أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1














المزيد.....

مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر - اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة..؟؟...1

عادت هذه الايام قضية سد النهضة الى الواجهة بشكل اكثر وضوحا في بنيتها السياسية بعد ان هيمنت لفترة الامور الفنية و التقنية و سؤال المحكمة و كذلك محاولة ايجاد طرف ثالث ... الولايات المتحدة او فرنسا وفق الرؤية المصرية على الاقل..

مع كل التقدير للزملاء الباحثين ... اود ان ابتعد عن الاشكاليات الفنية و التقنية.. كما اريد ان اعبر بسرعة ايضا موضوع عرض القضية على المحكمة الدولية... ليس فقط بسبب رفض اثيوبيا و انما ايضا لسبب مهم كنت قد تحدث عنه في دراسات سابقة منذ ما يقرب من عقدين بالنسبة الى المشكلة المائية بين العراق و تركيا... و ايضا كررتها في ندوات و مقالات مختلفة و هي ان القوانين الدولية لم تعد فعالة في ايجاد حلول لقضايا تاريخية تدخل فيها عوامل كثيرة و تتقاطع فيها مصالح حياتية و تتغير فيها معالم القضية و تتوسع و تضيق آفاقها هنا و هناك ..

الملاحظة الاولية من تكرار الوساطات و ادخال اطراف ثالثة مختلفة و كذلك جولات المفاوضات غير الجدية و التركيز احيانا على هذا او ذاك من الابعاد الفنية و التاريخية و الدينية و غيرها هي انها تستهدف خلق فجوة زمنية او كسب وقت كما يسمى عادة لتحقيق ترتيبات سياسية و استراتيجية تتخطى قضية السد و حتى موضوع المياه ذاتها و حصصها و مدى توظيف تدفقها في خدمة مشاريع طاقة و زراعة و غيرها...

مع كل الاحترام لدور السودان المتواضع و الذي يقترب كثيرا من فكرة عدم الانحياز الايجابي... فان مستوى تحرك الطرفين الرئيسين و هنا اعني مصر و اثيوبيا ... يظهر ان لدى كل منها مشروعا للهيمنة في منطقة القرن الافريقي ... لكن هذه الهيمنة و ان كانت تهدف الى اعادة بناء شبكة المصالح في المنطقة بشكل يضمن مركزية دور هذه الدولة او تلك اي مصر و اثيوبيا... الا انها لا تشكل طوقا استعمارياً... بل تقترب كثيرا من المفهوم الامريكي اي "القيادة Leadership" و التي تعتمد على آلية Rearticulation of Powers اي اعادة مفصلة القوى الفاعلة تحت قيادة اخلاقية و شرعية ..

اعتقد ان ملاحظة مبسطة لصورة مصر و اثيوبيا في مشهد تطور العلاقات الدولية في السنوات الاخيرة تدعم فرضية مشروع الهيمنة ... حيث ان حضور مصر في الساحة واضح رغم كل الانتقادات التي عادة توجهها المنظمات الدولية و المتعلقة بحقوق الانسان و الافتقار الى الديمقراطية السياسية و الاجتماعية .. الخ... يؤكد لنا ان مصر تحتل اولوية لدى كل القوى الكبرى في العالم رغم تقاطع الصراعات و المصالح بين هذه القوى و اعني الولايات المتحدة و روسيا و الصين و القوى الفاعلة في الاتحاد الاوربي اي المانيا و فرنسا و بريطانيا..

هذه الحالة الامتيازية تنطبق ايضا على اثيوبيا بشكل او اخر .. دعنا فقط نذكر ان جائزة نوبل للسلام يرتبط بشكل مباشر بالمشاريع الدولية الكبرى و ليس باي علاقة محلية كما توحي التاويلات الساذجة احيانا .. هذه الجائزة تهدف بشكلٍ اساسي الى اعادة تاهيل قوى محلية او دولية لكي تلعب دورا اكبر و اكثر تاثيرا على المسرح الدولي او الاقليمي ... لا اريد ان اطيل كثيراً في هذه النقطة لكن فيما يتعلق بالشرق الاوسط فان منح الرئيس السادات و رئيس وزراء اسرائيل و من ثم الناشطة توكل كرمان من اليمن و ضحية الاغتصاب نادية مراد من العراق تظهر بشكل واضح الاهمية العابرة للشأن المحلي و لمفهوم السلام ذاته.... و الامثلة على المستوى الدولي لا يختلف كثيرا فالرئيس اوباما مثلا تفاجأ بمنحه الجائزة لانه لم يحقق شيء سوى التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران... و هو اتفاق كان يهدف الى تغيير النظام في ايران من الداخل (موضوع ربما نكتب عنه مستقبلا).. و على ذات الاساس يمكن ان نفترض ان رئيس الوزراء احمد آبي لم يحصل على الجائزة فقط لانه يحمل نوايا مخلصة لخلق اواصر سلم بين قبائل تحارب بعضها البعض منذ الاف السنوات .. فهل حقق شيئا..ام ان الجائزة العالمية الاهم باتت تمنح على اساس "انما الاعمال بالنيات"..؟؟..

الان اذا عدنا الى فرضية مشاريع الهيمنة لابد ان نطرح تساؤلات جدية... ما هي اهمية مصر و اثيوبيا في النظام الدولي القائم او الزائل او القادم... وما هي التحديات التي تواجهها كل بلد و حدود امكانياتها .. و ما دور سد النهضة و غاز المتوسط و التطورات في ليبيا و التوتر المصري التركي في مشروع الهيمنة..؟؟ ... كل هذه و تساؤلات اخرى سنناقشها في المقالات القادمة ضمن هذه السلسلة...

لكن الخلاصة الاولية هي انه ... لاشك ان هناك تصادم بين مشروعي مصر و اثيوبيا ... لكن هل يعني ذلك هناك "ضرورة" لقيام حرب ... ؟؟.. أشك في ذلك لان منطق التنمية و الحرب لا يلتقيان ... و اعتقد ان الشعار الذي ظهر في الستينات من القرن الماضي "يد تبني و يد تحمل السلاح" لم يكن سوى كلام دوغمائي فاقد لاي قيمة واقعية لان ما تبنيه السواعد في سنة يمكن ان تهدمه قنبلة صغيرة في دقائق قليلة... ثم ان اغلب مراحل تجارب اثيوبيا و مصر الفرعونية التاريخية تعلمنا ان الاولية كانت تدور حول بناء دولة و مجتمع مستقر اكثر من كونها تدعم رؤى امبراطورية توسعية محاربة.... كما انه في المرحلة الحالية يشهد كل من البلدين المئات و ربما الالاف من المشاريع التنموية و عليه فلا يمكن تصور ان العقلانية التاريخية ستودي بكل شيء هكذا كما يتصور البعض ... سأعود الى هذه النقطة لاحقا لانها تحتل اهمية كبرى في مشروع الهيمنة... حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
- الثورة -العفوية-...!!!.،
- -الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1
- أوراق بغداد...2
- تضخم الأحادية... سريالية الأنا الممتدة..
- أوراق بغداد...1
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
- العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...1
- يمشي و يحمل جرحه معه...
- عودة الفكر الإمبراطوري ..2
- الطبقة الوسطى: الثورة و الحكم و شرعة الفساد ..1
- العراق... ثورة جياع ..ام استراتيجيات كبرى..؟؟؟..
- انتخابات فوضوية ... او حرب مياه..؟؟؟..
- مارتن لوثر كنج... و حلم المساواة


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1