أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1















المزيد.....

متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7428 - 2022 / 11 / 10 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع دخول الكائن البشري طورالمجتمعية،، يبقى والى امد غير قصير خاضعا عقليا، ومن حيث مستوى الادراكية، لاشتراطات الحيوانيه الجسدية والحاجاتيه، وهو في افضل مقارباته لهذه الانتقالة، يتوقف دون اي بعد لها، الامايتعلق ب، او يتاتى من الحصول على اسباب الديمومة، مع المشاركة، فيقال والحالة هذه عن المجتمعية وظاهرتها بانها ( التجمع + انتاج الغذاء)، قبلها يكون العالم هو عالم الصيد واللقاط، والكائن البشري حين يرتقي اولى درجات السلم المجتمعي، يكون عقله خلاصة التجربة الاسبق، اللقاطية الصيديةـ فهو مازال لم يختبر بعد، الحالة الجديدة، وسيكون عليه ان يتعايش معها، ويتصّيرداخل تفاعليتها، حتى يستحق صفة العقل المجتمعي.
على عكس هذا الوصف، فان مايسود هو القول بان العقل ينبثق مكتملا، جاهزا، منذ ان وقف الحيوان على قائمتين، وصار يستعمل يديه، اي ان العقل لايخضع للمقاربة البديهية الارتقائية، علما بان العنصر الاساس الوحيد الذي ينطبق علية قانون النمو والتصير، بمقابل حامله الجسدي، ذلك الذي ماان ينتصب واقفا، حتى تكون اعضاءه قد بلغت ذروة تطورها الممكن بحسب دارون نفسه، فلا تعود خاضعه للقانون الذي ظل يحكمها من قبل، ابتداء من الخلية الاولى، عبر المراحل واشكال التحول، اي ان التطور الجسدي الحيواني، يتوقف مع حضور العقل، في حين يستمر العقل صاعدا متشكلا، مما يدل وبعكس دارون والشائع لهذه الجهه، ان عملية النشوء والارتقاء هي في اصلها ومبتناها، عقلية، لاجسدية، وان الجسد فيها عنصر ضرورة بصفته حاملا يتشكل لالذاته، بل بحسب مقتضيات التطور العقلي.
ذلك يعني ابتداء، ان الكائن الذي ولد من حضور العقل وانتصاب الحيوان، ليس وحدة من جهه، وانه من غير الممكن استمراره موحدا مادام طرف منه مستمر بالتطور، والاخر انتهى الى صيغه لامجال بعدها لمثل هذاالارتقاء، الامر الذي ستتولد عنه حالة من التفارق بين الحامل ومايحمله، ويجعل من الفصل الاخير من عملية الارتقاء، بعد حضور العقل، وخرقه لمرحلة الحيوانيه، حين كانت الجسدية غالبة غلبة كاسحه على العقل، فصلا ترقويا من طرف واحد، فالعقل منذ ان يحضر، يصير هو مادة وموضوع الارتقائية الحياتيه.
ذلك يعني ان الكائن البشري "الانسايوان"، لايوجد ابان الطور المجتمعي من باب الصدفه، او لكي ينتج الغذاء ويبني الاهرامات، ولكي يظل فوق الكوكب الارضي الى مالا نهاية له، ولا حد يحده، وان زاوية النظر للمجتمع والمجتمعية الاولى والاصل، هي العقل اساسا وبالدرجة الاولى، فالعمل والانتاج، والتنظيم الجماعي، وشكل حضور البيئة العنصر الحي الحاضر الابدي، وفعلها، بظل الوحدة البيئية البشرية، هو الاشتراط التنموي العقلي، هذا مع العلم ان الحيوانيه وليس العقلية، هي التي تظل غالبة على مفهوم البشر ونظرتهم لوجودهم وللعالم ابتداء، لعدم توفرهم على القدرة"العقلية" الابتدائية على الاحاطة، باسباب ومحركات وجودهم.
هكذا يكون الكائن "الانسايوان" مجبرا ابتداء على المرور بمرحلة حيوانيه من الوعي والادراكية، تظل الغلبة الجسدية الحيوانيه الحاجاتيه ابانها هي الغالبة على العقل ومقارباته، وبالاخص الوجودية منها، وهو السائد الى اليوم، بمعنى ان الطور المجتمعي، هو طور تطور العقل من الحيوانيه الى "الانسانوية"، من الجسدوية، الى العقلية، وان المجتمعات توجد مصممه لاداء هذه المهمة والغرض، فتقوم بالاساس ازدواجية لاارضوية، تكون بؤرة تحولية، وعاملا اساسا في تلبية الحاجة المجتمعية للازدواج العقل/ جسدي على المستوى الفردي داخل المجتمعات، كما تكون عنصر الفعالية والتفاعلية المحرك، والانتهائي الكاشف للنقاب عن السر المجتمعي العقلي، عند ساعته ووقته، وهو مايتمثل بحالة وشكل كينونة مجتمعية ارض مابين النهرين.
تتسلسل النشوئية الارتقائية، من الغلبة الجسدية الحيوانيه شبه المطلقة على العقل، وهو الفصل الحيواني الاطول في تاريخ التصير الحياتي، وصولا لانتصاب الحيوان، بعد طور اللبونات، وحلول عصر الازدواج الجسدو /عقلي، مع استمرار غلبة الحيوانيه على العنصر الجديد، ذهابا الى الطور الاخير من اطوار التشكل العقلي، مع الظاهرة المجتمعية الازدواجية اللاارضوية غير المدركة، وصولا الى الطور العقلي، والى تحرر العقل من وطاة الجسدية، وذهابه للاستقلال عنها، والانتقال الى العالم الاخر، تلك هي مسارات الارتقائية العقلية، خلاف ماكان معتبرا مع العبقرية الاحادية الدارونيه، التي لم تكن قادرة على ان تنظر لاكتشافها الكبير، الا بعين الحيوانيه المسيطرة عليها، وعلى مقارباتها الادراكية حتى الفذة منها.
ويصل الامر لهذه الجهه حدا من التنكر، لمايقرب من الظاهر المرئي، مثل نكران واغفال الازدواجية، والاصرار على احالتها لشتى البواعث، هذا مع العلم انها حامله لدلالة لاتنكر، فالممارسات البشرية، ومنها اللاارضوية الدنيا، كالفنون والاداب،وغيرها، موجودة بغض النظر عن التفارق الزمني لدى الشعوب والكيانات على اختلافها، ولها مايميزها بناء على اختلاف المواضع التي تصدر عنها، الا الدين بصيغته التوحيدية، فهو كقمة علياشاملة للشعوب بمعظمها، في حين هي صادرة عن موضع واحد لاغير، مايفترض ان يتم التحري عن دلالته باعتباره مشروطا بحال موضوعي بذاته، ونوع مجتمعية صادر عنها، وذلك هو حال الابراهيمه، وتعبيرية النبوية التي لاوجود لمثلها،او على شاكلتها الا في مكان بعينه، باعتبارها تعبير مجتمعي لاارضوي فريد، ليس له مايماثله على مستوى الكوكب الارضي.
ولنتصور لو ان الانبياء التوحيديين ظهروا في المانيا وروسيا، وبريطانيا والسويد، ولم يكن لهم اب واحد لااب غيره، وتسلسل مفهومي متوارث ابا عن جد حفاظا على النوع المجتمعي التعبيري، وهذا كله لم بجعل العقل الحيواني الجسدي، برغم ماقد بلغه من درجات المعرفة، واعلاها الارضوي الممكن، ان يدرك كون الامر يخص مجتمعية بعينها، هذا سوى التعرف على كونيتها التي لابد والحالة هذه ان تكون موجودة خارج ارضها المنشا، بين تضاعيف المجتمعات التي تذهب لاختراقها، وهنا نقع على الازورار الحيواني العقلي الاخر الكبير، فلايلتفت الى الازدواج التكويني البشري، وكون الكائن المذكور ليس وحدة مصمته، بل ازدواج عقل/ جسدي، حين يتحول الى المجتمعية، ويدخل رحابها، لابد حتما من ان يجعلها لاجل استمراره، وتوازنه التكويني، ازدواجا، فان لم يكن الازدواج المجتمعي الشامل ممكنا، فان ذلك لن يحول دون الازدواج ضمن نطاق الاحادية الارضوية، وهنا يتجلى مايعرف بالدين بما هو تعبيرية دالة على مجتمعية بذاتها، بصفته ضرورة كونية متعدية للمكان الذي تولد فيه.
ولاداعي لان ينتبه احد لظاهرة الانصبابات الشرقية الغربية في منطقة الشرق المتوسطي، ومايترتب عليها الى الشرق والغرب، ماوراء فارس، وفي قلب الامبراطورية الاوربية الرومانيه من خضوع تحولي، للاختراقية الازدواجية المسيحية الاسلامية، فهنا ياخذ ديالكتيك الطبيعه بعده الاكثر وضوحا، بالاخص اذا توبعت مسالة النمطيات وتطابقها مع الادوار الازدواجية، كمثل حالة مجتمع اللادولة الاحادي المحكوم لاقتصاد الغزو، والتصاقه بخاصرة ارض مابين النهرين بدوراتها وانقطاعاتها، وقبليته كوحدة تشكل، كينونتها الحرب وصولا لاحتقار العمل، وانتقالها اذا سدت منافذها التجارية التي تتنفس بها، وتحافظ على توازنها كما حصل مع الاحتلال الفارسي الذي اغلق طريق التجارة الصاعد من البحر جنوب الجزيرة، الى الهلال الخصيب، ماقد وضع مجتمع الجزيرة على حافة الفناء، فتبدل قانون الغزو الى قانون "اقتل لتعيش"، ماكان هيأ فرصة نادرة للنبي محمد، وبالابراهيميه، لان يحدث الانتقالة العظمى لمجتمع هو الاعلى احترابية تكوينا على مستوى العالم، فتحول من مجتمع قبيله احترابي اقصى، الى مجتمع عقيدي، اخضعت القبيلة بموجبه لاول مرة للعقيدة، مادام النبي و الخلفاء الراشدون على راس المجتمع، ليتحقق وقتها اعظم منجز على مستوى التاريخ برمته، خلال امد قياسي، غير الشرق الواصل الى الصين والهند، الى الازدواج الاقرب لنفي الاحاديات السابقه في هذا الجزء من العالم، هذا غير الذهاب غربا الى غرب اوربا، والاهم تحريرة الاليات الرافدينيه الواقعه تحت وطاة الاحتلال الفارسي، واسباب ذاتيه، لتنطلق وقتها الدورة الازدواجية الامبراطورية الثانية، العباسية القرمطية الانتظارية، بعد السومرية البابلية الابراهيمه المنقضية.
لوكان ماقد مر ذكره قد عرف، وقاربه العقل الجسدي الحيواني، لصار بالامكان على الاغلب، ان يكون معلوما بان المجتمعات اربعة انواع بحسب مقتضيات تفاعليتها، ومستهدفها :
ـ ازدواجية لااارضوية/ ارضوية.
ـ مجتمعات دوله احادية فاقدة الديناميات اعلاها مجتمعات الازدواتج الطبقي.
ـ مجتمعات لادولة احادية اعلاها دينامية، الاحترابية الخاضعه لاقتصاد الغزو.
ـ مجتمعات مادون تشكل كياني، ومختلطه.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيات تشرينيه: نهاية الغرب؟/ 4
- ايات تشرينيه؟/3
- آيات تشرينيه؟/2
- آيات تشرينيه؟/1
- تشرين/اللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/2
- نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/6
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/5
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/4
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/3
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/2
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/3
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/2
- -التكنولوجيا العليا-ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/1
- ديالكتيك اللاارضوية: ايران ، العراق، الجزيرة؟/(2/2)
- ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)
- -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟
- انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4
- تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1