أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - بين الترسيم و التطبيع














المزيد.....

بين الترسيم و التطبيع


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7416 - 2022 / 10 / 29 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توصلت السلطات اللبنانية إلى تقاهمات بوساطة أميركية ، على اقتسام المياه الإقليمية مع السلطات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة ، مما سيتيح نظريا للجانبين استغلال احواض النفط الموجودة تحت هذه المياه .
بصرف النظر عن الاختلاف في مفهومية ماجرى من وجهة نظر المعنيين بهذه المسألة ، لا منأى من الإعتراف بأنه كان لعامل " القوة " تاثيرا ظاهرا و بارزا في استرجاع الحقوق ، أو جزء ٍ منها . فمن البديهي أن السلطات اللبنانية حصلت على ما حصلت عليه نتيجة توازيا مع ما لديها من قدرة كامنة على إشعال مواجهات تعرقل أو تمنع العمل في أحواض جنوبي خط الترسيم . و في السياق نفسه ، أغلب الظن أن " عامل القوة " و الضغوط الإقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية عادة ، قبل تدبير الإنقلابات العسكرية و الإغتيالات ، كانت دائما مُكرِهة على توقيع اتفاقيات التطبيع بين السلطات الإسرائيلية من جهة وبعض السلطات في البلدان العربية من جهة ثانية ، حيث لم يكن في أيدي هذه الأخيرة حيلة حفاظا على نفسها و مصالحها .
نكتفي بهذه التوطئة فنحن لسنا هنا بصدد مناقشة مضامين التفاهمات و إتفاقيات التطبيع . فأغلب الظن أن الإضطرار إليها كان انعكاسا لهزيمة " الدولة " العربية في مواجهة " الدولة الإسرائيلية . في الحقيقة هذا أمر طبيعي و منطقي ، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن الأخيرة قامت في الأصل بما هي امتداد للأمبراطورية البريطانية ، "فلولا الإنتداب البريطاني على فلسطين لما قامت إسرائيل " ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فمن نافلة القول أن " الدولة العربية " هي غير مكتملة اجتماعيا و سياسيا فضلا عن أنها لا تمتلك الوسيلة الأساس للحفاظ على سيادتها و إستقلالها ، أي الأمة الوطنية الواحدة .
مجمل القول أن السلطة في الدولة العربية ، تعترف بالرغم من أنها لا تمثل مجتمعا وطنيا ، أنها عاجزة عن درء خطر " دولة " إسرائيل ، بما هي جزء عضوي من المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة . فعلى الأرجح في هذا السياق ، أن دولة أسرائيل تحتل في إطار هذا المعسكر موقعا كبيرا جدا لا يضاهيه موقع أي من أعضائه .
ينبني عليه أن " الدولة " العربية ، بعد حرب 1973 ، ثم بعد تداعي الإتحاد السوفياتي ، صارت مجبرة على التوافق مع دولة إسرائيل و الدخول تحت المظلة الأميركية بأي ثمن، و بالتالي يمكننا القول أنه ظهر موضوعيا أنها ليست مؤهلة لاحتضان و قيادة حركة التحرر العربية في مواجهة الغزوات الإسرائيلية المحتملة .
هذا بحد ذاته هو تصحيح ، أو بالأحرى يمثل خطوة أولى نحو تصحيح خطة التصدي للمشروع الإستعماري الصهيوني من " النيل إلى الفرات " ، بدءا من إرجاع المقاومة إلى ميدانها في فلسطين ، أي إلى ميدانها الوطني توكيدا لصفتها بما هي حركة تحرر وطني ،لا قومية و لا دينية ، من أجل إسقاط سياسة التمييز العنصرية و فرض المساواة بين جميع سكان فلسطين .
يبقى أن نقول في الختام أن مفهوم المسألة الوطنية بدأ يجلو أمام الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية بعد مضي حوالي قرن من الزمن على نشوء الدولة العربية، هنا ينهض السؤال عما إذا كان هذا الأمر يتطلب حقبة زمنية مماثلة إضافية ، حتى يتكشف للفلسطينيين اليهود . فلا شك في أن حل المسألة الوطنية في فلسطين يكون في صالح جميع سكان فلسطين دون تمييز فيما بينهم على أساس عرقي أو ديني أو فكري ، و دون أن يمتثلوا لإملاءات الدول الأجنبية القريبة و البعيدة ، الشرقية و الغربية ، أو لا يكون .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة السلالة
- من دروس الحرب في أوكرانيا (2)
- من دروس الحرب في أوكرانيا
- قادة خطاؤون
- الشيعةُغيرالشيعةِ
- الدين السياسي و المؤامرة الدينية .
- العودة دائما إلى نفس النقطة !
- الوطنية -1-
- صدق أو لا تصدق ، زابوريجيا و إيضاحات الوزير الأميركي
- الدولة و الوطن
- الهلال الناري بين أوكرانيا و قطاع غزة
- مقابر و منازل (2)
- مقابر و منازل -1-
- الوقت المقتطع
- التطبع و التطبيع -7-
- عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .
- كيف أخْتلقَ - الشعب الإسلامي - فرنسا نموذجا
- فرقعة في أوكرانيا و أرق و جوع و عطش وظلام في الشرق الأوسط
- الحائط المسدود ، الدولة اللاوطنية (2)
- الإعصار


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - بين الترسيم و التطبيع