خارطة طريق ديمقراطية لأوكرانيا

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 06:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

هذه الورقة عبارة عن تلخيص لتقرير أعده "ريتشارد يونغز" - Richard Youngs - العضو في مؤتمر Forum 2000 - مجلس البرنامج والتحالف الدولي من أجل التجديد الديمقراطي (ICDR). هو يعمل مهتم بالسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وبقضايا الديمقراطية الدولية. إنه تلخيص عبر 3 محاور : "القتال والحرب"، " إعادة الإعمار"، " الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" و" التنسيق الديمقراطي العالمي".
*******

ركز الدعم الدولي لأوكرانيا على إمدادات الأسلحة إلى كييف والعقوبات الاقتصادية ضد موسكو. بينما تظل هذه الأولويات ذات أهمية كبيرة ، هناك حاجة أيضًا إلى رؤية طويلة المدى لضمان مستقبل أفضل للبلد.

منذ فبراير، ركزت المناقشات حول الاستجابات الدولية لحرب أوكرانيا بشكل طبيعي على الضرورات العاجلة والمستعجلة (إمدادات الأسلحة ، العقوبات ضد روسيا ، الإغاثة في حالات الطوارئ ، تعديل سياسات الطاقة). وإذا كانت هذه المبادرات ذات أهمية قصوى ، فإن القضايا المتعلقة بالمدى المتوسط والمدى الطويل، لا تقل أيضًا أهمية ، وذلك بفعل تطور الأحداث على أرض الواقع.

بينما بدأ المجتمع الدولي يرفع نظرته الجماعية إلى هذا الأفق البعيد والمتوسط ، برزت الحاجة الملحة لخارطة طريق متسلسلة لتأطير وتوجيه الدعم لأوكرانيا. وقد ناقش الوزراء والمسؤولون وممثلو المجتمع المدني هذا التحدي في منتدى 2000 (1) الذي انعقد في براغ. وشددوا على أن القضايا التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالديمقراطية يجب أن تشكل القاسم المشترك لخارطة الطريق هذه.
______________________
(1) - "منتدى 2000"، هو "مؤسسة" و"مؤتمر" يحمل نفس الاسم يعقد في براغ ، بجمهورية التشيك. تأسست مؤسسة -Forum 2000 - في 1996 كمبادرة مشتركة بين الرئيس التشيكي "فاتسلاف هافيل" ، والمحسن السخي الياباني "يوهي ساساكاوا" ، والحائز على جائزة نوبل للسلام "إيلي ويزل". وقد بنى "هافيل" فكرته لمنتدى 2000 على المبدأ القائل: "سيكون من الجيد، يجتمع الأشخاص الأذكياء ، ليس فقط من مختلف أطراف الأرض ، والقارات المختلفة ، والثقافات المختلفة ، ومن الدوائر الدينية والحضارية المختلفة ، ولكن أيضًا من مختلف تخصصات المعرفة البشرية، في مكان ما في مناقشة هادئة". الهدف الرئيسي لمؤتمرات منتدى 2000 هو "تحديد القضايا الرئيسية التي تواجه الحضارة واستكشاف طرق لمنع تصعيد النزاعات التي غالبا ما تكون خلفياتها الأساسية هي الدين أو الثقافة أو العرق". يسعى منتدى 2000 إلى توفير منصة لمناقشة هذه المواضيع الهامة بشكل مفتوح وتعزيز الحوار العالمي بخصوصها. كما تأمل المؤسسة ، من خلال أنشطتها ، تعزيز الديمقراطية في البلدان غير الديمقراطية ودعم المجتمع المدني واحترام حقوق الإنسان والتسامح الديني والثقافي والعرقي في الديمقراطيات الناشئة.
__________________________

يبدو أن الدعم المستقبلي لأوكرانيا يشمل العديد من القضايا، ومنها الأولويات المتعلقة بالديمقراطية.

القتال والحرب:

إن مساعدة أوكرانيا في خوض الحرب تبقى، بلا شك، الأولوية الأكثر أهمية، لاسيما بالنظر إلى الإنجازات غير العادية الأخيرة للقوات الأوكرانية. أحدثت إمدادات الأسلحة من الدول الغربية الفارق ، على الرغم من أنه كان من الممكن تقديم المزيد منها وتسليمها بسرعة أكبر. وبينما تحقق القوات الأوكرانية مكاسب رائعة على الأرض ، يجب على المجتمع الدولي الإسراع في توريد الأسلحة إليها وتكثيفه.

على الرغم من التقدم الأوكراني ، العديد من العسكريين لا يزال الخبراء يتوقعون صراعًا طويل الأمد ، ربما بدون أي لحظة فردية من الدقة النهائية ،التحول إلى مرحلة من التكتيكات المختلفة على الأرض. المكاسب الإقليمية الأوكرانية تعني الدعم العسكري حتى أكثر ضرورة ، لا تستطيع القوى الخارجية الآن تراجع. كما يجب أن تعقد الأرض ضد الهجمات المرتدة الروسية المحتملة ، الآن لحظة زيادة الدعم من القوى الخارجية من أجل تؤثر على هذه اللحظة الحاسمة في الصراع.

على الرغم من التقدم الأوكراني ، لا يزال العديد من الخبراء العسكريين يتوقعون صراعًا ممتدا زمنيا ، مع الانتقال إلى مرحلة من التكتيكات المختلفة على الأرض. والمكاسب الإقليمية الأوكرانية تفرض حاجة أكبر للدعم العسكري ، وبالتالي لا يمكن للقوى الخارجية أن تتراجع، بل عليها تكثيف دعمها. ونظرًا لأنه يجب الحفاظ على الأرض ضد الهجمات المضادة الروسية المحتملة ، فلا مناص عن زيادة الدعم الخارجي من أجل التأثير على اللحظة الحاسمة في الصراع وعدم إفلاتها.

تتطلب الأحداث الدرامية على الأرض أيضًا خارطة طريق نحو أنواع أوسع من الدعم الخارجي. وعلى المجتمع الدولي أن يساهم بشكل فعال في المرحلة التالية من القتال الحربي. وستحتاج القوات الأوكرانية إلى إمداد موثوق به لمزيد من الأسلحة، لاسيما تلك الأسلحة التي تمنحها قدرات أكثر للتقدم. فخارطة الطريق طويلة المدى يجب أن توجه نوعا أوسع من الدعم خلافا للسابق.

يجب على المجتمع الدولي الاستعداد لأنواع مختلفة من السيناريوهات المقبلة ، حيث أتاح التقدم الأوكراني الذي بدا غير محتمل حتى وقت قريب مجموعة من الاحتمالات. سوف يحتاج الدعم الدولي إلى المساهمة على المدى الطويل في بناء القدرات العسكرية الأوكرانية. وسيتطلب ذلك استراتيجية عملية أكثر من مجرد إرسال الأسلحة - بينما ستصر الحكومات على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في مواجهة القتال الفعلي على الأرض.

لقد أثبت المجتمع المدني الأوكراني نفسه بالفعل في المساهمة في وظائف الدفاع عن النفس: وهذا يحتاج إلى مزيد من الدعم والتشجيع. ويجب أن يربط نهج المجتمع بأسره بين الحرب وجوانب الحكم لخارطة طريق طويلة الأجل.

إعادة الإعمار:

لقد تقدمت بالفعل العديد من الحكومات والمنظمات الدولية في تفكيرها بشأن المساعدة طويلة المدى لإعادة إعمار أوكرانيا. دفع الوزراء والمسؤولون ومنظمات المجتمع المدني الأوكرانيون من أجل تطوير مثل هذه الخطط بشكل حازم وطرحها ، بينما حذروا أيضًا من أن التركيز على إعادة الإعمار لا ينبغي أن يحل محل المساعدة في خوض الحرب.

لقد تم التركيز بالفعل على الحاجة إلى تسريع إعادة الإعمار. وأولى النقاش الأولوية للحاجة إلى أنواع إبداعية من الأموال والضمانات والتأمين والقروض ومشاركة القطاع الخاص كطرق لإتاحة تمويل كبير دون تأخير لا داعي له. وتركزت مناقشات السياسات على كيفية هيكلة آليات التمويل لتعبئة الموارد العامة والخاصة بأسرع ما يمكن وبفعالية.

من المفهوم أن الكثير من التركيز سيكون على المساعدة في تغطية احتياجات التمويل الفورية للإغاثة في حالات الطوارئ ، وقد أكد الأوكرانيون بأن تمويل إعادة الإعمار يجب أن يتناسب مع خطة طويلة الأمد للتحول الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبيئي للبلاد. من الضروري تقديم دعم إعادة الإعمار الأكثر إلحاحًا بسرعة ؛ ولكن لا ينبغي أن تقلل السرعة من الدراسة المتأنية لهذه الديناميكيات طويلة المدى.

بناءً على خطة التعافي الوطني الأوكرانية المهمة التي تم وضعها في "لوغانو في" يوليوز (2) ، يجب أن تؤكد خارطة الطريق طويلة المدى على أن الجوانب السياسية النوعية لإعادة الإعمار لا تقل أهمية عن العناصر الكمية للدعم الخارجي. حتى الآن ، كانت الأولوية ، على حد تعبير أحد المسؤولين ، "الحفاظ على مكانة الحكومة" ؛ كما يجب أن تسهل بشكل تدريجي التغيير المنهجي والمرونة. لا ينبغي التغاضي عن مخاوف الأوكرانيين فيما يتعلق بالفساد وحقوق الإنسان والحاجة إلى إصلاحات سياسية أعمق كانت موجودة قبل الغزو ، حتى عندما دفعت الحرب بالطبع قضايا أخرى إلى صدارة أجندة السياسة.
________________
(2) - شارك في تنظيم المؤتمر أوكرانيا وسويسرا. من خلال مؤتمر URC 2022 ، أظهرت سويسرا دعمها للدولة الوحيدة في القارة الأوروبية المتأثرة حاليًا بالنزاع المسلح. قبل هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022 ، كانت سويسرا خامس أكبر مانح ثنائي في أوكرانيا ، وهي أيضًا واحدة من الدول القليلة التي يتم فيها تنفيذ استراتيجية التعاون الدولي السويسرية باستخدام جميع أدواتها (التعاون الإنمائي والمساعدات الإنسانية وبناء السلام).
___________________

يجب أن تساعد إعادة الإعمار للعودة التدريجية إلى السياسة المفتوحة في أوكرانيا. وحتى إذا كان على المجتمع الدولي أن يحرص على عدم زيادة العبء على الشروط السياسية على المدى القصير ، فإن تمويل إعادة الإعمار يجب ألا يحل دون قصد محل التركيز على الإصلاح الديمقراطي المستمر. لا ينبغي للقضايا السياسية أن تعرقل الدعم الفوري ، ولكن لا ينبغي أن يتم تأخيرها بلا داع إلى مراحل لاحقة من إعادة الإعمار المفترض. فالمدى القصير والطويل مترابطان، وقد شدد مستثمرو القطاع الخاص على أن الإصلاح القضائي الكامل سيشجعهم على تخصيص المزيد من الأموال على المدى القصير للعب دور في إعادة الإعمار.

من المرجح أن ينخفض التسامح المدني مع فساد النخبة والاستيلاء على الدولة في المستقبل ، ويجب على المانحين الدوليين الحرص على عدم الارتباط بالممارسات القديمة التي رفضها المجتمع الأوكراني بشدة - وهو درس يمكن استخلاصه من الجهود الدولية في بيئات الصراع الأخرى . يجب أن تكون هناك شفافية ومساءلة كاملتان بشأن مساعدات إعادة الإعمار. وبهذه الطريقة ، يجب أن تساهم المساعدة في تعزيز المساءلة الديمقراطية وإشراك المواطنين ، بل وأن تكون بالفعل أداة متكاملة. في غياب مثل هذه الآليات الديمقراطية الجديدة ، قد يؤدي دعم إعادة الإعمار إلى انتكاسة الإصلاح السياسي والعمل بشكل يتعارض مع أهداف مكافحة الفساد.

إلى جانب التركيز الضروري على إعادة البناء المادي والإغاثة الإنسانية ، يمكن للممولين إنشاء سلة "إعادة بناء سياسية" محصورة لحشد الدعم لهذا الهدف وإشراك المجتمع المدني في تدقيق هذا الأمر. كررت منظمات المجتمع المدني الأوكرانية التأكيد على أن مأساة الحرب يجب أن تستخدم للدخول في نماذج اقتصادية وسياسية أكثر انفتاحًا ومحلية وموجهة نحو الحقوق. وكما قال أحد القادة المدنيين الأوكرانيين المؤثرين في المنتدى: "إعادة الإعمار الأخضر وتمكين المجتمع المدني والمرأة". بينما تكيفت منظمات المجتمع المدني الأوكرانية للعمل مع الحكومة أثناء الغزو ، فإنها تؤكد على أهمية القوى الدولية التي تساعد في تحفيز عملية إرساء ديمقراطية أعمق مع تطور الصراع.

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي:

يمكن القول إن منح الاتحاد الأوروبي وضع المرشح لأوكرانيا هو أهم تغيير في السياسة الأوروبية تم اتخاذه منذ فبراير. استمع منتدى عام 2000 للوزراء الأوروبيين وهم يؤكدون على دعمهم القاطع لانضمام أوكرانيا كعضو كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي. وعدت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بربوك" - Annalena Baerbock - : "أوكرانيا ستصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، نقطة إلى السطر".

بطبيعة الحال ، لا تزال هناك مخاوف من أن بعض الدول الأعضاء قد تؤخر أو تمنع انضمام أوكرانيا إلى ما لا نهاية. ومع ذلك ، فإن الوعد بالانضمام أصبح بلا شك أقوى. ربما يكون النقاش الأكثر صلة الآن حول ما يسمى الاستعدادات السابقة للانضمام المصممة لقيادة أوكرانيا على الطريق نحو العضوية.

في سياقات أخرى قبل الانضمام ، انتقد ثلة من النقاد الاتحاد الأوروبي لكونه سلبيًا للغاية - لتقديم عرض العضوية ثم عدم القيام بما يكفي لمساعدة المرشحين على الوفاء بشروط الدخول المسبقة. ويشعر المراقبون المتشككون، أنه بهذه الطريقة يتم استخدام معايير الدخول المتعلقة بالديمقراطية كوسيلة لمنع المزيد من التوسع، أكثر مما تعكس رغبة حقيقية في المساعدة في الإصلاح السياسي. ففي حالة أوكرانيا ، فإن المخاطر كبيرة للغاية في إدارة ما قبل الانضمام إلى درجة أن هناك حاجة ماسة إلى إصلاح جذري. يجب أن ينتقل الاتحاد الأوروبي من الدعم السلبي إلى الدعم النشط قبل الانضمام. ودعا وزير الخارجية البولندي "زيغبنيو راو" - Zigbnew Rau - في المنتدى إلى "عملية انضمام شفافة للغاية وديناميكية للغاية".

هناك اتفاق واسع النطاق إلى حد ما، على أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تقديم المرونة والاحتياجات الملموسة للمرشحين، وتجنب التنسيق المرهق بلا داع على المدى القصير. ويتم التركيز على فكرة المراحل المتوسطة التي تقدم بعض العناصر المحددة للعضوية قبل الانضمام الكامل. وأثار صناع القرار ، على سبيل المثال ، فكرة إدخال أوكرانيا بالكامل في إطار الصفقة الأوروبية الخضراء في أسرع وقت ممكن.

كانت عمليات ما قبل الانضمام محكومة بنبرة ما يجب على الدول المرشحة فعله لإرضاء الاتحاد الأوروبي. في حالة أوكرانيا ، يجب أن يكون الإطار مساويًا لما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي بشكل ملموس واستباقي لإرضاء أوكرانيا.

أحد الأمثلة على ذلك يكمن في مجال المعلومات المضللة. لقد شدد الوزراء الأوروبيون عن حق على الكيفية التي يجب بها كسب الحرب في "العالم الرقمي" بقدر ما في ساحة المعركة. سيتطلب هذا دعمًا أكثر شمولاً لأوكرانيا وشركاء أوروبا الشرقية الآخرين في "استراتيجيات مكافحة التضليل المتقدمة" ، مع الأخذ في الاعتبار ما نجح وما لم ينجح في مثل هذه الجهود في السنوات الماضية. قام الاتحاد الأوروبي بتمويل العمل في هذا المجال، ودعا أوكرانيا للانضمام إلى "مبادرة أوروبا الرقمية"(3) - Digital Europe initiative - . يحتاج هذا النوع من الدعم الجيوستراتيجي للغاية إلى التعزيز، وجعله جزءًا من عملية الانضمام إلى بناء القدرات أكثر بكثير مما كان عليه الحال في الماضي، ومصممًا وفقًا للاحتياجات الفريدة لترشيح أوكرانيا.
______________
(3)- برنامج أوروبا الرقمية (DIGITAL) هو برنامج تمويل جديد للاتحاد الأوروبي يركز على توفير التكنولوجيا الرقمية للشركات والمواطنين والإدارات العامة.
_____________________________

هناك عدد غير قليل من التقارير والمقالات التي تؤكد أهمية التكامل التدريجي ؛ بالإضافة إلى إجراء هذه الدعوة العامة ، هناك حاجة الماسة لاعتماد عمليات سياسية تزيد الضغط على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتحقيق ذلك. يشدد الاتحاد الأوروبي على معايير الإصلاح - وهي خطوات في عمليات الإصلاح التي يجب على الدول المرشحة الوفاء بها. لكن يجب أن تطبق المعايير في كلا الاتجاهين: عندما تتقدم أوكرانيا والمرشحون الآخرون في إصلاحاتهم ، يمكن، بل ويجب أن تنطبق المعايير المتبادلة على الاتحاد الأوروبي في تقديم فوائد ملموسة ودفع عملية الانضمام إلى الأمام.

التنسيق الديمقراطي العالمي:

إلى جانب دعم أمريكا الشمالية وأوروبا لأوكرانيا ، ولدت الحرب التزامًا بتعاون عالمي أوسع لدعم المعايير الديمقراطية. إن العمل الدولي في هذا البعد لا يقل أهمية عن الدعم المقدم لأوكرانيا على وجه التحديد وهو مجال يحتاج بشكل خاص إلى التحديث.

هناك مقولة شائعة مفادها أن الحرب تلزم الدول الديمقراطية بالعمل معًا للدفاع عن الأعراف الديمقراطية التي تتجاوز أوكرانيا نفسها. كما قال الرئيس "زيلينسكي" في مؤتمر منتدى 2000: "نحن بحاجة إلى عالم مجهز للتعامل مع الطغاة." وكما أكد رئيس الوزراء "فيالا" - Fiala - التشيك أيضًا ، فإن الحرب "تدور حول نظام العلاقات الدولية بأكمله" وتتطلب "دعمًا أكثر اتساقًا للديمقراطيات حول العالم".

تركز النقاش حتى الآن على ما إذا كانت الديمقراطيات غير الغربية مستعدة لمعاقبة أو إدانة الأعمال الروسية. لا تزال هناك خلافات حول هذا السؤال ، ومن المرجح أن تستمر. ومع ذلك ، فقد حان الوقت لنقل هذا النقاش إلى مرحلة جديدة. لا ينبغي لحقيقة أن العديد من الديمقراطيات "لا تريد أن تنحاز إلى جانب" أن تمنع الجهود المبذولة لتعميق التعاون بين الدول الديمقراطية في جميع أنحاء العالم بشأن مسائل السياسة المفتوحة. لقد تأخر هذا التعاون ، ويمكن القول أنه تخلف عن التنسيق الأعمق بين القادة الاستبداديين الذي تبلور في العام الأخير.

حتى الآن ، تركز النقاش حول ما إذا كانت الديمقراطيات غير الغربية مستعدة لمعاقبة أو إدانة الأعمال الروسية. لا تزال هناك خلافات حول هذا السؤال ، ومن المرجح أن تستمر. ومع ذلك ، فقد حان الوقت لدخول هذا النقاش إلى مرحلة جديدة. لا ينبغي لكون أن العديد من الديمقراطيات "لا تريد أن تنحاز إلى جانب" أن تمنع الجهود المبذولة لتعميق التعاون بين الدول الديمقراطية في جميع أنحاء العالم بشأن قضايا السياسة المفتوحة. هذا التعاون متخلف ويمكن القول أنه تخلف أكثر بفعل التنسيق بين الحكام الاستبداديين الذي تبلور في السنوات الأخيرة.

لقد أوضح قادة الديمقراطيات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، أنه بينما تحث الديمقراطيات الغربية الآخرين على دعم أوكرانيا بشكل كامل ، يجب عليهم بالتوازي بذل المزيد من الجهد لمعالجة مخاوف الآخرين وأيضًا للحد من المعايير المزدوجة في سياساتهم الخارجية. اعتبر وزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل ألباريس" ، على سبيل المثال ، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تلبية احتياجات دول أمريكا اللاتينية الأكثر إلحاحًا للأمن الغذائي وما شابه ذلك للحصول على تضامنها الكامل في تشكيل "النظام الدولي" ما بعد غزو أوكرانيا.

يجب أن تلتزم خارطة الطريق للدعم الدولي بمقاربة جديدة بشكل أساسي للتنسيق الديمقراطي العالمي على أساس المعاملة المتبادلة بالمثل.. إن غزو أوكرانيا يجعل من الضروري وجود أشكال جديدة نوعيًا من التعاون داخل الديموقراطية.. يمكن تجسيد بشكل ملموس من خلال لجنة غير حكومية معنية بالدعم العالمي للديمقراطية مكلفة بإعادة التفكير في كيفية تغيير التنسيق الديمقراطي لجلب المزيد من الجهات الفاعلة من جميع مناطق العالم. فالعمل من أجل دعم الديمقراطية عالميا يعتبر أجندة تتجاوز بكثير مسائل معاقبة روسيا أو احتواء الصين – إذ يمكن اختزالها في هذه القضايا.

قد لا تبدو هذه الأجندة الأوسع ذات صلة مباشرة باحتياجات أوكرانيا العاجلة. وبالفعل ، لا ينبغي أن يكون هناك أي إلهاء عن هذه الأولويات. ومع ذلك ، هناك موضوع واضح يتجذر في المناقشات السياسية الحالية وهو أن الاهتمامات قصيرة المدى وطويلة المدى يجب أن تتوافق فيما بينها. يمكن لجدول أعمال دعم دولي أوسع وذي صبغة سياسية أكثر، أن يضيف ثقلًا إلى جهود أوكرانيا المثيرة للإعجاب ويكسب البلد شبكة أوسع من الحلفاء على المدى الطويل.

#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات