العراق بين مصلحة الكراسي الوزارية والمصلحة الوطنية

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تناقلت وسائل الإعلام عن تأجيل موعد تشكيل الوزارة العراقية وتقديمها إلى مجلس النواب للموافقة عليها بشكل رسمي بسبب التنافس والصراعات على مناصب الكراسي والحصول على الوزارة التي تكون أكثر ربحاً ومنفعة وفساد إداري.
سبق أن ذكرنا في مواضيع سابقة مقولة لعلماء النفس (أن الإنسان إذا نشأ وتربى في بيئة معينة تنغرس في عقله الباطني تقاليد وعادات تلك البيئة) وأحزابنا والكتل السياسية عاشت عشرون سنة في طبيعة وبيئة سلطة الحكم تفشت فيها الفساد الإداري والتوافقية والمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية وانغرست في العقول الباطنية وأصبحت طبيعية في السلوك والتصرف فليس من المعقول أن تتصلح هذه العناصر بين ليلة وضحاها بعد أن خلفت العراق إلى أسوء حالة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ... يقول الشاعر الكبير الراحل الجواهري :
وكانوا كالزروع شكت محولاً ---- ولما استمطرت مطراً جراداً
إن التجديد والإصلاح والتغيير لا يمكن أن يتم وينجز بأيدي من كان السبب في التخريب والتدمير وإنما تجرى عملية الإصلاح والتغيير بأيدي بيضاء وعناصر كفوءة ومتفانية ومخلصة وليس مصلحية أعمت قلوبها الأنانية وحب الكراسي والمصلحة الخاصة.
إن دور رئيس الوزراء في الحكومات التي يكون وزرائها مرتبطة بأحزاب وكتل سياسية يكون ثانوي وليس رئيسي لأن الوزير يكون مرجعه الحزب وهو يعكس سياسة ورأي الحزب ولذلك يكون نشاطه وعمله انعكاس لسياسة الحزب ومحصوراً به ولذلك يصبح دور رئيس الوزراء ثانوي بعكس الوزراء المستقلون الذين يخضعون وينقذون رأي واجتهاد وسياسة رئيس الوزراء في تنفيذ السياسة التي تصب في خدمة الوطن والشعب.
قد يعشق المرء من لا مال في يده ---- ويكره المرء من في كفه الذهب
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم ---- لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل