية القرن الثاني عشر. وخلال هذه الفترة [ فترة الانتداب البريطاني] كانت عكا مدينة ذات أغلبية عربية؛ لذلك ليس من المستغرب أن يكون هذان الاسمان لقادة تاريخيين مسلمين مرتبطين بتاريخ المدينة والمنطقة. لا تقدم الكتيبات الإرشادية والمواد الأخرى من هذه الفترة لا تقدم أي مواد معلومات إضافية تتعلق بأسماء الشوارع. وبصرف النظر عن هذين الشارعين، قسمت الإدارة البريطانية البلدة القديمة إلى ستة كتل؛ وأعطت لكل كتلة رقماً. ولازالت هذه الطريقة قيد الاستخدام من قبل سلطة البريد الإسرائيلية، كما سوف نلاحظ ذلك لاحقاً. وتشير السجلات من مدن عربية أخرى إلى أن الحكام البريطانيين واجهوا صعوبات في إقناع السكان العرب المحليين بضرورة تسمية الشوارع؛ مما اضطررهمـ بدلاً من ذلك، القيام بخيار ترقيم الشوارع (Pinchevski and Torgovnik 2002)من أجل تدعيم الكفاءة الإدارية واعتبار التسمية كمقياس للحكومة (Rose-Redwood 2008c). وهو ما حصل أيضاً في مدينة الناصرة القديمة، حيث أعطى البريطانيون الشوارع والأزقة أرقاماً بدلاً من الأسماء، ولا يزال هذا النظام يعمل به دون تغيير بعد مضي زمن على مغادرة آخر حاكم بريطاني للبلاد.
1949-1964
أرادت دولة إسرائيل التي قامت حديثاً تأمين هيمنتها على المناطق التي احتلتها خلال الحرب، لا سيما في المدن التي كانت ذات أغلبية عربية في السابق. وكانت إحدى الطرق المختارة هي تسمية الشوارع أو إعادة تسميتها عند الضرورة، وتغيير الأسماء العربية إلى أسماء مرتبطة بدولة إسرائيل أو التاريخ اليهودي أو بالحركة الصهيونية (Azaryahu 2004). وأحد الأمثلة على المعركة على مساحة رمزية في عكا قدمه تورستريك، الذي يصف كيف برز شعار بلدية عكا -المصمم في مسابقة محلية أقيمت في العام 1949- في الجهد الإسرائيلي لإعادة صياغة تاريخ المدينة (Torstrick 2000). في هذه الحالة، تم نسيان الماضي القريب لصالح ماضٍ بعيد. كان التصميم الفائز عبارة عن درع مقسم إلى أربعة أرباع. احتوى كل ربع على صورة: سفينة شراعية فينيقية، ورمز مصنع، ومبنى حديث منمق بأشجار النخيل وجدار به أسوار. يوحد الشعار الحديث (المصانع والشقق) مع القديم (الفينيقيون والصليبيون). ولا مكان لتاريخ عكا العربي وتراثها في هذا التصوير (Torstrick 2000).
اتحذ في 27 كانون الثاني/ يناير 1952 القرار الأولي بإعطاء أسماء رسمية لشوارع البلدة القديمة في عكا، والتي كانت، بخلاف اسمي الشارع الموصوفين سابقاً، تُعرف بالأرقام فقط، وبدء العمل بالقرار عندما أعطت لجنة تسمية الشوارع التابعة للبلدية أسماءً لأربعة شوارع في المدينة القديمة. وأوصى الزعيم الديني اليهودي للمدينة، الحاخام يشار، باسمين هما: بوابة نيكانور(2) ويهوناتان الحشموني، واقترح رئيس البلدية باروخ نوي اسمين آخرين، هما: زلمان الصائغ وصالح وبصري (محضر اجتماع مجلس مدينة عكا ، 14 شباط/ فبراير 1952). وكان هؤلاء الأخيرين من الأعضاء البارزين في الجالية اليهودية العراقية الذين أُعدموا في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي في العراق نتيجة لنشاطهم الصهيوني. ومن المفارقات أن سكان المدينة العرب يفترضون إلى يومنا هذا أنهم عرب في الحقيقة بسبب كون أسمائهم عربية، وبالتالي لا يشوهون لافتات الشوارع التي تحمل أسمائهم. وتوضح الأسماء المذكورة محاولة ربط عكا باليهودية والتاريخ اليهودي. كما أُطلق على الشارعين في الجزء الأحدث من عكا اللذان يدخلان البلدة القديمة أسماء ذات طابع صهيوني قوي: هاغانا، وهو اسم المنظمة شبه العسكرية اليهودية الرئيسية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وحاييم وايزمان، الزعيم الصهيوني. وأول رئيس لإسرائيل. ومن الجدير ذكره عدم تغيير الاسمين العربيين اللذين تم تحديدهما خلال فترة الانتداب البريطاني. وهذا أمر غير معتاد خلال السنوات التكوينية للدولة الناشئة حديثاً، والتي كانت منهمكة بتغيير الفضاءين المادي والرمزي (Azaryahu and Golan 2001). وهذا به أهمية خاصة في حالة صلاح الدين، البطل المسلم التاريخي مسلم البارز الذي كان (ولا يزال) مرتبطاً بشدة بالجانب الإسلامي للهوية العربية، وبشكل أساسي بالمشاعر المعادية للصهيونية وللغرب (Azaryahu 2004). وبين 1952 ومنتصف الستينيات أعطيت أسماء إضافية في المدينة القديمة. منها، على سبيل المثال، تم تسمية بورتزي هاميفزار Portzei Hamivtzar (محطمي القلعة) على اسم عملية إتسل السرية لتحرير السجناء اليهود من السجن البريطاني الواقع في القلعة الصليبية القديمة في عكا. كما سميت ساحة باسم حاييم فرحي، وهو شخصية يهودية معروفة عمل كمستشار لأحمد باشا الجزار في القرن الثامن عشر. وينضم هذان الاسمان إلى الأسماء التي وردت في أوائل الخمسينيات، مما يعكس محاولات "تهويد" فضاء المدينة القديمة.
1965-1969
تم اختيار معظم أسماء الشوارع في مدينة عكا القديمة خلال النصف الثاني من الستينيات. واقترحت أسماء الشوارع من قبل الفرع المحلي لنادي الروتاري، الذي قاده خلال هذه الفترة بيرنهارد ديختر، الذي كان في ذلك الوقت أيضاً عضواً في المجلس ومهندس مدينة عكا سابقاً. ترتبط أسماء الشوارع التي أُعطيت في الغالب بشخصيات مهمة في تاريخ المدينة، أو بشخصيات يُفترض أنها زارتها في الماضي، أو بمدن أخرى لها علاقة تاريخية بعكا، مثل دول المدن الإيطالية، جنوة ، بيزا ، البندقية وأمالفي (محضر لجنة تسمية شوارع عكا، 16 شباط/فبراير 1966). واستند إطلاق الأسماء بالجملة خلال هذه الفترة على اتجاه "تطوير السياحة الخارجية في عكا وتقريب سكان المدينة وزوارها من تاريخ المدينة الغني" (Katran 1968). كانت الفكرة هي بدء سلسلة من الاحتفاليات الخاصة التي سيدعى إليها ممثلو البلد المعني أو الطوائف الدينية ذات الصلة (محضر لجنة تسمية شوارع عكا، 17 أيار/ مايو 1967). ويُظهر تحليل أسماء الشوارع التي اقترحها نادي الروتاري وديختر تحولاً واضحاً نحو أسماء الشخصيات اليهودية والمسيحية ؛ ومع ذلك، تم تضمين ثلاثة أسماء عربية جديدة في مبادرتهم أيضاً. وجاءت مبادرة العديد من أسماء شوارع عكا من ديختر، الباحث الذي درس تاريخ المدينة، الذي كان مجال أبحاثه الرئيسي هو عكا الصليبية، وهي حقيقة انعكست في الأسماء التي أعطيت لشوارع البلدة القديمة. ويمكن القول إن الفترة الصليبية في عكا كانت أكثر أهمية تاريخياً من الفترات التالية، والتي تميزت بالتآكل والانحطاط؛ ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضاً إلى أن غالبية السكان في البلدة القديمة كانوا من العرب في وقت استحداث أسماء الشوارع، ومثلت لهم هذه الاختيارات، حتى لو كان من الممكن تبريرها تاريخياً، كجزء من محاولة محو العرب والتاريخ الإسلامي في عكا. ويجب التأكيد على أن مصطلح "الصليبيين" في الخطاب الإسلامي والمخيلة له صدى سلبي هائل. وفي الواقع، لم يتم وضع اللافتات مباشرة بعد اتخاذ قرارات التسمية، واشتكى ديختر نفسه بعد عدة سنوات من هذا الأمر (بروتوكول لجنة السياحة والترفيه في عكا، 2 كانون الثاني/ 1968). كانت عملية التواصل متقطعة.
وتعود أول لافتة للعام 1974؛ وهي لافتة شارع فخرالدين، الذي سمي على اسم أحد الحكام من أوائل العهد العثماني. ربما كان سبب اختيار السلطات الإسرائيلية لهذا الشارع على وجه الخصوص هو حقيقة أن فخرالدين من أصول درزية، المجموعة الإثنية التي، على الرغم من أصولها العربية، إلا أنها قريبة جداً من المؤسسة الإسرائيلية التي رأت فرصة لتعزيز العلاقات مع الطائفة الدرزية من خلال تسمية أحد شوارع عكا على اسم أحد قادتها. وبالفعل، تمت دعوة الشيخ أمين طريف، الزعيم الديني للطائفة الدرزية، إلى الحفل الذي أقيم في خان العمدان في البلدة القديمة في عكا في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1974، بحضور وزراء الحكومة الإسرائيلية وشخصيات أخرى (Ariel 1974). كما عرفت شركة تطوير عكا نشاطاً مكثفاً على صعيد وضع اللافتات حول المدينة القديمة بعد حوالي 25 عاماً من القرار الفعلي، في السنوات الأولى من الألفية الثالثة. ومع ذلك، لم يتم وضع بعض اللافتات مطلقاً؛ على سبيل المثال، ضاهر العمر، الذي كان حاكماً محلياً مهماً في المنطقة في القرن الثامن عشر. هل تعكس هذه الحقيقة، بعدم وضع لافتة اسم شارع سمي على اسم زعيم عربي، على أنه خطأ أم حدث متعمد؟ جدير بالذكر أن العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم من أجل هذه الدراسة لاحظوا ظلم حقيقة عدم وجود شارع ضاهر العمر في عكا. لم يكونوا على علم بأن اسم الشارع موجود وذلك لعدم وجود لافته تحمل اسمه، رغم أنه موجود في الواقع، بل ويظهر في بعض خرائط المدن.
1970-1997
منذ أنشطة ديختر والروتاري في منتصف الستينيات، تمت إضافة اسمين جديدين فقط إلى البلدة القديمة في عكا، وتم تغيير اسم واحد موجود بناءً على طلب المجتمع البهائي. ففي العام 1975، قررت بلدية عكا تسمية جزء من رصيف الميناء على اسم الأمير النمساوي ليوبولد الثاني، الذي قاتل خلال الحروب الصليبية في عكا (محضر لجنة تسمية شوارع عكا، 4 آذار/مارس 1975). وتواصلت البلدية مع السفارة النمساوية لتنظيم حفل بحضورهم. وفي العام 1996، قررت البلدية تسمية الشارع القريب من مسجد الشاذلية على اسم الشيخ علي نور الدين اليشرطي، إحياءً لذكرى مرور 100 عام على وفاته. ربما ساعدت حقيقة أن حفيده، الزعيم الحالي للطائفة الأردنية، زار البلاد مع مجموعة كبيرة من الأتباع كنتيجة مباشرة لاتفاقية السلام مع الأردن التي وقعت في العام 1994، ساعدت اللجنة في التوصل إلى هذا القرار (محضر اللجنة التنفيذية في عكا ، 30 كانون الثاني/ يناير 1996). أخيراً، طلبت الطائفة البهائية في العام 1997، تغيير شارع بهاء الله (الذي تم وضع علامته فعلياً في العام 1985، بعد 20 عاماً من قرار التسمية الرسمي) إلى شارع البهائي، حيث اعتبروا ظهور اسم مؤسس دينهم على لافتة شارع أمراً مسيئاً. قبلت البلدية طلبهم (محضر لجنة تسمية شوارع عكا، 4 نيسان/ أبريل 1997). ويهدف اختيار الأسماء منذ العام 1965 إلى الاحتفال بتاريخ عكا بدلاً من إحياء ذكرى الروايات الوطنية / الدينية، مع التركيز على الحقبة الصليبية لأن مدينة الصليبيين تحت الأرض هي عامل الجذب الأثري الرئيسي للمدينة القديمة. ومع ذلك، أدت العملية الانتقائية لوضع لافتات الشوارع في البلدة القديمة، والتي أظهرت تغيير فعلي في القرارات الرسمية التي اتخذتها لجان التسمية على مر السنين، إلى إحياء ذكرى الروايات الوطنية / الدينية في أي حال. وينعكس هذا في الخريطة السياحية الرسمية لمدينة عكا القديمة التي تم إنتاجها وتوزيعها بواسطة شركة تطوير عكا، حيث يظهر بوضوح تحيزاً تجاه الأسماء المتعلقة بالتاريخ اليهودي القديم والصهيوني الحديث ولا يتماشى مع النوايا الأصلية لقرارات لجنة التسمية التي اتخذت في أواخر الستينيات.
السنوات الأخيرة
اندلعت، في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، أعمال عنف بين السكان اليهود والعرب في عكا. وكانت الشرارة التي أشعلت أعمال الشغب أن مواطناً عربياً قاد سيارته عبر حي تقطنه أغلبية يهودية خلال عطلة يوم الغفران اليهودي، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي، وزُعم أنه عزف موسيقى صاخبة فيما وصفه السكان اليهود بأنه استفزاز متعمد. ونتيجة لذلك، ازداد التوتر في المدينة واستمر الصراع على تسمية الأماكن. وبعد ذلك بعام( صيف 2009)، تم تسمية ميناء البلدة القديمة على اسم زئيف فرايد، أحد مؤسسي البحرية العسكرية والمدنية الإسرائيلية، من قبل البلدية. ولمن سكان البلدة القديمة أطلقوا على المرفأ اسم عيسى العوام كاحتجاج على قرار البلدية. وعيسى العوام هو أحد قادة صلاح الدين، وقام السكان برفع نصب تذكاري باسمه على مقربة من علامة البلدية. تم حل النزاع في أوائل العام 2010 عندما قرر مجلس مدينة عكا قبول تسمية السكان المحليين رسمياً؛ واليوم، تم تسمية رصيف المرفأ باسم زئيف فرايد وتم تسمية مدخل المرفأ باسم عيسى العوام.
أسماء الأماكن المحلية
يمكن ملاحظة صراعات السلطة في عكا في الخرائط -أي الخرائط الرسمية التي أنتجتها المؤسسة والخرائط المعرفية البديلة التي يستخدمها سكان المدينة. وتتضمن شركة تطوير عكا للشوارع عدداً قليلاً فقط من أسماء الشوارع الرسمية التي تم تقديمها على مر السنين، مع انحياز أكثر للمرحلة المبكرة من التسمية في الخمسينيات وأقل من أسماء الشوارع الأكثر توازناً تاريخياً والتي تم تقديمها في اقتراح من نادي الروتاري. وفي المقابل ، تعرض الخريطة الذهنية للسكان تسميات الشوارع والمواقع في البلدة القديمة كما يستخدمها السكان المحليون. ويكشف العمل الميداني والمحادثات مع سكان المدينة أنهم لا يستخدمون أسماء الشوارع الرسمية في المدينة، بل أطلقوا عليها صفة "أسماء أجنبية" (مقابلة مع مهدان، كانون الثاني (يناير) 2005). وبدلاً من ذلك، استخدم السكان الأصليون الأسماء الأصلية، التي تناقلوها من جيل إلى آخر كشكل من أشكال "التقليد الشفهي". ولا يمتلك، في الواقع، معظم السكان دراية بالأسماء الجديدة للشوارع، والمواقع يتم تحديدها بأسماء الأحياء العربية المستخدمة في الماضي، والمواقع المركزية داخل الأحياء مثل المباني المهمة أو العائلات البارزة أو المتاجر المعروفة للجميع. وبالإضافة إلى الأسماء القديمة للشوارع والأحياء، تم ترقيم الشوارع وفقاً لأرقام الكتل والرموز البريدية التي كانت مطبقة خلال فترة الانتداب البريطاني. وأرقام الشوارع هذه مضمنة في جدران المباني في البلدة القديمة، ويستمر بعض السكان في استخدام هذه الأرقام لأغراض التوجيه وتحديد الهوية. فعلى سبيل المثال، يُعرف شارع السوق عموماً باسم "الشارع رقم 13" (على الرغم من أن المنطقة كلها جزء من المربع 13). ويطلق العديد من السكان على مدينة عكا القديمة اسم "العائلة الكبيرة"، ويستند توجههم إلى أسماء بديلة تتطور وتتغير ويعاد ابتكارها بشكل دوري لتسهيل الحياة على أنفسهم وللأجانب الذين يحتاجون إلى الوصول إليهم. وثمة هناك تنافر كبير بين الخريطة الرسمية والخريطة البديلة المألوفة لسكان البلدة القديمة. فالكثير من السكان يجهلون تماماً حقيقة وجود الأسماء الرسمية. وقد أظهرت الأحاديث مع السكان أنهم يعرفون اسم واحد فقط: شارع صلاح الدين.
أحد الأمثلة البارزة عن الفجوة بين الأسماء الرسمية والأسماء البديلة للسكان هو ميدان عبود، كما يعرفه السكان المحليون، على اسم إلياس عبود، وهو مواطن مسيحي ثري باع منزله للبهائيين في منتصف القرن التاسع عشر(3). ومع ذلك، فإن الاسم الرسمي له هو ميدان جنوا. وتجدر الإشارة إلى أنه في حين لا يمكن العثور على لافتة تحمل الاسم في الميدان، لا يشير أي من السكان المحليين إليها باسم ميدان جنوا. مثال آخر هو ساحة البندقية. التي تُعرف محليًا باسم الجرينة، وتعني باللغة العربية "مكان جمع القمح"، حيث كان القمح يوزع من هذه الساحة للتخزين لعدة قرون. ومن الأمثلة الأخرى على هذه الظاهرة طلعة طابيش (جزء من حي مجدلي) ، والذي سمي على اسم محل بقالة ، ولا يعرف باسمه الرسمي، يوسف بن ماتيتياهو، وهو الاسم العبري للمؤرخ الروماني اليهودي يوسيفوس فلافيوس(4). كما تشمل أسماء الأحياء العربية الحارة المبلطة(5)، وحارة القلعة، والشيخ عبد الله (زعيم ديني ومفتي عكا في فترة الانتداب البريطاني)، وحارة الشوني، والعكي (نسبة لعائلة ثرية كان لها منزل كبير في الحي) و "المجدلي"(6) . ولم تحمل أي من هذه الأحياء أسماء رسمية. كما قال لي أحد السكان المحليين العرب (الذي يعمل أيضاً كمنسق سياحي في مركز المجتمع المحلي في عكا القديمة): "ببساطة، السكان المحليون غافلون عن أسماء الشوارع الرسمية. هذه الأسماء هي للسياح فقط، وحتى جيل الشباب لا يستخدمها (مقابلة مع زهرة، كانون الثاني/ يناير 2005). وينعكس هذا التنافر بشكل حاد في توصيل البريد في المدينة. يقوم بتسليم البريد ساعي بريد من سكان البلدة القديمة نشأ محلياً ويعرف الناس. وتصل جميع رسائل البريد إلى مكتب البريد الرئيسي في الجزء الجديد من المدينة؛ ومن هناك يتم إرساله إلى المدينة القديمة. يتم تسليم البريد بشكل حصري تقريباً وفقاً لأرقام المباني والشوارع البريطانية، وليس وفقاً لأسماء الشوارع الرسمية. حتى الوزارات الحكومية ترسل بريداً إلى المدينة القديمة بناءً على أرقام المباني وليس أسماء الشوارع الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، لا تحتوي العديد من المنازل على صناديق بريد ويتم تسليم الرسائل مباشرة إلى المرسل إليه أو تُترك تحت الباب (مقابلة مع جلال، كانون الثاني/ يناير 2005). كما أوضح نائب مدير مكتب البريد في عكا: "هذا تقليد شفهي ينتقل من جيل إلى آخر" (مقابلة مع أتياس، كانون الثاني/ يناير 2005). وحقيقة قيام البلدية بتسمية شارعين في شرق عكا على اسم شخصيات استخدمت أسماؤها بالفعل لشوارع المدينة القديمة (رمبان ورمحال) تؤكد حقيقة أن جهود التسمية في الستينيات لم يكن لها أي تأثير على الإدارة المحلية -حيث القاعدة الأساسية من تسمية الشوارع عدم وجود شارعين يحملان الاسم عينه في المدينة (Azaryahu 2004).
لا ينظر إلى مواقف السكان العرب تجاه أسماء الشوارع وتطوير السياحة كجزء من القرارات المتعلقة بالسياحة التي تتخذها شركة تطوير عكا أو البلدية ، والتطور الهائل الذي تشهده المدينة موجه أساساً نحو البنية التحتية المادية وليس نحو برامج الخدمات الاجتماعية أو التنمية الاقتصادية للسكان المحليين. ويشعر السكان أنه لا يتم الاستثمار في رفاهيتهم وأن السلطات تبعدهم عن المشاريع المختلفة التي يتم تنفيذها. وقد أدت المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها معظم سكان المدينة ، إلى جانب الحاجة إلى مواجهة الصعوبات القاسية يومياً، إلى تجاهل مسألة أسماء الشوارع، وحتى عدم الوعي بالأسماء الرسمية. كما أخبرني صحفي عربي بارز يعيش في البلدة القديمة: يعاني السكان المحليون من مشاكل أكثر إلحاحاً من أسماء الشوارع -فهم بحاجة إلى البقاء أحياء يومياً. وقضية الأسماء هي رفاهية لا يمكن إلا للجانب الرابح أن ينغمس فيها. ليس لديك وقت للتعامل مع الأسماء إذا كان منزلك على وشك الانهيار. هذه الأسماء الجديدة لا تغضب الناس، والسكان المحليون ببساطة لا يستخدمونها. بعض الناس لا يعرفون أن ساحة عبود هي ميدان جنوا. من وجهة نظرهم، إنها مجرد علامة. سكان البلدة القديمة في عكا بسيطون. ليس لديهم وعي بهذه القضية. يبقى الاسم على اللافتة، لكنهم لا يدركون ذلك. هذا ليس مفيداً ولا ضاراً -هم، ببساطة، غافلين عن المشكلة. (مقابلة مع شلحت، كانون الثاني/ يناير 2005). ولكن مع ازدياد الوضع الاجتماعي والاقتصادي، يزداد الوعي والاعتراضات أيضاً، كما ينعكس في آراء المثقفين: لا ينبغي إزالة الأسماء العربية واستبدالها بأسماء مسيحية. لماذا جنوا بدلا من عبود؟ نشأ الناس مع هذه أسماء الأماكن غير الرسمية هذه التي يستخدموها. إن استبدالها سوف يدمر الذاكرة العربية الجماعية. يمكن استخدام الأسماء كبعد يضيف نكهة ولونًا إلى المسار السياحي. (مقابلة مع متى، كانون الثاني (يناير) 2005). تشكل الردود من هذا النوع الوجه الآخر للعملة فيما يتعلق بمواقف السكان من أسماء الشوارع. فبعض الناس غاضبون جداً من أسماء الشوارع، معربين عن إحباطهم من المؤسسة. تشعر العناصر الأكثر تعليماً من السكان بالعداء تجاه أسماء الشوارع. أما السكان الأقل تعليماً يعبرون عن انزعاجهم فقط عندما يتم طرح الموضوع. تخلق أسماء الشوارع الجديدة شعوراً بين السكان المحليين بأن هويتهم قد استبدلت، وتاريخهم يعاد كتابته. وينتج عن هذا مزيداً من الإحساس بأن هناك نقصاً في العدالة الأساسية من جانب المؤسسة، كما قال لي رئيس منظمة الياطر، التي تتعامل مع القضايا الثقافية والاجتماعية في القطاع العربي: إن هوية عكا لديها أيضا تاريخ إسلامي وفلسطيني -فأين هي؟ سوف يجعل هذا الناس يشعرون بالأذى وعدم الارتياح (مقابلة مع هواري، كانون الثاني/ يناير 2005). لا يوجد ممثلون عن السكان العرب المحليين في عكا في مجلس إدارة شركة تطوير عكا. كلا الممثلين غير اليهود في مجلس الإدارة يأتون من خارج عكا. إن تجاهل التراث العربي المحلي، كما يتجلى في عدم إحياء ذكرى الأسماء العربية، خلق شعوراً بالغربة بين السكان المحليين. وتتم مناقشة الموضوع في الاجتماعات، مع الشعور بالإحباط الذي أعرب عنه في المقام الأول الطلاب والمثقفون العرب. والشعور الذي يمكن للمرء أن يخرج به في هذه اللقاءات، أن الأسماء الرسمية "تحرم البلدة القديمة من تاريخها العربي ومن تاريخها" (مقابلة مع الحاج، كانون الثاني/ يناير 2005). لا يرى السكان أي مشكلة في وجود أسماء سياحية إلى جانب الأسماء المحلية. ليس لديهم رغبة في إعاقة السياحة، لكنهم يرغبون أيضاً من السلطان أن تأخذ في عين الاعتبار حقهم في المدينة. وقد كشف العمل الميداني في عكا أن الفجوة بين الأسماء تؤدي إلى مواجهة بين السائحين والسكان المحليين، حيث يعرف السائح الأسماء الرسمية التي تظهر على الخريطة، وتثور الخلافات بين السكان والسياح حول وجود مثل هذه المواقع. ويمكن تلخيص مشاعر السكان حول موضوع أسماء الشوارع الرسمية في التعليقات التي أدلى بها عضو مجلس المدينة من حزب الجبهة(7): كل من في المنطقة يعرف اسم ميدان عبود. عندما أعيد تطوير الميدان ووضعت فيه نافورة ، تغير اسمها إلى ساحة جنوا. هل اسم عبود لا يصلح للأمور الجمالية؟ لماذا جنوا؟ إنه غير منطقي وغير مناسب ولا يتوافق مع روح عكا أو الناس الذين يعيشون هنا. هذه ليست ساحة جديدة تم بناؤها مؤخراً؛ لا يمكنك المجيء ببساطة وتغير الأسماء التي يعرفها كل شخص في المنطقة. إنه أمر فظ للغاية ويتجاهل مشاعر السكان المحليين؛ الصغار ينظرون إليه على أنه استهزاء. (مقابلة مع عودة، كانون الثاني/ يناير 2005).
ويقترح مرشد سياحي عربي معروف في المدينة أن عملية تهويد البلدة القديمة في عكا تولد عداوة يستغلها المتطرفون. ويؤكد أن هناك العديد من القادة والكتاب والشعراء والمفكرين المقبولين في الوسط العربي الذين لا يتصادمون مع دولة إسرائيل. علاوة على ذلك، فإن السياح العرب إلى المدينة يرغبون في رؤية أسماء الشخصيات العربية. ومن بين هؤلاء، كما يقترح، ضاهر العمر، أول حاكم عربي بنى كياناً فلسطينياً (في الواقع يوجد شارع باسمه، لكنه لم يُعلن عنه قط)، وكتاب وشعراء مثل سميرة عزام، التي كانت واحدة من أوائل كاتبات الروايات في العالم العربي (مقابلة مع متى، كانون الثاني/ يناير 2005). وفي بعض الأحيان يتم تقديم مقترحات لإحياء ذكرى أسماء الشخصيات العربية، ولكن هذه الاقتراحات نادراً ما تثمر، حيث تم تسمية جميع شوارع المدينة القديمة بالفعل، والسلطة السياسية للسكان ضعيفة. فالسكان العرب في عكا ككل هم أقلية، وبالتالي يتم تمثيلهم في الحكم المحلي وفقاً لهذا الاعتبار. وينظر السكان إلى الفشل في إحياء ذكرى الشخصيات العربية على أنه ضعف وانعدام للقوة من جانب كل من السكان المحليين والقيادة العربية المحلية. وفي الوقت نفسه، لم يواجه السكان المشكلة وجهاً لوجه: حيث يشعر البعض بالعجز، والبعض الآخر غير مبالٍ بسبب المخاوف الاجتماعية والاقتصادية، وهم غير قادرين على التعبئة لغرض بعيد حتى الآن عن صراعاتهم اليومية. أما الذين يناقشون الموضوع فيتهمون بلدية عكا بعدم الاهتمام بإحياء ذكرى الشخصيات العربية، معتبرين إن البلدية حتى ترفض هذه الأسماء خين يتم تقديم طلبات لها. ومن المحادثات التي أجريت مع ممثلي المؤسسة اليهودية في المدينة، يبدو أن أصحاب السلطة إما لم يهتموا أو لم يفهموا السكان المحليين وأسماء الشوارع. وزعم نائب المدير العام لبلدية عكا أن "بعض سكان البلدة القديمة أميون لدرجة أنهم لا ينزعجون من موضوع أسماء الشوارع" (مقابلة مع أوتمازغين، كانون الثاني/ يناير 2005). وزعم أن أسماء الشوارع في البلدة القديمة قد أُعطيت في محاولة لتوفير وصول أسهل وخدمة أفضل. ويمثل هذا القول الرأي المقبول بين العديد من الممثلين الرسميين، بما في ذلك مستشار العمدة، المسؤول عن الترويج السياحي في المدينة. وهو يدعي أن لافتات الشوارع معلقة بشكل أساسي للسياح، وأن السكان غير مدركين تماماً لهذه المشكلة. "إنه ليس جزءً من ثقافة سكان المدينة القديمة. لا يوجد طلب لأسماء الشوارع من جانب سكان المدينة، ولا يوجد أي تمييز متعمد. ويضيف بأن أسماء الشوارع المسيحية (أي الأسماء الصليبية) أعطيت لأن المسيحيين كانوا أكثر أهمية في تاريخ عكا من أي أشخاص آخرين (مقابلة مع بن عزرا، كانون الثاني/ يناير 2005). كما يرى المدير العام لشركة تطوير عكا أنه لا يوجد تضارب بين أسماء الشوارع والسكان المحليين، ولا يرى ضرورة لاستبدال أسماء الشوارع (مقابلة مع هراري، شباط/ فبراير 2005).
الطريق اليهودي والحركة الإسلامية بوصفها علامات للمقاومة
في نيسان /أبريل 2004، استعداداً لزيارة وزير السياحة بنيامين إيلون -الذي كان أيضاً رئيس حزب الاتحاد الوطني اليميني في ذلك الوقت- علقت شركة تطوير عكا لافتات تشير إلى أول مسار سياحي في البلدة القديمة، "الطريق اليهودي"، لترشد الزوار خلال نزهة على خطى شخصيات يهودية كانت نشطة في عكا. تم وضع اللافتات في نقاط بارزة في العديد من زوايا الشوارع، مصحوبة بتفسيرات باللغة العبرية فقط. إذا كان موقف سكان المدينة القديمة من لافتات الشوارع يمكن وصفه بأنه "انزعاج"، إذن، وباستعارة مصطلحات دوكسي، فإن موقفهم من اللافتات التي تشير إلى "الطريق اليهودي" وصل إلى المرحلة المعروفة باسم "العداء" (Doxey 1975). وفي هذا الصدد أدى ذلك إلى استقطاب السكان المحليين لصالح المقاومة النشطة. وأعرب العديد من السكان عن غضبهم من اللافتات، معتبرين إياها شكلاً من أشكال غزو واحتلال البلدة القديمة. وينظر السكان إلى اللافتات على أنها محاولة واضحة للسيطرة اليهودية وتمييز متعمد من قبل السلطات. وهكذا فإن محتويات اللافتات، وبسبب تجاهل أسماء الأماكن الأصلية للسكان، وحجب الهوية العربية للمدينة، قام بعض منهم بتشويه لللافتات على طول الطريق اليهودي. وخلال صيف العام 2004، تم وضع اللافتات في جميع أنحاء البلدة القديمة من قبل الفرع المحلي للحركة الإسلامية ومقرها مسجد الرمل بالقرب من السوق بقيادة الشيخ محمد مهدي. تم وضع مئات اللافتات الخضراء الزاهية التي تحتوي على آيات من القرآن ومصادر إسلامية أخرى في مواقع بارزة حول المدينة القديمة. وكان الهدف من هذه اللافتات تقريب السكان من دينهم ومعتقداتهم الدينية، ودعت أيضاً إلى العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة والعودة إلى الصفات الشخصية المتواضعة -فعلى سبيل المثال، كان ثمة جملة موجهة إلى النساء تنص على: "حجابك سيجلب لك محبة الله". وبحسب السكان المحليين، فقد تم وضع اللافتات رداً على تصرفات السلطات وشركة تطوير عكا. وقال لي أحد أعضاء مجلس المدينة "من حداش": لقد تم إهمال السكان المحليين وتمت معاملتهم بسوء، ويمثل ما فعلوه رد فعل على إحباطهم. قد لا يتناسب هذا مع النظرية الجيدة القائلة بأن هذه مدينة سياحية ومركز تراث عالمي، لكنها تناسب السكان المحليين. قد يغضب اليهود، لكنهم لن يجرؤوا على إزالة اللافتات لأن الرجل البسيط في الشارع هنا يتماثل معهم وسيحارب فعلتهم. حتى أنا كعضو في المجلس لا أريد إزالة اللافتات. كيف ستنزلهم؟ إنها علامة على الوضع. (مقابلة مع عودة، كانون الثاني/ يناير 2005). ولا تبدو هذه اللافتات فريدة في عكا. ففي الواقع، يتم نشرها أيضاً في المدن والقرى العربية الأخرى كجزء من الصراع على السلطة داخل المجتمع العربي. ومع ذلك، تبدو في حالة عكا، كجزء من ردة فعل على ما تقوم به شركة تطوير عكا، وتسمية الشوارع وغيرها من اللافتات الخاصة بالسياح - تم وضع اللوحات الخضراء على وجه التحديد بالقرب من "اللافتات السياحية" للإشارة إلى "من تنتمي لهم المدينة. وتشكل لافتات الحركة الإسلامية مزيداً من التنافس مع السلطات للسيطرة على الفضاء الرمزي في المدينة. حيث تقوم الحركة الإسلامية بتسويق نفسها والتنافس من أجل السيطرة على السكان المحليين، من خلال وضع اللافتات. وفي الوقت نفسه، تشكل اللافتات محاولة للوصول إلى توازن مع لافتات الطريق اليهودي وإشارات الشوارع الجديدة، مما يعطي عكا طابعاً إسلامياً وعربياً أكثر. لا تبدي المؤسسة نظرة إيجابية تجاه هذه الظاهرة، ولكن مع ذلك تقبل البلدية العلامات ولم تتحرك لإزالتها (مقابلة مع أوتمازغين، كانون الثاني/ يناير 2005).
خلاصة
وجدت الإدارة الإسرائيلية، بعد العام 1948، ما كان شبه "أرض مجهولة" من حيث أسماء الشوارع الموجودة في عكا. وكانت الأسماء التي تمت إضافتها، في العقود التالية، ذات طبيعة يهودية وإسرائيلية في المقام الأول، واستمر الأمر على هذا الحال حتى منتصف الستينيات، حيث كانت قاعدة التسمية نفسها تستند إلى سردية أكثر موضوعية من الناحية التاريخية. ويكشف تحليل أسماء الشوارع في عكا أنه في منتصف الستينيات على الأقل، عندما تم تحديد معظم الأسماء ، كانت القوى التي تقف وراء هذه العملية أقل قومية من تلك التي كانت تسمي أماكن أخرى في إسرائيل في الأيام الأولى للدولة اليهودية. كان الهدف من المشهد الحضري للمدينة القديمة في عكا أن يكون تعبيراً عن الاستهلاك السياحي، حيث كانت الفكرة الرئيسية وراء التسمية هي مساعدة السياح وزوار المدينة القديمة في التنقل في متاهة الشوارع والأزقة. وبالتالي، قد يكون تقليص الطابع العربي للمدينة دافعاً إضافياً، لكنه بالتأكيد لم يكن الدافع الأساسي.
لم يتم لصق معظم لافتات أسماء الشوارع حتى السنوات الأخيرة، وكانت العملية التي بدأت في بداية الألفية الحالية انتقائية. وتم اتخاذ القرار بشأن العلامات التي سيتم نشرها من قبل قيادة شركة تطوير عكا، مع عدم إجراء مناقشات عامة من قبل صانعي القرار المنتخبين. وزاد حذف أسماء الشوارع العربية مثل ضاهر العمر وسليمان باشا الابن المتبنى وخليفة الجزار باشا من التوتر الشديد بين السكان المحليين والسلطات والزوار. ونتيجة للنشر الانتقائي للافتات في الشوارع، أصبح أكثر انتشاراً التركيز على الأسماء اليهودية والمسيحية، التي كانت نسبتها أعلى، فعلياً، من الأسماء العربية المخططة. يؤدي مثل هذا إلى استنتاج عام مفاده أن الطابع الزمني لتسمية الشوارع أمر بالغ الأهمية -فإذا ما تم تغيير الاسم على الورق دون تثبيت اللافتات في الوقت المناسب (أو تم تنفيذها بشكل غير متساو)، فإن هذا يغير، في المقام الأول، الأهمية السياسية للشارع المقصود.
لم تكن التوترات المتعلقة بتسمية الشوارع نتاج الصدام بين التسمية من أسفل إلى أعلى ومن أعلى إلى أسفل والتعلق بالتقاليد المحلية، ولكن الأهم من ذلك أنها كانت مواجهة بين مقاربتين مختلفتين في رؤيتهما لإرث المدينة لذي سيتم الاحتفاء به من خلال لافتات الشوارع في المدينة القديمة عكا: في حين أن المقاربة الأصلية للبلدية كانت تهدف إلى حد كبير إلى إحياء ذكرى التاريخ المحلي للمدينة، فإن النشطاء العرب المسلمين في البلدة القديمة يؤيدون إحياء ذكرى الهوية الحالية لمدينة عكا القديمة وهي الهوية العربية / الإسلامية / الفلسطينية.
حول السكان المحليون وقيادتهم، على مر السنين، من القبول السلبي إلى زيادة الوعي من خلال إصدار مواد مكتوبة وبدء الجهود لإضافة أسماء الشوارع التي تعكس إحساسهم بالتاريخ والهوية. وعلى المستوى المفاهيمي، يمكن التأكيد على أنهم بدأوا في المطالبة بحقهم في المدينة، في هذه المرحلة فقط على المستوى الرمزي، للإشارة إلى أنهم أصبحوا فاعلين نشطين فيما يتعلق بالقرارات المتعلقة بالمساحة التي يعيشون فيها وليس مجرد متفرجين. . وفي مرحلة لاحقة، بدأت الحركة الإسلامية مرحلة مقاومة نشطة من خلال وضع لافتاتها الخاصة في المدينة. وتوضح هذه اللافتات، بقوة، ليس فقط السياسة المتنازع عليها للمشهد الرمزي لعكا، ولكن أيضاً كيف يمكن للنقش "غير المصرح به" أن يكتسب شكلاً من أشكال القبول من السلطات، التي تخشى عواقب إزالتها. وقد أدى هذا النجاح إلى إجراءات إضافية فيما يتعلق بالصراع على هوية وروح المدينة القديمة. واتخذ سكان البلدة القديمة مؤخراً إجراءات حاسمة فيما يتعلق بجهد تسمية جديد في ميناء الصيد في عكا، مما أدى إلى انتصار رمزي أدى إلى قبول حق السكان المحليين في التأثير على تطور السرديات في المدينة القديمة. ويبدو أن الزمن وحده هو من سوف يحدد ما إذا كان هذا تغييراً خاصاً في سياسة كلا الجانبين أو بداية جديدة في علاقات القوة بين السكان المحليين في المدينة القديمة والمؤسسة. وبالإضافة إلى الدراسة التفصيلية لعملية تسمية الشوارع في عكا وموقف السكان المحليين، يمكن أيضاً استخلاص خمس استنتاجات عامة من بحثنا. أولاً، لا يمكن فصل رفاهية سكان المدينة عن التنمية السياحية (Cohen-Hattab and Shoval 2007). وتكتسب قضايا العدالة الاجتماعية في السياحة وعدم المساواة زخماً مهماً في نظرية تنمية السياحة الحضرية (Eisenger 2000 Richards and Hall 2000 Russo 2002 Short 2008) ويجب أخذها في الاعتبار أيضاً عند تنفيذها في الواقع. أدى عدم الاستثمار في السكان واستمرار الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية إلى عزل السكان المحليين وعدم انخراطهم في النشاط في المدينة. وهكذا يستمر السكان في اتخاذ وجهة نظر مكانية بديلة لأسماء الشوارع ولديهم نفور من فضاء السياحة / المنشأة في مدينة عكا القديمة. ثانياً ، يمكن للسياسة التي لا يتم تنفيذها في الوقت المناسب، على مدار الوقت ومن خلال التنفيذ الانتقائي، أن تتغير في طابعها، وتصبح مختلفة تماماً عن هدفها الأولي. ثالثاً، يمكن أن تساعد الصراعات على المساحة في عكا -وهي مساحة سكنية وسياحية ورمزية- في المساعدة على فهم مدى تعقيد الصراع الأكبر في المنطقة. رابعاً، في حين أن أدبيات اسم المكان تستمر في النمو من حيث الحجم والمنظور النقدي، إلا أنها لم تتناول بعد بشكل كافٍ مشاركة التسمية في تعزيز مكان تنمية السياحة. علاوة على ذلك، ركزت دراسات تسمية الأماكن في إسرائيل الفتية نسبياً على الدوافع المتعلقة بالقومية وتشكيل الدولة. تم توضيح أهمية مراعاة استهلاك السكان المحليين لأسماء الأماكن هذه بمجرد إعطائها. أخيراً، تقترح هذه المقالة توسعاً في مفهوم لوفيفير (1991 1996) عن الحق في المدينة إلى ما بعد الصراع الملموس على العالم الرمزي في المدن. ولا يتوقف هذا التوسع عند النضال من أجل إضفاء الطابع الديمقراطي على قرارات التنمية من قبل السكان الذين يتولون السلطة على الإنتاج المكاني فقط -في الواقع يتحدى حقوق الملكية التقليدية وحقوق إعادة التوزيع (Mitchell 2003Purcell 2003)- ولكن يشمل أيضاً النضال من أجل معنى الفضاء، مع التركيز على الجوانب غير الملموسة لفضاء المدينة: أي قيمها الرمزية وروحها وشخصيتها.
....
العنوان الأصلي: Street-naming, tourism development and cultural conflict: the case of the Old City of Acre/Akko/Akka
المؤلف: Noam Shoval
المصدر: Transactions of the Institute of British Geographers . 2013 Royal Geographical Society (with the Institute of British Geographers)
....
هوامش
1 .العقيدة البهائية هي أصغر الديانات المستقلة في العالم. ويبغ عدد أتباعها حوالي خمسة ملايين شخص موزعين حول العالم. يعتبر البهائيون مؤسسها، بهاء الله (1817-1892)، الأحدث في سلالة رسل الله التي تمتد إلى ما بعد الزمن المسجل والتي تشمل إبراهيم وموسى وبوذا وكريشنا وزرادشت والمسيح و محمد.
2 .كان اسم نيكانور هو اسم أحد أبواب الهيكل الثاني في القدس. وفقاً للتقاليد، تم التبرع بالبوابات من قبل رجل يهودي ثري من الإسكندرية
اسمه نيكانور.
3 .تفسيرات الأسماء العربية مأخوذة في الأساس من Shmali (1992 ، 42-59 ؛ مترجم من العربية) ، ومن مقابلات مع شمالي وماهر زهرة.
4 يعد اختيار يوسيفوس فلافيوس ويوليوس قيصر لتمثيل الفترة الرومانية اختياراً انتقائياً، نظرًا لأن رعاة يوسيفوس فيسباسيان وتيتوس، اللذان وصلا إلى المدينة في العام 66 م. حيث تم تدمير المعبد اليهودي في القدس، ولم يذكر اسمهما في عكا. الأمر نفسه ينطبق على هادريان، الذي زار المدينة ولكنه سحق أيضاً تمرد بار كوخفا (132-135 م.).
5 تُعرف أيضاً باسم حارة العبيد. ترجمة بسيطة لهذا المصطلح هي "عبد" ، لكنها تشير أيضاً إلى السود، حيث كان العديد منهم عبيداً في المجتمعات العربية. هذا الحي كان يسكنه أشخاص من أصول سودانية جاءوا مع إبراهيم باشا من مصر في ثلاثينيات القرن التاسع عشر لتطوير صناعة الحرير (مقابلة مع زهراء، كانون الثاني/يناير 2005).
6 توضح زهراء أن هذا الاسم مشتق من الناس الذين يأتون من قرية مجد الكروم إلى عكا ليعملوا في تبليط الأرضيات، لكنها تضيف أن هناك آراء أخرى بخصوص أصل الاسم. يقترح شمالي أن ذلك حدث لأن بعض السكان جاءوا في الأصل من مجدل عسقلان (عسقلان اليوم).
7 حداش هو حزب سياسي إسرائيلي يعمل على المستويين الوطني والمحلي. وهو ائتلاف من عدة أحزاب، يغلب عليها الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
...
المصادر:
Alderman D H 2002 Street names as memorial arenas: the reputational politics of commemorating Martin Luther King Jr. in a Georgia County Historical Geography 30 99–120
Alderman D H 2003 Street names and the scaling of memory: the politics of commemorating Martin Luther King, Jr., within the African American community Area 35 163–73
Alderman D H 2008 Place, naming and the interpretation of cultural landscapes in Graham B and Howard P eds The Ashgate research companion to heritage and identity Ashgate, Aldershot 195–214
Ariel Y 1974 Yariv: the Druze community is an inseparable part of us Haaretz Daily Newspaper 8 November
Attoh K A 2011 What kind of right is the right to the city? Progress in Human Geography 35 669–85
Azaryahu M 1996 The power of commemorative street names Environment and Planning D: Society and Space 14 311–30
Azaryahu M 1997 German reunification and the politics of street-names: the case of East Berlin Political Geography 16 479–93
Azaryahu M 2004 Naming the streets of (Arab) Jerusalem during the British period 1920–1948 in Maos J O, Inbar M and Shmueli D F eds Contemporary Israeli geography 299–308
Azaryahu M 2012 Rabin’s road: the politics of toponymic commemoration of Yitzhak Rabin in Israel Political Geography 31 73–82
Azaryahu M and Golan A 2001 (Re)naming the landscape: the formation of the Hebrew Map of Israel, 1949–1960 Journal of Historical Geography 27 178–95
Azaryahu M and Kook R 2002 Mapping the nation: streets names and Arab-Palestinian identity: three case studies Nations and Nationalism 8 195–213
Bar-Gal Y1988 The street names of Tel-Aviv: chapter in cultural historical geography of the city (1909–1934) Cathedra 47 118–31 (in Hebrew)
Bell D A and de-Shalit A 2011 The spirit of cities: why the identity of a city matters in the global age Princeton University Press, Princeton NJ
Berg L D and Vuolteenaho J 2009 Toward critical toponymies in Berg L D and Vuolteenaho J eds Critical toponymies: the contested politics of place naming Ashgate, Aldershot 1–18
Carter P 1987 The road to Botany Bay: an essay in spatial history Faber and Faber, London
Cohen E 1972 The Baha’i community of Acre Folklore Research Studies 3 119–41
Cohen S B and Kliot N 1992 Place-names in Israel’s ideological struggle over the administered territories Annals of the Association of American Geographers 82 653–80
Cohen-Hattab K and Shoval N 2007 Tourism development and cultural conflict: the case of ‘Nazareth 2000’ Social and Cultural Geography 8 701–17
Doxey G 1975 A causation theory of visitor-resident irritants: methodology and research inferences in the impact of tourism The Sixth Annual Conference Proceedings of the Travel Research Association San Diego, CA 195–205
Eisenger P 2000 The politics of breads and circuses Urban Affairs Review 35 316–33
Entrikin J N 1991 Betweenness of place John Hopkins University Press, Baltimore MD
Israeli Central Bureau of Statistics 2011 Statistical abstract of Israel 2011 Central Bureau of Statistics, Jerusalem
Katran J 1968 Letter to the -dir-ector of the Christian Denominations Department, Ministry for Religious Affairs 5 April
Katz Y 1995 Identity, nationalism, and place names: Zionist efforts to preserve the original local Hebrew names in official publications of the Mandate Government of Palestine Names 43 103–18
Kearns R A and Berg L D 2009 Proclaiming place: towards a geography of place name pronunciation in Berg L D and Vuolteenaho J eds Critical toponymies: the contested politics of place naming Ashgate, Aldershot 153–78
Lefebvre H 1991 The production of space Blackwell, Oxford
Lefebvre H 1996 Writing on cities Blackwell, Cambridge MA
Light D 2004 Street names in Bucharest, 1990–1997: exploring the modern historical geographies of post-socialist change Journal of Historical Geography 30 154–72
Makhouly N and Johns C N 1946 Guide to Acre Government of Palestine, Jerusalem
Mazanec J A 1997 International city tourism: analysis and strategy Pinter, London
Merrifield A2002 Metromarxism: a Marxist tale of the city Routledge, New York
Mitchell D 2003 The right to the city: social justice and the fight for public space Guilford Press, New York
Myers G A 2009 Naming and placing the other: power and the urban landscape in Zanzibar in Berg L D and Vuolteenaho J eds Critical toponymies: the contested politics of place naming Ashgate, Surrey 85–100
Nash C 1999 Irish placenames: post-colonial locations Transactions of the Institute of British Geographers 24 457–80
Palonen E 2008 The city-text in post-communist Budapest: street names, memorials and the politics of commemoration GeoJournal 73 219–300
Palonen K 1993 Reading street names politically in Palonen K and Parvikko Teds Reading the political, exploring the margins of politics The Finnish Political Science Association, Tampere 21–103
Pinchevski A and Torgovnik E 2002 Signing passages: the signs of change in Israeli street names Media, Culture and Society 24 365–88
Pred A 1990 Lost words and lost worlds: modernity and the language of everyday life in late nineteenth-century Stockholm Cambridge University Press, Cambridge
Purcell M 2003 Citizenship and the right to global city: reimagining the capitalist world order International Journal of Urban and Regional Research 27 564–90
Raento P and Watson C J 2000 Gernika, Guernica, Guernica? Contested meanings of a Basque place Political Geography 19 707–36
Relph E 1976 Place and placelessness Pion, London
Richards G and Hall D eds 2000 Tourism and sustainable community development Routledge, London
Rose-Redwood R S 2008a ‘Sixth Avenue is now a memory’:regimes of spatial in-script-ion and the performative-limit-s of the official city-text Political Geography 27 875–94
Rose-Redwood R S 2008b From number to name: symbolic capital, places of memory, and the politics of street renaming in New York City Social & Cultural Geography 9 431–52
Rose-Redwood R S 2008c Indexing the great ledger of the community: urban house numbering, city -dir-ectories, and the production of spatial legibility Journal of Historical Geography 34 286–310
Rose-Redwood R S and Alderman D H 2011 Critical interventions in political toponymy ACME: An International E-Journal for Critical Geographies 10 1–6
Rose-Redwood R S, Alderman D H and Azaryahu M 2010 Geographies of toponymic in-script-ions: new -dir-ections in critical place-names studies Progress in Human Geography 30 468–86
Russo A P 2002 The ‘vicious circle’ of tourism development in historic cities Annals of Tourism Research 29 165–82
Shmali N 1992 A tour in our land: the reasons and sources for the names El Aswar 12 42–59 (in Arabic)
Short J R 2008 Globalization, cities and the Summer Olympics City 12 322–40
Suttles A 1984 The cumulative texture of local urban culture American Journal of Sociology 90 283–304
Torstrick R 2000 The-limit-s of coexistence: identity politics in Israel The University of Michigan Press, Ann Arbor MI
Yeoh B 1992 Street names in colonial Singapore Geographical Review 82 313–22
Yeoh B 1996 Street-naming and nation building: toponymic in-script-ions of nationhood in Singapore Area 28 293–307



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الألوان: كريستوف كيشلوفسكي
- بيوغرافيا قاتل: أنا لوي ألتوسير، قتلت زوجتي التي أحب
- الصراع في وعلى القدس: صراع مساحات أم اعتراف بالآخر؟
- ملاحظات نقدية حول -الدراسات العربية الإسلامية- في البرتغال
- الاتجاهات الجديدة في الدراسات النقدية لتسمية الأماكن
- الحروب الأهلية -الجديدة- و-القديمة-
- سلمان رشدي وحروب الثقافة النيوليبرالية
- خيبة أمل أوروبا ما بعد الحقبة السوفييتية: قراءة في كتاب جون ...
- حرب أوكرانيا وانعكاساتها على التوتر العسكري الأمريكي الصيني
- (دفاعاً عن التجربة السوفييتية).السوفييت والشعوب: الاتحاد الس ...
- بوب ديلان في السويد: بين -صابرا- كيبوتس عين دور و أروقة أكاد ...
- تاريخ جديد ، أفكار قديمة
- حواري مصر: أدلة بيئية جديدة على بناء أهرامات الجيزة
- قوارب الفلاسفة : 100 عام على طرد المثقفين الروس
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
- المؤتمر الإسلامي في القدس 1931
- الاختلال في التوازن العالمي كما يراه كيسنجر
- اختراع الأرض المقدسة: الحج البروتستانتي الأمريكي إلى فلسطين ...
- مرثية إلى شيرين أبو عاقله
- استراتيجية الصهيونية المسيحية الداعمة لإسرائيل (7)


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - دراسة حالة: الصراع على الفضاء المكاني لمدينة عكّا