أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مركز الرافدين .. و العراق لا يتغير ..؟؟..!!..















المزيد.....

مركز الرافدين .. و العراق لا يتغير ..؟؟..!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للسنة الثانية تمت دعوتي لحضور مؤتمر مركز الرافدين للحوار … هذه المرة تحت شعار "العالم يتغير"… و قد حضرت الى بغداد التي اعشقها.. لكن للاسف دون ان ارى معشوقتي بسبب الظروف الامنية " الطارئة" التي دفعتنا لمغادرة بغداد مساء انتهاء المؤتمر و كلنا شكر لمكتب رئاسة الوزراء التي وفرت لنا الامن ايام المؤتمر و في لحظات المغادرة.

شخصياً كنت احمل تصوراً خاصاً عن ما يمكن ان يكون عليه المؤتمر لاني كنت كتبت في السنة الماضية مقالة بعنوان (مركز الرافدين للحوار… دافوس الشرق الاوسط..؟؟..)… طرحت فيها بعض الافكار عن توسيع دائرة اهتمام المؤتمر و خلق نقلة نوعية في تمثيل قضايا الشرق الاوسط و طرح حلول ازائها… لكني للاسف "تفاجأت" عندما اطلعت على برناج المؤتمر الذي استمر في تهميش المثقفين و خاصة الاكاديميين و الابقاء على التركيز على دور السياسيين المحليين و شركائهم من الاعلاميين و بعض الاكاديميين و هذه كانت النقطة للثانية التي حذرت منها في مقالة العام الماضي.

رغم محاولة توسيع دائرة الاهتمام بقضايا خارج الحدود الجغرافية للعراق الا انه كان من الصعب ايجاد ما يثير اي شيء يتعلق باحداث العالم فقد مرت مثلا جلسة الازمة الاوكرانية دون نقاش جدي حتى ان السفير الروسي لم يقل كلمة واحدة اكثر مما قاله سابقا الرئيس بوتين عن مبررات العملية الروسية … اي ان "العالم يتغير" (شعار المؤتمر) لم يكن حاضرا…كما في المقابل لم يخبرنا احد من الذين صعدوا المنصة و هم كثيرون عن اية علاقة بين شعار المؤتمر "العالم يتغير" و الوضع في العراق… هل كان الشعار يمثل دعوة للتغيير في العراق و كيف….ام انه كان تحذيراً من اي تغيير باعتبار ان الممولين و الراعيين للمؤتمر و بالتالي اكثر الذين احتفى بهم المؤتمر و صعد على منصته هم ذات السياسيين و الاعلاميين الذين علت شكاوى الناس ضدهم و بحت الاصوات بضرورة تغييرهم ..؟؟..

لا اعرف اذا كانت المشكلة في قلة خبرة القائمين على ادارة المؤتمر ام انه هناك اعتقاد بان النموذج العراقي في الادارة السياسية و الاعلامية جديرة بالتصدير الى الخارج (..?? why not)لكن للاسف فان العديد من المدعوين من بلدان مختلفة عربية و غيرها قد شعروا بالاسى للمستوى المتواضع جدا في ادارة المؤتمر … اغلب الاعلاميين و بعض الاكاديميين من العراقيين كانوا يمارسون ابشع طرق ادارة الحوار من حيث مقاطعة الضيف و القاء خطابات ايديولوجية عنيفة في وجه الحضور و خاصة المتحدثين الذين شعر الكثير منهم بعدم الاحترام و ربما تمنى في نفسه لو انه لم يحضر..!!..

دعنا نتذكر ان سفراء بعض الدول تعرضوا الى اعتداء لفظي شديد من قبل بعض "المفكرين" من علية النخبة الحاكمة في العراق… و اخرون تعرضوا الى التهميش دون اعتذار … شخصياً كنت شهدت احدى تلك الجلسات و كانت عن القضية الافغانية… كان المدعوون لالقاء الكلمات هم ممثلين عن الاحزاب الصغيرة و حضرت معهم زميلة باحثة من باكستان لتناقش ارائهم … الافغان عرضوا لمشاكل عن القتل و الخطف و ووو في ظل حكم طالبان.. السيد مدير الجلسة اغضب الزميلة الباحثة بوصفها بانها المرأة الوحيدة في الجلسة … و هذا الكلام غير دبلوماسي و غير مقبول في الندوات العلمية .. اعترضت الباحثة و لم يعتذر مدير الجلسة بل عمد الى منعها من الرد على الاسئلة التي وردت اليها و منها سؤالين مني شخصيا طرحتهما باللغة الانكليزية.. السؤال الاول … هل لدى المجموعات المعارضة لحكم الطالبان اي مشروع للتعايش السلمي قد يكون منطلقا لارساء حكم تعددي في افغانستان..؟؟ … و السؤال الثاني..: بناء على العلاقة العضوية بين حركة طالبان و المؤسسة العسكرية الباكستانية هل يمكن لباكستان لعب دور اساسي في تغيير البنية الفكرية و السياسية لحركة طالبان..؟؟..

للاسف كما ذكرت فان مدير الجلسة انهاها دون السماح للزميلة الباحثة بالرد و لذلك نزلت هي من المنصة و جاءت الي و اعتذرت كثيراً و قالت بما معناه انها تمنت لو سمح لها بالرد لان هذه الاسئلة هي يجب ان نبحثها في مؤتمر كهذا… لكن..!!..

ثم دخلنا في نقاش الموضوع و خلاصة ما قالت ان باكستان لا تخجل من علاقتها التاريخية الخاصة مع حركة طالبان لكن باكستان لا تستطيع الان ان تشكل التأثير كبيراً فالحركة تهتم اكثر بدور الصين و ايران في المنطقة (النقاش كان طويلا و ساحاول لاحقا كتابة مقالة عن الموضوع)…

في المقابل كان حضور بعض السياسيين العراقيين طاغياً الى درجة ان المؤتمر تحول الى مجرد مهرجان جماهيري لاتباع هذا السياسي او ذاك و لكلماته الرنانة و خطابه القاطع الحاسم غير القابل للنقاش ..!!..

في الخلاصة …لا شك ان المؤتمر وفر للمدعوين مشكوراً الفرص الكثيرة للقاءات الثنائية… و ان الشباب الاعزاء المسؤلين عن التنظيم اللوجستي قد بذلوا جهودا عظيمة لتوفير الراحة و الامان للمشاركين في المؤتمر …لكن المؤتمر تنظيما و اخراجا لم يقدم للاسف شيئاً من اجل اعادة ادماج العراق في الشرق الاوسط سياسيا و ثقافيا و اعلاميا كما كنت اتوقع شخصيا و معي العديد من الضيوف … المؤتمر ظل للاسف تجمعاً بلا هوية و لا مشروعاً للحوار البنّاء و لم يستطع ان يقنع احد بان العراق ممكن ان يكون مركزاً للاشعاع الفكري بدلاً من الفوضى الذي يسود كل ركن في المجتمع مثلما ساد ادارة المؤتمر ايضا…!!..

مرة اخرى اود ان اشكر الاعزاء في مركز الرافدين على الدعوة و الضيافة الطيبة … و اتمنى ان تساهم ملاحظاتي في تطوير اليات عمل المركز و ادارة المؤتمرات القادمة.. و الاهم من كل هذا رسم شخصية مستقلة للمؤتمر و المركز و التخلص من التداخل بين الدور الموضوعي و المشاركة في اللعبة السياسية تحت عناوين اخرى ..

الى حين تحقيق ذاك اتمنى التخفيف من توجيه الدعوة الى المثقفين و خاصة الاكاديمين و احراجهم بعد الان … لان البعض يشعر بالاهانة عندما يجد نفسه مجرد متفرج بائس اضطره التزامه الاخلاقي بسبب الدعوة على مشاهدة مسرحيات دون محتوى…

المثقف لديه رؤيه يهمه ان يطرحها و يناقشها و بالتالي تتشكل اطروحة للمساهمة في خلق مسار للتغيير السلمي في المجتمع … اما نشر الصور الصماء على الانترنيت و الطرقات مثل اصنام المعابد فلن يزيد المثقف الا تشكيكاً بقدرته على طرح شهادته العلمية للتاريخ… حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏Gorbachev و حوار التاريخ…
- العراق و تركيا… و البحث عن -عدو-..؟؟..
- عالم ما بعد الازمة الاوكرانية..!!..1
- ‏ Desmond Tutu.. وداعا للتعايش مع الألم..؟؟..
- انتهاك -قيمة- الانسان: اشكالية الدولة و الدين..؟؟!!.
- مركز الرافدين للحوار…دافوس الشرق الاوسط..؟؟..
- غزة.. للمرة ال...؟؟..
- نوال السعداوي... مأزق الخروج من الذاتية..!!..
- الكورد و حوار الذات ...3
- مابعد -ترامب... مابعد -كورونا..؟؟!!..
- الكورد و حوار الذات..2
- الكورد و حوار الذات..1
- العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..
- ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار ...
- مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
- مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مركز الرافدين .. و العراق لا يتغير ..؟؟..!!..