أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - انقلاب الفريق بكر صدقي في العراق عام / 1936














المزيد.....

انقلاب الفريق بكر صدقي في العراق عام / 1936


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ساءت الأوضاع الاقتصادي والسياسية في البلاد في عهد الاستقلال المكبل بقيود الاستعمار البريطاني السياسية والاقتصادية والعسكرية وبسبب الأزمة الرأسمالية العالمية عام/ 1929 انفجرت المظاهرات والانتفاضات في الفرات الأوسط وغيرها ولجوء الحكومة إلى أقسى أساليب القمع وتعطيل الحياة الدستورية وإعلان الأحكام العرفية في شمال ووسط وجنوب العراق وما رافق ذلك من اعتقال وسجن ضد الوطنيين الشرفاء فكثرت الشكاوى والاحتجاجات والمطالبة بإسقاط الحكومة العميلة دون جدوى فاتفق بعض قادة الحركة الوطنية مع الفريق (بكر صدقي) رئيس أركان الجيش آنذاك على اسقاط الوزارة بالقوة العسكرية .. فانتهز الفريق بكر صدقي موعد المناورة السنوية الكبرى التي اعتاد أن يقوم بها الجيش العراقي في خريف كل عام في أحد جهات العراق فقرر إجراءها عبر جبال حمرين بين بغداد وخانقين ليسهل زحفهم على بغداد.
وفي يوم 29/ تشرين أول/ 1936 زحف الجيش العراقي على بغداد مطالباً بإسقاط الوزارة وتشكيل وزارة جديدة تحمل برنامجاً اصلاحياً برئاسة (حكمت سليمان) ومساهمة الشخصيتين الوطنيتين جعفر أبو التمن وكامل الجادرجي .. وتحت تهديد الجيش العراقي المحبط ببغداد والقصف من الجو سقطت الوزارة ونجح الانقلاب.
وضعت وزارة حكمت سليمان الجديدة منهاجاً إصلاحياً وصفه الكاتب البريطاني (جيمس موريس) قائلاً : بينما كانت الأقلية الحاكمة في العراق تواصل خصوماتها ومشاحناتها كانت جماعة الإصلاحيين تعتبر ساخطة وراء المسرح وهي تستهدف الإصلاح الاجتماعي كأول غرض للإصلاح السياسي والشعور القومي وقد آمنت هذه الجماعة بوجوب إعادة توزيع الثروة وتقطيع الممتلكات الكبيرة وتقديم المساعدات والأمل للطبقات الفقيرة وإضعاف الميزات والفروق الطبقية وكثيراً ما تعاون هؤلاء الإصلاحيون مع الحزب الشيوعي العراقي.
وفي يوم أول تشرين الثاني/ 1936 وزع قادة الحركة الوطنية البيان التالي :
إن الانقلاب الكبير الذي جرى باتحاد جيشنا الباسل وجماهير الشعب على اختلاف طبقاته المتوثبة التي أرهقها ظلم أفراد قلائل آثروا مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة قد أثر تأثيراً حسناً جداً في النفوس ولأجل الاستمرار على إظهار الشعور بتأييد هذا الانقلاب وإبداء الإعجاب بالجيش العراقي ولأجل الاشتراك فعلياً في إظهار الاستياء من الأعمال الفظيعة التي جرت سابقاً ولزيادة التماسك بين الشعب والتعبير الصارخ عن الابتهاج بزوال الطغيان الفردي وعودة الحرية ندعو الأهالي إلى القيام بمظاهرة كبرى لتحقيق مطاليب الشعب التالية :
1) إزالة آثار الظلم الماضي.
2) تقوية الجيش تقوية عامة.
3) العفو عن المسجونين السياسيين.
4) فتح النقابات والصحف التي أغلقتها الحكومات السابقة.
5) تخفيف ويلات الفقر وإيجاد الأعمال للعاطلين وتشجيع الصناعات الوطنية.
6) توحيد الحركات الشعبية في الأقطار العربية لتأمين تقدم هذه البلاد.
7) التساوي في الحقوق بين العراقيين والتمسك بوحدتهم ونشر الثقافة والوقاية الصحية في جميع أنحاء العراق.
وفي يوم 3/ تشرين ثاني/ 1936 قاد الحزب الشيوعي العراقي مظاهرة جماهيرية واسعة بدأت مسيرتها من الكرادة الشرقية وكانت إلى جانب الهتافات المدوية وكانت الدمامات تقرع وكانت المطالبة بحقوق الشعب والجماهير الكادحة كانت تغذي المسيرة بامدادات متصلة خلال مسيرتها حتى بلغ عدد المساهمين بالمظاهرة نحو خمسين ألف أكثرهم من العمال والكادحين وكان الشعار الرئيسي في المظاهرة (فلتسقط الفاشية المجرمة) شعار الطبقة العاملة يومئذ في كل العالم هذا بالإضافة إلى الشعارات الوطنية والديمقراطية والعمالية .. وقد احتجت السفارتين الفاشية (ألمانيا وإيطاليا) في بغداد على الشعار فلتسقط الفاشية المجرمة وسارت المظاهرة بجماهيرها الغفيرة حتى بلغت جامع الحيدرخانة في شارع الرشيد حيث اجتمع عدد من قادة الحركة الوطنية وجماهير واسعة من المثقفين فالقيت الخطب وسط حماس الجماهير وبهجتها.
لقد جاءت حكومة الانقلاب على أساس ائتلاف قلق بين عناصر ديمقراطية وعناصر عسكرية حيث احتدم التنافس منذ الأيام الأولى للانقلاب بين العسكريين الذين كان لبعضهم ميول وأفكار فاشية وبين المدنيين ذوي الاتجاه الديمقراطي (جعفر أبو التمن وكامل الجادرجي) وبقي هذا التنافس والتناقض يحتدم ويتطور حتى أدى إلى انسحاب العناصر الديمقراطية بسبب عودة الحكومة إلى سياسة كبت وقمع الحريات الديمقراطية وفي 14/7/1937 أغلقت الحكومة جمعية الإصلاح الشعبي وبعد أن سارت حكومة الانقلاب في طريق الدكتاتورية العسكرية وكبت الحريات الديمقراطية أصبح الحكم معزولاً عن جماهير الشعب مما سهل على الأعداء تدبير قتل الفريق بكر صدقي في 11/ آب/ 1937 وإجبار حكومة حكمت سليمان على الاستقالة لأنها تجرأت وكسرت احتكار اعتماد الجيش العراقي على السلاح البريطاني الذي كانت تبيعه للعراق بأسعار عالية وترسل السلاح إلى العراق في الوقت المتأخر فاستوردت حكومة حكمت سليمان السلاح من ألمانيا وإيطاليا الفاشيتين ثم أعلنت سياسة الباب المفتوح لإعطاء نفط البصرة للشركات الأجنبية واعتزامها تعديل امتيازات النفط السابقة وتعديل معاهدة/ 1930.
إن انقلاب عام/ 1936 يمكن اعتباره ظاهرة سابقة للانقلابات العسكرية التي حدثت في العشرين سنة الأخيرة في بعض دول العالم الثالث والتي أدت إلى تغييرات جذرية لم تجرؤ عليها القيادات السياسية التقليدية ومع ذلك فإن عدائها للديمقراطية السياسية كان هو السبب الرئيسي في فشل معظمها في البقاء وحتى في تحقيق أهداف هذه الدول في إنجاز مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيخسر بوتين الحرب الاستعمارية التي شنها ضد أوكرانيا ؟
- التغيير ظاهرة حتمية في المجتمع نحو التقدم والتطور
- يجب توزيع الوزارات من أجل كسب رضا وثقة الشعب
- من خلال طبيعة نظام الحكم ينشأ الوجود الاجتماعي
- إن عملية الإصلاح لا يقوم بها إلاّ الإصلاحيون
- مضى عام كامل على إجراء الانتخابات والحكومة لا زالت عاطلة
- الفرق بين المُصلح والصالح
- العراق بين مصلحة الكراسي الوزارية والمصلحة الوطنية
- الإنسان والحياة 2
- المجرب لا يجرب
- الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) على ضوء الظاهرة ...
- قوى التغيير الديمقراطية منبثقة من ضمير الشعب العراقي ومصالحه
- حركة التاريخ وحتميتها نحو التقدم والتطور
- هل يستطيع السوداني أن يبني ما هدمه الآخرون ؟
- التغيير صفة حتمية في حركة التاريخ
- الإنسان والحقيقة
- قوى التغيير الديمقراطية ولادة مباركة في سماء العراق
- الجذور الأساسية للإنسان هي التي تحرك سلوكه وتصرفاته في الحيا ...
- الجبهة الوطنية الموحدة بين الأحزاب والكتل الوطنية الطريق الص ...
- يجب التعامل بموضوع محافظة كركوك بعيداً عن المساومات


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - انقلاب الفريق بكر صدقي في العراق عام / 1936