أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..














المزيد.....

العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشهد امرأة عراقية... أم ترمي باطفالها في البحر.. ليس بسب جوع او حرب كما تخبرنا الميثولوجيا التاريخية ... لكن ربما لانها ادركت ان الصراع (مع زوجها) لم يعد له معنى... فتخلت ليس فقط عن السلطة .. انما عن حلم الوجود ذاته حيث يمثل الاطفال ديمومة الوجود في ذاكرة الشعوب و الامم...

لا ادري الى اي مدى يمكن ان نصدق هذه القصة و كامرات المراقبة... لكن يبدو ان المشهد ... حقيقيا كان ام بروباغاندا... يمثل حالة العراق بابعاده الهيكلية و اعماقه المجتمعية ..

قبل بضع سنوات كتبت مقالة بعنوان .. العراق ... العودة الى اللا دولة (2016) و في فترة الاشهر الماضية و في خضم الصراع الثقافي-السياسي بين "المشروع الايراني" و “المشروع الوطني” كما يسميها الكثيرون... تذكر المثقفون و السياسيون ووو... مفهوم "اللا الدولة" الوارد في تلك المقالة (للاسف دون ان يذكر احد المقالة و كاتبها.. لكن لابئس ).. و اصبح المفهوم بين ليلة وضحاها شعار الجميع ... للاسف ليس كمنطلق لبناء دولة كما كنّا نأمل بل لشيطنة و هذا و ذاك من القوى المتصارعة... لكن يبدو ان محصلة "ثقافة الشيطنة" المتبادلة هذه من الجميع تسير باتجاه الانفصام عن مفهوم الدولة نفسها (وجودها او عدمه ) و الانتقال شيئا فشيئا الى مرحلة "ما بعد اللا دولة Post-No Sate " الفعلية و المؤسساتية...

اذا كان لابد من تعريف فيمكن ان يكون الامر بهذه المقاربة: "الدولة" معناها وجود مؤسسات و سلطة تُمارس دورها في المجتمع... "اللا دولة" هي حالة افراغ مؤسسات الدولة من سلطتها و دورها بحيث يصبح وجودها هيكلا بلا روح و فاعلية... "ما بعد اللا دولة"... هي حالة انقراض مؤسسات الدولة و احكامها الشكلية بحيث ان الافراد و المجموعات البشرية و كذا المنظمومات المجتمعية تقوم بدورها بعيدا عن اي اعتبار لوجود هياكل الدولة و كأن ليس لها وجود..

مع كل الاحترام لرئيس الوزراء الجديد و زملائه الوزراء (بعض الوزراء اصدقاء قدماء) و كل الموظفين و الهيئات العسكرية و غيرها... الا ان الحقيقة التي اشترك الجميع في صنعها هي ان ذهاب الدكتور عادل عبد المهدي كان بمثابة اعلان انتهاء الدولة العراقية الحديثة و الانتقال الى مرحلة "ما بعد اللا دولة" ...

بكلام اخر ... منذ ظهور داعش و العراق دخل المرحلة الثانية من "اللا دولة" (المرحلة الاولى بدأت مع الاحتلال الامريكي) و هذه المرحلة الثانية ايضا وصلت نقطة النهاية بذهاب عبد المهدي ... و هكذا جاء اختيار مصطفى الكاظمي (مع كل الاحترام لشخصه) فقط لانه شخصية من خارج الاطار العام ... اي انه لا يمثل اية قوة مجتمعية او سياسية او اقتصادية ... هذا يعني ان اختياره جاء محصلة قناعة توصلت اليها تلك القوى الفاعلة على الارض بان مفهوم الصراع وصل الى نقطة اللا عودة بحيث انه لم تعد هناك دولة حتى يستمر الصراع على السلطة فيها... ما بقي على الارض في العراق هو صورة احتدام الصراع بين مشروعي ايران و امريكا بشكل واضح و مباشر و بذلك انتفى دور ال Proxies المحلية .. اي ان العراق دخل مرحلة فراغ داخلي و اصبح الصراع يدار بشكل مباشر من الخارج... و هذا ما جعل القوى المحلية ان تزيل من اعتباراتها اي اهتمام بالسلطة ...سواء كنّا نتحدث عن السلطة في اطار "الدولة" بشكل مبدأي او حتى في اطار "اللا دولة" لتي ادارتها القوى الاوليغاركية في السنوات الاخيرة... لكن اسدال الستار عن حكومة عبد المهدي كان يعني افراغ المسرح من اللاعبين المحليين ايضا فلم يعد احد يهتم بمن ياتي وزيرا او غفيرا..

لاشك ان السيد الكاظمي و معه العديد من الزوراء و الموظفين يحاولون بشكل او باخر تجميع بعض الخيوط ... لكن يبدو ان الخيوط تنقطع بتسارع اكبر بكثير من امكانية الحكومة على تجميعها... الصورة قاتمة في الخارج كما هي في الداخل فلا احد يهتم كثيرا بدعم الحكومة و لا احد يأمل انها تستطيع ان توقف تفكك الاواصر و تحلل قوة التبلور السياسية و الاجتماعية ... زيارات هنا و هناك و الاجتماع مع هذه او تلك من الحكومات لم تعد تستطيع ان ترسخ شيء اخذ يتلاشى و قد يتحول الى العدم ..

لا اعتقد ذلك يعني ان العراق سينقسم كما كانت تأمل بعض القوى هنا و هناك ... كما ان مرحلة "ما بعد الدولة" لا تعني باي شكل جمهورية افلاطون و لا مشاعية ماركس ...بل نمط من انماط الاناركيزم Anarchism التي تنتشر ثقافتها هذه الايام في العالم(يمكن متابعة كتاباتي العديدة حول انحسار الدولة القومية) .. باختصار شديد...العراق قد يتحول الى صحراء قاتمة ... لا ماء و لا نبات و لا فن و لا ثقافة و لا حياة الا لمن يمر فياخذ غرفة من النفط و يختفي وراء السحاب ؟؟...

هل كانت هذه الصورة هي التي تراءت هكذا لتلك الأم و هي في طريقها لرمي مستقبل الحياة (اطفالها)الى اتون الغياهب لعلهم يجدون يوسف عند عتبة بوابة الاخرة ...فيخبرهم ان مملكة الله اكبر من ذلك الذي كان اسمه الوطن في العراق..؟؟.. ربما...!!.. لكن ماذا عن ... و عن...؟؟؟؟؟... حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار ...
- مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
- مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
- الثورة -العفوية-...!!!.،
- -الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1
- أوراق بغداد...2
- تضخم الأحادية... سريالية الأنا الممتدة..
- أوراق بغداد...1
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
- العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...1
- يمشي و يحمل جرحه معه...
- عودة الفكر الإمبراطوري ..2
- الطبقة الوسطى: الثورة و الحكم و شرعة الفساد ..1


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..