أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - أوراق بغداد...1














المزيد.....

أوراق بغداد...1


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوراق بغداد...1

ان تكتب عن بغداد فانك لابد ان تصاب بالدوار ... مدينة كانت يوما عاصمة العالم و حلم محبي قيم المدنية و الحضارة و الفكر والعلم و الجمال و كذا مقصد تجار الأموال و السلطة و الباحثين عن الكنوز و رموز التاريخ و معنى الوجود و هواة المغامرات و ناشري الموت و الدمار... كل الامال و الرغبات وجدت طريقها الى بغداد.. و كل المتناقضات حفرت في ذاكرة أرضها و بساتينها و مياهها و أجيالها المتعاقبة....

نعم ... ازاء هذا التراكم الهائل من عبء التاريخ الطويل فان الوقوف للحظة واحدة في اية بقعة في بغداد تصيب المراقب بالدوار ... كيف يمكن اختزال كل هذه الأشياء و الأشياء و الكتابة عن بغداد من خلال تجربة قصيرة لا تتعدى اكثر من ثلاث أسابيع..؟؟..صحيح اني كنت قد زرت بغداد قبل عشر سنوات زيارة خاطفة لكن غيابي طال اكثر من ثلاثة عقود شهد العراق خلالها واحدة من اصعب مراحل تاريخه الحديث ... ثلاثة حروب دولة و سنوات طويلة من الحروب الداخلية و الصراعات الدموية أدت الى انتشار الفقر و الفوضى و تشظي اجتماعي رهيب و عجز شبه تام في عمل مؤسسات الدولة وظيفيا و وجوديا..

لكن رغم توالي حقب الدمار ودوران طاحونة الموت فان المفاجأة التي أنقذتني من صدمة التقاطع مع الواقع المريع كانت ان بغداد ... او اجزاء واسعة منها ... تتمتع بأعلى درجات جمال المدن الحديثة من حيث وسع الشوارع و نظافتها و انتشار المباني الجميلة مراكز التسوق الكبيرة جدا و المقاهي وووو... نعم ... بشكل ما رأيت ان بغداد تتفوق على الكثير من المدن الكبرى التي تسنى لي زيارتها في الشرق الأوسط و اوروبا و شرق اسيا .. (سأعود و اتحدث عن مختلف مناطق بغداد و طبيعتها الجغرافية و الديمغرافية من حيث انتشار الفقر و الإهمال و التمتع بأعلى أسعار العقارات و الحياة المرفهة جدا)..

لكني سأبدأ من رحلة العودة .. او الذهاب الى مطار بغداد و المرور من بوابة الإجراءات الأمنية القاسية جدا الى حد الإرهاق و التي تجعل من المستحيل تقريبا إقناع اي شخص في هذا العالم بزيارة العراق لكسر العزلة الدولية و بالتالي اعادة ادماج العراق في اطار الحراك الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي في العالم... اي تطبيع الأوضاع في الأوضاع في العراق و ربطه بالعالم..

من الطبيعي جدا ان المجتمعات التي تتعرض لمشاكل أمنية فان السلطات تضطر لتشديد الإجراءات الوقائية حماية للمواطن و توفير السلامة العامة ... شخصيا اتذكر مثل هذه الإجراءات في بروكسل التي تعرضت مطاراتها و بعض احيائها المهمة الى تفجيرات قبل حوالي السنتين حيث نزلت قوات خاصة في الشوارع و في الطرق المؤدية الى المطار .. لكن كان هناك حرص واضح على عدم إرعاب المواطنين ( اتمنى ان نتذكر هذه النقطة في المقالات اللاحقة)...

في بغداد ... الطريق الى المطار الدولي جميل و منظم بشكل رائع... و كذلك فان القائمين على الإجراءات الأمنية هم من الشباب الذي يبتسم دائما و يظهر درجة عالية من التضامن و تفهم انزعاج المسافرين ... لكن تكرار الإجراءات توحي و كأنها تهدف الى ازعاج المسافر اكثر مما يوفر الطمأنينة.. الإجراءات تتضمن اكثر من 8-9 مرات من النزول من الحافلة و تفتيش الحقائب و عرضها على الكلاب البوليسية وووو... و المسافة بين نقاط التفتيش لا تتجاوز احيانا 50 متر و كل هذا يجري في منطقة Security Zone كما هو مذكور في كل مكان و بالتالي فهي مقطوعة نهائيا مع العالم الخارجي حيث ان الحافلات الناقلة للمسافرين هي حافلات داخلية و لا تخرج من المنطقة ابدا..

الملاحظة التي لا أستطيع تخطيها هي ان هذه الإجراءات تقوم بها احدى شركات التامين العالمية ( لا اريد ان اذكر اسمها)... و هذا ما خلق لدي شك بان هناك استثمار في حالة الرعب التي شهدها العراق... لكن من المؤكد ان هذه الشركات تستحصل أموالا هائلة من الدولة العراقية و بالتالي فانها تضع الخكومة العراقية امام احتمالين أحلاهما مرّ كنّا يقال... و مكلف جدا... إما الحفاظ على القفص الذي صنعته شركات التأمين و بالتالي مواصلة العزلة الدولية و تصور العراق و كأنه بعبع لا يجب الاقتراب منه... او الانفتاح وفق معايير شركات التأمين و منظمات التمويل الدولية و بالتالي زيادة النزيف الاقتصادي و تدهور الوضع الاجتماعي لغالبية العراقيين مما يعني الاستمرار في الدوامة المرعبة..

هل يمكن للحكومة العراقية ان تفعل شيئا في هذا الإطار ..؟؟... هذا ما سنحاول ان نناقشه في المقالة القادمة... حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
- العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...1
- يمشي و يحمل جرحه معه...
- عودة الفكر الإمبراطوري ..2
- الطبقة الوسطى: الثورة و الحكم و شرعة الفساد ..1
- العراق... ثورة جياع ..ام استراتيجيات كبرى..؟؟؟..
- انتخابات فوضوية ... او حرب مياه..؟؟؟..
- مارتن لوثر كنج... و حلم المساواة
- عفرين... و موسم الجينوسايد الكوردي ..
- الإلحاد و الدينية و العلمانية... صراع الحدود..؟؟!..2
- ملتقى الثقافات الافريقية ....2
- القدس.... دوار اليقظة...؟؟!!..
- ملتقى الثقافات الافريقية...1
- مام جلال ... وداع الحلم...؟؟؟!!..
- عولمة الكورد...؟؟!!..
- الإلحاد و الدينية و العلمانية... صراع الحدود ..؟؟!!..1
- استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - أوراق بغداد...1